تقرير أممي يسلط الضوء على زيادة استخدام القنب وتعاطي المخدرات بين النساء والشباب
وكالات
2022-08-06 05:39
يبدو أن تقنين القنب في أجزاء من العالم قد أدى إلى تسريع الاستخدام اليومي والآثار الصحية ذات الصلة، وفقًا لتقرير المخدرات العالمي لعام 2022، فقد قال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إنه يبدو أن تشريع القنب في أجزاء من العالم أدى إلى زيادة استخدامه اليومي وآثاره الصحية ذات الصلة.
في تقرير المخدرات العالمي لعام 2022 الصادر اليوم الاثنين، قام المكتب أيضاً بتفصيل الزيادات القياسية في تصنيع الكوكايين، والتوسع في المخدرات الاصطناعية إلى أسواق جديدة، واستمرار الفجوات في توافر العلاجات الدوائية، خاصة بالنسبة للنساء.
وفقا للتقرير، تعاطى حوالي 284 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عاماً المخدرات في جميع أنحاء العالم في عام 2020، بزيادة قدرها 26 في المائة عن العقد السابق، وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، إن أرقام تصنيع العديد من المخدرات غير المشروعة ومصادرتها تصل إلى مستويات قياسية، فيما تعمق حالات الطوارئ نقاط الضعف حول العالم.
وأضافت والي أن التصورات الخاطئة فيما يتعلق بحجم المشكلة والأضرار المرتبطة بها تحرم الناس من الرعاية والعلاج وتدفع الشباب نحو سلوكيات ضارة. وقالت: "نحن بحاجة إلى تكريس الموارد والاهتمام اللازمين لمعالجة جميع جوانب مشكلة المخدرات العالمية، بما في ذلك توفير الرعاية القائمة على الأدلة لجميع الذين يحتاجون إليها، ونحن بحاجة إلى تحسين قاعدة المعرفة حول كيفية ارتباط المخدرات غير المشروعة بالتحديات الملحة الأخرى، مثل النزاعات والتدهور البيئي".
ويؤكد التقرير كذلك على أهمية تحفيز المجتمع الدولي والحكومات والمجتمع المدني وجميع أصحاب المصلحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الناس، بما في ذلك عن طريق تعزيز الوقاية من تعاطي المخدرات وعلاجه والتصدي لتوريد المخدرات غير المشروعة.
تقنين القنب والاتجار بالمخدرات
وفقا للتقرير العالمي، يبدو أن تقنين القنب في أمريكا الشمالية زاد من التعاطي اليومي به، وخاصة بين الشباب. كما تم الإبلاغ عن زيادة في الانتحار والاستشفاء وعدد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية. كما أدى التقنين إلى زيادة عائدات الضرائب وخفض معدلات الاعتقال لحيازة القنب بشكل عام.
كما سجلت صناعة الكوكايين رقماً قياسياً في عام 2020، حيث نمت بنسبة 11 في المائة من عام 2019 إلى 1982 طناً. ووصلت مضبوطات الكوكايين، على الرغم من جائحة كوفيد -19، إلى مستوى قياسي بلغ 1424 طناً في عام 2020. وتشير بيانات المضبوطات إلى أن الاتجار بالكوكايين آخذ في التوسع ليشمل مناطق أخرى خارج الأسواق الرئيسية لأمريكا الشمالية وأوروبا، مع زيادة مستويات الاتجار إلى أفريقيا وآسيا.
من جهة أخرى، نما إنتاج الأفيون في جميع أنحاء العالم بنسبة سبعة في المائة بين عامي 2020 و2021 إلى 7930 طناً، ويرجع ذلك في الغالب إلى زيادة الإنتاج في أفغانستان. غير أن المساحة العالمية المزروعة بخشخاش الأفيون انخفضت بنسبة 16 في المائة في نفس الفترة.
مناطق الصراع تجذب إنتاج المخدرات الاصطناعية
يسلط تقرير هذا العام الضوء أيضاً على أن اقتصادات المخدرات غير المشروعة يمكن أن تزدهر في حالات الصراع حيث تكون سيادة القانون ضعيفة، وبالتالي يمكن أن تطيل أمد الصراع أو تغذيه.
وتشير المعلومات الواردة من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا إلى أن حالات الصراع يمكن أن تجذب صناعة المخدرات الاصطناعية، والتي يمكن إنتاجها في أي مكان. قد يكون لهذا التأثير أكبر عندما تكون منطقة الصراع قريبة من الأسواق الاستهلاكية الكبيرة.
ويقول مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن أطراف النزاع تستخدم المخدرات تاريخيا لتمويل الصراع وتوليد الدخل، ويكشف التقرير أن النزاعات قد تؤدي أيضاً إلى تعطيل طرق تهريب المخدرات وتحويلها، كما حدث في البلقان ومؤخرا في أوكرانيا.
وأفاد التقرير بزيادة كبيرة في عدد المختبرات السرية المبلغ عنها في أوكرانيا، حيث ارتفع من 17 مختبراً مفككاً في عام 2019 إلى 79 في عام 2020، كانت تنتج 67 منها الأمفيتامينات، وهو أكبر عدد من المختبرات المفككة المبلغ عنها في أي دولة في العالم.
الآثار البيئية لأسواق المخدرات
وفقاً لتقرير المخدرات العالمي لعام 2022، يمكن أن يكون لأسواق المخدرات غير المشروعة تأثيرات محلية أو مجتمعية أو فردية على البيئة.، تشمل الآثار البيئية إزالة الغابات الكبيرة المرتبطة بزراعة الكوكا غير المشروعة، والنفايات الناتجة عن تصنيع المخدرات الاصطناعية، وإلقاء النفايات التي يمكن أن تؤثر على التربة والمياه والهواء بشكل مباشر، وكذلك الكائنات الحية والحيوانات والسلسلة الغذائية بشكل غير مباشر.
العامل الجنساني
قال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن النساء ما زلن يمثلن أقلية من صفوف متعاطي المخدرات على مستوى العالم، ومع ذلك يمِلن إلى زيادة معدل استهلاكهن للمخدرات والانحراف نحو الاضطرابات المرتبطة بتعاطي المخدرات بسرعة أكبر من الرجال. وتمثل النساء الآن ما يقدر بـ 45-49 في المائة من مستخدمي الأمفيتامينات والمستخدمين للمنشطات الصيدلانية والمواد الأفيونية الصيدلانية والمهدئات والمسكنات غير الموصوفة.
كما أن فجوة العلاج لا تزال كبيرة بالنسبة للنساء على مستوى العالم. فعلى الرغم من أن النساء يمثلن ما يقرب من نصف متعاطي الأمفيتامينات، إلا أنهن يشكلن واحدا فقط من كل خمسة أشخاص يتعالجون من اضطرابات تعاطي الأمفيتامينات.
يسلط تقرير المخدرات العالمي 2022 الضوء أيضاً على مجموعة واسعة من الأدوار التي تؤديها النساء في اقتصاد الكوكايين العالمي، بما في ذلك زراعة الكوكا، ونقل كميات صغيرة من المخدرات، وبيعها للمستهلكين، والتهريب إلى السجون.
مواجهة تحديات المخدرات خلال الأزمات الصحية والإنسانية
من حروب إلى مخيمات اللاجئين إلى المجتمعات التي مزقتها أعمال العنف، الناس في جميع أنحاء العالم في أمس الحاجة إلى المساعدة. أدت جائحة كورونا و أزمات المناخ والغذاء والطاقة واضطرابات سلسلة التوريد إلى زيادة المعاناة ودفع العالم إلى حافة الركود العالمي.
في اليوم العالمي للمخدرات لهذا العام، يتصدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لتحديات المخدرات القائمة والناشئة التي تؤثر على دول عديدة من خلال الأزمات الصحية والإنسانية. كذلك يواصل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الدعوة لحماية حق الصحة لأكثر الفئات ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والشباب، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات وكذلك الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحصول على الأدوية الخاضعة للمراقبة.
من خلال حملة #الرعاية_خلال_الأزمات، يدعو مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني وجميع أصحاب المصلحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الناس، بما في ذلك عن طريق تعزيز الوقاية من تعاطي المخدرات والعلاج، ومن خلال معالجة إمدادات المخدرات غير المشروعة.
تسلط الحملة الضوء على البيانات المستمدة من تقرير المخدرات العالمي السنوي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. لذلك تقدم هذه الحملة حقائق وحلول عملية لمشكلة المخدرات العالمية الحالية، لتحقيق رؤية صحية للجميع مبنية على أساس علمي، يوم المخدرات العالمي هو يوم لتبادل نتائج البحوث والبيانات القائمة على الأدلة والحلول، لمواصلة الاستفادة من روح التضامن المشتركة، لذلك تدعو الحملة الجميع للقيام بدورهم، حتى في أوقات الأزمات.