السعودية.. انقلاب جديد بأوامر ملكية
عبد الامير رويح
2015-02-01 09:07
أثارت التغييرات الاخيرة التي اجراها الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود (79 عاما) - وهو ملك السعودية السابع و الابن الخامس والعشرين من الأبناء الذكور للملك المؤسس-، الكثير من التساؤلات والفرضيات حول المستقبل السياسي والامني للمملكة العربية السعودية، خصوصا وان هذه التعديلات المفاجئة التي عدها البعض من المراقبين سلاحا ملكيا مهما لفرض السيطرة وتصفية الاخوة الخصوم، ربما ستسهم بتفاقم الصراعات داخل الأسرة الحاكمة التي تعيش حربا داخلية وتنافسا خطيرا، من اجل الاستئثار بحكم المملكة التي اصبحت اليوم بيد اقوى تيار متنفذ داخل العائلة المالكة وهم (السديريون) المنسوبين الى زوجة المؤسس عبد العزيز عبد الرحمن آل سعود الثامنة (حصة بنت أحمد السديري).
فتحركات وقرارات الملك سلمان بن عبد العزيز التي بدأت بشكل مباشر منذ اعلان وفاة الملك عبد الله، تشير الى انه قد اعتمد سياسية جديدة ومختلفة تهدف الى فرض تعزيز السلطة والنفوذ من خلال تحجيم وابعاد جميع المنافسين من ابناء واحفاد الملك المؤسس بطرق مختلفة، وجعل الحكم سديري بيد اخوة و ابناء سلمان بن عبد العزيز الذي قد يعمد ايضا الى اقصاء اقرب المقربين بعد ان يعمد الى استخدامهم كوسيلة لتقوية ركائز الحكم الذي سيكون مستقبلا بيد ابنائه وأحفاده فقط خصوصا وانهم اليوم قد استلموا مناصب هامة حساسة جدا تتيح لهم العمل بحرية!
خطوات انقلابية
التغيرات الجذرية التي اجراها الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز في كل مفاصل ومؤسسات الدولة، اعتبرها بعض المراقبين خطوات انقلابية وانتقامية ضد بعض الامراء والشخصيات الفاعلة في الحياة السياسة في المملكة، فمنذ الدقائق الاولى لموت الملك عبدالله ظهرت الكثير من البوادر والمؤشرات التي تثبت صحة هذا الاعتقاد، ومنها اقصاء وطرد رئيس الديوان الملكي "خالد التويجري" اقرب الاشخاص من الملك السابق، والذي يعتبر من اشد اعداء السديرين الذين يحملونه مسؤولية إقصائهم وابعادهم عن مركز القرار في السنوات السابقة، هذا ولم يستبعد البعض ان يتعرض التويجري الى مضايقات وملاحقات السديرين الذين سيحاولون الانتقام من هذا الرجل خصوصا وان بعض المعلومات تفيد بانه محتجز.
يضاف الى ذلك التعديلات والقرارات المتعاقبة التي تضمنت إعادة تشكيل مجلس الوزراء وإقالة وزراء وامراء عينهم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز قبل فترة قليلة. وبموجب هذه التغييرات والاوامر الملكية يكون الملك سلمان هو المتنفذ الاول وصاحب القرار الاخير في كل الامور. وحسب (30مرسوما ملكيا جديدا)، فقد أقيل مدير الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز وعين بدلا عنه الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان بعد إعفائه من منصبه بالجيش.
كما تم إعفاء الأمير مشعل نجل الملك الراحل من منصبه كأمير لمكة، وتعيين الأمير خالد الفيصل أمير مكة السابق الذي كان يشغل منصب وزير التعليم، بدلا منه. ووفقا للأوامر أعفي أيضا الأمير تركي نجل الملك الراحل من منصبه كأمير لمنطقة الرياض، وتعيين الأمير فيصل بن بندر بدلا منه، وقد عبر عدد من المغردين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم لإعفاء تركي بن عبد الله من إمارة الرياض، والذي كان يوصف بأنه أحد الأمراء الإصلاحيين البارزين.
فضلا عن إعفاء الأمير بندر بن سلطان ابن أخ الملك الراحل، من منصبيه كأمين عام لمجلس الأمن الوطني ومستشار ومبعوث خاص للملك. واحتفظ الأمير متعب، نجل الملك الراحل، بمنصبه المهم وزيرا للحرس الوطني. وشملت التغييرات أيضا تعيين عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد المسند رئيسا عاما لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدلا من عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ. وتتعرض الهيئة لانتقادات داخلية وخارجية بسبب ممارساتها التي توصف بأنها مخالفة لحقوق الإنسان. وأنشأ الملك ايضا هيئة جديدة جديدا باسم "مجلس للشؤون السياسية والأمنية" برئاسة وزير الداخلية.
ويضم المجلس 8 أعضاء آخرين من بينهم وزراء الخارجية، والحرس الوطني، والدفاع، والشؤون الإسلامية والأوقاف، والثقافة والإعلام، ومدير الاستخبارات العامة. كما عُين الأمير منصور، نجل ولي العهد مقرن بن عبد العزيز آل سعود، مستشارا في ديوان ولي العهد. وتم تغيير وزراء العدل والشؤون الاسلامية والزراعة. وعُين عادل بن زيد الطريفي وزيراً للثقافة والإعلام. ودُمجت وزارتا التعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة. وتقرر تشكيل هيئة جديدة بدلا من المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن.
وصفت الصحف السعودية وكما نقلت بي بي سي قرارات الملك بأنها "تؤسس لحكومة المستقبل"، وركزت على أن الأوامر الملكية تضمنت منح مكافآت مالية للعاملين في القطاع الحكومي والطلاب والمستفيدين من معاشات التقاعد، وهو ما عده البعض حركة سياسية ذكية تصب في مصلحة الملك الهدف منها اشغال الشارع السعودي وابعادهم عن المعركة الحالية.
محمد بن نايف ورقة ملكية
يرى البعض ان تعيين محمد بن نايف او النجم الصاعد" كما سمته صحيفة الواشنطن بوست والذي يوصف بأنه من الجناح المتشدد في أسرة آل سعود، وليًا لولي العهد مع تسليمه ادارة مجلس الشؤون السياسية والأمنية الذي حل محل مجالس عدة، الامر الذ قد يجعله عمليا مرجعية اولى في السياسة والأمن، هو دليل واضح على ان الملك الحالي يؤسس لإعادة السلطة الى السديريين وبالتالي حصر الحكم في سلالة سلمان بن عبدالعزيز، وهو ما كان يتمناه سلفة السابق لنفسه لكن لم يعطه الأجل فرصة تكميل لعبته التي بدأها بذكاء وبحسب موقع أحرار الحجاز، فأن سلمان فهم اللعبة وبات يلعبها بنفس الأسلوب وربما بذكاء أكبر وبخطوات أسرع نتيجة مخاوفه من المنية التي من الممكن أن توافيه في أي لحظة وهو الذي يبلغ من العمر عتيا.
هذا التعيين وكما تقول بعض المواقع الاعلامية قد أثار جدلًا في صفوف أمراء العائلة الحاكمة لكونه الأول من نوعه، ولكونه يؤشر الى بداية انتقال السلطة الى الجيل الثاني من أبناء عبد العزيز، وهو إجراء يحمل في طياته بوادر تفجر الصراع لاحقًا بين رغبات وأهواء بقية الأمراء الذين أقصوا عن الحكم، ومنهم طلال واحمد وعبد الرحمن من أبناء عبد العزيز الأحياء، وحتى بين أمراء الجيل الثاني الذين يرون في هذا التعيين قطع للطريق عليهم لتسلّم الحكم ولا سيما أبناء عبدالله الذي خطط لتسليمهم الحكم من بعد مقرن وبالاتفاق معه. وكانت القاعدة التي تحكم بلوغ الحكم بحسب وصية عبد العزيز "يتولى الحكم الأصلح من بين أبناء عبد العزيز"، فهل رأى سلمان في بقية إخوته عدم الصلاح؟؟
ويقول الأمير طلال بن عبد العزير إنّ مجلس العائلة ومجلس البيعة لم يدعوا للانعقاد منذ أكثر من ستة أشهر، وهذا يعني أنّ الملك سلمان قد تفرّد برأيه في التعيينات دون العودة الى بقية العائلة المالكة، يؤشر ذلك الى نار تحت الرماد لا يعلم أحدٌ متى تأتي العاصفة لتزيل الرماد فتظهر النار المخبأة. وأخطر ما في تعيين محمد بن نايف كما يقول بعض المراقبين، أنّ هذا الأخير يعتبر من الشخصيات القوية جدًا داخليًا وخارجيًا، لا سيما علاقاته القوية مع الولايات المتحدة الأميركية، وقوته الأمنية الداخلية.
ويبدو أنّ هذه المعايير هي التي حكمت هذا التعيين وهي ما ركن اليها الملك في تعيينه وليًا لولي العهد مع المسؤوليات الامنية الاخرى، فمحمد بن نايف برأي الملك هو الأقدر على قمع ومعالجة أي حالة احتجاج قد تشهدها المملكة سواء من داخل الأسرة او من خارجها، فهو بتعيين ابنه وزيرًا للدفاع، وتعيين محمد بن نايف وليًا لولي العهد والإبقاء عليه في وزارة الداخلية يكون بذلك قد ضمن أمن المملكة ورؤوسها الى جانبه.
تبقى الإشكالية التي ستواجهها السعودية في مقبل الأيام وكما يشير بعض المحللين، هي المعايير التي سيستخدمها محمد بن نايف في انتقال الحكم. فهل سيبقي على قاعدة الوراثة من الأخ لأخيه ام انه سيجعلها من الأب لإبنه ما يعني أنّ حوالي خمسة آلاف أمير لن يكون أمامهم فرصة بلوغ سدة القيادة. لا شك أنّ عملية انتقال السلطة قد أدارها سلمان بحنكة، ومرت بسلاسة، إلّا أنّ ألغامًا كثيرة ما زالت مزروعة داخل أجنحة الأسرة الحاكمة، أولها لغم تعيين محمد بن نايف وليًا لولي العهد ما يؤذن بإعادة تمركز السلطة بيد السديريين، ويفتح باب الصراع لاحقًا بين السديريين وبقية أعضاء الأسرة الحاكمة على مصراعيه، وربما يكون هذا اللغم المزروع الآن مدخلًا لإطاحة آل سعود من الحكم لاحقًا.
مجتهد يستبق الاحداث
على صعيد متصل وكما نقلت صحيفة وطن الدبور يبدو أن تنبؤات المغرد الشهير على تويتر "مجتهد" صادقة كعادته في استباق القرارات عبر التغريد بها قبل وقوعها بأيام أو حتى أسابيع. فقد تنبأ مجتهد بإزاحة أمير الرياض وأمير مكة وخالد الفيصل ووزير الشؤون الإسلامية أبا الخيل المتملق, وهذا ما حصل فعلا. وبعد صدور القرارات الملكية غرد مجتهد قائلا: إقالة متعب قريبا بعد قص كل اجنحته. ولا يعرف إلى الآن هوية مجتهد الحقيقية والبعض يشير إلى انه من ابناء العائلة الحاكمة الناقمة على الأوضاع إلا أن صحف عالمية تنقل عنه تغريداته ويتابعه نحو مليون وسبعمئة ألف في تويتر.
فقد أكد المغرد السعودي الشهير "مجتهد" أن الأمير متعب بن عبدالله بايع ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، مؤكدا أنها لم تكن مصافحة فقط ومجاملة بل كانت بيعة ولا صحة لما قيل عن ملاسنة أمام الحضور. وأضاف "مجتهد" في تغريدات له عبر تويتر وفق موقع الخليج الجديد تفاصيل جديدة تتعلق ببيعة ولي ولي العهد محمد بن نايف، كما تطرق إلى التغييرات جديدة قبل حدوثها وقال انها ستطال مسؤولين ووزراء عدة يحتمل أن يتم ازاحتهم من مناصبهم، لافتا إلى بعض القرارات السياسية والمسارات الجديدة التي ستتخذها المملكة في الفترة المقبلة.
وحول بيعة الأمير متعب لولي ولي العهد، أضاف مجتهد أن أهم شخص بايع محمد بن نايف هو متعب بن عبدالله، مؤكدا أن بيعة متعب بن عبدالله تمت فعلا، غير أنه شكك في صدق متعب قائلا: هل متعب صادق ويريد جمع كلمة الأسرة أو يريد خداع محمد بن نايف كما خدعه ثم يكيد له؟ الله أعلم. وفي تأكيد قد يكون مثيرا للجدل، أكد مجتهد أن هناك نية لإبعاد الأمير مقرن عن ولاية العهد وكذلك إبعاد الأمير متعب عن الحرس الوطني، وفي تغريده أخري، تحدث مجتهد عن سياسة المملكة الخارجية مؤكدا عدة ملامح لها، ومنها تقارب مع قطر، ابتعاد عن الإمارات وإيقاف دعم السيسي تغييرات شكلية أخرى فيها مجاملة للإسلاميين. واختتم مجتهد تغريداته بالكشف عن مصير التويجري، حيث أكد أن التويجري محتجز في مكان ما بعد محاولته الخروج من البلد، مضيفا أنه كان قد بلغه أن التويجري غادر البلد لكن تبين أنه أعيد في آخر لحظة وهو يطالب بالسماح له بالمغادرة.
ردود افعل متباينة
في السياق ذاته وصفت الصحف السعودية قرارات الملك بأنها "تؤسس لحكومة المستقبل"، وركزت على أن الأوامر الملكية تضمنت منح مكافآت مالية للعاملين في القطاع الحكومي والطلاب والمستفيدين من معاشات التقاعد، وهو ما عده البعض حركة ذكية تصب في مصلحة الملك الجديد، الهدف منها اشغال الشارع السعودي وابعادهم عن المعركة الحالية. لكن وعلى الرغم من هذه المكرمة السخية فقد احدثت هذه التعديلات ضجة كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية. واستهل المغردون تعليقاتهم بعدد من الهاشتاغات عبروا من خلالها عن آرائهم التي عكست تفاوتا في وجهات النظر وتناولت التعديلات الجديدة من زوايا مختلفة. من اهتم البعض بالتعديلات السياسية فيما ركز البعض الآخر على المكافآت المالية التي صرفها الملك لموظفي الدوائر الحكومية.
وجاءت الغريدات تحت هاشتاغ أوامر ملكية وشكراً للملك سلمان في مجملها مرحبة بما اتخذه الملك من قرارات. وكان عائض القرني اول المرحبين بالتعديلات الجديدة فكتب معبرا عن امتنانه وشكره: شكراً لملكنا زاده الله إحساناً وتوفيقاً. أوامر ملكية". وعلى نفس المنوال، غرد حساب محمد العريفي قائلا:" شكراً للملك سلمان الحمد لله أن وفق لهذه الأوامر الملكية ربِّ أعِن الـمُعيّنين ووفقهم للخير وانفع بهم واجعلهم مباركين."
وأضاف "فيصل بن جاسم آل ثاني: نبارك للشعب السعودي الاوامر الملكية التي اثبتت ان الملك سلمان رجل دولة من طراز فريد والتحدي الأكبر والوجودي أمامه هي التحديات الخارجية الخطيرة". وكتب المغرد فهد الجابر مرحب:" فعلا يحسب ل الملك سلمان الغاء اكثر من ١١ مجلس أعلى لمؤسسات كانت عبئ على الدولة وتكرار لقرارات ادارية."
ولم تخل التغريدات من انتقاد للتعديل الوزاري، فكتب حساب "منصور البدر" قائلا: "تجديد دماء الفريق بالعناصر الشابة لا يعني الاستغناء عن كل عناصر الخبرة.. بعض اللاعبين يصعب تعويضهم ". وعلق المستخدم عمر عبد العزيز متسائلا: "هل هناك قرار صادر: يقضي على الفقر؟ يحل أزمة المعتقلين؟ ينهي أزمة السكن؟ يعطي مساحة للحريات؟ ينهي دعم الانقلابات؟
ونشرت المغردة mnooor صورة للملك متمنية أن تشمل التعديلات الجديدة السجناء وقالت: جُزيت خيرا يا ملكنا، وأجمل خَبر إعفاء السجناء تخيلوا فرحت أمهاتهم بِهم، تسوى الدنيا ومافيها." فيما اهتمت مجموعة أخرى من المغردين بقرار صرف مكافآت لموظفي القطاع العام وتناولتها من زوايا مختلفة. وغرد حساب "رجل مزاجي" معربا عن فرحته العارمة بالمكافئة " راتب شهرين لجميع موظفي الدولة لقد قررت إهداء الراتبين للغالية أمي وهذا اقل شيء أقدمه لها الله يطول بعمرها وعمر امهات المسلمين أجمعين، في المقابل عبر اخرون عن حزنهم لان التعديلات لم تطلهم لانخراطهم بالقطاع الخاص.
فكتب المغرد "خالد محمد السبيعي" متحسرا: "عموماً يا موظف القطاع الخاص ما تفرق معنا لا إجازة تشملنا ولا راتبين ولا استقرار وظيفي بس أحنا قيمين أكثر من غيرنا رغم كل شيء أوامر ملكية." فيما اعتبرت المغردة "ابتسام" صرف الرواتب الاضافية واجباً على الدولة وليست هبة تستحق الشكر وقالت حين يبدأ الحديث على أنه مكرمة ستضيع الحقوق! ما اُعطي كان حقاً وما يمسك هو حق وما يوهب هو أمانة تُرد!."
كما تساءلت مجموعة أخرى من المغردين عن أوضاع العاطلين عن العمل الذين لم تشملهم التعديلات وطالبوا بحلول جذرية للحد من البطالة والمشاكل الاجتماعية. وأردف المعلق "منصور البدر" في تغريده له: "موظفو القطاع الحكومي ضمنوا راتب الشهرين وكذلك بعض موظفي القطاع الخاص.. لكن ماذا عن العاطلين والعاطلات الذين لا رواتب لهم ولا بدلات؟!." بحسب بي بي سي.
وانتشرت تغريده للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بشكل كبير على موقع تويتر حيث تداولها المغردون أكثر من ربع مليون مرة في وقت قصير. وجاء في نص التغريدة:" أيها الشعب الكريم: "تستحقون أكثر ومهما فعلت لن أوفيكم حقكم، أسال الله على أن يعينني وإياكم على خدمة الدين والوطن، ولاتنسوني من دعائكم."
التغيرات الملكية والعلاقات الخارجية
من جانب اخر يرى بعض المراقبين ان التغيرات الاخيرة ربما ستؤثر على العلاقات الخارجية مع بعض الدول والحكومات ووفق موقع "شؤون خليجية" أبدى مراقبون اهتمامًا كبيرًا بدلالة التمثيل الإماراتي الضعيف في جنازة الملك الراحل، حيث لم يشارك نائب رئيس الدولة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، ولا ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد في مراسم التشييع والصلاة، في حين حضر مشايخ إمارات عجمان والشارقة ورأس الخيمة.
وأشار المراقبون وكما تقول صحيفة وطن الدبور إلى أن عدم وجود نائب رئيس الدولة وولي عهد أبو ظبي يرجع إلى وجود خلافات بينهما حول مستوى التمثيل في الجنازة، بسبب إصرار بن زايد على عدم حضور محمد بن راشد للجنازة، والاكتفاء بحضور حكام الشارقة وعجمان ورأس الخيمة. وكان المغرد الإماراتي الشهير، زايد، قد قال في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: "وفاة الملك عبدالله، خسارة لـ محمد بن زايد الذي راهن على تولي متعب الحكم خلفًا لوالده ومن ثم بسط نفوذه على المملكة"، مما اعتبره دلالة على عدم رضا محمد بن زايد عن التغيير الذي أحدثه الملك الجديد للمملكة، خاصة بعد تعيينه للأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد.
ويعرف عن الشيخ محمد بن زايد عداؤه الشديد لولي ولي العهد الجديد في السعودية، الأمير محمد بن نايف، ولوالده الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز، ولقد أظهرت ذلك وثائق ويكيليكس، التي قالت في تسريبات لها في مارس الماضي: إن محمد بن زايد وصف الأمير نايف بـ "القرد"، حيث قال لمدير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ريتشارد هاس، في عام 2003، وهما يتحدثان عن الأمير نايف: "إن أخلاقياته وتصرفاته أقنعتني بنظرية داروين التي تقول: إن الإنسان يتطور من الأسفل إلى الأعلى".
وقام محمد بن زايد، حسب تسريب آخر لويكيليكس، بسب الشعب السعودي واصفًا إياه بالتخلف، حيث قال: "إن شعبًا لا يستطيع 52% منه قيادة السيارة هو شعب متخلف"، في إشارة إلى منع الحكومة السعودية للسعوديات من قيادة السيارة، مما يوضح رأيه في قضية قيادة المرأة للسيارات في المملكة وتبنيه لها، خاصة مع أزمة الناشطتين لجين وميساء اللتين اعتقلتا من الحدود الإماراتية السعودية، بعد أن سمحت لهما الإمارات باستخراج رخص للقيادة وأعطتهما ختمًا للخروج للسعودية وهما تقودان سيارتيهما، ما اعتبره مراقبون محاولة من الإمارات في المساهمة في تشويه صورة محمد بن نايف أمام الشعب السعودي.
ويؤكد مهتمون بالشأن السعودي، أن علاقة محمد بن زايد مع نجل الملك السعودي الراحل، الأمير متعب بن عبد العزيز، كانت وثيقة، كما أنه كان يدفع باتجاه توريث الحكم من الملك الراحل إلى ابنه عبر الأمير مقرن بن عبد العزيز، ولي العهد الجديد، إلا أن انقلاب السديريين الناعم حرم متعب ومن خلفه محمد بن زايد من تلك الفرصة لصالح محمد بن نايف. إلى ذلك أوضح الكاتب البريطاني، ديفيد هيرست، أن الارتباط كان قويًا بين خالد التويجري رئيس الديوان الملكي للملك الراحل، وزملائه من المحافظين الجدد في منطقة الخليج، وعلى رأسهم في الإمارات محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، حيث كان أول قرار للملك الجديد الإطاحة به من منصبه، وتعيين ابنه الأمير محمد بن سلمان رئيسًا للديوان الملكي.
من جانب اخر أشار الكاتب البريطاني، ديفيد هيرست، في مقال له، إلى أن الملك الجديد وحاشيته، يتخذون اتجاهًا مختلفًا نحو الشأن المصري، مما اتخذه الملك الراحل وسكرتيره الخاص، خالد التويجري، وابنه متعب بن عبد الله، حيث أكد أن مستشارين للملك الجديد، تواصلوا مع مصريين ليبراليين على صلة مع جماعة الإخوان، التي كان قد أعلنها الملك الراحل جماعة إرهابية، بهدف إجراء مصالحة مع الإخوان وتهدئة الأجواء في مصر. من جهة أخرى أشار معهد ستراتفور للاستخبارات، إلى أن المملكة ستشهد خلال عام 2015، إعادة تنظيم علاقاتها بمن وصفهم بـ"الحركات الإسلامية في المنطقة، واتجاهها في عملية غير منظمة نحو قبول أوسع لحركات الإسلام السياسي مثل الإخوان المسلمين، لتقويض النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وتوغل الجهاديين، وإيجاد حل للصراع في سوريا والعراق وليبيا ومصر، وذلك بالتفاهم مع الإخوان والتفاوض مع قطر وتركيا".