ملتقى النبأ للحوار يناقش: مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية
زينب شاكر السماك
2017-06-03 06:50
ناقش ملتقى النبأ للحوار موضوعا بعنوان (مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية) من تاريخ 29/ايار الى 3/حزيران 2017، شارك في الحوار مجموعة من الناشطين والسياسيين من بينهم: (عضو مجلس النواب تافكه احمد، عضو مجلس النواب عمار الشبلي، عضو مجلس النواب عبد العباس الشياع، عضو جلس النواب نورة سالم، الدكتورة مهدية صالح حسن، الدكتور عز الدين المحمدي، الدكتور حسن التميمي، الدكتور سامي شاتي، الدكتور احمد الميالي، الدكتور قحطان، الدكتور علي السعدي، الدكتورة منال فنجان، الدكتور علي فارس، الدكتور نصار الربيعي، الدكتور واثق الهاشمي، الأستاذ مقداد البغدادي، الخبير القانوني امير الدعمي، الأستاذ عباس عبود، الدكتور انور الحيدر).
أجرى الحوار مدير الملتقى الكاتب الصحفي علي الطالقاني، وملتقى النبأ للحوار هو مجتمع يسعى إلى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النصح لها من خلال عدة فعاليات يقوم بها الملتقى.
لمشاهدة تقارير ملتقى النبأ للحوار http://annabaa.org/arabic/tags/5030
(محاور البحث)
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط والتي شارك خلالها في قمة عربية إسلامية في السعودية وعقد خلالها مباحثات مع مسؤولين وقادة عرب، ماتزال محط اهتمام واسع حيث تباينت آراء الخبراء والمراقبين بخصوص مضمون واهداف هذه الزيارة، التي اسست لشراكة سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية جديدة بين دول الخليج و الولايات المتحدة، والعمل على مواجه وتحديد العدو المشترك المتمثل بـ(ايران) وحلفائها في المنطقة، يضاف الى ذلك مواجهة التطرف والإرهاب المتمثل بمحاربة التشدد الديني والتنظيمات الارهابية، القمة الأمريكية العربية الإسلامية كما اطلق عليها كانت وبحسب بعض المراقبين، اهم صفقات ترامب الذي نجح بشكل كبير في تحقيق اغلب خططه ووعوده الانتخابية السابقة بخصوص التعامل مع دول الخليج العربي.
برأيكم
•هل ستشهد المنطقة تحولات جديدة؟
•ما هو الثمن الذي ستحصل عليه السعودية؟
•هل ستكون قطر والامارات ودول أخرى ضمن اللعبة ام هم ضحايا هذه اللعبة؟
•هل سينتهي دور الارهاب بشكل فعلي؟
•هل تستطيع السعودية ان تثبت ان دول المنطقة لازالت تتمتع بأهمية في نظر الولايات المتحدة الامريكية وانها حليف قوي منافس لأوروبا؟
•هل تستطيع السعودية من ايقاف أي خطوة قانونية ضد ها بعد صدور قانون جاستا؟
•ماهي الرسائل التي تحملها هذه الزيارة؟
•تعليقات أخرى
(المداخلات)
عضو مجلس النواب تافكه احمد:
يمر الشرق الأوسط بمرحلة تغيرات دراماتيكية في العقود الأخيرة، وأحيانا لا يمكن فهم هذه المتغيرات في وقتها، وتعتبر المنطقة الأكثر غموضاً ومفاجئات خلال العقود الأخيرة. من الصعب أن نرى كيف يُمكن للجانبين الأمريكي والسعودي تدارك هذا الوضع بصورة فعّالة، عندما تكون وجهات نظرهما مختلفة حول كيفية إنقاذ ما تبقّى من النظام الإقليمي المنهار. ذلك أن واشنطن قلقة من التدخّل في اليمن بقيادة السعودية، في حين ترى الرياض أن الولايات المتحدة تتخلّى عن دورها التقليدي في المنطقة، ولاسيما في سورية، لمصلحة إيران.
مع ذلك، فإن وضعاً طبيعياً جديداً في العلاقات بين واشنطن والرياض ربما يكون في طور التبلور، حيث يُشير كلٌّ من الجانبين علناً إلى جوانب كثيرة من استمرار التعاون الأمني والاقتصادي بينهما، على الرغم من أنهما يختلفان في السر، وفي العلن إلى حدٍّ ما، على تشخيص الأزمات الكثيرة التي تعصف بالمنطقة.
إذا قطر قد وظفت الاستثمارات والإعلام بقوة في سياستها الدولية إلا أن استثمارات الإمارات في العالم العربي محدودة، ولا تمتلك مقومات رسم دولة قوية وسط الخريطة الدولية. إن تحديد المصالح التي تريد قطر والأمارات تحقيقها في المنطقة أصبح بمثابة اللغز.
هناك اربعة احتمالات مستقبلية إزاء علاقة العرب بإيران وتركيا وهي:
أولاً: استمرار وتصاعد المواجهات والحروب.
ثانياً: استمرار الوضع القائم (الاستنزاف المُتبادل).
ثالثاً: التبريد والاحتواء المُتبادل.
رابعاً: التعاون الإقليمي.
في المدى المنظور تغلب فرص الاحتمالين الأولين، برغم أن هذا لا يعني انعدام فرص الاحتمالين الآخرين. من يُسيطر على الخليج العربي؟ على مدى أكثر من ثلاثة عقود، شكّل هذا السؤال الذي لا جواب له الأساس في حشد القدرات العسكرية الأميركية في المنطقة الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية في الشرق الأوسط، والممرّ المائي الحيوي الذي يمرّ من خلاله نحو 30 في المئة من النفط المنقول بحراً. كان السبب غير المُعلن وراء التدخّل الأميركي، هو منع قوة واحدة من السيطرة على موارد المنطقة. وقد غرقت الولايات المتحدة حتى أذنيها في الشؤون الأمنية للمنطقة، وذلك من خلال الجمع بين الوجود المادي والتدريب ومبيعات الأسلحة إلى الحلفاء العرب في الخليج، وبين التدخّل العسكري في حالة العراق.
قانون "جاستا" أو ما أطلق عليه "قانون العدالة ضد الإرهاب" هو القانون الجديد الذي أثير حوله الجدل بعد أن تم إقراره من قبل الكونجرس الأمريكي ومجلس النواب رغم اعتراض الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وتقديمه حق "الفيتو" في مجلس الشيوخ إلا أن المجلس رفض هذا الاعتراض وأقر القانون وأصبح نافذاً بعد التصويت.
حيث يتيح القانون لأسر ضحايا هجوم 11 سبتمبر مقاضاة السعودية. ويمكن القول بأن فشل أمريكا وحلفائها الغربيين في محاربة الإرهاب يعود لسببين أساسيين؛ الأول يرتبط بطبيعة الآلية والإستراتيجية التي تنتهجها أمريكا وحلفاؤها في هذا المجال، والثاني يرتبط بعدم معالجة جذور الإرهاب من خلال معالجة أسبابه وتجفيف منابعه.
عضو مجلس النواب عمار الشبلي:
مستقبل العلاقات الامريكية السعودية اساس بقاءها المال وأعني بالمال استثمار موجودات السعودية حكومة وافرادا في امريكا او ما تنفقه السعودية على شراء ما تنتجه المصانع الحربية الامريكية او الدول التي تدور في فلكها الاقتصادي والسياسي والعسكري
ولن تتعدى علاقات الطرفين هذه الرابطة وسيبقى القول الفصل في ادامة هذه العلاقة للناخب الامريكي وان كانت ايباك هي المحرك الاقوى فان الوعي الجمعي للمواطن الامريكي الذي يعي جيدا ان حكومته الجديدة بدأت باكورة حركتها بفتح افاق مع دولة تحكمها عقليه راديكاليه دينيه كانت الى الامس القريب هي المتهمة تارة والمدانة على لسان صقور الكونغرس بانها داعمة فكريا وماديا للإرهاب.
