مؤسسة النبأ تناقش واقع الإعلام العراقي في عام 2014 والمأمول في 2015

انتصار السعداوي

2015-02-01 12:19

أقامت مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء حلقة نقاشية عن تحولات الإعلام العراقي بين الواقع والمأمول بين (2014 -2015). قدم للحلقة النقاشية بعد الترحيب بالحضور مدير الجلسة حيدر المسعودي قائلا: انه من الإجحاف ان ننكر تقدم حالة الحريات الإعلامية في العراق فان زمن الديكتاتوريات التي تصنع الإعلام على مقاسها قد ولى وصوت الصحفيين لم يعد ممكنا خنقه، فعلى مدى عام 2014 جرت أحداثا احتلت المشهد الإعلامي العراقي فالأزمات السياسية والعسكرية تسارعت بوتيرة مخيفة. وحين كان صوت المعارك يرتفع ضد تنظيم داعش ترتفع معه هامات الإعلاميين ولم تكن أحداث عام 2014 والتي احتلت المشهد الإعلامي على قدر أمنيات المتفائلين. فقد شهد العام الماضي عمليات استهداف للصحفيين بين قتل وتهديد مما يعد تراجعا ومؤشرا مزعجا على المسيرة الديمقراطية، مما يتطلب تسليط الضوء على تلك التحديات وما هو مأمول عام 2015 من اجل حماية الإعلام بشكل عام.

 وتناولت الحلقة محورين للنقاش بهذا الخصوص، الأول قدمه الدكتور بدر السلطان من جامعة بابل في ورقة عمل بعنوان "الوقوف على أهم التحديات التي واجهت الإعلام في العراق في 2014. استعرض فيه بعض المراحل التاريخية التي مرت بها المؤسسات الإعلامية منذ العهد الملكي ولغاية 2003، وقال إن الإعلام العراقي بقي مسجونا ومرتبطا بالدولة والمؤسسات الحكومية لغاية 2003 حيث تم كسر هذه الحواجز للدخول في فضاء واسع من الحياة على مستوى الفضائيات والراديو، وأضاف أن الفوضى السياسية هي التي أنتجت فوضى إعلامية وأصبحت وسائل الإعلام العراقية مربوطة بشكل او باخر بإيديولوجيات سياسية أو دينية أو طائفية وحسب قوة المال.

 من جهته قدم الدكتور كامل القيم أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت محوره الثاني في ورقة عمل بعنوان "الإعلام العراقي وأزمات المرحلة.. رؤية مستقبلية" وقال إن وسائل الإعلام تناست حقها في الحصول على المعلومة وبين ان في بلدان كثيرة في العالم يعتبر من اهم الحقوق هو التعرف على مايجري في أروقة الاجتماعات السياسية والحكومية. وانتقد القيم قانون حماية الصحفيين وقانون حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي.

 وأضاف إن الفقر الأول في العراق هو في إنتاج الأفكار ونحن بحاجة ان نهندس مجتمع يرصد ما يحصل وينقله للرأي العام وتنشيط ثقافة الصحافة الاستقصائية.

 وتحفظ القيم على كلمة التحولات قائلا: أراها بطيئة جدا ولا تقاس بالزمن وانتقد القيم المواجهة الإعلامية الضعيفة والمتأخرة للمؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة في متابعة أخبار الحرب مع داعش وخصوصا قضية احتلال الموصل حيث تفوق تنظيم داعش إعلاميا في هذه الحرب على الصعيد المدني والحربي والنفسي رغم قلة أدواته مستخدما الانترنيت في ذلك. وأوصى كامل القيم بان نكون أقوياء من الداخل وعلى الترميز الخطابي أن يكون قويا ومؤثرا ليرد على قنوات الجزيرة والعربية والحدث والتي جلست للعراق جلسة عدو واضح.

 وشارك في المداخلات والنقاشات عدد كبير من الباحثين والإعلاميين بينهم هاشم المطيري من منظمة العمل الإسلامي في العراق والذي أشار إلى مصطلح التشظي الذي تحدث عنه الدكتور بدر السلطاني قائلا: إن هذا التشظي يعود إلى نوعين من العاملين في الوسط الإعلامي الأول هو الحقيقي المهني الذي يحترم مهنته ويحميها والثاني هو لمن يتخذ من الصحافة مهنة للظهور والوصول وهم كثر، وانتقد المطيري دور نقابة الصحفيين التي تمنح هوية العضوية للنقابة دون معايير حقيقية. وعرج المطيري على قانون حماية الصحفيين وقال انه مازال مشروع قانون لم يصادق عليه وانه يمكن تغيير بعض بنوده تحت ضغط الصحفيين أو منظمات المجتمع المدني.

 وأكد الصحفي علي بدري عبد الأمير رئيس تحرير مجلة رياحين للأطفال على ضرورة الرجوع للبدايات وتربية جيل يرغب بالقراءة والاطلاع والتركيز على الإعلام الموجه للطفل وهذا مانعول عليه في المستقبل المأمول. وأضاف علي بدري إننا نمتلك الأدوات الإعلامية اللازمة ولكننا لانملك الخطاب الإعلامي الذي يحاول تغيير المجتمع وحتى بعض المؤسسات الإعلامية التي تمتلك عدة منافذ إعلامية صوتية وكتابية ومرئية خطابها غير موجه وغير موحد وبالتالي تحصل الفوضى الإعلامية.

 الكاتب علي حسين عبيد تحدث عن تجربته في الكتابة للصحف قائلا انه يكتب في عدة صحف عراقية مختلفة الاتجاهات في وقت واحد وهو مضطر لكتابة الأعمدة والمقالات بما يتناسب وسياسة الجريدة وقد الغي له عمود أسبوعي في المشرق بسبب تعارض الآراء المكتوبة فيه مع فكر صاحب الجريدة. وتعليقا على ما قاله كامل القيم عن حاجتنا إلى صحفي شجاع ومثابر وأمين وجه علي حسين عبيد سؤالا إلى كامل القيم باعتباره أستاذ في قسم الصحافة "كيف يمكن صياغة وصناعة هكذا مشروع؟؟"

 من جهته قال الدكتور علي شمخي من جامعة أهل البيت: إن قضية التحولات تتعلق بالحريات العامة وهذه القضية ليس في العراق فقط وإنما هو وضع الإعلام في العالم العربي وقد فشلت الحكومة العراقية في سياستها بتحقيق الحريات العامة وحمايتها مما أنتج هذه الفوضى التي يقودها جيل من الإعلاميين غير متخصص.

 واتفق حيدر الجراح مدير مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث مع علي شمخي قائلا انه لاتوجد لدينا حرية إعلامية بل فوضى إعلامية. وأضاف انه لايتأسس الخطاب النقدي بغياب التفكير الناقد والاستقصائية والإنتاج الفكري الذي تحدث عنه الدكتور القيم واصفا المشهد الاعلامي في العراق بالاستعراضي.

 وفي ذات السياق قال احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات ان الإعلام العراقي اخفق في الوصول إلى الإعلام المهني وهو لايملك رؤية واضحة للاستثارة والإثارة، ولتحقيق أرضية جيدة للتحول في الإعلام العراقي علينا ان نتمتع بفسحة من الحرية وتعتمد هذه الحرية على ثلاث ركائز وهي حرية الإعلام ومهنية الإعلام وأمانة الإعلام.

الصحفي ماجد الخياط رئيس تحرير وكالة أنباء كربلاء للأخبار والذي اعترض على تجاهل دور الصحفيين العراقيين في رصد وملاحقة الفساد واكد ان هناك تجني كبير على الصحافة في العراق وهناك فعلا صحافة رأي ناجحة استطاعت ان تحرك الرأي العام في قضايا وطنية كثيرة وصحافة استقصائية كما أشار إلى ولادة نوع جديد من الصحافة هي الصحافة الحربية وأشاد بدور الصحفيين بتغطية العمليات القتالية للجيش والحشد الشعبي ضد هجوم داعش.

 وتحدث تيسير الأسدي رئيس تحرير وكالة نون الخبرية عن المعاناة والصعبات التي يواجهها الصحفي أمام مافيات المؤسسات والدوائر الحكومية في الحصول على المعلومة الصحيحة والجديدة.

 من جهته قال مرتضى معاش رئيس مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام ان صحافة اليوم تبحث عن معايير وأسس مهنية يقوم مستواها على مستوى الصحافة الاستقصائية وصحافة الرأي. وأضاف أن مشكلتنا في العراق ان القوانين فيه تأتي للقمع وليس لحماية الحريات في حين تأتي القوانين في الأنظمة الديمقراطية للحصول على حقوق الناس وحمايتها، ولكي يتحول الإعلام إلى إعلام منتج وحقيقي ويتحول إلى إعلام معاصر نحتاج إلى اتحاد ثلاثة عناصر مهمة "الإعلام والاقتصاد وعلم النفس ".

 

ذات صلة

أزمة البرود الجنسي: أسبابها وحلولهاالخطاب السياسي الإسلامي في العراق.. اضاءات في طريق التجديددفاع عن المثقفكيف أصبحت جامعة كولومبيا بؤرة للاحتجاجات في الجامعات العالمية؟الدولة من الريع الاستهلاكي الى الاستثمار الانتاجي