حروب الجيل السادس وكارثة العالم الجديد
باسم عبد عون فاضل
2016-06-16 01:57
حروب الجيل السادس واحدة من التصنيفات الوصفية والموضوعية للحروب المعاصرة التي تملك مفاتيح ووسائل وأساليب استخدامها بعض القوى العالمية، توصف بأنها مختلفة عن سائر أنواع الحروب السابقة متحديةً الشكل التقليدي للقواعد التي تحكمها في الأشكال والأزمنة والآثار، المختصون من الباحثين المعنيين بهذا المجال عدوا بروز هذا التطور في طبيعة الحروب نتيجة منطقية للتطور الحاصل في المجالات التقنية والمعلوماتية والإعلامية وغيرها من تلك التي توصلت إليها بعض المجتمعات المتقدمة. وعلى اثر هذا الجيل من الحروب وما سبقها من أجيال ذكية أخرى يمكن إن نتوقع اعادة هيكلة الخارطة الدولية وفقا لمقتضيات ومصلحة القوى الرائدة فيها.
- ماهية هذه الحروب؟
استطاعت بعض القوى العالمية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية ونتيجة للتطور الهائل الذي تمتلكانه في صناعة الأسلحة والقدرة على تطويرها وكذلك امتلاك كل منها تلك المؤسسات البحثية والوسائل التكنولوجية في هذا المجال، تلك القوتان استطاعتا توظيف تلك الإمكانات في تطوير واختراع تلك التقنيات الحربية لتوظفها إلى جانب تلك القديمة لتكن مجمل وسائل القتال وأساليبه عندهما أكثر قدرة وفاعلية في السرعة والتكلفة والنتائج، وبالتالي استطاعتا توفير وسائل وأدوات للحروب خيالية لم تخطر على فكر بشر ولا يمكن إن يستوعبها الكثير وخاصة المجتمعات النامية التي لازالت لا تعرف إلا الأجيال الأولى أو ما قبلها من الحروب الكلاسيكية.
الأسلحة الذكية في هذه الحروب تتنوع بين أسلحة مادية كالصواريخ الذكية الموجة عن بعد عبر البر والبحر والفضاء، اما الأسلحة المعنوية فإنها تكمن بتلك البرامج والتقنيات العنكبوتية الالكترونية والتي تتمثل في نماذج عديدة منها: الطائرات بدون طيار والتي يصل حجم البعض منها حجم الذبابة والتي من خلالها يمكن اختراق ونقل الاجتماعات واللقاءات الخاصة بين الأشخاص سواء كان قادة أو سياسيين أو اقتصاديين، وأخرى توصف بالجن الفضائي، كذلك التجنيد الكامل لشبكة الاتصالات العالمية والنظم المعلوماتية.. سواء باستهداف منشئات الدول ونظمها العسكرية أو المؤسسات والأفراد التي يتم بواسطتها تعطيل أجهزة التحكم والقيادة مثل اختراق منشأة تخصيب اليورانيوم (وسط إيران) في العام 2010 من خلال برنامج عرف بـ "الألعاب الأولمبية".
اما النوع الآخر من الأسلحة الذكية في هذا الحرب فهو ليس بمادي أو معنوي وإنما نوع غريب يسمى منظومة الجن الفضائي يشمل هذا النوع أقمارًا صناعية صغيرة تقدر بحوالي نصف مليون قمر صناعي في مدارات حول الأرض بعيدًا عن المدارات الاعتيادية ولها العديد من الأهداف يستخدم إمكانية التحكم بالعقل والجسم البشري من خلال الطاقة المغناطيسية التي يستخدمها فهو يتجاوز تلك التأثيرات المعنوية النفسية والإعلامية ليدخل إلى العقل والجسم البشري.
الجيل السادس من الحروب هو آخر تصنيف من قبل المعنيين بإشكال وأنواع وتطورات الحروب من حيث الشكل والمضمون والوسائل والأساليب فانه يمتاز بتلك الأسلحة التي توصف بالذكية والخارقة والخيالية، اصطلح عليها حروب الجن، ويشير البعض إلى روسيا الاتحادية بأنها صاحبة المبادرة والسبق في تجسيد هذا النوع من الحروب نتيجة لاستخدامها الطيور والأسماك كوسائل للتجسس وبث الإشارات اللاسلكية عبر المياه والفضاء واليابسة، اما البعض الآخر فيرجع امتياز إنتاجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية والى ذلك البرنامج تتبناه وكالة داريا التابعة للبنتاجون.
في تلك الحروب التي تدار عن بعد من خلال استخدام الأسلحة الذكية وتهدف إلي تقليب المجتمع من خلال التجنيد الكامل لشبكات الإنترنت الذي يهدف إلي هدم أركان الدولة وإفشالها، وتتنوع الوسائل الذكية في استخدام الطيور والحيوانات والأسماك كأدوات للتجسس وإلحاق الضرر عن بعد، وهذا النوع من الأدوات تتبناه وكالة داريا التابعة للبنتاجون.
• الأسلحة المستخدمة في الجيل السادس
- أسلحة الصواريخ القابلة للتوجيه عن بُعد والقنبلة الذكية المجهزة للتوجيه الذاتي وطائرة بدون طيار الصغيرة الحجم لأغراض التجسس على المحادثات بين الأشخاص، والألغام التي يتم تفعيلها أو تعطيلها عن طريق الأقمار الصناعية وجمع المعلومات الاستخباراتية واستغلال النظام العالمي لسواتل الملاحة (نظام تحديد المواقع العالمي)، وكل ما يمكن استهدافه عن طريق الكمبيوتر أو الأقمار الصناعية.
- أسلحة القتل النظيف، وهي عبارة عن تركيز أمواج راديوية بترددات خاصة وبطاقة عالية جدًا إلى أعلى من طبقات الأوزون، بحيث يتم تسخين طبقات الغلاف الجوي بشكل مكثف وتعمل على جعلها كوسادة مطاطية تخزن الطاقة بشكل كبير وتعمل على ردة فعل بإطلاق موجات مغناطيسية تخترق الحي والميت نحو منطقة معينة وإطلاق هذه الطاقة وتحريرها من خلال الغلاف الجوي أو الأرض، وتعمل هذه التقنية على إثارة العواصف الماطرة والثلوج العنيفة والفيضانات والجفاف كما أنها تساعد في كشف بواطن الأرض.
- أسلحة الكيمتريل، وهو عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها على ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية مستهدفة وتختلف هذه الكيماويات طبقًا للأهداف، فمثلاً عندما يكون الهدف هو "الاستمطار" أي جلب الأمطار يتم استخدام خليط من أيوديد الفضة على بيركلورات البوتاسيم ليتم رشها مباشرة فوق السحب في ثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط أمطارًا، كما تستخدم هذه التقنية مع تغيير المركبات الكيماوية فتؤدي إلى الجفاف والمجاعات والأمراض والأعاصير والزلازل.
- الصوت الصامت، وهي مجموعة من الأسلحة تتمثل في السيطرة الشاملة على العقل باستخدام التقنيات مثل أدوات العرض HD لإرسال هذه التأثيرات لكل بيت وكل أسرة وكل الشعوب المراد السيطرة عليها ضمن حزمة من التقنيات الجديدة والمبتكرة لإحكام السيطرة على العقل.
- منظومة (الجن الفضائي)، وتشمل أقمارًا صناعية صغيرة تقدر بحوالي نصف مليون قمر صناعي في مدارات حول الأرض بعيدًا عن المدارات الاعتيادية ولها العديد من الأهداف منها: المساعدة في مسح خريطة النشاطات المغناطيسية للعقل والجسم البشري ودراسة إمكانية التحكم في الأفراد بما يعرف شرائح التحكم البشرية، وكذلك التعاون مع سلاح هارب في مزيد من التحكم في الظواهر والكوارث الطبيعية المصنعة، أيضا تساعد على استهداف الأفراد بموجات مغناطيسية، كذلك التجسس حول العالم وغيرها من مشاريع القرصنة الحديثة بأنواعها المختلفة، وأخيرا لها دور مستقبلي في السيطرة على أجهزة العرض الفضائي المعدة لتنفيذ خطوات مشروع الشعاع الأزرق وخديعة الغزو الفضائي وتجسد الآلهة والأنبياء مع دمج الريبوتات النانوية مع مادة الكيمتريل الحديثة.
علاقة حروب الجيل السادس بحروب الأجيال السابقة
تختلف حروب الجيل السادس عن غيرها من حروب الأجيال السابقة بتلك الوسائل والأساليب المادية والمعنوية المستخدمة فيها إما ما يخص الأهداف والنتائج التي تتأتى من هذه الحروب فهي واحدة لا تختلف عن سابقاتها من أجيال الحروب، والتي هي إما إن تكون اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية وغيرها من الغايات، ميزت هذه الحروب إن احد اطرافها افتراضي وهمي غير منظور يستهدف طرفاً يكون منظوراً ويفتقر إلى وسائل وأساليب هذه الحروب، وهذا ما لم تعهده تكتيكات ووسائل الحروب السابقة، قادة هذه الحروب من سياسيين وجنرالات وجنود هم أفراد معدودين يقبعون خلف لوحات التحكم الالكترونية والضوئية والمغناطيسية ولا يحددهم بلد أو فضاء أو بحر معين وهذا ما ندر استخدامه في الأجيال السابقة من الحروب، تحقق هذه الحروب نتائج مباشرة بأقل الأثمان واقصر الطرق مثل تعطيلها لعمل مؤسسات اقتصادية أو صناعية أو نووية أو سياسية.
بينما الحروب السابقة نتائجها الثانوية تكون إنهاك تلك المؤسسات وبتكاليف وأثمان باهظة، أيضا استخدام هذا النوع من الحروب والتعويل عليه يقلل من تلك الميزانيات الاقتصادية الضخمة التي تخصصها بعض الدول لترسانتها العسكرية وبالتالي ميزة هذه الحروب أنها تمتاز بأنها اقل من سابقاتها في التكلفة الاقتصادية.
• حروب الجيل السادس والدول النامية
هذا النوع من الحروب هو تقنية متطورة الاستخدام في هذا المجال فرضته التطورات التكنولوجية البرمجية في بعض الدول المتقدمة وبالتالي فان ميزة الاستخدام والتوظيف لهذا النوع من الحروب هو محصور بهذه الدول. ان الدول النامية هي مسرح تطبيقات هذا الجيل من الحروب وليس لها القدرة على المنافسة في استخدامه وكذلك امتلاك عامل الردع له وبالتالي هي باقية على تلك الأجيال السابقة من الحروب وبأساليبها التقليدية المعروفة، بعض وسائل وأساليب هذا الجيل من الحروب قد يمتلكها فرد أو مجموعة أفراد في مجتمعات الدول النامية مثل قدرة بعض رعاياهم البارعين في أنظمة وتقنيات الحواسيب والأجهزة الأخرى الذكية في اختراق منظومات القيادة والسيطرة وتعطيل حسابات واختطاف بيانات ومعلومات لتلك القوى العالمية الرائدة في هذا الجيل من الحروب، لكن تبقى هذه الوسائل غير كافية للردع كونها تحتاج إلى وسائل أخرى إلى جانبها وكما اشرنا إليها من مثل أنظمة الصواريخ الموجه والبعيدة وغيرها.
• حروب الجيل السادس والجيوش النظامية
حروب الجيل السادس ميزتها أنها لا تعوض أو أن تكون بديلة للجيوش النظامية في الحروب إلا أنها في المقابل تختصر وتقلل من عامل الزمن والمسافة والتكلفة البشرية والاقتصادية وغيرها من التكاليف المادية على الجيوش النظامية التي لديها تقنيات الجيل السادس.
هنالك سؤال كيف تكون شكل المواجهة بين دولتين كل منهما يملك تقنيات الجيل السادس من الحروب؟ الجواب في رأينا إن الحسم بينهما يكون في العودة إلى استخدام الأجيال السابقة من الحروب وبالتالي تكون الحروب النظامية بين جيشيهما على الأرض وفي المياه والسماء هي الفيصل في حسم مواطن الخلاف بينهما.
• حروب الجيل السادس كآخر تصنيف لأشكال وأنواع الحروب
تصنيفات أجيال الحروب أخذت فترة الحرب العالمية الأولى كبداية أولى لها من حيث الشكل والوسائل المستخدمة وأعطت تلك البدايات التصنيف الأول من الأجيال للحروب وهي حروب تقليدية دارت بين جيوش نظامية معتمدة في أساليب القتال بينها على المواجهة المباشر وبأسلحة تقليدية وعلى ارض معركة محددة وعدو واضح، انتفى التصنيف لهذا النوع من التصنيف للحروب بانتهاء تلك الحروب العالمية الأولى والثانية.
- حروب الجيل الثاني، الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية كانت تجسيداً لهذا التوصيف من قبل الباحثين والمعنيين وهو جيل لا يتقاتل المتخاصمين الدوليين فيه بصورة مباشرة وإنما عن طريق وكلاء يخوضون حروب بينهم كل منهم يمثل أو ينوب عن احد القطبين العملاقين، كذلك عامل الانتصار الشامل والذي يقابله الهزيمة الشاملة لطرف متحارب مقابل الطرف الأخر انتفت وفق هذا التصنيف بسب دخول الأسلحة النووية كسلاح كابح لهذه الإستراتيجية في الحروب استمر هذا الجيل من الحروب إلى فترة انتهاء القطبية الثنائية وبروز القطبية الأحادية (الولايات المتحدة الأمريكية).
- الجيل الثالث من الحروب هذا الجيل تتجسد في الحرب الأمريكية على الإرهاب بمعية حلفائها كما تزعم التي ابتدأتها بالحرب على أفغانستان واحتلالها وكذلك على العراق واحتلاله في مارس2003م.
- الجيل الرابع من الحروب كتصنيف جاء كترجمة حقيقية للخسائر الفادحة في الاقتصاد الأمريكي بعد احتلال الأخيرة كلا من العراق وأفغانستان ونتيجة تلك الخسائر دفعت الأخيرة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها العسكرية الباهظة التكاليف ومن هنا بدأت الولايات المتحدة وكونها القائدة للعالم اقتصاديا وعسكريا في التفكير باعتماد أجيال جديدة من الحروب اقل تكلفة وأكثر جدوى في تحقيق مصالحها وأهدافها هذه الاستراتيجية تقوم على توظيف ظاهرة التشدد الديني الأكثر تطرفا في تحقيق مصالحها وطموحاتها وانفرادها في العالم.
- الجيل الخامس من الحروب يتمثل في التقنيات المؤامراتية التي تهدف إلى إيجاد حكومات ظل موازية للحكومات الفعلية في الكثير من الدول، وهي كيانات صغيرة متعددة وممنهجة تعمل من خلال تشكيلات عصاباتية وتنظيمات إرهابية تهدف إلي هدم التعليم في الجامعات من خلال إشاعة الفوضى وارتكاب أفعال إجرامية للتشكيك في قدرة الدولة علي السيطرة الأمنية، وتستغل هذه التشكيلات الإجرامية في فبركة وتبديل الحقائق وترويع المواطنين.
ختاما للقول يمكن عد هذا النوع من أجيال الحروب نتيجة حتمية لذلك الجهد الحثيث والتوظيف السليم والاستخدام الأمثل لإمكانيات توافق العقل البشري من لدن بعض المجتمعات، فهو جيل البراعة المتفوقة في تحقيق الأهداف والمصالح والسيطرة على الآخرين بأقصر الطرق واقل الخسائر، أما نحن الذين نعيش العالم الآخر البعيد والمتأخر عن إنتاج واستخدام وتوظيف هذه الأنواع من الأسلحة لابد لنا من ملاحقة هذا التطور والتمسك والعكوف على القدرات البحثية والعلمية ومواكبة التسلح الحديث والاعتماد على المعلومات الاستخباراتية وابتكار أسلحة أقوى وأقدر على المواجهة وان لا نبقى حقول تجارب لهذه الحروب.