المهاجرون الحالمون: قصص نجاح من رحم الازمات
زينب شاكر السماك
2017-05-20 04:50
عندما يكون الامل والإصرار متلازمان مع الانسان يزرع من اللاشيء شئ مهم وجميل ومميز وهذا ما حصل مع العديد من المهاجرين الذين يقطعون الطرق والبحار وصولا الى أوربا في رحلة تدعى برحلة الموت لما فيها خطورة وتعب وارهاق وابتزاز حيث اغلب من هاجر لاقى الموت والغرق والحجز في المخيمات.
منهم من ندم ورجع ومنهم من تعب ويأس ومنهم من جلس يندب حضه على ما فعل لكن هناك من شق الطريق ووصل الى أكبر ما وصل وحققوا احلامهم وفعلا وصلوا الى فردوس الاحلام التي كانوا يحلمون بها وحققوا أحلامهم بالوصول أولا وبتحقيق الطموح ثانيا من خلال الاصرار على الوصول والاصرار على النجاح.
أحمد حسين لاجئ صومالي وصل الى كندا في عام 1993 وهو لايتجاوز ال16 عام وكانت أحلامه وطموحه اقوى من ظروفه حين وصل آنذاك وهو فتى في مقتبل العمر وحيدا في بلد لا يعرف منه احد لكنه اصر على الوصول من خلال استمراره في الدراسة وامتهن المحاماة في عام 2012 وعين أخير وزيرا للهجرة وشؤون اللاجئين والمواطنة. نعم انه الطموح والمثابرة لكي يثبت نفسه ويتحدى ضعفه ويأسه.
منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الى البيت الأبيض وامريكا تشهد موجات من الهجمات العدائية على المسلمين وكثرة حوادث الكراهية ضد المسلمين لكن ترشيح الشاب المصري المهاجر في أمريكا عبد الرحمن السيد ليترأس احدى ولايات الولايات المتحدة الامريكية يعتبر نموذج مشرف للمسلمين حيث استطاع أن يحقق الاندماج الفعال والبناء في مجتمعهم الأمريكي، وأن يكون نموذجا حسنا لروح الإسلام ومبادئه وأخلاقه بحسب ما صرح عنه المتخصصون.
أيضا ملهم وحسن، شابان سوريان في مقتبل عمرهما، خاضا رحلة اللجوء الخطيرة انطلاقا من حلب، مسقط رأسيهما في سوريا، وصولا إلى فرنسا. حجز الشابان مقعدين في جامعة “باريس 1” حيث يدرسان اختصاص السينما والإخراج. خاض ملهم وحسن تجربة عسيرة أتاحت لهما اكتشاف نفسيهما أكثر، إضافة إلى التعرف على الآخر “الأوروبي”. انهما نموذج للشباب الواعي والشباب العرب الذين يحملون رسالة نموذجية عن الإصرار لتكملة مسيرة حياتهم ولن تتوقف الحياة بوجود المصاعب بالعكس انما تكون المصاعب هي أساس القوة لإكمال المسيرة.
وعندما نتحدث عن المرأة فلا يتكون في اذهاننا غير القوة والمثابرة والتضحية والعزم على إتمام الحلم والإصرار للوصول الى الهدف فالمرأة معروفة بذكائها وقوتها امام المصاعب وقد تجسدت هذه الصور امام المهاجرة السنغالية التي حصلت على الجنسية الفرنسية في عام 2016 واسمها سيباث ندييا، كان لها دور كبير وفعال في الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي المنتخب فما هو دورها الذي كان أساسيا خلال حملة ماكرون الانتخابية؟
سيباث ندييا: نجمة ساطعة في سماء ماكرون
بلغة "ديولا" (لغة محلية محكية في بعص البلدان الأفريقية كالسنغال وساحل العاج) اسمها (سيباث) وهذا الاسم يعني "ذلك الذي ربح جميع المعارك". والمعنى يلخص فعلا ما حدث لهذه الشابة السنغالية (37 عاما) التي حصلت على الجنسية الفرنسية في حزيران/يونيو 2016. وعملت كمستشارة، مسؤولة عن العلاقة مع الصحافة في فريق إيمانويل ماكرون الانتخابي. دورها كان محوريا، وهو ما أبرزه فيلم وثائقي حمل عنوان "إيمانويل ماكرون، كواليس حملة" عرض على قنوات فرنسية غداة انتخاب ماكرون رئيسا.
فطوال حملة الانتخابات الرئاسية التي تنافس خلالها في البداية 11 مرشحا وبعدها اثنان: ماكرون ولوبان، كانت سيباث ندييا، دائمة الحضور إلى جانب الرئيس المنتخب، ولا أحد من الصحفيين يتكلم معه دون المرور بها. وفي حوار مع أسبوعية "جون أفريك"، أجري قبل شهر من الدور الأول للانتخابات الرئاسية، كشفت الشابة المولودة في السنغال، بأنها "فكرت كثيرا قبل أخذها قرارا" بالانضمام إلى فريق مرشح حركة "إلى الأمام" التي تحولت منذ الاثنين 8 مايو/أيار إلى حركة "الجمهورية إلى الأمام".
وقبل التحاقها بفريق ماكرون، كانت ندييا مع الحزب الاشتراكي الذي انضمت إليه عام 2002، غداة تأهل جان ماري لوبان، زعيم الجبهة الوطنية المتطرفة وقتها، إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية رفقة اليميني جاك شيراك. بعد ذلك وضعت خطواتها الأولى في عالم السياسة إلى جانب كلود بارتولون، الذي كان يرأس المجلس العام لمنطقة سان سانت-دوني (شمال العاصمة باريس). وفق فرانس برس.
لقاؤها بماكرون، جاء بعد سنوات من ذلك، حيث كانت مستشارة لأرنو مونتبورغ، وزير الاقتصاد، وكان حينها الرئيس الجديد (ماكرون) أمينا عاما مساعدا في قصر الإليزيه. وإن لم تفصح الشابة سيباث ندييا لحد الآن عن الدور الذي ستلعبه بعد انتخاب ماكرون رئيسا، فمن المؤكد أنها ستواصل في تقديم نصائح له في مجال الإعلام والصحافة.
ملهم وحسن: وصلا إلى مقاعد "السوربون"
تعود علاقة الشابين ملهم وحسن إلى أكثر من 10 سنوات، لم يدركا حينها أن الحرب ستعصف ببلادهما وتجبرهما على الرحيل عن مدينتهما حلب التي ولدا وتربيا فيها ولم يعرفا غيرها حتى أجبرا على السفر. “مهاجر نيوز” التقى الشابين في باريس حيث دار حديث حول رحلتهما ومجيئهما إلى فرنسا.
في فرنسا، اكتشف حسن وملهم برنامجا أكاديميا تقدمه جامعة “باريس 1” خاص باللاجئين السوريين مرتبط بتعليمهم اللغة الفرنسية. أرسل الشابان طلبات للمشاركة في هذا البرنامج وبالفعل استطاعا حجز مكان بسهولة نسبيا. لدى سؤالهما عن الحياة الجامعية يجيب الشابان ببسمة واضحة كم أنها جميلة وكم تمثل بالنسبة لهما فرصة لاكتشاف نفسيهما والآخر في نفس الوقت. بالنسبة لملهم، اللغة “عامل أساسي في التعرف على الآخر وتخطي الحواجز الوهمية التي قد تمنع التواصل بيننا”.
أتاحت الحياة الجامعية للشابين اكتشاف ثقافة مغايرة. ويؤمن الشابان بضرورة الحوار والتواصل بين الأضداد للتوصل لمفاهيم مشتركة، فشكلا مبادرة في الجامعة تحت اسم “خطوة نحو الآخر”، لتعريف الشباب الفرنسيين باللاجئين وأفكارهم وأحلامهم، ولتحفيز اللاجئين على بذل الجهود المطلوبة للاندماج في المجتمع الفرنسي. وفق فرانس24
عند سؤالهما عن العودة إلى سوريا، يجيب الاثنان بشكل آني وعفوي “نعم” و”لا”، كانت هذه المرة الوحيدة خلال المقابلة التي تتناقض فيها أجوبة الشابين. فبالنسبة لحسن “الحرب لن تنتهي قريبا، وإذا عدت فسيكون علي أن أبدأ من الصفر، لقد بدأت للتو بتكوين صورة عن حياتي المستقبلية، إضافة إلى حياة اجتماعية، لا أريد أن أخسرهما الآن، ربما أعود ولكن ليس الآن”. أما ملهم فيبدأ حديثه بحماس واضح “أود العودة، نعم، أفتقد الناس هناك، سوريا بلدي، ستنتهي الحرب عاجلا أم آجلا، سأنهي دراستي هنا أولا وأرى إلى ما ستؤول الأمور”.
