فرنسا هولاند.. بين الصعود كقوة عالمية أو الهبوط في مستنقع الأزمات
كمال عبيد
2015-05-12 07:03
أظهرت التطورات السياسية والامنية والاقتصادية المتلاحقة أقليميا ودوليا، مؤشرات حقيقية لسباق نفوذ محتدم بين القوى الكبرى في هذه المنطقة ولاسيما فرنسا، والغاية من هذا السباق تعزيز الهيمنة على بلدان تشهد صراعات سياسية واضطرابات امنية على غرار السعودية، كما أصبح فرانسوا هولاند أول رئيس فرنسي يزور كوبا مستغلا الزيارة لبناء علاقات تجارية واقتصادية بين البلدين، لذا تسعى فرنسا لضمان مصالحها الاستراتيجية السياسية والاقتصادية في اسيا وامريكا اللاتينية وحتى روسيا ففي وقت لاحق من هذا العام جرت محادثات بين الرئيسين الروسي والفرنسي بمناخ بناء وبراغماتي، الذي تفتقد له العلاقات بين روسيا والدول الأوروبية في الوقت الراهن، وحسب بعض المراقبين إن الرئيسين أشارا إلى ضرورة الحيلولة دون تدهور العلاقات الروسية الفرنسية، التي تعتبر غنية جدا من جوانب مختلفة.
لذا يرى الكثير من المحللين أن رئيس فرنسا، حاول أن يلعب جميع الأوراق الدبلوماسية بصبغة اهتمام واضح على الصعيديين المحلي والدولي، لكن في الآونة الاخيرة زادت الخلافات الدولية مع أمريكا بسبب صفقاتها الجديد من دول الخليج، فقد شارك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يقوم بزيارة إلى قطر والسعودية في القمة الخليجية بالرياض، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس غربي في مثل هذه الأعمال، وطمأن فرانسوا هولاند دول الخليج العربي إزاء ما يحدث في اليمن المجاور والنووي الإيراني.
بينما يرى بعض المحللين انه على الرغم من المكاسب على صعيد السياسة الخارجية التي حققها الرئيس الفرنسي، الا انها مازالت رهن تطور الاحداث وتغيرها، كذلك يواجه الرئيس الفرنسي صراعا خفيا على الصعيد الداخل، إذ يخشى خصوم هولاند السياسيون من مساعيه وطموحاته في سحب بساط الحكم من تحتهم وتوجيه ضربات سياسية تحت الحزام في الانتخابات الفرنسية القادمة.
وعليه فان المعطيات آنفة الذكر تظهر ان فرنسا الحالية تحت قيادة هولاند تتأرجح مابين الصعود كقوة عالمية عظمى أو قد تكون عرضة لأزمات سياسية واقتصادية تمهد الطريق لانتكاسة جديدة قد تكلف الفرنسيين خسائر كبيرة على الأصعدة كافة.
هولاند في كوبا
في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس فرنسي منذ أكثر من قرن، ولزعيم غربي منذ الإعلان عن التقارب الأمريكي الكوبي، وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى هافانا، وسيدافع هولاند خلال هذه الزيارة عن مصالح فرنسا وأوروبا في الجزيرة. بحسب فرانس برس.
وخلال الزيارة وهي أيضا الأولى لرئيس غربي منذ الإعلان عن تقارب بين كوبا والولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، سيدافع هولاند عن مصالح فرنسا وأوروبا في جزيرة بدأ راؤول كاسترو بإدخال إصلاحات تدريجية عليها، ومن ناحيته، كان الرئيس راؤول كاسترو الذي سيلتقي نظيره الفرنسي، في طريق عودته إلى كوبا بعد زيارة إلى روسيا وإيطاليا حيث التقى خصوصا البابا فرنسيس.
هولاند وأوباما وصراع شرطي المنطقة
لا يخفي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سعادته بالاختراق الكبير الذي حققه في علاقاته مع السعودية بجعلها "الشريك الأساسي" لبلاده في المنطقة. ويعتبر أنه ومنذ أول زيارة له إلى الرياض عام 2012 بدأ بتصحيح "خلل" سببه اعتماد سلفه نيكولا ساركوزي على قطر على حساب السعودية، إذ "لم تختر فرنسا الشريك الأكبر في الخليج"، وفق تعبير أوساط الرئيس الفرنسي. بحسب فرانس برس.
وترى أوساط الرئاسة الفرنسية في دعوة هولاند للمشاركة في قمة الدول الخليجية قبل قمة كامب ديفيد لزعماء الخليج مع أوباما (13 و14 أيار/مايو)، رسالة تحذير خليجي إلى الأمريكيين لمحاولة "ممارسة نوعا من الضغط على إدارة أوباما فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران"، فالاتفاق المرتقب بين طهران والدول الغربية قبل 30 حزيران/يونيو المقبل يبقى الهاجس الأساسي لدول الخليج التي تخشى أن تدفع ثمن رفع الحظر المفروض على إيران منذ سنوات. و"استعادة طهران لأموالها المجمدة في الخارج (أكثر من 150 مليار دولار) قد يساعدها على تعزيز قدراتها التسليحية بما ينعكس مزيدا من الدعم لحلفائها في المنطقة".
وبحسب مصدر فرنسي تجد الرياض في باريس "شريكا ذا مصداقية يدافع عن موقفها" لتجنب هكذا سيناريو، ويمكنها بهذا أن تقول للأمريكيين إن "لديها فرنسا وعليكم ألا تجعلونا نبتعد عنكم".
وفي التفاصيل، فإن الخلافات بين باريس وواشنطن بشأن المفاوضات مع طهران أكثر من "لغوية"، حسب تعبير الأوساط الرئاسية الفرنسية التي توضح أن باريس وواشنطن "تريدان التسوية مع إيران لكن الفارق هو أن البرلمان الفرنسي لا يشكل عقبة أمام الدبلوماسية كما يفعل الكونغرس في الولايات المتحدة".
ويتركز التباين الفرنسي ـ الأمريكي الآن حول نقطتين أساسيتين: الأولى آلية ووتيرة رفع العقوبات التي تصر طهران على أن تكون شاملة وفورية فيما ترى باريس ـ حسب أوساطها ـ أن رفع العقوبات لا يمكن أن يتم إلا تدريجيا وبناء على عمليات تفتيش ومراقبة دقيقة للتحقق من التزام طهران بالاتفاق بحيث ترفع العقوبات جزئيا وتدريجيا، فيما تبدي إدارة أوباما مرونة لجهة إمكانية رفع العقوبات والتفتيش فيما بعد.
وتدعم الأوساط الفرنسية موقفها بالإشارة إلى موقف واشنطن من العقوبات على روسيا. فالمسألة بالنسبة لباريس تتعلق بـ"مبدأ العقوبات نفسه. الأمريكيون يقولون إنه لا يجب رفع العقوبات عن روسيا مباشرة بعد اتفاق مينسك (بشأن أوكرانيا) فلماذا نرفعها إذا بمجرد الاتفاق مع إيران"، وتعتبر باريس أن موقفها هذا يساعد الأمريكيين بشكل من الأشكال للضغط على "الإيرانيين" ودفعهم إلى القبول بشروط صارمة في الاتفاق.
أما النقطة الثانية المرتبطة بالمفاوضات مع طهران، والتي طمأن هولاند حلفاءه في الخليج بشأنها، فتتعلق أساسا بدور طهران في المنطقة، صحيح أن واشنطن وبقية الدول ومنها فرنسا لم تشأ ربط المفاوضات النووية مع قضايا المنطقة، إلا أنه "بموازاة المفاوضات لابد من تصرفات تساعد على حل الأزمات ولاسيما في اليمن وسوريا"، وفق الأوساط الفرنسية التي ترى أن المفاوضات النووية يجب أن "تدفع إيران إلى الانخراط بمسار تهدئة"، في المنطقة.
وإذ تستبعد هذه الأوساط أن تتحول مسألة القضايا الإقليمية إلى شروط مسبقة في المفاوضات، إلا أنها ستطرح في لحظة غير بعيدة على ضوء الأوضاع المتفجرة في أكثر من ساحة يمكن أن تؤثر طهران فيها، كسوريا واليمن والعراق ولبنان. فباريس ترى مثلا أن إيران تعرقل انتخاب رئيس في لبنان بسبب إصرار حزب الله على ترشيح العماد ميشال عون.
باريس تتحرك في المنطقة من خلال نافذة أحدثتها "رغبة واشنطن بألا تكون في الخطوط الأمامية" ولهذا تستبعد استياء أمريكيا من "هجومها الدبلوماسي" على الخليج الذي بدأ يثمر صفقات (24 مقاتلة رافال لقطر، ووعود سعودية بصفقات بعشرات المليارات). وترى المصادر أن "الأمريكيين بحاجة لنا من أجل الاتفاق النووي ولا رغبة لديهم في أن يكونوا في الخطوط الأمامية ونحن حاضرون لأن الدول العربية ترى أن أمريكا تبتعد وهي بحاجة لشريك أكثر حضورا يتمتع بمصداقية". ولا تتردد أوساط هولاند بالقول إن "أوباما لم يشأ يوما أن يكون شرطي المنطقة" ويختلف بهذا عن سلفه بوش.
الزيارة التي وصفها هولاند بـ"الاستثنائية" جاءت تتويجا لخيارات دبلوماسية دافع عنها منذ ثلاث سنوات، وتمايز فيها عن واشنطن في أكثر من ملف. فإصراره على التدخل العسكري في سوريا عام 2013 بعد الهجوم الكيميائي، بقي محط تقدير الرياض، فيما فضل أوباما حلا دبلوماسيا عبر تسليم الترسانة الكيماوية السورية، تراجع أوباما عن الحرب سبق وأن اعتبره هولاند من أصعب اللحظات خلال ولايته.
واليوم ترى المصادر الفرنسية أن تراجع أوباما آنذاك ترك تساؤلات عما "تريد أن تفعله واشنطن في المنطقة"، وترى أن السعودية وقطر تعتقدان بأن دعم مجموعات معارضة لتوجيه ضربات مؤلمة للنظام السوري ستدفعه للتفاوض في جنيف 3 والقبول بمرحلة انتقالية لا تشمل الرئيس بشار الأسد بل "عناصر من النظام مع المعارضة".
وإضافة لجملة المواقف التي قربت باريس من شركائها السعوديين (بما فيها دعمهم في اليمن) اتباع هولاند وفريقه أسلوبا مختلفا في التفاوض يقوم على كسب ثقتهم دون فتح موضوع الصفقات والاستثمارات. فوزير الدفاع جان إيف لودريان يزور الخليج مرة في الشهر على الأقل، وليحصل على صفقة الرافال كان يتحدث بكل شيء مع القطريين، من كرة القدم إلى تربية الخيول وينتظر أن يفتح محاوروه موضوع الصفقات. اسلوب يتبعه الآن مع الإمارات في المفاوضات حول الرافال. وكذلك مع السعودية، اختار المسؤولون الفرنسيون كسب ثقة قادة السعودية بالسياسة وعدم التطرق إلى موضوعات "مزعجة" كحقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكل عام. فحتى عندما طرح سؤال على هولاند حول الإعدام بقطع الرؤوس (خمسة إعدامات نفذت خلال زيارته) اكتفى بالقول بأنه يؤيد ويناضل لإلغاء عقوبة الإعدام في العالم. وتجنب الحديث علنا عن التغيرات الأخيرة في الحكم السعودي فيما قالت أوساطه إنها تمثل "تجديدا" عبر إدخال شباب إلى الحكم، وتظهر قدرة الملك سلمان على اتخاذ قرارات حاسمة. ومعظم الملفات تبحثها باريس الآن مع ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي يرأس لجنة مشتركة ستجتمع الشهر المقبل في باريس لتعزيز الاستثمارات مع فرنسا، التي تأمل نتائج ايجابية على اقتصادها، وتتبع مقولة كررتها أوساط هولاند "كلما تحدثنا أقل نكسب أكثر".
هولاند في القمة الخليجية
فقد وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند 4 مايو/أيار إلى الرياض في زيارة إلى السعودية تستغرق يومين لبحث الملفات السياسية والاقتصادية الثنائية وسبل تعزيزيهما، وتأتي الزيارة في وقت تقود فيه السعودية تحالفا عسكريا يضم عدة دول عربية ضد الحوثيين في اليمن وفي وقت لا تزال فيه المحادثات بين دول 5+1 وإيران متواصلة بشأن برنامجه الأخيرة النووي.
ملفات أخرى كانت على طاولة المحادثات بين الطرفين، من بينها الملف السوري وتهديدات "الدولة الإسلامية" الإرهابية وسبل التصدي لها في سوريا والعراق وفي مناطق أخرى من العالم، وكان فرانسوا هولاند بدأ زيارته في دولة قطر أمس الاثنين صباحا حيث وقع عقد بيع 24 طائرة عسكرية من نوع "رافال" للدوحة بقيمة 6 مليارات دولار. بحسب فرانس برس.
وفور وصوله إلى الرياض، التقى الرئيس الفرنسي بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لجأ إلى الرياض هربا من الحرب الدائرة في بلاده، في الملف الإيراني، أكد فرانسوا هولاند والملك سلمان بن عبد العزيز ضرورة التوصل قبل 30 حزيران/يونيو المقبل إلى اتفاق متين ودائم يمكن التثبت منه ولا يمكن الطعن فيه وملزم لإيران ويضمن عدم امتلاكها السلاح النووي، هذا، وأشادت الرياض بحزم فرنسا في المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي الذي يشتبه بأنه يخفي شقا عسكريا بهدف تصنيع القنبلة الذرية.
وفيما يتعلق بالوضع في اليمن، أكد فرانسوا هولاند للملك سلمان بن عبد العزيز "أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الذي يطلب من الحوثيين الشيعة الانسحاب من جميع المناطق التي سيطروا عليها منذ بدء هجومهم في تموز/يوليو 2014، كما عبر أيضا عن استعداد فرنسا لدعم فكرة تنظيم مؤتمر للسلام يشمل كل أطراف النزاع اليمني في الرياض، لكن إيران والحوثيين يرفضون أي لقاء ينظم في السعودية".
وعلى المستوى الاقتصادي، تتطلع فرنسا إلى تعزيز شراكتها التجارية والاقتصادية مع الرياض. وفي هذا الخصوص، أعلن وزير الخارجية لوران فابيوس، الذي يرافق هولاند إلى الخليج مع وزير الدفاع جان إيف لودريان، أن بلاده تبحث مع السعودية 20 مشروعا اقتصاديا بقيمة عشرات مليارات اليورو في حال تمت الموافقة عليها كلها".
لكن لم يكشف لوران فابيوس عن نوعية هذه المشاريع واكتفى بذكر البعض منها، مثل قطاع الأسلحة والطاقة سواء كانت شمسية أو نووية ومشاريع أخرى تخص مجال الطيران المدني والبنى التحتية الخاصة بالمواصلات، لا سيما في مدينتي مكة وجدة وفي مجال الصحة وغيرها من الاتفاقيات.
وقال فابيوس أمام الصحافيين "إنها مشاريع بالغة الأهمية وتعني أن الشراكة بين فرنسا والسعودية انتقلت إلى مستوى أعلى مع نتائج ملموسة للغاية" مشيرا إلى إبداء القيادة السعودية الجديدة تصميما على "المضي قدما وبسرعة" لتنفيذها.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الفرنسي، الذي يعتمد على "الدبلوماسية الاقتصادية" لتصدير المنتجات الفرنسية إلى الخارج والعيش الفرنسي، أن لجنة اقتصادية مشتركة فرنسية سعودية ستجتمع في حزيران/يونيو المقبل ثم في شهر تشرين الأول/أكتوبر في إطار منتدى أعمال فرنسي سعودي لتقييم المشاريع ومدى تطورها على أرض الواقع.
واعترف فابيوس بأن العلاقات بين باريس والرياض تسارع نموها في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن دبلوماسيين فرنسيين قاموا في السابق بعدة زيارات إلى السعودية من أجل تمهيد الطريق لزيارة فرانسوا هولاند، هذا، وشارك هولاند في أعمال القمة الخليجية وهي المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس غربي منذ إنشاء مجلس التعاون في 1981.
ودون أن يذكر اسم فرنسا، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني الزيارة التي قام بها فرانسوا هولاند إلى الخليج وتساءل كيف يمكن لبعض البلدان الغربية أن تتباهى ببيع أسلحة لدول المنطقة بمليارات الدولارات في حين تواجه هذه الدول موجات من العنف"، مضيفا في الحقيقة هذه الدول الغربية تريد أن تخلق فرص عمل جديدة في مجال صناعة الأسلحة وذلك بقتل أناس ببغداد وصنعاء وسوريا؟.
هولاند ينتقد سياسة سلفه
من جهة أخرى دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بعد وصوله إلى بروكسل للمشاركة في القمة الأوروبية الإستثنائية المخصصة لبحث مسألة المهاجرين السريين، إلى "إصلاح أخطاء الماضي" في ليبيا، في انتقاد مباشر لسياسة سلفه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي كان لديه دور فعال في إسقاط نظام معمر القذافي وتسليح الميليشيات.
قبل مشاركته في القمة الأوروبية الاستثنائية المخصصة لبحث مسألة المهاجريين غير الشرعيين أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الخميس أنه في سبيل إيجاد حل لمسألة المهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط قائلا أنه "يجب إصلاح أخطاء الماضي" في ليبيا، في إشارة إلى سياسة سلفه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. بحسب فرانس برس.
وقال هولاند بعد وصوله إلى بروكسل "إذا ظل العالم غير آبه لما يجري في ليبيا، فإننا حتى ولو وضعنا خططا للمزيد من الرقابة والتواجد في المتوسط والتعاون ومكافحة الإرهابيين، سيبقى السبب الكارثي وهو أن هذه الدولة لا قيادة فيها، وتعيش في الفوضى"، وتابع أن "المسألة هي معرفة كيف أنه بعد التدخل، وقد مرت ثلاث سنوات ونصف السنة (على التدخل العسكري) لم يكن هناك أي تفكير فيما يجب أن يحصل لاحقا".
وقام ساركوزي بدور مهم مع رئيس الحكومة البريطاني دايفيد كاميرون في التدخل العسكري في ليبيا في العام 2011 والذي ساهم بالإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي، وبحسب هولاند فإنه "الآن، يجب إصلاح أخطاء الأمس". وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها هولاند الرئيس السابق على خلفية الملف الليبي.
أزمة أوكرانيا والعلاقات الروسية الفرنسية
الى ذلك التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الأرمينية يريفان نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند لبحث العلاقات الروسية الفرنسية وسبل تسوية الأزمة في أوكرانيا، وأعرب بوتين في مستهل اللقاء عن أسفه لأن العلاقات الروسية الفرنسية ليست في أفضل حالاتها، مشيرا إلى تراجع التبادل التجاري بين البلدين، وقال: "علينا أن نقدم على عدد من الخطوات من أجل تحسين علاقاتنا"، داعيا نظيره الفرنسي إلى البحث عن سبل لتحسين العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وبين روسيا وفرنسا. بحسب وكالات روسية.
وكما أكد بوتين نيته بحث عملية تطبيق اتفاقات مينسك السلمية الخاصة بأوكرانيا خلال اللقاء مع هولاند، بدوره اعتبر الرئيس الفرنسي أن تطبيق اتفاقات مينسك يعد أفضل مخرج للأزمة الأوكرانية، وحث بوتين على بحث سبل دفع الجهود في هذا الاتجاه قدما إلى الأمام، كما اقترح هولاند بحث قضايا دولية ملحة أخرى، متعلقة بالأوضاع في العراق وإيران وسوريا وليبيا.
وقال: "هناك قضايا أخرى (بالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية) نحتاج إلى مساهمة روسيا لتسويتها، وعلينا أن نتعامل معها بصورة جماعية. إننا بحاجة إلى الدور الروسي وإلى الدور الفرنسي في العديد من القضايا الصعبة، بما فيها سوريا وإيران وليبيا. إننا نعمل في هذا الاتجاه سويا، ولذلك كان هذا اللقاء في يريفان ضروريا".
بوتين وهولاند اهتمامات مشتركة
وفي وقت لاحق أفاد دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، بأن فلاديمير بوتين وفرانسوا هولاند بحثا خلال لقائهما في يرفان ملفات أوكرانيا وسوريا واليمن وليبيا وإيران، وأوضح بيسكوف قائلا: "هذه المحادثات تناولت بشكل مفصل مجموعة واسعة من المسائل، منها أوكرانيا وسير تنفيذ اتفاقات مينسك وكذلك الوضع في ليبيا، بالإضافة إلى بحث الوضع السوري". كما قدم الرئيس الروسي مرة أخرى التوضيحات اللازمة بشأن موضوع توريد منظومة صواريخ "إس-300" لإيران، الى جانب مناقشة برنامج طهران النووي وموضوع العقوبات.