حروب القرية الصغيرة: أدوات بسيطة وتاثير هائل
مسلم عباس
2020-02-16 07:04
يعد الصراع قيمة أساسية من القيم الإخبارية في القنوات الفضائية التلفزيونية، كما يعد عنصر جذب للجمهور، وهو يعبر عن الحالة الإنسانية بصورة كلية مثل التمرد والثورة، وحتى إن بعض الأنشطة الاجتماعية تمثل انعكاساً لحالة من حالات الصراع، فالحرب التي تخوضها الدول فيما بينها قد لا تحتاج الى استخدام الأسلحة النووية لانها تستطيع دفع جمهور العدو الى الاستسلام بواسطة التقارير الإخبارية وأساليب الدعاية السياسية( ).
ورغم اجتياح مواقع التواصل الاجتماعي لسوق الاعلام ما يزال التلفزيون (الذي حول العالم الى قرية صغيرة) بحكم خصائصه أداةً مهمة لادارة الصراعات ، وإذا تحدثنا عن العصر الذهبي للتلفزيون كأداة لتأطير الصراعات الدولية والتلاعب بآراء الجمهور، فان حربي الخليج الثانية والثالثة هما المثال الأبرز، إذ استخدمت الولايات المتحدة الامريكية والدول المتحالفة معها بكل ما إستطاعت من امكانيات اتصالية من أجل توظيف التلفزيون لصناعة واقع يتلاءم مع متطلبات الحربين في ذلك الوقت، وبالفعل حصلت الادارة الامريكية على ما تريد ، إذ إستطاعت تحشيد جزء كبير من الجمهور الأمريكي والعالمي معها ، ورغم إنكشاف الكثير من آليات التلاعب والتضليل المتبعة خلال حرب الخليج الثانية، الا إِنَّ حرب الخليج الثالثة برزت بطريقة مقاربة للتي سبقتها.
فالحروب الجديدة لم تعد تعتمد على الأسلحة المادية وليست هي العامل الوحيد في التفوق على الآخر، والحرب ليست مجرد سلاح ضد سلاح العدو، إِنَّما هي إرادة ضد إرادة، وان الناس يلجؤون الى القتل عندما يعجزون عن تحقيق أهدافهم بوسائل أخرى( ). لذلك وفي ظروف الحروب والصراعات اعتادت الدول على توظيف الإعلام لمساندة المجهود العسكري قبل بدء العمليات وخلال سيرها وحتى بعد انتهائها ( ),إذ باتت المعلومات جزءً مهماً من جوانب الصراع ، وذلك عبر امتلاكها وإستخدامها في الوقت المناسب لإحداث أكبر أثر ممكن على الجمهور( ).
وقد أخذ البريطانيون والامريكيون بهذه الحقيقة نتيجة لتجاربهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية وما تلاهما وتوصلوا الى التركيز مبدئيا على تقنيات التلاعب بالأخبار والمعلومات ، وقد كان نجاح الإدارة الامريكية في السيطرة على الإعلام مدعاة لمفاخر الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش "لقد تجاوزنا بمشيئة الله العقدة الفيتنامية هذه المرة والى الابد " ولا شك إِنَّ قوله لا يعبر عن نبرة إحتفالية وحسب , وإنما ما يضمره من نشوة السيطرة على الإعلام مستقبلا , وقبل الحرب توقع كثيرون بأَنَّ رقابة من نوع ما ستفرض على حرية الإعلام لمنع أي تسريبات تصل للرأي العام، لكن أحدا لم يفكر بان الإدارة الامريكية ستقيد حرية الإعلام لهذا الحد، في حرب إعلامية هي الأولى من نوعها( ).
وفي عصر المعلومات لايعد النجاح مسألة جيش من الذي انتصر، وانما أي خطاب هو الذي يحقق النصر( ) , وهو ما جعل الإعلام عاملاً حاسماً كقوة تأثيرية ولا سيما مع انتشار الميكافيلية القائلة بأَنَّ الغاية تبرر الوسيلة ، وإحداث الأثر بالجمهور هو الهدف الأساسي في حالة الصراعات الدولية بغض النظر عن القيم الإعلامية الأخرى( ).
وينطلق السلوك الأمريكي تجاه وسائل الإعلام والتلفزيون من المفهوم الجديد للصراعات والحروب، والتي أصبحت اكثر من أي وقت مضى كصراع إرادات يلعب فيه الرأي العام وتعبئته المحتملة دوراً أكبر، وطريقة تقديم دور القوات المسلحة وأهداف الحرب، وفضلاً عن وسائل الإعلام يؤثر الجمهور على وسائل صناع القرار، وإذا كانت حرب الخليج الثانية أحدث فصول إستخدام وسائل الإعلام كقوة في الحرب، فان حرب الخليج الثالثة هي إستمرار لهذا الواقع الجديد ليفرض بعدها التلفزيون نفسه كفاعل أساسي في الصراعات الحديثة، وتحول التعامل مع وسائل الإعلام ينطلق من كونها فاعلة في موقعها داخل الحدث وليست مجرد وعاء ناقل للمعلومة( ) , والقيادات السياسية تعرف ان وقت الصراعات يمثل نقطة إرتكاز في حساسية الخواص العقلية والنفسية المتصلة بعملية التفكير لدى الجمهور من حيث الإستعانة بالرموز والأنماط والميل الى التبرير عبر التكرار مع تعقد الظروف السيكولوجية( ).
وهناك أهداف أبعد من قيادة الرأي العام في الصراع نفسه، فقد تركز وسائل الإعلام على الصراعات الخارجية من أجل إلهاء الجمهور عن التفكير في القضايا الداخلية، ما يعطي إيحاء زائف بالاستقرار ، كما أَنَّه يجعل الجمهور يشعر أَنّ حال الدولة أفضل من الحال في دول أخرى( )، وقد تذهب القنوات الفضائية الى ما هو أبعد عبر تقديم نموذج زائف للواقع الداخلي، فبدلاً من تقديمها إنموذجاً حياً من واقع الحياة قائماً على الحقائق المنطقية فأنها تقوم بتصنيع هذا الواقع( ), هذه الطريقة في التأسيس للتصورات وما يمكن أن تعكسه لدى الجمهور تعود الى طبيعة تكوين إتجاهاته إزاء القضايا والصراعات، والتي تمر بأربع مراحل أساسية هي( ):
1. مرحلة نشوء القضية : وفيها تظهر القضية الخلافية لأول مرة على نطاق محدود من حيث عدد المهتمين بها أو الأبعاد التي تشكلها.
2. مرحلة تعريف الصراع : وقد تبدأ هذه المرحلة في الوقت نفسه الذي تبدأ فيه القضية بالنشوء وفي حالات كثيرة تبدأ القضية وينشأ الخلاف لدى الجمهور.
3. المرحلة العامة للصراع : إذ تنتقل القضية عبر وسائل الإعلام الى المجتمع الكبير وتبدأ تتجذر وتصبح كجزء من الحياة اليومية، ويدرك قادة الصراع هذه الحقيقة فيوظفون وسائل الإعلام لتمارس ادواراً متعددة تسهم في زيادة حدة الصراع.
4. تحول القضية الى سياسة عامة تقوم بدورها في التأثير في الرأي العام.
وعلى المستوى الدولي فالعالم اليوم يعيش حرب الصور، إذ تحاول كل دولة ان تستغل مكانتها الإعلامية لتشكيل صورة إيجابية لنفسها ، وهذه الصورة في أغلب الأحيان تقوم على تشويه صورة الآخر وتنميطها، فصورة العدو ضرورية لتعبئة الجمهور وتبرير العدوان( ) , ولتكوين صورة سلبية عن العدو يتم تهيئة الجمهور عبر أربعة مراحل وهي كالآتي( ):
المرحلة الأولى : يتم فيها اظهار الدولة المعنية في الأخبار على إعتبار أَنّها سبب الإهتمام المتصاعد سواء كان ذلك بسبب الفوضى أو الديكتاتورية أو الفقر وما شابه ذلك.
المرحلة الثانية : وهي مرحلة التبرير وفيها يتصاعد سلم الأخبار لتوضيح أن هناك حاجة ملحة للتدخل العسكري لإعادة الأوضاع الى طبيعتها.
المرحلة الثالثة : مرحلة التنفيذ، وفيها تزداد الرقابة وتظهر بوضوح طرق التحكم في وسائل الإعلام. وهنا يتم إستخدام الإعلام في إدارة الصراع لصالح إتجاه معين من أجل ضمان إحداث التأثير في الجمهور لتدعيم إتجاهاته المسبقة حول أطراف الصراع( ).
المرحلة الرابعة : ما بعد الحرب، وفيها يتم تصوير الأمور على انها جرت وفق الخطة المرسومة لها، وانها بدأت تعود الى الوضع الطبيعي.
إذا ليس كل ما تقدمه القنوات الفضائية يمثل الواقع الحقيقي على الأرض، لان هناك واقعاً آخراً يطلق عليه " الواقع الاخباري " ، والذي تشكله الأخبار من أجل تحقيق مصالح معينة ، هذه المصالح تعتمد على رؤية المالك للقناة سواء كان شخصاً أو دولة ، وتقدم الأخبار في سياقات وأطر معينة قد تختلف عن الواقع، لذلك تبرز الأخبار المعدة بشكل مشوق لكنه يهدف لتحقيق أغراض سياسية ودعائية ( ) , وقد تقوم وسائل الإعلام بإثارة الإنفعالات الأكثر بدائية عند الجمهور كانفعالات الخوف والكراهية ، فضلاً عن تحويل إنتباه الجمهور، وفي هذا السياق إستطاع النازيون تحويل السخط العام عند الجماهير الألمانية على بعض الأوضاع الفاسدة الى سخط عام على اعدائها، كما قامت "إسرائيل" بتحويل انظار الجمهور عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الى قضايا أخرى كالملف النووي الإيراني ( ).
التغطية الإخبارية للصراعات وقيادة الرأي العام
يكتسب الإعلام التلفزيوني ميزته الخاصة لكونه يتعامل مع الحدث من خلال أشد حواس الإنسان تأثيراً وهي حاسة البصر، إذ تمتاز الصورة المنقولة تلفزيونياً بأنها تقارب الواقع وتشبه ما ينقل بالعين البشرية بكونها حقيقية ومثالية ومن ثم تكون ردود الفعل الشعورية المتأثرة بالصورة أقرب للواقع، فمن يرى مشهدا مرعباً مخيفاً لا تفرز مراكز الحس حياله سوى شعوراً بالخوف والهلع ، كذلك يكون الحال بالنسبة للمشاهد المفرحة أو المحزنة أو المضحكة ، وببساطة فان الإعلام التلفزيوني يستطيع وبقوة توحيد الأحاسيس والشعور لدى المتلقي من خلال ما يعرضه على الشاشة( ), وسرعة تتابع الصور عبر التلفزيون يجبر الجمهور على المتابعة حتى لا يفوته شيء لحظة بلحظة، وهكذا يغدو التلفاز موزعا للصور( ).
وتجعل الصورة التلفزيونية المشاهد مستغرقاً في متابعة الأحداث , ما يدفعه الى أَن يشترك بإختياره في الأحداث التي تنقلها القنوات الفضائية عبر نشراتها الإخبارية ، مستفيدة من ميزة الصورة التي تحتل الصدارة في نقل المعنى ، وهذا ما يجعلها ان توفر للمشاهد عنصر الإكتشاف نفسه الذي توصلت اليه الكاميرا ( ).
وتعد الخدمات الإخبارية أهم ما يعرضه التلفزيون بالنسبة للجمهور، إذ انها تنقل الأحداث الجارية فور وقوعها من جميع أنحاء العالم لتقدم له إحاطة كاملة في إطار التنافس مع القنوات التلفزيونية الأخرى، فالسرعة تنقل المشاهد الى مواقع الأحداث وتزيد من معدلات المصداقية ، ففي عالم اليوم اصبح هناك وعياً متصاعداً بان ما يحدث في أي مكان في العالم ينعكس تأثيره على حياة كل فرد( ) , وفي إطار المنافسة بينها تقوم القنوات الفضائية بتنويع نشراتها الإخبارية لتتضمن تقارير المراسلين والمندوبين الذين تعد رسائلهم الإخبارية إضافة خاصة تنفرد بها القناة الفضائية التلفزيونية ( ).
وتزداد حاجة الجمهور للأخبار كلما إشتدت الصراعات ، فحينما يشعر الناس بالخطر يبحثون عن أي معلومة من أجل الإطمئنان ومعرفة ما يجري حولهم من أحداث، قد تكون متسارعة وغير متوقعة ولا سيما مع الصراعات الدولية الحديثة التي تستفيد من التقدم التكنولوجي ووسائل الإعلام من أجل زيادة عنصر الصدمة وتحقيق الأثر بأسرع وقت ممكن، من هنا تحتاج الدول الى تعريف المواقف وإعطاء الرموز والمعاني للأوضاع القائمة( ).
ومع التأكيد بان وسائل الإعلام لا تقرر جوهر عملية إدارة الصراع وإن هناك أدوات أخرى تؤدي ادواراً رئيسية في هذا المجال مثل الإدارة السياسية والعسكرية، الا إن كفاءة إدارة الصراع تتوقف في جانب كبير منها على القدرة الإعلامية التي تملكها الدول في هذه الظروف الحاسمة، إذ يتعدى الدور الإعلامي مجرد جمع الأخبار ونقلها الى الجمهور الى صياغة الأفكار والوجدان كما يتعامل قطاع كبير من الجمهور مع المعلومات التي تنقلها وسائل الإعلام على أنها الحقيقة نفسها ويستخدمها بصفة أساسية في تشكيل صورته عن العالم الذي يعيش فيه ( ).
وفي الوقت الذي أصبحت فيه وسائل الإعلام جزءاً أساسياً من حياة الشعوب والمجتمعات بإستجابتها ومواكبتها للتطورات والمستجدات الحاصلة في شتى مجالات الحياة وقدرتها على الوصول الى الجمهور ومخاطبته والتأثير فيه، فإنَّ هذا يتطلب ضرورة مراعاة ظروف كل مجتمع وبيئته الثقافية والقيمية والفكرية بشكل يضمن إحترام هوية هذا المجتمع وخصوصيته، دون أَن يعني ذلك تجاهل الآخر وعدم التعرف على ثقافته وحضارته إذ لا بد من التواصل والتفاعل معه والإستفادة مما لديه من علوم ومعارف بعد أن أصبح العالم بفضل الثورة العلمية والتقنية أشبه ما يكون بقرية كونية صغيرة تتداخل فيها المصالح بين الدول( ).
ويأتي التلفزيون على رأس قائمة وسائل الإعلام في التأثير على الجمهور لأنه يقدم المشهد أمام المتلقين دون الحاجة الى إرتباطات معينة كما يحدث في وسائل الإتصال الأخرى، وتعد النشرات الإخبارية التلفزيونية والبرامج السياسية الإخبارية في مقدمة البرامج التي تمكن القائمين على القنوات الفضائية من تحريك الجمهور عن طريق تزويده بالمعلومات وتفسير الأحداث بشكل يؤدي به الى بناء تصوراته حول الأحداث والموضوعات والمجتمع، ويمكن وضع النشرات الإخبارية في مقدمة البرامج السياسية التي تزود الجمهور بجزء مهم من المعلومات( ).
وتعد الفضائيات التلفزيونية الإخبارية عنصراً أساسيا في السوق الإخبارية ، إذ تقدم نفسها على إنها فضائيات محايدة وليس لها مصلحة في أي نزاع( ) , وهذا ما يزيد من قوة تأثيرها إذ إستطاعت الصور والتقارير التي أرسلت من فيتنام ان تلعب دوراً مؤثرا في تحريك الجمهور الأمريكي ومن ثم الضغط على صناع القرار وأدى في النهاية الى إنهاء الحرب وإعادة الجيش الأمريكي الى الولايات المتحدة الامريكية، وفي السبعينيات من القرن الماضي إستطاعت الصور والتقارير التلفزيونية مرة أخرى بتحريك الرأي العام الأمريكي مرتين عام 1993م الأولى بإثارة التعاطف الشديد مع المجاعة في الصومال ما دفع الإدارة الامريكية لإرسال جنودها الى هناك، بينما جاءت الحادثة الثانية بعد نشر صور لجندي امريكي وهو يسحل حتى الموت ما أدى الى الإسراع بعملية الإنسحاب من الصومال بعد ضغوطات من الرأي العام( ).
وتستخدم وسائل الإعلام اللغة كأساس لمخاطبة الجمهور وذلك بإستخدام رموز خاصة ذات قدرة على إستثارة المتلقي من خلال :
1. تحفيز المتلقي من خلال إعطائه معلومات محددة في وضع معين تقود الى إنتهاج سلوك معين يختلف عن السلوك الذي كان ينتهجه قبل تلقي المعلومات، من خلال الخرائط الذهنية التصنيفية التي لا تسمح سوى بمرور تلك المعلومات المحددة التي تتفق مع صور معينة موجهة لانتهاج سلوك معين ( ).
2. الخلط بين التناقض الرئيسي والثانوي، وتعزيز هذا الخلط بإطلاق التعمليمات وإزاحتها بعيدا الى منطق أكثر شعبية بما يسمح لها التحكم والسيطرة لكونها لا تواجه معارضة حادة من جمهور لا يعرف عمق تلك القضايا ( ).
3. و بالانطلاق من المعلومات المكتسبة يقوم المتلقي بعملية إنتقاء للموضوعات التي يتوجه إهتمامه لها بترجيح أو رفض موضوعات معينة.
4. فرض معيار محدد للسلوك من خلال التحريض على إنتهاج سلوك معين حيال فرض موضوعات أو أوضاع معينة ( ).
5. إنتاج تأثيرات متراكمة في آراء وإتجاهات وسلوك الأفراد ( ).
وهناك عدة متغيرات يتم من خلالها فهم تأثير الوسيلة الإعلامية التي تقدم من خلالها الرسالة على أسلوب المعالجة وتشكيل الإتجاهات، ومن هذه المتغيرات ما يتعلق بالرسالة مثل قابليتها للفهم ، وحيوية الرسالة ، وقوة البراهين، ويقصد بمتغير الحيوية نوعية المعلومات التي تجذب وتحافظ على إنتباه الجمهور لكونها معلومات ملموسة ومثيرة للخيال وقريبة زمانياً ومكانياً وحسياً، وبناء على ذلك فإنّ المعلومات المقدمة من خلال التلفزيون أكثر حيوية من تلك المقدمة من خلال الصحافة( ).
يضاف الى ذلك متغيرات متعلقة بخصائص القائم بالإتصال بإعتبارهم يؤثرون في نوع التقارير التي نشاهدها في التلفزيون، فولاءاتهم الآيدلوجية والوطنية والأثنية تؤثر في طريقة صياغة التقارير التي تبث عبر القنوات الفضائية ( ).
شروط تحقق الرسالة التلفزيونية الناجحة:
نظراً لدور الرسالة التلفزيونية يضع بعض الباحثين شروطا عامة للرسالة التلفزيونية الناجحة التي يمكنها إحداث الأثر المطلوب في الجمهور وهي( ):
1. أَن تكون الرسالة واضحة ومناسبة للمستقبل وخبراته، مع ضرورة إستخدام الوسائل المساعدة على جذب الإنتباه وإيصال المعلومة بطريقة سهلة .
2. تحويل حب الاستطلاع لدى الجمهور الى وسيلة للتأثير فيه بإستخدام وسائل الإثارة والتشويق، فالإلمام بالدوافع النفسية للجمهور يعد من ضروريات نجاح الرسالة التلفزيونية.
3. الاستفادة من اللهجات والألفاظ السائدة في المجتمع.
4. توظيف الخبرات السابقة من أجل دعم الإيجابيات وتجنب السلبيات.
5. لا يمكن طرح موضوع الرسالة إعتباطياً، بل يجب أن يكون مهما ويمس مصالح الجمهور ويشبع رغباته.
6. طرح الحلول الموضوعية للمشاكل، مع مرونة الرسالة التلفزيونية وتكيفها مع المواقف والظروف.
وتسعى وسائل الإعلام الى نشر صورة إيجابية في الخارج، والتعبير عن سياسة الدولة وتفسير مواقفها إزاء القضايا والمشكلات الدولية، وإعطاء الرموز والمعاني للأوضاع القائمة( ) , والأهداف التي تسعى القنوات الفضائية الى تحقيقها تحدد طبيعة عملها على المستوى الخارجي والذي يكون لها طابعان: الطابع الأول : هجومي ويتركز على مهاجمة الخصوم والنيل من أفكارهم، مع التأكيد في الوقت ذاته على سلامة الأفكار والمواقف في البلد المرسل.
الطابع الثاني : دعائي يقوم بالرد على ما يروجه الخصم( ).
وهذه الأهداف في معالجة موضوعات الصراعات تتفق مع الأهداف العامة للإعلام خلال فترة الحرب وهي( ):
1. تحطيم معنويات العدو وبث الفرقة في الجبهة الداخلية للعدو.
2. شرح قضايا الدولة للدول المحايدة وإقناعها بها، مثل تبرير شن الحرب على العدو.
3. تأكيد صلات الدولة بالدول الحليفة.
وفي العصر الراهن تتطلب الرسالة الإتصالية المؤثر إدراك القائم بالإتصال لطبيعة البيئة الإعلامية التي يتحرك فيها، وأن يعلم إنه يخاطب جمهوراً عريضا متعدد الإتجاهات والأطياف، وله طرق مختلفة في متابعة الأحداث عبر وسائل الإعلام، فالقائم بالإتصال لا يكتب خطاباً لصديقه أو خاطرة معينة، كل هذا لا يهم بقدر المعلومات والأخبار التي يقدمها لجمهور متنوع ( ).