ما هو العائق الأكبر أمام غزو الفضاء؟
مروة الاسدي
2017-09-25 04:00
نجهل الكثير من الاسرار المدهشة عن الفضاء الذي لطالما حظية باهتمام البشر منذ آلاف السنين، ومع تطور العلوم والتكنولوجيا يكتشف العلماء مزيدا من خفايا الكون الفسيح التي من شأنها ان تؤثر على كوكبنا داخل المجموعة الشمسية، بعد تطور التكنولوجيا ووصول البشر بصواريخهم ومسباراتهم إلى كواكب أخرى، اشتعل الولع باكتشاف سكان الفضاء اشتعل كما أشعلت نظريات المؤامرة والخيال العلمي الكثير التساؤلات المثيرة حول عالم الفضاء، فهل يمكن أن يتحمل البشر المكوث في بعثات فضائية قد تمتد لسنوات؟، الإجابة تعود الى بدأ السباق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لغزو الفضاء إبان الحرب الباردة، كان بعض العلماء يظنون أن الحياة في الفضاء قد تفوق طاقة البشر، في الأيام الأولى لسباق الفضاء، خُيّل للأطباء النفسيين بسلاح الجو الأمريكي أن من يتقدم لمنصب رائد فضاء يجب أن يكون "طائشا، أو انتحاريا، أو غير سوي جنسيا، يستمتع بخوض المخاطر"، وأرجع الأطباء ذلك إلى أن ما من شخص يسمح لأحد بأن يقيده بمقعد في صاروخ باليستي عابر للقارات، ثم يُطلقه نحو مدار الكرة الأرضية، إلا إذا كان مجنونا أو متهورا أو باحثا عن الملذات.
ف على مر التاريخ، قدم لنا الفلكيون اكتشافات باهرة؛ كواكب جديدة، نجوم تنفجر، مجرات عند حافة الكون... أما الآن، فهم على وشك الوصول إلى الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة من أي اكتشاف آخر، أن هناك ان كائنات متطورة اكثر من البشر بكثير، قد لا ترى في سكان الارض سوى "حشرات مزعجة".
لطالما كان وجود كائنات ذكية خارج كوكب الارض مصدر الهام لقصص الخيال العلمي، لكنه كان دوما مصدر قلق للعلماء المتخوفين من ان يؤدي لقاء البشر مع كائنات اكثر تطورا الى اثار وخيمة على الحضارة البشرية.
فالقلق جدي حول امكانية ان تكون كائنات ذكية تعيش في كواكب اخرى، تمسح الفضاء بحثا عن كائنات حية اخرى، تماما كما يفعل اهل الارض.
ويبحث علماء الارض عن حضارات على كواكب اخرى من خلال مراقبة عدد كبير من الاجرام الفضائية، ففي الوقت الذي تكون هذه الاجرام واقعة على خط مستقيم مع شمسها ومع الارض، وتكون هي في موقع بين شمسها والارض، ينبغي ان تبدو بقعة داكنة، اما ان انبعث منها الضوء فان الامر يشي بما هو غير عادي.
ويراقب العلماء الكواكب التي تقع في منطقة قابلة للحياة، اي انها ليست قريبة جدا من شموسها بحيث يلتهب سطحها، ولا هي بعيدة جدا بحيث تتجمد، بل انها في مسافة معتدلة تسمح ببقاء المياه سائلة على سطحها وبالتالي تكون مناسبة لنشوء الحياة، وان صدقت مخاوف بعض العلماء من امكانية وجود كائنات ذكية متطورة تراقب الفضاء كما يفعل البشر، فان الارض قد تكون عرضة لما لا تحمد عقباه، ان تتعرض للغزو والاستعمار.
وتبقى ابحاث العلماء عن كواكب اخرى قابلة للحياة ابحاثا نظرية، اذ انه لا يمكن للبشر حتى الآن السفر في الفضاء سوى للاجرام القريبة جدا من الارض، اما تلك التي تبعد سنوات ضوئية، ومنها ما يبعد ملايين السنوات الضوئية، فلا يمكن الذهاب اليها الا ان تمكن الانسان يوما ما من السفر عبر الزمن.
سنسافر المريخ في 10 أسابيع!
يعتقد العلماء أنهم إن تمكَّنوا من تطوير مُحرِّكِ دفعٍ من نوع EM Drive، فسيكون لذلك دورٌ فعَّال في نقلِ البشر إلى المريخ؛ إذ سيقلِّص من مدة الرحلة لتصبح 10 أسابيع فقط، فيما لا يتطلَّب وقوداً للعمل، لكن، هنا تظهر كذلك العديد من المواضيع الأخرى.
فمُحرِّكات EM Drive ليس لها أي مواد دافعة ولا أي عوادم، وبذلك فإنها تناقض فهمنا لآلية الدفع، في المقابل، من المُفتَرَض أن تعمل هذه المُحرِّكات عبر إطلاق نبضاتٍ من موجاتٍ كهرومغناطيسيةٍ تحيط بداخلها، مولدةً فوتوناتٍ توجِد بدورها الدفع.
والمشكلة في التصميم، أنه مبدئياً يُفتَرَض ألا يعمل؛ فقانون نيوتن الثالث للحركة يقتضي أن كل جسمٍ في الكون يخضع للسبب والنتيجة؛ لذا فلكل فعلٍ رد فعل، وبشكلٍ مفهومٍ، فإن ذلك قد قاد إلى إبداء العديدين شكوكهم المُبرَّرة وإثارة نقاشاتٍ مستمرةٍ حول ما إذا كانت مُحرِّكات EM Drive يمكن أن تعمل يوماً.
إرسال أول إشارة إلى الكائنات الفضائية وهذا ما ستحتويه!
يخطط علماء معهد "METI" لإرسال إشارة إلى الكائنات الفضائية في عام 2018. ولكن بعض العلماء من الوسط العلمي ينظر إلى الأمر بشكل سلبي، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
قال رئيس المعهد، دوغلاس واكوه: "إذا أردنا تبادل المعلومات مع الكائنات الفضائية لعدة أجيال، فنحن بحاجة إلى التعلم وتبادل المعلومات". وأضاف في العام الماضي: "إننا بحاجة إلى مثل هذا التبادل في المعلومات، لأن الوقت أصبح متأخراً في إخفاء أنفسنا في الكون"، هذا وسيتم إرسال أول إشارة إلى الكائنات الفضائية في نهاية عام 2018. وستحتوي الإشارة على بعض المفاهيم الرياضية والعلمية. وأضاف دوغلاس: "سيكون من المثالي استخدام جهاز إرسال قوي، مماثل لتلك المستخدمة في أبحاث الكواكب، مثل مرصد أريسيبو"، سيكون هناك عدد من الإشارات والرسائل، حيث يخطط العلماء لتكرارها وإرسالها إلى أقرب النجوم، وفي وقت سابق من عام 1974، تم إرسال رموز ثنائية تضمنت بعض التفاصيل حول النظام الشمسي وكيمياء الأرض وبعض الأنواع البشرية. وبطبيعة الحال، من الصعب إرسال معلومات، بسبب الحاجة إلى انتقاء رموز يمكن للكائنات الفضائية فهمها.
ولكن العديد من العلماء يعتقدون أنه من الخطورة التواصل مع الكائنات الفضائية، حيث يمكن أن يكونوا عدائيين، إذ صرح عالم الفيزياء الفلكية، بلانيتاري أدلر، في شيكاغو العام الماضي بأن "هناك احتمالاً بأنه إذا إرسالنا إشارة لجذب انتباه حضارة ذات تفكير منطقي قريب للفكر البشري، فإنه من الممكن أن هذه الكائنات لن تكون سعيدة بذلك. ومن جهة أخرى، يمكن أن نحصل على فائدة كبيرة من خلال هذا الاتصال. لا يمكننا معرفة النتيجة مسبقاً".
هل يمكننا عدم تلويث الكواكب الأخرى؟
في خضم رحلات استكشاف الفضاء والبحث الحثيث عن حياة في كواكب أخرى، يطرح الإنسان فرضية انتقال مخلفات أرضية سواء معدنية أو حتى بكتيرية إلى تلك الكواكب التي تم استكشافها، وتحطيم المسبارات (السفينة الفضائية الآلية) على أراضيها. فهل يحق لنا تلويثها؟
في 15 سبتمبر/أيلول المقبل، تنهي المركبة الفضائية كاسيني مهمتها الفضائية، بعد 20 عاماً من الغوص في الغلاف الجوي لكوكب زحل. وبالإضافة إلى نجاحها في جمع معلومات هامة، إلا أنها كانت مبرمجة لتقدم على "انتحار مبرمج" تنفيذاً لـ"بروتوكولات حماية الكوكب".
إذ يقضي البروتوكول بتقليل خطر إيداع ميكروبات أرضية على أكوان غريبة، لاحتمالية وجود ظروف مناسبة للحياة (على سبيل المثال القمر الصناعي إنسيلادوس، المتواجد على زحل)، وينتظر نفس المصير المسبار الفضائي جونو-Juno، الذي سيرسل لاستكشاف كوكب المشتري، في شهر فبراير/شباط عام 2018. أما المكوك "غاليليو"، فأنهى مهمته العام 2003 بـ"الانتحار المبرمج" في الغلاف الجوي لكوكب المشتري، بعد رحلة استمرت 14 عاماً، فهل يمكن عدم تلويث بقية الكواكب بالبكتيريا المسافرة على متن الرحلات الاستكشافية على بعد ملايين الأميال؟.
أنت كائن فضائي
اكتشاف فلكي جديد أذهل العلماء قد يغير نظرتنا لمنشأ الحياة على كوكب الأرض، وبالتالي قد يساعد هذا الاكتشاف على معرفة أصل الحياة.
فوفقاً لمزاعم بعض علماء الفلك ربما تكون نصف الذرات المُكوِّنة لأجسامنا قد تشكلت فيما وراء مجرتنا المعروفة باسم درب التبانة، وسافرت إلى نظامنا الشمسي محمولةً على رياحٍ بين المجرات بدفعٍ من انفجاراتٍ نجمية عملاقة.
وتوصل العلماء إلى هذه النتيجة الصادمة عن طريق استخدام نماذج محاكاة حاسوبية، كشفت عن الكيفية التي تشكلت بها المجرات في فترةٍ زمنية طويلة للغاية عبر امتصاص كمياتٍ هائلة من المواد المتطايرة من المجرات المجاورة لنا الناتجة عن انفجار النجوم الموجودة بها في نهاية دورة حياتها، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وتقذف هذه الانفجارات النجمية، وهي المرحلة الأخيرة في حياة أي نجمٍ ضخم وينفجر فيها محدثاً وهجاً ساطعاً، تريليونات الأطنان من الذرات عبر الفضاء بقوةٍ تمكنها من الإفلات من مجال الجاذبية في مجرتها الأم، لتسقط صوب المجرات الأكبر المجاورة لها، مُشكّلةً سحباً هائلة تسافر في الفضاء بسرعة مئات الكيلومترات في الثانية.
ويعرف علماء الفلك منذ وقتٍ طويل أنَّ العناصر المتكونة في النجوم يمكن أن تسافر من مجرةٍ إلى أخرى، لكنَّ البحث الجديد يكشف لأول مرة أنَّ نصف المواد الموجودة في مجرة درب التبانة والمجرات ذات الأحجام المشابهة قد تكون وصلت من مجراتٍ مجاورة أصغر حجماً.
هل تملك البشرية حقّ الإتجار بالفضاء؟
في الذكرى الـ 48 لصعود رائد الفضاء الأميركي نيل آرمسترونغ إلى القمر، بيعت حقيبة مليئة بالصخور القمرية تعود إلى رحلة الفضاء "أبولو 11" في مزاد سوثبي مقابل 1,8 مليون دولار، ويُعتَبَر تاريخ الحقيبة مثيراً للاهتمام؛ فقد باعتها الحكومة الأميركية عن طريق الخطأ في العام 2015، ثم حاربت المشتري، وهي المحامية نانسي لي كارلسون لاستعادتها.
وبحسب تقرير نشرته وكالة Bloomberg الأميركية فقدت الأجهزة الفيدرالية هذه الحقيبة في العام 2016، بتنازلها عنها لنانسي التي باعتها الخميس 20 يوليو/تموز 2017 لقاء 1,8 مليون دولار.
الجدال القانوني في هذه القضية يتعلَّق بالتصرف في عنصر ثقافي هام تعتقد وكالة "ناسا" أنه لا ينبغي أن يتملَّكه أفراد. وكرد فعلٍ على المزاد، حثت منظمة "من أجل البشرية جمعاء" غير الربحية، الأمم المتحدة على حماية مواقع الهبوط الستة لرحلات "أبولو 11" ومقتنيات الرحلة مثل الحقيبة.
هل ترغب في الهجرة من الكوكب؟
تعمل وكالة البحوث وعلوم الفضاء الأميركية ناسا، على تطوير مفاعلات صغيرة معتمدة على تكنولوجيا الانشطار النووي، للتغلب على إحدى آخر العواقب التي تواجه الحياة على كوكب المريخ.
فقد أصبح توليد الطاقة الهدف الأساسي لعلماء الفضاء، بعد التأكد من وجود مياه على الكوكب الأحمر، الذي تبلغ متوسط درجات الحرارة به هو (-80 فهرنهايت)، (أي نحو 62.2- مئوية)، وربما تعد هذه المشكلة الرئيسية التي تواجه فريق البحث، وفقاً لما ورد في تقرير لصحيفة Independent البريطانية.
من المقرر اختبار المفاعلات البالغ طولها 6.5 قدم، والمصنوعة كجزء من مشروع "الكيلو باور" على مدار السنوات الثلاث الماضية في سبتمبر/أيلول 2017، في حالة اجتياز المفاعل لاختبارات التصميم والأداء ستقوم ناسا باختباره على سطح المريخ.
وزارة الطاقة الأميركية ومركز أبحاث جلين بناسا هما الشريكان الرئيسيان للمشروع، المقدر تكلفته بـ11 مليون جنيه إسترليني، وتحتاج البعثة البشرية إلى المريخ حوالي 40 كيلووات من الطاقة، التي تعادل ما يُستخدم لقرابة 8 ساعات على سطح الأرض، طبقاً لتقرير ناسا عام 2008، تلبي متطلبات الطاقة عمليات إنتاج الوقود، والهواء، والماء، بالإضافة إلى إعادة شحن بطاريات المستكشفين والمعدات العلمية.
سينتج كل مفاعل قيد التصنيع طاقة بحد أقصى 10 كيلووات، وبذلك سيتطلب توفير فقط أربعة مفاعلات لمستعمرة مكونة من ثمانية أشخاص.
يعمل المفاعل عن طريق انشطار ذرة اليورانيوم لجزئين لتوليد الحرارة، التي يمكن تحويلها لكهرباء، سيكون من الصعب الاعتماد على الطاقة الشمسية، لأن المريخ يستقبل فقط ثُلث ضوء الشمس الذي تستقبله الأرض.
كان آخر مفاعل انشطاري مُختبر بواسطة ناسا هو نظام الطاقة النووية المساعد في ستينيات القرن الماضي، والمُلقب بـ"سناب"، (SNAP). وهو نظام من المولدات الكهربائية الحرارية المعتمد على النظائر المشعة، الذي قد دعم عشرات من المسابر الفضائية وروبوتات الاستكشافات الفضولية.
لي ماسون هو المسؤول عن تكنولوجيا تطوير وتخزين الطاقة بمركز أبحاث جلين ناسا في كليفلاند، قال لـمجلة الفضاءSpace، "ستكون هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بتشغيل مفاعل انشطاري منذ برنامج سناب في الستينات".
اكتشاف ثقبٍ أسود يساوي الشمس 100 ألف مرة
في حدث علمي فريد يرتبط بأكثر الكتل الفضائية إثارة للرعب، اكتشف العلماء وجود ثُقب أسود هائل يبلغ حجمه مائة ألف ضعف حجم الشمس مختبئاً في سحابة من الغاز السام السائر قرب مركز مجرّة درب التبانة.
وإذا جرى التأكُّد من صحة هذا الاكتشاف، فإنَّ ذلك الثقب الضخم الخفيّ سيكون ثاني أكبر ثقب أسود شُوهِد في درب التبانة على الإطلاق، ويحلّ في المركز الثاني بعد ثقبٍ أسود فائق الضخامة يُلقّب باسم الرامي أ* "Sagittarius A*" في قلب المجرّة تماماً، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وقد وجد علماء الفلك باليابان أدلّةً على وجود هذا الجسم الجديد عندما وجَّهوا تلسكوباً قوياً موجوداً بصحراء أتاكاما في تشيلي باتجاه سحابة الغاز المذكورة على أمل فهم تحرُّكات غازاتها الغريبة. إذ أنَّه بخلاف الغازات التي تشكل السحب الموجودة بين النجوم، تتحرَّك غازات هذه السحابة -والتي تتضمّن سيانيد الهيدروجين وأول أكسيد الكربون- بسرعاتٍ شديدة التفاوتن وقد شُوهِد من خلال التلسكوب أنَّ الجزيئات الموجودة بالسحابة بيضاوية الشكل، والتي تبعد 200 مليون سنة ضوئية عن مركز مجرّة درب التبانة ويبلغ قطرها 150 تريليون كيلومتر، يجري جذبها من جانب قوى جاذبية مهولة. وكان السبب الأرجح في حدوث ذلك، وفقاً للنماذج المُصمّمة باستخدام الكمبيوتر، هو وجود ثقب أسود لا يزيد قُطره عن 1.4 تريليون كيلومتر، وتكوّن الثقب في مجرة "المرآة المسلسلة"، وتمكنت مجرة "درب التبانة" عن طريق قوة جاذبيتها من انتزاع الكائن الكوني الهائل.
هذا هو العائق الأكبر
على الرغم من امتلاكنا القدرة التكنولوجية لمغادرة الأرض، إلا أن هناك عائقاً آخر يقف أمام استعمار العوالم الجديدة، وهو نظام مناعتنا، ورغم القول السائد بأننا جميعاً مصنوعون من "أشياء نجمية"، إلا أننا لا نستطيع الابتعاد عن كوكبنا الأم رغم أصولنا النجمية.
إذ قالت صحيفة Telegraph البريطانية إن مليارات السنين من التطور دفعت البشرية بشكل فعال في زاوية من النظام الشمسي قد يكون من الصعب الآن تركها.
وقد قام فريق من العلماء من روسيا وكندا بتحليل تأثير الجاذبية الصغرى على تكوين البروتين في عينات دم 18 رائد فضاء روسي عاشوا في محطة الفضاء الدولية لمدة ستة أشهر، ووجدوا تغييرات مثيرة للقلق على الجهاز المناعي، ما يشير إلى أنهم سوف يعانون من أجل التخلص من فيروس ثانوي كالبرد.
وقال البروفيسور يفغيني نيكولايف من معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا ومعهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا: "أظهرت النتائج أنه في حالة انعدام الوزن، فإن الجهاز المناعي يتصرف كما يحدث عندما يمرض الجسم لأن الجسم البشري لا يعرف ماذا يفعل ويحاول تشغيل جميع أنظمة الدفاع الممكنة".
وفي العام الماضي، وجدت الأبحاث التي أجرتها الولايات المتحدة أيضاً أن رواد الفضاء الذين سافروا إلى عمق الفضاء في البعثات القمرية كانوا أكثر عرضة للوفاة بمرض القلب والأوعية الدموية خمس مرات أكثر من الذين دخلوا في مسار فلكي منخفض، أو لم يتركوا الأرض قط.
رغم أن رواد الفضاء أفضل صحة من عامة الناس إذ يحصلون على رعاية طبية جيدة، أما أولئك الذين هم في عمر مماثل ولم يخوضوا تجربة طيران، أو حققوا مداراً أرضياً منخفضاً، فكان احتمال وفاتهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية أقل من واحد من عشرة.
غير أن فرصة الوفاة ارتفعت إلى 43% بالنسبة للذين وصلوا إلى القمر أو الفضاء العميق، ربما بسبب تأثير الإشعاع القاتل في الفضاء. ومع ذلك، حتى الآن، تظل الآليات الجزيئية التي تدفع التغيرات الفسيولوجية الناجمة عن الرحلات الفضائية لغزاً.
إذ تتغير البروتينات مع تغير جهاز المناعة وبالتالي يمكن استخدامه كمقياس لكيفية عمله. وقد أخذت عينات الدم من رواد الفضاء قبل 30 يوماً من السفر إلى محطة الفضاء الدولية ثم فور عودتهم إلى الأرض، وفحصت بعد سبعة أيام من الهبوط. وحسبت البروتينات الفردية باستخدام كتلة السبكترومتر.
وقالت الدكتورة إيرينا لارينا، المؤلفة الرئيسية للورقة، وعضو في مختبر الأيون والفيزياء الجزيئية بمعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، إنه بفحص رواد الفضاء بعد أن كانوا في الفضاء لمدة نصف عام، كان نظامهم المناعي ضعيفاً.
فيما لم يكونوا في مأمن من أبسط الفيروسات. نحن بحاجة إلى تدابير جديدة للوقاية من الاضطرابات خلال الرحلات الطويلة.
وقد أثبت ذلك فحص رائد الفضاء السابق في "ناسا" سكوت كيلي الذي سافر للفضاء بصاروخ ينطلق بسرعة 17.500 ميل في الساعة ودار حول الأرض لمدة 340 يوماً؛ أي ما يقارب العام تقريباً.
وقد أثر نقص الجاذبية والتعرض للإشعاع ونظام كيلي الغذائي وبعض الحقائق الأخرى المرتبطة بالعيش في المدار، بشكل هائل، على جسده. وهو التأثير الذي طال حتى بصمته الجينية، بحسب ما تتوصل إليه "ناسا" في الوقت الحالي، إذ تغير في صفاتٍ كثيرة عن شقيقه التوأم وفق موقع Business Insider الأميركي.
وإليكم 8 طفرات بيولوجية تحدث لجسمك عندما تمكث في الفضاء عاماً:
1- تتوزع سوائل جسدك بشكل متساوٍ، لهذا يبدو وجهك أكثر انتفاخاً.
2- إذا لم تقم بالتدريبات اللازمة فستخسر عظامك 12% من كثافتها.
3- السوائل المنتقلة من قدميك إلى دماغك بإمكانها ملء زجاجة بسعة لترين.
4- ربما يضعف نظرك نتيجة تغير الضغط داخل دماغك.
5- لست في حاجة لعضلاتك؛ بسبب غياب الجاذبية، لهذا تتقلص وتمتص النسيج الزائد.
6- ستعاني قلة النوم، فمعظم رواد الفضاء ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة؛ بسبب وضعية النوم الغريبة في الفضاء.
7- يمكن للإشعاع الذي تتعرض له خارج نطاق حماية المجال المغناطيسي للكرة الأرضية أن يزيد من فرص إصابتك بالسرطان.
8- بسبب عدم تعرضك لضغط الجاذبية يتمدد عمودك الفقري ويزيد طولك بمقدار 3% تقريباً.