هل تجيد لغة العالم الجديدة؟

مروة الاسدي

2018-08-06 04:00

ماذا تعرف عن لغة العالم الجديدة التي لا تحتاج حروفا ولا تعلما ولا قراءة ولا كتابة، انها لغة ناعمة جديدة أطلقتها الثورة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي ويعتبرها كثيرون مشروع المستقبل يجمع العالم ضمن التطور العولمي، في المقابل يرى قليلون أنها تعيد البشرية إلى لغة الرموز. بين هذا الرأي وذاك تتقدّم الإيموجي كلغة تحقق تواصلا دوليا بمساحة مليارات الرسائل يوميا برموزها التي تعبّر عن شعور كاتبها وأحيانا بما قد تعجز عنه الكلمات.

وتعرف الرموز التعبيرية، أو كما يطلق عليها البعض "إيموجي" بإمكانه أن تعبر عن مشاعر الفرح أو الحزن أو الدهشة أو الغضب وغيرها الكثير. احتفلت هذه الرموز هذا العام بمرور 35 عاماً على اختراعها، ومنذ ذلك الحين طرأ على أشكالها بعض التحسينات كي تتلاءم مع وسائل التواصل والتقنيات الحديثة. فهل ستكون الخطوة التالية هي التعابير المجسمة المحاكية لتعابير الوجه؟

من منا لا يستعمل الرموز التعبيرية (الايموجيز) يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي بإختلافها؟، فلقد انتشر مؤخرا استخدام الرموز التعبيرية بصورة واسعة جدًا في مواقع التواصل الإجتماعي، فلم يعد استخدامها قاصرًا على كونها تكملة للرسالة النصية لإيصال مشاعر المرسل، بل في كثير من الأحيان تكون بديلاً للرسائل النصية، حيث يكتفي المرسل بإرسال الايوجي لوحده فقط دون كتابة أي رسالة.

ولو بحثنا في أصل كلمة اموجي المتداولة فهي كلمة يابانية الأصل وتشير للرموز التعبيرية، ويعود تصميمها إلى مصمم ياباني؛ فقد قام باختراع الرموز التعبيرية في عام 1999، ويعتبر السبب الأساسي في اختراع الإيموجي أن اللغة اليابانية ليست محددة أو واضحة مثل اللغة الانجليزية، بل أن الكلمات تحمل معاني كثيرة، لذلك فكر المخترع الياباني في الايموجي الذي يعبر عن المعنى المقصود وتوضيحه. و كانت متاحة فقط على الهواتف اليابانية، ولكن بعد إصدار هاتف الأيفون في اليابان، قررت شركة أبل أن تضيف الإيموجي على الأيفون للمنافسة بقوة ، وكانت الرموز التعبيرية متاحة لجميع مستخدمي الأيفون عندما أصدرت الشركة نظام iOS 5 ، فأصبحت متاحة الاستخدام على مستوى العالم و لكن فقط في هواتف الأيفون، و من ثم اُدخلت عليها الكثير من الإضافات والتغييرات بحيث أصبحت متاحة لجميع الهواتف في أنحاء العالم، ويعتبر يوم 17 من يوليو هو اليوم العالمي الذي يحتفل به العالم بالإيموجي، و من شدة تعلق المجتمع بيها أصبحت توضع على الملابس والأحذية والحقائب وغيرها.

ولا ينكر أحد الفائدة الكبيرة من استخدام الرموز التعبيرية؛ حيث أنها تساهم في ايصال المشاعر والعواطف بطريقة واضحة وجميلة، كما أنها تساعد في سرعة التواصل بين الأشخاص و أيضًا تعتبر وسيلة التعبير للأشخاص الذين فقدوا القدرة على الكلام، و أيضًا تعتبر وسيلة لا تعترف بإختلاف اللغات بحيث يفهمها الجميع في أنحاء العالم، ولكن تجدر الاشارة هنا إلى أن هناك بعض الإختلافات بين الشعوب في تفسير الايموجي بإختلاف أشكالها و هذا ما يجب مراعاته حين استخدامها.

وأيضًا اذا تم استخدامها بدون أي رسائل نصية مرفقة معها فقد يتم فهمها بشكل خاطئ من الطرف الآخر، في حين أن ارفاقها مع نص كتابي قد يكون أكثر وضوحًا، و أيضًا من ما يقلق في استخدام هذه الرموز أنه و مع الوقت يضعف هذا الاستخدام؛ احتكاك الناس باللغة و معرفة مفرداتها و بالأخص لدا الأطفال حيث يكتفون بالايموجي لسهولتها في التعبير، مما قد يؤدي لضرر كبير بمعرفتهم باللغة و تفقههم فيها على المدى الطويل.

