المتاحف العالمية: ذاكرة الماضي وعلاج المستقبل

مروة الاسدي

2019-01-08 04:00

تمثل المتاحف وصالات المعارض الفنية والأثرية والثقافية جزءا مهما من تاريخ الحضارة الإنسانية المعاصرة نفسها وارتباطه الوثيق مع الحضارات القديمة، من خلال ما تقدمه من آفاق ثقافية وفنية عديدة، كأللواحات الفنية للفن الكلاسيكي والمعاصر على أعلى مستوى، فيما يعد متحف اللوفر من أهم المتاحف في العالم، فقد سجل خلال العام الحالي عدد زوار قياسيا، إذ تلتقي في المتحف ثقافات الشعوب وتجارب الفنانين، لتشكل مختبرا فنيا تتجمع فيه كثير من التجارب حول العالم، حيث تلقى هذه التجارب إقبالا عالميا واهتماما كبيرا من لدن العالم المتمدن في اي مكان واي زمان، كونها تحفّز ذاكرة وحاضر الشعوب، ويكون لها دور فعال في تلاقح الثقافات والموضوعات والأفكار بين مختلف الشعوب من خلال ما توفره المتاحف من الفائدة والاستمتاع معا، إذ يخطط العديد من الناس وخاصة الرحالة من المثقفين والفنانين بالقيام برحلات حول العالم لزيارة المتاحف العالمية، لذا تعد هذه المتاحف فرصة رائعة لاكتشاف خبايا الشعوب وخصائصهم، فقد أصبحت هذه المتاحف بمثابة جسور تقرب بين الشعوب، إذ تسعى بعض الدول للحفاظ عليها كونها عامل جذب سياحي مهم، يستقطب المهتمين والسياح على نحو لافت.

تكدح الأمم طويلا في طريق البناء، وتوثق تجاربها في الورق عبر التدوين، وفي لوحات الرسم، واليوم في الفوتوغراف والتصوير التلفازي والسينمائي، وهنالك الطريقة الأشهر وهي الحفاظ على تراث الأمم عبر المتاحف، ومثلما توجد الغرائب في مجالات اخرى، فإن واقع المتاحف يمكن أن يضم كثيرا من الحالات الغريبة، إذ يباشر أطباء في وصف دواء فريد من نوعه لمرضاهم، هو زيارة المتاحف. وتأتي هذه المبادرة الأولى من نوعها، في سياق مشروع تجريبي لبحث إمكانية الاستفادة من الفنون في المجال الصحي، كما هو الشأن بالنسبة للرياضة، وهو زيارة متحف، في سابقة هي الأولى بالعالم، ويأتي ذلك ضمن مشروع تجريبي هو ثمرة شراكة بين جمعية الأطباء الناطقين بالفرنسية في كندا ومتحف الفنون الجميلة في مونتريال، وتكمن الفكرة في جعل المرضى المصابين بمشكلات جسدية أو نفسية يستفيدون من الأثر الجيد للفنون على الصحة، مثلما هو الحال مع الرياضة.

على صعيد ذي صلة، حطم متحف اللوفر الباريسي في 2018 الرقم القياسي في عدد الزيارات للمتاحف على المستوى العالمي، باستقباله أكثر من عشرة ملايين زائر. وجاء الأمريكيون على رأس الزوار الأجانب للمتحف الباريسي، في الوقت نفسه، فتح متحف أفريقيا أبوابه من جديد أمام الجمهور في بلجيكا بعد أعمال تجديد دامت خمس سنوات لتحويله من معرض للدعاية المؤيدة للاستعمار إلى متحف ينتقد الماضي الامبريالي للبلاد، وكثيرا ما كان المتحف المليء بالأعمال الفنية والحيوانات البرية المحنطة يتعرض لانتقادات لتجاهله جرائم سلطة الملك ليوبولد الثاني الذي كانت قواته تقطع أيادي من يقاومون العمل بالسخرة في القرن التاسع عشر فيما يقدر أن ملايين الكونجوليين لاقوا حتفهم في ذلك الوقت.

بينما في الوقت الذي تغمر فيه الهواتف الذكية الأسواق شهرا بعد آخر يقدم خبير تكنولوجي سلوفاكي فرصة للجماهير لزيارة متحفه للهواتف المحمولة القديمة ليحيى في ذاكرتهم تلك الفترة التي كانت الهواتف المحمولة فيها تزن أكثر من جهاز الكمبيوتر ولم يكن بمقدور كل الناس شراءها، وبدأ خبير التسويق الإلكتروني ستيفان بولجاري (26 عاما) مجموعته منذ أكثر من عامين عندما اشترى مخزونا من الهواتف القديمة من الإنترنت. واليوم تضم المجموعة أكثر من 1500 طراز أو 3500 قطعة إذا احتسبت النماذج المكررة.

من جهة وأخرى وبعد سنوات من الإغلاق أعاد المتحف الوطني بدمشق فتح أبوابه يوم الأحد أمام الزوار وعلماء الآثار والباحثين في احتفال حضره ممثلون عن منظمات إقليمية ودولية، وفتحت وزارة الثقافة قسما من المتحف يضم قطعا من عصور مختلفة في إشارة إلى عودة الحياة لطبيعتها بالعاصمة بعدما استعادت قوات الجيش السيطرة على المناطق المحيطة بدمشق من أيدي جماعات المعارضة المسلحة.

كما أضاءت الأنوار الساطعة واجهة المتحف المصري الواقع في ميدان التحرير بالقاهرة أثناء احتفال ربما يكون الأخير به كمقصد سياحي رئيسي في مصر، وظل المتحف، المؤلف من طابقين والواقع في أحد أشهر ميادين العاصمة، المكان الرئيسي الذي يحوي الآثار المصرية على مدى ما يزيد على قرن. لكن يجري حاليا إنشاء متحف أكبر.

الى ذلك تجمعت حضارات بلاد الشام وما بين النهرين على شاطىء قرية الهري في البترون الواقعة بشمال لبنان وذلك في متحف خاص يحاكي منطقة البحر المتوسط يضم مقتنيات أثرية يعود تاريخها الى ستة آلاف سنة، يحمل المتحف اسم ”نابو“ نسبة لإله الكتابة والحكمة في بلاد ما بين النهرين، ويحتوي العرض المتحفي الأول ”قرون من الإبداع“ على معروضات أثرية تعود الى العصرين البرونزي والحديدي وإلى الحقب الرومانية واليونانية والبيزنطية والإسلامية بالإضافة إلى مخطوطات نادرة ومقتنيات إثنوغرافية.

زيارة المتاحف تخفف الألم المزمن

أفادت دراسة صغيرة بأن المتاحف الفنية قد يكون لها تأثير مسكن للألم المزمن، ووجد الباحثون أن من يعانون ألما مزمنا وقاموا بجولات في متاحف فنية بصحبة مرشدين تراجع لديهم الإحساس بعدم الراحة والانزعاج لوقت قصير بعد الجولة.

ودعا الباحثون 45 من رواد متحف كروكر للفن في ساكرامنتو بكاليفورنيا، قالوا إنهم يعانون من ألم مزمن، للمشاركة في جولات خاصة بالمتحف مدة كل منها ساعة وتضم ما بين ثلاث إلى خمس قطع فنية، وركز حديث القائمين على الجولة على خبرات المشاركين بدلا عن الأعمال الفنية وتاريخها.

وقبل الجولات وبعدها، سأل الباحثون المشاركين عن مستوى الألم لديهم وعن مدى شعورهم بالعزلة الاجتماعية. وقال 57 في المئة من المشاركين إنهم شعروا بتراجع الألم بعد الجولة وقال أكثرهم إنهم شعروا بانزعاج أقل من الألم بعد انتهاء الجولة.

وقال إيان كوبنر من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في ديفيس بسكرامنتو ”الإحساس بالألم المزمن معقد ويشمل تداخلا بين أحاسيس جسمانية وتفاعلات عاطفية لهذه الأحاسيس“، وأضاف أن أبحاثا سابقة ربطت بين الألم الجسدي والعزلة الاجتماعية لكن ليس من الواضح كيف يترجم هذا إلى عناية أفضل بالمرضى. وسعت الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية (طب الألم) إلى تحديد ما إذا كانت مشاهدة الأعمال الفنية في إطار نشاط اجتماعي ستساعد في تخفيف الألم والعزلة، وقال الباحثون إن من المحتمل أن يختلف تأثير الفن على الألم عند الأشخاص الذين لا يستمتعون بزيارة المتاحف، لكن من الممكن أن يساعد تذوق جمال الفن في تخفيف الألم أو شغل عقول المرضى عن الانزعاج الذي يسببه الألم، وقال كوبنر أن الأمر لا يقتصر على المتاحف وإن أماكن كثيرة من المحتمل أن تخفف الإحساس بالأوجاع.

اللوفر يتربع على عرش المتاحف العالمية

حطم متحف اللوفر الباريسي في 2018 الرقم القياسي في عدد الزيارات للمتاحف على المستوى العالمي، باستقباله أكثر من عشرة ملايين زائر. وجاء الأمريكيون على رأس الزوار الأجانب للمتحف الباريسي.

استقبل متحف اللوفر في باريس أكثر من عشرة ملايين زائر (10.2 ملايين) في 2018، محطما جميع الأرقام القياسية بخصوص أعداد الوافدين على المتاحف في ربوع العالم، مسجلا بذلك ارتفاعا بنسبة 25 بالمئة مقارنة مع 2017 (8,1 ملايين زائر).

وفي بيان، عبرت إدارة المتحف عن سعادتها بهذا الإنجاز بالقول: "حتى اليوم لم يسجل أي متحف في العالم هذا العدد من الزوار". وكانت غالبية الزوار من الأجانب، خاصة من الولايات المتحدة، والدول الأوروبية الأخرى، إضافة إلى الصين والبرازيل. ويأتي الأمريكيون على رأس الزوار الأجانب.

وفي تصريح لإذاعة "فرانس أنفو"، قال أحد السياح الأمريكيين: "نحن في باريس لبضعة أيام، والمتحف من الأمكنة التي من المفروض زيارتها" في العاصمة الفرنسية. وفي نفس السياق أضاف سائح أمريكي آخر: "إنه مكان له قيمة خاصة"، قبل أن يتابع: "يوجد أبناؤنا معنا، وأعتقد أنها فرصة بالنسبة لهم للتعرف على ثقافة أخرى. ومن الخطأ عدم زيارة اللوفر".

واحتل السياح الصينيون المرتبة الثانية وراء الأمريكيين بحوالى مليون زائر. وقال مدير المتحف جون لوك مارتينيز معلقا على ذلك: "هذا جمهور لم يكن موجودا قبل خمس سنوات ضمن قائمة الجنسيات الخمس الأولى. هذه قفزة استثنائية".

ولا يزال الشباب يشكلون الجمهور الرئيسي للمتحف (50 % من الزوار هم دون سن 50 عاما)، فيما يطمح المتحف للانفتاح على جمهور جديد غير الزوار الاعتياديين والسياح الأجانب، من خلال إطلاق برنامج للزيارات الليلية المجانية في أول سبت من كل شهر.

متحف أفريقيا يفتح أبوابه من جديد لتذكير بلجيكا بماضيها الاستعماري

يفتح متحف أفريقيا أبوابه من جديد أمام الجمهور في بلجيكا يوم الأحد بعد أعمال تجديد دامت خمس سنوات لتحويله من معرض للدعاية المؤيدة للاستعمار إلى متحف ينتقد الماضي الامبريالي للبلاد، وكثيرا ما كان المتحف المليء بالأعمال الفنية والحيوانات البرية المحنطة يتعرض لانتقادات لتجاهله جرائم سلطة الملك ليوبولد الثاني الذي كانت قواته تقطع أيادي من يقاومون العمل بالسخرة في القرن التاسع عشر فيما يقدر أن ملايين الكونجوليين لاقوا حتفهم في ذلك الوقت، ولا تزال أعمال فنية كثيرة موجودة في مكانها بالمتحف لكن هناك المزيد من تعليقات الأفارقة على شاشات الفيديو وعروضا لفنانين كونجوليين، ويتضمن أحدها شجرة عائلة تضم 120 فردا، في محاولة للتركيز على الأفارقة بدلا من الأوروبيين.

