سوريا.. التقلبات الإقليمية تفاقم داومة الحرب
كمال عبيد
2015-04-04 08:35
تظهر المستجدات الأخيرة بخصوص الحرب السورية، فشل حكومات العالم في إيجاد مخرج لهذه الحرب المدمرة والمستمرة منذ خمس سنوات تقريبا، على الرغم من التغييرات السياسية والامنية التي تحدث بين الحين والاخر داخليا وخارجيا، تمثلت بالجهود الدولية الخارجية، والتحولات الامنية الداخلية، الا انها هذه التغييرات البطيئة في السير لم تنجح في تقنين الازمة السورية اعقد ازمة في تاريخ الشرق الاوسط الحديث.
إذ يرى الكثير من المحللين أن النزاع في سوريا الذي خلف حصيلة قتلى كبيرة وكارثة إنسانية متفاقمة وحكومة تواجه مجموعات مسلحة متطرفة ابرزها تنظيم داعش الارهابي، ناهيك عن الصراع مع معارضة سياسية مشتتة، وضعت هذه سوريا داخل حلقة مفرغة تساعد على ديمومة الصراع الذي يغذي العنف وينشر الدمار في البلاد، وهذا ما جعل منها أزمة بالغة الضخامة لها أبعاد إقليمية ودولية، قد تكون الأخطر على السلم والأمن العالميين منذ الحرب العالمية الثانية، في الوقت الذي لا تزال فيه الجهود الدبلوماسية تراوح مكانها بعد جولات من المفاوضات بين النظام والمعارضة لم تسفرا عن أي نتيجة تذكر، ويثير عجز الأسرة الدولية عن وقف حمام الدم شعورا بالمرارة والتخلي لدى السوريين الذين يواجهون بحسب الأمم المتحدة "أخطر وضع إنساني طارئ في عصرنا"، وفر نحو أربعة ملايين شخص من سوريا، لجأ أكثر من مليون منهم إلى لبنان، وداخل سوريا نفسها هناك أكثر من سبعة ملايين نازح بينما يعيش نحو ستين بالمئة من السكان في الفقر، وقد دمرت البنى التحتية مما أدى إلى نقص حاد في الكهرباء والمياه وحتى المواد الغذائية في المناطق المحاصرة.
فعلى المستوى الامني مؤخرا، سيطر تنظيم داعش الارهابي على معظم أجزاء مخيم اليرموك في جنوب دمشق، وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية إن هؤلاء "اقتحموا اليوم المخيم واستولوا على غالبيته"، إذ يعاني المخيم، الذي تحاصره القوات النظامية منذ أكثر من عام، من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية تسبب بحوالى مئتي وفاة. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفا قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد إلى حوالى 18 ألفاوفي حزيران/يونيو 2014، تم التوصل إلى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، ما سمح بتراجع وتيرة المعارك في محيط المخيم، وتخفيف إجراءات الحصار.
على الصعيد السياسي الداخلي يرى المحللون إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال وربما أكثر من أي وقت سبق متمسكا بالسلطة، وتعزز قواته من سيطرتها على ضواحي العاصمة دمشق ومدينة حلب، من بين آخر معاقل المجموعات المعارضة، والاخيرة تبدو مشتتة أكثر من أي وقت مضى، أما الدول الغربية التي طالبت برحيل الأسد عن السلطة في العام 2011 فأصبحت اليوم أقل حدة تجاهه.
إذ يرى بعض المحللين ان من ابرز العوامل التي ترجح بقاء الاسد هو محاربة داعش الذي تنامى في الشرق الاوسط مؤخرا وبات يشكل تهديدا حتى للدول الغريبة، ومن خلال هذا العامل غيرت امريكا التي تقود تحالفا دوليا ضد داعش سياستها في التعامل مع الرئيس السوري، وذلك على خلفية تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن الرئيس بشار الأسد ينبغي أن يكون جزءا من المفاوضات بشأن الانتقال السياسي في سوريا.
وعلى الصعيد السياسي الخارجي لسوريا تنظم موسكو حليفة سوريا، في نيسان/أبريل جولة جديدة من المحادثات، في محاولة جديدة من أجل التوصل إلى حل سياسي، بين ممثلين عن النظام في دمشق وآخرين عن جزء من قوى المعارضة.
وتأتي هذه المبادرة من الحليف الاقوى للنظام السوري وسط اشارات بان واشنطن ربما ستعيد النظر في استراتيجيتها بحيث تعطي الاولوية لمكافحة تنظيم داعش الذي يزداد نشاطه داخل الاراضي السورية، بدلا من رحيل الاسد، الى جانب الداعم الاقلي الابرز ايران الذي يتفق مع روسيا في دعم سوريا في المرحلة الراهنة.
