نتائج استبيان شبكة النبأ حول الانتخابات الايرانية وتداعياتها المستقبلية على الصعيدين الداخلي والخارجي
كمال عبيد
2016-03-09 11:58
للمرة الأولى بعد الصفقة النووية مع الغرب ينتخب الإيرانيون برلمانا جديدا (مجلس الشورى)، ومجلسا لخبراء القيادة، حيث تكتسب الانتخابات هذه المرة أهمية كبرى حيث أنها تحدد مصير البلد في الفترة القادمة، لذلك ستؤدي هذه الانتخابات الى صراع شرس على المستوى الداخلي بين المعسكر المتشدد "المحافظين" والمعسكر المعتدل "الاصلاحيين"، التيار الإصلاحي يأمل بفوزه من أجل دعم الرئيس المعتدل حسن روحاني، فيما يسعى التيار المحافظ والمتشدد للحيلولة دون تمتع روحاني ومؤيديه بثمرات الاتفاق النووي، وهذا من شأنه أن يقضي على أية فرص لإحراز تقدم سريع في المستقبل القريب على شراكة السلطة او توحيد المواقف بالمستويين الداخلي والخارجي.
كانت تساؤلات فقرة شارك برأيك لشبكة النبأ المعلوماتية، ما الذي يمكن توقعه في الانتخابات الإيرانية الراهنة؟، كيف ستؤثر الانتخابات على توازنات القوى في البلاد؟، كيف ستنعكس نتائج الانتخابات الايرانية على العلاقة مع دول منطقة الشرق الاوسط وخاصة أمريكا السعودية واسرائيل؟، وكيف ستؤثر على مستقبل العراق، وإلى أي مدى سيحدد هذا الاستحقاق الانتخابي المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ايران داخليا وخارجيا؟.
حيث رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) مجموعة من الآراء حول هذا الموضوع، من خلال فقرة شارك برأيك وظهرت آراء متنوعة لمجموعة من المراقبين (من بينهم قراء) للشأن الاقليمي وقد زخرت هذه الآراء برؤى تحليلية اتسمت بالدقة والموضوعية، الى جانب اجراء استطلاع الكتروني تمثل بالسؤال الاتي، هل سيتمكن الإصلاحيون والمعتدلون من سحب بساط سيطرة المحافظين والمتشددين على صناعة القرار في ايران؟، وبالاختيارات الاتية، نعم، لا، بنسبة قليلة، بنسبة عالية، حيث جاءت نسب التصويت كما يلي بالمرتبة الاولى، "نعم" بنسبة (57%)، اما المرتبة الثانية جاءت لخيار "بنسبة قليلة" (25%)، بينما المرتبة الثالثة جاءت لخيار "لا" بنسبة (14%)، في حين المرتبة الرابعة جاءت لخيار "بنسبة عالية" (4%)، وتعطي نسبة الاستطلاع آنفة الذكر مؤشرا يجيب عن سؤال الفقرة آنفة الذكر وذلك بما يرجح تمكن الإصلاحيون والمعتدلون من سحب بساط سيطرة المحافظين والمتشددين على صناعة القرار في ايران.
نستعرض هنا ابرز آراء المراقبين والقراء حول هذا الموضوع، فقد رأى احد المراقبين "اعتقد ان فوز الإصلاحيين والقوى المعتدلة حول الرئيس حسن روحاني في طهران تعكس النضج السياسي لدى الناس في عاصمة إيران. وعلى صعيد المناطق الأخرى من البلاد تبقى غالبية المقاعد في مجلس الخبراء بيد المحافظين، لكن هيمنتهم في البرلمان وسمعتهم مهددة بشكل حقيقي".
فيما قال مراقب آخر "بالنسبة للإصلاحيين، فإن الهدف من الانتخابات كان إرسال رسالة الى الغرب بأن إيران تريد الانضمام الى العالم"، من جهته رأى مهتم بالشأن الايراني " ن صدارة الإصلاحيين توحى بمدى كبير الى قيادة اكثر مرونة ستنجح في رفع معظم العقوبات التي كبلت اقتصاد البلاد طول العقد الماضي وكذلك نجاحه في إعادة العلاقات مع الغرب، لكن خصومهم في الداخل لن يسكتوا بسهولة ربما تحدث اضطرابات نتيجة تصاعد الصراع في الداخل".
في حين قال ناشط مدني "حقق المعتدلون والإصلاحيون الذين يدعمون الرئيس الإيراني حسن روحاني تقدما قويا في انتخابات قد تسهم في تسريع أو إبطاء وتيرة انفتاح إيران على العالم بعد رفع العقوبات عنها"، وربما ربما سينتظر الإيرانيون الى مدى بعيد الشيء الكثير من الفائزين بالانتخابات، لما عانوه جراء الحصار الاقتصادي، كما أن توصل طهران لاتفاق نووي مع القوى الغربية، أعاد للعديد منهم الأمل في المستقبل.
الى ذلك قال مشارك في الانتخابات " اعتقد ان الانتخابات البرلمانية ستؤثر في السياسات الاقتصادية في إيران على المدى القصير، أما على المدى الطويل، فان المجلس يمكن أن ينتخب المرشد الأعلى المقبل، الذي له تأثير أكبر على المدى الطويل بالنسبة لإيران على الصعيدين الداخلي والخارجي".
واخيرا قال احد القراء والمهتمين في الشأن الايراني "انا اقرأ بعين الأمل ما يحدث اليوم في ايران، فقد استطاع الاصلاحيون وروحاني ادارة الصراع النووي بنجاح وكسبوا بذلك ثقة نسبة عالية من الشعب، لهذا اتوقع فوزهم بنسبة جيدة، واظن انهم سوف يشاركون في صناعة القرار السياسي، خاصة ان المحافظين تعاملوا بتعالي مع الشعب بالاضافة الى السيطرة على مقدرات الدولة ومؤسساتها والفساد وما شابه.. نحن نتطلع الى عصر ايراني جديد قوامه الاستقرار والديمقراطية".