دونالد ترامب ونهاية النهاية
عبد الامير رويح
2021-01-10 08:14
يواصل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي يرفض الإقرار بهزيمته في الانتخابات الاخيرة، حربه الاعلامية ضد الرئيس الامريكي المنتخب الديمقراطي جو بادين، من خلال التشكيك المستمر بنتائج الانتخابات على الرغم من عدم وجود أي دليل على حدوث تزوير واسع النطاق قد يكون شاب انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، هذه الحرب الجديدة اثارت قلق ومخاوف الكثير داخل وخارج الولايات المتحدة، خصوصا بعد الاحداث الاخيرة وما اعقبها من تطورات خطيرة بعد اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول في محاولة لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها منافسه جو بايدن. الذي حمل ترامب وكما نقلت بعض المصادر مسؤولية أحداث الكونغرس. ولقي أربعة أشخاص من المدنيين حتفهم أثناء الهجوم، وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن ضابط شرطة توفي متأثرا بجراحه.
ونشر ترامب مقطع فيديو جديدا عبر فيه عن غضبه إزاء أعمال العنف والفوضى التي شهدها مقر الكونغرس.وقال ترامب إنّ المحتجين "دنّسوا مقر الديمقراطية الأمريكية"، مؤكدا على أنه "ساخط" إزاء الهجوم. وأضاف أن العواطف كانت في ذروتها بسبب الانتخابات، وأنّ الوقت قد حان الآن لاستعادة الهدوء. ودعا ترامب إلى "المصالحة"، وقال إن الوقت قد حان كي يعمل الأمريكيون معا لهزيمة الوباء وإنعاش الاقتصاد.
ويرى بعض المراقبين ان الرئيس المنتهية ولايته، سيظل يشكل خطًرا على الأمن القومي لأمريكا. خصوصاً وانه قد سعى وخلال الفترة السابقة، التي استطاع فيها وعلى الرغم من سجله الكارثي في أزمة كورونا، والركود الذي كلف أكثر من 11 مليون وظيفة، توسيع قاعدته الجماهيرية، الى تعميق الانقسام داخل المجتمع الامريكي، وقال ترامب في تغريدة على تويتر "لكل من سألني.. أنا لن أحضر مراسم التنصيب في 20 يناير".
وجاء إعلان ترامب بعد ساعات من تغريدة أقر فيها ضمنيا بخسارته في الانتخابات وتعهد بانتقال سلس للسلطة وسط تنامي الضغوط والدعوات لعزله من منصبه قبل أيام من انقضاء فترة ولايته. وكانت أحداث العنف التي وقعت قد جاءت بعد ساعات من تشجيع ترامب لأنصاره بالتصدي لنتائج الانتخابات بينما كان الكونغرس يصادق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في انتخابات نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي.
إجراءات مساءلة ترامب
يستعد أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي لبدء إجراءات مساءلة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب. ويخطط ثلاثة من أعضاء الكونغرس - تيد ليو وديفيد سيسلين وجيمي راسكينل - لتقديم مواد مساءلة ترامب. وتتضمن مسودة المساءلة اتهامات لترامب بارتكاب مخالفات وجرائم، إذ تقول إن تعليقاته أسفرت عن تصرفات غير قانونية عندما اقتحم أشخاص مقر الكونغرس أثناء اجتماع المشرعين للمصادقة على نتيجة الانتخابات.
وإذا صوت المجلس لتمرير مسودة المساءلة، ستنتقل الإجراءات إلى مجلس الشيوخ، ليتخذ قرارا بشأن إدانة ترامب. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن إجراءات مساءلة ترامب ستزيد من حالة الانقسام. وفي غضون ذلك، قالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إنها تحدثت إلى القائد العسكري الأمريكي البارز الجنرال مارك ميلي بشأن الاحتياطات اللازمة لمنع ترامب من الأمر بشن حرب أو ضربة نووية.
واتهم العديد من الأشخاص فيما يتعلق بأحداث العنف واقتحام مقر الكونغرس، ومن بينهم سياسي من ويست فرجينيا صور نفسه على الهواء وهو يدخل المبنى، ورجل احتل مقعد بيلوسي في مكتبها. وقال الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إن ترامب شجع من وصفهم بأنهم الغوغاء والعصابات على اقتحام الكونغرس. وأضاف بايدن أن مقتحمي الكابيتول، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، كانوا "إرهابيين محليين".
وفي إشارة إلى خطط الديمقراطيين لمساءلة ترامب، قال بايدن إن أفضل طريقة لعزله هي إتمام مراسم تنصيبه في العشرين من يناير/ كانون الثاني. وقال إن تعليق ترامب بأنه لن يحضر مراسم تنصيبه كان أحد الأشياء القليلة التي اتفق عليها الرجلان على الإطلاق. وقالت الشرطة إن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم لأسباب تتعلق بأعمال الشغب، من بينهم بريان سيكنيك، وهو ضابط من عناصر الشرطة التي تحمي مقر الكونغرس الأمريكي، كان قد "أصيب بجروح خلال اشتباكه مع المحتجين".
في غضون ذلك، حث زعيما الديمقراطيين في الكونغرس- رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر- نائب الرئيس مايك بنس وأعضاء حكومة ترامب على إقالة الرئيس بسبب " تحريضه للتمرد". وقالا في بيان مشترك إن "أفعال الرئيس الخطرة والمحرضة على الفتنة تقتضي إقالته الفورية من منصبه".
ودعا الزعيمان إلى عزل ترامب من منصبه باستخدام التعديل الخامس والعشرين للدستور، الذي يتيح لنائب الرئيس تولي صلاحيات الرئيس إذا كان الأخير غير قادر على أداء مهامه بسبب مرض عقلي أو جسدي. لكن ذلك سيتطلب من بنس وثمانية أعضاء في حكومته على الأقل التخلي عن ترامب وتفعيل التعديل، وهو أمر يبدو حتى الآن أن من المستبعد أن يقوموا به. ومن المقرر أن يغادر ترامب منصبه في 20 يناير/ كانون ثاني الحالي، عندما يؤدي بايدن اليمين الدستورية كرئيس للبلاد. بحسب بي بي سي.
وأشارت بيلوسي إلى أنه إذا لم يتحرك نائب الرئيس، فإنها ستدعو مجلس النواب إلى الانعقاد للبدء بالمداولات الخاصة بمحاولة عزل الرئيس ترامب للمرة الثانية. لكن من أجل أن ينجح الديمقراطيون في إدانة الرئيس وعزله من منصبه، فإنهم سيحتاجون إلى موافقة أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ، وليس هناك من دلائل على نجاحهم في تأمين تلك الأعداد. ومن غير الواضح ما إذا كان لا يزال لديهم الوقت الكافي لتنفيذ هذه العملية. وقالت تقارير إعلامية، نقلاً عن مصادر لم تسمها، إن ترامب ألمح إلى معاونيه بأنه يفكر بمنح عفو لنفسه خلال الأيام الأخيرة من رئاسته. لكن مدى قانونية هذه الخطوة ما زال غير معروف حتى الآن.
إسكات ترامب
الى جانب ذلك علقّت مواقع فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وسناب شات حسابات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عليها بعد مخاطبته مؤيدين له هاجموا مبنى الكونغرس. وفي رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي للمتظاهرين قال ترامب: "أنا أحبكم" قبل أن يطلب منهم العودة إلى ديارهم. كما كرر مزاعم كاذبة حول تزوير الانتخابات. وأغلق موقع تويتر حساب ترامب لمدة 12 ساعة، وقال إنه ما لم تُحذف تغريدات الرئيس المنتهية ولايته، فسيظل حسابه مغلقا، مما يعني الحيلولة بين ترامب والتغريد على صفحة @realDonaldTrump
وقال الموقع إنه طالب بإزالة ثلاث تغريدات لـ "انتهاكها سياسة النزاهة المدنية الخاصة بنا بشكل خطير". وقالت الشركة إن حساب الرئيس سيبقى مغلقا إلى الأبد، إذا لم تتم إزالة التغريدات. وأضافت أن "الانتهاكات المستقبلية لقواعد تويتر ... ستؤدي إلى تعليق دائم لحساب وهذا يعني أن أيام دونالد ترامب على تويتر قد تكون معدودة، إذ لا يُعرف الرئيس بإيلاء اهتمام كبير لإرشادات مجتمع موقع تويتر.
في غضون ذلك، حظر موقع فيسبوك حساب ترامب لمدة 24 ساعة، كما أزال موقع يوتيوب الفيديو أيضا. وقال فيسبوك: "أزلناه لأننا نعتقد أنه يسهم في خطر استمرار العنف بدلا من تقليله". وبالمثل حذف تطبيق إنستاغرام فيديو الرئيس ترامب وأغلق حسابه على التطبيق لمدة 24 ساعة، حسبما ورد في تغريدة لـ آدم موسيري، رئيس إنستاغرام المملوكة لشركة فيسبوك. وانضم تطبيق سناب شات إلى منصات التواصل المشار إليها آنفا مغلقا حساب ترامب.
كما حذف موقع يوتيوب فيديو الرئيس ترامب المشار إليه، قائلا إنه انتهك سياسة الموقع الخاصة بالمحتوى. ولم يتخذ موقع يوتيوب مزيدا من الإجراءات الفورية ضد حساب الرئيس ترامب. واقتحم أنصار ترامب مقر الكونغرس الأمريكي واشتبكوا مع الشرطة، وأدى العنف إلى توقف جلسة الكونغرس حول التصديق بفوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية. وفي مجلسي النواب والشيوخ، طعن الجمهوريون في التصديق على نتائج انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقبل أعمال العنف، قال الرئيس ترامب لمؤيديه في متنزه "ناشونال مول" في واشنطن أن الانتخابات قد سُرقت. وبعد ساعات، ومع تصاعد العنف داخل وخارج مبنى الكابيتول، ظهر على شريط فيديو وكرر "الادعاء الكاذب"، بحسب موقعي فيسبوك وتويتر. وقال ترامب للمتظاهرين: "أحبكم"، ووصف الأشخاص الذين اقتحموا مبنى الكابيتول بأنهم "وطنيون". وقال موقع يوتيوب إنه أزال الفيديو لأنه "ينتهك سياساتتنا بشأن نشر تزوير الانتخابات". ولم يقم موقع تويتر في البداية بإزالة الفيديو، وبدلا من ذلك أزال خاصية القدرة على إعادة التغريد، والإعجاب والتعليق عليه وعلى تغريدة أخرى. لكن موقع التواصل الاجتماعي أزالهم لاحقا، وأوقف حساب الرئيس المنتهية ولايته.
وقال تويتر: "لقد قيدنا بشكل كبير التفاعل مع التغريدات المصنفة (سلبية) ضمن سياسة النزاهة المدنية الخاصة بنا بسبب مخاطر العنف". وقال موقع فيسبوك: "الاحتجاجات العنيفة في مبنى الكابيتول اليوم وصمة عار. نحظر التحريض والدعوة للعنف على منصتنا. نحن نراجع بنشاط ونزيل أي محتوى يخالف هذه القواعد". وأضاف فيسبوك أنه يبحث حاليا عن المحتوى الذي يحرض على اقتحام مبنى "الكابيتول هيل" ويزيله. بحسب بي بي سي.
وكان لدى يوتيوب بالفعل سياسة لإزالة الأخبار المزيفة حول التزوير الجماعي للانتخابات، والتي طبقها على الرئيس. يذكر انه قد تم تنظيم مسيرة مؤيدي ترامب جزئيا عبر الإنترنت، بما في ذلك مجموعات وصفحات على فيسبوك. هذا ومن من المرجح أن يسعى الرئيس المنتخب، جو بايدن، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد نظريات المؤامرة والتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما يتولى منصبه.
اقتحام الكونغرس
في السياق ذاته وبينما تركز وسائل الإعلام على دور الرئيس دونالد ترامب في اقتحام مناصريه لمبنى الكونغرس، لم يتم تسليط الضوء كثيراً على الجهات والمنظمات التي ينتمي إليها هؤلاء. كان بعضهم يحمل شعارات وأعلاماً لها علاقة بأفكار وجماعات محددة لكن على أرض الواقع هناك تداخل كبير بينها من حيث التنظيم والأفكار والتوجهات. وتُظهر الصور أفراداً لهم صلة بمجموعة من الجماعات المتطرفة واليمينية وأنصار نظريات المؤامرة الغريبة المنتشرة عبر الانترنت وكثيرون منهم ينشطون منذ فترة طويلة على الإنترنت وفي التجمعات المؤيدة لترامب.
وتظهر إحدى أكثر الصور غرابة والتي انتشرت بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رجلاً يرتدي قبعة من الفرو وعليها قرنان وقد صبغ وجهه بألوان العلم الأمريكي ويحمل في يده العلم الأمريكي. هذا الشخص هو جيك أنجيلي وهو مؤمن معروف بنظرية المؤامرة التي لا أساس لها من الصحة كيو أي نون (َِ QAnon) ويطلق على نفسه لقب شامان كيو أي نون.
وتظهر وسائل التواصل الاجتماعي حضوره للعديد من انشطة QAnon ونشر مقاطع فيديو على يوتيوب يتحدث فيها حول مؤامرات الدولة العميقة. وتم تصويره في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وهو يلقي خطاباً في مدينة فينيكس بولاية أريزونا حول مزاعم تزوير الانتخابات الماضية. وصفحته الشخصية على موقع فيسبوك مليئة بالصور والميمات المتعلقة بجميع أنواع الأفكار المتطرفة ونظريات المؤامرة.
وأفراد جماعة الاولاد الفخورون اليمينية المتطرفة شاركوا ايضاً في اقتحام مبنى الكابيتول. وتأسست الجماعة عام 2016 وهي مناهضة للمهاجرين وجميع أفرادها من الذكور. وفي المناظرة الرئاسية الأولى في الولايات المتحدة خاطبهم ترامب رداً على سؤال حول العنصريين للبيض والميليشيات المؤيدة قائلاً: "الأولاد الفخورون، توقفوا وقفوا جانباً". ونشر عضو الجماعة نيك أوشز تغريدة له مع صورة سيلفي داخل المبنى قائلاً : "مرحباً بكم من مبنى الكابيتول". كما قام بتصوير بث مباشر من داخل المبنى. ويصف أوشز نفسه في تطبيق المراسلة تليغرام بأنه "كبار الأولاد الفخورين من هاواي".
كما تم رصد وجود عدد من الأفراد الذين لديهم عدد كبير من المتابعين على الإنترنت في الاحتجاجات. وكان من بينهم شخصية وسائل التواصل الاجتماعي تيم جيونيت الذي يحمل الاسم المستعار "Baked Alaska". وشاهد آلاف الأشخاص بثه المباشر من داخل مبنى الكابيتول وهو يتحدث إلى متظاهرين آخرين. وهو من المؤيدين لترامب وبات صاحب شهرة بسبب لعبه دور ترول على الإنترنت دفاعاً عن ترامب.
وقد وصفه مركز قانون الفقر الجنوبي، منظمة أمريكية غير ربحية للدفاع عن القانون، بأنه "قومي أبيض" لكنه ينفي عن نفسه هذه الصفة. وحظر موقع يوتيوب قناته في أكتوبر بعد أن نشر مقاطع فيديو لنفسه وهو يضايق عمال المتاجر ويرفض ارتداء قناع الوجه خلال جائحة فيروس كورونا.
والصورة التي انتشرت على نطاق واسع لرجل داخل مكتب رئيسة مجلس النواب الديمقراطية البارزة نانسي بيلوسي كانت لريتشارد بارنيت من أركنساس. وخارج مبنى الكابيتول قال بارنيت لصحيفة نيويورك تايمز إنه أخذ مغلفاً من المكتب وقال إنه ترك لها ملاحظة وصفها فيها بكلمة بذيئة. ورداً على ذلك قال عضو الكونغرس الجمهوري ستيف ووماك عبر تويتر: "لقد شعرت بالقرف عندما علمت أن من قام بذلك أحد الناخبين في دائرتي". وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن بارنيت عضو في مجموعة تدعم حقوق امتلاك السلاح وأنه تمت مقابلته في تجمع لمجموعة "أوقفوا السرقة" التي ظهرت بعد الانتخابات الرئاسية وترفض قبول فوز جو بايدن وتؤيد مزاعم الرئيس بوقوع تزوير في الانتخابات.
بينما كانت الأحداث لا تزال تدور في مبنى الكابيتول كان العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أولئك المرتبطين بـ QAnon وأنصار الرئيس ترامب يزعمون أن محرضين من جماعة أنتيفا اليسارية متورطون في اقتحام المبنى. وأوحوا أن هؤلاء النشطاء كانوا متنكرين في زي أنصار ترامب للإساءة إليهم. وزعم عدد من السياسة الجمهوريين البارزين مثل النائب مات جايتس أن أعضاء أنتيفا تنكروا في هيئة مؤيدي ترامب.
وجاء في منشور تم تداوله على نطاق واسع أن أحد المتظاهرين كان يحمل وشم "مطرقة شيوعية" كدليل على أنه لم يكن من مؤيدي ترامب. وعند الفحص الدقيق تبين أن الرمز مصدره سلسلة ألعاب فيديو. وكانت هناك أيضاً تلميحات بأن أنجيلي، الرجل صاحب قبعة الفرو والقرنين هو من مؤيدي جماعة حياة السود مهمةBlack Lives Matter وانه حضر احد تجمعات هذه الجماعة في ولاية اريزونا. وبالفعل حضر أنجيلي ذلك التجمع لكن كمتظاهر مناهض للجماعة وفي الصور التي التقطت له هناك شوهد وهو يحمل لافتة QAnon.
وكان أحد مثيري الشغب على الأقل يحمل علم الكونفدرالية، والذي يمثل الولايات الأمريكية التي دعمت استمرار العبودية خلال الحرب الأهلية الأمريكية. لهذا السبب يعتبره الكثيرون رمزاً للعنصرية، وكانت هناك دعوات لحظره في جميع أنحاء الولايات المتحدة فيما يرى آخرون أنه جزء مهم من تاريخ جنوب الولايات المتحدة. في يوليو / تموز الماضي تم حظر رفع العلم في المنشآت والمقرات العسكرية الأمريكية كونه مصدر إنقسام.
ودافع الرئيس ترامب عن استخدام العلم الكونفدرالي في الماضي قائلاً: "أعرف أشخاصاً يحبون العلم الكونفدرالي ولا يفكرون في العبودية .... أعتقد أن ذلك مجرد حرية تعبير". كما كان هناك متظاهرون يرفعون أعلاماً كبيرة عليها أفعى ملفوفة على خلفية صفراء، غالباً ما تكون مصحوبة بعبارة "لا تطأني". يُعرف هذا بعلم جادسدن ويعود إلى الثورة الأمريكية والحرب لطرد المستعمرين البريطانيين.
وتم تبنيه من قبل الليبرتاريين، دعاة الحرية المطلقة في السبعينيات وفقاً لمقال نُشر في صحيفة نيويوركر وأصبح مؤخراً رمزاً مفضلاً لنشطاء حزب الشاي المحافظين. وتقول البروفيسورة مارغريت وير، خبيرة العلوم السياسية في جامعة براون، إن العلم بات رمزاً لليمين على مدى العقدين الماضيين. كما أنه يستخدم من قبل الجماعات المناهضة للحكومة والمتطرفين البيض وهي الجماعات التي تتبنى العنف.