لعب الاطفال وفوائده

حيدر الجراح

2015-04-12 12:32

يعتبر اللعب بالنسبة للأطفال على درجة عالية من الاهمية، فهو يعمل على تشكيل مكونات شخصيّته وطرق بناء علاقته بالمجتمع والتفاعل معه.

يعتقد كثيرون من الاباء والامهات، أن اللعب بالنسبة للأطفال وقت ضائع ولا طائل منه أو يمكن استثماره في تعلم شيء أفضل. والحقيقة أن هذا الاعتقاد مناف للصحة تماما، بل هناك مقولة معروفة للطبيبة والفيلسوفة الإيطالية ماريا مونتيسوري تشير إلى أن فعل اللعب يعتبر بمثابة العمل بالنسبة للطفل، وهو عمل يشترك فيه جميع أطفال العالم على اختلاف الأجناس والثقافات والبيئات وطرق اللعب، وتتعدى أهميته أنه مجرد طريقة لقضاء الوقت بالنسبة للصغار أو الاستمتاع بالنشاط البدني فقط.

ماهو مفهوم لعب الاطفال؟

عرفه كود في قاموس التربية بأنه: (نشاط موجه أو غير موجه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية ويستغله الكبار عادة ليسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية).

وعرفه فاخر عاقل كما ورد في معجم العلوم النفسية: (فاعلية يجربها الفرد او الجماعة للمتعة فقط ودون أي حافز اخر). او هو (نشاط سلوكي مهم يؤدي دورا رئيسا في تكوين شخصية الفرد وتأكيد تراث الجماعة ويشكل بالنسبة للأطفال لونا مسيطرا من الوان نشاطهم اليومي).

وعرفه شابلن في قاموس علم النفس بانه (نشاط يمارسه الناس أفراداً أو جماعات بقصد الاستمتاع ودون أي دافع آخر).

اما جان بياجيه فقد عرف اللعب على أنه:

(عملية تمثل تعمل على تحويل المعلومات الواردة لتلائم حاجات الفرد، فاللعب والتقليد والمحاكاة جزء لا يتجزأ من عملية النماء العقلي والذكاء).

يبدأ إدراك الطفل للعب بشكل مرتب وتبعا لقواعد بسيطة في نحو الثانية من عمر الطفل، وقد يبدو الأمر مجرد حركات عشوائية تثير الضحك، لكن الحقيقة أننا يجب أن لا نقلل من قيمة اللعب بصفته وسيلة مهمة للنمو وتهيئة المخ للقيام بوظائف مختلفة مثل التعلم واتباع نظم معينة.

بالإضافة إلى ذلك، يحمل اللعب العديد من الفوائد النفسية للطفل؛ بل ويمكن أن يساهم في تحسن بعض حالات الأمراض المتعلقة باضطراب السلوك أو الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية.

ويعتبر اللعب العلاج الأمثل للانطواء والشعور بالعزلة والخجل لدى الأطفال وكذلك القلق والاكتئاب، ومن المعروف أن كثيرا من المشكلات النفسية تتكون في السنوات الأولى من عمر الإنسان، كما أن الحرمان من اللعب من العوامل التي يمكن أن يكون لها أثر بالغ السلبية في ما بعد، خاصة في الدول الفقيرة حيث يضطر العديد من الأطفال للعمل في سن مبكرة لمساعدة أسرهم.

يقدم اللعب فوائد عديدة للاطفال منها:

1- يقلل الخوف والقلق والتوتر والعصبيّة.

2- يخلق أجواءً من الفرح والسعادة.

3- يحسن المرونة الجسدية.

4- يحسن الإنفتاح العاطفي والشعور بالأمان.

5- يزيد من الهدوء والقدرة على التكيف والقدرة على التعامل مع التغيير.

6- سرعة التشافي من الأوجاع والشعور بالحيوية.

7- يعزز مشاعر قبول الإختلاف

8- زيادة مشاعر التعاطف والرحمة والمحبة مع الآخرين.

9- يعزز مهارة صنع البدائل والخيارات.

10- تعزيز روح المشاركة.

11- يزيد من ثقة الطفل بنفسه وبمن حوله وخصوصاً إذا ما شاركه احد الوالدين باللعب.

وكشفت نتائج دراسات تجريبية عن مستويات متقدمة للنمو في جوانب شخصية الطفل كلها مقارنة بالمستويات الأقل التي ظهرت لدى مجموعة ضابطة ويمكن تلخيصها فيما يلي:

(نمو مهارة جمع المواد بحرص ودأب (عند الطفل) لكي يجعل منها شيئاً تعبيرياً يثير اهتمامه وشغفه - الرسم الحر بالأقلام والتعبير الحر عما يراود (الطفل) من أفكار في رسومه - نمو مهارة الإجابة عن الأسئلة الموجهة إلى الأطفال وتكوين الجمل المفيدة والتعبير الحر المباشر عن أفكارهم - نمو مهارة عقد علاقات قائمة على الصداقة والود مع الأطفال والكبار ممن لا يعرفونهم - سلوك اجتماعي ناضج في علاقاتهم مع الأطفال الآخرين - التمكن من مهارات الكتابة بسرعة ونظافة وإتقان - القدرة على تركيز الانتباه على الأعمال المطلوب القيام بها من قبل الأطفال - اكتساب مهارات جسمية حركية والإفادة من تدريبات الألعاب الرياضية - الانتظام في إنجاز الأعمال والواجبات المطلوبة منهم بدقة وفي المواعيد المحددة - زيادة الحصيلة اللغوية والقدرة على التعبير عن موضوعات معينة).

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي