حسن روحاني يفوز...
وكالات
2017-05-20 12:37
منح الإيرانيون المتطلعون لمزيد من الحرية في بلادهم والحد من عزلتها في الخارج الرئيس حسن روحاني فترة ولاية جديدة ليتفوق بذلك على رجال الدين المحافظين الذين لا تزال لهم الكلمة العليا.
وفاز الرئيس الايراني حسن روحاني متقدما بفارق كبير على نظيره المتشدد ابراهيم رئيسي، بحسب نتائج رسمية، ما سيتيح له مواصلة سياسة انفتاح بلاده على العالم.
واعلن وزير الداخلية الايراني اعادة انتخاب الرئيس المنتهية بعد نيله 57% من اصوات الناخبين.
وقال عبد الرضا رحماني فضلي في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي انه بعد فرز 99,7% من اوراق الاقتراع، حصل روحاني (68 عاما) على 23,5 مليونا من الاصوات مقابل 15,8 مليونا لمنافسه رئيسي (56 عاما)، رجل الدين المحافظ القريب من آية الله علي خامنئي. بحسب فران برس.
وسيتيح هذا الفوز بفارق كبير من الدورة الاولى لرجل الدين المعتدل مواصلة محاولة إخراج إيران من عزلتها عبر السياسة التي بدأها بالاتفاق النووي التاريخي المبرم مع الدول العظمى في تموز/يوليو 2015 خلال ولايته الاولى.
وكان التلفزيون الرسمي الذي يتم تعيين مديره مباشرة من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي استبق الاعلان الرسمي للنتائج بتهنئة روحاني في رسالة وردت على أسفل الشاشة.
وقبل حتى الاعلان عن اولى النتائج الجزئية، اقر المسؤولون المحافظون بفوز خصمهم.
وقال علي رضا زاكاني، النائب المحافظ السابق الذي شارك في الحملة ضد اعادة انتخاب روحاني، "الارقام الاولى تدل على فوز روحاني ويجب تهنئته".
واشاد النائب الاول للرئيس روحاني الاصلاحي اسحق جهانغيري الذي انسحب من السباق الرئاسي بالنتيجة، متحدثا عن "فوز كبير للامة الايرانية".
وتم تمديد عملية الاقتراع ست ساعات وانتهت عند منتصف الليل (19,30 ت غ). وحتى بعد ساعات التصويت ال18 المتواصلة، كان ناخبون ينتظرون دورهم للاقتراع ولم يتسن للبعض القيام بذلك.
وعلى الرغم من أن سلطات الرئيس المنتخب محدودة بالمقارنة مع سلطات الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي فإن حجم فوز روحاني يعطي المعسكر الموالي للإصلاحيين تفويضا قويا.
ورئيسي أحد تلاميذ خامنئي وتشير إليه وسائل الإعلام الإيرانية على أنه خليفة محتمل للزعيم الأعلى البالغ من العمر 77 عاما والذي يتولى الزعامة منذ 1989. بحسب رويترز.
ومن شأن فوز روحاني بفترة جديدة حماية الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران في ظل رئاسته مع القوى العالمية في 2015 وقضى برفع معظم العقوبات على الجمهورية الإسلامية نظير أن تكبح إيران برنامجها النووي.
انتصار الحريات وانتكاسة المتشددين
كما يمثل الفوز انتكاسة للحرس الثوري الذي يملك إمبراطورية صناعية كبيرة في إيران وأيد رئيسي في الانتخابات لحماية مصالحه.
وقالت ناخبة مؤيدة للإصلاح تدعى ماهناز (37 عاما) عبر الهاتف في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت "أنا سعيدة للغاية لفوز روحاني. فزنا. لم نرضخ للضغوط. أظهرنا لهم أننا لا نزال موجودين. أريد من روحاني الوفاء بوعوده".
لكن روحاني لا يزال يواجه نفس القيود التي منعته من إحداث تغيير اجتماعي كبير في إيران خلال فترة رئاسته الأولى وأحبطت كذلك جهود الإصلاح التي قام بها الرئيس السابق محمد خاتمي.
ويملك الزعيم الأعلى سلطة نقض كل السياسات والسيطرة القصوى على أجهزة الأمن. ولم يتمكن روحاني من الإفراج عن زعماء إصلاحيين موضوعين قيد الإقامة الجبرية كما يحظر على وسائل الإعلام نشر كلمات أو صور خاتمي.
وقال كريم سجادبور وهو زميل كبير بمؤسسة كارنيجي متخصص في الشؤون الإيرانية "كان العقدان الأخيران من الانتخابات الرئاسية أياما قصيرة من النشوى تتبعها سنوات طويلة من الخيبة.
"يسمح للديمقراطية في إيران بالازدهار أياما قليلة فحسب كل أربع سنوات في حين يزهر الاستبداد دائما".
وتجاوز الرئيس روحاني بعض الحدود في خطاباته بانتقاده لسجل حقوق الإنسان في أجهزة الأمن والقضاء.
وخلال إحدى خطبه أشار روحاني للمحافظين بوصفهم "هؤلاء الذين يقطعون الألسنة ويكممون الأفواه". كما اتهم رئيسي خلال مناظرة الأسبوع الماضي بالسعي "لاستغلال الدين من أجل السلطة". وقوبلت هذه التصريحات بتوبيخ معلن نادر من جانب خامنئي الذي وصفها بأنها "لا قيمة لها".
ويبدو أن الإقبال الكبير جاء في صالح روحاني الذي قال مؤيدوه مرارا إن أكبر مخاوفهم هي عزوف الناخبين ذوي الميول الإصلاحية عن التصويت بسبب إحباطهم من بطء وتيرة التغيير.
وكان ناخبون كثيرون عازمين على منع صعود رئيسي الذي كان أحد القضاة الأربعة الذين حكموا على آلاف السجناء السياسيين بالإعدام في ثمانينيات القرن الماضي وهو الحكم الذي يعتبره الإصلاحيون رمزا للدولة البوليسية في عنفوانها. بحسب رويترز.
وقال ناصر وهو صحفي يبلغ من العمر 52 عاما "الحشد الواسع للجماعات المحافظة والاحتمالات الواقعية بفوز رئيسي أخافت الكثيرين للذهاب للتصويت".
وأضاف "تراهنت أنا وأصدقائي. قلت إن رئيسي سيفوز وأعتقد أن هذا الأمر شجع أصدقائي الذين ربما قرروا عدم التصويت على الذهاب للإدلاء بأصواتهم".
وقال روحاني يوم الجمعة بعد أن أدلى بصوته إن الانتخابات مهمة "لدور إيران في المستقبل بالمنطقة والعالم".
واتهم رئيسي (56 عاما) روحاني بإساءة إدارة الاقتصاد وسافر إلى مناطق فقيرة ونظم تجمعات حاشدة انتخابية وعد خلالها بالمزيد من الوظائف واستحقاقات الرعاية الاجتماعية.
ويعتقد أنه يحظى بدعم الحرس الثوري وتأييد ضمني من خامنئي الذي تفوق سلطاته الرئيس المنتخب لكنه عادة ما يفضل البقاء بعيدا عن المشهد السياسي بتفاصيله اليومية.
ويأمل الحرس الثوري والمحافظون في أن يتيح فوز رئيسي فرصة لهم لاستعادة السيطرة على السلطة الاقتصادية والسياسية التي يرون أنها قوضت بسبب رفع العقوبات والانفتاح على الاستثمار الخارجي.
وخلال أسابيع من الحملات الانتخابية تبادل رئيسي وروحاني الاتهامات بالفساد والوحشية على شاشات التلفزيون بحدة لم تر الجماهير مثلها منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979. وينفي كل منهما هذه الاتهامات.
وفي تحذير نادر يسلط الضوء على التوترات السياسية المتصاعدة حث روحاني الحرس الثوري وميليشيا الباسيج التابعة له على عدم التدخل في الانتخابات.
وكانت الشكوك في أن أفراد الحرس الثوري وميليشيا الباسيج زوروا نتائج الانتخابات لصالح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009 قد تسببت في احتجاجات دامت ثمانية أشهر في جميع أنحاء البلاد وواجهت قمعا عنيفا.
ورغم رفع العقوبات المرتبطة بالقضية النووية في 2016 فلا تزال هناك عقوبات أمريكية من جانب واحد تستهدف سجل إيران في مجال حقوق الإنسان والإرهاب. ومنعت هذه العقوبات الكثير من الشركات الأجنبية من ضخ استثمارات في السوق الإيرانية مما حد من الفوائد الاقتصادية لرفع العقوبات حتى الآن.
وقالت زيبا غوميشي في طهران "صوتت لروحاني لمنع رئيسي من الفوز. لا أريد أن يكون رئيس البلاد محافظا... انتظرت خمس ساعات في الصف لأدلي بصوتي".
ولا يزال الكثير من الناخبين المؤيدين للإصلاح أنصارا لروحاني وإن كان بشكل فاتر في ظل خيبة أملهم من الوتيرة البطيئة للتغيير خلال فترة ولايته الأولى. لكنهم يحرصون على عدم وصول رئيسي للسلطة ويعتبرونه ممثلا للدولة الأمنية في أشرس حالاتها فخلال الثمانينيات كان رئيسي واحدا من أربعة قضاة حكموا على آلاف السجناء السياسيين بالإعدام.
وقال الموظف الحكومي يوسف غائمي (43 عاما) عبر الهاتف من مدينة كرمان شاه في غرب البلاد "أنا في طريقي للتصويت لروحاني. أحب سياسته المنفتحة على العالم. أعرف أنه ليس إصلاحيا لكن من يهتم؟ ما يهم هو أنه ليس رئيسي".
أما بالنسبة للمحافظين فتمثل الانتخابات فرصة لإعادة العمل بقيم الثورة الإسلامية عام 1979 والتي تتطلب من المسؤولين المنتخبين أن يخضعوا لرجال الدين والزعيم الأعلى.
وقال مهران فردوست (36 عاما) وهو صاحب متجر قرب مزار الإمام الرضا في مدينة مشهد مسقط رأس رئيسي "أدليت بصوتي بالفعل. أعطيت صوتي لرئيسي لأنه من أتباع الإمام خامنئي. لن يخوض مواجهة مع الزعيم إذا انتخب. سيحمي هويتنا الإسلامية".
وبشكل علني ظل خامنئي (77 عاما) محايدا واكتفى بالدعوة مرارا للإقبال على المشاركة. لكن الإيرانيين من المعسكرين يعتقدون أنه في حقيقة الأمر يدعم تلميذه رئيسي ليس فقط للرئاسة لكن ربما لخلافته لمنصب الزعيم الأعلى الذي يشغله منذ عام 1989.
الازمة الاقتصادية لم تؤثر
وركز رئيسي حملته الانتخابية على الاقتصاد وزار مناطق ريفية وقرى وتعهد بتوفير مساكن ووظائف والمزيد من مزايا الرعاية الاجتماعية في رسالة قد يكون لها صدى لدى ملايين الناخبين الفقراء الغاضبين من النخبة في طهران.
وتنافس كذلك في السباق الرئاسي مرشحان آخران لا يعرف الكثير عنهما -- إصلاحي دعا إلى التصويت لروحاني وآخر محافظ. وسيتم اختيار المرشح الفائز من الجولة الأولى التي يتوقع أن تعلن نتائجها النهائية الأحد.
وقبل إغلاق صناديق الاقتراع، ندد معسكر رئيسي ب "مخالفات" مطالبا باتخاذ إجراءات فورية ضد "الأعمال الدعائية لبعض المسؤولين وأنصار الحكومة" لصالح الرئيس الحالي.
ولا يُشكّك رئيسي بالاتفاق النووي الذي وافق عليه المرشد الأعلى، لكنّه ينتقد نتائج هذه التسوية التي لم يستفد منها الإيرانيون الأكثر فقراً والتي اجتذبت استثمارات ضئيلة مقارنةً بما كان متوقعاً.
وخلال التجمع الاخير الذي نظمه الاربعاء في مشهد (شرق) قال رئيسي "بدلا من استخدام قدرات شبابنا، انهم (روحاني وحكومته) يضعون اقتصادنا في أيدي الأجانب".
وسلّط رئيسي الضوء على نسب البطالة المرتفعة التي تطال 12,5% من السكان و27% من الشباب، متهما حكومة روحاني بأنها لم تعمل سوى لصالح "الأوليغارشيّة الأكثر ثراء" في البلاد التي لا تمثل سوى أربعة بالمئة من السكان، على حد قوله.
وإضافة إلى الانتخابات الرئاسية، دعي الناخبون الـ56,4 مليونا إلى التصويت كذلك في الانتخابات البلدية، والتي يتمثل تحديها الاهم في المدن الكبرى مثل طهران ومشهد (شرق) واصفهان (وسط)، لجهة معرفة ما إذا كان المعتدلون سيتمكنون من انتزاعها من المحافظين.
روحاني أشعل حماس معسكر الإصلاح
وسعى روحاني إلى إلهاب حماس المعسكر المؤيد للإصلاح بخطب تتطرق إلى محظورات سياسية باستهداف النخبة المتشددة في إيران بدءا من السلطة القضائية المحافظة إلى الحرس الثوري صاحب النفوذ.
ويقول روحاني إن فوز مرشح متشدد قد يضع إيران في مسار أكثر مواجهة مع الغرب وسيحول دون انفتاح المجتمع الذي يتوق غالبية الإيرانيين وخصوصا الشباب إلى رؤيته.
وقال روحاني في مؤتمر انتخابي "أنتم تريدون تقييد حرية الناس. الناخبون سيواجهونكم في الانتخابات ولقد اخترنا طريقنا.. الطريق إلى الحرية ولن نتراجع".
وانتقد روحاني علنا سجل السلطات في مجال حقوق الإنسان وتحدث في تجمعات انتخابية عن "أولئك الذين يقطعون الألسن ويكممون الأفواه". وفي مناظرة الأسبوع الماضي اتهم رئيسي بالسعي إلى "إساءة استخدام الدين من أجل السلطة".
كل ذلك يمثل ابتعادا عن مواقف رجل عرف لعقود بأنه عضو مخلص بالمؤسسة الإيرانية الحاكمة.
وقال مسؤول كبير سابق "روحاني من داخل النظام. إنه مخلص للمؤسسة.. إنه ليس إصلاحيا لكنه جسر بين المتشددين والإصلاحيين". بحسب رويترز.
ولد روحاني في أسرة متدينة في 1948 وتدرج في صفوف المؤسسة الدينية وكان له دور نشط في الثورة التي أطاحت بالشاه في 1979.
وتولى الرجل بضعة مناصب حساسة في الجمهورية الإسلامية ومنها تمثيل خامنئي لمدة 25 عاما في المجلس الأعلى للأمن القومي.
وعندما اكتسح الانتخابات الرئاسية السابقة قبل أربعة أعوام بفوزه بأصوات ثلاثة أمثال الأصوات التي حصل عليه أقرب منافسيه، تعلق الإيرانيون بآمال عريضة في أن ينجز وعوده لتخفيف عزلة البلاد في الخارج وجلب المزيد من الحريات في الداخل.
وكشخص من داخل النظام الحاكم كان على دراية كبيرة بعملية صنع السياسات في إيران حيث تستطيع السلطة القضائية الدينية إلغاء قرارات الحكومة والبرلمان المنتخبين.
ووعد روحاني بتحقيق الأهداف التي يسعى إليها الإصلاحيون لكن دون تجاوز الخطوط التي قد تسبب صداما مع المحافظين ومداواة جراح الانتخابات الرئاسية السابقة حين سحق الأمن احتجاجات حاشدة للإصلاحيين على الفوز المتنازع عليه للمتشدد محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية.
وذروة سنام انجازات روحاني كرئيس للبلاد كانت الاتفاق النووي مع القوى الكبرى الذي أدى إلى رفع أغلب العقوبات المالية المفروضة على طهران في مقابل قيود على برنامج إيران النووي.
لكن منذ التوصل للاتفاق تباطأت وتيرة المنافع الاقتصادية الموعودة. ومن ناحية أخرى لم يتحقق تقدم ملموس في منح الإيرانيين المزيد من الحريات في الداخل ومنها حرية التجمع والاتصال وارتداء الملابس التي يريدونها.
ويقول الكثير من الناخبين المؤيدين للإصلاحيين إنهم يشعرون بخيبة أمل وهو فتور يراه حلفاء روحاني أكبر تهديد لإعادة انتخابه. ويبدو أن اللهجة الحماسية للرئيس في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية استهدفت حشد الدعم من الإصلاحيين وتذكيرهم بالمخاطر.
لكن الخطاب يهدد أيضا بإثارة رد فعل من المتشددين سعى لتجنبه في السابق.
ووجه خامنئي توبيخا مستترا يوم الأربعاء واصفا بعض الشعارات التي ترددت في مناظرة تلفزيونية بين المرشحين بأنها "غير لائقة". ورغم أن الزعيم الأعلى لم يذكر مرشحا بعينه إلا أنه كان من السهل تفسير ذلك على أنه يستهدف روحاني.
