اسلوب الحوار في كتاب القبسات
د. حازم فاضل البارز
2015-06-13 04:53
الحوار لغة:- هو الرجوع عن الشيء والى الشيء [1] وقيل: حاورته اي راجعته الكلام، وهو المجاوبة ومراجعة النطق والكلام في المخاطبة [2]
اما اصطلاحا:- هو ان يتناول الحديث طرفان او اكثر عن طريق السؤال والجواب، بشرط وحدة الموضوع او الهدف، فيتبادلان النقاش حول امر معين، وقد يصلان الى نتيجة وقد لايقنع احدهما الاخر، ولكن السامع يأخذ العبرة ويكون لنفسه موقفا [3] وايضا هو: تبادل الآراء بين طرفين بإسلوب عملي وصولا الى الحقيقة [4] ولعل الحوار من ابرز اساليب الخطاب القرآني الفعالة في عرض دعوته للناس وارشادهم وتوجيههم، ذلك انه خطاب الخالق تعالى للبشرية بحسب عقولهم ومقتضياتهم الاجتماعية، وقد ورد ذكر الحوار ثلاث مرات في القرآن الكريم:
قال تعالى:- (فقال لصاحبه وهو يحاوره انا اكثر منك مالا واعز نفرا) [5]
وقال تعالى (قال صاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا) [6]
وقال تعالى:- ((قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير)) [7]
ويمثل الحوار اسلوبا مثاليا في الخطاب والبيان ووسيلة حكيمة لإصلاح الكثير من التصورات والاوهام والمفاسد التي كانت تسيّر احوال الناس ونظمهم المختلفة قبل الإسلام، وقد كان القرآن الكريم – في حياة الاسلام والمسلمين - يمثل المدرسة التي انطلق منها النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) واصحابه في اعتماد الاساليب المتنوعة للحوار والاطار العام للخط الاسلامي في ذلك، والدروس العملية التي تجسد وصول الحوار الى هدفه الطبيعي في حركة الحياة والايمان [8].
ويمتاز الحوار القرآني بالسهولة والوضوح واللين، واستخدام احسن الالفاظ واعذبها وصولا الى تحقيق اهداف الدعوة القرآنية وجعل الحوار سبيلا عمليا يهدف الى تعديل المعتقد واصلاح الفكر، ومن ثم تحسين السلوك وترسيخ المثل الاخلاقية في التفاهم والتواصل والحوار ولاسيما في القرآن الكريم، وقد اتى اكله، وقطف ثماره، اذ احدث انقلابا جذريا في الفكر والسلوك، بعد ان رفض التقليد والجهل والايمان الاعمى، انه لايقبل امرا ما الا بالدليل والبرهان، والقرآن يأمر بان لايقبل الانسان شيئا على انه حق الا اذا قام عليه البرهان [9]، والحوار له اثار يتركها في شخصية الانسان والمجتمع من خلال تلك الممارسات الحميدة، وتلك هي اثار الرحمة الالهية التي كرم بها هذا الانسان،فكانت دعوة القرآن الكريم الى الاسلام بالوسائل الحوارية السليمة المدعومة بالحقائق العلمية والادلة القطعية من اجل التأثير في الناس واقناعهم بما يدعو اليه.
والمنهج الادبي في القرآن يتجه الى اثارة وجدان القارئ، اثارة روحية رفيعة تحدث السرور في النفس فتقبل، او تحدث فيها الالم فتأبى وترفض، والقرآن غني بذلك، لانه لايعتمد على التفكير وحده ليقنع، ولكنه يتكأ عليه وعلى الوجدان ليستميل، فهو في وعده ووعيده، واوامره ونواهيه، وقصصه، ووصفه، وابتهاله وتسبيحه، بل وفي احكامه وبراهينه، لايغفل هذه الناحية من نواحي النفس الانسانية، لان العمل غالبا يرتبط بها ويقترن. فالقرآن يحاور في بلاغته جميع القوى البشرية، ليصل الى هدفه من تهذيب النفس وحب العمل الصالح، والايمان بالله واليوم الاخر [10].