وان نسى او تناست بيادق الشطرنج الحاضرة في القمة اهات اطفال اليمن وصرخات معتقلي الراي في البحرين ليتسابقوا في التقاط صورة مع ترامب فان الشعب الامريكي يحتفظ بذاكرها ملؤها الحنق على خطباء السوء الذين تصطك اسماع الحجاج بنعيقهم بهدر دماء ثلاثة ارباع البشر
لذلك لن تستمر فرحة المليون موظف الذين وفرت لهم اموال الشعب السعودي المضطهد فرص العمل وستكون صحوة السعوديين المتأخرة المسمار الذي سيدق في نعش مملكة التناقض الفكري والاصولية التي بسببها قتل مئات الالاف في العراق ونيويورك واسلام اباد وسيناء والمنيا وليبيا وباريس وووووو
ولن يكون باستطاعة ترامب ان يقنع شعبه انه لم يخرق دستور امريكا العتيد عندما بدأ اول زيارة له لملك اخذ البيعة بأستغفال الناس عن طريق صورته ويحرم على النساء الترشح للانتخابات البلدية ويعتبر قيادة المرأة كبيرة لا تنفع معها حسنة!!
عضو مجلس النواب عبد العباس الشياع:
تتصور السعودية بأن كل شيء وكل معضلة يمكن حلها بالمال وهي مخطئة بهذا التصور. ترامب رجل أعمال ومال يستثمر الفرصة من أجل أن يثبت نفسه ويحقق للشعب الأمريكي جزء من وعوده الانتخابية لذلك سعى إلى جعل إيران فزاعة بأنظار السعودية من أجل أن يسحب منها الأموال تحت يافطة التهديد الإيراني مع العلم إن العلاقة بين إيران وأمريكا هادئة ولا يوجد تصعيد كبير كما يصور ترامب الأمر للسعودية.
صفقات الأسلحة عادة تعتبر رشى إلى هذا الرئيس أو تلك الدولة وأرى إن أمريكا سوف لن تهنأ بالمال السعودي ولا السعودية ستجد ضالتها من خلال تقديم هذه الرشى. الأمور ليست بتلك البساطة التي يتصورها آل سعود والدليل قبل أن يصل ترامب إلى أمريكا برز الموقف القطري كغصة في فم السعودية.
عضو جلس النواب نورة سالم:
طبيعة العلاقات السعودية الايرانية وما يتخللها من عمليات مد وجزر واتجاهها. دوما نحو التصعيد بسبب الاوضاع غير المستقرة في المنطقة هي التي لعبت دورا مهما في بلورة طبيعة العلاقات الجديدة بين اميركا والسعودية كون الاولى تبحث عن حليف في المنطقة وايضا تبحث عن مصدر تمويل قوي للعمليات الامريكية وهذا ما قدمته السعودية عبر صفقة التمويل العسكري الذي لن يكون ذو جدوى كبيرة لها كون وجود تسليح متطور هذا لا يعني خلق جيش او قوة عسكرية عملاقة ناهيك عن ان السعودية تحاول طرح نفسها كقوة اقليمية بعد زوال قوة العراق وكذلك انشغال القوات المصرية والتركية بمشاكل داخل وخارج حدودها وايضا تفعل القوات السعودية في اليمن حيث انفقت جزء كبير من قوتها دون تحقيق هدف سريع.
اما الولايات المتحدة فهي تبحث عن حفظ ماء الوجه عن طريق صفقة التسليح الكبيرة مع السعودية وان تخلق جدار صد اولي مع ايران وهو نفس الدور الذي اوكل به نظام صدام لعقود طويلة ومول من دول الخليج نفسها وكانت النتيجة هو ما نشهده اليوم من حالة لا تسر عدو ولا صديق واميركا هي المسبب الرئيس.
الدكتورة مهدية صالح حسن:
المعروف أن العلاقات السعودية الامريكية هي علاقات ذات اهمية حيوية في المجالات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجيات الامنية بين البلدين ولم تزل تلك العلاقات في تطور لافت وأن شابها بعض الفتور في حقبة الرئيس أوباما الا انها عادت الى وضعها الطبيعي لاسيما بعد زيارة الرئيس ترامب الى الرياض والصفقات التجارية والتسليحية ذات الارقام الفلكية التي عقدها الجانبان الامريكي والسعودي.
ان العلاقات الان بين الدول هي علاقات مصالح اولا وليست علاقات مبادئ كمآ كانت في عهد الرئيس الامريكي ولسون إبان الحرب العالمية الأولى وبعيدها بقليل ولابد أن نأخذ بنظر الاعتبار أننا الان في عصر العولمة او ان صح التعبير في عصر الامركة او القطبية الاحادية فحتى المجموعة الاوربية الان تقع في دائرة التعثر لاسيما بعد خروج بريطانيا من منظمة الاتحاد الأوروبي وربما ستلحق بها دول اوربية اخرى.
اما إفرازاتها على دول المنطقة فهي سيعزز من دور الدول الصديقة للولايات المتحدة الأمريكية. لاسيما الدول ذات السيولة المالية المرتفعة وايضا الدول التي تقيم علاقات التعاون مع اسرائيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة فيما ستتأثر علاقات دول اخرى سلبيا لفترة محدودة إلى ان تتم تسوية بعض القضايا العالقة في المنطقة كالوضع في سوريا واليمن على صيغة لا غالب ولا مغلوب بحيث تبقى دول المنطقة في حالة استنزاف دائم لثرواتها البشرية والمالية بحيث لا تشكل أيا منها خطرا على المصالح الامريكية او على اسرائيل على المدى البعيد.
كما ان سفر مكافحة الإرهاب سيبقى مفتوحا وتتحمل البلدان العربية فاتورة الدفع نعم ان الولايات المتحدة الأمريكية قد رفعت شعار محاربة الإرهاب لكنها ليست جمعية خيرية لكي تتحمل التكاليف الباهظة لتلك الحرب كما ان بعض الدول العربية المحسوبة على المعسكر الامريكي سيتم التخلي عنها. لأنها تشكل عبئا على الامريكان وهم الان لا يستطيعون الدفع وهذا من حق الشعب الامريكي وحكومته.
بعد ان اطمأن الامريكان على مصالحهم وتربعهم على قمة الهرم الدولي وليس في الافق على الاقل في المستقبل القريب ظهور منافس قوي لتسلق الهرم الدولي والفاتورة يبدو أنها قد بدأت بطرد قطر من منظمة التعاون الخليجي إثر تصريحات اميرها بخصوص ضرورة التعاون مع ايران.
كما ستزداد الضغوط على العراق بخصوص اقليم كردستان العراق وايضا ستستمر محاولات تفتيت العراق وسوريا. لذا ولمواجهة هذه الحالة على العراق ان يعزز من قوته الداخلية من خلال العمل السياسي الشفاف وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين كافة دون تمييز لأي سبب كان لأن ذلك هو الضمانة الأساسية التي تجعل الشعب يدافع عن بلاده ويوفر الضمانة الأساسية لحماية حكومته ويرغم الاعداء على التفكير الف مرة من التجاوز على وطنه العراق واتمنى على وزارة الخارجية العراقية ان لا تترك اي ثغرة ومهما كانت صغيرة في علاقات التعاون مع الدول العربية كافة دون أن تغلقها لأن بلادنا تمر بظرف عصيب فالاستثمار يأتي من خلال العمل على تصفير المشكلات والتعاون مع الجامعة العربية وكل دول العالم التي لا تشكل خطرا علينا.
الدكتور عز الدين المحمدي:
العلاقات الامريكية السعودية ليست بجديدة فانها متينة منذ سنوات طويلة ولكن الذي حدث في السنوات القليلة الماضية هي التغيرات التي بدأت تهب مع رياح التغيير في المنطقة بتخطيط اسرائيلي وتنفيذ امريكي وبأدوات في المنطقة العربية والشرق اوسطية
1. وفق المعطيات التي نقرأها على الساحة تشهد المنطقة تحولات كبيرة على صعيد التحالفات والتخندق اساسها الصراع على النفوذ في المنطقة والاستحواذ على ارادات الدول الى جانب امتصاص الموارد والطاقة في المنطقة. الرئيس الامريكي اطلق منذ الايام الاولى وحتى في فترة المعركة الانتخابية التي خاضها سيل من القنابل الموقوتة في المنطقة العربية والشرق اوسطية اساسها التخطيط الاقتصادي ولمحاولة الاستحواذ على مصادر المال والطاقة وكان واضحا جدا في طروحاته بل وتهديداته، كثير من المراقبين عد ذلك كلام في السياسة ووعود امريكية فارغة، الا ان الخطوات التي اقدم عليها الرئيس الامريكي برهنت بلا شك ان الرجل كان جادا وفاعلا في كل ما تفوه بها بداية بحظر دخول الجاليات العربية الى اراضي الولايات المتحدة الامريكية وسببّ ذلك بمحاربة الارهاب والذي صنعته الادارة الامريكية في المنطقة ولو استذكرنا صناعة اسامة بن لادن من قبل المخابرات الامريكية ومن ثم محاربته في افغانستان حتى مقتله بحسب الادارة الامريكية وداعش صفحة اخرى من صفحات اللعبة الامريكية للسيطرة على المنطقة مالا واقتصادا وطاقة.
2. من المعروف ان هناك صراعا بدأ يتضح ملامحه ما بين ايران والسعودية والتخندق الطائفي المذهبي الذي يقوده السعودية وايران في المنطقة كرئيسي الحربة مع تشرذم دول المنطقة بينهما، السعودية كانت سباقة لاستثمار التوجه الامريكي لمحاربة الارهاب وهي صنيعته عندما بدأ الارهاب يدخل البيت السعودي من اوسع ابوابها وبدأ عرش العائلة المالكة يهتز واستثمرت المصالح في قمة زيارة الرئيس الامريكي والصفقات التي ابرمت بحدود اكثر من ١٢٠ مليار دولار صفقات اسلحة امريكية للسعودية.
من اجل ماذا هذا الكم الهائل من الاسلحة؟ لكننا نرى ان تنفيذ ما قاله ترامب ان على السعودية ودول الخليج ودول المنطقة بما فيها العراق عليهم ان يدفعوا المال والموارد النفطية مقابل بقاء تلك الانظمة في الحكم والا ان رياح التغيير والخراب أسرع مما يتصورون فالسعودية تستفيد الابقاء على حكمها بعيدا عن التغيير وكذلك الوقوف ضد نظام ايران الند الاكبر لها، وهذا الشرخ الذي حدث بين دول مجلس التعاون الخليجي ما هو الا لتحقيق المصالح الذاتية في المنطقة.
3. اذا هي عملية رسم خارطة جديدة للمنطقة لتقليص نفوذ ايران بالدرجة الاولى قطر والامارات كانتا قد خططا سابقا في اضعاف النظام العراقي السابق في المنطقة بعدما توسع نفوذه بعد الحرب العراقية الايرانية وبعد سقوطه اصبح مشروعا قويا ومؤثرا لإسقاط الانظمة العربية او اضعافها على اقل التقدير والاحداث في سوريا اكبر برهان وهي صورة لمأساة المنطقة فقد تزعم قطر منذ سنوات شرذمة الجهود الاقليمية الدولية لتحقيق السلام في سوريا بل وفي المنطقة وبعد تحقق ما اراد منها بدأت الادارة الامريكية من قص مخالبها في التأثير في المنطقة وستكونان ضحايا التحالفات الجديدة في المنطقة.
4. اما دور الارهاب فاعتقد انه لا ينتهي فالإرهاب الآن عصى غليظ بيد بعض الدول الكبرى والاقليمية من اجل اخضاع الدول في المنطقة وسلب ارادتها وجعلها تخضع لمشيئة الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة والان هي اصبحت الدولة الأقوى وهي المهيمنة على خارطة العالم وانهت دور الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وما دور روسيا الا مرحلية وما زال الارهاب التجارة الرائجة في المنطقة والمنطقة ضحية لتلك المخططات السعودية ودول الخليج ودول المنطقة برمتها باستثناء ايران وبعض الدول المتحالفة معها ما هي الا بقرة حلوبة للولايات المتحدة كل شيء له مقابل لا يوجد هناك احلاف بدون مقابل ، و أوربا مهما تكون حليف قوي واستراتيجي للولايات المتحدة.
5. الزيارة التي قام بها الرئيس الامريكي للسعودية تحمل في طياتها والاسلوب الذي تم استقباله وما حفلت بها الزيارة من احداث والتي تم متابعتها عبر الفضائيات تحمل رسائل للمنطقة بأجملها اولى الرسائل موجهه لإيران التي تلعب دورا مهما في المنطقة واعاد دورها القديم الجديد بعدما كان دورها في الستينات والسبعينات أيام شاه ايران بشرطي الخليج والمتنفذ بدعم كامل من الولايات المتحدة.
اليوم دوره ازداد بقوته الذاتية وقدراته العسكرية وتوسع تحالفاته مع دول المنطقة بمباركة حليفيه الاستراتيجين روسيا والصين وتدخلها العسكري في سوريا واليمن والعراق ولبنان ونفوذه في ارادات الدول تلك. والرسالة الاخرى الى روسيا التي بدأت دورها تتوسع في المنطقة وخاصة بعد أحداث سوريا بأن المياه الدافئة في الخليج ملك الولايات المتحدة لا يمكن التقرب منها.
والرسالة الثالثة لدول المنطقة بما فيها تركيا ومفادها ان اردتم ان تسلموا ويكون لكم دورا ايجابيا في المنطقة عليكم بمشورة الولايات المتحدة وان مفاتيح المنطقة بيدها وحدها ولا بد للجميع ان يعوا هذه الحقيقة الجديدة في رسم خارطة الشرق الاوسط والرسالة الرابعة الى اسرائيل وهي رسالة اطمئنان انتهى عصر تهديد اسرائيل فالسلام لأسرائيل وحدها والخراب للجميع تلك هي الحقيقة الكبرى التي نعيشها اليوم.
الدكتور حسن التميمي:
ان تعزيز العلاقات الامريكية السعودية لا يعني القضاء على الارهاب بالقدر الذي يقود الى توجيه مسار التنظيمات الارهابية نحو الوجهة التي رسمتها الولايات المتحدة الامريكية في ظل السيناريو المستقبلي لاسيما وانه باعتقادنا ان هناك مؤخرا توتر حصل في العلاقات الامريكية الاوربية وهذا ما سيدفع اميركا الى توجيه الارهاب وفق المحركات التي وضعتها وفق مخططاتهم مع السعودية.
الدكتور سامي شاتي:
تنظر الولايات المتحدة الى منطقة الخليج كونها أحد مناطق المصالح الاستراتيجية لها وموطن الدول الحليفة لها في منطقة الشرق الأوسط منذ بدايات القرن الماضي عندما تبنت الولايات المتحدة نشوء الممالك والإمارات الخليجية وتبنت حمايتها وتوفير الاستقرار لها في محيط مضطرب تارة بسبب المد القومي وتارة المد الشيوعي وأخرى الموجة الدكتاتورية العسكرية وتمظهرت تلك العلاقات على شكل تشابك في المصالح النفطية والاقتصادية والثقافية والامنية في ظل اعتماد شبه كلي على الراعي والحامي الأميركي للأنظمة وبضمنها ترتيب الجبهة الداخلية من التداعيات الناتجة عن غياب وتغييب التعددية داخل تلك الممالك والإمارات
ويتضح مما تقدم ان العلاقة بين الطرفين تعتمد على طرف واحد قوي وأطراف تتفاعل معه على ضوء متغيرات الطرف الأول.
وبجردة حساب بسيط ومراجعة عامة للسياسة الخليجية فإنها شبه ثابتة ولا تشهد متغيرات كبيرة لأنها ترتكز على استقرار وضعها الداخلي وثبات مداخيلها النفطية ومواكبة السياسة الأميركية في المنطقة والتي لا تتقاطع مع مصالحها. ويبدو أن المستقبل القريب سيشهد تقارب خليجي مع الإدارة الأميركية الراغبة في تحصين الأمن الإسرائيلي وتطويق التمدد الإيراني ما دام ذلك يصب في مصلحتها ويجعلها ضمن دائرة الحماية والرعاية الأميركية التاريخية.
الدكتور احمد الميالي:
لا توجد اي رسائل عملية لزيارة ترامب للمنطقة ولا اي معنى للقمم الثلاث في السعودية رغم كل الزخم الإعلامي الذي واكب الزيارة والقمم ولم تغير الزيارة من الواقع المتردي والتراجع السياسي الذي تعيشه المنطقة. هذه القمم لا تحتوي مضامين لعزل ايران ولا أولويات لمكافحة الارهاب ولا ولادة مشروع او محمور اعتدال سني او ناتو عربي لمواجهة ايران والإرهاب.
بدت الزيارة والقمم على أنها قمم وزيارة فارغة من محتواها العملي وأنها مجرد تمثيلية كبيرة لشرعنة وتعجيل دفع الجزية السعودية لترامب التي وعد بحلبها من دول الخليج وخصوصا السعودية. السعودية بعد الزيارة ستقبت لكم فشلا ذريعا بقيادة تفشل اي حلف او ملف او ناتو لعدم توازن المصالح السياسية لدول المنطقة وحالة الاستقطاب الكبير.
فشلت السعودية حتى بضبط تصريحات ترامب ضدها بل عجزت عن ارغام ترامب ان يعتذر عن تصريحاته السابقة ضدها قيادتها حتى باستصدار اعتذار صغير من قبل الرئيس الأميركي عن التصريحات المخزية والمتطرفة وكيل الشتائم للإسلام وللمسلمين والعرب ورفع الشعارات العنصرية ضدهم! كما اكدت الزيارة والقمم الثلاثة بعد الخلاف الخليجي القطري: أن الخلافات الخليجية والعربية والإسلامية قد بلغت من العمق ودخلت مرحلة اللا عودة وليس على هذه الدول سوى ان تدفع الجزية وتطلب الحماية للحفاظ على التوازن داخل وخارج المجال او البحث عن ميزة التفوق التي استبعد ان تحصل عليها السعودية ضد ايران او تركيا.
الدكتور قحطان:
ان اي رؤية لمستقبل العلاقات الامريكية السعودية لا يمكن ان تتغافل أحد اهم اركان الاستراتيجية الامريكية في منطقة الشرق الاوسط والقاضية بتعزيز دور الحلفاء وتقويتهم ضمن حدود مسيطر عليها امريكيا. واضعاف الاعداء الى درجة ضمان عدم قدرتهم على تهديد المصالح الامريكية وعند اسقاط هذه الفكرة على علاقات امريكا بالسعودية.
نعتقد ان السعودية لها من السمات ما تدفع الولايات المتحدة الى عدم التفريط بها والحرص على ديمومة علاقات متينة معها وللأسباب الآتية..
1.السعودية دولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة بفعل ما تمتلكه من قدرات اقتصادية وموقع جغرافي ونفوذ اقتصادي وسياسي وديني في دول اسلامية عدة في مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي.
2.رغم قدرة الولايات المتحدة على الاستغناء عن النفط السعودي.. لكنها تدرك قدرة السعودية على التحكم بسوق النفط العالمية كونها ثاني أكبر منتج للنفط عالميا وتمتلك احتياطيات كبيرة منه وبالتالي فالسعودية يجب الا تخرج من نطاق السيطرة الامريكية في مجال النفط واستثماراته.
3. استطاعت السعودية ان تقنع صانع القرار السعودي بانها غير مسؤولة عن ظهور التنظيمات الجهادية السلفية ولا تدعم التنظيمات الارهابية وأنها تشترك مع الولايات المتحدة في هدف القضاء على الارهاب.
4. ادركت الولايات المتحدة انه لا بديل عن السعودية بثقلها الاقليمي .. كي تكون حليفا استراتيجيا في المنطقة في ظل تراجع الدور المصري والفوضى الحاصلة في سوريا والعراق. ورفض ايران لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة والتوتر الاخير مع تركيا.
5.المنافع التي تكسبها الولايات المتحدة من السعودية والتي ستساهم في تنشيط الاقتصاد الامريكي وخصوصا في مجال صناعة الاسلحة والتي ستخلق الاف الوظائف للامريكيين.
6.استطاعت الحكومة السعودية تجاوز الصراعات على السلطة ما بين الامراء...واثبتت انها قادرة على تجاوز اي تهديد وخطر يداهم استقرار المملكة وبالتالي فأمريكا تعتقد ان الحكومة في السعودية عصية على التغيير وان النظام السعودي قادر على الاستمرار والبقاء لمدة طويلة على العكس من حكومات دول المنطقة الاخرى التي اثبتت الاحداث انها أضعف من المتوقع وانهارت بسهولة أثر موجات الاحتجاج الشعبية.
ونتيجة للمعطيات السالفة الذكر ستشهد العلاقات السعودية الامريكية استقرار واضحا رغم الاختلاف بين اولويات الدولتين تجاه العديد من مشاكل المنطقة كما في سوريا واليمن وفلسطين.
الدكتور علي السعدي:
لتحالف السعودي – الأمريكي بيان الاستراتيجيات وتوزيع الأدوار-عن البحر الأمريكي والخشبة السعودية.
التحالف الجديد الذي أعلنته السعودية من دول اسلامية (سنّية) وبرعاية أمريكية مباشرة، قد لا يختلف في النتائج العملية عمّا سبقه قبيل الحرب على اليمن، لكنه كان ضرورياً للسعودية، كي تظهر إنها مازالت قادرة على قيادة (العالم الإسلامي) كما إنها رسالة موجهة الى روسيا وإيران ودول أوروبا، بأنها ليست وحدها، بل يقف وراءها كمّ كبير من الدول (السنّية)، كذلك إنها مازالت قادرة على حشد القوى التي تقاتل إرهاباً تتهم السعودية بدعمه وتشجيعه.
السعودية التي وجهت إليها اتهامات مباشرة من أكثر من دولة أوربية كما جاء على لسان نائب المستشارة الألمانية، والهجوم الذي شنته وسائل إعلام أوربية مختلفة على السعودية، إضافة الى اللافتات التي ربطت بينها وبين داعش، ومع عدم نجاح جهودها في اليمن وتخلي الحلفاء عنها ومن ثم اضطرارها للاستعانة بشركات خاصة من كولومبيا وأمريكا من دون فائدة، وجدت نفسها في موقف حرج ،فلا دعمها للمجموعات المسلحة نجحت في إسقاط النظام السوري بعد ست سنوات، ولا العلميات الإرهابية الكثيفة في العراق منذ أكثر من عشر سنوات، أفلحت في إسقاط العملية السياسية، حتى ظهور داعش السريع بكل اندفاعه.
ورغم تزويد الشركات السعودية وحلفائها له بما يقرب من (60) ألف سيارة رباعية الدفع من طراز تويوتا – حسب بيان الشركة المصنعة ذاتها – لم ينجح في اختراق مناطق الخصم المذهبي بل تراجع حتى في المناطق التي احتلها، ومن ثم ألحق ضرراً بالغاً في العرب السنّة، فانخرط الكثير منهم للقتال ضده فيما أصبحت أكثرية السكان هناك نازحة في مناطق مختلفة من العراق لا سيطرة لداعش عليها.
السعودية بعد سلسلة الإخفاقات التي عانتها بدأت تفقد موقعها تدريجياً ومن ثم لم تعد لها أهمية سوى في كتلتها المالية التي مازالت تستطيع تجييرها لشراء ولاءات دول أو إثارة الاضطراب في المجتمعات. أمام هذه المعطيات مجتمعة، سارعت السعودية بالإعلان عن ذلك التحالف لتجديد أهمية تتراجع باطراد.
أما أمريكا فهي رابحة في الحالتين فمن ناحية تحاول إيهام روسيا وإيران وسوريا بأن مواجهة تحالف بهذا التنوع والامتداد ليس سهلاً وبما ان دوله حليفة لأمريكا فبإمكان الأخيرة استخدامه لصالحها في تنافسها مع روسيا ومن ناحية أخرى تستنزف المزيد من الكتلة النقدية للسعودية وتزجها في المزيد من ((المعارك)) غير الناجحة كما في اليمن.
ترامب الأمريكي وخادم الصالة السعودي
أمريكا بحاجة إلى الإسلام المتشدد لابتزاز حلفائها الأوربيين فالدول الأوربية كانت بحاجة إلى الحماية الأمريكية من (الاتحاد السوفييتي) وحلف وارسو بأنظمته الشمولية (الشيوعية) التي تتناقض والأنظمة الديمقراطية التي تتبعها أوربا الغربية. نجح ذلك في تغذية الهواجس الأوربية طوال الحرب الباردة لكن وبعد سقوط الأنظمة الشيوعية وإتباعها نهجاً ديمقراطياً بما فيها روسيا بدأت أوربا تحاول فكّ ارتباطها مع أمريكا فأنشأت عملتها الخاصة الموحدة (اليورو) وقطعت شوطاً في تمتين الاتحاد الأوربي من هنا شعرت أمريكا بالقلق نحو ما يمكن أن يتطور موقف الاوربيين في المستقبل خاصة بعد أن تلعب الجغرافيا والمصالح دوراً في اقتراب أوربا نحو روسيا التي ترتبط معها بمصالح متشابكة ومتبادلة منها الغاز والنفط والتعاون في مجالات عديدة أخرى.
انطلاقاً من ذلك بدأت أمريكا بالتجسس على أقرب حلفائها كما أثير قضية المستشارة الألمانية وقبلها في الرئاسة الفرنسية لكن ذلك لم يكن مجدياً في وقف التوجهات الأوربية الآخذة بالابتعاد عن قيادة أمريكا وربما جاءت الدعوات الأخيرة لإعادة النظر في طبيعة التحالفات الأوربية بمثابة جرس إنذار لأمريكا.
على ذلك كان لابد من ايجاد عدو شرس بديلا للشيوعية عدو لا يتوانى عن الضرب في قلب العواصم الأوربية ومن ثم زجها في رعب يجبر أوربا للعودة الى بيت الطاعة الأمريكي. رغم إن ذلك العدو (الإرهاب) أعلن عن نفسه بضرب أمريكا أولاً ومازال يشاغب هناك الإ انه لا يشكل خطراً استرتيجياً على أمريكا كما هو في أوربا التي تستعيد تاريخ التصادم مع الإسلام منذ احتلال الأندلس ومعركة بواتيية والخطر العثماني الذي كان يطرق أبواب أوربا بل وتوغل في قلبها وصولا الى مشارف فيينا.
السعودية التي وضعت باعتبارها ابتزاز الدول– بما فيه السنيّة منها – بعد أن نشرت عقيدتها على مساحات واسعة من العالم ،واخترقت فيها مجتمعات عديدة ومتنوعة ، من خلال مجاميع باتت تتكاثر ذاتياً ،لذا تبدو السعودية مطمئنة في نجاح استراتيجيتها ،فمحاربة هذا النوع من الإرهاب المتغلل في المجتمعات ،باتت تزداد صعوبة الا بعمليات بتر تبدو شديدة الإيلام ،إذ يتطلب ذلك تغييرات جذرية في توجهات ودساتير دول دفعت الكثير من أجل إقرارها ،ورغم إن العالم بات يدرك دور السعودية في نشر التشدد ،الا إن ضربها أو إسقاط نظامها ،قد يزيد في وتيرة الإرهاب – وإن لسنوات قادمة – إذ سيفسر بأنه بمثابة حرب على الإسلام كله باستهداف مقدساته ،وهكذا تجدد السعودية دورها بإرسال رسالة للعالم مفادها إنها قادرة على جعل الإرهاب ينحسر كما جعلته ينتشر.
على هذا الحسابات أعلنت السعودية عن تحالفها الذي ضم الكثير من الدول (السنيّة) فبدا المشهد إن الأمور بالنسبة للسعودية تسير على ما يرام لكن الحسابات تكشف عن معطيات أخرى قد لا تصّب في مصلحتها فهي بإعلانها هذا قد كشفت حقيقة توجهاتها ودورها ومن ثم وضحت رسالتها الضمنية الى العالم. لكنها في هذا المعطى وقعت في مطب ستحصد نتائجه السلبية لاحقاً فقد جمعت المعسكر الذي تشكل مجتمعاته حواضن الإرهاب ومنتجه وهذا ما كان ينتظره العالم إعلان الإرهاب عن نفسه رسمياً كي يسهل التحالف ضده رسمياً كذلك.
إن الفخ الذي نُصب للسعودية يبدو متقناً بما يكفي فهي إن كانت جادة في محاربة الإرهاب ستحدث مشاكل كبيرة في مجتمعها الداعم بأكثريته لداعش أو المحبذ لاستمرارها وإن لم تكن جادة كما هو متوقع فذلك يعني استمرار الإرهاب بوتائر أعلى ومن ثم تفقد السعودية آخر دعائم وجودها عندها ستضطر الى الإعلان عن حقيقة ذلك التحالف بأنه يستهدف تنظيمات هي خارج إطار التصنيف بالإرهاب كالحشد الشعبي وحزب الله وغيرها كما استهدفت الحوثيين عندها سيعيد العالم اصطفافه مع (أهون الشّرين) إن جاز القول.
المؤشرات على ذلك الاختيار ظهرت في الإجراءات الأمريكية والأوربية على المساجد والمؤسسات الدينية في تلك البلدان فقد رفعت المراقبة عن المؤسسات والمساجد الشيعية بدعوى ان مراقبتها لم تظهر تبنيها لدعاوى العنف والحضّ على الكراهية كما هي المساجد والمؤسسات التي تدعمها السعودية وكان قد تخرج منها العديد ممن انخرطوا في عمليات إرهابية.
الإجراءات ضد المؤسسات المدعومة من السعودية لم تقتصر على بلدان الغرب وحسب بل اتخذته كذلك بلدان إسلامية كمصر التي أغلقت الكثير من تلك المؤسسات وحصرتها بالأزهر كما ألزمت جميع أئمة المساجد بالخطب الدينية المقرة من الأوقاف المصرية لمنع انتشار الوهابية بعد أن بدأت مصر تعاني من الإرهاب بدورها. وهكذا بدت الصورة بعد مؤتمر جدة لا تختلف في مشهدها كثيرا عما قبله سوى إن السعودية هذه المرة دفعت أموالاً طائلة لتكون تحت الوصاية الأمريكية المباشرة ومن ثم قبلت بدور (خادم الصالة).
الدكتورة منال فنجان:
هناك انواع من العلاقات على مستوى التعامل الدولي منه التعاون المشترك سواء كان ثنائي او جماعي بحسب نوع المصلحة ووقتها وظرفها لذلك تصنف ضمن التكتيكي او الاني او المرحلي او القصير المدى او المتوسط او البعيد. حينها واقصد بعد التعاون البعيد المدى يتحول التعاون الى حالة الحلف وهو كذلك انواع منه متعلق بالمصالح المشتركة او الدائمة او يتعلق بمصير او وجود وهذا الاخير يكون على المستوى غير المنظور.
والعلاقة السعودية مع امريكا تدخل ضمن التصنيف الاخير وهو تحالف الوجود على المستوى غير المنظور بغض النظر عن بعض المحاولات التي قامت بها السعودية على مستوى الاقليم والمنطقة والدول الاسلامية من حيث التدخل المباشر او غير المباشر العسكري وغير العسكري ودعم الجماعات المتشددة.
محاولة بذلك ان تتصدر مشهد المؤثر بالعالم الاسلامي على الاقل السني منهم والتي اخفقت بذلك نتيجة ظهور قطر الداعمة للاخوان وبعض الجهات التي لا تروق للسعودية وظهور تركيا بقيادة العدالة والتنمية الحالمة بعودة السلطة الدينية الممتدة على الدول الاسلامية كامتداد للدولة العثمانية.
وبالنظر لمعطيات المنطقة وداعش التي فقدت قوتها ونفوذها بالعراق الذي اعطى انطباعا للمراقبين بان العراق ما زال هناك من ناظم يضبطه ويوحده نسبيا بغض النظر عن كون الناظم من سلطة الدولة او من سلطة الدين مع المشهد السوري الذي اعاد بعض نقاط قوته مع التحالف الموثوق على الاقل نسبيا مع روسيا وإيران تجاه العراق وسوريا بالشكل الذي أرغم امريكا ان تكون أكثر جدية في محاربة داعش من خلال تحالف دولي بقيادتها حتى وبالنظر الى علاقة امريكا مع السعودية فأنها علاقة اموال ووظائف واستثمارات وهو واضح بالكلام المباشر لترامب.
وليس هناك أفضل من صناعة عدو دائم بالمنطقة لأهل المنطقة لذلك احتلت السعودية الدولة الاولى في العالم بالأنفاق العسكري منذ عام ١٩٩١ اي من بعد اجتياح العراق للكويت الى هذه اللحظة مع قواعد عسكرية امريكية واسطول امريكي بالخليج وأكبر قاعدة عسكرية امريكية بمنطقة الشرق الاوسط في قطر. كل هذه المعطيات تعطي رسائل بان هذا التحالف لم يأتي بجديد على مستوى علاقة السعودية مع امريكا وان دخول أطراف من العالم الاسلامي والعربي قد يكون سبب في افشاله وليس لإنجاحه هذا أولا.
وثانيا ان إيران في مأمن من اي عمل عسكري على المستوى المنظور على الأقل. لكنها قد تواجه عقوبات امريكية مشددة والتي تستطيع إيران مواجهتها من خلال نوافذها الاخرى في علاقاتها مع روسيا وتركيا وأوربا التي اشارت الى تحجيم دور امريكا بالمنطقة واعادة صياغة العلاقات فيها مثل بريطانيا. وكذلك فرنسا التي ابدى رئيسها الجديد بخطابه الرسمي بانه مستعد لتطوير العلاقة مع إيران وحرصه على مراقبة تنفيذ الاتفاق النووي
اما العراق فهو الدولة التي تكون محلا لتصفية الحساب لكل هذه المنظومة الدولية وبحسب قوانين موازين القوى مالم يحسن ادارة ملفه الخارجي من خلال بناء استراتيجية للتعامل الخارجي على مستوى التحالفات والتي لم يحسنها الى الان بالشكل الذي جعله الطرف الاضعف لكونه طرف غير مأمون وغير موثوق مما جعل تلك القوى تكسب جهات من السلطة بحسب توجهاتها على قاعدة مالا يدرك كله لا يترك جله.
الدكتور علي فارس:
رغم ان القمم التي عقدت في الرياض كانت هي الاكبر في تاريخ المملكة وفقا لتصريحات امريكية الا انها في الحقيقة جاءت لترسخ مبدأ المصالح في اي توجه امريكي تجاه الخارج فالولايات المتحدة وفقا للتوازن من الخارج سوف تسمح للحلفاء بإدارة الامن الاقليمي مع مراعاة مصالح الولايات المتحدة وعليه فان السعودية إذا ما ارادت مزيد من الامن فان عليها دفع تكاليف الحماية وإذا ما ارادت ان تتوازن من حيث القوة مع إيران فأنها يجب ان تؤدي الدور بنفسه.
ويتضح من القمم الثلاث التي عقدت في الرياض ان لغة المصالح هي من تفرض نفسها فتغير توجهات ترامب عن حملته الانتخابية بشأن السعودية والارهاب تكشف ان المصالح سيما الاقتصادية هي التي تحكم العلاقات الثنائية بينهما وعليه فأنها ستبقى مستمرة وفي تصاعد مادامت المملكة قادرة على توظيف المصالح في علاقتها مع الولايات المتحدة.
الدكتور نصار الربيعي:
كان المفكر والخبير السياسي الامريكي ولتر ليبمان أوضح بجلاء بعد الحرب العالمية الاولى وتدخل امريكا فيها في سنتها الاخيرة: ان قدر العالم أصبح عملة ذات وجهين لا يمكن ان ينفصلا، وهما السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية والسياسة الدولية. لذا طالب الدبلوماسي الامريكي المخضرم كينان (هو على خلاف مع حكومته وصاحب نظرية احتواء الاتحاد السوفيتي) حكومته بان عليها ان تنتهج في تناولها الشئون الخارجية طريقة البستاني وليس طريقة الميكانيكي وان تكون الحياة الدولية وكأنها عملية عضوية لا ميكانيكية.
ولكن الذي يحدث دائما في السياسة الخارجية الامريكية هو البحث عن عدو او خلقه اذا لم يجدوه وذلك نتيجة عدة أسباب أهمها فيما يخص موضوع ترامب الذي تم طرحه في ملتقى النبأ للحوار هو ضغط المجمع الصناعي العسكري Military Industrial Complex الذي تقوم بنيته على شراكة تضم المسئولين الحكوميين ومالكي الصناعات ذات الانتاج الحربي وأعضاء مجلس النواب التي تستفيد ولاياتهم من الإنفاق الحربي وقد قام اتفاق بين الأوساط الحكومية واوساط رجال الاعمال من جهة والقادة العسكريين من جهة اخرى. وهذه نتيجة روابط اقتصادية قائمة ما بين البنتاغون والصناعات الخاصة بسبب انتاج الأسلحة.
وكذلك الذي يحدث دائما ان المصالح الحيوية الامريكية هي دائما وأبدا فوق قيّمها أفضل مثال لذلك معاش عند العراقيين ان المتسبب الوحيد في غزو الكويت هو صدام حسين والذي كاد ان يسقط نتيجة الانتفاضة الشعبانية ولكن ماذا حدث؟ أصبح المتسبب الوحيد في احتلال الكويت حرا طليقا بحيث بنى معظم قصوره خلال هذه الفترة اما الشعب العراقي ما بين الحصار حتى التجويع وما بين دفنهم احياء في مقابر جماعية. لماذا؟ لان من مصلحة الولايات المتحدة الامريكية وجود العدو المهدد لجيرانه لغرض ابتزازهم من جهة واستمرارية حاجتهم للولايات المتحدة الامريكية.
وكذلك تصوير ايران بأنها عدو إقليمي خطير ومصدر اضطراب لدول المنطقة وخاصة لبعض الدول الخليجية هو لتحقيق نفس الأهداف سبق وان اشتركت في مداخلة عن سياسة ترامب في مركز الرافدين للحوار ارى ان لها علاقة بالموضوع:
تعد نظرية الدومينو هي احدى الاطر المفسرة للسياسة الخارجية الامريكية في اثناء حقبة الحرب الباردة، ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة وفِي العام ١٩٩٦نشر الباحث الامريكي بول كيندي مع باحثين اخرين مقالة مهمة بمجلة شئون خارجية حيث بلوروا نظرية وإطارا جديدا للاستراتيجية الامريكية لما بعد الحرب الباردة وهي ما يطلق عليها بنظرية (الدول المحورية) والتي هي احياء واستمرار وإعادة تشكيل لنظرية الدومينو. والدول المحورية لا تحتاج الى مساعدة ضد تهديد خارجي قادم من نظام معاد وإنما يتجلى الخطر فيها في احتمال سقوطها بسبب عدم استقرار النظام والفوضى الداخلية.
فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي أصبحا كل من الفوضى وعدم الاستقرار في النظام الدولي يشكلان التهديد الكبير البديل للمصالح الامريكية لذا ارى ان ترامب سيحيي نظرية الدول المحورية وينتهج سياسة تمييزية لصالح الدول المحورية ومنها مصر والسعودية ولكن ليس بأسلوب إنهاء فيروس مُعْدٍ بإطار نظرية الدومينو اثناء الحرب الباردة وإنما وحسب قراءتي الخاصة سيكون بأسلوب التحصين Vaccination (اي إعطاء جرعة لقاحية للدول المحورية) وقد تتضمن الاستراتيجية الامريكية في العام ٢٠١٨ إعادة تصنيف للدول المحورية. حيث ان الرئيس الامريكي ملزم ان يقدم استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية كل أربع سنوات للكونغرس منذ قراره (اي الكونغرس) في العام ١٩٨٦.
الدكتور واثق الهاشمي:
العلاقات السعودية الامريكية تمر عبر تاريخها الطويل بمتغيرات عديدة ولكن حالة الركود والجمود كانت على اعلى مستوياتها في الفترة الثانية لحكم الرئيس اوباما الذي تقارب مع ايران ونتج عن هذا التقارب الاتفاق النووي فضلا عن الانتقادات المباشرة من قبل اوباما للسعودية عندما قال ان الخطر ليس من ايران بل من الداخل السعودي بسبب سياسات التهميش والاقصاء وهذا الجمود استمر في بدء حملة الرئيس ترامب عندما وصف السعودية بالبقرة الحلوب لمتغير جاء لمصالح متبادلة للطرفين.
السعودية ممثلة بالملك سلمان يخطط لان يكون ابنه محمد ولي ولي العهد هو الملك القادم وكان الوفد الذي تراسه الامير محمد بصحبة وزير الخارجية الجبير والسبهان الى واشنطن يدور في هذا الاتجاه فضلا عن رغبة سعودية في تعود لقيادة مجلس التعاون الخليجي بدلا من قطر فضلا عن قيادة معسكر التصعيد لايران.
ترامب يستفيد من هذا التقارب اولا في الحصول على اموال وصفقات سلاح واستثمارات ليسكت بها افواه خصومه في الداخل الامريكي خاصة في ظل حراك قوي يتجه لمنع ترامب من اكمال الاربعة السنوات القادمة في حراك يقوده مدير المخابرات السابق فضلا عن مواقف ترامب التي شق صف المجتمع الامريكي الامر في تقديري لن يصل اى مرحلة مواجهة امريكية ايرانية او خليجية ايران خاصة في ظل صراع قطري سعودي.
الأستاذ مقداد البغدادي:
اعتقد ان زيارة ترامب للمنطقة وبالذات السعودية والتي انتهت بسلسلة من الاتفاقات الامنية والاقتصادية بين امريكا والسعودية قدرت بـ60 مليار دولار في مختلف القضايا النفطية والطاقة والامنية والعسكرية والاستثمار العام والتوظيف الاداري والقضية الاساسية والجوهرية والتي انتهت بحضور اكثر من 50 من رؤساء الدول العربية والاسلامية الى النتائج التالية:
1/تثبيت العداء الى إيران واعتبارها العدو الاول.
2/تثبيت موضوع التطبيع العربي والاسلامي بمساحة اكبر واوسع من الواقع الفعلي بين اسرائيل والدول العربية والإسلامية.
3/تثبيت حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية وغيرها منظمات ارهابية.
4/محاربه الشيعة في كل مكان سياسيا واقتصاديا وامنيا كما يحصل اليوم في البحرين واليمن ولبنان والعراق وافريقيا وبعض دول الخليج.
5/تحقيق الامن القومي لإسرائيل.
6/ارجاع مصر الى المناخات الامريكية والسعودية وابعادها عن ايران.
7/تحجيم الدور التركي في المنطقة.
8/تحقيق مكاسب مادية هائلة للولايات المتحدة الأمريكية.
9/تضعيف المقاومة في اليمن والعراق ولبنان ودول اخرى.
10/نسيان القضية الفلسطينية شعبيا ودوليا وإقليميا.
11/ارجاع المنطقة الى الهيمنة الامريكية سياسيا واقتصاديا وسحب البساط تحت أرجل الروس. واما موضوع محاربة الارهاب مجرد شعارات وهميه لا اساس لها على ارض الواقع.
الخبير القانوني امير الدعمي:
اعتقد ان ترامب طبق نظرية راعي البقر الامريكي فنظر الى حكام الخليج والسعودية خصوصاً على انهم بقرة حلوب تدر ذهباً وليس حليباً فقط فحلب بقرته التي يرعاها ويؤمنها من وهم الخطر الايراني الذي يلعب على وتره كلما شحت خزنته بالمقابل نظرت السعودية لترامب بأنه شرطي العالم الذي يؤمن لمن يدفع ثمن دوره امنها فكانت المصالح متبادلة وان اختلفت الطريقة والثمن.
ترامب ضرب عصفورين بحجر واحد فهو امن مصلحة اميركا بمليارات الدولارات وبعث رسالة لإيران بأنها تحت المجهر الامريكي بتحالف سني للحد من المد الشيعي كما يسمونه وبالتالي فأن ايران استوعبت الرسالة بتصريح لروحاني بالانفتاح على المجتمع الدولي والذي يقصد به اميركا وان مسألة مراجعة الاتفاقية النووية اتية لا محال وان عقد الشراكة الاميركية السعودية سينتهي بأنهاء واضمحال ثدي البقرة الذي هو قاب قوسين او ادنى.
الأستاذ عباس عبود:
الملكة العربية السعودية دولة تنتهج نظاما سياسيا يقوم على توظيف السياسة لخدمة الدين وتوظيف الدين لخدمة السياسة دون ان يؤثر أحدهما بالاخر وماكان لهذه الدولة ان تكون لو لا انها مكفولة خارجيا وبعبارة ادق أمريكيا فكل محيط الدولة السعودية رافض او معاد لها المملكة الوهابية تعاني من مشاكل داخلية، مشاكل مع اليمن، مشاكل حدودية مع قطر، تنافس مع الكويت.
لكن دهاء آل سعود مكنهم من بسط نفوذهم على محيطهم الإقليمي بقوة تعاظمت باد قيام صدام حسين باجتياح الكويت يومها أصبحت قضية الاستعانة بالولايات المتحدة مطلبا عربيا ملحا نتج عن قمة القاهرة لعد نجاح عاصفة الصحراء التي كان للملكة دور محوري بها وبعد الانقلاب القطري تولدت حصلت تغيرات في التحالفات الخليجية مع اسرائيل ومع الولايات المتحدة وتراجع دور العراق والكويت لتبرز السعودية بقوة تراجع دور مصر أيضا لصالح قطر التي أخذت تنافس الرياض بقوة.
استعانت كل من الرياض والدوحة باللاعب الامريكي والى درجة اقل الامارات لكن المملكة تميزت بسياسة الخزانات المفتوحة التي سهلت لها المسالك مع واشنطن لغاية إصدار قانون جاسكا وتطورات الاٍرهاب الدولي الذي يدين السعودية كوّن هذه الدولة هي منبع الوهابية والسلفية وهي من أسهم في دعم الجماعات الجهادية في أفغانستان بتنسيق مع واشنطن.
عادت السعودية لفتح خزائنها لكن هذه المرة تريد نفوذا ربما يقضي على نفوذ الدوحة والقاهرة وبغداد ويصادم امام صخرة النفوذ الإيراني المضاد لذلك قدمت المملكة لواشنطن ما تريد بشأن الطاقة وإسرائيل والارهاب الدولي وهي ثوابت السياسة الامريكية في الشرق الأوسط مقابل تجديد الكفالة الامريكية للملكة وتوفير الغطاء الحامي لهذه الدولة الثيوقراطية المنتمية الى القرون الوسطى.
الدكتور انور الحيدر:
يمكن القول أن المحطة الأخيرة التي شهدتها العلاقات الأمريكية- السعودية عادت بمزايا للبلدين، وإن كانت قد تفاوتت حسب أهميتهما وظرفهما الحالي الذي يمران به في ضوء المعطيات التي تمر بها المنطقة. فبالنسبة للولايات المتحدة، وهي المستفيد الأكبر بحكم كونها اللاعب الأكبر، فقد كسبت فوائد عدة لعل أبرزها:
١- المبلغ المالي الضخم الذي كسبته بفضل الصفقات التي عقدتها مع السعودية. وهو مالم تحصل عليه إدارة أميركية خلال عقود.
٢- وذلك ما يحسب لصالح الرئيس ترامب الذي أسرع في تنفيذ وعده لناخبيه ومواطنيه بابتزاز دول الخليج.
٣- الحل السريع والمضمون لكثير من مشاكل الولايات المتحدة الاقتصادية، سيما في مجال التوظيف والقضاء على البطالة، وهو ما عبر عنه الرئيس ترامب اختصاراً بقوله: وظائف، وظائف، وظائف.
٤- إعادة رسم الخطة الاستراتيجية الاقتصادية لصالح الولايات المتحدة التي كانت تتوقع أزمة اقتصادية خانقة تطالها في العام ٢٠٤٠، متزامنة مع نضوب النفط وتراجع أهميته كمصدر رئيس للطاقة، مما يعني تراجع أهمية الخليج الاستراتيجية أمريكياً لصالح شرق آسيا.
٥- ضمان التبعية السعودية للسياسة الأمريكية، بفضل الحماية الأمريكية المفترضة لها.
٦- إظهار أهمية السعودية كزعيمة للعالمين العربي والإسلامي، واستثمار تأثيرها على بلدانهما.
٧- ضمان الدور السعودي في تنفيذ السياسة الخارجية الإسرائيلية في المنطقة، سيما بعد إعلان العداء الرسمي السعودي لقوى المقاومة، والإسهام المباشر في تدمير سوريا، حيث أن سلاماً إسرائيلياً مع سوريا قوية يتطلب تنازلاً إسرائيلياً مقدماً عن الجولان، وهو ما أسهمت السعودية بشكل مباشر في إبعاده.
٨- كما لا يستبعد إسهام السعودية المباشر في التنازل مستقبلاً عن إسلامية القدس وعروبتها لصالح الكيان الإسرائيلي، ومن منطلق زعامتها للعالمين العربي والإسلامي، وإسهاماً منها في إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي الذي ما زالت القدس عقبته الأساس، ليتم الاعتراف بالكيان الإسرائيلي كـ "دولة يهودية" وفق رؤية نتنياهو.
أما المزايا التي تعود بالفائدة على السعودية، فيمكن إدراج أهمها على النحو الآتي:
١/ إدراك السعودية بأن صراعها الحالي هو صراع مصير ووجود دفعها إلى تقديم كل التنازلات لأجل بقاء العرش السعودي في مواجهة تيار ما بات يعرف بـ "الربيع العربي"، وبضمانة أمريكية.
٢/ إدراك السعودية بأن المبلغ الذي دفعته إلى إدارة الرئيس ترامب، ستدفعه بالمحصلة إذا ما فعل (قانون جاستا) الذي أقرته إدارة الرئيس أوباما.
٣/ الصراع داخل العرش السعودي دفع ولي ولي العهد السعودي إلى تقديم التنازلات إلى الولايات المتحدة أملاً في دعمها له في حال قيامه بانقلاب داخل الأسرة السعودية لصالح فرعها السلماني. وهي ذات المحاولة التي قام بها عمه الأمير فيصل وتكللت بنجاح انقلابه على أخيه الملك سعود وتوليه العرش بعدها. وذلك بعد أن قدم التنازلات المالية، وكرس عداءه لـ (مصر العروبية الناصرية)، لا (إيران الفارسية الشاهنشاهية) قبل نصف قرن تقريباً.
٤/ إدراك السعودية لفشلها في سياستها الخارجية الإقليمية، نتيجة تصورها بانحسار النفوذ الأميركي في المنطقة وسعيها لملئ الفراغ الذي خلفه ذلك الانحسار. فكانت التدخلات في العراق، والبحرين، وسوريا، ومصر، واليمن، وغيرها، والتي لم يكتب لها النجاح في المحصلة.
٥/ التنافس الخليجي- الخليجي في المنطقة أثر سلباً على أداء السياسة الخارجية السعودية في المنطقة، سيما التنافس مع قطر، ودخول الإمارات حيّز التنافس لاحقاً، خصوصاً في أزمة اليمن.
٦/ إبعاد الصورة السلبية التي تكونت لدى الرأي العام الأمريكي والأوربي حول السعودية والوهابية وعلاقتها بالإرهاب، وانتهاك حقوق الإنسان وغيرها.
٧/ نجاح الدبلوماسية السعودية في في استجلاب معظم زعماء العالمين العربي والإسلامي أبرزها بمظهر الزعامة لهما، وهو ما يحسب لها.
٨/ إطلاق يد السعودية في تصفية مشكلاتها مع خصومها الداخليين والخارجيين دون مساءلة أمريكية أو دولية. وهو ما تجلى جانب منه لاحقاً في أحداث العوامية، والدراز، والعلاقة مع قطر.
ومع ذلك، تبدو العلاقة قلقة وحرجة في هذه المرحلة، لأسباب أهمها:
١- عدم قدرة الطائفية السعودية على مواجهة البرغماتية الأمريكية في المنطقة.
٢- اتساع رقعة المصالح الأمريكية مقارنة بالمصالح الأمريكية قد تدفع بالولايات المتحدة إلى تغيير بعض تكتيكاتها في المنطقة، مما قد يلحق الضرر بالمصالح السعودية.
٣- حجم المشكلات الداخلية والخارجية التي تعاني منها العربية السعودية أكبر من أن يحسمها تقارب أو توطيد للعلاقات مع الولايات المتحدة.
٤- لا يوجد مدى محدد للابتزاز الأميركي للسعودية.
٥- عدم الإستقرار في:
أ- المنطقة وما تشهده من صراعات.
ب- شخصية ترامب وما تشهده من تقلبات.
ج- العرش السعودي وما يشهده من نزاعات.
تشكل عوامل أخرى تدفع إلى التكهن بأن ما شهدته العلاقات الأمريكية- السعودية من تقارب ملحوظ لا يرقى إلى مستوى التحالف الاستراتيجي بين البلدين بقدر ما هو مرحلة تمكن من خلالها الطرفان من تجاوز أزماتهما ودفعهما نحو الأمام، وكان للمال الدور الأبرز في ذلك..
.............................