دراسة احصائية حول انتشار اضطراب القلق لدى العاملين
داخل مستشفيات محافظة بابل باستخدام مقياس زونج
حسنين صادق عبكة
2016-04-14 01:17
حسنين صادق عبكة، د. هديل سليم الكتبي-دائرة صحة بابل، جامعة الكوفة
الملخص:
تم تقديم هذه الدراسة لتوضح بصورة شاملة مفهوم واعراض اضطراب القلق وما هي العوامل التي تؤدي الى اضطرابات القلق عند البالغين. فضلا عن النظريات المختلفة حول هذا الموضوع. تم اخذ عينة طبقية من مجموعة من الموظفين ومن كلا الجنسين العاملين في ثلاث مستشفيات في محافظة بابل (مستشفى مرجان التخصصي، مستشفى الحلة العام، مستشفى الولادة والاطفال) لعام 2011، وتم تطبيق اختبار ومقياس زونج للقلق على العينة المختارة.
كانت النتيجة هي وجود مؤشر حقيقي لاضطراب القلق لدى أغلب العاملين في المستشفيات لكافة الاختصاصات (طبيب مقيم، صيدلي، مساعد مختبر، معاون طبي، معاون صيدلي، ممرض، مساعد شعاعي، ممرض ماهر، بايلوجي، كيمياوي،....الخ) وكانت نسبة الإناث أعلى من الذكور.
1. مقدمة
تؤكد البحوث العلمية كثرة انتشار حالات الاضطراب النفسي في الوقت الحاضر عند أغلب مجتمعات العالم ويتوقع ارتفاع نسبة حدوثها في المستقبل. كما وينتشر اضطراب القلق والاكتئاب في جميع الطبقات الاجتماعية والأجناس وحتى الجماعات الأقلية ضمن الشعوب لدرجة أنه يسمى اضطراب القلق بالبرد العام للأمراض العقلية، وكما يرى القلق والاكتئاب لدى الأفراد في جميع المهن ولكنه أكثر ما يكون شيوعا لدى الأفراد في مجالي الفنون والإنسانيات (Beach, S, 1998).. ان هناك أكثر من 250 مليون شخص يعانون من اضطراب القلق والرهاب والاكتئاب في العالم وإن هؤلاء يتركون تأثيرات سلبية كثيرة في أعداد مماثلة، حيث يمثل هذا العدد فقط الحالات الرسمية أي أن كثيرا منهم تصل حالاتهم إلى درجة من السوء تتطلب الالتحاق بالمستشفى أو العيادات النفسية طالبا للعون، حيث توجد أعداد مماثلة أو أكثر من ذلك بكثير تعاني من الاضطرابات النفسية بصمت وألم بصورة مؤكدة، دون أن يجرؤ الواحد منهم أو الواحدة منهن على طلب العلاج رسميا (إبراهيم، 1998:8).
كما تزيد الوصمة الاجتماعية والتمييز ضد المرضى النفسيين من المعاناة الناجمة عن الاضطرابات النفسية، وقد أدت هذه السلبيات إلى الكثير من حملات الحركات الاجتماعية الداعية إلى تغيير هذه المفاهيم وإن فهم موضوع القلق هو فهم موضوع شامل إذ ليس القلق مصطلحا" بسيطا لموضوع بسيط منفردا بذاته فعند دراسته لابد معرفة مصادره الداخلية والخارجية وأنواعه النفسية والبيئية والبايلوجية وهو حالة من الخوف الغامض الشديد الذي يمتلك الإنسان، ويسبب الكثير من الضيق والألم والانزعاج ومن صفات شخص القلق هو أن يتوقع الشر دائما ويكون متشائما" ومتوتر الأعصاب ومضطربا" وفاقد الثقة بنفسه مع فقدان.
يهدف البحث التعرف على الفرو قات ونسبة انتشار اضطراب القلق والرهاب لدى العاملين لكلا الجنسين في مستشفيات مركز محافظة بابل.