عبدول: أول حاكم مسلم لولاية أمريكية
يسير الطبيب المصري الشاب عبد الرحمان السيد الملقب بـ”عبدول” على خطى بعض الأسماء العربية التي قطعت أشواطا مهمة في عالم السياسة بدول غربية، واحتلت مناصب هامة في الحكومات أو على مستوى المناطق و”عبدول” مرشح اليوم لترأس ولاية مشيغان في حال فوزه في الانتخابات عن عمر 32 عاما، وسيكون بذلك أول حاكم مسلم لإحدى الولايات الأمريكية، كما سيكون أصغر حاكم منذ 1978. بحسب فرانس برس.
ونقل موقع “بيزنس إنسايدر” الأميركي عن السيد، الذي لا يخفي تمسكه بدينه الإسلام، قوله، إنه “لا يترشح ليكون أول حاكم مسلم لولاية، وإنما لأنه يعتقد أنه سيصبح “أفضل حاكم لميشيغان سواء كان مسلما أو لا”. وتقلد السيد، الذي ولد لأبوين مهاجرين مصريين ينحدران من الإسكندرية بمقاطعة غراتيويت فى ولاية ميشيغان، عددا من المناصب المهمة.
حيث عين مديرا لقسم الصحة والدعم الصحي في بلدية ديترويت عام 2015 من قبل رئيس البلدية مايك دوجان، كما شغل منصب أستاذ مساعد في قسم علم الأوبئة بجامعة كولومبيا، واستقال من منصبه في مطلع الشهر الماضي للتفرغ لانتخابات ولاية ميشيغان لعام 2018.
أحمد حسين: من لاجئ صومالي إلى وزير
وصل أحمد حسين إلى كندا وحيدا كلاجئ صومالي في 1993 عن عمر 16 عاما. وقطع أشواطا مهمة في حياته الدراسية، حيث حصل على الإجازة في الحقوق من جامعة أوتاوا، ليمتهن المحاماة ابتداء من 2012. وجاء تعيين حسين وزيرا للهجرة وشؤون اللاجئين والمواطنة في إطار تعديل حكومي قام به رئيس الوزراء جاستن ترودو لتعزيز سياسته في الهجرة، وهي المرة الأولى التي يعين فيها كندي عربي مسلم في الحكومة الكندية.
برز اسم أحمد حسين في كندا على أكثر من واجهة لدوره في إعادة تهيئة أحد الغيتوهات في مدينة تورنتو وهي أكبر المدن الكندية. كما أنه ترأس إحدى المنظمات الكندية الصومالية الكبرى في البلاد، والتي تساهم في إدماج الصوماليين في النسيج الاجتماعي المحلي. وتوج حصوره القوي في المجتمع المدني بفوزه في الانتخابات التشريعية في 2015 باسم الحزب الليبرالي.
وإسهامه في سياسة إدماج المهاجرين، إضافة إلى مواقفه القوية من التطرف الإسلامي، دعت السطات الأمريكية إلى الاستعانة بخبرته وللاستماع إليه في موضوع تطرف الأفراد وعزل المتطرفين.
ولا ينفي حسين أنه "استثمر تجربته كمهاجر ومحامي أيضا في قانون المهاجرين ليترشح في الانتخابات"، كما لا يخفي افتخاره بدور كندا في استقبال اللاجئين، وقال بهذا الخصوص "كنا الأحسن في هذا المجال". ومن أهم الأفكار التي يدافع عنها أحمد حسين في رؤيته لملف الهجرة، "إعادة نشر المهاجرين عبر التراب الكندي ضمانا للتنوع العرقي والثقافي في مجموع التراب الكندي"، يقول بوصيري. وفق فرانس 24
وتولى جاستن ترودو رئاسة الحكومة الكندية في أوج أزمة المهاجرين في 2015، وهذا بعد أن حقق حزبه الليبيرالي الفوز في الانتخابات. واعتمد منذ وصوله إلى السلطة سياسة رحب من خلالها بآلاف اللاجئين السوريين. وبرز اسمه على الساحة الإعلامية الدولية وهو يستقبل شخصيا لاجئين سوريين على أرض بلاده.