لماذا نصاب باضطراب الاكل؟
عزيز ملا هذال
2024-04-13 04:33
تأتي اهمية ان يكون الانسان على مستوى جيد من الصحة النفسية في طليعة اهتمامات الانسان الواعي بأنعكاسات تدهورها على صحته الجسمانية، لذا نحن في مناسبات وها نحن نجدد الدعوة بضرورة ان يحمي الانسان نفسه مما يقلل من مستويات صحته النفسية، وواحدة من جملة ما يعرض الصحة النفسية الى الضعف هي اضطراب الاكل، فماهو وماهي اعراضه؟، وماهي اسبابه؟، وكيف يمكن معالجته؟.
يستخدم الانسان المصاب بهذا الاضطراب الاكل كوسيلة للتعبير عن مشاعره المرتبطة بالاكل ومنها محاولة التقليل من كمية الاكل في اوقات معينة والافراط في تناول الاكل في اوقات اخرى متقاربة، وفي كلتا الحالتين تسبب هذه الاضطرابات آثاراً سلبية على الجسم والصحة العامة، وتعد حالة طبية خطيرة تستدعي مراجعة طبيب النفسي او المختص في العلاج الاسري والسلوكي لايقاف تداعيته المزعجة.
يعد اضطراب الاكل من الاعتلالات النفسية المستشرية بصورة لافته للنظر لدى الكثير من الناس سيما لدى المراهقين ما بين عمر( 13 و17) عاماً، ولكنها يمكن أن تصيب جميع الفئات العمرية وهذا لا يعني انهم في مأمن منه وهذا ما يجعل اضراره المحتلمة كبيرة خصوصاً مع عدم الاقرار بكونه مرض والسعي لمعالجته بطريقة علمية منظمة.
كيف نتعرف على اضطراب الاكل؟
عبر عدة علامات تظهر في سلوكيات المصاب يمكننا الحكم على كونه مصاباً شريطة ان تتكرر العلامة لعدة مرات لتكون عادة سلوكية وليس سلوك عابر، ومن ابرز هذه العلامات ما يأتي:
لدى المصابون بأضطراب الاكل قلق دائم من زيادة الوزن وتغير شكلهم الخارجي مما يجعلهم يحسبون سعرات كل اكلة يريدون تناولها، تجنب الاحاديث التي تتعلق بالطعام والمطاعم والشكل المثالي والوزن لان ذلك يثير لديهم المخاوف من الافراط في الاكل، كما انهم يحاولون قدر الممكن ان يتناولون كميات قليلة من الطعام او تخطي بعض الوجبات هرباً من السمنة.
ومن الاعراض الافراط في اداء التمارين الرياضية للتخلص من اضرار الاكل، وهذه مشكلة بحد ذاتها ملاهقة للانسان المصاب، ارتداء ملابس واسعة وفضفاضة لإخفاء فقدان الوزن وبالتالي الابتعاد عن التعرض للانتقاد من المحيط الاجتماعي، على الجانب الاخر يتناول بعضهم الاكل بشراهة مع ممارستهم الى سلوكية (اكتناز الطعام)، كل هذه العلامات هي اشارات واضحة على اصابة من يتصف بها باضطراب الاكل.
الاسباب
ثمة احتماليات يعتقد انها اسباب مباشرة او غيرة مباشرة لحدوث اضطراب الاكل ومن اهم هذه الاحتماليات الآتي:
الاسباب النفسية التي تؤثر في نفس الانسان وتجعله مضطرباً على هذه الشاكلة وبالتالي يتولد لديه تصوراً سلبياً عن شكل جسمه مما يقلل ثقته بنفسه ويقلل ايضاً من احترامه لذاته وهو ما يجعله يسعى الى الكمال وعدم بلوغه يؤدي بالضرورة الى القلق والاكتئاب وربما السلوك المندفع والمتهور، هذه اولى الاحتماليات.
الاحتمالية الاخرى هي التي تحدث بفعل العوامل الاجتماعية والبيئية التي قد تساهم في الإصابة باضطرابات الأكل ومن هذه العوامل سوء العلاقات الاسرية بين افراد الاسرة التي يعيش فيها المصاب، التعرض لصدمات او كلام مؤذي يخص الاكل على سبيل المثال انه قيل له ( صرت اشبه بالدب، شكلك نشاز) وغيرها من الجمل المزعجة.
ثالث الاحتماليات واخيرها هو امكانية ان يكون الاضطراب منتقل الى المصاب جينياً من احد والديه وبالتالي تفعل عنده وصار سبباً ربما من اسباب تعاسته وشقائه، تلك ابرز الاسباب المحتملة لاضطراب الاكل.
المعالجات:
اول واهم العلاجات لاضطراب الاكل هو العلاج النفسي المتمثل بالعلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد الأفراد على تحديد وتغيير أفكارهم وسلوكياتهم حول الطعام وأجسامهم وحين تتغير افكارهم ستنتهي الازمة لكون الافكار تحولت الى سلوكيات واقعية، فحين يقتنع المصاب ان ما يفكر به ليس سليماً اونه قد سمع بحالة معينة لا يعني بالضرورة انه نفس تلك الحالة سيغادر ذلك القلق الذي اوصله الى الاضطراب.
ثاني العلاجات هو الدعم الذي تقدمه الاسر لابناءها المصابين وهذا الذي يدعى العلاج الاسري الذي يعد من افضل طرق علاج اضطرابات الأكل، اذ يعتمد على تثقيف الأسرة بأكملها حول المرض وكيفية رعاية الشخص المصاب وصولاً الى حالات الشفاء التام وبهذين العلاجين المهمين يمكن ان يغادر المصاب مما ابتلي به شريطة اعترافه بالخطر واستعداده لتقبل العلاج والدعم.