المرجع الشيرازي: أكثروا من الفضائيات الشيعية وبمستوى أداء عال لتعريف ثقافة أهل البيت

مؤسسة الرسول الاكرم

2015-02-02 03:17

تقرير: علاء الكاظمي

شدّد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، على الحاجة الملحّة والماسّة لتعريف سيرة وثقافة وهدي الإسلام المتمثّل بإسلام المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم إلى البشرية كلّها، من خلال الإعلام الحديث. حيث أكّد سماحته على المؤمنين والمؤمنات كافّة، بالأخص أصحاب الهيئات والمواكب الحسينية بأن يقوموا بتأسيس وإطلاق المئات والمئات من القنوات الفضائية، لعرض سيرة وثقافة المعصومين صلوات الله عليهم بمختلف اللغات وبمستوى عال، لتعرف البشرية الإسلام الحقيقي الذي يرتضيه ويقبله أصحاب العقل والمنطق والضمير، ولكي تميّزه عن الإسلام المزّيف الذي تلبّس به بعض المسمّين أنفسهم به اليوم ومن قبل، وارتكبوا ويرتكبون باسمه العنف والإجرام وأبشع المجازر والقمع وهضم الحقوق المشروعة وكبت الحريّات.

جاء ذلك في كلمة قيّمة ألقاها سماحته بالمئات من المؤمنين العراقيين، أصحاب الهيئات والمواكب الحسينية القادمين من مدينة كربلاء المقدّسة وغيرها، الذين زاروا سماحته يوم السبت الموافق للعاشر من شهر ربيع الثاني 1436 للهجرة (31/1/2015م).

وفيما يلي نصّ كلمة سماحته دام ظله:

هذا اليوم هو يوم ذكرى استشهاد كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة عليها السلام. وبهذه المناسبة أقدّم التعازي إلى جميع المؤمنين والمؤمنات في كل مكان، وأسأل الله تعالى أن يعجّل في ظهور سيدنا ومولانا بقيّة الله الإمام المهدي من آل محمّد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين وعجّل الله تعالى في فرجه الشريف، حتى ينتقم لجميع المظلومين في كل مكان، بالأخص المظلومين من آبائه الطاهرين.

المواكب محور لملمة المؤمنين

إنّ الهيئات والمواكب الحسينية في العراق وفي كل مكان هي من المحاور الأساس للملمة المؤمنين والمؤمنات، ولهداية غير المؤمنين والمؤمنات إلى إطار أهل البيت صلوات الله عليهم الذي هو إطار القرآن الكريم، وهو الإطار الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده. فلتشارك المواكب الحسينية المباركة في نشر ثقافة أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم أكثر من ذي قبل، وعلى مدى الكرة الأرضية وفي أطراف العالم.

إنّ ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم هي ثقافة القرآن الحكيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله عن القرآن الكريم وعترته الطاهرة، وأشار بسبّابتيه: (ولن يفترقا). فالقرآن لا يفترق عن العترة الطاهرة، والعترة الطاهرة لا يفترقون عن القرآن الحكيم. وثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم في مجال العقائد والأحكام الشرعية والأخلاق والآداب الإسلامية، هي الثقافة الجامعة النقيّة الأصيلة، ويجب أن تنتشر على وجه الأرض أكثر من ذي قبل.

من تاريخ العراق المشرق

وقال سماحته: في هذا الشهر، شهر ربيع الثاني، وقبل قرابة مائة عام، فجّر الإمام الثائر الشيخ محمد تقي الشيرازي رضوان الله عليه، النواة العظيمة لدحر الاستعمار عن العراق، وعن كل مكان، بفتواه المهمة. إذ أراد الاستعمار ذلك اليوم وبالتزوير وباسم الانتخابات أن يحكم العراق، فأفتى الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، بانه لا يجوز للمسلم أن ينتخب غير المسلم للحكم. وكان الاستعمار يريد باسم الانتخابات أن يزوّر ويُري صورة يسمّيها الديمقراطية في ذلك الزمان، لحكومة الاستعمار على العراق. ولذا صارت تلك الفتوى العظيمة سبباً لأن يرجع الاستعمار إلى الوراء، ويخسر ما كان يأمله من استعماره المباشر للعراق ذلك اليوم.

في الحريّة الخير والأخلاق الحسنة

لقد مّر العراق بويلات وويلات، زلا يزال رهين ويلات، ولكن إن شاء الله تعالى، ستكون آخر الويلات، ببركة أمير المؤمنين والإمام الحسين والأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، وبركة مولانا بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله عليه. وستكون إن شاء الله هذه المظالم التي يشهدها الشعب العراقي المظلوم المضطهد الصابر الصامد، هي آخر المظالم، ويقبل العراق إن شاء الله وسائر بلاد الإسلام على الحرية التي أينما أتيحت بمعناها الصحيح، عمّ الخير الجميع وكانت الأخلاق الحسنة تحكم الجميع، كما حصل في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله في أيّام حكومته في المدينة المنوّرة، وكما في زمن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أيّام حكومته للعالم الإسلامي ذلك اليوم عبر العراق وعبر الكوفة بالذات. فقد ورد في الحديث الشريف، ما مضمونه، لو أن الناس عملوا بما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله من استخلافه للإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه مباشرة من بعده: لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم. يعني لأكل الناس كافّة وليس الشيعة فقط أو المسلمين. فقد عاش الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثين سنة تقريباً. فلو كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو الحاكم المطلق لعمّ الخير الجميع في ذلك الزمان وإلى هذا اليوم وإلى يوم القيامة. ولكن الله سبحانه وتعالى يختبر عباده، وهو القائل في القرآن الكريم: (كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ) سورة الإسراء: الآية20، ليختبر العباد وليتبيّن من يكون مطيعاً حقّاً وحقيقة لله وللرسول، ومن يتظاهر بالإطاعة ولكنه يخالف الله والرسول؟

قصّتان للعبرة والتأسّي

أنا أوصي شباب العراق أولاً، وشباب الشيعة في كل العالم ثانياً، وثالثاً شباب المسلمين في كل العالم، وبعد ذلك جميع الشباب في العالم كلّه، أوصيهم بقراءة ومطالعة التاريخ المهم للعراق، أي تاريخ أهل البيت صلوات الله عليهم في العراق، وتاريخ علماء الإسلام في العراق، حتى ينعموا جميعاً بالخير اكثر من ذي قبل، ويكون الشباب سبب لهداية الآخرين.

هنا أنقل لكم قصّة، هي مكتومة ومستورة عن الأنظار العامة، ولكنها مكتوبة ومسجّلة ومطبوعة عدّة مرّات، وأوصي الشباب بقراءة أمثال هذه القصّة، وهي قصّة المرحوم السيد مهدي بحر العلوم رضوان الله تعالى عليه، قبل قرنين تقريباً. أذكر لكم خلاصة من هذه القصّة، فهي قصّة مهمّة وطويلة ومفيدة وعلمية، وقد سجّل هذه القصّة العلاّمة الكبير السيد صاحب كتاب (مفتاح الكرامة) هذا الكتاب الفقهيّ الموسّع العظيم الذي يعرف العلماء قيمته العلمية المرموقة. كما سجّل هذه القصّة غيره من العلماء.

نقلوا أن السيد مهدي بحر العلوم توجّه من النجف الأشرف إلى كربلاء المقدّسة عبر شطّ الفرات، ووصل إلى الكفل، مدينة نبيّ الله ذي الكفل على نبيّنا وآله وعليه السلام، وكان فيها الألوف من اليهود. فالتقى السيد بحر العلوم بأحبارهم وبعلمائهم، وناقشهم مناقشة طويلة حول الإسلام واليهودية، وهي مطبوعة في كتاب خاص، وصارت تلك المناقشة الطويلة سبباً لدخول مجموعة من الأحبار اليهود وعلمائهم في الإسلام وفي إطار أهل البيت صلوات الله عليهم.

وقصّة أخرى أذكرها لكم، وقعت قبل قرابة قرن، عن أحد علماء الحلّة وهو السيد مهدي القزويني رضوان الله تعالى عليه. فقد ورد في التاريخ أنه في زمانه ناقش العلماء والشباب والرجال والنساء ومختلف طبقات الناس الذين كانوا منحرفين عن أهل البيت صلوات الله عليهم. ناقشهم حول عقائد وثقافة أهل البيت صلوات الله عليه، فانضوى بسبب هذه المناقشة الألوف والألوف والألوف إلى شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم، حيث ذكر التاريخ أنه لما مات السيد مهدي القزويني رضوان الله تعالى عليه، كان قد تشيّع بسببه مائة ألف. وهذا ما حصل في أزمنة خلت من الإذاعة والتلفاز والقنوات الفضائية ومن الحريّات الموجودة اليوم في كثير من بلاد العالم.

إنّ ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم ثقافة نور وثقافة أخلاق وثقافة فضيلة، وليس فيها جزء لا يرتضيه العقل والعياذ بالله، وليس فيها كلمة باطلة. فلماذا محروم العالم من هذه الثقافة؟ ومن المسؤول عن ذلك؟

زيدوا من مستوى أداء القنوات الفضائية

للجواب على ذلك أقول: الكل مسؤولون، كل في مجاله، وبمقداره، سواء في العراق أو في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية. والهيئات والمواكب الحسينية، صلوات الله على الإمام الحسين، هي من المحاور المهمّة لتركيز هذه الثقافة في هذا الزمان في العالم كلّه، في بلاد الإسلام وفي بلاد غير الإسلام. وفي هذا اليوم، وكما تعلمون، وتسمعون وتقرأون، انه ومع وجود الضعف في نشر ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم في العالم، ان الألوف والألوف من المثقّفين يدخلون في الإسلام ويدخلون في ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم، في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، بالأخص. وهذا العمل بحاجة إلى توسيع وتركيز وتنويع، وبحاجة إلى عرض هذه الثقافة النظيفة، وأأكّد وأقول النظيفة، عبر الإعلام الحديث، بالأخص القنوات الفضائية، عرضاً يبلغ الجميع ويصل إلى الجميع، كل بمستواه. فللمثقّفين بمستواهم، ولعامة الناس في مستواهم، وللرجال في كل العالم بمستواهم، وللنساء في مستواهنّ، وللأطفال في مستواهم. فهذه الثقافة، أي ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم، إذا وصلت إلى كل إنسان، صغيراً كان أو كبيراً، وعالماً أو جاهلاً، حتى إن كان حبراً يهودياً، فسيرونها ثقافة معقولة، فيخضعون للإسلام، ويدخلون في الإسلام. فالكثير من علماء اليهود وأحبارهم، كتبوا العديد والعديد من الكتب بعد إسلامهم لتأييد الإسلام وللاستغفار مما كانوا عليه سابقاً. وهكذا عمل علماء النصارى والمجوس وغيرهم وهم بالألوف والألوف، والتاريخ قد سجّل ذلك وسجّل أسماءهم.

الثقافة النظيفة في كل المجالات

هذا السيل البشري الذي يحصل وحصل خلال السنوات الأخيرة في زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه في الأربعين، خصوصاً المشاة منهم، إذا ينعكس على العالم، ويفسّر التفسير المناسب، ويرى العالم هذه الزيارة بأمّ عينه، ويرى هذا النوع من التضحية في الزيارة من الكل وبكل مجال، فسيؤثّر على معظم البشر. فالبشر عندهم العقل والضمير والوجدان، والمعاند قليل في كل الناس، إي الذي يرى الحق ولكن مع ذلك يعاند، كما يقول القرآن الكريم: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ) سورة النمل: الآية14.

فثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم هي ثقافة الأخلاق والتضحية والنظافة في العقيدة، والنظافة في الأحكام، والنظافة في التاريخ، فلماذا محرومة البشرية منها؟

إنّ مسؤولية الهئيات والمواكب الحسينية في هذا المجال مسؤولية متميّزة. والهيئات والمواكب الحسينية بالذات لها قدرة متميّزة على تعميم هذه الثقافة، سواء في داخل العراق على مستوى المدارس والجامعات والعشائر الكريمة في العراق، وعلى المستويات المختلفة الأخرى، وعلى مستوى عامّة الناس، رجالاً ونساء. وهكذا بالنسبة إلى غير العراق، وعبر العراق باعتباره بلد أهل البيت صلوات الله عليهم، بلد أمير المؤمنين وبلد الإمام الحسين وبلد الإمامين الكاظمين، وبلد الإمامين الهاديين، وبلد سيّدنا ومولانا بقيّة الله المهديّ الموعود صلوات الله عليهم وعليه وعجّل الله تعالى في فرجه الشريف.

تضحيات الشعب العراقي الأبيّ

هذا العراق يجب أن يكون منطلقاً للعالم كلّه في تعريف ونشر ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم، بالحماس الذي قدّمه ويقدّمه العراق، وبهذه التضحيات المختلفة التي أدّاها شعبه المظلوم، ولا يزال يؤدّيها وإن شاء الله تكون آخر التضحيات، كتضحيات الذين يدافعون عن حريم أهل البيت صلوات الله عليهم في ساحات العراق المختلفة، والذين يدافعون عن حريم المسلمين، والذين يدافعون عن بلاد الإسلام وعن أرض الإسلام في مقابلة الطغاة ومقابلة الظالمين الذين لا يرحمون صغيراً ولا كبيراً ولا رجلاً ولا امرأة، ويرتكبون ألوف المظالم التي لا تجد في تاريخ أهل البيت صلوات الله عليهم ولا في تاريخ من يتبع أهل البيت صلوات الله عليهم بصدق، حتى واحدة من هذه المظالم، في كل التاريخ.

العالم بحاجة إلى ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم، ويجب على الهيئات والمواكب الحسينية أن تعمّم ذلك كلّه عبر فضائيات وليس فضائية واحدة. فعلى الهيئات والمواكب الحسينية أن تفكّر من اليوم وتخطّط وتبدأ من الصفر برفد العالم بفضائيات تنشر ثقافة عليّ والحسين صلوات الله عليهما.

حكومتان لا نظير لهما

اقرأوا التاريخ، خصوصاً أنتم أيها الشباب الأعزّة، وابحثوا في كل التاريخ، فهل تجدون نظيراً لأيّام رسول الله صلى الله عليه وآله وهي قرابة عشر سنوات في المدينة المنوّرة؟ وهل تجدون نظيراً في كل التاريخ وفي هذا اليوم وقبل ذلك وحتى في البلاد غير المسلمة التي تتبجّح بالحريّة وتتبجّح بالرفاه؟ حيث عندها الحرية والرفاه بنسبة والقرآن الكريم يقول: (وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ) سورة الأعراف: الآية85. بلى، لا تجدون نظيراً لتاريخ رسول الله صلى الله عليه وآله ولا لتاريخ أمير المؤمنين صلوات الله عليه. والدنيا لا تعلم بعد ولا تعلم البشرية بعد، بل ومع كل الأسف حتى شبابنا لا يعلمون ذلك. ففي كل البلاد الإسلامية في أيّام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، رغم كل المشاكل التي كانت للإمام في أيّام حكومته، ترى ان التاريخ لم يذكر حتى فقيراً واحداً ولا جائعاً واحداً.

خلفاء أم سرّاق؟

نعم ذكروا في التاريخ ان أباذر وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الجيدين قد مات جوعاً في أيّام غير عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه. وأما في أيّام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه فلا تجدون شخصاً واحداً مات من الجوع، وذلك لأن عليّ بن ابي طالب ما كان يدّخر لنفسه شيئاً. واقرأوا تاريخ غير عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، من الذين حكموا باسم رسول الله صلى الله عليه وآله، فسترون انهم لما ماتوا خلّفوا الملايين من الأموال، كما ذكر التاريخ عنهم، ومنهم ممن تسنّم الحكم باسم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث كتب التاريخ أن ثمن ما كان قد تركه لزوجاته كان قرابة مائة ألف دينار ذهب، وفي ذلك الزمان كان كل 300دينار يعادل كيلو غراماً واحداً من الذهب!

حاكم مديون؟!

أما ولما استشهد عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، ذكر التاريخ أنه لم يترك لا صفراء ولا بيضاء، يعني لا ذهب ولا فضّة، بل كان مديوناً ديوناً كثيرة، وقد تصدّى لأدائها الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه بمتاعب وخلال فترة طويلة.

ثم أتدرون لماذا كان الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه مديوناً؟

انّه صلوات الله عليه ما استدان لنفسه أو لبيته أو لعائلته أو لعشيرته، بل لأن الأموال الإسلامية كانت لا تكفي للمسلمين جميعاً، فكان الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه يستدين ليعطي لباقي المسلمين وللفقراء والمساكين، ولذا قال صلوات الله عليه: (ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع).

إذن فلماذا محرومة البشرية من هذا التاريخ؟ ولماذا لا تعلم الدنيا بهذا التاريخ؟

هذه مسؤولية الكلّ، والهيئات والمواكب الحسينية متميّزة في هذه المسؤولية.

وصيّة مهمّة

لذا أوصيهم وأوصي الجميع، بأن يفكّروا من اليوم، ويبدأوا من الصفر كما بدأ رسول الله صلى الله عليه وآله من الصفر، وكما يبدأ كل عظيم من الصفر.فاليوم توجد الألوف من الفضائيات في العالم، لكن معظمها تنشر الفساد والضلال والأخلاق الفاسدة وكل غثّ. إذن ألا تحتاج اليوم المواكب والهيئات الحسينية إلى عشرات القنوات الفضائية لتنشر فكر الإمام الحسين صلوات الله عليه وفكر أهل البيت صلوات الله عليهم، وفكر القرآن الحكيم، وثقافة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وكلام أهل البيت صلوات الله عليهم وهديهم وإرشادهم ومواعظهم؟

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّق الجميع لذلك. وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي