صفقة القرن: انهاء صراع أم مشروع استسلام؟
عبد الامير رويح
2019-04-15 07:29
خطة السلام الامريكية او ما يسمى بـ( صفقة القرن) هذا المقرح الذي وضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتي تهدف بحسب بعض المصادر، وبشكل رئيسي إلى توطين الفلسطينيين في وطن بديل، خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء حق اللجوء للاجئين، هي اليوم محط اهتمام واسع خصوصا وان البعض يرى ان ترامب يعمل على تثبيت ما يسمى دولة اسرائيل ومنح اليهود استحقاقات اضافية تتيح لهم التوسع داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتفاصيل الصفقة غير مُعلنة "رسميا" حتى الآن، وفي الوقت الذي صرَّح فيه ترمب أنه تم إحراز تقدم كبير في تلك الصفقة، فبعد نحو قرن من الزمن على وعد بلفور، عرضت الإدارة الأميركية الحالية، وبالتشاور مع أطراف عربية نافذة -حسب مصادر إعلامية وسياسية عديدة- رؤيةً جديدة لتسوية القضية الفلسطينية. ودخل مطلح "صفقة القرن" دائرة التداول السياسي والإعلامي بحسب ما نقلت الجزيرة، منذ تولي دونالد ترمب منصب الرئاسة الأميركية، وبدأت تتكشف خيوطها شيئا فشيئا وسط غموض جديد يحيط بمضامينها وأطرافها، فضلا عن استحقاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية.
وتجمع وسائل الإعلام على أن جاريد كوشنر صهر ومستشار ترمب هو عراب صفقة القرن، ويضم فريقه عددا محدودا من الأعضاء، وبينهم جيسون غرينبلات (المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط)، وهو يهودي أرثوذكسي عمل محاميا في مجال العقارات وكان مقربا لترمب منذ عقود. وتتحدث وسائل الإعلام العالمية عن زيارات سرية ومعلنة قام بها كوشنر وفريقه إلى عواصم إقليمية تعتبرها واشنطن أهم مفاتيح المنطقة، وأهم أدوات الترويج لصفقة القرن المثيرة، ومن بينها الرياض والقاهرة وتل أبيب. ورغم أن صفقة القرن لم تعلن حتى الآن بشكل رسمي؛ فإن العديد من تفاصيلها تسربت خلال الشهور الماضية عبر وسائل إعلام عربية وغربية، وعلى لسان أكثر من مسؤول من هذا الطرف أو ذاك.
ويقول مسؤولون أميركيون إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيكشف قبل منتصف العام الجاري عن خطة لتسوية الصراع الفلسطيني. وأوضحوا أن هذه الخطة ستكون شاملة، وتتجاوز الأطر التي وضعتها الإدارات الأميركية السابقة، وتتناول كل القضايا الكبرى، بما فيها القدس والحدود واللاجئون، وتكون مدعومة بأموال من السعودية ودول خليجية أخرى لصالح الفلسطينيين. وفي الوقت ذاته، كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عما قال إنها تفاصيل حصل عليها حصرا لمضمون خطة الرئيس الأميركي ترمب بشأن عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي درجت بعض وسائل الإعلام على وصفها "بصفقة القرن".
وبحسب ما كشفه الموقع -نقلا عن مسؤول غربي اشترط عدم الكشف عن هويته- فإن الصفقة تشمل ما يلي: إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية. قيام الدول المانحة بتوفير عشرة مليارات دولار لإقامة الدولة التي ستشتمل بنيتها التحتية على مطار وميناء في غزة، ومساكن ومشاريع زراعية ومناطق صناعية ومدن جديدة. تأجيل وضع مدينة القدس وموضوع عودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة. ستشمل المفاوضات النهائية محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والأقطار العربية بقيادة المملكة العربية السعودية.
من جهتها، نقلت صحيفة القبس الكويتية في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن مصدر فلسطيني مسؤول قوله إن الصفقة تتضمن التخلي عن فكرة حل الدولتين، وتقفز على ملفات القدس واللاجئين والمستوطنات، وتقترح سلاما إقليميا في مواجهة إيران، وترفض أي سيادة على المنطقة الممتدة بين البحر المتوسط ونهر الأردن سوى السيادة الإسرائيلية، وتبقي على القدس موحدة وعاصمة وحيدة لإسرائيل، مع رفض عودة اللاجئين حتى إلى المناطق الفلسطينية.
ورغم أن مصطلح "صفقة القرن" جديد، فإن مضامين خطة ترمب ليست جديدة كلها؛ فقد جرى الحديث عن جزء منها عام 2006 ضمن ما عرف بتفاهمات أولمرت-عباس، التي قيل حينها إنها مشاريع اتفاقات تنتظر نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت بغير ما تشتهيه سفينة أولمرت.
وفي عام 2010 كتب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جيورا أيلاند مقترحا بأحد حلَّين لتسوية القضية الفلسطينية: أحدهما فدرالية أردنية-فلسطينية؛ من خلال إعادة تأسيس الدولة الأردنية على شكل ثلاث ولايات: الضفة الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة. والثاني تبادل المناطق: وهو مبني على أساس أن تتنازل مصر عن 720 كيلومترا مربعا من أراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المستقبلية، بإضافة مستطيل يمتد من رفح إلى حدود مدينة العريش طوله 24 كيلومترا وعرضه ثلاثون كيلومترا.
اسرار البيت الابيض
في البيت الأبيض، الذي لا يطول فيه في العادة كتمان الأسرار، لا تزال السرية الشديدة تكتنف تطورا واحدا هو فحوى خطة السلام في الشرق الأوسط التي وضعها جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات مستشارا الرئيس دونالد ترامب. وبعد أن أسعد ترامب الإسرائيليين وأغضب الفلسطينيين بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في 2017 ونقل السفارة الأمريكية إليها في مايو أيار الماضي قد يبدو أن احتمال التوصل لاتفاق سلام برعاية أمريكية أصبح أبعد مما كان عليه الحال عندما انهارت مفاوضات السلام قبل خمس سنوات.
ثم كان اليوم الذي ضمن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة انتخابه بعد أيام فحسب من اقتراحه ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التي تعتبرها معظم دول العالم مخالفة للقانون الدولي. ولم تعلق الإدارة الأمريكية حتى الآن على هذه التصريحات التي أدلى بها نتنياهو عشية الانتخابات. ويتوقع مساعدو ترامب أن يطرح الرئيس الأمريكي الخطة ما إن يشكل نتنياهو حكومة ائتلافية ويقول مسؤولون إن الخطة ستطالب الجانبين بتقديم تنازلات رغم الانتقادات الموجهة للاجراءات التي اتخذتها الإدارة حتى الآن.
وبقاء خطة السلام طي الكتمان أمر لافت للنظر في البيت الأبيض الذي تجد فيه مسودات الأوامر التنفيذية والحوارات السرية والمداولات الداخلية طريقها إلى الصفحات الأولى للصحف. وقد قصر كوشنر وجرينبلات عدد من يحق لهم الإطلاع على الخطة طوال العامين اللذين عكفا فيهما على وضعها. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إنها ظلت سرية ”لضمان أن يتناولها الناس بذهن مفتوح“ عند الكشف عنها.
وأضاف المسؤول أن أربعة أشخاص فقط هم الذين لهم الحق في الاطلاع على تطوراتها بانتظام وهم كوشنر وجرينبلات والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وآفي بركويتس مساعد كوشنر. ويتم إطلاع ترامب بانتظام على فحوى الخطة لكن ليس من المعتقد أنه قرأ الوثيقة المؤلفة من عشرات الصفحات بالكامل. وقال المسؤول ”يتم إطلاعه إذا كان شيء ذو بال يحدث أو طرأت فكرة يريدان عرضها عليه“. وكوشنر مطور عقاري في نيويورك وزوج إيفانكا ابنة ترامب أما جرينبلات فمحام كان يعمل في السابق لحساب ترامب. وقد انخرط الاثنان في العملية دون أن يعلما شيئا يذكر عن تاريخ البحث عن السلام بين العرب وإسرائيل على مدى عشرات السنين.
وتتناول الخطة قضايا سياسية أساسية مثل وضع القدس وتهدف من جانب آخر إلى مساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم. ومن الجوانب التي تطوقها السرية ما إذا كانت الخطة ستقترح إنشاء دولة فلسطينية بما يلبي مطلب الفلسطينيين الأساسي. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الخطة ستطرح قريبا لكنه امتنع عندما سئل عن قول ما إذا كانت الإدارة تؤيد حل الدولتين الذي مثل منذ فترة طويلة أساس مساعي السلام في الشرق الأوسط. بل إن ترامب نفسه، المعروف بإفشاء الأخبار دون تفكير كلما شاء، لم تبدر منه أي تفاصيل عن خطة السلام بسبب حساسيتها.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترامب يقول لمبعوثيه في الشرق الأوسط ”إذا استطعتم أن تنجزوا هذا الأمر فستصبحون أعظم مفاوضين في التاريخ“. قال مسؤولان إنه عندما بدأ كوشنر وجرينبلات وضع الخطة في 2017 طلبا من الأطراف المعنية التطلع للمستقبل ووصف النتيجة التي يمكنهم قبولها في كل قضية من القضايا بدلا من الوقوف عند مواقف تاريخية. وقال مسؤول إن فحوى رسالتهما للجانبين كان ”لا يمكن أن تسمح بصراع جدك أن يعطل مستقبل أولادك“. ويرفض الفلسطينيون سياسات ترامب المؤيدة لإسرائيل.
وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن ”سياسات إدارة ترامب التي تتسم بالتهور وتأييدها الأعمى شجعت البرنامج المتطرف ذا الروح الحربية الذي يقوده بنيامين نتنياهو“. وقال مسؤولان آخران إنه يتم إطلاع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وبومبيو وجون بولتون مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض على تطورات خطة السلام لكنهم لا يتدخلون فيها نزولا على رغبة كوشنر.
وقد مثلت السرية التي أحاط بها كوشنر وجرينبلات الخطة أثناء تعديلها وصقلها نوعا من التحدي لحكومات دول خليجية تريد معرفة التفاصيل قبل أن تلتزم بتخصيص موارد لصندوق فلسطيني. وقام كوشنر وجرينبلات بجولة في دول خليجية خلال فبراير شباط الماضي للترويج للشق الاقتصادي واستطلاع الآراء فيه دون أن يذكرا أي تفاصيل عن فحوى الشق السياسي الأكثر أهمية. بحسب رويترز.
وكانت قطر من المحطات التي توقفا فيها.ولم تصدر إشارة عن لولوة الخاطر المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، في حديث لمجموعة صغيرة من الصحفيين في واشنطن في الآونة الأخيرة، إلى أن كوشنر وجرينبلات قدما تفاصيل تذكر عن الخطة السياسية خلال زيارتهما. وقالت ”لا أعتقد أنها أصبحت نهائية“. وقال دينيس روس المبعوث صاحب الخبرة الطويلة في الشرق الأوسط ويعمل الآن زميلا مرموقا بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الفريق الأمريكي ما زال ”أمامه الكثير من العمل لضمان ألا يفاجأ القادة العرب بما سيطرح، وهم بحاجة للاطلاع عليه مكتوبا لا شفاهة“. لكنه قال إن السرية في هذه المرحلة مفهومة. وأضاف ”إحاطة شيء بالسرية أمر معقول ولا تعتبره الأطراف أمرا سلبيا لأنه إذا لم يتسرب المضمون فإن ذلك يضمن في النهاية ألا يثير ما هو موضع خلاف عاصفة على الفور. ثمة منطق وراء ذلك“.
الخطة تهدد إسرائيل
على صعيد متصل انتقد نفتالي بينيت وزير التعليم الإسرائيلي وزعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني، خطة السلام التي تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصفها بـ"الخطر المباشر" الذي يهدد إسرائيل. جاء ذلك بالتزامن مع زيارة جاريد كوشنر صهر ترامب وأحد كبار مستشاريه، الذي يتولى ملف مفاوضات السلام، إلى الشرق الأوسط، لحشد الدعم لخطة إدارة ترامب، التي باتت معروفة باسم "صفقة القرن"، والمتوقع إعلانها بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وعلق بينيت على المقابلة التلفزيونية، التي أجراها كوشنر مع قناة "سكاي نيوز عربية" وصرح خلالها بأن الخطة سوف تشمل "ترسيم الحدود وحل قضايا الوضع النهائي" في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال بينيت إنه "يوجد خطر واضح وفوري نراه مباشرة أمام أعيننا، ويكمن في تأسيس دولة فلسطينية"، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة على الخطة. وأضاف زعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني أن "نتنياهو وترامب ينسقان فيما بينهما توقيت إعلان الخطة ليكون بعد الانتخابات الإسرائيلية مباشرة". وتابع بالقول إنه "في الانتخابات المقبلة، السؤال المطروح هو: اليمين أو فلسطين".
الى جانب ذلك احجم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن القول علنا بأن إدارة ترامب لا تزال تدعم حل الدولتين للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال بومبيو في جلسة بمجلس الشيوخ بعد إلحاح عليه للرد بشأن القضية ”نعمل حاليا مع العديد من الأطراف لنقل رؤيتنا فيما يتعلق بكيفية حل هذه المشكلة“. وأضاف أن الإدارة ”تعكف حاليا على إعداد مجموعة من الأفكار التي نأمل في تقديمها قريبا“ بخصوص الشرق الأوسط. وقال إنه يأمل أن توفر أساسا للنقاش لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وسأل السناتور الديمقراطي تيم كين بومبيو، وهو عضو جمهوري سابق بمجلس النواب، إن كان يعتقد أن فكرة التوصل إلى اتفاق سلام يشمل دولة لإسرائيل وأخرى للفلسطينيين قد عفا عليها الزمن. فرد بومبيو قائلا ”من المؤكد أنها فكرة مطروحة منذ وقت طويل.. الأطراف في المنطقة هم الذين سيحددون ذلك في نهاية المطاف“.
أردوغان وخطة السلام
من جانب اخر بحث مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر جهوده للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وناقشا كذلك زيادة التعاون الأمريكي التركي وسبل تحسين الأوضاع الاقتصادية في المنطقة. وقال كوشنر، الذي يتولى مسؤولية سياسة واشنطن مع إسرائيل والفلسطينيين، إن خطة السلام ستتناول قضايا الوضع النهائي في الصراع بما في ذلك تعيين الحدود.
وأفاد البيت الأبيض بأن الاجتماع مع أردوغان ضم كوشنر والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات والممثل الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك. وقال البيت الأبيض ”بحثوا زيادة التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا وجهود إدارة ترامب لتسهيل (التوصل إلى) السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين... وبحثوا بالإضافة إلى ذلك سبل تحسين أوضاع المنطقة بأسرها من خلال الاستثمار الاقتصادي“. وأردوغان من أشد منتقدي دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل. بحسب رويترز.
وكان الرئيس التركي ذكر العام الماضي أن الولايات المتحدة فقدت دورها كوسيط في الشرق الأوسط بعد أن نقلت سفارتها في إسرائيل للقدس واعترفت بالمدينة عاصمة لإسرائيل. وقال أردوغان في مايو أيار الماضي ”الولايات المتحدة اختارت أن تكون جزءا من المشكلة لا الحل“. وجاءت هذه التصريحات قبل أيام من استضافته قمة للزعماء المسلمين هددت باتخاذ إجراءات اقتصادية ضد الدول التي تحذو حذو الولايات المتحدة وتنقل سفاراتها للقدس. وتصف إسرائيل القدس بشطريها بأنها ”عاصمتها الأبدية والموحدة“ وهو موقف لا يلقى اعترافا دوليا. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، عاصمة لدولتهم في المستقبل.
جولة خليجية
على صعيد متصل زار مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر عددا من دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة لحشد الدعم لخطته التي لم يعلن عنها بعد بشأن السلام في الشرق الأوسط والتي تشير بعض تفاصيلها المسربة إلى أنه لم يتحقق تقدم يذكر فيما يتعلق بالوفاء بالمطالب العربية. وقال مصدران في الخليج إن منهج كوشنر لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يحقق تقدما على ما يبدو منذ جولته السابقة في المنطقة في شهر يونيو حزيران، إذ أنه ركز إلى حد بعيد على مبادرات اقتصادية على حساب اتفاق الأرض مقابل السلام الذي يعد محوريا بالنسبة للموقف العربي الرسمي.
والتقى كوشنر، وهو صهر الرئيس ترامب، بزعماء الإمارات والبحرين وسلطنة عمان وقالت ثلاثة مصادر إن كوشنر توجه إلى السعودية رغم عدم صدور بيان رسمي عن الزيارة أو اجتماعه مع الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان. ولم يرد مركز التواصل الحكومي السعودي على طلب للتعليق. وقال أحد المصادر، طالبا عدم نشر اسمه، إن الخطة التي عرضها كوشنر لم تأخذ في الاعتبار على ما يبدو المطالب العربية التي جرى إقرارها سابقا بشأن وضع القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. بحسب رويترز.
وبموجب مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002، عرضت البلدان العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق على إقامة دولة مع الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967. وقال المصدر إن كوشنر، أراد إبرام اتفاق أولا ومن ثم الاتفاق على التفاصيل. وأضاف المصدر أن الخطة تتضمن مساهمة مالية ”جوهرية“ من دول الخليج لكنه لم يوضح أي تفاصيل.