2. الجانب النظري لاضطراب القلق
1.2. مفهوم اضطراب القلق
اضطرابات القلق هي استعدادات الفرد النفسية لمعاناته من حالات القلق الوجداني نتيجة خطر خارجي، وهي إحدى الاضطرابات النفسية الشائعة وعادة ما يُصاحبها أعراض جسدية. يعتبر القلق حالة مرضية سريريه عندما يكون شديداً إلى درجة يسبب التوتر والضيق الشديد وله تأثير سلبي شديد في الحياة اليومية. وبما أن القلق المرضي هو الشرط لتشخيص اضطرابات القلق، إذن من المُهم التفريق بين القلق المرضي و القلق الطبيعي. كما في الجدول أدناه:
الفروقات بين القلق الطبيعي والقلق المرضي
2.2. تُصنف اضطرابات القلق حسب الدليل النفسي العالمي
نوبات الهلع بدون رُهاب (الديوان،2008)
1- نوبات الهلع مع رُهاب
2- إضطراب الهلع
3- إضطراب القلق العام.
4- الرُهاب الإجتماعي ورُهاب الميادين و الرُهاب النوعي
5- إضطراب القلق نتيجة للحالات الطبية العامة.
6- الإضطراب الوسواسي القهري
7- إضطراب التوتر والتوتر الحاد.
8- إضطراب القلق الناتج عن المُخدرات والتأقلم مع المحيط الخارجي
3.2. العوامل التي تؤدي الى إضطرابات القلق والرهاب
الجنس والعمر
النساء أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات القلق من الرجال، حيث أن ضعف العدد من النساء يُراجعون الطبيب العام بالقلق وهذا ينطبق على جميع المراحل العمرية، ولكن يُمكن أن يكون هذا التفاوت سببه هو إن الرجال عادة لا يعرضون أنفسهم على الطبيب عند إصابتهم بالقلق. وفي الولايات المُتحدة الأمريكية نسبة الإصابة بالقلق في النساء إلى الرجال هي 2:3. ومُعظم اضطرابات القلق تحدث في الطفولة ومرحلة المُراهقة ومرحلة البلوغ المُبكرة. وأن اضطرابات الهلع والرهاب تزيد في العمر ما بين 15-24 سنة و45-54 سنة. أما اضطراب الوسواس القهري يبدأ بالظهور في منتصف العشرينات وأوائل الثلاثينات.
الشخصية
الكثير من الناس لديهم شخصية قلقة (حساسة) ويتأثرون بالأحداث سريعاً مما يجعلهم عُرضة لاضطرابات القلق أكثر من غيرهم. والعديد منهم يتعايش مع نمط حياتي مُعين أو آليات استرخاء حتى يستطيع أن يتعايش مع شخصيته.
الإجهاد أو التوتر
من الضغوط والتوترات الحياتية لدى الفرد مثل التفكير بحدوث أمر ما في المستقبل القريب يُسبب القلق أكثر من الحادثة نفسها. بعض الناس يبذل جهد كبير للتقليل من القلق أثناء الحادثة وقتها ولكن يُعانوا بعدها الشيء المؤلم. ومن أكثر الأمور التي تُسبب القلق هي الامتحانات والعزاء (موت شخص عزيز)، وانتقال المسكن ومشاكل العلاقات.
5.2. إعراض اضطراب القلق العام
يتميز بالقلق والتوتر الشديدان والصعب السيطرة عليهما. وهي حالة طويلة الأمد، تتذبذب في الشدة والطبيعة. عادة نسبة انتشاره بين الناس هي 5% تقريباً وينتشر الرُهاب الإجتماعي بين الناس بنسبة 4% في الذكور و13% في الإناث.
جدول 2: أعراض القلق العام النفسية والجسدية
3. الجانب الاحصائي
1.3. مجتمع البحث
مجموعة من أصناف الموظفين (ذكورا"،إناثا") العاملين صباحا" في المستشفيات (م. مرجان التخصصي، م.الحلة العام، م.الولادة والأطفال) في مركز محافظة بابل وهو 1176 لعام 2011 م.
2.3. عينة البحث
عينة طبقية وهي مجموعة من مختلف أصناف الموظفين العاملين لكلا الجنسيين في المستشفيات (م. مرجان التخصصي، مستشفى الحلة العام، مستشفى الولادة والأطفال) وهي 210 عينة في مركز محافظة بابل بنسبة 18%.
3.3. أهداف البحث
- الكشف عن الفروق بين الموظفين (الذكور الإناث) بالنسبة للقلق.
- التعرف على مدى انتشار القلق بين الموظفين.
- كذلك عدد ونسب انتشار الحالة الطبيعية واضطراب القلق العام والقلق المرضي والرهاب لدى الموظفين كافة.
التطبيق النهائي
تم تطبيق اختبار زونج للقلق (Z.A.S) من قبل الباحث على عينة البحث، البالغين من (الذكور والإناث)، للعاملين في مستشفيات المركز في محافظة بابل (الحلة، مرجان، الولادة) حيث كانت العينة 210 ذكور وإناثا وتوزيع استمارة الاختبار عليهم وقراءتها لهم وتوضيحها ومن ثم الإجابة على كل سؤال وكيفية الإجابة على استمارة الاختبار. ثم جمعت الاستمارات وتم تصحيحها من قبل الباحث حسب مفاتيح التصحيح الذي يحتوي على مؤشرات ايجابية ومؤشرات سلبية لاضطراب القلق.
أقل من 35 لا يوجد قلق
36-47 قلق متوسط الشدة
48- 59 قلق عال الشدة يستوجب العلاج النفسي
60 فما فوق قلق مرضي يستوجب العلاج النفسي والدوائي (ربيع،2010).
4. النتائج
5. الاستنتاجات
1- وجود مؤشر حقيقي لاضطراب القلق لدى أغلب العاملين في المستشفيات لكافة الاختصاصات (طبيب مقيم،صيدلي، مساعد مختبر، معاون طبي، معاون صيدلي، ممرض، مساعد شعاعي، ممرض ماهر، بايلوجي، كيمياوي،....الخ) وكانت نسبة الإناث أعلى من الذكور.
2- وجود مؤشر مرضي لدى مجموعة من الموظفين وتمثل 13% وهي نسبة خطيرة مقارنة بالدراسات العربية وقياسا" للحالة الطبيعية التي تمثل 6% بالنسبة لمقياس القلق زونج.
3-ظهور نسبة عالية لاضطراب متوسط القلق بنسبة 59% وكذلك ظهور نسبة عالية للرهاب الاجتماعي بنسبة 11% وكانت نسبة الإناث أعلى من الذكور لكلا الحالتين.
4- ظهور نسبة عالية لاضطراب القلق العام بنسبة 94% وكانت نسبة الإناث أعلى من الذكور.
6. التوصيات:
1-اجراء دراسات مشابهة مع دوائر الدولة الأخرى لمعرفة نسب الأمراض النفسية الأخرى وخصوصا" اضطراب القلق والاكتئاب.
2-اجراء دراسات مشابهة على كافة أطياف المجتمع العراقي لمعرفة نسب الأمراض النفسية الأخرى وخصوصا" اضطراب القلق والاكتئاب.
3- التحري عن أسباب الضغوط النفسية سواء كانت وراثية أو بيئية أو جسدية لدى الموظفين من قبل وزارات الدولة بالتعاون مع المكتب الاستشاري للأمراض النفسية للحد من انتشارها وتوفير العلاج مثلا" الاستشارات النفسية أو العلاج الدوائي وكذلك إيفاد الموظفين و إرسالهم لقضاء إجازات ترفيهية للتبديد من الحالة النفسية مهما تدنى تحصيلهم الدراسي وعمرهم وبدون استثناء.
4- مراقبة أداء الموظفين ومتابعة سلوكهم والحرص على انتقاء الأفضل منهم لتشجيعهم ومكافئتهم بشكل مستمر وتطوير الكفاءات منهم عن طريق إيفادهم إلى الخارج دون استثناء مهما تدنى تحصيله الدراسي.
5- إشراك الموظفين كافة في الدورات المتخصصة للعلاج النفسي ودورات التعامل مع الاضطرابات والأمراض النفسية. ومعرفة مكامن الضغوط النفسية التي يعاني منها البعض سواء كانت داخلية أو خارجية وتذليلها قدر الإمكان أن كانت العراقيل داخل المؤسسات للحد من انتشار الأمراض النفسية.
6- ترقية الموظفين المستحقين وتسهيل ترقيتهم وفتح قناة المتميزين بشكل يتناسب مع نسبة اعدادهم وتنوع اختصاصاتهم لكل دائرة صحة مما يؤهلهم على اكمال الدراسات الاولية والعليا في الجامعات والكليات من اجل النهوض بواقع الصحة النفسية للموظف الذي يمتلك قدرات وطاقات ليستثمرها في خدمة البلد وبالاتجاه الصحيح...