نصف قرن على نصر أكتوبر.. محطة عابرة ام صدمة متجددة

شبكة النبأ

2023-10-10 07:10

تحتفل مصر وسوريا الجمعة بالذكرى الخمسين لحرب تشرين أكتوبر 1973 وتحديدا يوم السادس من أكتوبر تشرين الأول من كل عام. وقد شكلت هذه المواجهة العسكرية الخاطفة مع إسرائيل التي صادفت أيضا العاشر من رمضان لحظة مفصلية في تاريخ المصريين.

وتزامنا مع هذه الذكرى شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما مباغتا على إسرائيل شمل اختراق مسلحين حواجز أمنية وإطلاق وابل من الصواريخ من غزة فجر يوم السبت خلال عطلة عيد "بهجة التوراة" اليهودي.

وجاء الهجوم بعد 50 عاما ويوم واحد من شن القوات المصرية والسورية هجوما خلال عطلة يوم الغفران اليهودي في محاولة لاستعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل خلال صراع قصير في عام 1967.

وبعد خمسين عاما على الحرب، تغيّرت المعطيات في الشرق الأوسط بشكل كبير. فمصر أبرمت معاهدة سلام مع إسرائيل في 1979، تلاها الأردن في 1994. وشهد 2020 تطبيع العلاقات بين اسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب.

وعلى رغم ان اتفاق السلام مع القاهرة هو الأقدم زمنيا، لا يزال الشارع المصري غير قادر على التعامل مع هذا التطبيع بشكل كامل، إذ يُنظر دائما إلى إسرائيل على أنها العدو.

فحرب الغفران كما يحلو للدولة العبرية أن تسميها لحدوثها في عيد الغفران اليهودي جعلت مصر قبل أكتوبر مختلفة عن مصر التي خاضت حرب العاشر من رمضان. فقد استطاع الجيش المصري من خلاله تدمير خط بارليف والعبور إلى الضفة الأخرى من قناة السويس. وقد تم الهجوم والمفاجئ بالتنسيق مع الجيش السوري الذي شن عملية عسكرية ضد جيش الدولة العبرية على هضبة الجولان المحتل.

وقد حظيت الدولتان بدعم عربي سياسي وعسكري واقتصادي كبير. إذ شهد العالم صدمته البترولية الأولى حسب التسمية الغربية حيث قررت الدول العربية المصدرة للنفط في 15 أكتوبر 1973 حظر تدفق الذهب الأسود على الأسواق الغربية ممثلة في الولايات المتحدة وأوروبا. وقد استمر هذا الحظر حتى آذار مارس من عام 1974.

قبل هذه المواجهة، كانت القاهرة وقتها لا تزال تحت أثر صدمة نكسة حزيران 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل شبه جزيرة سيناء والجولان السوري وقبلهما طبعا ما تبقى من أراضي فلسطين التاريخية أي الضفة الغربية وقطاع غزة حيث كانت الأولى تحت الوصاية الأردنية والثاني تحت إدارة مصرية.

بعد النكسة بنحو سنة (يونيو حزيران 1968) حاولت مصر استجماع قواها المشتتة وخاضت ضد إسرائيل حرب الاستنزاف شرق قناة السويس.

لم تقتصر المواجهة بين القاهرة وتل أبيب على الأراضي العربية، بل طالت مناطق كانت بعيدة جغرافيا عن بؤرة الصراع، نذكر منها حادثة تفجير الحفار البترولي الإسرائيلي على يد المخابرات المصرية في ساحل العاج في مارس 1970.

وقد امتدت حرب الاستنزاف حتى مايو 1970 تاريخ موافقة الرئيس جمال عبد الناصر على مبادرة روجرز في مايو أيار 1970 أي قبل بضعة أشهر من وفاته.

في البداية وتحت أثر المفاجأة والتنسيق العربي، كانت الكفة لصالح الجيش السوري والمصري لكن تدخل واشنطن ودعمها لتل أبيب عبر إقامة جسر جوي لنقل السلاح وإنقاذ إسرائيل من مواجهة عسكرية كادت أن تكلفها الكثير.

فقد تمكن الجيش المصري من التوغل بنحو 20 كيلومترا شرق قناة السويس فيما نجح الجيش السوري في الدخول إلى الجولان المحتل منذ 1967 وإلى مدينة القنيطرة لكن الجيش الإسرائيلي استعاد زمام المبادرة وسيطر عليها من جديد.

محطة عابرة

أتاح "نصر أكتوبر" لمصر تحقيق سلسلة من المكاسب السياسية والعسكرية، الا أن حرب العام 1973 ضد إسرائيل أصبحت أشبه بمحطة عابرة بالنسبة لجيل شاب يشكّل غالبية المجتمع المصري ولا يعرف من الحرب سوى ذكراها.

على مدى العقود الماضية، كانت حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 الرحم الذي ولد منه رؤساء الجمهورية المصرية من العسكريين، بدءا بأنور السادات الذي قاد الحرب ثم أبرم معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل، الى خلفه حسني مبارك، ليكون الاستثناء الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي التحق بالكلية الحربية في عام اندلاع الحرب.

حوّلت القاهرة انتصاراتها الميدانية وأبرزها عبور جيشها قناة السويس واختراق صفوف القوات الإسرائيلية في سيناء، إلى مكاسب سياسية ودبلوماسية.

ويرى المحلل في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية توفيق أكليمندوس أن ما قام به السادات في الحرب وما بعدها منحه "شرعية" قد تحلّ بدلا عن تلك التي تمتع بها سلفه جمال عبد الناصر، العسكري بطل ثورة 1952 التي أنهت العهد الملكي في مصر.

بعد اغتيال السادات عام 1981 على يد إسلاميين، تولى نائبه مبارك الحكم.

مُعزَّزا بمشاركته المحورية في الحرب كقائد للقوات الجوية، توقّع الخبراء أن يكسب "صاحب الضربة الجوية الأولى" مع بدء هجوم المصري في 1973، شعبية لدى مواطنيه كرئيس للجمهورية.

كان الإسلامي محمد مرسي الذي انتخب رئيسا لمصر في 2012، الاستثناء الذي كسر قاعدة أن مصر يحكمها عسكريون... لكن سرعان ما أطاحه الجيش بقيادة السيسي في 2013 عقب تظاهرات شعبية ضده.

في 2014، أصبح السيسي أول رئيس جمهورية لمصر من خارج نادي العسكريين المشاركين في أكتوبر 1973.

على رغم ذلك، سعى السيسي لتوظيف الحرب في الإطار السياسي المرحلي.

وأطلق السيسي العام الماضي على ذكرى السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973 "يوم العزة والكرامة"، ووجّه رسائل عدة للمصريين منها أن "النصر سيظل برهانا على إرادة وصلابة المصريين وتمسكهم بسيادة الوطن وكرامته".

أراد السيسي بذلك رفع عزيمة أكثر من 105 ملايين مصري لتحمّل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تفاقمت خلال 2022 نتيجة نقص العملة الأجنبية وتراجع قيمة العملة المحلية والارتفاع غير المسبوق للأسعار.

الا ان الاستناد الى ذاكرة الحرب يبدو أمرا صعبا في مواجهة الواقع الراهن.

ويوضح أكليمندوس لوكالة فرانس برس "أصبح كل ذلك الآن بعيدا عن مستهدفات الجيل الجديد"، مرجعا ذلك إلى أن هذا الجيل "ليس لديه إمكانية الوصول إلى كتب عربية جادة حول هذا الشأن".

وتابع أن "الأشخاص الذين عاشوا الحرب هم (فقط) من يتذكرون الخوف والقيود التي فرضها اقتصاد الحرب".

وبينما لم يكن السيسي على الجبهة عام 1973 حين استرد المصريون سيناء، الا أنه خاض حربا أخرى في شبه الجزيرة الواقعة بشمال شرق البلاد ولكن هذه المرة ضد "الإرهاب"، خصوصا المجموعات الإسلامية المتطرفة التي نشطت في هذه المنطقة عقب الإطاحة بمرسي.

وقبل استردادها نتيجة التقدم الميداني في حرب 1973 واتفاقية كامب ديفيد للسلام بعد أعوام، كانت سيناء تحت الاحتلال الاسرائيلي بعد الهزيمة القاسية التي تكبدتها مصر ودول عربية في حرب حزيران/يونيو 1967.

وساهم استرداد مصر لسيناء في استعادة البلد العربي الأكبر من حيث عدد السكان، مكانته على الساحة الدبلوماسية.

ويرى الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن هشام هيلير إنه بعد الحرب "خرجت مصر من النفوذ السوفياتي لتنضم إلى النطاق الأمني الغربي"، خصوصا مع حصولها سنويا على مساعدة عسكرية تتجاوز مليار دولار.

ويضيف لفرانس برس أنه اليوم، وفي "عالم تتعدد فيه أقطاب النفوذ"، أصبحت القاهرة توازن في علاقاتها لكي لا تفضّل أحد حلفائها لصالح الآخر، سواء لجهة روسيا والصين والهند أو لجهة الأميركيين والأوروبيين والخليجيين.

ويرى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكي أن حرب 1973 جعلت من الجيش المصري "جيش النصر بدلا من جيش الهزيمة عام 1967".

ويرى الشوبكي أن السادات الذي أثار مفاجأة واسعة بزيارته القدس عام 1977 ولقاء المسؤولين الإسرائيليين حتى قبل إبرام السلام، "لم يكن ليفاجأ (من اتفاقات التطبيع الأخيرة".

ويتابع "ففي ذلك الوقت كان مقتنعاً تماماً بأنه اتخذ القرار الصحيح بتوقيع السلام".

ما الذي بقي من حرب أكتوبر؟

تختلف النظرة لهذه الحرب باختلاف الأطراف المعنية. فإذا كانت القاهرة تعتبرها نصرا كبيرا فإن إسرائيل أيضا تعتبرها انتصارا لأنها وبواسطة الهجوم المضاد الذي شنته، استطاعت الوصول إلى مسافة تبعد عن القاهرة بأقل من 100 كلم قبل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار.

لكن ثمة حقيقة لا يمكن الجدال فيها، وهي أن هذه الحرب من وجهة نظر المصريين قد كسرت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر الذي استطاع في ستة أيام احتلال الضفة والقطاع وسيناء وهضبة الجولان. كما أنها "غسلت" نوعا ما "عار" نكسة حزيران وعكست تضامنا عربيا ندر وجوده في السنوات التي تلت حرب أكتوبر وكرّست أيضا ريادة القاهرة كزعيمة للأمة العربية.

في ذات الوقت عزز الجيش المصري أكثر فأكثر من قبضته على مفاصل الدولة في البلاد وهو الذي جاء إلى السلطة عن طريق الانقلاب على النظام الملكي والإطاحة بحكم الملك فاروق في يوليو 1952.

معاهدة كامب ديفيد

مهدت حرب أكتوبر الطريق أمام نظام الرئيس محمد أنور السادات لعقد اتفاقية سلام بين إسرائيل وأكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. إذ اعترف خليفة عبد الناصر بالدولة العبرية وقبلت الأخيرة بإعادة شبه جزيرة سيناء إلى حضن القاهرة كشرطين أساسيين لاتفاقية كامب ديفيد التي تم التوقيع عليها عام 1978 والتي كانت سببا في مقتل السادات على يد الضابط المصري خالد الإسلامبولي خلال عرض عسكري في السادس من أكتوبر عام 1981.

لكن رغم السلام بين الدولتين وتوقيع كامب ديفيد ورغم مرور كل هذه السنوات، فإن العلاقات تبقى فاترة وتحديدا من جانب الشعب المصري.

الأردن بدوره دخل في مسار سلام وتطبيع مع إسرائيل بتوقيعه على اتفاقية وادي عربة عام 1994، لتقتفي أثره كل من الإمارات والبحرين المغرب من خلال اتفاقية أبراهام التي رأت النور عام 2020 تحت رعاية أمريكية أثناء ولاية الرئيس دونالك ترامب.

أما الفلسطينيون فرغم توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، لا يزال السلام أمرا بعيد المنال. خصوصا مع وجود حكومة يمينية يقودها زعيم الليكود بنيامين نتنياهو وتضم غلاة المتطرفين. إذ لا تزال الضفة الغربية محتلة ومقطعة الأوصال بسبب المستوطنات والطرق الالتفافية. أما قطاع غزة فهو محاصر منذ أكثر من 15 عاما ما جعله أكبر سجن في العالم.

لا تزال حرب العاشر من رمضان تكتسي أهمية كبيرة في وجدان الشعب المصري. إذ أصبح عيدا وطنيا يُحتفى به في كافة أرجاء البلاد وحملت اسمه عشراتُ المدارس ومشاريع البنى التحتية بل أن مدينة بأكملها أطلق عليها اسم مدينة 6 أكتوبر الواقعة على بعد 30 كلم غرب القاهرة.

صفعة أيقظت إسرائيل

يرى الضابط الإسرائيلي المتقاعد أفيغدور كهلاني الذي تعدّه إسرائيل أحد أبطالها على الجبهة السورية، أن حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 شكّلت "صفعة" كانت تحتاج إليها بلاده على رغم خسائرها البشرية.

أصيب المقدّم كهلاني بحروق بالغة في حرب حزيران/يونيو 1967 التي احتلت خلالها اسرائيل أراضي عربية تشمل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهضبة الجولان.

أمضى عاما في المستشفى للعلاج. ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وكلّ من مصر وسوريا في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، كان إبن التاسعة والعشرين عاما قائدا لكتبية الدبابات 77 التي تم نشرها للتو في الجولان.

اختارت دمشق والقاهرة بدء الهجوم المشترك من سوريا شمالا ومصر جنوبا، في يوم كانت إسرائيل تحيي عيد الغفران، أحد أقدس الأعياد اليهودية، وهو يوم صوم تشلّ خلاله حركة الدولة.

ويقول كهلاني (79 عاما) في مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزله في تل أبيب "فجأة أدركنا أنها حرب شاملة".

ويضيف "خلال 24 ساعة سقطت مرتفعات الجولان بأكملها تقريبًا في أيدي السوريين"، متابعا "كانت نسبة القوات السورية أكبر، فكلّ ثماني أو عشر دبابات تقابلها دبابة إسرائيلية. وكانت دباباتهم أفضل من دباباتنا".

في مؤشر على صعوبة الأيام الأولى للحرب، يقول كهلاني "في بعض الأحيان كان يمكن لمن يراقب مجرى الأحداث أن يقول إنه ليست لدينا (الإسرائيليين) أي فرصة... لكننا انتصرنا".

بحلول التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، بدت القوات الإسرائيلية على وشك الاستسلام مع تقدّم الجيش السوري وتهديده أراضي الدولة العبرية. لكن في تحوّل لسير ساحة المعركة، تمكّنت كتيبة كهلاني ووحدات من اللواء المدرع السابع من وقف الاندفاع السوري.

ويقول الضابط المتقاعد "قدت الهجوم لاستعادة المرتفعات من حيث يمكننا إيقافهم... تقدموا على هذا الخط بحوالي 160 دبابة، وكنا 10 أو 12 دبابة فقط... كان علينا إيقافهم".

بعد معركة شرسة، تراجعت القوات السورية. ويقول كهلاني إنه تولى شخصيا إعطاب 45 دبابة سورية من أصل زهاء 150 جعلتها فرقته خارج الميدان.

يستعيد كهلاني ذكريات لحرب وهو جالس في مكتبه محاطا بشهادات عسكرية ومجسمات صغيرة للدبابات والمدرعات.

ويقول "ثمة لحظة مفصلية بعدما تكون قد أجهدت غالبية عضلات جسمك على مدى أربعة أيام من القتال بلا طعام تقريبا، بلا نوم، ولم يتبق لك سوى بضع ذخائر في دبابتك، وتقوم بتسخير... كل أفكارك لكي تكون أفضل، وتنتصر".

يعتبر كهلاني من أبطال الحرب في إسرائيل، ويتحدث بانتظام الى المجندين الشباب. وفي العالم 1975 تمّ منحه "وسام الشجاعة"، وهو أعلى وسام عسكري في الدولة العبرية.

وجاء في شهادة تكريمه أنه "أظهر قيادة لافتة وشجاعة شخصية في معركة صعبة ومعقدة، غيرت نتيجتها مسار المعركة في مرتفعات الجولان".

كلّ شيء تغيّر

بعد التراجع الأولي، تمكنت إسرائيل من تبديل المعادلة في الميدان بدعم من جسر جوي أميركي، الى حين التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار أقرته الأمم المتحدة في 25 تشرين الأول/أكتوبر.

تكبّد الطرفان خسائر فادحة خلال الأسابيع الثلاثة من القتال، تجاوزت عتبة 2600 شخص لدى إسرائيل، و9500 قتيل ومفقود في الجانب العربي.

وعلى رغم الخسائر البشرية، ومن ضمنها أخ له، يرى كهلاني أن حرب 1973 كانت بمثابة "صفعة قوية للغاية على الوجه أعادتنا الى صوابنا بعض الشيء".

ويعتبر العديد من المؤرخين أن الانتصار الساحق لإسرائيل في حرب 1967 منح قيادتها وجيشها شعورا بفائض القوة والمِنعة غير القابلة للمسّ.

ويوضح "لو تم استدعاء جنود الاحتياط قبل يومين، لكان تجنّب الحرب محتملا"، الا أن أعضاء حكومة رئيسة الوزراء في حينه غولدا مئير كانوا "مترددين... حتى عندما توفرت مؤشرات واضحة إلى أن الحرب ستقع، بقوا في حال إنكار".

ويؤكد أن "كل شي تغيّر بعد حرب الغفران... لم تعد ثمة مقدسات".

لحظة الحقيقة

شكّلت إسرائيل لجنة للتحقيق في الجاهزية العسكرية للبلاد ورد فعلها على اندلاع الحرب، كانت نتيجتها استقالة رئيس أركان الجيش دافيد إليغازر ورئيس الاستخبارات العسكرية إيلي زعيرا في العام 1974.

وعلى رغم عدم تحميلها مسؤولية مباشرة من قبل اللجنة، استقالت مئير بدورها من رئاسة الوزراء في العام ذاته.

أما كهلاني، فبقي في الجيش وتدرّج في الهيكلية وصولا الى رتبة عميد، قبل أن يستقيل وينتخب نائبا في 1992 عن حزب العمل الذي تركه لتأسيس حزب وسطي. وأصبح في ما بعد وزيرا للأمن في حكومة بنيامين نتانياهو الأولى (1996-1999).

يرى العسكري السابق أن حرب 1973 كانت الشرارة التي دفعت إسرائيل الى تطوير "أسلحة أكثر حداثة" مثل نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي.

لكنه يعتبر أنها مثّلت أيضا "تحذيرا" للدولة العبرية من "الأخطار الوجودية" المحيطة بها، والتي يرى أنها تتمثّل في المرحلة الراهنة بـ"إيران"، ألد أعداء إسرائيل في المنطقة.

ويقول "ستحين ساعة الحقيقة... لا أوهام لديّ في هذا الشأن"، مضيفا "آمل أن يكون لإسرائيل في حينه، قادة شجعان"، في إشارة الى احتمال خوض مواجهة عسكرية مع الجمهورية الإسلامية.

* المصدر: وكالات+فرانس برس+يورنيوز

ذات صلة

مستقبل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وآثارهاالتعليم العالي: المشهد المحذوفضرورة الشراكة العراقية التركيةالخواطر النفسانية والوساوس الشيطانيةالسياسية الامريكية في المنطقة فقاعة ضارة