عائلة روتشيلد هدف مفضل لأصحاب نظرية المؤامرة
وكالات
2022-05-28 05:04
من الرسوم الكاريكاتورية المعادية للسامية في القرن التاسع عشر إلى المعلومات المضللة المرتبطة بوباء كوفيد-19، تبقى عائلة روتشيلد التي ساهمت في العصر الذهبي لأوروبا، هدفًا مفضلا لروايات اصحاب نظرية المؤامرة. بحسب فرانس برس.
ويرسم معرض يستمر حتى الخامس من حزيران في المتحف اليهودي في فيينا صورة لتاريخ العائلة ويحاول فهم سبب استمرارها في إثارة الكثير من الشائعات، وتوضح المفوضة غابرييل كولباور فريتز "كانت عائلة من الحي اليهودي في فرانكفورت. بدأ الأمر كله بتاجر صغير أرسل كلا من أبنائه الخمسة إلى مدينة أوروبية بما في ذلك فيينا" في 1821، وأضاف زميلها توم يونكر أن "نجاحهم السريع ألهم رسامي الكاريكاتير"، وأصبحوا بعد ذلك "وجه الصناعة المصرفية الناشئة".
بعد إلغاء الرقابة في 1848 اقتربت الرسوم تدريجيا من حديث عن "مؤامرة يهودية عالمية مزعومة استمر في الواقع حتى يومنا هذا"، وتابع يونكر أنهم "وصفوا بالجناة بدلاً من أن تنسب إلى آليات المضاربة للرأسمالية مسؤولية بعض إخفاقات النظام"، ويصور رسم مطبوع من القرن التاسع عشر المؤسس ماير أمشيل روتشيلد مثلا بشكل رجل سمين وقوي وأنفه معقوف يحرك الطبقات الحاكمة مثل كرات بهلوان.
رمز
بعد 1945 والإبادة الجماعية لليهود في أوروبا، أصبحت القوانين تعاقب التعبير عن معاداة السامية علنا وتحول اسم روتشيلد بعد ذلك إلى "رمز" أو "اسم محدد" لإلقاء اللوم على القوة المطلقة للنخب.
وأمام شاشة كبيرة تعرض رسائل لأصحاب نظرية المؤامرة على شبكات التواصل الاجتماعي. يؤكد توم يونكر "الآن خصوصا في أوضاع جائحة كوفيد-19 عادوا إلى الواجهة ونجد آل روتشيلد".
في خريف 2020 نشرت رسائل تم تشاركها آلاف المرات على فيسبوك تتحدث عن "مؤامرة كوفيد" وتقول إن رجلا يدعى ريتشارد روتشيلد قدم براءة اختراع لاختبار فحص للفيروس منذ 2015.
ومع ذلك لا علاقة لهذا الرجل بمجموعة روتشيلد وشركاه كما أكدت حينذاك المتحدثة باسمه لوكالة فرانس برس. في المقابل، هناك فعلا براءة الاختراع تتضمن تقنيات تحليل بيانات حيوية، لكن تمت إضافة الجزء المخصص لكوفيد في تحديث في أيلول/سبتمبر 2020.
ومع ذلك رأى مستخدمون للانترنت في جميع أنحاء العالم، في ذلك دليلا على أن العائلة كانت تعرف قبل البشر العاديين ما سيحدث في العالم قريبا.
وكتب أحد هؤلاء على فيسبوك "شخص ما هنا أدرك في وقت مبكر جدًا أن هناك أموالًا يمكن جنيها من مرض" انتشر بعد أربع سنوات.
في حالات أخرى، يظهر أحد أفراد العائلة في مكان فاخر أمام إحدى لوحاته تمثل مخلوقا شيطانيا يلتهم رضعا.
وهنا أيضا خطأ. ففي الصورة الأصلية لا تظهر اللوحة نفسها حسب بحث أجراه فريق للتحقيق الرقمي تابع لوكالة فرانس برس.
ارث منسي
لم يكن افراد عائلة روتشيلد مسؤولين عن جميع العلل الغربية بل على العكس، كان لهذه السلالة مساهمة حاسمة في أوروبا بفضل "إدارتهم الحديثة جدا" حسب كولباور-فريتز.
كانت إمبراطورية النمسا-المجر تعاني من صعوبات مالية متكررة وسرعان ما أصبح سالومون روتشيلد (1774-1855) لا غنى عنه للنظام الملكي ومنح لقب نبلاء من دون أن يستسلم لسياسة الدمج وإنكار يهوديته.
وكل ما بناه في فيينا قبل أن يعلن أدولف هتلر ضم النمسا، من مصرف "كريديت انشتات" إلى مستشفى على أحدث طراز ومؤسسة كبرى وقصور فخمة ومحطة للقطارات وحديقة، زال اليوم، وقالت مفوضة معرض "روتشيلد في فيينا، قصة مثيرة" إن "النازيين أخذوا كل شيء عمليا"، موضحة أن فرع العائلة في فيينا هاجر إلى الولايات المتحدة ولم يعد أحفادهم بعد ذلك، وتابعت كولباور-فريتز التي بذلت جهودا قصوى للعثور على آثار هذا التراث المنسي أنه "حتى بعد الحرب تمت معاملتهم بطريقة غير لائقة" بإجبارهم على التخلي عن العديد من ممتلكاتهم التي تم هدمها بعد ذلك لإفساح المجال للمباني الحديثةن وأضافت أنه لم يطلق اسم روتشيلد على ساحة في فيينا قبل 2016.
أما فرع العائلة في نابولي، فقد انتهى منذ 1863 بعد توحيد إيطاليا الذي جعل المدينة أقل أهمية، لكن ملحمة العائلة لا تزال تكتب اليوم من لندن وباريس ونيويورك حيث تضمن مستشفيات ومصارف وصناديق استثمار بقاء هذا الاسم في الأماكن العامة.