ويتركز التاريخ الاستعماري الآن في معرض واحد بدلا من الهيمنة على المتحف الذي صار يتناول أيضا القضايا الحالية التي تواجه جمهورية الكونجو الديمقراطية ومواطنيها في الشتات، وما زال الكثير من البلجيك يجهلون الحكم القاسي لبلادهم في ما يعرف الآن بجمهورية الكونجو الديمقراطية في أواخر القرن التاسع عشر.

وبسبب ماضيها الاستعماري، أصبحت بلجيكا، هذا البلد الأوروبي الصغير، أحد الاقتصادات التجارية الأكثر نجاحا في العالم، وبلغت تكلفة أعمال التجديد في متحف أفريقيا 66 مليون يورو (75.1 مليون دولار) ويقع في مبنى فخم على الطراز الكلاسيكي الجديد بحديقة ذات مناظر طبيعية خارج العاصمة بروكسل ويهدف إلى تذكير البلجيك بماضيهم الاستعماري، لكن ناشطين يقولون إن المتحف يمثل استمرارا للاستعمار لأنه يضم قطعا أثرية مسروقة، ورفض الملك فيليب دعوة لحضور حفل افتتاح المتحف يوم السبت لكن رئيس الوزراء شارل ميشيل وبعض الوزراء سوف يحضرون.

الاحتفاء بحضارة السود

افتتحت السنغال متحفا يضم أكبر مجموعة أعمال فنية أفريقية في إطار سلسلة من المتاحف الجديدة في القارة السمراء يمكن أن تكون في نهاية المطاف مكانا لآلاف القطع الأثرية التي قد تستردها من متاحف أوروبية بعد نهبها خلال العهد الاستعماري.

وافتتح رئيس السنغال ماكي سال متحف حضارات السود في العاصمة دكار المقام على مساحة 148 ألف قدم مربعة، ويجمع البناء المؤلف من أربعة طوابق بين الشكل الدائري التقليدي لأكواخ القرية الأفريقية وبين ألواح الزجاج ذات الطابع العصري والألواح الخشبية على واجهة المبنى.

وفي الداخل تذكر الجماجم العتيقة والأقنعة المنحوتة بدقة بوضع القارة الأفريقية باعتبارها ”مهد الإنسانية“ في حين تروي مجموعة من اللوحات الفنية بالأبيض والأسود للرسام فيليب دودارد من هايتي رحلة العبودية للأمريكتين قبل قرون.

وقال سال في خطاب ”الحفاظ على ثقافاتنا هو ما أنقذ الشعوب الأفريقية من محاولات تحويلهم إلى شعوب بلا روح ولا تاريخ... إذا كانت الثقافة تربط بين الشعوب فإنها أيضا تحفز التقدم“، وتصعد حكومات أفريقية من الضغط على المتاحف في الغرب لإعادة الأعمال الفنية والأثرية المسروقة بعد صدور تقرير من الحكومة الفرنسية يحث على إعادة القطع الموجودة في متاحف البلاد التي تم الاستيلاء عليها خلال العهد الاستعماري.

ويعتقد أن نحو 90 بالمئة من التراث الثقافي الأفريقي موجود حاليا في أوروبا وهو ما يعني مئات الآلاف من القطع الأثرية في متاحف ومجموعات خاصة، وعادة ما تقاوم المتاحف الغربية مناشدات إعادة القطع إلى بلادها الأصلية وتقول إن تلك الدول تفتقر إلى الموارد والأماكن اللازمة للعناية بها. ولذلك تفتح عدة دول أفريقية مثل السنغال ونيجيريا وبنين متاحف جديدة لدحض تلك الحجة.

لا للهواتف الذكية.. متحف يحتفي بالهواتف القديمة

في الوقت الذي تغمر فيه الهواتف الذكية الأسواق شهرا بعد آخر يقدم خبير تكنولوجي سلوفاكي فرصة للجماهير لزيارة متحفه للهواتف المحمولة القديمة ليحيى في ذاكرتهم تلك الفترة التي كانت الهواتف المحمولة فيها تزن أكثر من جهاز الكمبيوتر ولم يكن بمقدور كل الناس شراءها، وبدأ خبير التسويق الإلكتروني ستيفان بولجاري (26 عاما) مجموعته منذ أكثر من عامين عندما اشترى مخزونا من الهواتف القديمة من الإنترنت. واليوم تضم المجموعة أكثر من 1500 طراز أو 3500 قطعة إذا احتسبت النماذج المكررة.

ويحتل المتحف غرفتين في منزل بولجاري وتتضمن المجموعة هاتف نوكيا 3310 الذي تم تحديثه وإعادة طرحه في الأسواق بالإضافة إلى هاتف سيمنز طراز إس 4 وهو جهاز عمره 20 عاما ويعمل بكفاءة تامة ويشبه قطعة حجر.

وكان سعر هذا الهاتف آنذاك 23 ألف كورونا سلوفاكية أي مثلي متوسط الأجور الشهرية في سلوفاكيا في تلك الفترة، وقال بولجاري ”هذه تحف فنية في التصميم والتكنولوجيا ولم تكن تسرق وقتك. لا توجد هواتف حديثة إلا بعض النماذج الأولى للهواتف التي تعمل باللمس. وحتما لا توجد هواتف ذكية“.

مصر تحتفي بمتحفها القديم

أضاءت الأنوار الساطعة واجهة المتحف المصري الواقع في ميدان التحرير بالقاهرة أثناء احتفال ربما يكون الأخير به كمقصد سياحي رئيسي في مصر، وظل المتحف، المؤلف من طابقين والواقع في أحد أشهر ميادين العاصمة، المكان الرئيسي الذي يحوي الآثار المصرية على مدى ما يزيد على قرن. لكن يجري حاليا إنشاء متحف أكبر.

واحتفى المسؤولون بالذكرى 116 لتأسيس المتحف مؤكدين أنه لن يذهب طي النسيان بعد افتتاح المتحف المصري الكبير أبوابه. وسيتم نقل المقتنيات إلى المتحف الجديد الذي من المتوقع أن يتم افتتاحه جزئيا خلال العام المقبل، وقال وزير الآثار خالد العناني ”الغرض من احتفالنا هذه الليلة هو أن نقول للعالم إن هذا المتحف سيظل حيا“.

وأضاف الوزير أن المتحف القديم سيُستغل لعرض الاكتشافات الأحدث والمقتنيات الموجودة في المخازن، وكان الاحتفاظ في المتحف بأكبر مجموعة من الآثار الفرعونية في العالم تحديا للمبنى القديم الذي أنشئ عام 1902، ولا تزال عشرات الآلاف من هذه القطع الأثرية داخل مخازن أو في قاعات يُشكى دائما من اكتظاظها بالمعروضات.

ويقع المتحف المصري الكبير قرب منطقة الأهرامات وتأمل الحكومة المصرية في أن يدعم هذا المتحف صناعة السياحة التي عانت كثيرا من الاضطرابات التي تلت انتفاضة 2011، وشهد الاحتفال عرض مومياوات وأغطية توابيت مزخرفة خاصة بيويا، وهو أحد رجال الحاشية الملكية الفرعونية، وزوجته النبيلة تويا، كما عُرضت خلال الاحتفالية بردية بطول 20 مترا قيل إنها أكبر بردية عرضت في مصر.

انتشار حريق هائل في المتحف الوطني بريو دي جانيرو

نشب حريق هائل في متحف تم تشييده قبل 200 عام في ريو دي جانيرو، ويُحتمل أن يكون الحريق قد أتى على محتويات المتحف التي تربو على 20 مليون قطعة من الآثار والتذكارات التاريخية، وقال الرئيس ميشيل تامر في بيان إن دمار المبنى الذي كان يوما ما قصرا للأباطرة يعد ”خسارة لا تحصى فادحة للبرازيل، ”لقد فُقدت أعمال وأبحاث ومعرفة 200 عام“.

ولم يصدر أي تصريح عن السبب المحتمل للحريق الذي نشب في المتحف في وقت متأخر يوم الأحد كما لم يتضح حجم الدمار بالتحديد وما إذا كان هناك خسائر بشرية.

وأظهرت صور حية بثت على التلفزيون الحريق الذي بدأ بعد انتهاء ساعات الزيارة في الخامسة مساء وهو يتصاعد خارج نطاق السيطرة في أنحاء المبنى، وتأسس المتحف المرتبط بجامعة ريو دي جانيرو الاتحادية ووزارة التعليم في عام 1818. ويضم المتحف العديد من المجموعات المميزة من بينها قطع أثرية مصرية وأقدم حفرية بشرية عثر عليها في البرازيل، وقال نائب مدير المتحف لشبكة جلوبو التلفزيونية ليل الأحد إن المتحف عانى لسنوات من الإهمال في ظل حكم حكومات مختلفة.

وقال لويز دوارتي ”لم نحصل على شيء قط من الحكومة الاتحادية... لقد انتهينا مؤخرا من إبرام اتفاق مع بنك التنمية البرازيلي (بنديس) الذي تديره الدولة من أجل استثمار ضخم، لكي نتمكن في النهاية من ترميم المتحف، ومما يثير السخرية أننا خططنا لنظام جديد لمنع الحرائق“.

"نابو".. متحف جديد يسلط الضوء على كنوز "قرون من الإبداع"

تجمعت حضارات بلاد الشام وما بين النهرين على شاطىء قرية الهري في البترون الواقعة بشمال لبنان وذلك في متحف خاص يحاكي منطقة البحر المتوسط يضم مقتنيات أثرية يعود تاريخها الى ستة آلاف سنة، يحمل المتحف اسم ”نابو“ نسبة لإله الكتابة والحكمة في بلاد ما بين النهرين، ويحتوي العرض المتحفي الأول ”قرون من الإبداع“ على معروضات أثرية تعود الى العصرين البرونزي والحديدي وإلى الحقب الرومانية واليونانية والبيزنطية والإسلامية بالإضافة إلى مخطوطات نادرة ومقتنيات إثنوغرافية.

وبين حنايا المتحف ترتفع لوحات وتماثيل وتتوزع تشكيلة غنية من الأواني الأثرية جُمعت من العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول في امتداد للجذور العربية. وبعض هذه الأثريات والنقوش والمخطوطات يعود تاريخها إلى عام 2330 قبل الميلاد.

وقال جواد عدرا مؤسس المتحف لرويترز إن المتحف يضم نحو 300 قطعة أثرية تعود إلى القرنين السابع والخامس قبل الميلاد ويستضيف نقوشا عمرها ثلاثة آلاف عام وأخرى تعود إلى ستة آلاف عام“، وأضاف عدرا أن المتحف يقع على مساحة 1600 متر وسيستمر العرض الحالي لهذه المقتنيات ثلاثة أشهر قبل إضافة معروضات جديدة.

وعن الدافع الذي جعله يؤسس متحفا في هذا الزمن قال عدرا ”كثيرون قالوا إني أقوم بعمل هو ضرب من الجنون...على العكس هو ضرب من العقل والحكمة. وأنا اخترت (نابو) إله الحكمة، ومن الحكمة أن نؤسس هذا المتحف ونقول إننا نعيش عصر الجنون لاسيما في لبنان، ”وأردت كذلك أن أثبت أن نظرية صراع الحضارات غير موجودة. فحضارات الغرب نشأت من منطقتنا ومن خلال هذا المتحف سنطلع على قرون من الإبداع المرتبط بثقافتنا وحضارتنا الشرق متوسطية“.

وإلى جانب التماثيل الفخارية التي تضرب بجذورها في التاريخ، حرص عدرا على عرض لوحات ومجموعة من الصور الفوتوغرافية والبطاقات البريدية التي تعود إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وبينها لوحة للأديب والرسام اللبناني الراحل جبران خليل جبران مرسومة عام 1916، وجاء في منشور للمتحف عرض على موقعه الالكتروني الخاص أن تزاوج الأزمان الفنية من العصور القديمة إلى القرن العشرين ”يعزز الحوار البناء ويبث في النفوس روح الانتماء المجتمعي والسياسي ويشجع الفنانين المحليين على إنتاج المزيد من الأعمال الفنية الراسخة في تاريخ المنطقة وذلك لاستعراض الحقبات المشتركة والمساهمة الفعالة في تجسيدها عبر الفن الحديث“.

وتشتمل المجموعة الحديثة على نماذج من الأعمال الفنية المعاصرة لفنانين لبنانيين وعرب مثل أمين الباشا وهيلين الخال وشاكر حسن السعيد ومحمود العبيدي وضياء العزاوي وعمر أنسي وشفيق عبود وبول غيراغوسيان ومصطفى فروخ بالإضافة إلى مجموعة من أعمال صليبا الدويهي الفنية النادرة.

ومن أبرز ما يتضمنه المتحف مجموعة فريدة من نوعها من الرقميات المسمارية (قطع خزفية صغيرة) يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 2330 و540 قبل الميلاد. وتروي هذه الرقميات حكايات ملحمية وتوفر دلائل على النظم الاقتصادية الأخرى ومعلومات عن الجماعات العرقية وخرائط المدن القديمة.

وقد قام الفنان العراقي ضياء العزاوي بالتعاون مع الفنان العراقي الكندي محمود العبيدي بتصميم واجهات المتحف من الفولاذ المقاوم للتآكل والمزين بنقوش ورسوم بارزة تستند إلى معجم بصري أعدّه الفنان العراقي على امتداد سيرته المهنية الطويلة في الرسم والنحت والطباعة، وقال العبيدي للصحفيين خلال افتتاح المتحف مساء السبت في منطقة الهري إنه قام بتصميم المتحف على شكل مكعب بسيط يتضمن مساحة داخلية مفتوحة يمكن التحكم بها بما يتلاءم مع برامج المعارض والأنشطة الفنية، ويضم المتحف مكتبة تحوي مجموعة كبيرة من الكتب حول الفن وعلم الآثار والتاريخ والجغرافيا ومجموعة من المخطوطات النادرة.

يمسك عدرا بتمثال من الفخار بارتفاع متر ونصف المتر يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد أو العصر الحديدي قائلا بحماس ”مثل هذه التماثيل وجدت في مدينة صور الأثرية وبينها تمثال آخر يكبره عمرا. فهذه (يشير الى تمثال على شكل امرأة) تلعب على آلة المجوز الموسيقية (المزمار)... انظروا منذ متى الموسيقى! كانوا يعزفون قبل آلاف الأعوام“.

المتحف الوطني في دمشق يعيد فتح أبوابه بعد سنوات من الإغلاق

بعد سنوات من الإغلاق أعاد المتحف الوطني بدمشق فتح أبوابه يوم الأحد أمام الزوار وعلماء الآثار والباحثين في احتفال حضره ممثلون عن منظمات إقليمية ودولية، وفتحت وزارة الثقافة قسما من المتحف يضم قطعا من عصور مختلفة في إشارة إلى عودة الحياة لطبيعتها بالعاصمة بعدما استعادت قوات الجيش السيطرة على المناطق المحيطة بدمشق من أيدي جماعات المعارضة المسلحة.

وكانت السلطات السورية أغلقت المتحف في 2012 للحفاظ على مقتنياته الثمينة التي تؤرخ لعصور مختلفة. وتم نقل بعض المقتنيات وتخزين البعض الآخر حفاظا عليها، ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء يوم الأحد عن وزير الثقافة محمد الأحمد قوله إن المتحف الوطني بدمشق أحد أكبر وأهم متاحف العالم، ويحوي مقتنيات تمثل عصارة جهد السوريين وتوثق حضارتهم، وأضاف أن الوزارة على استعداد لمواصلة استقدام البعثات الأثرية لمتابعة جهودها في البحث والتنقيب بالمواقع الاثرية السورية.

وكانت العديد من المعابد والمواقع الأثرية تعرضت للنهب والتخريب على يد بعض الجماعات المتطرفة خلال السنوات القليلة الماضية، وقال محمود حمود مدير عام الآثار والمتاحف إن إعادة افتتاح المتحف هو إعادة لألق الحياة الثقافية في دمشق، وأضاف أن وزارة السياحة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ساهما بقدر كبير من أجل إعادة المتحف للحياة.

ويرجع تاريخ تأسيس المتحف إلى بدايات القرن العشرين إلا أنه انتقل لموقعه الحالي المطل على نهر بردى في 1936 وأضيفت إليه بعض الأجنحة والقاعات لاحقا. ويضم أقساما للحضارات المختلفة كما تتزين حدائقه ببعض التماثيل الأثرية.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن ديفيد أكوبيان مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قوله إن المتحف يحوي آثارا تعود لآلاف السنين وقطعا أثرية تنتمي لحضارات متنوعة وبالتالي فإن إعادة افتتاحه تمثل أهمية كبيرة للسوريين وللحضارة الإنسانية، وبالتزامن مع إعادة افتتاح المتحف تنظم وزارة الثقافة ندوة على مدى يومين بعنوان (واقع المتاحف ودورها في تعزيز الانتماء الوطني) بمشاركة علماء من ألمانيا واليابان وفرنسا وبولندا.

المتحف الفلسطيني يؤرشف رقميا 18 ألف وثيقة فلسطينية في مجالات مختلفة

قال المتحف الفلسطيني أنه تمكن من أرشفة 18 ألف وثيقة فلسطينية في مجالات مختلفة ضمن مشروع الأرشيف الرقمي للمتحف، وأضاف في بيان أن هذا التوثيق ”أولى مراحل المشروع (الأرشيف الرقمي) الممتد على مدار ثلاث سنوات باعتبارها فترة تأسيسية سيتم خلالها جمع 145000 وثيقة“.

وأوضح المتحف في بيانه أن ”الأرشيف الرقمي أحد أهم المنصات الرقمية للمتحف الفلسطيني، ويضم صورا فوتوغرافية ووثائق ومقتنيات وأعمالا فنية تنتمي إلى مجموعات أرشيفية مهددة توثق تاريخ فلسطين منذ عام 1800 حتى وقتنا الحاضر“.

وقال المتحف إن ”آلية العمل على المشروع تتلخص بتجميع الوثائق من أفراد ومؤسسات، وخلق مرادفات رقمية لكل وثيقة، وإرفاقها بمعلوماتها على منصة رقمية خاصة بالمشروع، سيتم إطلاقها لتكون متاحة أمام الباحثين والمهتمين والجمهور مطلع عام 2019“، وقسم المتحف المواد التي تمت أرشفتها إلى 67 مجموعة مقسمة إلى مجموعات شخصية وعائلية ومجموعات لمؤسسات وأخرى لمتخصصين من باحثين ومصورين، وقالت عادلة العايدي مديرة المتحف في البيان ”يُعتبر هذا المشروع نقلة نوعية في سياق توثيق الأرشيفات الفلسطينية“، وأضافت ”سيقدم المتحف خلال السنوات القليلة المقبلة للفلسطينيين وللمهتمين حول العالم مرجعا موثوقا وشبه شامل عن تاريخ فلسطين السياسي والاجتماعي والثقافي وحاضرها“.

وتعهدت عادلة بتسخير ”كافة الإمكانات في المتحف الفلسطيني لضمان استمرارية العمل على هذا المشروع وتوسيعه، وإخراجه للجمهور بأفضل صورة ممكنة“، وذكر المتحف أن هذا المشروع ”ينفذ بمنحة من صندوق أركيديا، وهو صندوق خيري تأسس على يد ليزبيت راوسينغ وبيتر بالدوي، ويهدف إلى حفظ التراث الثقافي المهدد حول العالم“.

ويقول المتحف الفلسطيني على موقعه الإلكتروني أنه ”مؤسسة ثقافية مستقلة مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والدولي“، ويضيف أنه ”أحد أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين وأحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون وهي مؤسسة أهلية غير ربحية“.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا