هيلاري كلينتون: هل ستكون المرأة التي ستغير أمريكا؟
عبد الامير رويح
2016-09-18 10:56
المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، تواجه بحسب المراقبين للشأن الامريكي تحديات ومتاعب كثيرة في حملتها الانتخابية نحو البيت الابيض، فتراجع هيلاري كلينتون التي كانت كانت قد حصلت على نسب تأييد عالية، يتواصل في استطلاعات الرأي العامة، حيث تناقصة وكما تنقل بعض المصادر شعبيتها بشكل كبير مقابل منافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي سعى الى تكثيف هجماته واتهاماته ضدها مستفيدا من بعض المشكلات والازمات ومها قضية البريد الالكتروني و وعلاقة مؤسسة زوجها بعملها كوزيرة للخارجية، يضاف اليها الوعكة الصحية التي تعرضت كلينتون في الفترة الاخيرة، ومدى قدرتها على تحمل أعباء الرئاسة في حال فوزها.
هذه التطورات المهمة فرضت على الديمقراطيين الاستنفار واقترح كثيرون من مساعدي كلينتون لتغيير أدائها وعلاقتها سواء بالجمهور أو بالإعلام. وهو ما ترجمته كلينتون سريعا عبر عقد سلسلة من المؤتمرات الصحافية، منهية ما وصف بـ "تصحر" علاقتها بالصحافة. وبدأت في بث مادة إعلانية مصورة في محطات التلفزة وتوجيه رسائل ايجابية عن رؤيتها لمستقبل البلاد. وقالت كلينتون بعد ان تماثلت من الوعكة الصحية التي انتابتها والتي اجبرتها على التزام دارها لثلاثة ايام، إنها لن تستسلم ابدا. وقالت كلينتون مخاطبة تجمعا انتخابيا في مدينة غرينزبورو في ولاية كارولاينا الشمالية إن الايام الثلاثة التي قضتها في البيت كانت عبارة عن هدية سمحت لها بتأمل مسار حملتها الانتخابية.
وتشير استطلاعات الآراء الى ان الفارق بين المرشحين كلينتون وخصمها الجمهوري، ملياردير العقارات دونالد ترامب، آخذ بالانحسار. ولم يتبق على موعد الانتخابات الا 54 يوما. وتأتي عودة كلينتون الى حلبة النزال الانتخابي بعد من اعلان طبيبتها بأنها "تتمتع بصحة جيدة ولياقة ممتازة." وقالت "كان الجلوس في البيت آخر شيء اردت عمله، وخصوصا ولم يتبق على موعد الانتخابات الا اقل من شهرين." وقالت "يتهمني الناس بشتى التهم، وربما رأيتم هذا، ولكن لا احد يمكنه ان يتهمني بالاستسلام. لن استسلم ابدا، ولن اتخلى عن هذه المعركة قط مهما بلغت الصعاب." وقالت كلينتون البالغة من العمر 68 عاما إنها تشعر بأنها "محظوظة" لتمكنها من التمتع بالراحة لبضعة ايام، مقارنة بملايين الامريكيين الذين لا يستطيعون الى ذلك سبيلا.
وفي الايام الاخيرة تمحور السباق الرئاسي حول وضع المرشحين الصحي وسجلاتهما الطبية. ونشر ترامب تقريرا من طبيبه الخاص قال فيها إن ثري العقارات يتمتع "بوضع صحي ممتاز" رغم انه يميل الى البدانة. واستغل ترامب وعكة كلينتون ليلقي بظلال الشك حول قدرتها على التحمل، وذلك في خطاب القاه في تجمع لانصاره في ولاية اوهايو.
استطلاعات الرأي
في هذا الشأن وقبل حوالى خمسين يوما من الانتخابات الرئاسية الاميركية، تراجع تقدم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي ما يثير قلقا لدى معسكرها لا سيما ان الحماسة لمرشحته تتلاشى لدى مناصريه. واظهر معدل استطلاعات الرأي منذ نهاية اب/اغسطس انها لم تعد تتقدم على منافسها الجمهوري دونالد ترامب الا بـ 1,8 نقطة على المستوى الوطني، بتراجع اربع نقاط خلال اسبوعين. وفي الولايات الاساسية التي تعتبر حاسمة للانتخابات، اصبح ترامب يتقدم حاليا في اوهايو (46% مقابل 41%) وفي فلوريدا (47% لترامب مقابل 44% لكلينتون)، بحسب استطلاع "سي ان ان-او ار سي".