ومن المفارقات في استخدام الايموجي؛ أن كل بلد تقريبًا يشتهر بيه نوع أو نوعين من الايموجي أكثر من غيرها. و لم تقتصر شهرة الايموجي على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل تعدت ذلك لتصل إلى السينما؛ حيث قامت شركة سوني بإنتاج فيلم يحمل اسم The Emoji Movie، و بطل الفيلم إيموجي يدعى جين ويدور الفيلم حول معاناته، لأنه ولد من دون فلتر، ويحتوي الفلتر على العديد من الرموز التعبيرية. و من المفارقات أيضًا أنه ظهر كتاب تمت كتابته فقط بالرموز التعبيرية (الإيموجي) دون استخدام أي كلمات، وهي رواية انجليزية، ويدعى الكتاب إيموجي ديك، فهل يعد هذه تمهيدًا لظهور لغة جديدة تعتمد أساسًا على الرموز التعبيرية دون الحاجة للكلمات؟

قصور في اللغة أم تكثيف لمعانيها؟

قلوب صغيرة ووجوه ضاحكة يتداولها ملايين الأشخاص على الإنترنت وبالهواتف النقالة تساعد على تخطي مواقف سوء الفهم. فالنصوص المكتوبة قابلة للتفسير بأشكال متعددة. فأيها أكثر انتشاراً؟ وهل تختلف باختلاف الثقافات؟

تطورت الفنون من رسم الماموث والنار الرماح على جدران الكهوف إلى الرسومات المتحركة والوجوه التعبيرية على هواتفهم الذكية. تنتشر الأيقونات التعبيرية بشكل سريع جداً وهو ما يتواءم مع طبيعة الاتصال الرقمي من شبكات الاتصال الاجتماعي مثل فيسبوك، أو الدردشة مثل الواتس آب أو حتى الرسائل القصيرة التقليدية للهواتف النقالة. وتوفر النسخة الأكثر انتشاراً للأيقونات التعبيرية في الهواتف الذكية 722 أيقونة مختلفة، حمَلها أكثر من عشرين مليون مستخدم لهواتف شركة أبل. وتتنوع هذه التعابير من وجوه ضاحكة وقلوب تقليدية إلى كؤوس الشراب ورياضة التزلج.

يرى بعض اللغويين في انتشار الرموز الرقمية ضعفاً في اللغة المكتوبة، فهم يعدونها تكاسلاً عن التعبير بلغة مكتوبة دقيقة. من جانب آخر، ترى المتخصصة بعلم النفس الاجتماعي تينا غانستر في الأيقونات التعبيرية "طريقة مبدعة للتعامل مع صعوبات الاتصال الرقمي". وتعلل ذلك بأن هذه الرموز تشكل بديلاً عن التعابير غير اللفظية في الحياة الواقعية كلغة الوجه والجسد ونبرة الصوت غير المتوفرة في النصوص المكتوبة. لذا تعد الأيقونات التعبيرية في كثير من الأحيان الطريقة الوحيدة للتعبير عن المشاعر. وتوضح: "تستخدم الرموز التعبيرية لتوضيح المقصود من الجملة، فقد تعني السخرية أو التهكم. وبهذا تساعد هذه الأيقونات على تجنب سوء التفاهم". فجملة "اعزم والدتك إلى حفلتنا" تحمل معنى مختلفاً تماماً في حالة تذييلها بوجه غامز، تضيف غانستر. إذن فإن تنوع الأيقونات التعبيرية يساعد على بناء العلاقات عن طريق الوسائل التقنية.

ويشاطر عالم اللغويات بيتر شلوبنسكي من جامعة لايبنس هانوفر وجهة نظر تينا غانستر في أن استخدام الأيقونات التعبيرية لا يؤذي اللغة بشكل عام. فيقول:" لا تستخدم هذه الرموز في كل مكان أو وقت، وإنما تقتصر على صور محددة للتواصل كالرسائل القصيرة أو تطبيقات الدردشة".

من هنا يمكن توقع بعض الصعوبات في فهم اللغة غير اللفظية إذا ما كان المعنى الاصطلاحي لها مختلفاً من ثقافة إلى أخرى. فرسم دائرة بالإبهام مع إبراز السبابة يعني في كثير من الثقافات "Ok!" ، في الوقت الذي تعد فيه نفس الحركة إهانة في البرازيل ودول أخرى كثيرة. وبناءاً على ذلك، فإن وقوع حالات سوء تفاهم في الأيقونات التعبيرية رغم شدة عاطفيتها مماثل لاحتمالية وقوعها في الحياة الحقيقية.

احترس .. "الإيموجي" في مراسلات العمل تأثيرها عكسي

يستخدم الكثيرون الرموز الإيمائية في محادثاتهم الإلكترونية، وذلك للتعبير عن مشاعر الفرح والاهتمام بالآخرين. لكن دراسة حديثة تحذر من القيام بهذا الأمر في بيئة العمل، فلماذا يا ترى؟

قد تكون الابتسامة الدافئة مفيدة للغاية في أماكن العمل، خصوصاً عندما نقابل أشخاصاً آخرين لأول مرة بابتسامة، وهو ما قد يجعلنا نبدو أكثر كفاءة واهتماماً بالآخرين. بيد أن دراسة حديثة حذرت من أن إدراج الرموز الإيمائية (إيموجي) في رسائل البريد الإلكتروني لا تحقق نفس التأثير، بل ويمكن أن يكون لها تأثير عكسي، حسب ما أشارت إليه مجلة "سيكولوجي هويته" الألمانية.

وأشارت الدراسة إلى أن رموز الابتسام في رسائل البريد الإلكتروني لا تبعث على الدفء وربما تجعل مستخدميها يبدون أقل كفاءة. لكن هذا ينطبق فقط على مراسلات العمل، حيث لا يبدو أن رموز الابتسامة تنطوي على تأثير سلبي في البريد الإلكتروني الشخصي، يشار إلى أن الدراسة جاءت تحت عنوان "الجانب المظلم لرموز الابتسامة"، وأعدها ثلاثة باحثين من جامعات في هولندا وإسرائيل.

نقاد هوليوود يجلدون فيلماً بطله "إيموجي"، فهل سيؤدي للوقيعة بين الآباء وأبنائهم؟

إذا كنت من عشاق الإيموجي فقد يسعدك أن تعلم أن هوليوود صنعت لك فيلم رسوم متحركة جديداً بطله "إيموجي"، لكن قد تصاب بالإحباط قليلاً من تقييمات الفيلم الذي قوبل بآراء متضاربة غلب عليها النقد السلبي، إذ رأى كثيرون أنه غير ممتع بالنسبة للكبار الذين أصبحوا جمهوراً مهما لمثل هذه الأفلام، ولكن قد يكون الأمر مختلفاً بالنسبة للأطفال الذين قد يستمتعون بفيلم The Emoji Movie المثير للخيبة أكثر من الجدل، ويبدو أن الفيلم سيؤدي للوقيعة بين الآباء وأبنائهم.

وتزعم التقييمات الأولية للفيلم إلى أنَّ المشاهدين قد يستمتعون بالرموز التعبيرية، أو ما يُعرَف برموز الإيموجي، الموجودة على هواتفهم الذكية أكثر من استمتاعهم برموز الإيموجي التي تصوَّر على الشاشة الكبيرة، حسب تقرير لموقع Hollywood Reporter.

وحسبما يرى ريزوف، فإنَّ فيلم The Emojie Movie يُعد "نقطة انطلاقٍ أكثر ضعفاً حتى من فيلم الرسوم المتحركة الأخير The Angry Birds Movie من إنتاج شركة سوني بيكتشرز للرسوم المتحركة"، وفي نهاية المطاف، "ربما لم تكن هناك إمكانية أبداً لإخراج نسخةٍ أكثر قبولاً من هذا الفيلم، نسخةٍ يشعر أحدهم بالشغف حيال تقديمها لأسبابٍ تكون فنية"، ويوضح غلين كيني، الناقد بصحيفة NY Times، أنَّ "هوليوود، ولفترةٍ طويلة، كانت تروِّج للفكرة القائلة بأنَّ البلاهة العصرية يمكن أن تبدو أخف وطأة، عن طريق تلميعها باستخدام مظهرٍ لامع برَّاق والاستعانة بالفنانين والكتاب الموهوبين.

تعرفوا على السعودية التي قدّمت الحجاب إلى عالم الإيموجي

المحجّبات يملكن اليوم رمز "إيموجي" لتمثيلهن، وهذا كله بفضل شابة سعودية تبلغ من العمر 16 عاماً فقط، رئيفة الحميدي تعيش اليوم في فينا وقد اقترحت الفكرة أمام مجلس "Unicode Consortium" العام الماضي، وتشعر اليوم بالفرح لتقبّل "آبل" رسم الإيموجي للحجاب، والذي كشفت عنه الشركة، بمناسبة يوم الإيموجي العالمي، تابعوا مقابلة CNN مع الشابة في الفيديو أعلاه.

ويعتبر مجلس "Unicode Consortium” منظمة غير ربحية تختص بتحديد المعايير العالمية لرسوم الإيموجي والشخصيات الأخرى المرتبطة بتبادل الرسائل والنصوص، ليقوم مطوّرو البرمجيات في شركات مثل "فيسبوك" و"غوغل" و"آبل" بتصميم نسختهم الخاصة من تلك الرسوم لمنصاتهم.

وقالت الحميدي في حديث مع CNN، إنها سعيدة بالشكل الذي صممته "آبل"، مضيفة: "رأيت العديد من التصاميم والكثير من الأفكار والألوان، لكنّي لم أدرك الشكل النهائي لما كانت ستبدو عليه، إنها تشبهني، إنه شعور يملؤني بالبهجة أن أرى الوجه على أرض الواقع بعد كل الكتابة التي اضطررت لتقديمها".

وبدأت الحميدي بإرسال المقترحات بعدما شعرت بأن الملايين من النساء المحجبات حول العالم لم يمثَّلن في رسوم الإيموجي، لترسل مقترحاً سريعاً وتطلب درجات لون بشرة مختلفة، بعدها قام المجلس بتعيين مصمم ليساعدها في الحصول على رسم أولي للرمز المطلوب، لفتاة محجّبة ولشاب يرتدي "الشماغ". (المزيد من التفاصيل: إيموجي لفتاة بالحجاب والفكرة لشابة سعودية)

ولكن الانتقادات توسعت بعد الطلب، البعض قال إن هذا الرمز "غير ضروري" و"أنه تجسيد لاضطهاد النساء"، وبعد إعلان الإيموجي المحجّبة، ترددت الأفكار ذاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارِض.

وقد زادت منظمة "Unicode Consortium" من عدد رسوم الإيموجي خلال السنوات الماضية، غذ وافقت على 2666 رسم إيموجي في يونيو/حزيران هذا العام مقارنة بـ 7223 رسماً فقط بالفترة ذاتها قبل عامين، كما بذلت المنظمة جهداً للحصول على رسوم بألوان بشرة متعددة وجنسيات ووظائف مختلفة.

ورغم أن الحميدي تقرّ بأن الرسم قد يستخدم للترويج لصور نمطية سلبية عن الإسلام، إلا أنها تأمل بأن يساهم الرمز بإدخال السرور إلى قلوب المسلمين وأن يروّج للتسامح، لتقول: "عندما يرى الناس بأن النساء المحجّبات في هواتفهم سيدركون بأنا أشخاص طبيعيون نعيش روتيناً يومياً كغيرنا".

تطبيق واتس آب يكشف عن مجموعة وجوه تعبيرية Emoji خاصّة به

ستحمل الإصدارات القادمة من تطبيق واتس آب WhatsApp مجموعة جديدة من الوجوه التعبيرية Emoji، وذلك حسبما رُصد في النسخة التجريبية الجديدة الخاصّة بنظام أندرويد، ونشر موقع EmojiPedia تدوينة ذكر فيها أن تطبيق واتس آب جهّز بالفعل وجوه تعبيرية خاصّة لا تختلف عن الوجوه الموجودة حاليًا سوى بالتصميم، فهي مُشابهة بنسبة كبيرة للوجوه الموجودة في أجهزة آبل المُختلفة.

ويُمكن تحميل الإصدار رقم 2.17.364 من التطبيق على نظام أندرويد لمشاهدة التصميم الجديد للوجوه التعبيرية، على أن يتم إضافتها في لوحة مفاتيح التطبيق مع إطلاق النسخة المُستقرّة.

60 مليون ايموجي على فيسبوك يوميا

اعلنت شركة التواصل الاجتماعي المالكة لتطبيقي فيس بوك وانستغرام، ان نحو 60 مليون ايموجي، او رمز تعبيري، تستخدم على صفحات فيسبوك يوميا، ونحو 5 مليارات أخرى يوميا عبر تطبيق الماسينجر الخاص بالشركة نفسها، يأتي هذا فيما بلغ عدد مستخدمي فيسبوك في العالم نحو ملياري مستخدم، اي اكثر من تعداد أكبر دولة في العالم من حيث السكان وهي الصين، وبحسب الشركة، فان اكثر الإيموجي، او الرموز التعبيرية استخداما هو البكاء من شدة الضحك، وحل بعده تعبير فيض مشاعر الحب، ثم القبلة، فالضحك المبالغ فيه، إيموجي مشاعر الحب حل في المركز السادس، ثم الغمزة، فمشاعر الخجل، والبكاء والضحك، اما أكثر ايموجي مستخدم بحسب بعض الدول، فكان إيموجي مشاعر الحب الأكثر استخداما في المكسيك والبرازيل، في حين الضحك المبالغ فيه كان الأكثر استخداما في الولايات المتحدة وإندونيسيا، بينما كانت القبلة الأكثر استخداما في اسبانيا وايطاليا.

تعرف على سر الرموز التعبيرية "إيموجي"

سكاي نيوز عربية يستخدم كثيرون حاليا الابتسامات والرموز التعبيرية، المعروفة باسم "إيموجي"، في رسائلهم النصية، عوضا عن الكلمات واختصارا لها، أو اختصارا لجمل بأكملها، وظهور هذه الابتسامات والرسوم التعبيرية جاء مكملا للغة المختزلة التي بدأت مع ظهور الرسائل النصية وانتشارها عبر الهواتف النقالة والبريد الإلكتروني محدود السعة والكلمات والحروف.

فمع ظهور نظام هواتف الإنترنت، في اليابان، الذي لا يسمح باستخدام أكثر من 250 حرفا في البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، ظهرت الحاجة إلى كلمات تعبيرية مجازية بوصفها وسيلة أسرع وأسهل للتواصل.

كما أن استخدام كلمات محدودة في رسالة قصيرة قد يؤدي إلى حدوث سوء فهم، ذلك أنه من الصعب التعبير عن النفس بصورة ملائمة بعدد محدود من الحروف والكلمات، ومن هنا، بدأ فريق ياباني بالعمل على تطوير رموز تعبيرية أو "إيموجي" لصالح الشركة المعنية بنظام الهواتف عبر الإنترنت والهواتف المتحركة، لتجد طريقها إلى الاستخدام في العام 1999، وقبل عصر الهواتف النقالة، وتحديدا في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، ظهر نظام الأجهزة الطنانة "البيجر" في اليابان، وشاع استعمالها بين الشباب، وكان فيها رمز "القلب" وهو الرمز الذي حظي بترحاب كبير بين المستخدمين.

وفي نسخة لاحقة للشركة التي عرفت باسم "بوكيت بيل"، أسقط رمز القلب، فتحول المستخدمون عنها إلى شركة أخرى احتفظت برمز القلب، الأمر الذي دفع "شيغيتاكا كوريتا" إلى إدراك أهمية الرمز، وأنه يجب أن يكون جزءا من أي خدمة تراسل نصية، ومن هنا استلهم فكرة الإيموجي.

ووفقا لكوريتا، فإنه استلهم الفكرة أيضا من رموز حالة الطقس ومن طريقة كتابة يابانية تعرف باسم "حروف كانجي"، بحسب ما جاء في مقابلة له في صحيفة الغارديان البريطانية، وأوضح كوريتا أنه في البداية كان هناك نحو 200 إيموجي، لأمور مثل حالة الطقس والطعام والشراب والمزاج والمشاعر، وقال إنه طوّر رمز القلب للدلالة على الحب.

في البداية كانت رموز الإيموجي بالأسود والأبيض فقط، وانحصر حجمها في 12x12 بيكسل، لذلك فقد اتسمت بالبساطة الشديدة ولم يكن هناك الكثير من التنويعات، كما لم يكن من السهل تصميم الرموز بالشكل المطلوب والمرغوب.

وظهرت أول رموز ملونة في العام 1999، عندما بدأت شركة يابانية أخرى للهواتف النقالة بإعادة تطوير النسخة الأصلية من الإيموجي، مثل الوجوه الصفراء المستخدمة حاليا والمعروفة باسم "سمايلي"، وأشار كوريتا إلى أن تطوير الإيموجي في البداية كان يتركز على السوق اليابانية، موضحا أنه لم يعتقد أن الإيموجي سينتشر ويصبح شائعا على المستوى الدولي وتحوله إلى أداة تواصل مفيدة تجاوزت اللغات.

لكن كوريتا يعتقد أن لغة الإيموجي تصبح ذات صبغة محلية أكثر فأكثر، وهناك "إيموجي" خاصة بالثقافة اليابانية كما أن هناك إيموجي خاصة بثقافات ومجتمعات أخرى، ولا يعتقد كوريتا أن استخدام الإيموجي يعد مؤشرا على تناقص قدرة الناس على التواصل بواسطة الكلمات أو نقص المفردات لديهم.

من ناحية أخرى، لا يعتقد كوريتا أيضا أن الإيموجي ستتطور كثيرا على المستوى التقني، لكنه يشير إلى أن تطور الإيموجي جاء لتلبية احتياجات التعبير المعقد عن المشاعر، يشار إلى أنه بموجب استبيانات عديدة، فإن الشريحة العمرية بين 18 و25 عاما تجد من الأسهل عليها التعبير عن مشاعرها بواسطة الإيموجي، الذي يعتبر بشكل من الأشكال مكملا للكتابة بالحروف، وهناك جهة عالمية مسؤولة عن اعتماد الرموز وتعبيراتها، وهي "يونيكود"، وتقبل كل عام مجموعة من المقترحات لبعض الأيقونات والإيموجي الجديدة أو أي تطوير عليها، لتستخدم في الطباعة بواسطة لوحة المفاتيح، مع العلم أنه يوجد حاليا أكثر من 1800 إيموجي.

10 حقائق عن "إيموجي"

يستخدم الجميع الرموز الصغيرة والمليئة بالتعابير، ولكن مَن يعرف أين اُخترعت، وأي "إيموجي" هو الأكثر شيوعا في كل دولة؟

1. يستخدم أكثر من 90% من مستخدمي الإنترنت صور "الإيموجي".

2. المرة الاولى استُخدمت فيها الصور الرمزية "إيموجي" كانت في عام 1998 في اليابان، وحظيت بشعبية كبيرة جدا في غضون وقت قصير، وفي العام 2010، بدأت شركة جوجل، مايكروسوفت، فيس بوك، وتويتر بإطلاق إصدارات خاصة بها. ولكنها دخلت الوعي العالمي في عام 2012 عندما بدأت شركة أبل تستخدمها في الإصدار السادس من نظام التشغيل الرسمي الخاص بها.

ومنذ أن بدأت شركة "أبل" باستخدامها، فقد أجرت بعض التعديلات والإضافات على صور "الإيموجي" الخاصة بها. مثلا، في العام 2015 أضافت "إيموجي" علم فلسطين إلى بقية أعلام الدول في العالم.

3. أطلِقت في الإصدار الأول، 180 صورة "إيموجي" فقط، وفق تعابير وجوه خاصة شاهدها مخترع الإيموجي، شيجتاكا كوريتا، لدى العديد من الأشخاص. لقد عمل بإلهام من رموز تقارير حالة الطقس واللافتات في الشوارع.

4. خارطة الإيموجي الأكثر شيوعا في انحاء العالم.

5. هناك كتاب مكتوب برموز "الإيموجي"، ولا تظهر فيه كلمة واحدة! وهو كتاب رواية بالإنجليزية "موبي ديك"، ويُدعى "إيموجي ديك" وسعره 40 دولار.

6. تحت عناوين المواقع التالية يمكنكم متابعة تغريدات "الإيموجي" من جميع أنحاء العالم في تويتر ورؤية أية رموز "إيموجي" يستخدم الأفراد في اللحظة الحقيقية ويتم تحديث عدد المرات التي استُخدِمت فيها أمام أعينكم.

7. في العام 2013، أدرج قاموس أوكسفورد المرموق باللغة الإنجليزي كلمة "إيموجي" والتي أصلها ياباني، لأنها كانت شائعة الاستخدام في اللغة الإنجليزية.

8. في العام 2105، أعلنت استديوهات الصورة المتحركة "صوني" أنها ستبدأ باستخدام "الإيموجي" في فيلم سينمائي للصور المتحركة.

9. في العام 2016، تم تحديث إصدارات "الإيموجي" بحيث تضمنت عدة ألوان جلد بدءا من الأصفر وحتى البني الغامق، في أعقاب الانتقاد الذي أشار إلى عدم وجود تنويع في ألوان الجلد التي تظهر في رموز "الإيموجي".

10. احتفاء بيوم "الإيموجي" العالمي تكشف شبكة تويتر عن "الإيموجي" الأكثر استخداما في تويتر في كل شهر في السنة.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي