مهاجرو كاليه: بين جدار بريطانيا والتشرد في فرنسا

ندى علي

2016-09-25 12:30

لا تزال قصص المهاجرين الى أوربا تثير الأسى والحزن في النفوس، لاسيما تلك التي تتحدث عن محاولات ومغامرات تغص بالموت يطرقها المهاجرون من اجل الوصول الى مكان آمن، فهؤلاء الفارين من بلدانهم لديهم أسباب قاهرة أجبرتهم على ترك بلدانهم وهاجروا الى اوربا وامريكا بحثا عن مستقبل اكثر أمنا ووضوحا.

وقد تجمّع آلاف المهاجرين في غابة تقع بالقرب من مدينة كاليه الفرنسية حيث يتسلل منها المهاجرون نحو طريق للشاحنات يتجه الى بريطانيا كي يحصلوا فيها على اللجوء، بالمقابل بدأ العمل في تشييد جدار - تموله بريطانيا - في ميناء كاليه شمال غربي فرنسا لمنع المهاجرين من سكان معسكر "الغابة" من محاولة التسلل الى الشاحنات المتوجهة من فرنسا الى بريطانيا.

ولا تخلو حالات التسلل هذه من مخاطر تصل حد الموت، الأمر الذي يد على أن المهاجرين مستعدون للموت من أجل الخلاص من أوضاع بلدانهم التي تهدد حياتهم بموت أقسى وأصعب خاصة تلك التي تدور فيها حروب واضطرابات مميتة، وقد مات صبي افغاني مهاجر لا يتجاوز سنه الـ 14 عاما الاسبوع الماضي عندما دهسته سيارة اثناء محاولته الصعود الى احدى الشاحنات. وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف قال في وقت سابق من الشهر الحالي إن معسكر "الغابة" سيغلق "بالسرعة الممكنة"، ولكنه اضاف ان ذلك سيتم على مراحل بحسب

وقد تحدث اشتباكات بين المهاجرين والشرطة التي تقف بالضد من أحلامهم في محاولة للحد من الهجرة غير الشرعية، فقد قال أحد الشهود إن مئات من المهاجرين الساعين للذهاب إلى بريطانيا من بلدة كاليه الفرنسية اشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب الفرنسية. واستخدمت الشرطة قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المهاجرين الذين سعوا للوصول للطريق المؤدي إلى ميناء كاليه. ووقعت الاشتباكات قرب سور يجري تشييده بتمويل بريطاني لإغلاق الطريق حيث حاول مهاجرون مرارا القفز على شاحنات متجهة إلى بريطانيا.

ومن المحاولات المستمرة التي تبذلها السلطات للحد من الهجرة المخالفة للقوانين الاوربية هي محاولات تفكيك مستمرة لمعسكرات المهاجرين وكان السلطات الفرنسية قد فككت في فبراير/شباط ومارس/آذار من هذا العام الجزء الجنوبي مما يسمى مخيم "الغابة" للمهاجرين في كاليه وفرقت بعض سكانه. وقال وزير الداخلية برنار كازنوف الأسبوع الماضي إن السلطات الفرنسية ستفكك بقية المخيم. وينتظر آلاف الأشخاص الفارين من الحرب والفقر في كاليه فرصة للوصول إلى بريطانيا وكثيرا ما يحاولون شق طريقهم عنوة إلى العربات المتجهة إلى هناك بالعبّارات وعبر خطوط السكك الحديدية. واستمرت المحاولات رغم تزايد قوات الأمن وبناء أسيجة عالية على طول الطريق وعلى طرق السكك الحديدية.

يُضاف الى الأوضاع الصعبة التي يعيشها المهاجرون في المعسكرات، تلك المشادات العنيفة التي تحدث فيما بينهم بين حين وآخر حيث أكد مسؤولون محليون ان ما مجموعه 40 شخصا جرحوا في عراك وشجار لاسباب لا تزال مجهولة بين نحو 200 من اللاجئين الافغان والسودانيين في مخيم كاليه العشوائي شمال فرنسا.

وقد يتعرض المهاجرون الى أحكام بالسجن نتيجة لمحاولاتهم بالوصول الى احدى الدول الاوربية، كما حدث ذلك عندما قضت محكمة بريطانية بالسجن تسعة شهور على سوداني عبر نفق القنال الإنجليزي سيرا على الأقدام العام الماضي في رحلة جسدت المحاولات البائسة لبعض اللاجئين الساعين للوصول إلى بريطانيا إلا أنه لن يسجن لأنه أمضى مدة العقوبة بالفعل في الحجز.

عزل طالبي اللجوء في معسكر الغابة

في هذا السياق بدأ العمل في تشييد جدار - تموله بريطانيا - في ميناء كاليه شمال غربي فرنسا لمنع المهاجرين من سكان معسكر "الغابة" من محاولة التسلل الى الشاحنات المتوجهة من فرنسا الى بريطانيا. وسيمر الجدار الذي يبلغ طوله كيلومتر واحد وارتفاعه 4 امتار على بعد بضعة مئات من الامتار من معسكر "الغابة" التي تقول منظمات خيرية إنه يضم الآن اكثر من عشرة آلاف مهاجر.

ويعد الجدار الجديد اضافة للاسيجة السلكية التي تمتد على جانبي الطريق العام المؤدي الى ميناء كاليه. وواجه المشروع انتقادات لاذعة من جانب المنظمات الحقوقية وبعض السكان المحليين الذين يقولون إن الجدار الجديد لن ينجح في منع المهاجرين من محاولة التسلل الى الشاحنات.

وتتحمل بريطانيا كلفة تشييد الجدار البالغة 3 ملايين دولار، وتقول السلطات المحلية في الميناء الفرنسي إن العمل سينتهي في تشييد الجدار بنهاية العام الحالي. واضحى معسكر "الغابة" سببا لتوتر العلاقات بين فرنسا وبريطانيا، الوجهة الرئيسية لمعظم المهاجرين المقيمين فيه.

ويستخدم المهاجرون احيانا اغصان الاشجار لنصب متاريس على الطرق وذلك لاجبار الشاحنات المتوجهة الى بريطانيا على التوقف. وعندما تبطئ سرعة الشاحنات جراء هذه المتاريس، يحاول المهاجرون الصعود اليها والاختباء فيها.

وكان صبي افغاني مهاجر لا يتجاوز سنه الـ 14 عاما قتل الاسبوع الماضي عندما دهسته سيارة اثناء محاولته الصعود الى احدى الشاحنات. وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف قال في وقت سابق من الشهر الحالي إن معسكر "الغابة" سيغلق "بالسرعة الممكنة"، ولكنه اضاف ان ذلك سيتم على مراحل بحسب بي بي سي.

ولكن سكان كاليه يريدون من الحكومة الفرنسية ان تحدد موعدا لازالة المعسكر تماما. وتقول السلطات المحلية في كاليه إن الجدار مصمم لمنع تجار البشر من العمل قرب معسكر "الغابة."

والجدار مصمم على هيئة الواح خرسانية يمكن ازالتها عندما تنتفي الحاجة اليه.

اشتباكات بين الشرطة الفرنسية ومهاجرين

وقد قال شاهد لرويترز والشرطة إن مئات من المهاجرين الساعين للذهاب إلى بريطانيا من بلدة كاليه الفرنسية اشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب الفرنسية. واستخدمت الشرطة قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المهاجرين الذين سعوا للوصول للطريق المؤدي إلى ميناء كاليه. ووقعت الاشتباكات قرب سور يجري تشييده بتمويل بريطاني لإغلاق الطريق حيث حاول مهاجرون مرارا القفز على شاحنات متجهة إلى بريطانيا.

كان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في زيارة لكاليه في وقت سابق يوم الأربعاء في إطار ترويجه لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في إبريل نيسان ووعد باتخاذ موقف صارم تجاه الهجرة. وفي عام 2003 وقع ساركوزي على اتفاقية وضعت الحدود البريطانية داخل البر الفرنسي من الناحية الفعلية وقال خلال الزيارة يوم الأربعاء إن فرنسا ليست مسؤولة "أن تكون حارس حدود انجلترا" ودعا إلى إعادة التفاوض على الاتفاق.

بناء جدار لمنع تسلل المهاجرين

في سياق اخر سيبدأ قريبا بناء جدار في مدينة كاليه بشمال فرنسا بهدف منع المهاجرين من تسلق الشاحنات المتجهة إلى بريطانيا، وأثارت هذه المبادرة جدلا واسعا وانتقادات من جهتي بحر المانش. سيحمي جدار مداخل ميناء كاليه في شمال فرنسا من المحاولات المتكررة للمهاجرين التسلل سرا إلى بريطانيا. وأثار قرار تشييده خلال الأشهر المقبلة جدلا على ضفتي بحر المانش.

وسيبنى هذا الجدار "المضاد للتسلل" الذي يبلغ طوله كيلومترا واحدا وارتفاعه أربعة أمتار على طرفي الطريق السريع المؤدي إلى مرفأ كاليه. وسيشكل امتدادا للأسيجة التي وضعت منذ منتصف آب/اغسطس 2015 لحماية موقع نفق المانش ويبلغ طولها 39 كيلومترا وكذلك المرفأ والطريق المؤدي إليه (30 كلم).

وستثبت لوحات من الإسمنت المسلح في دعائم معدنية مما سيتيح تفكيكه إذا لم يعد هناك ضرورة له. وستزرع نباتات أمام الجانب الواقع على الطريق العام منه ويزود بكاميرات وبنظام إضاءة لمراقبة محاولات التسلل. ويفترض أن تكلف هذه العملية التي ستمولها بريطانيا 2,7 مليون يورو.

ويعيش ما بين 6900 وتسعة آلاف لاجئ في المخيم الذي يسمى "الأدغال" في كاليه وهو أكبر تجمع عشوائي في فرنسا. وبما أنه يقع بالقرب منه، يشهد الطريق المؤدي إلى المرفأ باستمرار عمليات اجتياح من قبل المهاجرين الذين يحاولون وقف الشاحنات للصعود عليها والانتقال سرا إلى بريطانيا بحسب فرانس برس.

وقال رئيس مجلس إدارة مرفأ كاليه جان مارك بويسيسو إن "هذا الجدار سيمنع المهاجرين من غزو الطريق السريع كل ليلة". وتابع "إنهم يضعون جذوع أشجار وأغصانا وقوارير غاز (...) لا يمكن مواصلة القبول بهذه الهجمات المتكررة". وتؤكد شرطة كاليه أن "ضمان أمن المنصات عل جانبي المانش يجري وفق استراتيجية شاملة طويلة الأمد لخفض جاذبية المرفأ لمهربي المهاجرين".

لكن أعضاء المجلس المحلي يشككون في جدوى بناء الجدار. وقالت رئيسة بلدية كاليه ناتاشا بوشار إن بناء هذا الجدار "لم يعد ضروريا" بما أن الحكومة أكدت أنها تريد إغلاق "الأدغال" في "أسرع وقت ممكن". ويعارض المتطوعون الذين يعملون في هذا المخيم المشروع. ويرى فيليب وانسون صاحب مدونة "باسور دوسبيتاليتيه" أنه "مشروع لا يفيد ومكلف" ويبعد "محاولات المرور لكيلومترين أو ثلاثة كيلومترات".

ويؤكد العضو في نقابة الشرطة جيل ديبوف أن الجدار سيسمح بتحرير "25 موظفا في الشرطة" لكنه سيساهم في "نقل المشكلة إلى الطريق السريع آ-16" القريب. وفي بريطانيا، أثار المشروع انتقادات عديدة. وقد وصفت النائبة المدافعة عن البيئة كارولاين لوكاس الجدار بأنه "خطير"، بينما طلبت منظمة "سيتيزنز" أن يتم إنفاق هذه الأموال على جلب قاصرين عالقين في كاليه ولديهم عائلات في بريطانيا.

وعند سقوط برلين، كان هناك 16 جدارا تحمي حدودا في العالم. اليوم هناك 65 جدارا أنجز بناؤها أو ما زال جاريا، كما تقول إليزابيث فاليه من جامعة كيبيك. والأمثلة كثيرة في كل القارات من الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية إلى سياج الأسلاك الشائكة الذي يمتد أربعة آلاف كيلومتر وأقامته الهند على طول حدودها مع بنغلادش، أو السد الرملي الهائل الذي يفصل بين المغرب والمناطق التي تسطير عليها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) في الصحراء الغربية.

ووعد المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ببناء جدار طوله 1600 كيلومتر على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة إذا تم انتخابه.

