غموض حوادث الطائرات وتصفية الحسابات في السماء

عبد الامير رويح

2016-05-24 09:21

تحطم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران فوق شرق البحر المتوسط وعلى متنها 66 شخصا، فيما كانت متوجهة من باريس إلى القاهرة، لايزال محط اهتمام واسع خصوصا وان اسباب تحطم الرحلة MS804 ما زالت غامضة، ففي صباح يوم الخميس 19 مايو 2016 وكما تنقل بعض المصادر، أكدت شركة مصر للطيران في بيان أن طائرة تابعة لها قادمة من باريس إلى القاهرة اختفت عن شاشات الرادار فوق مياه البحر المتوسط بعد دخولها إلى المجال الجوي المصري وعلى متنها 66 شخصا، بينهم 7 أفراد طاقم الطائرة و3 أفراد أمن وطفل ورضيعان، وأكدت فرنسا أيضا سقوط الطائرة المصرية وفتحت تحقيقا في الحادث.

وتبحث السلطات المصرية وخبراء بجدية فرضية تعرض الطائرة لهجوم إرهابي، إذ لم يصدر طاقمها أي نداء استغاثة قبل تحطمها المفاجئ بعد انعطاف حاد في الجو فيما بدأت السقوط. وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، لشبكة "فرانس 2" "إننا ندرس كل الفرضيات، لكن ليس لدينا أي فرضية مرجحة، لأننا لا نملك أي مؤشر على الإطلاق حول أسباب" تحطم طائرة. وفي الواقع لا يجيز أي عنصر ملموس حتى الآن ترجيح فرضية الحادث أو الاعتداء.

ولم تتبن الحادث أي مجموعة مسلحة، على غرار الفرع المصري لتنظيم داعش، "ولاية سيناء" الذي سارع إلى تبني انفجار عبوة في طائرة السياح الروس في 31 تشرين الأول/ أكتوبر بعد إقلاعها من شرم الشيخ بجنوب شرق مصر متوجهة إلى موسكو. وقتل ركاب الطائرة الـ224 جميعا.

ولا تعد حادثة تحطم طائرة الإيرباص 320 المصرية الأولى من نوعها في تاريخ هذا النوع من الطائرات التي شهدت على مدى السنوات الماضية حوادث خلفت مئات الضحايا، تعود الحادثة الأولى في تاريخ الإيرباص 320 إلى عام 1988 بعد أشهر فقط من دخولها الخدمة، حيث تسبب حادث للطائرة الفرنسية حينها في مقتل 3 أشخاص من أصل 136 راكبا. هذا وقد شهد قطاع الطيران في العقود السابقة العديد من المشكلات و حوادث اختفاء طائرات من شاشات الرادار، أحدثها الرحلة أم إتش370 التابعة للطيران الماليزي المجهولة المصير حتى الساعة.

جدل وتحقيقات

وفي هذا الشأن اكدت هيئة سلامة الطيران الفرنسية ان انذارا آليا بوجود دخان صدر من طائرة مصر للطيران التي تحطمت في المتوسط مما يعيد الجدل حول ملابسات سقوطها بينما يتواصل البحث عن الصندوقين الاسودين للطائرة. واعلن متحدث ان مكتب التحقيقات والتحليل "يؤكد ان الطائرة اطلقت انذارا آليا بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات"، لكنه اضاف ان "الامر لا يزال مبكرا جدا لتفسير وفهم ملابسات الحادث ما لم نعثر على الحطام والصندوقين الاسودين واولوية التحقيق هي للعثور على الحطام والصندوقين اللذين يسجلان بيانات الرحلة".

وحتى الان ترجح الحكومة المصرية وخبراء الطيران فرضية العمل الارهابي لتفسير سقوط الطائرة اثناء قيامها برحلة بين باريس والقاهرة وعلى متنها 66 شخصا من بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا بالقرب من احدى الجزر اليونانية على بعد قرابة 290 كيلومتر من السواحل الشمالية المصرية. وقالت وسائل اعلام اميركية ان طائرة مصر للطيران اطلقت رسائل آلية تشير الى دخان قرب قمرة الطائرة.

وقال مسؤول في وزارة الطيران المدني المصرية "نحن على علم بهذه المعلومات الصحافية. ولا يمكننا حاليا نفيها او تاكيدها". وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر قريبة من التحقيق لم تحددها، ان احدى الرسائل اشارت الى ان "دخانا كثيفا ادى الى انطلاق اجهزة الانذار في القسم الامامي من الطائرة حيث توجد الاجزاء الحيوية للوحتها الالكترونية". واضافت الصحيفة ان "هذا القسم يحتوي على جزء مهم من كمبيوتر التحكم في تحليق" الطائرة والذي "طرا خلل عليه" بحسب هذه الرسائل.

غير انها اشارت الى ان هذه المعطيات "ليست كافية لتحديد اذا كانت الطائرة تعرضت لقنبلة او هناك اسباب اخرى غير واضحة". وقال مسؤول في شركة مصر للطيران ان عمليات البحث تركز على العثور على جثت الضحايا والصندوقين الاسودين للطائرة. وردا على سؤال حول الانذار الالي قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران صفوت مسلم ان "الاسر تريد جثامين ابنائها والجيش يركز على ذلك في الوقت الراهن وهو ما يشغلنا بالدرجة الاولى الان". ورفض تأكيد او نفي المعلومات حول صدور انذار اوتوماتيكي.

وفي غياب اي تبن لاعتداء محتمل استهدف الطائرة بعد سقوطها، فان تحليل الصندوقين الاسودين وحطام الطائرة والجثث هو السبيل لكشف ملابسات تحطمها. وتخوض عمليات البحث المستمرة سباقا مع الزمن لان الصندوقين الاسودين للطائرة قادران على اصدار اشارات لمدة لا تتجاوز اربعة او خمسة اسابيع، بحسب السفارة الفرنسية في مصر. واعلن متحدث باسم البحرية الفرنسية ارسال زورق استطلاع الى اعالي البحار مزود بتجهيزات للبحث عن الصندوقين الاسودين وينتظر ان يصل الى موقع التحطم في وقت لاحق.

وكان الجيش المصري اكد عثور طائراته وزوارقه على اولى قطع حطام طائرة ايرباص "ايه 320" على مسافة 290 كلم شمال الاسكندرية مؤكدا "استكمال أعمال البحث والتمشيط وانتشال ما يتم العثور عليه". ونقلت بي بي سي عن فيليب بوم، الخبير في شؤون الطيران، ان "اجهزة الطائرة انطفأت وهو ما يشير الى ان الامر لم يكن متعلقا على سبيل المثال بعملية خطف او بمشاجرة داخل قمرة قيادة الطائرة وان الامر يتعلق على الارجح بحريق داخل الطائرة". واضاف "لكننا لا نعرف ان كان سبب هذا الحريق ماس كهربائي او قنبلة انفجرت او ان كان حريق بسبب مشكلة تقنية". وقالت وزارة الدفاع اليونانية ان طائرة مصر للطيران كانت على ارتفاع 37 الف قدم اي 11200 متر عندما قامت فجأة "بانحراف 90 درجة يسارا ثم 360 درجة يمينا لتهبط من 37 الف قدم الى 15 الف قدم" قبل اختفائها من شاشات الرادار.

فلاي دبي

في السياق ذاته تحطمت طائرة بوينغ تابعة لشركة الطيران الإماراتية "فلاي دبي" في جنوب روسيا بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث أدى ارتطام أحد جناحيها بمدرج الهبوط إلى تفككها مباشرة واشتعال النار بها، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها وأفراد طاقمها، وفق ما أعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية. وأفادت لجنة التحقيق الروسية المكلفة بالتحقيقات الجنائية في البلاد أن طائرة البوينغ 737 التابعة لشركة الرحلات الزهيدة فلاي دبي، كانت تقوم برحلة بين دبي وروستوف "وتحطمت خلال محاولتها الهبوط".

وأضافت لجنة التحقيق في بيان "حسب المعلومات الأولية، كان على متن الطائرة 55 راكبا وطاقما من سبعة أفراد قتلوا جميعا". وكانت وزارة الحالات الطارئة الروسية تحدثت عن 61 قتيلا هم 55 راكبا وأفراد الطاقم الستة. وقالت لجنة التحقيق إن "الطائرة اصطدمت بالأرض وتفككت إلى عدة قطع"، موضحة أنه فتح تحقيق جنائي حول مخالفة لقواعد سلامة واستثمار النقل الجوي، أدت إلى سقوط عدد من القتلى.

وذكرت وزارة الحالات الطارئة في بيان أن الطائرة تحطمت، لدى قيامها "بمحاولة ثانية للهبوط بسبب أحوال جوية سيئة". وأضاف البيان أنها "اصطدمت بمدرج الهبوط بأحد جناحيها وبدأت التفكك". من جهتها، قالت شركة الطيران فلاي دبي إنها "تأسف لتأكيد تحطم رحلتها رقم في زد 981 عند الهبوط "، وأعلنت عن أرقام هواتف يمكن لعائلات الضحايا الاتصال عليها. وأكدت شبكة التلفزيون الشعبية لايف-نيوز أن قطع الطائرة التي تحطمت تبعثرت على امتداد كيلومتر ونصف الكيلومتر. وقالت وزارة الحالات الطارئة إن الطائرة اشتعلت بعد تحطمها لكن تمت السيطرة على الحريق بعد نحو ساعة.

وذكرت شبكة لايف-نيوز أن الطائرة سقطت على بعد نحو مئة متر من مدرج الهبوط في ظروف حكمتها سوء الرؤية. وقد حاولت طائرة البوينغ لساعتين الهبوط محلقة فوق مدينة روستوف أون دون "بسبب احوال جوية صعبة"، كما قالت الشبكة. وقالت وكالة الأنباء الروسية تاس إن أمطارا غزيرة كانت تهطل فوق المدينة صباح السبت، بينما أصدرت وزارة الحالات الطارئة تحذيرا من رياح عاتية. وأضافت الشبكة نفسها أنه تم تحويل مسار عدد كبير من الرحلات الى مطار كراسنودار المجاور. وروى أحد ركاب طائرة حطت في كراسنودار قبيل تحطم طائرة البوينغ إن "الأحوال الجوية كانت رهيبة وكانت الطائرة تهتز بشكل مخيف".

الى جانب ذلك بث التلفزيون الروسي الكلمات الاخيرة لطياري البوينغ التابعة لشركة "فلاي دبي" الاماراتية التي تحطمت اثناء هبوطها، ما يوحي بان خطأ بشريا قد يكون وراء الكارثة التي تسببت بمقتل 62 شخصا. وقالت قناة "روسيا 1" انها حصلت على تسجيلات تتضمن الكلمات الاخيرة للطيارين قبل دقيقة من تحطم الطائرة، من مصدر في لجنة التحقيق التي اضطلعت على تسجيلات الطائرة.

وتوحي التسجيلات بان الطيار فقد السيطرة على الطائرة فورا بعد وقف نظام الطيار الالي وان الطائرة هوت بسرعة باتجاه الارض. وكرر الطيار مرارا في التسجيلات التي ترجمت الى الروسية "لا تقلقوا" قبل ان يقول "لا تفعل ذلك!". وكانت كلمته الاخيرة "عاود الصعود" بالطائرة التي كررها عدة مرات. واضاف المصدر انه في الثواني الست الاخيرة قبل التحطم "سمع فقط صراخ الركاب". بحسب فرانس برس.

والقناة التي تؤكد انها ليست الرواية الرسمية تقول ان الطيار شغل خطأ نظام الذيل الافقي محاولا اعادة الطائرة الى وضعها الافقي. واضافت القناة انه عندما يتم تشغيل هذا النظام لا يستطيع الطيار بعد ذلك التحكم بالطائرة بتاتا. وتابعت "من الواضح ان الطيارين لم يدركا ان نظام الذيل الافقي مسؤول عن تحطم الطائرة". وكان عثر على الصندوقين الاسودين للطائرة ونقلا الى موسكو لكن اللجنة الحكومية للطيران اشارت في وقت سابق الى انه "لحقت بهما اضرار جسيمة" وان استخراج المعلومات منهما قد يستغرق وقتا.

أمن المطارات

من جانب اخر شددت عدة دول إجراءات الأمن في المطارات أو أخضعتها للمراجعة بعد انفجار مزدوج في مطار بروكسل فيما ألقى رئيس وزراء أستراليا مالكولم ترنبول باللوم في الهجوم على سهولة اختراق الحدود الأوروبية وتراخي تدابير الأمن. وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن الهجمات التي هزت صالة المغادرة في مطار زافينتيم ومحطة مترو في وقت الذروة وأسفرت عن مقتل 30 شخصا على الأقل.

وقال المدعون إن الانفجارين اللذين وقعا في المطار الذي يخدم أكثر من 23 مليون راكب سنويا يعتقد أنهما انتحاريان. وشارك ترنبول في الجدل العالمي الدائر حول حماية الحدود وطمأن الأستراليين إلى أن "الترتيبات الأمنية المحلية لدينا أقوى بكثير مما هي عليه في أوروبا حيث سمحوا لهم بالتسلل للأسف." وأضاف في سيدني "هذا الضعف في الأمن الأوروبي لا ينفصل عن المشاكل التي واجهوها في الآونة الأخيرة."

وتم تشديد الأمن في المطارات في أنحاء آسيا فيما تقول كوريا الجنوبية واليابان وإندونيسيا وتايلاند والهند إنها تنشر مزيدا من القوات. وذكر مسؤولون من أنحاء المنطقة أنه تم اتخاذ إجراءات جديدة من بينها زيادة عمليات التفتيش التي يخضع لها المسافرون وزيادة الدوريات داخل مباني المطارات. وفي الهند -حيث إجراءات الأمن مشددة في المطارات مقارنة بأي مكان آخر في آسيا- كان يسمح فقط للمسافرين الذين يحملون تذاكر طيران وجوازات سفر سارية المفعول بدخول مباني المطار قبل الهجمات.

وقال سوريندر سينغ المدير العام لقوة الأمن الصناعي المركزي إنه بعد بروكسل بدأت السلطات في تفتيش بعض الحقائب التي يحضرها المسافرون إلى صالات المغادرة. لكنه استبعد تفتيش كل حقيبة تصل إلى المطارات وقال إن قوات الأمن تحتاج إلى الموائمة بين الأمن وراحة الركاب. أما السلطات في لندن وباريس وفرانكفورت فردت على الهجمات بزيادة عدد جنود الشرطة في دوريات المطارات ومحطات النقل. بحسب رويترز.

وفي الولايات المتحدة وضعت كبرى المدن الأمريكية في حالة تأهب قصوى وصدرت أوامر إلى الحرس الوطني بتعزيز الأمن في مطاري مدينة نيويورك. وتراجع وكالة تابعة للأمم المتحدة بالفعل أمن المطارات بعد إسقاط طائرة روسية في مصر بقنبلة بدائية الصنع في أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي. وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن تهريب القنبلة إلى الطائرة.

روسيا والطائرة الماليزية

في السياق ذاته قدمت عائلات ضحايا الرحلة "أم أتش 17" التابعة للخطوط الجوية الماليزية، والتي أسقطت خلال تحليقها فوق أوكرانيا في العام 2014، دعوى قضائية ضد روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، امام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بحسب ما ذكرت صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد". وبحسب الصحيفة، فقد تقدم مكتب المحامين "أل أتش دي لويرز" الأسترالي باسم 33 شخصا من الأقرباء الأستراليين والنيوزيلنديين والماليزيين بطلب تعويضات إلى المحكمة الأوروبية تصل إلى عشرة ملايين دولار أسترالي (6,4 ملايين يورو) لكل متضرر.

وفي 17 تموز/يوليو، لم ينج اي شخص من تحطم طائرة بوينغ 777 تابعة لشركة الطيران الماليزية وعلى متنها 298 شخصا بينهم 193 هولنديا بالقرب من دونيتسك في شرق اوكرانيا، المنطقة التي تشهد نزاعا مسلحا. وبحسب المستندات التي قدمها المحامون، فإن روسيا عملت على إخفاء تورطها في الحادث. وأظهر تحقيق هولندي ان الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين امستردام وكوالالمبور (الرحلة ام اتش 17) اسقطت بصاروخ روسي الصنع قالت اوكرانيا والغرب ان روسيا زودت به الانفصاليين الموالين لها. بحسب فرانس برس.

وأمل تحقيق جنائي في شباط/فبراير الماضي بان يتمكن من تحديد المكان الدقيق الذي أطلق منه الصاروخ، خلال أشهر عدة. وتعتزم بعض عائلات الضحايا أيضا ملاحقة الخطوط الجوية الماليزية لتعويض فقدان مبالغ مالية والصدمة "النفسية" للأقارب، وفقا لمحام هولندي.

طائرات ايرباص

من جانب اخر تنتمي الطائرة التابعة لشركة "مصر للطيران" التي سقطت اثناء قيامها برحلة بين باريس والقاهرة الى مجموعة طائرات ايرباص "ايه 320". وسجلت هذه المجموعة اكثر من عشرة حوادث منذ بدء تشغيلها في العام 1988، واعتداء فوق مصر في تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وهناك 6713 طائرة من المجموعة نفسها (ايه 318 وايه 319 وايه 320 وايه 321) قيد العمل حاليا بينها 3959 من طراز ايه-320، بحسب الشركة الاوروبية المصنعة.

وفي 31 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، تحطمت طائرة ايرباص ايه-321 تابعة لشركة "ميتروجيت" الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية اثر انفجار على متنها اثناء رحلتها بين منتجع شرم الشيخ المصري وسانت بطرسبورغ. وتبنى تنظيم داعش الاعتداء الذي ادى الى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها من الركاب وافراد الطاقم. وبدأ تشغيل طائرة "ايه-320" في 1988، وهي تستخدم للرحلات القصيرة والمتوسطة المدى، وتنافس بشكل رئيسي طائرة "بوينغ 737". وتم تحسين تكنولوجيتها باستمرار منذ بدء تشغيلها. واصبحت هناك نسخة جديدة منها اطلق عليها اسم "ايه-320 نيو" (مع خيار محرك جديد) اكثر توفيرا لاستهلاك الوقود.

واعتبرت طائرة ايه-320 ثورية عند اطلاقها مع اجهزة تحكم كهربائية تتم ادارتها عبر جهاز كمبيوتر، واثارت انقساما آنذاك بين الطيارين وخصوصا في فرنسا لانها خفضت عدد اعداد الطاقم من ثلاثة الى اثنين. وسجلت اربعة حوادث في خلال خمسة اعوام في المرحلة الاولى لبدء عمل الطائرة. ووقع الاول في حزيران/يونيو 1988 على مدرج مالهاوس في شرق فرنسا حيث كانت الطائرة تحلق على علو منخفض جدا خلال رحلة تجريبة ما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى. وسجل الثاني خلال محاولة هبوط في مطار بنغالور في الهند ما اسفر عن 92 قتيلا في شباط/فبراير 1990.

ووقع الحادث الثالث اثناء محاولة فاشلة للهبوط واوقع 87 قتيلا في كانون الثاني/يناير 1992 في سانت اوديل قرب ستراسبورغ في شرق فرنسا. وفي 14 ايلول/سبتمبر 1993، اشتعلت النيران بطائرة تابعة لشركة الطيران الالمانية "لوفتهانزا" اثناء هبوطها في وارسو ما اوقع قتيلين و54 جريحا. وفي آب/اغسطس 2000، تحطمت طائرة "ايه-320" تابعة لطيران الخليج "غالف اير" قبيل هبوطها في البحرين ما اسفر عن 143 قتيلا. وفي ايار/مايو 2006، تحطمت طائرة تابعة لشركة "ارمافيا" الارمنية في سوتشي (روسيا) بينما كانت تستعد للهبوط مع انعدام الرؤية (113 قتيلا).

في ساو باولو في البرازيل، تحطمت طائرة تابعة لشركة "تام" البرازيلية في تموز/يوليو 2007 اثناء الهبوط ايضا بعدما خرجت عن المدرج لتصطدم بمبنى في المطار (187 قتيلا بين الركاب و12 قتيلا في المبنى). في تشرين الثاني/نوفمبر 2008، تحطمت طائرة "ايه-320" تابعة لشركة طيران نيوزيلاندا في المتوسط اثناء رحلة تجريبية ما ادى الى مقتل الرجال السبعة على متنها. وخلص التحقيق الى خطأ في القيادة وعطل في صيانة الطائرة، ما ادى الى سقوطها قبالة البيرينيه الشرقية. بحسب فرانس برس.

في تموز/يوليو 2010، تحطمت طائرة "ايه-321" تابعة لشركة "ايربلو" الباكستانية في الجبال القريبة من اسلام اباد بسبب سوء الرؤية ما ادى الى مقتل الاشخاص ال152 الذين كانوا على متنها. في 28 كانون الاول/ديسمبر 2014، تحطمت طائرة "ايه-320" تابعة لشركة "اير ايجيا" في بحر جاوا ما ادى الى مقتل 162 شخصا. وقال المحققون ان عطلا فنيا تسبب بالحادث. في 24 اذار/مارس 2015، تحطمت طائرة ايه-320 تابعة لشركة "جيرمان وينغز" الالمانية في جبال الالب الفرنسية ما ادى الى مقتل ركابها ال150 وبينهم 72 المانيا و50 اسبانيا. وبحسب المحققين، فان مساعد الطيار الالماني الذي كان يعاني من اضطرابات نفسية خطيرة تعمد اسقاطها.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي