الكراهية في أمريكا: الوجه الأخطر لحرب ترامب ضد المسلمين

زينب شاكر السماك

2017-06-04 05:10

حتى وقت قريب، لم تكن حوادث الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة الامريكية موجودة بهذا الحجم المرعب والكبير والمنتشر بصورة ملحوظة في المجتمع الامريكي إذ قفزت جرائم الكراهية بنسبة عالية جدا خلال فترة قصيرة وتحديداً منذ فترة الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

كانت الحوادث لا تخرج عن حالات او حوادث بسيطة او ربما خلافات على اعتقادات او فكرة معينة، خاصة بعد شيوع العولمة في المجتمع الأمريكي لكن مؤخرا ازدادت بشكل ملحوظ وتغلبت عن كونها خلافات الى جرائم كبرى مناهضة لحقوق الانسان ودعوى للمسلمين في مغادرة أمريكا وتعرض العديد من مساجد المسلمين الى حوادث كراهية وارسال الرسائل التي تدعوا للكراهية وغيرها.

كان هذا نتيجة الى سياسة الرئيس الشعبوي الأمريكي دونالد ترامب المشجعة الى بث روح الكراهية بين المجتمع الأمريكي حيث اقترح خلال حملته الانتخابية فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للولايات المتحدة قائلا إن ذلك يستهدف منع هجمات الإسلاميين المتشددين. وعرقلت طعون قضائية أوامره التنفيذية المبكرة التي هدفت إلى منع دخول مواطنين من ست دولة ذات أغلبية مسلمة.

لذا أصدر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) بيانا عقب عدة هجمات حدثت للمسلمين في أمريكا جاء فيه إن الحوادث المناهضة للمسلمين زادت أكثر من 50 بالمئة في الولايات المتحدة من 2015 إلى 2016 لأسباب من بينها تركيز الرئيس دونالد ترامب على الجماعات الإسلامية المتشددة وخطابه المناهض للهجرة.

وقدم المجلس دعوى الى الرئيس ترامب شخصيا عليه ان يعلن أنه ضد المد المتصاعد للخوف من الإسلام وغيره من أشكال التعصب والعنصرية في امريكا والتي أثارها عبر تصريحاته وسياساته وتعييناته مما أثر سلبا على مجتمعات الأقليات بالمقابل نفت إدارة ترامب أي نية لديها للتمييز الديني.

حيث يرى المحللون ان إشاعة جرائم الكراهية وروح الطائفية بالمجتمع الأمريكي كانت بسبب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقراراته التي تشيع روح الكراهية وتشجع على جرائم الطائفية وخير دليل على ذلك القرار الذي أصدرته وزارة الخارجية الامريكية حسب ما نقله مسؤولان أمريكيان إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون رفض طلبا لاستضافة حفل بمناسبة شهر رمضان في خروج فيما يبدو على تقليد درجت عليه الإدارات الجمهورية والديمقراطية لنحو 20 عاما مع استثناءات قليلة.

رفض مأدبة الافطار

منذ 1999 دأب وزراء الخارجية الجمهوريون والديمقراطيون على إقامة مأدبة إفطار أثناء شهر رمضان أو حفل استقبال بمناسبة عطلة عيد الفطر في نهاية الشهر بمقر الوزارة. وقال مسؤولان أمريكيان، طلبا عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالحديث علنا، إن ان وزير الخارجية ريكس تيلرسون رفض طلبا من مكتب الأديان والشؤون العالمية بوزارة الخارجية لاستضافة حفل استقبال لعيد الفطر في إطار احتفالات رمضان.

وسألت رويترز متحدثة باسم وزارة الخارجية التعقيب على رفض تيلرسون طلبا لاستضافة حفل عيد الفطر فأجابت قائلة "ما زلنا نستكشف الخيارات المحتملة للاحتفال بعيد الفطر في نهاية شهر رمضان. نشجع سفراء الولايات المتحدة على الاحتفال برمضان من خلال أنشطة متنوعة تقام سنويا في البعثات حول العالم."

حقراء وقذرون

عندما تلقى المسجد الكريم في بروفيدنس برود أيلاند رسالة تهديد في نوفمبر تشرين الثاني تصف المسلمين بأنهم "حقراء وقذرون" استبد الخوف بالقائمين عليه لدرجة أنهم طلبوا حماية إضافية من الشرطة وحصلوا عليها بالفعل. ولم يكن المسجد الذي يعود إنشاؤه إلى 42 عاما وحيدا في هذا الصدد. فقد كانت الرسالة التي تلقاها واحدة من 2213 واقعة تحيز ضد المسلمين في الولايات المتحدة العام الماضي وفقا لتقرير أصدره مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. وفق رويترز.

خصومة مع الاسلام

في حين يرى المجلس زيادة في الوقائع قبيل الصعود المفاجئ لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري العام الماضي وفوزه بانتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني فقد قال إن تسارع وتيرة وقائع التحيز يرجع في جانب منه إلى تركيز ترامب على الجماعات الإسلامية المتشددة وخطابه المناهض للمهاجرين. وفق رويترز

يتهم ناشطون مسلمون إدارة الرئيس دونالد ترامب بأنها تتخذ موقفا غير ودي تجاه الإسلام خصوصا مع إصرارها على محاولاتها لحظر دخول مواطني بضع دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة. وتقول الإدارة إنها في حين تعارض بقوة المتشددين الإسلاميين فإنها ليست في خصومة مع الإسلام.

تقارير فصلية

من اجل ذلك قرر مسؤولو مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في سبتمبر أيلول البدء في إصدار ما يعتزمون أن تكون تقارير فصلية بعد ملاحظة زيادة في الشكاوى بداية من 2014 في أعقاب زيادة عمليات القتل التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط والهجمات التي وقعت في أوروبا والولايات المتحدة بإيعاز من التنظيم. وفق رويتز.

سوء الاوضاع

علق كوري سايلور مدير إدارة مراقبة ومكافحة الخوف من الإسلام في المجلس على الموضوع قائلا "كان هناك إحساس واسع النطاق بأننا سنعود إلى ما كان عليه الحال بعد 11 سبتمبر (2011)." وتشمل الوقائع التي أوردها تقرير المجلس مجموعة شديدة التنوع من الحوادث من الاعتداءات والتحرش في الشوارع إلى التمييز في العمل وما يعتبرها المجلس اتصالات غير مبررة من مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي). حسب رويترز

خطاب كراهية

من ضمن القضايا التي تشيع روح الكراهية منح قاض أمريكي للهجرة بمدينة شيكاجو حق اللجوء لمدون سنغافوري قائلا إنه تعرض للاضطهاد بسبب آرائه السياسية في البلد الآسيوي. وقال القاضي في مذكرة من 13 صفحة إن السلطات سجنت المدون ويدعى آموس يي (18 عاما) مرتين ويحق له الحصول على صفة لاجئ سياسي. وفق رويترز.

وفي سبتمبر أيلول أقر يي بأنه تعمد نشر مواد على الإنترنت، وهي مقاطع فيديو وتدوينات وصورة، تنتقد المسيحية والإسلام. وحكم عليه بالسجن ستة أسابيع. وأصدرت وزارة الشؤون الداخلية بسنغافورة بيانا أوردت فيه تصريحات ليي ينتقد فيها المسلمين والمسيحيين وأشارت إلى أن يي أقر بذنبه في الاتهامات الموجهة إليه.

حرية الرأي

وقالت ساندرا جروسمان محامية يي إنه يمكن للسلطات الأمريكية إطلاق سراح يي على الفور بعدما ظل محتجزا لدى سلطات الهجرة بالولايات المتحدة منذ 16 ديسمبر كانون الأول 2016. واضافة "استخدم يي خطاب كراهية ضد المسيحيين والمسلمين. بحسب وكالة رويترز.

تطبق الولايات المتحدة معيارا مختلفا وتسمح بخطاب الكراهية هذا تحت ذريعة حرية التعبير. "وكانت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية قد عارضت طلب يي اللجوء وقالت إن محاكمة حكومة سنغافورة له مشروعة. وأثنت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان على قرار القاضي الأمريكي منح يي حق اللجوء.

التظاهر ضد متحدثة فلسطينية

في المقابل النقيض أصبح التظاهر ضد المتحدثين الليبراليين والمحافظين على حد سواء في الجامعات اتجاها آخذا في النمو في الولايات المتحدة. حيث تجمع عشرات المتظاهرين بينهم المعلق اليميني المتطرف ميلو يانوبولوس في نيويورك للاحتجاج على قرار إحدى الجامعات دعوة الناشطة الأمريكية من أصل فلسطيني ليندا صرصور لإلقاء كلمة بمناسبة تخريج دفعة

واقامت كلية الدراسات العليا للصحة العامة والسياسات الصحية حفلا لتخريج دفعة جديدة ووصفت المتحدثة الليبرالية المسلمة صرصور على موقعها الإلكتروني بأنها قيادية "قوية في مجال الصحة العامة والعدالة الاجتماعية".

عقل يكره أمريكا

وردد المحتجون في وسط مانهاتن هتافات وخرجوا في مسيرة لانتقاد اختيار الكلية لصرصور (37 عاما) وهي واحدة من منظمي مسيرة النساء إلى واشنطن هذا العام وأثارت انتقادات لاذعة من محافظين لرفضها للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى قضايا أخرى. وفق رويترز.

وقال يانوبوليس (32 عاما) إنه يجب ألا يسمح لها بالحديث وإنما محاسبتها على أفعال يعتبرها مناهضة للولايات المتحدة. وأضاف قائلا عن صرصور وهي محجبة "تحت كل هذا القماش المصنوع من البوليستر المشبع بالعرق عقل يكره أمريكا". وفق رويترز.

استطلاع

أظهر استطلاع للرأي الذي أجراه معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم أن أكثر من واحد من بين كل ثلاثة مسلمين أمريكيين يخشون من أن يكونوا عرضة للاستهداف من جانب جماعات عنصرية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وأن 42 بالمئة يقولون إن أطفالهم تعرضوا للترهيب في المدارس بسبب ديانتهم. وفق رويتز.

المغادرة ضرورية

كشف الاستطلاع عن أن 38 بالمئة من المسلمين الأمريكيين يخشون أن يتعرضوا للاستهداف من جماعات عنصرية وهي نسبة أعلى من أي أصحاب ديانة أخرى. وأشار إلى أن واحدا تقريبا من بين كل خمسة مسلمين لديهم خطط لمغادرة الولايات المتحدة "إذ بات ذلك ضروريا." وبالمقارنة، فقد أبدى 27 بالمئة من اليهود و11 بالمئة من البروتستانت و 8 بالمئة من الكاثوليك الرومان و16 بالمئة ممن لا ينتمون لديانة مثل هذا المخاوف. حسب وكالة رويترز الإخبارية.

تراجع معدل التصويت

إن هذه المخاوف تساهم في تراجع معدل تصويت الناخبين البالغين المسلمين إلى أقل من المعدل المتوسط. ويشكل التصدي لمن يصفهم ترامب بالإرهابيين الإسلاميين المتطرفين وفرض قيود على سفر رعايا دول شرق أوسطية معينة إلى الولايات المتحدة عنصرين أساسيين لرئاسته. وفق رويترز.

وبحسب الاستطلاع، الذي شارك فيه 2389 شخصا واجري خلال الفترة من الرابع إلى الثالث والعشرين من يناير كانون الثاني، فقد أدلى 61 بالمئة فقط من المسلمين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بما يقل عن أصحاب أي ديانة أخرى أو الناخبين عموما.

ذات صلة

التقية المداراتيّةأثر التعداد السكاني على حقوق المواطنينبناء النظرية الدينية النقديةأهمية التعداد العام للسكان في داخل وخارج العراقالأيديولوجية الجندرية في عقيدة فرويد