احتجاج سائقي الشاحنات على تزايد عدد المهاجرين

في السياق نفسه استجاب سائقو الشاحنات والجرارات لدعوة اتحاد السائقين والمزارعين وقاموا بإبطاء حركة السير في الطريق الرئيسي المؤدي إلى ميناء كاليه بشمال فرنسا، وذلك للاحتجاج على ارتفاع أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا عبر الميناء. وذكر بعض المشاركين بالاحتجاج أن سكان كاليه يعتزمون أيضا تكوين سلسلة بشرية على طريق الميناء.

أبطأت قافلتان من الشاحنات والجرارات الحركة في الطريق الرئيسي المؤدي إلى ميناء كاليه الفرنسي احتجاجا على تزايد عدد المهاجرين الذي يعطل الميناء. واستجابة لدعوة أطلقها اتحادا السائقين والمزارعين تحركت العربات من مختلف نقاط التجمع في اتجاه كاليه حوالي الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش). وقال منظمو الاحتجاج إن سكان كاليه سيشكلون أيضا سلسلة بشرية على طول طريق الميناء.

وفككت السلطات الفرنسية في فبراير/شباط ومارس/آذار من هذا العام الجزء الجنوبي مما يسمى مخيم "الغابة" للمهاجرين في كاليه وفرقت بعض سكانه. وقال وزير الداخلية برنار كازنوف الأسبوع الماضي إن السلطات الفرنسية ستفكك بقية المخيم. وينتظر آلاف الأشخاص الفارين من الحرب والفقر في كاليه فرصة للوصول إلى بريطانيا وكثيرا ما يحاولون شق طريقهم عنوة إلى العربات المتجهة إلى هناك بالعبّارات وعبر خطوط السكك الحديدية. واستمرت المحاولات رغم تزايد قوات الأمن وبناء أسيجة عالية على طول الطريق وعلى طرق السكك الحديدية.

وقال دافيد ساجنار رئيس الاتحاد الوطني لسائقي الشاحنات مع انطلاق القافلتين اللتين تضم كل منهما 40 عربة "علينا القيام بذلك. يجب أن نصعد الأمور لأن الأوضاع تسير من سيء لأسوأ من شهور. "من قبل كانت هناك محاولات لركوب الشاحنات. والآن هناك نهب وتدمير متعمد وتُمزق الأغطية وتُسرق البضاعة أو تُدمر... السائقون يذهبون لعملهم وهم خائفون والعواقب الاقتصادية كبيرة بحسب فرانس برس.

ووفقا للسلطات المحلية يقيم نحو سبعة آلاف مهاجر في النصف الشمالي المتبقي من المخيم ارتفاعا من 4500 في يونيو/حزيران. وقالت جماعات حقوقية إن العدد يقترب من تسعة آلاف.

وأقامت السلطات ملاذات ومراكز ترحيب للمهاجرين وتعهدت بإقامة المزيد وزيادة عدد أفراد الشرطة للمساعدة في التعامل مع الأزمة.

السلطات الفرنسية تفكك مخيم كاليه

أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن السلطات الفرنسية ستواصل "بكل حزم" تفكيك مخيم كاليه العشوائي للاجئين المعروف باسم "الغابة" شمال البلاد. وأكد كازنوف في مقابلة مع صحيفة محلية نشرتها على موقعها مساء الخميس أن باريس ستعمل على خلق المزيد من أماكن الإيواء لهؤلاء اللاجئين الذين بلغ عددهم بالمخيم نحو 10 آلاف حسب منظمات حقوقية.

وأكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف مواصلة تفكيك مخيم كاليه للاجئين في شمال فرنسا بـ"حزم"، وفق ما جاء في مقابلة له مع صحيفة "نيوز ليثورال" الصادرة في مدينة ليل.

وقال كازنوف في تصريح له للصحيفة "بدأ تفكيك المخيم في مارس/آذار الماضي، وسنواصل ذلك على مراحل على أن نقوم بخلق المزيد من أماكن لإيواء للاجئين" الذين يقيمون في المخيم.

وأكد كازنوف أن الحكومة تريد تكثيف عمليات الترحيل الطوعية للاجئين من خلال تأمين أماكن لإيواء ثمانية آلاف مهاجر بحسب فرانس برس.

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن المخيم يضم حاليا 6900 مهاجر، في حين تقول منظمات حقوقية إن عددهم لا يزال "أكثر من تسعة آلاف" مهاجر.

