دبلوماسية الأسلحة النووية بين الردع والخطر
(دراسة حالة روسيا الاتحادية)
حمزة رحيم المفرجي
2023-02-16 06:29
الـــمقدمـــة
يدخل السلاح النووي ضمن تسمية (أسلحة الدمار الشامل)، تلك التسمية التي صاغتها منظمة الأمم المتحدة عام 1946، وتشمل كذلك الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والإشعاعية، ومع ظهور السلاح النووي اكتسب مفهوم الردع معنى أكثر أهمية عما كان عليه في عصر الأسلحة التقليدية، ولم يمنع الردع التقليدي آنذاك الدول أو القوى الأوربية من الدخول في حروب طاحنة تمثلت بالحرب العالمية الأولى والثانية.
وبعد انتهاء الحرب ومع إمكانية امتلاك الأسلحة النووية مكن ذلك من فتح عصر جديد طوى الاستراتيجيات القديمة أو التقليدية بل قلل من شأنها، وطرح استراتيجية ردع فعالة ووحيدة خلال العصر النووي وهي استراتيجية الردع النووي التي تختلف عن الردع التقليدي الذي سبق ظهور الأسلحة النووية، وكان هدف الردع قبل اكتشاف انشطار الذرة هو إجبار الطرف الأخر على الخضوع لشروطنا، أما بعد اكتشاف ذلك فقد أصبح الهدف من الردع هو منع الطرف الآخر من مهاجمتنا.
كما أنَ قيام الحرب الروسية-الاوكرانية قد زاد من حدة الخطر القائم باستخدام السلاح النووي في المواجهات الدائرة من قبل القوات الروسية، خاصة بعدما وضع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) القوات النووية الروسية في حالة (استعداد قتالي خاص)، بعد إجراءها مناورات نووية هامة، لتجعل من امكانية استخدامها في الحرب مع أوكرانيا وشركائها بمثابة الخطر الذي يواجه الأمن العالمي بأسرهِ، الأمر الذي يدعو للتساؤل بشأن استخدام روسيا للسلاح النووي بأنواعه المختلفة (الاستراتيجية والتكتيكية) فعليا في حربها مع أوكرانيا؟ أم ستتمكن أوكرانيا وبدعم من شركائها في موازنة روسيا في هذا الجانب؟.
المحور الأول
الـــــــردع النــــــووي
إنَ غياب الحرب بين القوى الأساسية والفاعلة في النظام الدولي مرده الى إدراك هذه القوى للطبيعة المدمرة والأكثر شمولية للسلاح النووي، وأنَ هذه الفاعلية المتناهية لقوة التدمير المترتب على استخدام السلاح النووي هي التي جعلت من قيمة الرادع النووي غير قابلة للقياس بالمقارنة مع قيمة الردع التقليدي، إذ أنَ الأول يتميز عن الثاني بل يتفوق عليه بنوع وطبيعة وحجم الثمن الواجب دفعه اذا ما تحول الردع الى عقاب، فالحرب النووية اذا ما قدر لها أن تقع فأنَ الأثر لمترتب سيكون شاملا ومتبادلا، وعند ذلك يلغى التمييز بين طرف منتصر وآخر منهزم، حيث لا هناك طرف غالب ولا آخر مهزوم، لذلك فرضت هذه النتيجة قيودا متبادلة على القوى النووية؛ لأن الردع فيها أصبح متبادلا، وجعلت من مسألة الحرب خيارا غير عقلاني ويمكن حل الإشكاليات سياسيا وبالطرق الدبلوماسية بعيدا عن مخاطر استخدام السلاح النووي، إلا أنَ الأمر يختلف تماما في حال كون أحد أطراف الصراع لايمتلك سلاحا نوويا(1).
كانت الأطراف المتصارعة تستخدم في الردع التقليدي وما فوق التقليدي الأسلحة التقليدية والكيميائية والجرثومية وغيرها، أما الردع النووي فيقتصر على التلويح باستخدام السلاح النووي سواء كان هذا الاستخدام جزئيا او كاملا محدودا او شاملا(2).
وقد تحدث وزير الدفاع الأمريكي الأسبق (روبرت مكنمارا) عن الردع النووي حينما طرح مسألة القابلية النووية واستثمارها بفاعلية لمواجهة التهديد لإشعار الخصم بالقدرة على إلحاق اكبر قدر من الدمار، ولابد أن تكون هذه القدرة مقنعة، والفكرة وراء هذه السياسة هي "أنَ المعتدي المحتمل لابد أن يؤمن أنَ قدرتنا على التدمير الأكيد هي حقيقية، أنَ التصميم على استخدامها في الرد بالمثل عند الهجوم هو حقيقة لاشك فيها"، وذلك وصولا الى نتيجة تؤكد أنَ القدرة على الضربة الأولى تعني القضاء على القوات الانتقامية للدول التي يقع عليها الهجوم، اي ينبغي على الدولة أن تكون في وضع لا يمكن فيه لدولة أخرى او مجموعة من الدول امتلاك القدرة على الضربة الاولى ضدها(3).
ويجب التأكيد على أنَ الردع النووي يستوجب التوازن العددي بين أطرافه، فالمساواة وفق الكمية العددية بين المتصارعين مسألة لا قيمة لها في ميدان التوازن النووي، إذ أنَ معيار الردع النووي يتضمن جانبين أساسيين هما الأول: القدرة على تدمير المراكز العسكرية السكانية الاقتصادية والمدنية ذات الأهمية، والثاني: القدرة على امتصاص الضربة النووية المعادية عبر حماية المراكز البشرية والإنتاجية والعسكرية، وهنا نركز على الفرق بين الردع النووي الذي يهدف لمنع الحرب، وبين الدفاع النووي الذي يهدف لكسب الحرب(4).
المحور الثاني
استراتيجيات الردع النووي بين المعسكرين الشرقي والغربي خلال الحرب الباردة (توازن الرعب النووي)
تركزت استراتيجيات الردع النووي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وخلال حقبة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي والمتمثلين بالاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، إذ يمكن القول أنَ الفكر الاستراتيجي الأمريكي منذ عام 1776 قد تنازع بين نظريتين رئيسيتين تنصبان أساسا على دور هذه الدولة التفاعلي مع العالم وهما النظريتان الواقعية والليبرالية، ومثلت هاتان النظريتان مرتكز الاستراتيجيات الأمريكية في ظل الحرب الباردة وما بعدها، كونها تمثل من ناحية الخط الدفاعي للسلوك الخارجي الأمريكي لأسلوب التصرف في الواقع العملي، ومن ناحية أخرى تمثل هذه المرتكزات الاستراتيجية الحقيقية للولايات المتحدة في تحقيق هدفها الأساسي والمركزي الذي كان وما يزال متمثلا في السيطرة على العالم والحيلولة دون ظهور قوى دولية منافسة، والتي سعت لتحقيق هذا الهدف وتصرفت على أساس أنها قوة موازنة للعالم وأرسلت قواتها إلى الخارج عندما شعرت بأن قوة محتملة متمثلة بالسوفييت تحاول السيطرة لذا وجب احتواؤها، ولهذا سعت الولايات المتحدة الأمريكية الى وضع استراتيجيات عدة تردع بها محاولة السوفييت منافستها بالهيمنة على العالم، وسعت أيضا من خلال أسس ومبادئ وتطبيقات إحراز نتائج محددة تضمن أمنها القومي ومصالحها الحيوية(5).
إذن الاستراتيجية النووية قامت على فكرة الردع النووي المتبادل وخلقت بالتالي وضعا استراتيجيا عرف بـ(توازن الرعب النووي) الذي استمد فاعليته من حقيقة مهمة تتمثل في نجاح القوتين العظيمتين في تنمية قدراتها النووية بشكل هائل والوصول بها الى مستوى القدرة على التدمير بالضربة الثانية، بعد إن كان جوهر الاستراتيجية النووية قائما على مبدأ القدرة على التدمير بالضربة الاولى، اي إذا تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لهجوم نووي سوفيتي مهما كان عنفه وشموله فسيظل بمقدورها أن تستوعب صدمات الضربة الاولى التي وجهت إليها، وتوجه ضربة ثانية ثأرية انتقامية ساحقة ضد الاتحاد السوفيتي في مختلف مراكزه الصناعية والسكانية والاستراتيجية، ولذلك اندفعت القوتان العظيمتان في عملية سباق تسلحي في الميدان النووي لا تعرف حدودا لتستقر عندها الأمر الذي مكن الطرفين من امتلاك القدرة على تدمير الآخر في حالة وقوع حرب نووية بينهما، وهذه هي الحقيقة الهامة التي جعلت من الحرب النووية حروب انتحار متبادل لأطرافها(6).
وقد اتبعت الولايات المتحدة الأمريكية عدة استراتيجيات ردع نووية في مواجهتها للاتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة منها: إستراتيجية الاحتواء التي تعد من اولى الاستراتيجيات التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية والتي أسهم في إعدادها جورج كينان وهاري ترومان (7)، وإستراتيجية الرد الشامل او الانتقام حيث كشف وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون دالاس عن توجه جديد في الاستراتيجية الأمريكية وأطلق عليها تسمية الانتقام او الأخذ بالثأر الشامل كما وأكد رفض مبدأ تحديد استخدام الأسلحة النووية (8)، واستراتيجية الحرب المحدودة التي تعني الرد على هجوم يتمثل بشن حرب تعتمد على الاسلحة ذات التأثير(9)، واستراتيجية الرد المرن التي اعتنقتها الولايات المتحدة الامريكية في بداية الستينات، حيث وضع اسسها الجنرال ماكسويل تايلر رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي آنذاك والتي انتهجها حلف شمال الاطلسي كأساس لتخطيط سياساته العسكرية(10)، واستراتيجية مبادرة الدفاع (حرب النجوم) والتي اطلقها الرئيس الامريكي رونالد مورغان عام 1983 تحت عنوان مبادرة الدفاع الاستراتيجي، وفي اعتقاده ان جميع الاستراتيجيات الاخرى لم تحقق معنى الردع حيال التحركات السوفيتية والشيوعية، وخاصة بعد استثمار السوفييت وتطوير شبكة من الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية (11).
أما بالنسبة للاتحاد السوفييتي فقد انتهج استراتيجية خلال فترة الحرب الباردة على غرار الاستراتيجية الامريكية، فقد تركزت استراتيجيتها في محاولة تثبيت النفوذ السوفييتي في دول منطقة شرقي اوروبا، وذلك من خلال عقد سلسلة من مواثيق الدفاع المشترك او الامن المتبادل بين الاتحاد وبين كل هذه الدول، وقد اعطت هذه المواثيق السوفييت حق الوجود بل السيطرة العسكرية المباشرة على هذه الدول، ويضاف الى ذلك حرص الاتحاد السوفيتي على ايجاد انظمة شيوعية فيها تدين بأيدولوجيته وتحمل الولاء المطلق له، ويفسر ذلك سلسلة اجراءات التطهير التي نفذها ضد بعض القيادات الحاكمة في شرقي اوروبا، وذلك لكي يضمن ولائها ولكي يكتلها بعيدا عن تحزبات المصالح الوطنية او الولاءات القومية في محور واحد يواجه به النظام الرأسمالي العالمي بمركز ثقله المتمثل في قوة امريكا، وقد رجع الاتحاد السوفييتي عن اسلوب التحالفات الثنائية فيما بعد مستبدلا اياها في حلف جماعي كبير هو حلف وارسو الذي اصبح اداة المواجهة السوفييتية الرئيسية ضد حلف شمال الاطلسي(12).
يمكن القول أنَ مثل هذه الاستراتيجيات المتبادلة يمكن أن تنجح في ظل دول متوازنة في القوى، خاصة تلك التي تمتلك أسلحة نووية بإستطاعتها الرد أو ردع دولة أخرى موازية لها في قوتها العسكرية، ألا أن الأمر يختلف تماما حينما تكون دولة كبرى مثل روسيا الاتحادية، وماتملكه من ترسانة عسكرية ونووية في مواجهة مع دولة أخرى أقل منها قوة وعلى أصعدة مختلفة، مثل أوكرانيا التي لاتمتلك سلاحا نوويا، وليست ضمن الأحلاف التي تمكنها من الرد أو الردع نوويا تجاه قوة كبرى كروسيا.
المحور الثالث
السلاح النووي الروسي بين الردع وخطر الاستخدام
(الحرب الروسية-الأوكرانية)
لم تشهد أوروبا حربا عدوانية شاملة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، حيث جاء الغزو الروسي للحدود الأوكرانية في العام 2022، ليشكل بذلك أهم حدث تشهده أوروبا على جبهتها الشرقية منذ انهيار الإتحاد السوفيتي، ونظرا للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به أوكرانيا بتوسطها بين روسيا الإتحادية التي تعتبر أنَ انضمام جمهورياتها القديمة كأوكرانيا للناتو سيشكل خطرا على مستقبل روسيا الطامحة بالعودة الى القيادة العالمية، وبين أوروبا التي تسعى جاهدة لمنع روسيا من التمدد نحو أوروبا، فقد أدت طموحات كلا الطرفين الى نشوب الحرب التي مازالت قائمة، لتنذر بتحول النظام العالمي الراهن الى نظام آخر مختلف، نتيجة لما ستحمله الحرب من آثار وانعكاسات على الأمن العالمي، إذ تعد الحرب الروسية-الأوكرانية الراهنة، والتي بدأت فعليا بدخول القوات العسكرية الروسية حدود أوكرانيا في 24 فبراير عام 2022، والتي دمرت فيها البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، أول حرب عدوانية شاملة في أوروبا منذ عام 1945، كما ويعد هذا الحدث هو الأهم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة(13).
تنظر روسيا الى أوكرانيا عبر التأريخ على انها تمثل نقطة ضعف كبيرة بالنسبة لها، إذ أنَ الموقع الذي تتمتع به أوكرانيا بين النطاق الروسي والأوروبي جعل منها ممرا للغزو الأوروبي لروسيا، ولأن روسيا قد تعرضت عبر التأريخ للغزو عدة مرات من خلال هذا الممر، ابتداءً بالغزو الذي قام به الجيش السويدي خلال الحرب الشمالية العظمى عام 1708، ومرورا بما قام به نابليون بونابرت ومن ثم هتلر، والمحاولات الغربية الحديثة المتمثلة بضم أوكرانيا لحلف الناتو، فإنها تعتقد أنَ بقاء أوكرانيا بعيدة عنها سيجعلها في تهديد دائم، ولذلك كان الاتحاد السوفيتي حريصا على أن تبقى هذه المنطقة متصلة به، وأن تبقى إمتدادا طبيعيا لجغرافيا الاتحاد السوفييتي انذاك قبل أن تصبح أوكرانيا دولة مستقلة عقب انهيار الاتحاد عام1991(14).
قد تكسب روسيا الاتحادية حربها ضد أوكرانيا في حال استخدامها لأسلحتها النووية بذريعة الدفاع عن أراضيها، بما فيها الأراضي الأوكرانية التي ضمتها مؤخرا، حيث أشارت تحركاتها الأخيرة والمتمثلة بإعلان التعبئة الجزئية وإجراء استفتاءات في المناطق الأوكرانية التي ضمتها الى نيتها بإستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا المدعومة من الغرب، ففي حال واصلت أوكرانيا هجومها المضاد، فأنها ستشكل بهذا تهديدا على الأراضي الروسية التي ضمتها حديثا، وهو ما تريده روسيا لتتخذ منه ذريعة للدفاع باستخدام اسلحتها النووية، وهو الأمر عينه الذي حذر من فعله الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) مرارا، وسواءً كان استخدام روسيا لأسلحتها النووية ضد هدف في أوكرانيا فعليا أو مجرد محاولة لردع أوكرانيا وشركائها، فإن التأثيرات هي نفسها(15).
وفي حال استخدام روسيا للأسلحة النووية التي تمتلكها ضد أوكرانيا، ستكون خيارات شركائها الغربيين محدودة، خاصة وأنَ أوكرانيا ليست عضوا في الناتو ولاتحميها المظلة النووية للحلف، الأمر الذي يزيد من امكانية استخدام السلاح النووي الروسي ضدها دون أي رد غربي، على الرغم من امتلاك أوكرانيا معدات عسكرية زودها بها الغرب، بما فيها قاذفات هيمارس والصواريخ بعيدة المدى، والمسيرات المتطورة، والدروع الثقيلة، وحتى مقاتلات F16، ألا أن ذلك لايمنع نوايا روسيا من توجيه ضربات نووية استراتيجية وتكتيكية، ولا يمنع خطر حدوث ذلك(16).
خـــــاتمة
على الرغم من تأكيد القيادات العسكرية الروسية أنَ الاستراتيجية النووية الروسية تعمل على مبدأ الرد والدفاع، مازالت روسيا تحذر من استخدامها لأسلحتها النووية ضد أي عدوان تجاه أراضيها، فهي تفكر وبشكل رسمي اضافة امكانية توجيه الضربة النووية الوقائية الأولى لنزع الأسلحة التي يمتلكها الخصم الى عقيدتها العسكرية، وطبقا للعقيدة النووية الروسية لعام 2020 فإن استخدام الأسلحة النووية يكون ممكنا فقط إذا استخدم العدو أولا هذه الاسلحة، أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا أو حلفائها، ووفقا لهذه العقيد أيضا، فإنَ استخدام الأسلحة النووية يكون ممكنا أيضا إذا تعرض وجود روسيا لتهديد بأسلحة تقليدية، وهو ما يشير الى أن روسيا مستعدة لخوض حرب نووية تجاه أي اعتداء أو تهديد لوجودها وأمنها القومي، وهو ما قد تذهب اليه في حربها المستمرة مع أوكرانيا، وبهذا يبقى استخدام السلاح النووي بين الردع والخطر قائما، طالما هناك ما يهدد وجود روسيا، فهي تعلم جيدا أنَ بقاء أوكرانيا على حدودها الغربية ونواياها بالانضمام لحلف الناتو مع منافسيها يشكل تهديدا كبيرا لها.