فيما يرى بعض المحللين ان روسيا ستستغل اللقاء لتظهر للغرب انها قادرة على التعامل مع النظام السوري ودعمه، حيث تأمل موسكو بتحسين صورتها كوسيط دبلوماسي مع انها لا تزال في مواجهة مع الغرب حول النزاع في اوكرانيا.
ويرى اغلب المحللين بأن هناك دوافع عديدة لتمسك روسيا وايران بسوريا ابرزها حاجة روسيا لحليف في الشرق الأوسط بعد التمدد الغربي خصوصا بعد نشر منظومة الدفاع الصاروخي على مقربة من حدود سوريا، وكذلك تحتاج لبقاء حكومة سوريا حليفة لها خصوصا بعد بدلأت الحملة العسكرية السعودية في اليمن وهو ما قد يضر نفوذ ايران.
كما تعد سوريا اهم مشتري لصادرات الأسلحة الروسية، بحسب ما تشير الإحصاءات والأرقام بإن 90٪ من السلاح السوري مصنوع في روسيا، فضلا عن العلاقات الاقتصادية المتمثلة بشركات النفط والغاز الروسية وصفقات العقود ضخمة مع الحكومة السورية، في الوقت نفسه ترى ايران أن سوريا حليفاً عسكرياً لها، لأنها تدرك بأن هنالك أجندة غربية تهدف الى ضرب مصالحها في المنطقة من خلال إقصاء حلفائها عن مركز القرار، وهذا من شانه ان يضعف النفوذ الايراني والروسي في الشرق الاوسط.
وعليه تبدو سوريا داخليا وخارجيا بعد خمس سنوات من الحرب المستمر وسط صراع ذو أجندات إستراتيجية وتسويات تكتيكية، وهذا ما جعل منها أزمة بالغة الضخامة لها أبعاد إقليمية ودولية، قد تكون الأخطر على السلم والأمن العالميين منذ الحرب العالمية الثانية، ليبقى المشهد السوري غامضا حتى اللحظة الراهنة.
توحيد الرؤية تجاه الحرب
في سياق متصل اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان لبلاده وايران وروسيا "نفس الرؤية" حيال الحرب التي تعصف في بلاده منذ اربع سنوات، وقال الاسد في مقابلة مع شبكة "بي بي اس" الاميركية بثت مقتطفات منها ان حليفتيه المقربتين روسيا وايران "تريدان احلال توازن في العالم"، واضاف "الامر لا يتعلق بسوريا، نحن بلد صغير، ولا بوجود مصالح كبرى لهما في سوريا، قد يكون لهما مصالح في اماكن اخرى"، وتابع الرئيس السوري "بالتالي الامر يتعلق بمستقبل العالم، انهما تريدان ان تكونا قوتين كبيرتين لهما كلمتهما في مستقبل العالم".
وبالنسبة لسوريا هما تريدان "الاستقرار وحلا سياسيا، لسوريا وايران وروسيا نفس الرؤية حيال هذا النزاع"، والمقابلة مع الصحافي شارلي روز بث جزء منها ضمن برنامج "60 دقيقة" على شبكة سي بي اس، وهذه القاعدة انشئت عام 1971 بموجب اتفاق امني، وتعتبر روسيا وجودها في طرطوس بانه "نقطة تموين ومحطة تقنية للبحرية الروسية"، وقال الاسد لمحطات روسية بانه سيرحب بتواجد عسكري روسي اكبر في موانئ سوريا، وقتل اكثر من 215 الف شخص في سوريا منذ بدء النزاع ونزح قرابة نصف عدد السكان.
من جانبه قال الرئيس السوري بشار الأسد إن روسيا تمد دمشق بالسلاح بموجب عقود موقعة منذ بدء الصراع في سوريا عام 2011 إلى جانب صفقات أخرى سابقة، جاءت تصريحات الأسد في مقابلة نشرتها صحيفة روسيسكايا جازيتا الرسمية الروسية وبدا أنها تتعارض مع تصريحات صادرة عن موسكو وأشارت إلى أن أي إمدادات سلاح روسية لدمشق تم الاتفاق عليها قبل بدء الصراع.
وقال الأسد إن هذه العقود أبرمت قبل بدء الأزمة ونفذت خلالها، وأضاف أن هناك اتفاقيات أخرى للإمداد بالأسلحة والتعاون وقعت أثناء الأزمة وتنفذ حاليا، وأضاف في النص الكامل للمقابلة التي نشرت مقتطفات منها أن بعض التغييرات طرأت على هذه العقود في ضوء نوع القتال الذي يخوضه الجيش السوري مع "الإرهابيين". بحسب رويترز.
وردا على سؤال بشأن المقابلة لم يكشف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين عما إذا كانت موسكو تمد دمشق بالسلاح، وقال للصحفيين "في الحقيقة أكدت موسكو دائما أنه لم يكن هناك ولا يوجد حظر تعاون عسكري، لا توجد قيود قانونية علينا"، وامتنعت وزارة الدفاع الروسية عن التعليق عند الاتصال بها هاتفيا.
الحوار مع واشنطن
من جهته أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع محطة "سي بي أس" التلفزيون الأمريكية أنه منفتح على حوار مع الولايات المتحدة. وفي لقاء مع عدد من وسائل الإعلام، رحب الأسد بالوجود العسكري الروسي في المرافئ السورية، معتبرا إياه مهم لاستقرار المنطقة.
وقال الأسد إن مثل هذا الحوار يجب أن يرتكز على "الاحترام المتبادل"، حسب مقتطفات المقابلة التي ستبث كاملة الأحد في برنامج "60 دقيقة" من محطة "سي بي أس"، وقال الرئيس السوري: "في سوريا، يمكننا أن نقول إنه من حيث المبدأ كل حوار هو شيء إيجابي" وذلك ردا على سؤال حول حوار مع واشنطن. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت توجد حاليا علاقات بين سوريا والولايات المتحدة، أجاب الأسد أنه لا توجد اتصالات مباشرة. بحسب فرانس برس.
رحب الرئيس السوري بشار الأسد بأي توسع للوجود العسكري الروسي في المرافئ السورية، معتبرا أن من شأنه أن يعزز استقرار المنطقة، وذلك في لقاء مع عدد من وسائل الإعلام الروسية بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وقال الأسد "الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري (غرب) ضروري جدا لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي"، وأضاف "بالنسبة لنا كلما تعزز هذا الوجود في منطقتنا كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة، لأن الدور الروسي دور مهم لاستقرار العالم"، وتابع الأسد "إننا بكل تأكيد نرحب بأي توسع للوجود الروسي في شرق المتوسط وتحديدا على الشواطئ وفي المرافئ السورية لنفس الهدف الذي ذكرته".
من جهة أخرى، علق الأسد على المبادرة الروسية القاضية بجمع ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين تمهيدا لحوار محتمل لحل الأزمة، فوصفها بأنها "مهمة وضرورية (...) مهمة لأنها أكدت على الحل السياسي وبالتالي قطعت الطريق على دعاة الحرب في الدول الغربية"، وأكد أن إنجاحها "يتطلب ألا تتدخل الدول الأخرى وأن يكون الحوار سوريا"، مشيرا إلى أن الدور الروسي "دور تسهيلي لعملية الحوار بين السوريين وليس دورا يفرض عليهم أي أفكار"، وتنوي موسكو عقد جولة ثانية من المشاورات بين ممثلين عن النظام والمعارضة في بداية الشهر القادم لإيجاد مخرج لنزاع مدمر أوقع أكثر من 215 ألف قتيل.
القتال في مخيم اليرموك ومدينة إدلب
فقد سيطر مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" على معظم أجزاء مخيم اليرموك في جنوب دمشق، وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية إن هؤلاء "اقتحموا اليوم المخيم واستولوا على غالبيته"، وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا أنور عبد الهادي لوكالة الأنباء الفرنسية "اقتحم مقاتلو داعش صباح اليوم مخيم اليرموك واستولوا على غالبيته"، مشيرا إلى أن "القتال لا يزال مستمرا بين عناصر التنظيم والمسلحين داخله"، وأشار ناشط فلسطيني داخل المخيم، رافضا الكشف عن هويته، إلى "معارك اندلعت صباح اليوم مع كتائب "كناف بيت المقدس ومقاتلي التنظيم الذين تقدموا من حي الحجر الأسود المجاور"، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن "اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم من طرف، ومقاتلي فصيل إسلامي من طرف آخر في الشوارع الواقعة عند أطراف المخيم"، لافتا إلى "معلومات مؤكدة عن تقدم للتنظيم في المخيم"، وتتزامن الاشتباكات وفق المرصد "مع قصف لقوات النظام على مناطق في مخيم اليرموك والحجر الأسود في جنوب دمشق". بحسب فرانس برس.
من جانب اخر قال مقاتلون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن جماعات إسلامية من بينها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا سيطرت على مدينة إدلب للمرة الأولى منذ بدء الصراع، وشكلت جماعات إسلامية سنية تحالفا يشمل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام المتشددة وجماعة جند الأقصى لكن هذا التحالف لا يضم تنظيم الدولة الإسلامية وهو منافس رئيسي لهذه الجماعات، ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين سوريين للتعليق. وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن القتال مستمر وإن الجيش تمكن من وقف تقدم المقاتلين من النواحي الشمالية والشرقية والجنوبية للمدينة.
وقال التلفزيون السوري إن وحدات الجيش "تخوض معارك ضارية لإعادة الوضع لما كان عليه." وأضاف أن الجيش قتل مئات المقاتلين، ونشرت الجماعات المشاركة في الهجوم للاستيلاء على المدينة تسجيلات مصورة على الإنترنت تظهر مقاتلين يجوبون الشوارع. وقالت أصوات في التسجيلات إنهم في وسط المدينة، وأظهر أحد التسجيلات المصورة مقاتلين يطلقون النار في الهواء ويرددون "الله أكبر" خارج مجمع كانت تسيطر عليه قوات الحكومة.
وأسفرت الاشتباكات منذ فجر اليوم "عن أسر وقتل عدد من عناصر قوات النظام، إضافة لاستشهاد ومصرع 7 مقاتلين على الأقل، من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة" بحسب المرصد. وبذلك تصل الحصيلة إلى 130 قتيلا من الطرفين منذ بدء الهجوم، وبسيطرتها على مدينة إدلب أصبحت جبهة النصرة تسيطر على معظم محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، باستثناء جسر الشغور وأريحا التي لا تزال، بالإضافة إلى مطار أبو الضهور العسكرية وقواعد عسكرية أخرى، في أيدي قوات النظام.
ويقول خبراء إن الجبهة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تسعى إلى إقامة كيان خاص بها مواز لـ"الخلافة" التي أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق.
اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل مقاتلة وقوات النظام في محيط معبر حدودي استراتيجي مع الاردن في محافظة درعا (جنوب)، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، ويعد معبر نصيب المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للنظام مع الاردن بعد سيطرة جبهة النصرة وكتائب اسلامية اخرى على معبر الجمرك القديم في تشرين الاول/اكتوبر 2013، وقال المرصد "تدور منذ صباح اليوم اشتباكات عنيفة بين الفصائل الاسلامية والمقاتلة من طرف وقوات النظام من طرف اخر في محيط معبر نصيب الحدودي مع الاردن. بحسب فرانس برس.
عقب تمكن المقاتلين من الهجوم على منطقة المعبر ومحاصرته"، وذكر المرصد ان "منطقة نصيب ومحيطها تعرضت لقصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ من الطيران الحربي والمروحي" التابع لقوات النظام، واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "الكتائب المقاتلة بدات هجومها منذ امس في محاولة للسيطرة على المعبر" لافتا الى ان تمكنها من السيطرة عليه "ينهي وجود قوات النظام بشكل كامل على الحدود الاردنية".
مؤتمر موسكو
من جهتها اعلنت ابرز قوى المعارضة في الداخل السوري موافقتها على المشاركة في اللقاء الذي دعت اليه موسكو مطلع الشهر المقبل بين ممثلين للحكومة والمعارضة السوريتين بهدف التمهيد لحوار حول حل النزاع.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية اخيرا ان موفدين من الحكومة السورية وقسم من المعارضة سيلتقون من السادس الى التاسع من نيسان/ابريل في موسكو، وقال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين لوكالة فرانس برس ان "رئيس التيار واثنين من اعضائه سيحضرون المؤتمر". بحسب فرانس برس.
ورفض التيار حضور الجولة الاولى من المحادثات التي عقدت في موسكو في كانون الثاني/يناير وجمعت 32 شخصية من الحكومة ومجموعات معارضة مقبولة من النظام، واوضح حسين ان التيار لم يوافق على حضور اللقاء في حينه "لان المدعوين كانوا من القوى الموالية للنظام اكثر منها المعارضة بينما هذه المرة اختلف الامر ووجهت الدعوة الى القوى التي تعارض النظام بشكل واضح"، معتبرا ان "الروس اكثر جدية هذه المرة".
وصدر عن لقاء موسكو الاول نص بعنوان "مبادئ موسكو" تضمن نقاطا عامة تنص على "احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة اراضيها" و"مكافحة الارهاب الدولي" و"تسوية الازمة السورية بالوسائل السياسية والسلمية طبقا لمبادئ بيان جنيف الصادر في 30 حزيران/يونيو 2012" ورفض كل تدخل اجنبي ورفع العقوبات عن سوريا.
وصدر بيان جنيف 1 في حزيران 2012 اثر اجتماع لممثلين للدول الخمس الكبرى في مجلس الامن والمانيا وجامعة الدول العربية والامم المتحدة. ونص على تشكيل حكومة بصلاحيات تنفيذية كاملة تتولى الاعداد لمرحلة انتقالية.
وتعتبر معارضة الخارج (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) ان اعطاء الحكومة صلاحيات كاملة يعني تخلي الرئيس بشار الاسد عن هذه الصلاحيات، وبالتالي ازاحته، في حين يرفض النظام البحث في مصير الرئيس.
واوضح حسين ان "جولة الحوار هذه ليست مفاوضات لحل الازمة السورية حتى نتوقع منه خطوات باتجاه الحل وانما لقاء تحضيري للوصول الى مفاوضات جدية مع النظام باتجاه الحل"، واعرب حسين الذي تحاكمه السلطات طليقا بعد ان احتجزته لثلاثة اشهر بتهمة "وهن نفسية الامة" عن امله بان "يرفع عني حظر السفر لتمكيني من المشاركة" في المؤتمر، واكد الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي منذر خدام من جهته ان "الهيئة ستشارك ممثلة بمنسقها العام حسن عبد العظيم واثنين من اعضائها"، واضاف ان "الهيئة لم تشارك في المؤتمر السابق بسبب عدم توجيه الدعوة اليها كقوة سياسية بل الى مجموعة من الشخصيات فيها". الا ان شخصيات من الهيئة شاركت في اجتماع موسكو الاول بصفتها الشخصية، واضاف خدام "ان جدول اعمال مؤتمر موسكو سيتركز على المسائل الانسانية وان استجاب النظام ربما يجري الحديث عن ترتيبات لاعادة احياء مؤتمر جنيف"، في اشارة الى المفاوضات التي جرت بين وفدين من النظام والمعارضة العام الماضي في جنيف برعاية الامم المتحدة من دون ان تسفر عن نتيجة، ورفض الائتلاف المعارض السبت دعوة روسيا للمشاركة في المحادثات المقررة في نيسان/ابريل، محذرا من محاولة "لتعويم" بشار الاسد.
من جهة اخرى، اعلن القياديان المعارضان انهما سيشاركان ايضا في مؤتمر القاهرة للمعارضة المقرر في اواخر نيسان/ابريل. وهو المؤتمر الثاني بعد اجتماع اول عقد في كانون الثاني/يناير بهدف توحيد رؤية المعارضة من احتمالات الحل للازمة السورية.
في المقابل، رفض الائتلاف الوطني الذي كانت شخصيات منه شاركت في لقاء كانون الثاني/يناير بصفتها الشخصية، المشاركة في مؤتمر القاهرة، بموجب قرار اتخذته هيئته الادارية خلال اجتماعها الاخير قبل ايام، وقال القيادي في الائتلاف سمير نشار لوكالة فرانس برس ان قرار عدم المشاركة "سببه ان مقررات المؤتمر السابق لم تأت على ذكر تنحي بشار الاسد بالمطلق، (...) ولم تذكر من المسؤول عن الكارثة التي حلت بالشعب السوري"، وتحدث مسؤول آخر في الائتلاف رفض كشف هويته عن "محاولات على المستوى الدولي وتحديدا من حلفاء الاسد (روسيا وايران) لتخطي مقررات مؤتمر جنيف والتوصل الى تسوية يكون الاسد شريكا فيها"، ووضع المشاركون في اجتماع القاهرة الاول وثيقة من عشر نقاط تنص على التوصل الى حل سياسي في سوريا "يضمن التغيير الديموقراطي الجذري الشامل ويجرم العنف والطائفية".
الى ذلك أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحرب في سوريا أسفرت عن سقوط 215 ألف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام بشار الأسد في 15 آذار/مارس 2011. بحسب فرانس برس.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحرب أسفرت عن سقوط 215 ألف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام بشار الأسد في 15 آذار/مارس 2011، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "أحصينا 215 الفا و518 قتيلا خلال أربع سنوات من الحرب بينهم 66 ألفا و109 مدنيون". وبين القتلى عشرة آلاف و808 أطفال، 39 ألفا و227 من مسلحي المعارضة وبينهم المقاتلين الأكراد السوريين. أما قوات النظام، فقد خسرت 46 ألفا و138 جنديا و30 ألفا و662 من قوات الدفاع الوطني، إلى جانب 674 من مقاتلي "حزب الله" اللبناني الشيعي و2727 مقاتلا شيعيا جاءوا من دول أخرى.