والمرشحة الديموقراطية التي استأنفت حملتها الخميس بعد ثلاثة ايام من الراحة في منزلها اثر اصابتها بالتهاب رئوي لم تبد قلقا مؤكدة "لقد قلت على الدوام انها ستكون انتخابات متقاربة". لكن ما يدل على القلق في معسكر الديموقراطيين، اعلن فريق حملتها الانتخابية ان منافسها السابق بيرني ساندرز الذي يحظى بشعبية كبرى لدى شريحة الشباب والسناتور اليزابيث وارين سيقومان بحملة في نهاية الاسبوع لصالح كلينتون في اوهايو.
من جهته قال دونالد ترامب "لقد شهدنا شهرا رائعا، هناك الكثير من الحماسة". وهي ليست المرة الاولى التي تتقارب فيها نتائج المرشحين الى هذا الحد، فقد حصل ذلك في نهاية ايار/مايو قبل ان يسجل ترامب تراجعا. لكن قبل اقل من شهرين على الانتخابات، اصبحت كلينتون تثير حماسة اقل لدى الناخبين، فقد عبر 38% فقط من الديموقراطيين عن حماسة شديدة مقابل 47% في اب/أغسطس بحسب استطلاع صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي بي اس". وفيما ابدى 55% من ناخبي ترامب حماسة شديدة لفكرة التوجه للتصويت، بلغت نسبتهم 36% فقط لدى معسكر كلينتون. في حين ان معدل التعبئة مهم جدا من اجل الفوز.
لكن موقع "فايف ثيرتي ايت" الذي يحلل استطلاعات الرأي والمعطيات التاريخية والاقتصادية، اصبح يعطي الان كلينتون نسبة 60,1% من فرص فوز الانتخابات مقابل 39,8% لترامب. وفي 8 اب/اغسطس كانت فرص كلينتون 79,5% بالفوز مقابل 20,5% لترامب. ومنذ ذلك الحين قام دونالد ترامب بتغيير فريق حملته الانتخابية واصبح اكثر انضباطا ورسالته اكثر تنظيما فيما الغى الاهانات من خطابه. وتتواجد مديرة حملته الجديدة كيليان كونواي بشكل كثيف على محطات التلفزة.
ويرى روبرت شابيرو الخبير السياسي في جامعة كولومبيا في نيويورك "لقد حصل على اسبوعين جيدين منذ زيارته الى المكسيك" في نهاية الشهر. واضاف "تمكن من حشد قاعدته الناخبة وتحدث عن مواضيع اكثر: السياسة الخارجية والاقتصاد والعائلة". وتابع ان "معدله ليس مرتفعا جدا، لكنه احرز تقدما في جهوده لكي يطبع لنفسه صورة رئيس". على العكس، فان هيلاري كلينتون التي لم تتمكن منذ اشهر من تخليص نفسها من قضية البريد الالكتروني الخاص وهجمات معسكر الجمهوريين على مؤسسة كلينتون، تسعى بالاضافة الى ذلك لتصويب هفوتها حين وصفت ناخبي ترامب بانهم جماعة "يرثى لهم".
واضاف شابيرو ان كلينتون لم "تتمكن من ادارة مسالة اصابتها بالتهاب رئوي بافضل شكل" معتبرا ان تكتمها في بادئ الامر عن مرضها ثبت "لبعض الناخبين رأيهم بانها ليست صريحة". واعتبر ان الديموقراطيين "لديهم الدافع للقلق" لكنه قال في الوقت نفسه انه لا يزال امام كلينتون "العديد من الطرق للفوز باصوات الهيئة الناخبة". ومعروف ان الانتخابات الرئاسية الاميركية ليست اقتراعا مباشرا حيث ان استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني لا تعتبر الاكثر اهمية فيها. بحسب فرانس برس.
