الجولة الخامسة للمفاوضات الايرانية السعودية في بغداد
محمد مصطفى معاش
2022-05-01 05:40
استأنفت إيران والسعودية جلسات الحوار بينهما في بغداد بعد توقف لأشهر، مع عقد لقاء هذا الأسبوع ضمن الجهود الهادفة لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما.
ذكر المتحدث باسم الوزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف لوكالة الأنباء العراقية "واع"، أن "العراق استضاف الجولة الخامسة للحوارات بين طهران والرياض، ضمن إطار السياسة العراقية مبدأ التأسيس للحوارات، وأضاف أن أجواء المفاوضات سادتها الهدوء وكانت هناك حالة من الإيجابية والتفاهم.
وقطعت العلاقات بين القوتين النافذتين في منطقة الخليج منذ مطلع 2016، إلا أن البلدين يقفان على طرفي نقيض في مختلف الملفات الإقليمية، وقد أجريا خلال العام الماضي أربعة لقاءات حوارية بهدف تحسين العلاقات، استضافها العراق بتسهيل من رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي.
من جهتها، أكدت وكالة "نور نيوز" الإيرانية عقد جلسة حوار جديدة لمسؤولين بارزين في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز المخابرات السعودي" حضروا الاجتماعات بصفتهم ممثلين كاملين للجانبين.
كما نشرت نور نيوز صورة غير واضحة بخصوص الاجتماع الأخير، في هذه الصورة يقف رئيس الوزراء العراقي مصطفى كاظمي في المنتصف، مع خالد الحميدان رئيس جهاز المخابرات السعودي، يقف إلى جانب سعيد عرفاني نائب مدير السياسة الخارجية والأمن الدولي في الأمانة العامة العليا.
وأفادت أن اللقاء جرى في "جو إيجابي"، ما يدفع إلى "تفاؤل باستئناف العلاقات الثنائية". وتوقعت عقد "اجتماع مشترك بين وزيري خارجية البلدين في المستقبل القريب".
وقال قيس قريشي محلل سياسي مقيم في لندن في مقابلة مع وكالة إيلنا الايرانية:
شجعت محادثات فيينا دول المنطقة على التوصل إلى تفاهم مع إيران والرياض، يلقي الشرط المسبق بظلاله على المحادثات الثنائية وقال ايضا سعت دول الخليج إلى التوصل إلى تفاهم مع إيران وأضاف: "السعوديون، من منطلق تفكيرهم، يعتقدون أن بإمكان إيران أن تأمر حلفاءها، مثلهم، بإخبار عبد الرحمن منصور هادي بالذهاب وتنفيذ أي أمر". يعتقدون أن هذا هو سلوك إيران، وعلى سبيل المثال، يمكن لسردار قاآني أن يلتقط الهاتف ويخبر سيد عبد الملك الحوثي أنه عليك اليوم قبول الشروط السعودية لأننا نتفاوض وهو يستمع. لقد استغرقت الرياض وقتًا طويلاً لتدرك أن العلاقات بين إيران وحلفائها لم تكن بحيث تتوقع من إيران إنهاء الحرب اليمنية بمكالمة هاتفية لصالح السعوديين، وكان هذا أكبر شرط طغى على أجواء التفاهم، حتى الآن خلال المحادثات.
وأضاف: "الأنباء اليمنية تشير إلى أن كلاً من أنصار الله والجامعة العربية حريصان على استمرار وقف إطلاق النار، وأن اليمنيين لديهم شروط فقط لرفع الحصار، والتي إذا وافقت السعودية على رفع ميناء الحديدة عن نقل الوقود. وأنصار الله أيضا حريصون على سلام دائم.
وأضاف: "إذا استمر وقف إطلاق النار هذا، فقد يكون أرضية جيدة لاستئناف العلاقات أو بدء مفاوضات على أعلى مستوى بين طهران والرياض.
ويعود اللقاء الأخير بين الجانبين إلى سبتمبر 2021. وكان من المتوقع أن تعقد جلسة خامسة في مارس.
إلا أن تقارير صحافية تحدثت في حينه عن قرار إيراني بـ"تعليق" المشاركة في الحوار بعد إعدام السعودية لعشرات الأشخاص بينهم العديد من الشيعة، علما بأن الإعلام الرسمي في طهران اكتفى وقتها بالقول إنه لم يتم تحديد أي موعد لجلسة جديدة.
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال زيارة لطهران منتصف أبريل الجاري، عن أمله في أن "نصل إلى مراحل أخرى من هذا الحوار وننقل الحوار من حوارات مغلقة أو حوارات سرية أو حوارات على المستوى الأمني، إلى حوارات ديبلوماسية وحوارات علنية".
وتابع أن "الحوار تضمن عدة ملفات من بينها الملف الأمني"، وذكر أن البلدين ناقشا استمرار وقف إطلاق النار في اليمن واتفقا على عقد الجولة المقبلة من المحادثات على المستوى الدبلوماسي.
مشيرا إلى أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان حاضرا في المفاوضات".
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الاثنين، الجولة الخامسة من المحادثات التي تجريها بلاده مع السعودیة بأنها "كانت شاملة وجيدة وجدية لكنها لم تصل بعد لمرحلة الحوار السياسي الحقيقي".
وأضاف زادة، في مؤتمر صحفي: "إذا ارتقت المفاوضات مع السعودية إلى المستوى السياسي من المحتمل أن نشهد تقدما سريعا"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا".
وقال سفير السابق لطهران في بغداد إنه خلال المحادثات الإيرانية السعودية التي جرت الأسبوع الماضي، اتفق الجانبان على "خارطة طريق للمحادثات المستقبلية".
أطلع إيرج مسجدي، سفير السابق لإيران في العراق، وسائل الإعلام الإيرانية على الجولة الأخيرة من المحادثات بين إيران والسعودية لتطبيع العلاقات، معلنا عن "اتفاق ثنائي على خارطة طريق للمحادثات المستقبلية"، وردا على سؤال حول إعادة فتح السفارتين قال: "إن عملية المفاوضات المستقبلية ستحدد ما إذا كانت قضية إعادة فتح السفارات ستتحقق أم لا، وهذا مرهون بالمفاوضات المقبلة".
وبحسب وكالة أنباء إيرنا، قال السيد مسجدي: "في الجولة الأخيرة من المحادثات، كان من المهم أن يكون للأطراف إطار عمل متفق عليه للمستقبل، وهذا معيار إيجابي ينير المسار المستقبلي لـ" كلا الجانبين. "
وبحسب السيد مسجدي، اتفق البلدان أيضا على مناقشة "الإجراءات والتعاون الثنائي، مثل الحج وقضية سفارتي الجانبين".
وبحسب موقع أكسيوس، ركزت الجولة الخامسة من المحادثات بين كبار مسؤولي الأمن والاستخبارات من إيران والمملكة العربية السعودية على تحديين رئيسيين: تطبيع العلاقات بين البلدين والحرب اليمنية.
وأشار التقرير إلى إصرار طهران على إعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات، قائلاً إن "الرياض دعت أولاً إلى مزيد من الإجراءات العملية".
يدعي أكسيوس أن المملكة العربية السعودية وافقت على السماح لإيران بإعادة فتح سفارتها في الرياض، ولكن فقط للأنشطة المتعلقة بمنظمة التعاون الإسلامي، ومقرها جدة.
كما نقل أكسيوس عن "مصدر مطلع" للمحادثات الإيرانية السعودية في المنطقة قوله لموقع Amvajmedia الإلكتروني إن الجانبين قررا "إرسال وفد إلى الدولة الأخرى خلال الثلاثين يوماً المقبلة لبحث إعادة فتح السفارتين.. "
خلال المحادثات، وافقت المملكة العربية السعودية أيضًا على السماح لنحو 40 ألف حاج إيراني بدخول البلاد لأداء فريضة الحج هذا العام في يوليو.
وبحسب التقرير، فإن مسؤولين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية سيلتقون مرة أخرى في بغداد في "الأسابيع المقبلة".
وبحسب أكسيوس، كانت قضية الحرب اليمنية إحدى الأولويات الرئيسية للمملكة العربية السعودية في هذه المفاوضات. ودعا مبعوثو إيران إلى دور أكثر إيجابية في تسهيل تمديد اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن.
اتفقت أطراف النزاع اليمني لأول مرة خلال حرب البلاد التي استمرت سبع سنوات على وقف إطلاق النار لمدة شهرين قابلة للتجديد في 4 أبريل (الأول من شهر رمضان)؛ لكن التقارير تشير إلى أنه على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، واصل الحوثيون المدعومون من الجمهورية الإسلامية الإيرانية هجماتهم في أجزاء مختلفة من اليمن، حيث أبلغت مصادر حكومية يمنية عن ما لا يقل عن 80 انتهاكًا لوقف إطلاق النار حتى يوم الثلاثاء الماضي.
وأشار أكسيوس في نهاية تقريره إلى أن "الأجواء البناءة" الحالية في المفاوضات بين إيران والسعودية تعتمد بشكل كبير على التقدم في ملف اليمن، أي تمديد وقف إطلاق النار والتحرك نحو محادثات السلام.