والمخيم الذي أقيم قرب ميناء كاليه الكبير في شمال فرنسا، يضم مدن صفيح عديدة، وينحدر غالبية ساكنيه من أفغانستان والسودان والعراق.

ويصل المهاجرون منذ سنوات إلى هذه المنطقة حيث يأملون اجتياز بحر المانش للوصول إلى بريطانيا. وقد زادت أزمة الهجرة الأخيرة من عددهم.

40 جريحا في عراك في مخيم كاليه

من جهتهم أكد مسؤولون محليون ان ما مجموعه 40 شخصا جرحوا في عراك وشجار لاسباب لا تزال مجهولة بين نحو 200 من اللاجئين الافغان والسودانيين في مخيم كاليه العشوائي شمال فرنسا. ويجري المسؤولون تحقيقات في الاشتباكات التي بدأت حوالى الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (14:00 ت غ) في مركز لرعاية الاطفال وانتقلت الى المخيم.

وقالت فابيان بوكيو في تصريح للصحافيين مساء الخميس ان الحصيلة ارتفعت الى "40 ضحية، بينهم 13 تم نقلهم الى مركز علاج في كاليه". واضافت ان ثلاثة اشخاص اصيبوا بجروح اكثر خطورة، أحدهم جرح بسلاح ابيض".

واوضحت ان بين الجرحى مهاجرون وعمال انسانيون مضيفة ان شابة اصيبت بجروح بالغة بعد تعرضها لمقذوفة اصابتها في الوجه. وفتحت السلطات المحلية في كاليه تحقيقا "في اعمال عنف متعمدة بأسلحة". واكدت فرق الاسعاف لوكالة فرانس برس ان ليلة الخميس الجمعة كانت "هادئة" بعد أن أعلنت السلطات المحلية مساء الخميس أن الوضع "مستقر".

ونفت السلطات ان يكون ان يكون احد المهاجرين قد جرح بسلاح ناري. ويقيم نحو 4 الاف مهاجر، بحسب سلطات كاليه، و5 آلاف بحسب منظمات، في مخيم كاليه وجواره، على أمل الوصول الى بريطانيا.

وغالبا مع تحدث توترات بين المهاجرين الذي ينتمون لجنسيات مختلفة، ووقعت العديد من الاشتباكات في المخيم الذي يقيم فيه لاجئون ومهاجرون من افغانستان والشرق الاوسط والسودان والقرن الافريقي بحسب فرانس برس. وفي منتصف آذار/مارس الماضي جرح 19 مهاجرا في اشتباكات بين لاجئين افغان وسودانيين.

ازالة قسم من مخيم كاليه

في سياق اخر توشك ازالة القسم الجنوبي من مخيم كاليه (شمال) للمهاجرين الذي يعد اكبر مدينة صفيح في فرنسا، ان تنتهي بأسرع من المتوقع كما يبدو، ابتداء من الاسبوع المقبل، كما تفيد معلومات وزعتها السلطات وذكرت مديرية با دو كاليه المحلية ان "خمسة هكتارات ونيفا" اي ما يوازي ثلثي مساحة المنطقة البالغة 7,5 هكتارات، قد ازيلت حتى الان، منذ بدء العملية في 29 شباط/فبراير.

من جانبه، اعتبر كريستيان صالومي رئيس "فندق المهاجرين" احدى ابرز الهيئات التي تساعد الاف المهاجرين الذين يعيشون وسط اوضاع مزرية في المنطقة، "انهم انهوا عمليا ازالة هذا الجزء من المخيم، واعتقد ان الاعمال ستنتهي قبل مساء الثلاثاء". وفي بداية اذار/مارس، اعتبرت السلطات الفرنسية ان ازالة هذا القسم التي اجازها القضاء وانتقدتها هيئات المساعدة الانسانية، "قد تستغرق شهرا، واكثر على الارجح".

وقبل بدء الاعمال وسط تدابير امنية مشددة، كان يقيم في القسم الجنوبي من المخيم ما بين 800 والف مهاجر، كما تقول الحكومة الفرنسية، لكن الهيئات قدرت عددهم بنحو 3500. ويقول مختلف المصادر ان ما بين 3700 وسبعة الاف مهاجر بالاجمال، ولاسيما من السوريين والافغان والسودانيين، يقيمون في كل انحاء المخيم، آملين في الوصول الى بريطانيا.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال كريستيان صالومي ان المقيمين في القسم الجنوبي من المخيم "طردتهم الحرب والقصف من بلدانهم، وهم يتعرضون للطرد مجددا من مخيماتهم". واضاف ان "معظم اللاجئين الذين طردوا من الجزء الجنوبي انتقلوا الى القسم الشمالي"، سواء من خلال نقل اكواخهم اليه او من خلال الاستقرار في خيم جماعية.

من جهة اخرى، اوقف اربعة عشر ناشطا من اليمين المتطرف السبت في كاليه، على اثر تجمع للاحتجاج على وجود الاف المهاجرين على مقربة من هذه المدينة، كما ذكرت السلطات. وشارك 80 عضوا من مجموعة "جيل الهوية" صباحا في هذه التظاهرة غير المرخص لها والتي فرقتها قوات الامن، كما اعلنت مديرية با دو كاليه. واغلق المتظاهرون اثنين من جسور المدينة، وكانوا يحملون لافتات وقنابل دخانية واحرقوا اطارات.

استئناف تفكيك جزء من مخيم كاليه

وقد استؤنفت اعمال تفكيك القسم الجنوبي من مخيم اللاجئين العشوائي في كاليه الاثنين للاسبوع الثاني على التوالي بحماية مشددة من الشرطة، بالتزامن مع تجمع سلمي يشارك فيه خصوصا ايرانيون خيطوا افواههم، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وتجري عملية التدمير التي توقفت خلال نهاية الاسبوع على الرغم من الصقيع وطبقة خفيفة من الثلوج التي هطلت ليلا. وتقوم فرق شركة الاشغال العامة التي كلفتها الحكومة الفرنسية ازالة المساكن في اكبر منطقة عشوائية في فرنسا بعد تعليق الاعمال في نهاية الاسبوع.

وتجري العملية تحت انظار نحو سبعين مهاجرا وجمعيات انسانية ابقتهم الشرطة على مسافة معينة. وتم بالفعل تفكيك المساكن ضمن مساحة تزيد قليلا عن هكتارين من اصل 7,5 هكتارات ينبغي تنظيفها منذ 29 شباط/فبراير، وفقا للسلطات الفرنسية التي قدمت للمهاجرين اماكن ايواء ثابتة في مناطق اخرى.

وحاول اطفال تقديم ورود بيضاء لعناصر الشرطة الذين لم يتاثروا بهذه البادرة. وحمل متظاهرون لافتات كتب عليها "اين هي حقوق الانسان ايتها الدول الاوروبية؟". واكدت مجموعة من تسعة ايرانيين خيطوا افواههم منتصف الاسبوع الماضي احتجاجا على تدمير المخيم، انهم اضربوا عن الطعام، وانضموا الى التجمع. واظهر احدهم وجهه في حين يغطي الاخرون وجوههم.

وعلى بعد بضعة كيلومترات الى الشرق، في غراند سانت تم افتتاح اول مخيم للاجئين بمعايير دولية في فرنسا صباح الاثنين. وبامكان نحو مئتي كوخ معزول استيعاب 1050 مهاجرا يقيمون في المخيم القديم غير الصحي في المنطقة ذاتها. ويسكن في الجزء الجنوبي من المخيم العشوائي بين 800 والف مهاجر بحسب الحكومة الفرنسية، لكن الجمعيات الانسانية تقدر عددهم بنحو 3500.

ووفقا لمصادر مختلفة، يسكن هذه المنطقة العشوائية بين 3700 وسبعة آلاف مهاجر معظمهم من السوريين والافغان والسودانيين. وقد يستغرق تفكيك الجزء الجنوبي من المخيم "شهرا وربما أكثر"، كما اعلنت السلطات الفرنسية واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرلوت الاثنين ان على بلاده ان "تزيد من جهودها" لاستقبال مهاجرين طالبي لجوء كانت تعهدت استقبالهم.

وفي مقابلة مع اذاعة "راديو فرانس انتر"، قال ايرلوت "بالنسبة لتوزيع مهاجرين طالبي لجوء، لقد تعهدت فرنسا وهي لا تريد فقط احترام كلمتها، انما تريد ايضا ان يكون هذا الاستقبال فعليا". واضاف "توقعنا استقبال 30 الف شخص على مدى عامين، وقد استقبلنا حتى الان الف شخص (...) يجب ان نزيد من جهودنا بشكل طوعي كليا".