قاض متشدد شكل تحديا قويا لروحاني
واستغل رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي، المنتقد الشديد للغرب وأحد الصقور في المؤسسة الإيرانية، السخط الاقتصادي في تشكيل تحد قوي على نحو غير متوقع للرئيس حسن روحاني في انتخابات الرئاسة يوم الجمعة.
وركز رئيسي، المقرب من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، على الاقتصاد وزار مناطق ريفية وقرى صغيرة واعدا الفقراء بتوفير مساكن ووظائف والمزيد من المزايا الاجتماعية.
وقال الرجل البالغ من العمر 56 عاما في مناظرة رئاسية أذيعت تلفزيونيا "إنني أمثل العمال والنساء اللائي ليس لهن عائل. أولئك الذين لديهم الكثير ليقولوه لكن لا يملكون مكبرات للصوت".
وتوقعت وسائل إعلام إيرانية أن رئيسي قد يصل إلى ما هو أبعد من الرئاسة ويصبح خليفة لخامنئي (77 عاما) الذي له السلطة العليا في البلاد منذ عام 1989.
ووعد رئيسي بتوفير ستة ملايين وظيفة في فترته الرئاسية الأولى وزيادة المساعدات المالية الشهرية إلى ثلاثة أمثالها. ووصف أنصار روحاني وعود رئيسي بأنها "شعبوية" ويقولون إنه لم يشرح كيف سيدبر الأموال لتنفيذها.
ويقول إصلاحيون ونشطاء في حقوق الإنسان إنهم منزعجون من خلفية رئيسي كقاض متشدد خاصة خلال الثمانينات عندما كان واحدا من أربعة قضاة أصدروا أحكاما بالإعدام على آلاف السجناء السياسيين.
وفي مناظرة تلفزيونية أخيرة خيم عليها التوتر تخطى روحاني حدود اللياقة في الحديث لإظهار رئيسي على أنه مخلب متعطش للسلطة لقوات الأمن.
وقال روحاني في المناظرة "سيد رئيسي.. يمكنك أن تفتري علي كما تشاء. كقاض في المحكمة الشرعية يمكنك حتى أن تصدر أمر اعتقال. لكن من فضلك لا تسيء استغلال الدين من أجل السلطة".
لكن الرسالة الاقتصادية لرئيسي قد تجتذب ناخبين لم يروا فوائد تذكر من الإنجاز الرئيسي لروحاني في فترته الأولى وهو الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.
ونص الاتفاق على رفع العقوبات المالية عن إيران في مقابل قيود على برنامجها النووي.
لكن رئيسي يقول إن روحاني باع مصالح إيران للغرب بثمن بخس، وإنه يراهن أكثر من اللازم على التقارب مع الغرب بينما لا يبذل شيئا يذكر لتعزيز الإنتاج في الداخل.
وقال رئيسي في سبتمبر أيلول قبل إعلان ترشحه للانتخابات "مشاكلنا لا يمكن أن يحلها الأمريكيون والغربيون. إنهم لم يحلوا مشكلة واحدة لأي بلد ولا يقدموا شيئا للدول الأخرى سوى الشقاء".
لكن ورغم تشدده مع الغرب قال رئيسي إنه سيلتزم بالاتفاق النووي وسيرعاه "بصرف النظر عن عيوبه الكثيرة".
رئيسي شخصية تنتمي للصفوف الوسطى في تسلسل السلطة الدينية في إيران وكان مسؤولا كبيرا في الهيئة القضائية على مدار عقود.
وعينه خامنئي العام الماضي مسؤولا عن منظمة آستان قدس رضوي وهي مؤسسة دينية تدير أصولا بمليارات الدولارات من التبرعات لأشهر الأضرحة المقدسة في مدينة مشهد.
ورغم قلة ظهوره العلني قبل ترشحه للانتخابات فإن رئيسي هو أحد المخضرمين في الصفوف العليا في هيكل السلطة في إيران. وشغل منصب نائب رئيس السلطة القضائية لعشرة أعوام قبل تعيينه نائبا عاما في 2014.
وقال حسين رسام المستشار السابق في الشأن الإيراني بوزارة الخارجية البريطانية "يعرف رئيسي طريقه جيدا داخل الأروقة المعتمة للمعترك السياسي الإيراني. لكنه اعتاد على الاستجواب المرهق للسياسيين في الظلال المريحة للقضاء... أكثر من الوقوف أمام الناس تحت أشعة الشمس الحارقة". بحسب رويترز.