بالواقع يصوت الناخبون لاختيار "كبار الناخبين" (الهيئة الناخبة) والذين يتراوح عددهم بحسب الولايات. ويجب ان ينال المرشح غالبية اصوات كبار الناخبين (270 من اصل 538) للفوز بالرئاسة. وبعض الولايات الاساسية ترتدي اهمية اكثر من الاخرى، الى حد انها يمكن ان تقلب النتيجة. وبينها فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا وكارولاينا الشمالية. وامام استطلاعات الرأي، فان اول مناظرة رئاسية مرتقبة في 26 ايلول/سبتمبر تعتبر حاسمة ولا تشكل نبأ سارا للديموقراطيين رغم ان كلينتون العضو السابق في مجلس الشيوخ ووزيرة الخارجية السابقة والمرشحة للرئاسة للمرة الثانية تملك خبرة طويلة. وقال شابيرو "تاريخيا، وفي المناظرات الاولى لا يكون اداء الرئيس المنتهية ولايته او المرشح الذي يتصدر استطلاعات الرأي جيدا مقارنة مع منافسه". واضاف ان الناخبين يعلقون اهمية اكبر عليها من ترامب لان التوقعات حياله ليست عالية.
وعكة صحية
الى جانب ذلك استأنفت المرشحة الديموقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون حملتها الانتخابية بعد ايام من الجدل الذي اثارته وعكتها الصحية، وهي مصممة على استئناف هجومها على منافسها الجمهوري قبل ايام من اول مناظرة تلفزيونية بينهما. والرهان السياسي لدى كلينتون هو استعادة التقدم على دونالد ترامب والذي كانت سجلته بعد مؤتمري التنصيب الحزبيين في تموز/يوليو. فقد تقلص الفارق بينهما في بعض استطلاعات الرأي فيما بدأ ترامب مجددا الاعلان ان استطلاعات الرأي تعطيه تقدما مثلما كان يحصل فترة الانتخابات التمهيدية.
وغادرت كلينتون منزلها في شاباكوا قرب نيويورك حيث كانت تاخذ قسطا من الراحة بعد الوعكة الصحية التي اصابتها بسبب التجفاف الناجم عن التهاب رئوي شخصت به سريا قبل يومين من ذلك النهار. والوعكة الصحية، الاولى التي تصاب بها خلال 17 شهرا من الحملة الانتخابية، ارغمتها على الغاء جولة في غرب البلاد وتركت الميدان خاليا للمرشح الجمهوري في فترة يكثف فيها عادة المرشحون وتيرة تحركاتهم.
لكن كلينتون نشرت بيانا صحيا مفصلا لوضع حد للشائعات التي طالتها خاصة لانه لم يتم الكشف عن اصابتها بالتهاب رئوي الا بعد الوعكة الصحية. وبحسب طبيبتها فان وزيرة الخارجية السابقة التي تبلغ قريبا ال69 عاما مؤهلة لتولي مهام الرئاسة. وقال انها في وضع ذهني "ممتاز" واصيبت هذه السنة بحساسية والتهابات تمت معالجتها بالمضادات الحيوية، الى جانب الالتهاب الرئوي.
ويريد الديموقراطيون الان شن هجوم مضاد على ترامب عبر تحديه ومطالبته بنشر بيان طبي مفصل عن وضعه الصحي. وكشف الملياردير الاميركي خلال تسجيل حلقة من برنامج طبي "الدكتور اوز"، بعض جوانب اخر فحص طبي خضع له وخصوصا انه يعاني من الوزن الزائد (107 كلغ فيما يبلغ طوله 1,90 مترا بحسب ما نقلت شبكة سي ان ان عن متفرجين مشاركين في الحلقة). وقال هاري ريد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ عن ترامب "يبلغ من العمر 70 عاما وليس نحيفا على الاطلاق" مضيفا "انه يتباهى بتناول المأكولات السريعة يوميا".
ومع عودة كلينتون، تساءل ترامب باسلوب خال من الدبلوماسية حول مستوى الطاقة لدى المرشحة الديموقراطية وذلك خلال تجمع انتخابي في كانتون في ولاية اوهايو الاستراتيجية. وبعدما كشف انها كانت طريحة الفراش، تساءل الملياردير الاميركي امام مناصريه في معرض حديثه عن الحر في القاعة، "هل تعتقدون ان هيلاري كلينتون كانت لتتحمل التواجد هنا لساعة؟"، "لا اعلم".
وفي هذه الحملة الانتخابية يستخدم المعسكران تقنيات المضايقة نفسها، حول الوضع الصحي لكن ايضا حول الاسس التي ترتكز عليها كل عائلة. ولطالما ندد الجمهوريون بتضارب المصالح بين مؤسسة كلينتون الخيرية، المنظمة الممولة خصوصا من هبات حكومية ورجال اعمال في الخارج حتى حين كانت هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية. وهذه الشبهات ارغمت الزوجين كلينتون على اعلان النأي بنفسيهما عن هذه المؤسسة. بحسب فرانس برس.
في المقابل ينتقد الديموقراطيون الغموض حول مالية مؤسسة ترامب، المتهمة بانها اداة نفوذ سياسي في خدمة رجل الاعمال. ويبحث القضاء في نيويورك في احتمال حصول صفقات مشبوهة. واستند معسكر الديموقراطيين ايضا الى تحقيق نشرته مجلة "نيوزويك" حول التشعبات الخارجية لمنظمة ترامب قطب العقارات. واخيرا تبقى مسالة رفض دونالد ترامب نشر بيان عائداته، وهو تقليد وليس التزاما شرعيا. وقال روبي موك مدير حملة هيلاري كلينتون "يواصل اخفاء ضرائبه وشؤونه خلف اعذار واهية. ومن هنا يطرح السؤال، لماذا يقوم باخفائها؟". وهذا السؤال نفسه طرحه دونالد ترامب منذ فترة طويلة على منافسته.
تقرير جديد
على صعيد متصل نشر مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي "أف بي آي" تقريرا يقع في 58 صفحة، تم حجب الكثير من فقراته لتضمنها معلومات سرية، يستعيد فيه وقائع جلسات الاستجواب التي خضعت لها كلينتون بشأن قضية بريدها الإلكتروني. وفي كل مرة تبدو فيها المرشحة الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر وكأنها خرجت من هذه القضية يعود هذا الملف إلى الواجهة ليسمم حملتها الانتخابية في مواجهة منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وينقل التقرير عن الوزيرة السابقة قولها للمحققين إنها "كانت تثق" بأن محادثيها لن يقعوا في خطأ أن يرسلوا إليها معلومات سرية أو حساسة عبر بريدها الخاص. كما أقرت كلينتون خلال التحقيق معها بأنها لم تكن تعلم أن الوسم "س" الذي كان يظهر على بعض الوثائق كان يعني أن هذه الوثيقة "سرية". ويضيف التقرير أن كلينتون استخدمت 13 هاتفا نقالا مجهزين لإرسال واستقبال مراسلات بريدية إلكترونية عبر الخادم الإلكتروني الشخصي الذي كانت تستخدمه وهو "كلينتون إيميل دوت كوم".
ويتابع التقرير أن الوزيرة السابقة أكدت خلال التحقيق معها أنها "لم تتلق من وزارة الخارجية أي توجيهات أو إرشادات بشأن توثيق أو حماية البيانات حين كانت تستعد لمغادرة منصبها كوزيرة للخارجية في 2013". كما يذكر التقرير أن "كلينتون تعرضت في كانون الأول/ديسمبر 2012 لارتجاج دماغي وكانت تعاني في فترة عيد رأس السنة من تجلط دموي (في الدماغ). وتبعا لتعليمات أطبائها لم يكن بإمكانها العمل في وزارة الخارجية سوى بضع ساعات يوميا ولم تتمكن من أن تتذكر كل جلسات الإحاطة التي كانت تحضرها".
والوعكة الصحية التي تعرضت لها كلينتون ليست سرا ولكنها المرة الأولى التي يقول فيها ال"إف بي آي" إن المرشحة الديمقراطية تعاني من فقدان جزئي للذاكرة، الأمر الذي يمكن أن يستغله معسكر ترامب للتصويب على القدرات الذهنية للمرشحة الأوفر حظا. وكانت كلينتون أقرت بأنها ارتكبت "خطأ" باستخدامها بريدا إلكترونيا خاصا في المراسلات المتعلقة بعملها حين كانت على رأس الدبلوماسية الأمريكية.
وكان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي أوصى بعدم توجيه أي اتهام إلى كلينتون في هذه القضية، لكنه قال إن ال"أف بي آي" وجد أن كلينتون وفريقها كانوا "مهملين بدرجة كبيرة في تعاملهم مع معلومات حساسة للغاية وسرية"، مشيرا إلى أن كلينتون أرسلت واستقبلت عبر بريدها الإلكتروني الخاص معلومات اعتبرت سرية وفي بعض الحالات سرية للغاية وهو ما يتناقض مع تأكيداتها المتكررة بأنها لم ترسل أبدا أية معلومات سرية عبر بريدها الإلكتروني الخاص. بحسب فرانس برس.
وكان المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب قد وصف في وقت سابق من الشهر الماضي خلال تجمع انتخابي، منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بأنها "غير متزنة" بعد أن أعلنت أن تصريحاتها تم تفسيرها بشكل خاطئ في قضية .استخدامها بريدها الإلكتروني الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية
التبرعات الخيرية
في السياق ذاته كثف دونالد ترامب هجماته على هيلاري كلينتون التي سعت حملتها لاسكات انتقادات المحت ان مانحين تبرعوا للمؤسسة الخيرية التي تديرها اسرتها بهدف التقرب منها عندما كانت وزيرة للخارجية الاميركية. والمرشحة الديموقراطية الساعية لدخول التاريخ كأول امرأة قائدة للقوات المسلحة الاميركية، وجدت نفسها في موقف صعب في وقت سابق فيما سعت حملة ترامب لتخطي سلسلة من الازمات التي جلبها ترامب بنفسه. وقال ترامب امام تجمع في اوستن بولاية تكساس قاطعه متظاهرون مرارا "هيلاري كلينتون ليست أهلا على الاطلاق لتولي منصب عام". واضاف "من المستحيل معرفة اين تنتهي مؤسسة كلينتون واين تبدأ وزارة الخارجية".
وقبل ساعات على ذلك، قالت وكالة اسوشييتد برس ان اكثر من نصف الاشخاص من خارج الحكومة ممن التقوا كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية، تبرعوا بالاموال لمؤسسة كلينتون. وقال "من الواضح جدا ان آل كلينتون انشأوا مؤسسة للانتفاع من المنصب العام، باعوا امكانية النفاذ" الى المؤسسات. واضاف "هذا فساد ولهذا السبب طالبت بان ينظر مدع عام في هذه الفوضى". وطالبت حملة ترامب باجراء تحقيق مستقل بعد ان نشرت مجموعة "جوديشال ووتش" المحافظة التي استهدفت كلينتون لسنوات، نحو 15 الف رسالة الكترونية ارسلت من خادمها الخاص.
وتظهر بعض تلك الرسائل ان مانحين تبرعوا للمؤسسة، قاموا بالضغط على احدى كبار معاونيها، هوما عابدين، للتقرب من كلينتون. وردا على سؤال حول ما اذا كانت تبرعات ترامب البالغة عشرات آلاف الدولارات لمؤسسة كلينتون كانت ايضا تهدف للتقرب منها، قالت مديرة الحملة كيلي آن كونواي لشبكة "سي ان ان" ان ترامب "لم يكن يدفع ليلعب". واضافت "لم يقل لي ابدا انه ذاهب الى وزارة الخارجية لعقد اجتماع مع هيلاري كلينتون".
وكلينتون التي حضرت حفلا هوليوديا لجمع التبرعات في منزل المغني جاستن تيمبرليك وزوجته جيسيكا بييل، لم تعلق علنا حتى الان على التقارير. غير ان المتحدث باسم حملتها رفض تحليل اسوشييتد برس وقال انه يستند الى "بيانات خاطئة تماما" تم "انتقاؤها" من برنامجها. وقال المتحدث براين فالون في بيان ان "البيانات لا تشمل اكثر من نصف فترة توليها الوزارة". واضاف "بمجرد اخذ جزء من الاجتماعات التي اختيرت عشوائيا من قبل اسوشييتد برس، فإنه من المشين تشويه اسس لقاء الوزيرة كلينتون مع هؤلاء الاشخاص".
وجمعت المؤسسة الخيرية ملياري دولار منذ انشائها في 2001 بعد انتهاء رئاسة بيل كلينتون، ووزعت الاموال محليا وفي الخارج، حيث قدمت نحو 218 مليون دولار في 2014. واعلن بيل كلينتون في وقت سابق انه في حال انتخاب زوجته رئيسة للولايات المتحدة، لن تقبل المؤسسة سوى هبات من مواطنين اميركيين ومقيمين بصورة دائمة ومؤسسات اميركية مستقلة، وسيستقيل من مجلس ادارتها ولن يقوم بجمع الاموال لها. بحسب فرانس برس.
واستخدم ترامب المقاطع الاخرى من خطابه في تكساس للقيام بمسعى جديد للتأثير على الناخبين الاميركيين من اصل افريقي والذين يصوت قسم كبير منهم للديموقراطيين، ولتسليط الضوء على ضعف الامن الحدودي في تكساس. وكرر مطالبته بفحص دقيق لملفات المهاجرين وقال ان "مئات المهاجرين وابناءهم" اتهموا بالارهاب في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 الارهابية. ووعد بانشاء مناطق آمنة في الشرق الاوسط، تقوم بتمويلها دول خليجية للاجئين الفارين من النزاعات، وتعليق التأشيرات "عندما لا نستطيع القيام بتدقيق فعال". وانضمت اليه على المنصة امهات اطفال قتلوا على يد مهاجرين غير شرعيين. وقال لهن "اطفالكن لم يموتوا هدرا، لاننا لن نسمح بأن يحصل هذا للاخرين".
العائدات المالية
الى جانب ذلك نشرت المرشحة الديموقراطية الى الرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون تصريحا بعائداتها المالية للعام 2015، منتقدة منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي يرفض التزام هذا التقليد. واعلن بيل وهيلاري كلينتون ان عائداتهما للعام 2015 بلغت 10,6 ملايين دولار وانهما دفعا 3,6 ملايين دولار من الضرائب الاتحادية، وفقا لوثيقة نشرت على الموقع الالكتروني لوزيرة الخارجية السابقة.
ونشر بيل وهيلاري كل عائداتهما المالية طوال حياتهما السياسية منذ العام 1977، وهو اجراء يصر الديموقراطيون على ابرازه. وقالت جنيفر بالمييري مديرة التواصل في فريق حملة كلينتون "دونالد ترامب يختبئ وراء ذرائع كاذبة، وينفي مجددا وعوده السابقة بنشر تصريحه الضريبي"، سائلة "ما الذي يحاول اخفاءه؟". وتقاضى بيل كلينتون 5,2 ملايين دولار لمشاركته في مؤتمرات، وهو ما شكل مصدر الدخل الرئيسي للعائلة، فضلا عن ثلاثة ملايين دولار دفعتها شركة سايمون اند شوستر التي نشرت احدث كتاب لهيلاري.
وتقاضت المرشحة الديموقراطية مبالغ مقابل عشرات الخطب التي القتها بين عامي 2013 و2015 لكنها توقفت عن القائها قبل اتخاذها قرار خوض السباق الى البيت الابيض في نيسان/ابريل 2015. وتبرعت عائلة كلينتون بمليون دولار الى المؤسسة الخيرية التي تحمل اسمها. من جهته نشر السيناتور تيم كين الذي اختارته هيلاري لتولي منصب الرئيس في حال انتخابها، تصريحه الضريبي على مدى عشر سنوات مع زوجته آن هولتون. واعلنا انهما جنيا عام 2015 اكثر من 310 الاف دولار.
وكشف المرشحون الجمهوريون والديموقراطيون خلال الانتخابات الرئاسية التسعة الاخيرة، منذ عهد رونالد ريغان عام 1980، تصريحاتهم الضريبية على مدى عام على الاقل، بحسب موقع بوليتيفاكت. ونشر البعض عائداته المالية على مدى سنوات عدة، بينهم بوب دول عام 1996 (الذي نشر عائداته على مدى 29 عاما بحسب واشنطن بوست). وفي 2012 نشر المرشح ميت رومني عائداته التي حققها على مدى عامين. بحسب فرانس برس.
لكن دونالد ترامب يرفض القيام بذلك، متذرعا بالتدقيق الضريبي الذي يستهدفه منذ سنوات عدة. واعتبر ان الايداع الاجباري لوثيقة الشفافية المالية لدى اللجنة الانتخابية المالية في ايار/مايو هو امر كاف. ولا تعطي تلك الوثيقة سوى تقدير لعائدات ترامب وديونه واصوله. ويدعي ترامب امتلاكه ثروة تقدر بأكثر من 10 مليارات دولار، ولكن لم يكن ممكنا التحقق من ذلك بشكل مستقل. وقدرت مجلة فوربس ثروته بنحو 4,5 مليارات دولار. ويعتبر الديموقراطيون ان ترامب لا يريد نشر اقراره الضريبي لان ذلك قد يظهر ان عائداته المالية أقل مما يدعي وأنه لا يدفع الضرائب او يدفع ضرائب قليلة، او ان تبرعاته للجمعيات الخيرية ضئيلة.