إعدام الشهيد النمر جريمة بشعة لا تنسى
علي ال غراش
2016-02-13 01:19
جريمة لا تنسى، مع بداية العالم الجديد 2016 صدم العالم بخبر إعدام الشهيد الشيخ نمر باقر النمر بقطع رأسه بالسيف وفصله عن جسده، إنها عملية دموية بشعة تعبر عن حالة التحدي لدى القتلة ورفضهم للنداءات الحقوقية العالمية والشخصيات الدينية والقيادات السياسية، والتحذيرات من ردود الأفعال من جريمة إعدامه ظلما لما للشهيد آية الله الشيخ نمر النمر من مكانة دينية ورمزية لدى الشيعة في العالم، وكرمز للمطالبة بالإصلاح والحقوق والنضال بشكل سلمي في العالم، فلقد ارتكبت الرياض حماقة كبرى وأشعلت نارا.. بسبب جريمة إعدام الشهيد الشيخ النمر.
لقد اعدم الشهيد الشيخ النمر بسبب الكلمة الحرة "كلمة حق عند سلطان جائر" لمجرد التعبير عن الرأي، والمطالبة بالإصلاح وبحقوق المواطنين بشكل سلمي، فهو لم يعتد على أحد، بل كان يرفض العنف واستخدام السلاح، وأعدم من قبل السلطة كرد إنتقامي على كلماته - اي الشهيد النمر - ومطالباته بالإصلاح الشامل وإنتقاد السلطة الفاسدة بسقف يعتبر عالي في بلاد يسمى بمملكة الصمت يمنع فيها التعبير عن الرأي؛ فكيف إنتقاد السلطة والعائلة الحاكمة؟!.
لقد مر نحو أربعين يوما على إعدام الشهيد الشيخ النمر مع الشهداء الشباب الأبرياء: الشهيد علي الربح، والشهيد محمد الشيوخ، والشهيد محمد الصويمل؛ ومازال الغضب يزداد على بشاعة الجريمة، جريمة اثارها وتداعياتها مازالت لغاية اليوم قائمة في ظل استمرار سلطة الرياض على اعتقال جثث الشهداء الأربعة ومنهم الشيخ النمر، فهي ترفض تسليم الجثث إلى الأهالي لدفنها، وهذا يعبر عن الخوف والرعب لدى القتلة من اسم الشهيد النمر، ومن ردة فعل الشارع الغاضب، والذي يزداد غضبا مع مرور الوقت على اعتقال جثة البطل الرمز شهيد الكرامة والحرية الشيخ النمر الذي أصبح رمزا وشخصية عالمية، وفكره تحول إلى شعاع لكل حر وشريف مقاوم للظلم والطغاة.
لقد قامت الرياض باعدام ابرياء ومنهم أطفال حين اعتقالهم وإعدام عدد من المظلومين بسبب التعبير عن الرأي فقط وهذه تمثل أكبر فضيحة للسلطة والقضاء ودليل على انه قضاء مسيس يخضع تحت سيطرة وزارة الداخلية وفي خدمة العائلة الحاكمة فقط.
كرامتي أغلى من حياتي
الرمز العالم الشجاع الشهيد الشيخ نمر النمر خط طريقا جديدا في دروب النضال والتضحية، ورفض الذل والهوان، ورفض اي وساطة فيها تنازل للحاكم الظالم، فلا حياة على حساب الكرامة والعزة، وكلمته :" كرامتي أغلى من حياتي" جاءت كرد على محاولة السلطة للمساومة على حريته للخروج والافراج عنه بالإعتذار رغم انه يعاني من اصابات بسبب رصاص القوات الأمنية حين إعتقاله والتي سببت له شلل، كلمة قد سجلها التاريخ بماء الذهب، وتحولت إلى وقود للتحرك لتجديد العهد مع سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) وتمسك بشعاره (ع): "هيهات منا الذلة" ومواصلة طريق الإصلاح.
شباب يختار الموت بعزة
لقد قامت السلطات في الرياض بأبشع الأساليب للنيل من الشهداء من اهانة وتعذيب، والحكم عليهم باحكام جائرة ( الإعدام ) دون دليل في ظل رفض الشهداء كافة التهم، حيث اعتقلوا جميعا قبل ما تعلن الرياض عن وقوع ضحايا في صفوف القوات الأمنية بسبب استخدام السلاح من جهات غير معروفة مندسة استغلت الحراك السلمي، ومنهم الشاب البطل الشهيد محمد الشيوخ المقتول ظلما، سجل موقفا إنسانيا تاريخيا، وذلك عندما عرضت عليه سلطة الرياض عرضا بإطلاق سراحه مقابل رفع دعوى ضد الرمز القائد آية الهه الشهيد الشيخ النمر، الشهيد الشاب الشيوخ ورغم صغر سنه وتعرضه لألوان التعذيب الجسدي والنفسي على أيدي الجلاوزة في السجون من جهة، وعرض الحرية والحياة من جهة اخرى، إلا انه اختار الموت بعزة وشرف على أن يقوم برفع شكوى او القيام بأي إساءة ضد القائد الرمز الشهيد الشيخ النمر. ونتيجة لموقفه اكرامه الله بوسام الشهادة والخلود.
دهس وتعذيب وقتل
كما ان التاريخ سيسجل موقف البطل الشهيد محمد الصويمل الذي قتل ظلما في نفس اليوم الذي اعدم فيها الشهداء ومنهم الشهيد الشيخ النمر، فقد اعتقل الشهيد الصويمل في 5 أبريل 2011م، بعملية "دهس متعمدة من قبل قوات الأمن" على خلفية مشاركته في التظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاح، أي قبل استخدام السلاح من قبل مجهولين، التي بدأت في 3 أكتوبر العام 2011م، وفق إعلان وسائل الإعلام الرسمية، حيث كان الشهيد "الصويمل" معتقلاً، والذي تعرض لأقسى أنواع التعذيب، والأشد الما في كل مرة يعرض على القاضي يشرح الشهيد الصويمل للقاضي ما تعرض له من تعذيب، فيتم إعادته للسجن ليتعرض للمزيد من التعذيب على أيدي الجلاوزة ثم القتل ظلما.
قتل الطفولة
وللبطل الشجاع الشهيد علي الربح اعدم في نفس اليوم مع الشيخ النمر حكاية مع البطولة والمظلومية حيث أعتقل وسحب وهو على مقعد الدراسة وهو في سن الطفولة، وسجن وعذب..، وحرم من طفولته ورؤية أهله وأمه لمدة 4 سنوات، وإعدام بفصل رأسه عن جسده، رغم انه لم يعتد على أحد. لقد ذبح بالسيف الجائر وصعدت روحه إلى جنان الخلد طاهرة شفافة بريئة، ونزف دمه الأحمر الغاضب من عنقه الشريف، ليروي الأرض لتنمو شجرة الكرامة والحرية والمظلومية، وليكون قدوة للشباب في نصرة الحق. وأمه العظيمة اختارت لقب أم الشهيد لأنها تؤمن بأن أبنها الشهيد علي لن يموت، فالشهداء خالدون، تريد أن تعيش بذكراه فذكره وفكره ودمه وروحه حياة لن تغيب.
فاز الشهداء
لقد فاز الشهيد الشيخ النمر والشباب الشهداء بوسام الشهادة والخلود، وليكونوا حجة وقدوة للناس، لقد استشهد الشهداء الأبرار لأجل الحق والعدالة والحرية ولأجل أن يحصل كل مواطن على حقوقه المسلوبة، والمطلوب من عشاق الحرية والكرامة والعدالة، التفاعل والمشاركة مع أربعينية الشهيد النمر والشباب الشهداء للتأكيد على التمسك بقضيتهم وبمظلوميتهم والسير على منهجهم في طريق المطالبة بالحقوق والإصلاح بشكل سلمي.
تحية إكبار لأهالي ومحبي الشهداء ولكل من عبر بكلمة او موقف غضب حول الجريمة البشعة التي ارتكبت بإعدام الشهداء الأبرار الأبرياء، ودماء الشهداء غالية على الجميع، وهي في رقاب الكل، والله سبحانه وتعالى هو المنتقم لدمائهم الطاهرة.
من يريد خدمة الوطن والمجتمع عليه أولا الوقوف مع حماية الأرواح فهي أغلى ما في الوطن، ورفض الاعتداء عليها بالقتل والإعدام الجائر كالشهيد الشيخ النمر، ومن باب وطني وإنساني وديني وأخلاقي...، لأن المرء سيسأل عن ذلك فلا تنفع التبريرات. ومن المخجل أن يسيطر الصمت السلبي على مشاعر بعض أفراد المجتمع عندما تسفك دماء المظلومين ويقتل الأبرياء ويعتقل النشطاء السلميين.
سياسة تكميم الأفواه من قبل السلطة بكافة الوسائل الأمنية والإعلامية –إعتقال وتعذيب وسجن وإعدام، وتخوين وتشويه سمعة– لترهيب الشعب وتخويفه، سياسة غير قادرة على منع تراكم مشاعر الغضب الشعبي ضدها ووقوع الإنفجار ضد نظامها.
إعدام الشهيد الشيخ نمر النمر والشباب الشهدا فجيعة كبرى التي لا تنسى....اليوم وكل يوم يمر هو إعلان يوم غضب على تلك الجريمة الكبرى بقطع رؤوس شهداء أبرياء ظلما وجورا، بتهمة التعبير عن الرأي، فهم لم يعتدوا على أحد، ومناسبة لتأكيد بطولتهم ومظلوميتهم والسير على منهجهم. والله سينتقم من القتلة الظالمين.