واوضح "سنأخذ حصتنا ولكن يجب ان يحصل هذا الامر بشكل طوعي لان وسائل استقبال الاشخاص طالبي اللجوء في فرنسا موجودة". وقال ايضا "يجب ان نقترح مثلا على اليونان بان الاشخاص المسجلين في مراكز التسجيل بموجب قانون اللجوء بامكانهم المجيء الى فرنسا".

الافراج عن سوداني عبر نفق القنال سيرا على الأقدام

من جهتها قضت محكمة بريطانية بالسجن تسعة شهور على سوداني عبر نفق القنال الإنجليزي سيرا على الأقدام العام الماضي في رحلة جسدت المحاولات البائسة لبعض اللاجئين الساعين للوصول إلى بريطانيا إلا أنه لن يسجن لأنه أمضى مدة العقوبة بالفعل في الحجز.

وقال عبد الرحمن هارون (40 عاما) إن الأولوية أمامه الآن هي إعادة بناء حياته في بريطانيا.

وكان هارون اعترف بتهمة تعطيل المرور في خط للسكك الحديدية أمام محكمة كانتربي كراون.

واعتقلت الشرطة البريطانية هارون -الذي فر من منزله في منطقة دارفور السودانية التي تمزقها الحرب- في الرابع من أغسطس آب أثناء خروجه من النفق بعد أن سار 50 كيلومترا من فرنسا في شبه ظلام كامل. وكان هارون أول لاجئ ينجح في عبور القنال الإنجليزي سيرا على الأقدام.

واستمعت المحكمة إلى أقواله للشرطة بأنه قفز فوق السياج قرب كاليه وراوغ القطارات بالتشبث في أقواس معدنية على الجدران عند سماعه اقتراب القطارات منه.

وقال "حتى لو مت لم يكن أمامي حل آخر." وأمضى هارون خمسة شهور في السجن إلى أن حصل على حق اللجوء في ديسمبر كانون الأول وأُفرج عنه بكفالة في الشهر التالي ولكنه ظل يواجه تهمة جنائية بمقتضى القانون الإنجليزي. وكان هارون دفع ببراءته من قبل إلا أنه غير موقفه أمام المحكمة.

ودعت شركة يوروتانل المشغلة للنفق وبعض السياسيين إلى أن يمثل أمام القضاء لردع آخرين.

ويقول حقوقيون إنه يجب ألا يحاكم على الطريقة التي دخل بها البلاد وأن يطلق سراحه لكي يؤسس حياته في بريطانيا. وهرب هارون من محاكمته على أيدي ميليشات الجنجويد المدعومة من الحكومة السودانية في عام 2004 حيث أمضى سنوات في معسكر مطل على سد كاري ياري الواقع على حدود السودان مع تشاد. وواصل هارون رحلته إلى بريطانيا عبر مصر وليبيا وإيطاليا وفرنسا.

وقالت القاضية وليامز أثناء محاكمته "من الواضح بعد أن سافرت من موطنك السودان ... كنت في حالة يأس عندما قررت السير عبر نفق القنال الإنجليزي." وقضى هارون بعد إطلاق سراحه بكفالة عدة أسابيع مع امرأة بريطانية ناشطة في مجال حقوق اللاجئين في بلدة مارجيت في كنت.

وفي رسالة قدمتها هذه السيدة إلى القاضية قالت إنه ساعدها في إعداد الطعام والتنظيف وتهذيب الحديقة وحصل على دروس في اللغة الإنجليزية وأدى واجباته المنزلية بدأب وكان يمارس رياضة المشي لمسافات طويلة على الشاطئ. واستمعت المحكمة إلى أن هارون كان يسير مسافة سبعة كيلومترات يوم الأربعاء من كل أسبوع حتى مقر مركز الشرطة تنفيذا لشروط الكفالة.

وقال أشخاص ساعدوا هارون للمحكمة إن هارون انتقل بعد ذلك إلى برمنجهام ثاني أكبر المدن البريطانية حيث له علاقات مع عدد من أبناء دارفور الذين يتحدثون لغته. وأشارت القاضية إلى أنها تساهلت نسبيا بسبب ملابسات قضيته. وقالت "على من قد يفكر غيره في ارتكاب هذه الجريمة مستقبلا أن يتوقع حكما فوريا بالسجن."

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي