الاحساس من منظور علم النفس

عزيز ملا هذال

2023-05-09 07:59

تتلقى اعضاء جسم الانسان بصورة يومية ايعازات من الدماغ لتقوم هي بتنفيذها، لكن الدماغ كيف يوجه الاعضاء ولماذا؟، وكيف يعرف ان الانسان بحاجة الى القيام بهذا السلوك او ذاك؟، كل هذا يحصل بفعل المدخلات التي تصل الى الدماغ عبر الحواس وهو ما يعرف بـ( الاحساس)، فماهو الاحساس وماهي وظيفته؟.

يعرف علم النفس الاحساس بأنه الأثر النفسي الذي ينشأ مباشرة من انفعال حاسة أو عضو حاس الذي هو حاسة من الحواس التي تعتبر بمثابة النوافذ التي يطل منها الفرد على العالم الخارجي، والإحساس ظاهرة فيزيولوجية نفسية تعبر عن الانطباع الحاصل لإحدى حواسنا نتيجة مثير خارجي حيث أن هناك في هذا الوجود منبهات حسية تقرع حواسنا وينتقل أثرها عن طريق أعصاب خاصة إلى مراكز عصبية معينة في المخ تترجم فيه إلى حالات شعورية نوعية بسيطة تعرف بالإحساسات.

انواع الاحساس

للإحساس ثلاثة انواع حسب المكان او الحاسة التي يمر عبرها للدماغ الانساني وهي :

اولها الاحساس الخارجي المصدر وهي الإحساسات البصرية والسمعية والجلدية وتتألف الإحساسات الجلدية من الإحساس باللمس والضغط والألم والحرارة والبرودة وجميع اشكال التأثر التي تصل الى الحواس خارجياً ولعل هذه النوع من الاحساس هو الاقل الحاحاً ويمكن ان يشبع ما ينتجه عنه بسهولة اكثر من انواع الاحساس الاخرى.

ثاني انواع الاحساس هو الاحساسات الحشوية (الداخلية) وهي التي تنشأ من المعدة والأمعاء والقلب وغيرها من الأحشاء ومن أمثلتها الإحساس بالجوع والعطش وانقباض النفس والنعاس والحاجة الى الافراغ وغيرها ومن الاحساسات التي تسبب للانسان حالة من عدم التوزان في حال لم تشبع بالطريقة الصحيحة.

النوع الاخير من الاحساسات هو الاحساسات الحركية العضلية وهي التي تصدر من العضلات المنتشرة في جسم الانسان وكذلك المفاصل والاوتار والمفاصل لتزويد الفرد بمعلومات عن ثقل الأشياء وضغطها وعن وضع الأطراف وحركتها واتجاهها وسرعتها وعن وضع الجسم وتوازنه وعن مدى ما يبذله من جهد ومقاومة وهو يحرك الأشياء يرفعها أو يدفعها، وهذا النوع من الاحساس يعد بمثابة الحماية للانسان من الامراض والمثال هو ما يحدث للرياضين حين يشعرون بألم معين فهذا يعني وجود اصابة او بداية اصابة مما يستدعي التوقف عن اللعب ومراجعة فريق طبي مختص للإفادة من تعليماتهم حول الامر.

هل الاحساس ثابت؟

يختلف الاحساس بالنسبة للانسان من مرحلة عمرية الى اخرى فإحساس الطفل بالجوع والعطش والارهاق والصداع والالم وما الى غير ذلك يمكن ان يكون قوياً بالطريقة التي تفرض على الجميع الاستجابة السريعة لها فالطفل المولود للتو سيكون له أحاسيس نقية، بينما لا يمكن للبالغين أبداً أن يتمتعوا بأحاسيس نقية تماماً وهذا يعني ان الاحساس متغير بتغير الظروف المحيطة التي من شأنها ان تؤثر على نفسية الانسان.

ما الفرق بين الاحساس والادراك؟

يعتبر علم النفس ان الاحساس هو احد العناصر الأساسية التي تؤدي الى الإدراك، اذ ان الطريق الى الادراك هو يبدأ من احساس الانسان بما حوله وبالتالي يحلل المدخلات التي تفد اليه ويخرج بنتيجة يتصرف بموجبها بذكاء وحنكة وبالتالي يمكننا القول ان الاحساس سبب للإدراك ونتيجة له وهذا هو الفرق بينهما الا ان الكثير من الناس يخلطون بينهما.

في الخلاصة نقول: ان الاحساس احد الدفاعات التي تحمي الانسان من التأثر بالمؤثرات اذا يتم نقل المؤثرات المختلفة من البيئة الخارجية إلى المخ عن طريق الحواس الخمس والمستقبلات الحسية وبالتالي يتجنب ما يؤذيه جسمانياً ونفسياً وهو ما يجعل الانسان يتمتع بمستوى مقبول من الصحة النفسية.

ذات صلة

التقية المداراتيّةأثر التعداد السكاني على حقوق المواطنينبناء النظرية الدينية النقديةأهمية التعداد العام للسكان في داخل وخارج العراقالأيديولوجية الجندرية في عقيدة فرويد