لغة الحوار طريق السلام
وعلى وفق ذلك اكد اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) دور واهمية لغة الحوار في كتابه القبسات، حيث يرى: ان الشعوب عموما لايمكن ان تستقر وتتطور في ظل الفتن والتجاذبات التي تحدث بين مكونات المجتمع، لذا يعد الوئام وسلامة السرائر وتغليب لغة الحوار على سواها، من اهم الخطوات التي ينبغي ان يعتمدوها في تسيير شؤونهم وبحث علاقاتهم المتعددة [11]، ومن جوانب المحاورة الجانب الذي يخاطب الجانب العقلي في الانسان من جهتين احدهما عرض الحقيقة نفسها، وهو موضوع المحاورة، كالعقيدة مثلا، وهذا قدر يتساوى فيه اسلوب المحاورة مع كل الاساليب حيث ان لكل اسلوب موضوعا او فكرة، وعندئذ يتاح لعقل السامع ان يفكر في هذه الحقيقة بعقله، والجهة الاخرى المبادرة بين المتحاورين، والصراع العقلي الذي يدور بينهما، والحجج التي يتحاوران بها، وكل ذلك يستدعي من السامع ان يشحذ عقله ونشاط ذهنه ليتابع هذه المباراة، اما متقمصا شخصية الحكم، وحينئذ يشحذ عقله لإيجاد الحكم، واما منحازا الى احد الطرفين وحينئذ يجهد عقله للبحث عن حجج يدعم بها موقف المنحاز له، واما مجرد مشاهد لهذه المباراة، ومع ان هذه اضعف وسائل التنشيط الذهني الا انها على ايسر الفروض ستجعله يستخدم عقله لاستيعاب الصراع العقلي، والحجج المتبادلة، ليحقق لنفسه المتابعة الصادقة والاستمتاع بالتباري بين طرفي المحاورة، ثم التخمين بفوز احد الطرفين، وفي كل هذه الاحوال نجد السامع قد ايقظ عقله ونشطه للتفكير في موضوع المحاورة، وفي الصراع الذي يدور حول هذا الموضوع، واستخدام العقل عامة - فضلا عن شحذه – من الاهداف المهمة للمحاورة [12].
الحوار وإدارة الصراع
وبهذا يرى ايضا اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) ان طريق الحوار يتطلب وحدة الكلمة بالدرجة الاولى، اي ان تتوحد الافكار والتطلعات استنادا الى معالجة مكامن الفتن والاثارة، من خلال انتهاج مبدأ الحوار [13] اما الجانب الاخر هو جانب الغرائز، حيث يخاطب الحوار غريزة من اسمى غرائز الانسان ولقربها من العقل، ولصوقها بالمعرفة، وهي غريزة حب الاستطلاع، فأما لصوقها بالمعرفة، فلان كل ما يستطلعه الانسان ويوقف على حقيقته فهو اضافة جديدة الى معارفه، مهما صغرت هذه الاضافة، فمن ناحية اشتمال المحاورة على طابع القصة في اقوى حالات اثارتها، وهي حالة تصارع قوتين، فان هذا الجانب يكون غالبا اقوى جوانب القصة اثارة لحب الاستطلاع، ومتابعة ما ينتهي اليه صراع هاتين القوتين، واذا كانت هناك لغتان جانبية في هذه الملحوظة، فمن هذه اللغتان ان المتابع لصراع قوتين في اي قصة، يكون غالبا منحازا بعواطفه ومشاعره من حيث لايقصد مع القوة الاساسية في القصة او مع الجانب الاقوى منها، وهو ما يعبر عنه في اصطلاحات القصة ببطل القصة، يكون غالبا منحازا لمواقف البطل بمشاعره وعواطفه، وان كان مخالفا له بعقله ومنطقه، وهذا جانب له مراعاة غير هينة في اسلوب الحوار عموما، فان المؤمن او المصلح بصفه عامه، هو دائما بطل المحاورة، اي القوة الاساسية فيها، وحينئذ يسري عليها الحكم او الوضع العام، وهو ان (بطل) المحاورة، الممثل للدين، سيكسب عواطف السامعين ومشاعرهم او شيئا من هذه العواطف، وان كانوا مخالفين له في الدين، وهو كسب غير يسير، فان الدين لايقوم على العقل وحده، اعني ان العقل ليس هو الدافع الوحيد للدين، بل المشاعر والعواطف عنصر اساسي في الاتجاه في الدين، وهو معنى غير غريب ولا جديد، فالحق قد يكون واضحا في عقول جماعة من الناس كلها، ولكن بعضا منهم هم الذين يلقى الله في قلوبهم مشاعر السكينة ويقظه الوجدان، فهم الذين يتجهون الى الله و وفي كل حال فان اسلوب الحوار يقرع غريزة من غرائز الانسان، مثيرا بها جوانب من شأنها ان تسهم في جذب السامعين الى الله [14]
الحوار وتعميق العلاقات الاخوية
كذلك يرى اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) من خلال اسلوب الحوار يجب تعميق العلاقات الاخوية بين ابناء وجماعات الشعب الواحد، وهو امر هام للإنسان، لابد لهم من استخدامه بصورة صحيحة، لمعالجة الاخطاء ومواجهة اولئك المتصيدين في الماء العكر دائما، حيث يبثون الفرقة بين ابناء الشعب، ثم يحاولون جني الارباح من المشاكل التي تثار هنا وهناك بدفع منهم [15]
وجانب اخر ايضا من اسلوب الحوار وهو جانب المشاعر والانفعالات ونضرب مثلا مستمدين ذلك من القرآن الكريم، حيث ان اسلوب الحوار في القرآن مثلا تشتمل كثير من الاحداث التي تثير مشاعر السامع وانفعاله، كمحاورات موسى عليه السلام مع فرعون الطاغية، وما يثور في نفس السامع لهذه المحاورات لأول مرة من خوف على موسى او توقع لما يصدر من فرعون، وكذلك محاولات السحرة مع موسى وتصميمهم على هزيمته، وشعور موسى بالخوف من مقدرتهم العجيبة في السحر، وما يثيره هذا في نفس السامع للمحاورة لأول مرة، وكذلك محاورة هؤلاء السحرة بعد ان امنوا، حين صب عليهم فرعون في حواره كل رهبة ووعيد، وصمودهم المستبسل في سبيل الله، مع ضعفهم بجوار قوة فرعون، وما يثيره كل هذا في نفس من يسمع هذه المحاورة اول مرة، وكذلك محاورات ابراهيم عليه السلام مع قومه وما تثيره من انفعالات شتى في نفس سامعها لأول مرة كانفعال الطرافة والمرح، حيث يشعر السامع ان ابراهيم قد استطاع التغرير بهم حين زعم لهم انه يعبد معهم هذه الكواكب وكلما رأى كوكبا منها يقول لهم (هذا ربي) [16]، وكانفعال الاعجاب والاستطراف معا حين يرى هذا الفتى الوحيد يجرؤ على تحطيم اعظم ما يملك قومه في نظرهم، وهم الالهة، ثم مافيه هذا المنظر الطريف حين يترك كبير هؤلاء الالهة، بعد ان يعلق المعول في كاهله، لحاجة في نفس ابراهيم، وكانفعال الخوف الذي يثور في نفس السامع لأول مرة حين يسمع ان قوم ابراهيم قد اوقدوا نارا هائلة، وجاءوا به ليلقوه فيها، ثم انفعال التعجب، حين يسمع ان ابراهيم قد القي في هذه النار الهائلة، واذا هو يخرج منها حيا معافى، وكذلك محاورة ابراهيم مع ابنه الذبيح، وما تثيره من انفعال الرحمة والاشفاق البالغين، حين يسمع سامع المحاورة لاول مرة ان (ابا) يضجع ابنه ليذبحه بسكين، وابنه مستسلم يقول له: (ستجدني ان شاء الله من الصابرين) [17].
ونعود ونقول انه مع صرف النظر عن اشتمال المحاورات على احداث تثير الانفعال والمشاعر، فان المحاورة من حيث هي وباعتبارها على اجنى الفروض مباراة وتنافسا بين طرفين، فان هذا التباري من شأنه ان يثير لذاته انفعال المشاهدين للمباراة، والسامعين لحكاية هذه المباراة، وهذا شيء في طبيعة النفس ان يثيرهم ويشد انتباههم الصراع بين قوتين، وقد نلتمس لذلك الاسباب، لكننا لانريد ان نجنح الى الاستطراد، وانما يعنينا انها حقيقة لايكاد ينازع فيها، ان الصراع يثير مشاعر المشاهدين او السامعين، ولذلك عمد الناس في كل ازمانهم وبيئاتهم الى اختلاف صنوف شيء من الصراع، سواء اكان صراعا قتاليا، كمبارزة السيوف المعروفة من اقدم الازمان وصراعا رياضيا، كمبارزات الرياضة الجسدية المعروفة من قديم، والتي تفنن الناس فيها حتى صنعوا التبارز بين كل اعضاء الجسم، كمباريات الكرة، والملاكمة، والمصارعة وهلم جرا، بل بلغ من ولع الناس بالتباري والانفعال له، ان دربوا كثيرا من صنوف الحيوان حتى الديكة ليقيموا بينها مباريات يمتعون مشاعرهم وانفعالاتهم بها، ومن هذا القبيل ايضا ولع الناس في كل العصور بالمباريات الكلامية، كالمبارزات في الهجاء بين الشعراء، حتى انهم كانوا اذا لم يجدوا خصومة ادبية يمتعون بها انفعالهم اختلقوا خصومة وهمية، كالمناظرات الادبية التي كانت تعقد بين الادباء وعلى السنة الحيوانات انفسها، ايها انفع، الجمل مثلا ام الفرس، او بين الجماد كالمناظرات بين السيف والقلم وهكذا.
فالتصارع والتباري من حيث هو، يثير مشاعر الناس وانفعالهم، ولا شك ان الحوار نوع من التباري بين خصمين او طرفين وحينئذ يبدوا لنا جانب من حكمة اسلوب الحوار، وهو كسب انفعال السامعين ومشاعرهم، ليكون هذا جانبا من جوانب جذبهم الى الله [18]، وقد اشار ايضا سماحة اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) الى اسلوب الحوار من خلال قوله في مواجهة الفتنه الطائفية يجب جمع كلمة المؤمنين واعتبارها واجب على الجميع، وذلك بنبذ الخلافات القبلية، والاقليمية، والفئوية وغيرها، ورص الصفوف، وجمع شمل المجتمع الواعي والنية، وعدم فسح المجال للرؤى المختلفة لكي تتسلل وتوجد الانشقاق والفرقة، وتمزق وحدة الصف والكلمة، فإنها هي الاخرى تعوق سير المؤمنين قدما الى تحقيق الاهداف الاسلامية السامية [19].
أصول الحوار
وعلى وفق ماتقدم نقول: ان الحاجة الى الحوار ضرورة وملحة في الدعوة الاسلامية فقد رسم الرسول – صلى الله عليه واله وسلم – اروع الاخلاق في الحوار واحسنها، بل واسماها وأنبلها، لأنها مطلب الهي اوصى الله به رسوله – صلى الله عليه واله وسلم – في كثير من الآيات القرآنية العظيمة، والتي من بينها قوله تعالى: (وجادلهم بالتي هي احسن) [20]، ولقد اهتم الاسلام بالحوار اهتماما كبيرا، لان الاسلام يرى بان الطبيعة الانسانية ميالة بطبعها وفطرتها الى الحوار، او الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان: (وكان الانسان اكثر شيء جدلا) [21] بل ان صفة الحوار، او الجدال لدى الانسان في نظر الاسلام تمتد حتى ما بعد الموت، الى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها) [22]
وعليه فان للحوار اصولا متبعة ينبغي مراعاتها، وهي:-
1- اخلاص النية لله – تعالى – وهي لب الامر واساسه، وان يكون الهدف هو الوصول الى الحقيقة، متبعا في ذلك قاعدة (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) فالحق ضالة المؤمن انى وجده فهو احق به، كما انه ضالة كل عاقل، فيلزم من الحوار ان يكون حسن المقصد ليس المقصود منه الانتصار للنفس انما يكون المقصود منه الوصول الى الحق او الدعوة الى الله – عز وجل –
2- فهم نفسية الطرف الاخر، ومعرفة مستواه العلمي، وقدراته الفكرية سواء كان فردا او مجموعة، ليخاطبهم بحسب ما يفهون.
3- حسن الخطاب وعدم استفزاز وازدراء الغير، فالحوار غير الجدال، واحترام اراء الاخرين امر مطلوب، ولنا في حوار الانبياء مع اقوامهم اسوة حسنة، فموسى وهارون امرا ان يقولا لفرعون قولا لينا لعله يتذكر او يخشى.
4- حسن الاستماع لأقوال الطرف الاخر، وتفهمها فهما صحيحا، وعدم مقاطعة المتكلم، او الاعتراض عليه اثناء حديثه.
5- التراجع عن الخطأ والاعتراف به، فالرجوع الى الحق فضيلة.
6- ان يكون الكلام في حدود الموضوع المطروح، وعدم الدخول في موضوعات اخرى
7- البعد عن اللجج، ورفع الصوت، والفحش في الكلام.
8- البعد عن التكبر والاعجاب بالنفس، وحب الظهور ولفت انظار الآخرين.
9- التروي وعدم الاستعجال، وعدم اصدار الكلام الا بعد التفكر والتأمل في مضمونه، وما يترتب عليه.
10- عدم المبالغة في رفع الصوت، اذ ليس من قوة الحجة المبالغة في رفع الصوت في النقاش والحوار بل كل ما كان الانسان اهدأ كان اعمق.
اذا فالحوار الايجابي الصحي هو الحوار الموضوعي الذي يرى الحسنات والسلبيات في ذات الوقت، ويرى العقبات ويرى ايضا امكانيات التغلب عليها، وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها وهو الحوار المتكافئ الذي يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والابداع الحقيقي ويحترم الرأي الاخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله [23] واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.