دولة الإمام المهدي والعولمة البديلة

محاولة لقراءة مشروع الإمام المنتظر على ضوء مشروع العولمة

مرتضى معاش

2016-05-19 09:25

ان الوضع المأساوي في عالم اليوم من انتهاك لحقوق الإنسان وسلب حريته ونشر الحروب واستهلاك الإنسان كسلعة واحتكار الموارد الأرضية وتدمير البيئة وانتشار الظلم والاستعباد في ظل مشروع العولمة، كل هذا يدعونا لقراءة العدل العالمي في مشروع المنقذ الذي ننتظره.

كانت أهم المشاكل التي تقلق المجتمع البشري على طول التاريخ هو ذلك التنافر الإنساني الذي برز في شكل صراعات دامية وحروب استنزافية زرعت أمراضا مستعصية في عمق الجسد البشري مثل العرقية والعنصرية والقومية. ولاشك ان الصراع المستميت على المصالح قد حول هذه الأمراض إلى أيديولوجية متأصلة تبحث عن أعداء لها لتبتلعهم رغبة لمصالح منظريها وكانت الحربين العالميتين شاهد مروع على ذلك.

ولان الإنسان كائن اجتماعي بفطرته يميل الى الانسجام مع أخيه الإنسان ومد وشائج الإنسانية، فأن وجود عالم إنساني موحد يقوم على السلام والمحبة والوحدة البشرية بدون وجود أي قواطع أو حواجز مادية أو معنوية كان المشروع المثالي الذي حلم به الفلاسفة والمصلحين والمفكرين. لكن كل ذلك كان يصطدم بواقع مر وهو ان الكثير من هذه الدعوات كان تستغل من قبل السلطات لفرض هيمنتها على الدول الأخرى بداعي التوحيد والاندماج.

ان هذا يقودنا الى بحث ظاهرة جديدة تطرحها وسائل الإعلام بقوة وهي ظاهرة العولمة، هذه الظاهرة الجديدة في مصاديقها وليس في مفهومها تهدف في مشروعها الرئيسي الى دمج العالم البشري في وحدة بلا حواجز جغرافية او اقتصادية اوسياسية، حيث يدعـــي منظروها: بأن الـــعولـــمة هي كل الــــمستجدات والتطورات التي تسعى بقصد او دون قصد الى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد(1).

ويعتقد هؤلاء ان السرعة التي نمت بها البشرية في القرن الأخير وخصوصا في العقد التسعيني هو تحول حتمي نحو سيادة العولمة ووجود المجتمع العالمي الواحد، حيث ان البشرية: تواجه اليوم ما بعد مرحلة عام 2000 عليها ان تعيش لحظة حضارية جديدة مليئة بالتحولات والمستجدات المتلاحقة تدفع في اتجاه انكماش العالم زيادة ترابط أفراده ودوله واقتصاداته، تقارب أجزاء العالم يتم بمعدلات سريعة ويؤثر عـــلى السلوكيـــــات والقناعـــات ويشير الــــى بروز وعي عالمي جديد باننا جنس بشري يسكن في قمر صناعي واحد(2).

بل ان بعضهم وهو فوكوياما يتجاوز ذلك ويقول ان هذه التحولات هي نهاية للتاريخ بعد ان تسقط كافة المباديء والمذاهب وتسيطر الرأسمالية الليبرالية وينتهي التاريخ. ويقول أخر ان التاريخ ليس سجلا للتقدم فحسب بل هو العلم التقدمي فالتاريخ كمسيرة لـــلأحداث تقدم نـــحو الليبرالــــية أما التــــاريخ كسجل لتلك الأحداث فهو تقدم نحو فهم الليبرالية وكـــلتا العملـــيتان متــــلازمتان وتسيران جنبا الى جنب(3).

أي ان التاريخ حسب رأيهم يسير بشكل حتمي نحو الليبرالية الرأسمالية وهذه حتمية تشبه تلك الحتمية التي كانت يدعيها الماركسيون في منهجها. فالماركسية كانت تدعي ان التاريخ في دورته سوف ينتهي الى سيطرة الشيوعية وإيجاد عالم واحد.ولكن العالم بقى متشتتا وانتهت الشيوعية قبل ان يحس التاريخ بوجودها.

هل تنجح العولمة في إيجاد المجتمع العالمي الواحد..؟؟

هذا السؤال لايمكن الإجابة عليه الا بعد معرفة الغايات التي وجدت من اجلها والوسائل التي تستخدمها لذلك. فأصحاب هذه النظرية يدعون ان تحول العالم الى قرية صغيرة ما هو الا بداية الى انحسار القوميات والثقافات والاقتصاديات وذوبانها في التيار العالمي الواحد فقد اصبح من غير الممكن ان يعزل الفرد نفسه عن هذا العالم المنكمش ويعيش في داخل وطنه الخاص، فقد: اصبح التفاعل مباشرة بين الفرد والعالم ويعني ذلك تخطي الحدود بعد ان فقدت خاصيتها في ربط الإنسان القومي بالعالم. وباندثار الحدود القومية أصبح حتميا ان تنحسر أهميتها القومية أيضا فقد أضحت الدولة من المخلفات القديمة التي فقدت جدواها وهي الأخرى في طريقها الى الزوال(4).

وهذا بالتالي يقود العالم الى توحيد شامل تحت راية الرأسمالية الجديدة المتمثلة بأباطرة المعلومات والتكنولوجيا.

العولمة في غايتها ليست نبيلة لانها لاتهدف من التوحيد العالمي الا إيجاد أسواق الاستهلاك المفتوحة دون اي قيود كمركية او موانع اقتصادية او ثقافية او سياسية، فهي تشن هجوما كاسحا لتهميش سلطة الدولة القومية من اجل خضوعها لقانون العولمة الذي تقننه نخبة سماسرة البورصات وملوك المعلومات، ذلك ان: السمة البارزة من سمات العولمة الاقتصادية أممية رأس المال المنتصرة على أممية الطبقة العاملة وهي أممية صامتة يقبع سدنتها في مكاتب وثيرة يمثلون نخبة النخبة، هؤلاء هم الذين يقودون مجتمع الخمس (20% من سكان العالم) الذي يستحوذ على (84،7) في المائة من الناتج الإجمالي في العالم، وعلى (84،2) بالمائة من التجارة الدولية، ويمتلك (85،5) في المائة من مدخرات العالم، اي ان عشرين في المائة من سكان القرية المعولمة سيتمتعون بشغل مستقر ومستوى معيشي محترم ام الباقون فهم فائضون عن الحاجة ينبغي التفكير في الهائهم عبر وسائل ثقافة الاستهلاك وسد رمقهم بمص حلم الأثداء المسكنة(5).

فليست العولمة الا مشروع تجاري اخر يهدف الى استعمار العالم بأدوات ثقافية ومعلوماتية تحت غطاء إعلامي وسياسي مبتكر.

ان العولمة في أدواتها الأخطبوطية تطرح الديمقراطية وحقوق الإنسان كأهداف نبيلة تسعى لنشرها عالميا من تدويل سلطاتها ونشر قيمها الخاصة، ولكننا نجد ان أباطرة العولمة يضحون بالديمقراطية وحقوق الإنسان عندما يتعارض ذلك مع مصالحهم، حيث نلاحظ ان العولمة كيف دقت آسفين الانهيار في دول شرق أسيا عندما أرادت ان تفرض سيطرتها المطلقة على هذه البلاد. فهذه الدول التي يعتبرها الغرب مثالا لنجاح انتقال العولمة الى المجتمعات غير الغربية حيث ظلت حكوماتها تسلطية او شبه تسلطية رغم انصباغها بديمقراطية مزيفة (إندونيسيا وماليزيا مثلا)، وهذا الأمر يدل على حتمية التناقضات في المجتمع الرأسمالي الغربي الحديث في ظروف العولمة، فقد اثبت الواقع ان الإفراط الليبرالي الذي لازم العولمة يمثل تعديا على الديمقراطية نفسها لصالح عمالقة المال خاصة حقوق العمال واحوالهم المتدهورة(6).

لذلك نرى ان أشخاص مثل بيل جيتس وروبرت مردوخ الذين يعيشون تحت نظام ليبرالي مفرط في إعطاء الحريات الشخصية ولو على حساب حريات الآخرين قد تحولوا طغاة مستبدين يفرضون على العالم قيمهم وسلعهم وسلطاتهم على حساب الأخلاق والقيم الإنسانية وعلى حساب الديمقراطية نفسها. فالعولمة تسير في تناقض مثير مع الديمقراطية يؤدي الى سياسة الازدواجية وتطبيق الديمقراطية وفقا لمصلحة رأس المال لا مصلحة المبادئ الإنسانية. فالرأسمالية اتجاه مصلحي يتناقض مع الديمقراطية جملة وتفصيلا والليبرالية اتجاه يرسخ أنانية الإنسان وفرديته في اتجاه متناقض مع غاية العولمة في بناء مجتمع عالمي متناغم في مسؤولياته الاجتماعية، ذلك: ان المؤسسات الحرة والديمقراطية الليبرالية أدوات في يد المجتمع التكنولوجي الحديث تستخدم للحد من الحريات وقمع الفردية واخفاء الاستغلال. ويخضع المجتمع لسيطرة أقلية ذات مصلحة مباشرة تتحكم في رغباته وحاجياته الزائفة التي تخلقها المؤسسات الرأسمالية العملاقة، وما يميز هذه المؤسسات ان مصالحها الاستغلالية تحتمي بالقيم السامية للديمقراطية مما يمكنها من تفادي النقد وعدم التأثر بالحركات المناوئة(7).

فالديمقراطية في عالم الرأسمالية والعولمة ليست إلا قناع تحتمي به النخبة لتحقيق مصالحها. فإذا كانت العولمة كاذبة في ادعاءاتها الديمقراطية والليبرالية فإنها لا تستطيع ان تحقق المجتمع العالمي الواحد لأنها لا تمتلك المقومات الإنسانية الأساسية لتحقيق ذلك، بل أنها تعتمد بشكل كبير على الوسائل المادية والمصالح الآنية وهذا يقودها في اتجاه معاكس نحو الفوضى والحرب والتشرذم.

هفوات العولمة

ان مقومات تحقيق المجتمع الإنساني الواحد يعتمد بشكل كبير على العنصر الإنساني المعنوي وليس العنصر المادي او الأدواتين، لان المشاركة الإنسانية المتكاملة تنشأ من عملية التناغم الثقافي والتفاهم الفكري وليس من عملية التبادل التجاري او التواصل المعلوماتي فقط، ولهذا فإننا نرى ان الإنترنت التي هي أداة تواصل معلوماتي مادي من أدوات العولمة لم تحقق ذلك التواصل الثقافي والفكري الهادف بقدر ما كانت أداة لنشر الجريمة والفساد والإباحية وتبادل المعلومات التافه.

لذلك يمكن أن نرى هفوات عميقة قد أفرزتها العولمة تعمق الشرخ العالمي وتقودها الى مزيد من الانشقاق والعزلة.وهذه هي تعبير واضح عن عناصر تفكك المجتمع البشري وافتقاده لمقومات التوحد والانسجام.

أولا: الاحتكار..الاستبداد..!

ان العولمة في ظاهرها تحمل شعارات الحرية والديمقراطية والأسواق الحرة وحقوق الإنسان ولكنها في حقيقتها وأثارها ليست غير طريق لاحتكار التجارة العالمية ووسائل الإعلام وأدوات الإنتاج المعلوماتي، فالدعوة الى العولمة دعوة مبطنة بإلغاء الدول والثقافات والاقتصاديات من اجل السيطرة المطلقة لأباطرة العولمة والشركات الكبرى التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على الدولة الديمقراطية، اذ من خلال التركيز المتزايد للشركات تنشأ مقدرة هائلة لسلطة خارجة عن البرلمان والحكومة، فالشركات الكبرى تملك مواقع قوية لوضع أهدافها في وجه السياسة والشركات الصغيرة، ودائما على نحو واسع تستغل هذه الشركات دعم بحوثها من أموال الدولة، وهي لاتتقاسم الربح الذي تحصل عليه مع المجتمع(8).

بل ان شركات العولمة أصبحت لها نفوذا كبيرا في إسقاط الحكومات وافتعال الانقلابات وتحريك الأزمات وضرب الاقتصاديات المستقلة. وهي تتجه تدريجيا الى تحويل المجتمع البشري الى مجتمع مستعبد مدجن بواسطة وسائل الإعلام والدعاية الإعلانية الاستهلاكية. فالعولمة تعمل على الاستعباد فتحول دون حصول الأفراد والشعوب الخاسرة على الدنيا من الوفرة(9).

ثانيا: المعلوماتية أدوات تسلطية للفساد

يبشر دعاة العولمة الى بداية المجتمع العالمي بلا حدود وذلك لان المعلوماتية وصلت الى قدرة كبيرة على التوسع والانتشار والسرعة بحيث تكون قادرة على إيجاد التواصل والحوار بين الشعوب ومن ثم وجود المجتمع العالمي الواحد. ولكن تبرز الإشكالية الأساسية في هذا المجال وهو السيطرة المطلقة للولايات المتحدة على الوسائل المعلوماتية فهي أذن لاتمثل الا السياسة والمصالح والقيم الأمريكية وهذا هو الذي أزعج حلفاء الولايات المتحدة في أوربا ودعاهم للتشكيك في العولمة. يرى بريزيجبنسكي ان: لدى أمريكا مشروعا كونيا يؤدي الى تمكنها من تصدير التقنية، ومنظـــمة ضمن عناصـــر متمايزة ذات سلطة بنيوية يرافقها اقتصاد استهلاكي وثقافة جماهيرية ذات نزعات حزبية مصممة(10).

ذلك ان أساس القدرة الأمريكية يعود في الغالبية العظمى من الحالات الى سيطرتها على السوق العالمية للاتصالات، ان ثمانين بالمائة من الكلمات والصور التي تنتشر في العالم تأتي من الولايات المتحدة. وهذه السيطرة المطلقة على تيار المعلومات يعطي المبادرة لأمريكا في التصدي لقيادة العالم وهو امر في صميم العقلنة السليمة بين القوى المجددة لرجال الأعمال والإدارة السياسية للدولة، ان السيطرة على تقانة المعلومات والاتصال يضفيان على الولايات المتحدة مكانة محورية في النظام الدولي ويشكلان حجر الأساس في سلطتها(11).

ان المعلوماتية الجديدة يمكن ان تشكل جسرا ماديا واسعا للاتصال بين الشعوب ونشر القيم الاستهلاكية والإباحية لكنها سوف تكون عاجزة عن رفع الحواجز النفسية وتعميق الاتصال الثقافي، بل ان هذه المعلوماتية سوف توجد الدافع القوي عند الشعوب لتحصين ذاتي محسوس في مواجهة هذا الغزو الجديد. ان التصاعد العددي لبعض الجماعات الانتمائية (ذات البعد الأيديولوجي المحسوس) واستخدامها للوسائل التقنية من اجل الارتقاء بصورتها الخاصة والتعريف بمدى تعبئتها يثيران تساؤلات جديدة في إطار التفكير الدولي(12).

فإيجاد قنوات الحوار الجدي يتم عبر رفع الشكوك التي لازالت تتراكم يوما بعد يوم في أهداف الغرب الساعي وراء مصالحه الخاصة وليس لبناء الحضارة الإنسانية. ورفض الكونغرس الأمريكي الأخير لحظر التجارب النووية شاهد على تضحية الولايات المتحدة بمقدرات العالم الأمنية والحضارية لأجل مصالحها الخاصة ومنفعة مصانع وتجارة الأسلحة.

ثالثا: العولمة تحطيم العدالة الاجتماعية..

ان أساس قيام المجتمع العالمي الموحد يعتمد بشكل أساسي على رفع الحواجز النفسية والاجتماعية التي أوجدت شروخا كبير في الجسد البشري، فالفوارق الطبقية والعنصرية والقومية كانت الأساس لتشرذم العالم وانتشار الحروب وضياع العدل وسيطرة الظلم. ولكن ما يحدث في عصر العولمة هو تحطيم لقيم العدالة الاجتماعية في اشد مراحلها على طول التاريخ، فلم يعرف التاريخ ارتفاعا في نسبة الفقر في العالم مثلما عرفه في عقد التسعينات. فالعالم الذي يضم حاليا اكبر عدد من الفقراء هو اكثر فقرا من اي وقت أخر ونسبة الفقر من أجمالي سكان الأرض هي الأعلى في تاريخ الأرض، والفقر اصبح فقرا مطلقا ومركبا يتضمن الحرمان من كل مقومات الحياة(13).

وهناك قرابة (4،5) مليار إنسان يعيشون في تلك الدول التي تدعى النامية، 80% من الإنسانية هم فقراء، (1،3) مليار إنسان يتوجب عليهم العيش بأقل من دولار واحد في اليوم، اكثر من 800 مليون إنسان لا يجدون طعاما كافيا، بينما 800 مليون أخرى يتوجب عليهم التخلي عن الرعاية الصحية، وعلى الأقل هناك 840 مليون بالغ لا يستطيعون القراءة والكتابة. وهناك اليوم في عالم نخب العولمة 358 ملياردير عالمي أغنياء بطريقة العولمة حيث تماثل ثرواتهم مجموع ما يملكه (2،8) مليار إنسان اي قرابة نصف سكان الأرض(14).

ان جوهر العولمة يعتمد بالأساس على ازدياد ثروات النخب وتراكمها على حساب إفقار سكان الأرض وثرواتها. فمن يضمن حينئذ ان تعيش الأرض في أمان في ظل هذا التفاوت الطبقي الرهيب، فالشركات الكبيرة تسحق القيم الإنسانية من اجل ان ترتفع أسهمها في البورصات العالمية بعد ان تقتصد في الكلفة بحيث تصل الى اقل مستوى. فهنا العولمة هي تبرير واضح للتقليص الاجتماعي للخدمات والأجور المخفضة التي تدفع الناس الى حافة الفقر والتي ترغم السياسة على اتخاذ إجراءات سياسية تناسب الشركات. ان الاتجاه لعولمة الاقتصاد يتسبب بانحدار اجتماعي لاإنساني فالخدمات يتم تقليصها بغية الحصول على مزايا التكلفة في الفترة قصيرة الأجل(15).

لذلك يزداد ضغط النخب والشركات الكبرى على الدول من اجل خصخصة القطاع العام وتعديل أنظمتها الاجتماعية والاقتصادية والقانونية عبر إلغاء الضمان الاجتماعي والصحي والقيود الكمركية وإلغاء القوانين التي تحمي العمال من استغلال أصحاب العمل من اجل فتح أبواب الاستثمار أمامها بأقل تكلفة واكثر ربحا.

رابعاً: فقدان الأمن..

ان اختلال ميزان العدالة الاجتماعية في ظل أحلام العولــمة قد حـــول العالم الى بؤرة من الجريمة واللاامن، لان افتقاد الإنسان للشعور بوجوده العادل وحقه الإنساني سوف يغرقه في مستنقع اليأس وبالتالي يقوده لاستخدام العنف والجريمة من اجل استرداد كرامته المفقودة. فعندما يستمر الأيمان بأيديولوجية المنافسة الكونية بين السلع والرأسمال وتستمر الوعود بان السوق هي الدواء الشافي، وعلى مذابح أيديولوجية التجارة الحرة والليبرالية الجديدة تتم التضحية بحق الوجود الإنساني الكريم، بالأمان الاجتماعي، وببيئة سليمة نظيفة(16).

لقد انفتحت آفاق جديدة للجريمة في ظل العولمة لأنها تشترك في القيم التي تعتمد عليها معنويا بالاستغلال والنفعية فوق اي اعتبار إنساني او أخلاقي، وماديا في استخدامها المفتوح لأدوات المعلوماتية، بل قد تتلاقى عمليا في مشاركة ربحية متفقة.

لقد ساهمت العولمة في نشر الجريمة العالمية على عدة أصعــــدة، واهم عامل انحسار الحدود القومية التي كثفت التجارة غير القانونية مع سهولة تحويل رأس المال، والتقدم التقني قد أدى الى تسهيل تبادل المعلومات الإجرامية في خلال ثوان قليلة. وقد ازدادت أرباح تجارة مخدر الهيروئين خمسين مرة خلال العقدين الأخيرين، وساعد تفكك الاتحاد السوفيتي الى انتشار الأسلحة وسرعة الحصول عليها. وهذه الولايات المتحدة التي تفتخر بديمقراطيتها تفوق العالم في مجال الجريمة حيث ان نسبة 2% من الشعب الأمريكي أما قابعون تحت السجون او تحت إجراءات حسن السلوك. ومقاطعة كاليفورنيا التي تفاخر بقوتها الاقتصادية السابعة في العالم قدر أنفاقها على السجون بقدر ما تخصصه لميزانية التعليم. ويبلغ ما تنفقه الحكومة الأمريكية على السجين سنويا مقدار كلفة الدراسة في جامعة هارفارد المعروفة. ان من السخرية ان أغنياء العولمة يعيشون في سجون من صنعهم أيضا حيث ان ما يراوح من 28 مليون أمريكي يعيشون في مساكن محروسة بكل وسائل التقنية الحديثة من أسلحة وكاميرات وغيرها والسبب في ذلك عدم الاطمئنان جراء الجريمة المستفحلة(17).

وفي اوربا فقد ارتفع عدد السجناء في ألمانيا بين أعوام 1992 و1996 بنسبة 25% وفي بريطانيا بنسبة 75% (18).

ان أحد الأسباب الرئيسة لانتشار الجريمة هو افتقاد العدالة وتفاقم البطالة وانتشار الفقر واندثار الطبقة الوسطى التي تشكل البنية الأساسية لتحقيق التوازن الاجتماعي، فالعولمة لم تفشل في تحقيق النمو والحد من البطالة فحسب بل ونسفت المكاسب الاجتماعية القديمة ورمت بفئات اجتماعية متعددة كانت تحظى بمستوى اجتماعي مستقر الى هوة البطالة والفقر، وان اكثر النتائج السلبية خطرا هو القضاء على الطبقة الوسطى ودحرجتها نحو حافة الفاقة وهي الطبقة النشطة والنواة الصلبة للمجتمعات والكابحة لتيارات الغلو والتطرف والسند القوي لدولة القانون والمؤسسات (19).

خامسا: الفوضى والتفكك والانقسام

تهدف العولمة في شعاراتها الى تشكيل العالم ضمن نظام عالمي موحد ينسجم في وحدة متلاحمة. لكن من خلال ما أفرزته فأنها لم تخلق الا الفوضى والتفكك في عالم اصبح اكثر تنافرا وصراعا وعزلة، لقد ذهب البعض الى وصف الوضع السائد باللانظام او الفوضى العالمية. ذلك إنها لا تريد ان تحقق من خلال التوحيد العالمي الا مصالح آنية ترفع الارباح في سوق الأسهم وليس لها أهداف بعيدة المدى تخدم الجنس البشري. ان الرأسمالية اذا ما اديرت بافتراض ان نظرية القطاع الخاص هي المبدأ بزعم ان حرية المطلقة دائما ستفضي الى رفاهية الكل فإنها ستؤدي حتما الى حروب أهلية، والعديد من المجتمعات يعيش اليوم نوعا من الفوضى الاقتصادية حيث ينتج العمال ما لا يستهلكون ويستهلكون ما لا ينتجون(20).

لقد تحولت العولمة الى صراع محموم بـــين النخبة لـــلمنافسة والوصول الى اكبر رقم تتكاثر فيه الأصفار هذا الصراع هو نقطة انشقاق وشرخ ونقض لمصداقية هذه النظرية. ان معيار العولمة ومحورها هو المصالح وليس التقارب الأيديولوجي ويتجلى ذلك داخل الإطار الرأسمالي نفسه مثلا بين الولايات المتحدة وفرنسا صراع بدور كل منهما في العولمة اذ تسعى فرنسا لإحياء ونشر اللغة الفرنسية لئلا تؤدي العولمة الى طمسها وأفراد اللغة الإنجليزية بقيادة الإعلام والثقافة في العالم. ان الخلافات داخل المنظمات الدولية والتجارية هي في جوهرها صدامات مصالح اتخذت طابع الحروب التجارية وان اتحدت المباديء(21).

ويوم بعد يوم يزداد الظن قوة على تزايد الانعزال والتقوقع الذي اتخذته الجماعات الدينية والأيديولوجية والقومية والعنصرية للدفاع عن نفسها في مواجهة غزو العولمة، ولاشك ان ازدياد حركات العنف والتطرف والحروب الأهلية والدعوات الى استقلال الاقليات في كانتونات ودول صغيرة هي مؤشر على مزيد من الانقسام والفوضى والتفكك في عالم أصبحت فيه العولمة هي المسؤول الكبير عن انتهاك ابسط الحقوق الإنسانية وقواعد القانون الطبيعي. فكيف يمكن ان نرى العالم من خلال قيادة النخبة المبشرة بعالمها الوردي الخاص..؟!

الحكومة العالمية للمهدي الموعود

لقد تواتر في الكتب والرسالات السماوية والمذاهب المختلفة عن وجود منقذ عالمي يقود البشر نحو الخلاص وإيجاد مجتمع بشري قائم على العدالة والحرية والحق. وهذا ليس مجرد خطاب مذهبي او شعار ديني بل هي حقيقة فطرية تعيش في أعماق العقل البشري ويحسها الضمير الإنساني، ويؤمن بها الإنسان الذي يعيش الألم والعذاب اليومي والقلق والخوف واللاأمن. ذلك ان العقل يدرك في كينونته ان العالم هذا قائم على العدل والتوازن وليس من خصائصه الظلم والفوضى، فإذا كان هناك فوضى فإنها من حصاد الظلم البشري بحق البشر. فلابد من تحقق العدل والا فان العدالة الإلهية تصبح لغوا وعبثا. ولذلك كانت بعثة الأنبياء وتواتر الرسل وقيام المصلحين من إيجاد مجتمع إنساني واحد يعبد الله عز وجل ويحقق عدالته.

وهذا هو هدف الأديان جميعا، وهدف الرسالة الإسلامية التي تخاطب البشر جميعا بلا استثناء لأنها تملك قدرة قوية على إيجاد الوحدة العالمية بما تحمله من مباديء مثل الاخوة والسلام والتسامح والعفو والوحدة، يقول نعوم تشومسكي: في هذا الجزء من العالــــم سيكون الإســـلام بسبب تـــأيـــيـــده الـــمطلق للـــمقهورين والمظلومين اكثر جـــاذبية، فهذا الديـــن المطرد في الانـــتشار على المستوى العالمي هو الديانة الوحيدة المستعدة للمنازلة والكفاح(22).

فالإسلام دين عالمي يحمل مقومات بناء المجتمع العالمي، يخاطب الله تعالى رسوله: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).. (وما أرسلناك الا كافة للناس). ولكن هذا الدين الذي أنقذ العالم من فوضى الجاهلية وظلماتها سوف يعود يوما بإذن الله لإنقاذ العالم وقيادة المستضعفين نحو الخلاص كما بشر بذلك القرآن الكريم: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)(23) ويروى عن الإمام علي (عليه السلام) في الجزء الثالث من نهج البلاغة: لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها. ثم تلا (عليه السلام) الآية. ويقول ابن أبي الحديد في شرحه على النهج: ان أصحابنا يقولون انه وعد بإمام يملك الأرض ويستولي على الممالك(24).

وفي اية أخرى يقول الله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون)(25).

يقول الإمام الباقر (عليه السلام): ان ذلك وعد الله للمؤمنين بأنهم يرثون جميع الأرض.

وكذلك بشر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بظهور المهدي (عليه السلام) حيث روى عنه سعيد ابن جبير عن ابن عباس انه قال: ان خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لإثنا عشر أولهم أخي وأخرهم ولدي. قيل يا رسول الله من أخوك؟ فقال: علي بن أبي طالب، قيل ومن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملؤها-أي الأرض- قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب (26).

ماذا يحدث عندما يظهر المهدي (عليه السلام)..؟

ان هدف ظهور المنتظر هو انتشال العالم من مستنقع الظلم والجور ونشر العدل والمساواة لذلك يؤمن به البشرية معظمها وتنقاد له الأديان ذلك ان الأديان تؤدي غرضا فطريا واحد يتوحد فيه الشعور الإنساني ويحس به عندما يتكامل إدراكه العقلي مع وجود قيادة حكيمة ينبعث منها الاخلاص والصدق والواقعية. يقول الفيلسوف الألماني كنت: اختلاف الأديان تعبير غريب مثل هذا كمثل ما لو تكلم المرء عن أخلاق مختلفة انه يمكن ان يوجد أنواع مختلفة من الاعتقادات لا في الدين لكن لا يوجد غير دين واحد مقبول لكل الناس وفي كل الأزمان فما تلك إذن غير محامل للدين، اي شيء عرضي ومتغير وفقا لاختلاف الأمكنة والأزمنة(27).

وقد يكون المراد من هذه الآية القرآنية: (ان الدين عند الله الإسلام) هو ان بعثة الأنبياء والرسل هي لتحقيق هدف واحد، وذلك الهدف هو الذي يقود البشرية بكافة تياراتها للانضواء تحت راية المهدي المنتظر(عليه السلام). يقول تعالى في كتابه الكريم: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون)(28).

يقول الامام الكاظم (عليه السلام): يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم (عليه السلام).

إن الخطوة الأولى في توحيد العالم والمجتمع البشري هو إيمان الأديان جميعا بالإمام المهدي (عليه السلام) والدخول تحت رايته، ذلك ان الدعوة لدمج العالم ليست دعوة حديثة بل إنها ارتبطت تاريخيا بالديانات السماوية القديمة، لقد انطلقت هذه الديانات من فكرة وحدة البشرية أمام الخالق وبالتالي فان الجوهر بالنسبة لكل الديانات هو دعوة الشعوب والأمم للتقارب والتكافل تحت راية الأيمان بوجود رب واحد وخالق واحد وقيم وقناعات ومسلمات مشتركة تحكم السلوك الإنساني في كل أنحاء العالم(29).

لذلك تتوقع الأديان ظهور المهدي وتنتظره وعندما يظهر فإنها تؤمن به خاصة انه عليه السلام يظهر مع علائم تجعل من المستحيل التشكيك به. فيخرج معه عيسى بن مريم كما ذكرنا في الرواية المروية عن رسول الله ويصلي خلف الإمام المهدي (عليه السلام). يقول الإمام الباقر (عليه السلام): إذا ظهر القائم ظهر براية رسول الله وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه.

وعنه (عليه السلام): فإذا اجتمع عنده عشرة آلاف فلا يبقى يهودي ولا نصراني ولا أحد ممن يعبد غير الله الا آمن به وصدقه وتكون الملة واحدة ملة الإسلام.

وعنه (عليه السلام) أيضا: وانما سمي المهدي لانه يهدى الى أمر خفي ويستخرج التوراة والإنجيل من ارض يقال لها إنطاكية.

ان عالمية الإمام المهدي (عليه السلام) تظهر من خلال تواصله العالمي وقدرته على إيصال الرؤى الى كافة بقاع العالم، فعن الصادق (عليه السلام) حيث يقول عن النداء السماوي: يسمعه كل قوم بألسنتهم. اذ ان اللغة هي من أهم اصعب العوائق والحواجز التي تفصل بين البشر وتمنعهم عن التواصل والحوار وتؤدي الى الانعزال والتقوقع والانقسام.

العدالة في ظل الحكومة العالمية للإمام المهدي

ان العالم البشري الذي يتخبط في أزماته وحروبه وان العولمة تسير في الاتجاه المعاكس لتحقيق السعادة البشرية، لدليل على ان العدالة حلم بشري تحن لتحقيقه. ومن هنا فان هذا الحلم البشري لا يتحقق إلا عند ظهور المنتظر الذي يحمل راية نشر العدل والقضاء على الظلم.

يبدأ مشروع العدالة العالمي عند المهدي عليه السلام من تحقيق التكامل المعرفي والعقلي عند الإنسان، لان معظم الشرور تنشأ من الجهل وعدم المعرفة، فعن الباقر (عليه السلام): (إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم). وهذا الجمع يعني أمرين: الأول ان التكامل الحضاري لا يعتمد على مستوى التقدم المادي والتكنولوجي والمعلوماتي بل يعتمد على التكامل العقلي والتركيز المعرفي من اجل بناء النفس والذات، والحضارة المادية هي وسيلة وليست غاية. والثاني: هو الحوار العقلاني والفكري الذي يعتمد على الثقة والتفاني فيتم التواصل والتقارب وهذا ما يحققه المهدي عليه السلام.

والمرحلة الثانية من مشروع الحكومة العالمية تنطلق من خلال إيجاد التوازن الاجتماعي والاقتصادي وإلغاء الاستغلال والاحتكار والتفرد في السيطرة على موارد الأرض. يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): فيجيء إليه الرجل يقول يا مهدي اعطني اعطني اعطني، فيحثى له في ثوبه ما استطاع ان يحمله. وعنه رسول الله صلى الله عليه وآله: ابشروا بالمهدي...ويقسم المال صحاحا بالسوية ويملأ قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى انه يأمر مناديا ينادي من له حاجة اليّ... وتكثر الماشية وتعظم الأمة... وتزيد المياه في دولته وتمد الأنهار وتضاعف الأرض اكلها.. (30) ويطبق الإمام عليه السلام قانون الإسلام الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحيا أرضا مواتا فهي له. وهذه هي قمة العدالة التي تعطي الحق للإنسان في امتلاك الأرض كالآخرين، يقول الباقر (عليه السلام): أيما قوم احيوا شيئا من الأرض وعمروها فهم أحق بها وهي لهم. لذلك تزدهر الأرض وتموج بالنشاط والعمل وكمثال على ذلك يقول الإمام الصادق (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد...اتصلت بيوت الكوفة بنهر كربلاء.

وبتحقيق العدالة والعدل ينتشر الأمن وتختفي الجريمة ويتحقق الآمان، يقول الإمام الباقر (عليه السلام) في حديثه عن الأمن والامان في عصر المهدي:... وتخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب لا يؤذيها أحد.

وتتكامل دولة الإمام المهدي (عليه السلام) العالمية بإلغاء الحدود الجغرافية وترفع الحواجز المصطنعة ويصل البشر الى مبتغاهم في حرية العمل والحركة والحياة، يقول فكتور باش: حق كل إنسان بوصفه إنسان في امتلاك حقوق، وهو الذي يخول لكل مواطن دولة ان يدخل أراضي دولة أخرى، وهذا الحق في التجول بحرية على الارض وفي عقد اتفاقيات قانونية مع سائر الناس يقوم حق المواطن العالمي(31).

فالأرض تصبح موطنا لكل إنسان في عهد الإمام المهدي (عليه السلام)، يقول الصادق (عليه السلام): ان القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز كلها ويظهر الله به دينه ولو كره المشركون. ويقول (عليه السلام): ان المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي بالمغرب وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي بالمشرق.

ان المجتمع البشري لايصل الى طريق الوحدة الحقيقية التي تقضي على الحروب والأزمات والعواصف إلا بعد ان يرجع الى العوامل الواقعية المشتركة التي تجمع العنصر البشري، ولاشك ان العامل المادي لا يمثل غير عنصر للاختلاف والتنازع والاستغلال. أما العقل والفطرة فهما العاملان اللذان يقودان البشرية لاستجماع ذاتها والوصول الى حقيقتها وهذا لا يكون بوجود الا قيادة واقعية تقودها نحو التكامل العقلي والتأصل الفطري والتنكر عن الدوافع الأنانية المميتة وهو عصر العدالة والحرية والامان والسعادة عصر الإمام المنتظر المهدي (عليه السلام) وفقنا الله لرؤية نور وجهه الكريم والامتثال والعيش تحت راية عدالته العالمية الإلهية.

* دراسة نشرت في مجلة النبأ العدد 39-40، 1420هـ-1999م

....................................
الهوامش
(1) كتاب العولمة، مالكوم واترز، نقلا عن عالم الفكر العدد الثاني 1999
(2) عالم الفكر العدد الثاني 1999
(3) العولمة دراسة تحليلية، عبد الله عثمان وعبد الرؤوف ادم
(4) نفس المصدر السابق.
(5) عالم الفكر العدد الثاني 1999
(6) العولمة دراسة تحليلية.
(7) المصدر السابق.
(8) الكذبات العشر للعولمة. جيرالد بوكسبرغر
(9) شؤون الشرق الأوسط، العدد 71 ابريل 1998
(10) العولمة محاولة في فهمها، ناهد طلاس
(11) نفس المصدر السابق.
(12) نفس المصدر السابق.
(13) عالم الفكر العدد الثاني 1999
(14) الكذبات العشر للعولمة.
(15) نفس المصدر السابق.
(16) نفس المصدر السابق.
(17) العولمة دراسة تحليلية.
(18) الكذبات العشر للعولمة.
(19) عالم الفكر العدد الثاني 1999
(20) العولمة دراسة تحليلية.
(21) العولمة دراسة تحليلية.
(22) عالم الفكر العدد الثاني 1999
(23) سورة القصص، الآية رقم 5.
(24) الإمام المهدي من المهد الى الظهور، السيد محمد كاظم القزويني
(25) سورة الأنبياء، الاية رقم 106.
(26) فرائد السمطين للجويني ج 2.
(27) فلسفة القانون والسياسة، عبد الرحمن بدوي.
(28) سورة التوبة، الآية رقم 33.
(29) عالم الفكر العدد الثاني 1999
(30) الإمام المهدي من المهد الى الظهور.
(31) فلسفة القانون والسياسة، عبد الرحمن بدوي.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي