ما بعد فاغنر.. تصدعات بوتين والفصل الأخير للحرب

شبكة النبأ

2023-06-27 07:30

انسحبت مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة الشديدة التسلح من مدينة روستوف في جنوب روسيا بعد أن أوقفت زحفها نحو العاصمة الروسية موسكو بموجب اتفاق أنهى تحديا لم يسبق له مثيل لقبضة الرئيس فلاديمير بوتين على السلطة.

غير أن التمرد، وإن أُجهض، فقد أثار تساؤلات كبرى إزاء مدى إحكام بوتين قبضته على بلد يحكمه بيد من حديد منذ ما يزيد على عقدين. وقال وزير الخارجية الإيطالي إن هذا التمرد حطم "أسطورة" وحدة روسيا.

ولم يدل بوتين بأي تصريحات علنية منذ إبرام الاتفاق لتهدئة الأزمة.

وعلق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على ذلك بقوله إن التحدي الذي لم يسبق له مثيل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مقاتلي مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة كشف عن "تصدعات" جديدة في قوة قيادته قد تستمر لأسابيع أو شهور.

وقال بلينكن وأعضاء في الكونجرس في سلسلة من المقابلات التلفزيونية إن الاضطرابات التي شهدتها روسيا يوم السبت أضعفت بوتين بطريقة يمكن أن تساعد الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، كما أنها ستفيد جيران روسيا ومنهم بولندا ودول البلطيق.

وقال بلينكن لبرنامج (ذيس ويك) على شبكة (إيه.بي.سي) بعد إحباط تمرد القوات التي يقودها يفجيني بريجوجن "لا أعتقد أننا رأينا الفصل الأخير".

وأضاف أن التوتر الذي أفضى إلى التمرد كان يتصاعد منذ أشهر وأن تلك الاضطرابات قد تؤثر على القدرات العسكرية لموسكو في أوكرانيا.

وقال بلينكن لبرنامج (ميت ذا بريس) على شبكة (إن.بي.سي) "نرى المزيد من التصدعات في روسيا. من السابق لأوانه معرفة المدى الذي ستصل إليه (تلك التصدعات) وموعد حدوث ذلك. ولكن من المؤكد أن لدينا كل أنواع التساؤلات الجديدة التي سيتعين على بوتين إيجاد حلول لها في الأسابيع أو الأشهر المقبلة".

ووصف بلينكن الاضطرابات بأنها "شأن داخلي" بالنسبة لبوتين.

وتابع "تركيزنا ينصب بلا هوادة وبتصميم على أوكرانيا لنتأكد من أن لديها ما تحتاج إيه للدفاع عن نفسها واستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا".

ويتوقع المسؤولون الأمريكيون معرفة المزيد عن الأحداث التي شهدتها روسيا قريبا بما في ذلك تفاصيل الاتفاق مع بريجوجن الذي توسط فيه رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو وأفضى إلى عودة مقاتلي فاجنر إلى قواعدهم.

وقال بلينكن "ربما لم يرغب بوتين في الحط من قدر نفسه إلى مستوى التفاوض المباشر مع بريجوجن".

وخاضت القوات بقيادة بريجوجن، وهو حليف سابق لبوتين، أكثر المعارك دموية في الحرب الروسية المستمرة منذ 16 شهرا في أوكرانيا.

وقال بلينكن لشبكة (إيه.بي.سي) إن تلك الاضطرابات "لو وصلت إلى الحد الذي يجعل الروس في حالة من التشتت والانقسام فقد يجعل ذلك من مواصلتهم للعدوان على أوكرانيا أكثر صعوبة".

وقال بلينكن إن الوضع النووي للولايات المتحدة ولروسيا لم يتغير نتيجة للأزمة الأخيرة.

وقال مايك تيرنر، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، إن تصرفات بوتين المستقبلية في أوكرانيا يمكن أن يحبطها تأكيد بريجوجن أن الأساس المنطقي لغزو أوكرانيا يستند إلى الأكاذيب.

وأضاف لبرنامج "فيس ذا نيشن" على شبكة (سي.بي.إس) "بات الأمر أكثر صعوبة على بوتين في الاستمرار في اللجوء إلى الشعب الروسي والقول، يجب أن نستمر في إرسال الناس ليموتوا".

وقال الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية فليب بريدلوف، الرئيس السابق للقيادة الأمريكية في أوروبا، إن الاضطرابات تظهر تدهور القدرات الروسية.

وأضاف في مقابلة "أعتقد أن إحدى نتائج آخر 36 ساعة، ربما 48 ساعة، هي أن المؤسسات التي رأيناها منذ فترة طويلة على أنها آمنة للغاية في روسيا تتفكك ببطء... هيبة المؤسسة العسكرية بأكملها والجيش الروسي تراجعت كثيرا".

أما السناتور بن كاردان فقال إن الاضطرابات في روسيا لا تخفف من حاجة واشنطن لمواصلة مساعدة أوكرانيا وهي تشن هجومها المضاد الذي طال انتظاره ضد روسيا.

وأضاف كاردين، وهو ديمقراطي عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لشبكة فوكس نيوز "هذا وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا. هذا الهجوم المضاد سيحدد ما سنكون عليه في العام أو العامين المقبلين".

وقال النائب الجمهوري دون بيكون، وهو جنرال سابق بالقوات الجوية الأمريكية وعضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، لشبكة (إن.بي.سي) إن تراجع مكانة بوتين سيكون مفيدًا لجيران روسيا بما في ذلك فنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا.

وأضاف "سيكون الأمر مختلفا إذا كان بوتين يريد أن يكون جارا مسالما. لكنه ليس كذلك".

الوحش يتصرف ضد صانعه

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التمرد الفاشل الذي قامت به مجموعة فاجنر العكسرية الخاصة في روسيا كشف تصدعات في قوة موسكو العسكرية بسبب حربها على أوكرانيا.

وأضاف في تصريحات للصحفيين في لوكسمبورج قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن "النظام السياسي يعاني من نقاط ضعف والقوة العسكرية تتصدع".

وقال بوريل "ليس من الجيد أن نرى أن قوة نووية مثل روسيا يمكن أن تدخل مرحلة من عدم الاستقرار السياسي"، مضيفا أن هذه هي اللحظة المناسبة للاتحاد الأوروبي لمواصلة دعم أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى.

وتابع "الوحش الذي خلقه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مع فاجنر، الوحش يقضمه الآن، الوحش يتصرف ضد صانعه".

وقال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن التمرد، الذي شنته مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة في مطلع الأسبوع، يظهر حجم الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه الكرملين في شنه حربا على أوكرانيا.

وقال ستولتنبرج للصحفيين خلال زيارة إلى عاصمة ليتوانيا "الأحداث التي وقعت في مطلع الأسبوع هي شأن روسي داخلي، وهي دليل آخر على الخطأ الاستراتيجي الكبير الذي اقترفه الرئيس (فلاديمير) بوتين بضمه غير القانوني لشبه جزيرة القرم والحرب ضد أوكرانيا".

وجعل الغموض، الذي اكتنف تطورات الأحداث غير العادية التي جرت في مطلع الأسبوع، الحكومات الغربية تبحث عن إجابات لما يمكن أن يحدث بعد ذلك في دولة لديها أكبر ترسانة نووية في العالم وفي حربها ضد أوكرانيا.

وقال ستولتنبرج إن الحلف يراقب الوضع في روسيا البيضاء، وأدان مرة أخرى إعلان موسكو نشر أسلحة نووية هناك.

وأردف قائلا "لا نرى أي مؤشر على أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية لكن حلف شمال الأطلسي لا يزال يقظا"، مضيفا أن إجراءات الحلف للردع قوية بما يكفي للحفاظ على أمن شعبه في "عالم أكثر خطورة".

وفي الوقت نفسه، طمأن ستولتنبرج كييف بشأن دعم الحلف المستمر لها.

وقال "إذا اعتقدت روسيا أنها يمكن أن تروعنا (وتمنعنا) عن دعم أوكرانيا، فستفشل... نحن نقف مع أوكرانيا مهما طال الوقت".

ويزور ستولتنبرج ليتوانيا لحضور تدريب سيختبر التعزيز السريع للمجموعة القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي بقيادة ألمانيا في البلاد بعد أن اصبحت في حجم لواء يضم ما يصل إلى خمسة آلاف جندي، وهو سيناريو سيُفعل في حالة التوترات المتزايدة أو الصراع مع روسيا.

ووصف التدريبات بأنها رسالة واضحة مفادها أن حلف شمال الأطلسي مستعد للدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء.

تجنب إراقة الدماء الروسية

بدأ عناصر مجموعة فاغنر الانسحاب من مواقع سيطروا عليها في روسيا بعد اتفاق مع الكرملين قضى بوقف تقدمهم نحو موسكو وخروج قائدهم يفغيني بريغوجين الى بيلاروس، بعد تمرّد مسلح شكّل أكبر تحدٍّ للرئيس فلاديمير بوتين في خضم حرب أوكرانيا.

وبعد نحو 24 ساعة من الترقب عالميا بشأن مسار أحداث شهدت سيطرة مرتزقة فاغنر على مقرات قيادة للجيش الروسي وتقدم أرتالهم في اتجاه العاصمة، نزع فتيل الانفجار بتوصّل الكرملين وبريغوجين الى اتفاق يوقف بموجبه الأخير تمرده ويغادر الى بيلاروس إثر وساطة من رئيسها ألكسندر لوكاشنكو.

وعلى رغم الاتفاق، بقيت الإجراءات الأمنية مشددة في موسكو، بينما قامت مناطق روسية أخرى برفع القيود التي فرضت على التنقل اعتبارا من السبت.

وشوهد بريغوجين للمرة الأخيرة السبت داخل سيارة دفع رباعي مغادرا روستوف حيث استولى مقاتلوه على مقر القيادة العسكرية الروسية، وسط هتافات مجموعة من الشبان المدنيين الذين اقتربوا من نافذة سيارته لمصافحته.

وسارت خلف سيارته شاحنات تحمل عربات مدرعة ومقاتلين. وكانت قواته قد غادرت المقر العسكري في روستوف، وأفادت السلطات في منطقتي فورونيج وليبيتسك شمال موسكو بانسحاب مزيد من وحدات فاغنر الأمامية.

وكانت تقارير قد أفادت بأن مقاتلي فاغنر اقتربوا من موسكو على مسافة 400 كيلومتر، بينما زعم بريغوجين نفسه "في غضون 24 ساعة وصلنا إلى 200 كيلومتر من موسكو".

وتعهدت الرئاسة الروسية بعدم ملاحقة المقاتلين وبريغوجين الذي كان من الحلفاء المقربين من بوتين، على رغم أن الأخير اتهمه السبت بـ"خيانة" بلاده وتوجيه "طعنة في الظهر".

وأعلن بريغوجين تراجعه لتجنب إراقة "الدماء الروسية"، وأن قواته "تعود أدراجها إلى المعسكرات".

ولم يعرف الكثير حول الاتفاق، حيث قالت مينسك إن "المفاوضات استمرت طوال اليوم".

وعندما سئل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن كان بريغوجين قد حصل على ضمانات لمغادرة بيلاروس لاحقا، أجاب "انها كلمة الرئيس الروسي".

وشدد بيسكوف على أن "الهدف الأسمى هو تجنّب حمّام دم وصدام داخلي واشتباكات لا يمكن التنبّؤ بنتائجها"، مشيدا "بتسوية من دون مزيد من الخسائر".

وأكد وقف أي ملاحقة قضائية بحق مقاتلي المجموعة الذين "لطالما احترمنا أعمالهم البطولية على الجبهة" في إشارة الى قتالهم في أوكرانيا.

وكانت أوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي منذ شباط/فبراير 2022، رأت في أحداث السبت "فرصة" يجب استغلالها ميدانيا.

وعلى رغم الاتفاق، اعتبرت كييف أن بريغوجين أذلّ بوتين. وقال مساعد الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك إن "بريغوجين أذلّ بوتين/الدولة وأظهر أنه لم يعد هناك احتكار للعنف".

ورأى محللون أن التمرد المسلح ستكون له تبعات على بريغوجين ومجموعته التي تنشط أيضا في مناطق نزاع حول العالم.

وقال الباحث في مركز الدراسات البحرية سامويل بينديت إن بريغوجين "يجب أن يرحل، والا فالرسالة ستكون أن قوة عسكرية يمكنها تحدي الدولة بشكل علني، وعلى الآخرين أن يفهموا أن الدولة الروسية لديها حصرية العنف (امتلاك السلاح) في داخل البلاد".

واعتبر الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في الولايات المتحدة روب لي أن "بوتين وأجهزة الأمن سيحاولون على الأرجح إضعاف فاغنر أو تنحية بريغوجين جانبا"، مشيرا الى أن "الآثار الأكثر أهمية سيتمّ رصدها في الشرق الأوسط وإفريقيا حيث تتواجد فاغنر".

وجاء إنهاء التمرد بعدما وصل مسلّحو فاغنر لمسافة تقل عن 400 كيلومتر من موسكو، بعد سيطرتهم على مقرات عسكرية في مدينة روستوف-نا-دونو (جنوب غرب).

وأعلن حاكم المنطقة فاسيلي غولوبيف مغادرة قوات فاغنر. وأكد مراسلون لفرانس برس أن العشرات من الروس تجمّعوا وهتفوا "فاغنر" ليلا.

وفي موسكو، بقي "نظام مكافحة الإرهاب" قائما الأحد على رغم الاتفاق.

وواصلت دوريات للشرطة انتشارها في جنوب العاصمة على طول الطريق السريع الرئيسي بين موسكو والمناطق الواقعة الى جنوبها، وفق مراسلة لفرانس برس.

وأكدت وكالة "آفتودور" المسؤولة عن الطرق السريعة في روسيا أن القيود على التنقل على الطريق بين موسكو ومدينة روستوف-نا-دونو لا تزال قائمة.

ويعزز "نظام مكافحة الإرهاب" صلاحيات الأجهزة الأمنية ويسمح لها بالحد من الحركة، كما يمكن بموجبه القيام بعمليات تفتيش مركبات في الشوارع والتحقق من الهوية ويسمح أيضا بتعليق موقت لخدمات الاتصالات إذا لزم الأمر.

وكان رئيس بلدية موسكو قد دعا السكان إلى الحد من التنقل، ووصف الوضع بأنه "صعب" وأعلن يوم الاثنين عطلة.

حرب أهلية

واضطلع لوكاشنكو بدور رئيسي في الوساطة، وقد أعلن مكتبه أنه هو من اقترح على رئيس فاغنر وقف تقدمه.

وقال بيسكوف "ممتنون لرئيس بيلاروس على جهوده... المحادثة المسائية بين الرئيسين كانت طويلة جدّاً".

وكان بوتين دان صباح السبت "الخيانة" وتحدث عن شبح "حرب أهلية" في مواجهة التحدي الأكبر الذي واجهه منذ وصوله إلى السلطة في نهاية عام 1999.

كما حذّرت موسكو دول الغرب من "استغلال الوضع الداخلي في روسيا لتحقيق أهدافها المعادية للروس".

لكن فيما أكد المتحدث باسم الكرملين أن تمرد فاغنر المجهض لن يؤثر على الهجوم الروسي في أوكرانيا، أعلنت كييف تحقيق مكاسب ميدانية.

وأعلن الجيش الأوكراني السبت "تقدمه في جميع الاتجاهات" على الجبهة الشرقية حيث أكد شنّ هجمات جديدة.

في كييف، أعلن رئيس البلدية فيتالي كليتشكو الأحد بأن حصيلة القتلى جرّاء ضربة جوية روسية استهدفت العاصمة في وقت مبكر السبت ارتفعت إلى خمسة، بعدما عُثر على جثتين إضافيتين تحت الأنقاض.

بدوره، اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن بلاده باتت مسؤولة عن "أمن الجناح الشرقي لأوروبا"، حاضّا الغرب مجددا على تسليم بلاده "جميع الأسلحة اللازمة"، ولا سيما مقاتلات إف-16 الأميركية الصنع.

وتحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن مع المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ومع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وكشفت صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" الأميركيتين أن أجهزة الاستخبارات في واشنطن رصدت مؤشرات قبل أيام على نية بريغوجين التحرّك ضد مؤسسة الدفاع الروسية.

وأكّدت الصين أنها تدعم روسيا في "حماية الاستقرار الوطني"، في أول تعليق رسمي لبكين على تمرد فاغنر.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية أن الصين بصفتها "جارة صديقة وشريكة في حقبة جديدة من التعاون الاستراتيجي الشامل، تدعم روسيا في حماية الاستقرار الوطني وتحقيق التنمية والازدهار"، وشدّد البيان على أن بكين تعتبر أن المسألة "شأن داخلي" روسي.

وبث التلفزيون الروسي الرسمي مقتطفات من مقابلة قال فيها بوتين إنه يعطي أولوية قصوى للصراع في أوكرانيا وإنه على اتصال دائم بوزارة الدفاع. لكن المقابلة كانت مسجلة قبل وقوع التمرد فيما يبدو، إذ لم يشر خلالها إلى الأحداث التي وقعت يوم السبت.

وأضاف التلفزيون أن بوتين سيحضر اجتماع مجلس الأمن الروسي الأسبوع المقبل دون الخوض في التفاصيل.

وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي من روستوف خلال الليل انسحاب قوات فاجنر من المدينة في رتل من العربات المدرعة والدبابات والحافلات على أصوات هتافات "فاجنر" ووسط إطلاق نار تعبيرا من السكان عن فرحتهم.

وتمكنت رويترز من التحقق من موقع المقاطع المصورة لكن لم يتسن لها التحقق من تاريخ تصويرها.

وصاحت امرأة "اعتنوا بأنفسكم".

من شأن إظهار الدعم لتمرد فاجنر القصير الأمد أن يثير قلق السلطات في بلد يتزايد فيه عدم التسامح مع أي انتقاد علني لبوتين وحكمه.

وكانت العاصمة قد طلبت من السكان ملازمة منازلهم ونشرت جنودا استعدادا لوصول مقاتلي فاجنر، الذين بدا أنهم لم يواجهوا مقاومة تذكر من القوات المسلحة النظامية.

وتضم مجموعة فاجنر آلاف المجندين من السجناء الروس السابقين، ووسعت المجموعة نشاطها عالميا، إذ باتت لها مصالح في قطاع التعدين ومقاتلين في أفريقيا والشرق الأوسط.

وتحدى بريجوجن هذا الشهر أوامر بتوقيع عقد يضع قواته تحت قيادة وزارة الدفاع، وبدأ التمرد يوم الجمعة بعد أن قال إن الجيش قتل بعضا من رجاله في ضربة جوية. ونفت وزارة الدفاع ذلك.

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في مقابلة مع صحيفة إل ميساجيرو الإيطالية نُشرت اليوم إن بوتين هو من هيأ الظروف للأحداث التي وقعت يوم السبت من خلال السماح لبريجوجن على مدى سنوات عديدة ببناء مثل هذا الجيش الخاص الهائل.

وكتب تاياني "أسطورة وحدة روسيا في عهد بوتين انتهت. أحدث هذا التصعيد الداخلي انقساما عسكريا روسيا. إنها النتيجة الحتمية عندما تدعم وتمول فيلقا من المرتزقة".

وأضاف "هناك شيء واحد مؤكد: الجبهة الروسية أضعف اليوم مقارنة بيوم السبت. آمل أن يكون السلام أقرب الآن. ننتظر لنرى تحركات روسيا التالية في أوكرانيا".

وقع التمرد بينما تشن كييف منذ أسابيع أقوى هجوم مضاد لها من بداية الحرب في فبراير شباط من العام الماضي.

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي