جورج سوروس: ملياردير أمريكي يكرهه اليمين المتطرف
ويراه مركزا لمؤامرة دولية
بي بي سي عربي
2019-09-12 06:57
بقلم: مايك رودين
وهب الملياردير اليهودي، ورائد العمل الإنساني، جورج سوروس، 32 مليار دولار من ثروته للأعمال الإنسانية. فلماذا يعتبره اليمين المتشدد، من أمريكا إلى أستراليا، ومن المجر إلى هندوراس، شخصا يقف في قلب المؤامرة الدولية؟
في أحد أيام الإثنين الهادئة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وُضع مظروف كبير في صندوق البريد الخاص بالمنزل الريفي لسوروس في إحدى ضواحي نيويورك.
وكان شكل الطرد مثيرا للشكوك. وكُتب عنوان المراسلة بطريقة خاطئة، فضلا عن أن البريد كان قد وصل بالفعل في وقت مبكر من اليوم. واتصل العاملون في المنزل بالشرطة، وسرعان ما حضر أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى موقع الحدث.
كان المظروف داخل لفافات هوائية، وبداخله صور سوروس وعليها علامة "X" باللون الأحمر. وبجانب الصورة، كانت هناك أنبوب بلاستيكي طوله ست بوصات، وساعة صغيرة، وبطارية، وأسلاك، ومسحوق أسود.
ووصل أكثر من عشرة طرود مماثلة لمنازل شخصيات عامة مثل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وغيرهم من رموز الحزب الديمقراطي.
ولم تنفجر أي من هذه العبوات. وتتبع مكتب التحقيقات الفيدرالي مصدر هذه القنابل، فتبين أنه شاحنة بيضاء مغطاة بصور الحملة الداعمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وملصقات معادية للحزب الديمقراطي، عُثر عليها في المرآب الخاص بمتجر في ولاية فلوريدا.
وسرعان ما قالت وسائل الإعلام اليمينية إن هذه "عملية مدسوسة" الهدف منها تشويه سمعة الرئيس ترامب وحملة الحزب الجمهوري. وكان ذلك قبل انتخابات التجديد النصفي بأسبوعين.
وقال لو دوبس، مقدم برنامج فوكس بيزنس، في تغريدة عبر تويتر إن "الأخبار الكاذبة - قنابل كاذبة. من قد يستفيد من كل هذا الكم من الزيف؟".
كما قال راش ليمبوغ، مقدم البرنامج الإذاعي "حديث المحافظين" إن الجمهوريين "لا يفعلون مثل هذه التصرفات".
وسرعان ما امتلأ الإنترنت باتهامات لسوروس نفسه بالترتيب لهذه الواقعة الزائفة.
وأدان الرئيس ترامب هذه "التصرفات المشينة"، لكن عندما صاح أحد الحضور في البيت الأبيض "احبسوا سوروس"، بدا ترامب سعيدا بهذا الرأي.
ولاحقا، أُلقي القبض على رجل من فلوريدا يُدعى سيزار سايوك، يبلغ من العمر 56 عاما.
وقال من يتبنون نظرية المؤامرة إن سايوك لا ينتمي للحزب الجمهوري. لكن زميله السابق، لويجي مارا، قال إن سايوك كان يوصل البيتزا للمنازل في شاحنته المغطاة بالملصقات الداعمة لترامب، واعتاد الدخول في مشادات مع الزبائن الذي يعلقون ملصقات داعمة للحزب الديمقراطي على منازلهم.
وتابع مارا: "كل شيء بالنسبة له جزءا من المؤامرة. وجورج سوروس بالنسبة له وراء كل الشرور، فكان هو من اشترى الحزب الديمقراطي، وهو من يقف وراء كل شر يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية".
وكانت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بسايوك تحمل المزيد. ففي اليوم الذي اكُتشفت فيه القنبلة في منزل سوروس، نشر سايوك صورة ساخرة تقول "العالم ينتبه لفظائع جورج سوروس".
وأقر سايوك لاحقا بالذنب في 65 تهمة، من بينها نية القتل أو الجرح باستخدام المتفجرات، وحُكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما.
فكيف انتهى الحال بجورج سوروس ليعتبره اليمينيون العقل المدبر لكل الشرور التي تبثها المؤامرة العالمية؟
في المملكة المتحدة، يُعرف سوروس بأنه "الرجل الذي تسبب في إفلاس البنك المركزي" عام 1992. وكان قد استدان، بجانب محللي عملة آخرين، مبالغا بالجنية الاسترليني، ثم باعها، الأمر الذي تسبب في تراجع سعر العملة في السوق، وأجبر المملكة المتحدة على السحب من آلية التبادل الأوروبية. وحقق ربحا من هذه العملية بلغ مليار دولار.
ويرجح البعض أن الملياردير، ذا الأصول المجرية والذي هرب من الهولوكوست والشيوعية، كوّن ثروة قدرها 44 مليار دولار عن طريق توقعاته بشأن قيمة العملة. واستغل هذه المبالغ لتمويل آلاف المشروعات الداعمة للتعليم والصحة وحقوق الإنسان والديمقراطية.
وفي عام 1979، أطلق سوروس مؤسسة "المجتمع المفتوح"، والتي أصبحت لها فروع في 120 دولة. لكن هذا العمل الخيري الداعم للأغراض الليبرالية والديمقراطية جعل منه الرجل المكروه من اليمين المتشدد.
وظهرت أولى نظريات المؤامرة المتعلقة بسوروس في أوائل التسعينيات من القرن العشرين، لكنها اشتدت بعد إدانته لغزو العراق عام 2003، وتبرعه بملايين الدولارات للحزب الديمقراطي.
ومنذ ذلك الحين، يتعرض بشكل مستمر لملاحقات من قبل المحللين والسياسيين المنتمين لليمين الأمريكي، ويزيد الغضب عليه، وتغلب المخاوف والافتراضات على الحقائق.
لكن نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية أحدث نقلة خطيرة في الهجوم على سوروس.
وفي أغسطس/آب 2017، بعد نجاح ترامب بثمانية أشهر، نظم النازيون الجدد مسيرة بالكشافات في إحدى مدن ولاية فيرجينيا. ونشبت اشتباكات مع المناهضين لهذه المظاهرة، بعدما قاد أحد المؤمنين بسيادة العرق الأبيض سيارته باتجاه المشاركين في المظاهرة، وقتل فتاة تُدعى هيذر هيير، تبلغ من العمر 32 عاما.
وسرعان ما قال المنتمون لليمين الأمريكي إن سوروس هو من دبر ودعم أعمال العنف، بغية تشويه صورة ترامب. وأضافوا أن سر هذه العملية لدى رجل برينان غيلمور، الذي صور السيارة وهي تدهس المناهضين للمسيرة.
كما قال الاعلامي اليمني أليكس جونز في برنامج إذاعي إن غيلمور تلقى 320 ألف دولار سنويا من سوروس، وكان جزءا من انقلاب الدولة العميقة على الرئيس.
لكن لم يتوفر دليل على أي من هذه الصلات.
كان سوروس قد موّل بالفعل حملة توم بيريللو، المرشح الديمقراطي لمنصب حاكم فيرجينيا، بمبلغ 500 ألف دولار. وكان غيلمور يعمل في هذه الحملة. لكن لا يوجد دليل على وجود أي صلة بين غيلمور وسوروس، أو على أن مؤسسة المجتمع المفتوح دفعت أي مبالغ للمحتجين المناهضين لمسيرة النازيين الجدد.
واليوم، رفع غيلمور قضية على أليكس جونز وآخرين يتهمهم بالتشهير، بعدما فشلوا في إثبات تلقيه أي مبالغ مالية من سوروس.
وهنا زاد الهجوم على سوروس، وأصبح أكثر ضراوة.
وفي الخريف الماضي، رحل الآلاف من هندوراس متجهين إلى الولايات المتحدة، قبل شهر واحد من انتخابات التجديد النصفي التي هددت سيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس.
وفي الحال، ألقي اليمين باللوم على سوروس في تنظيم قافلة المهاجرين هذه. ورددت فوكس نيوز أن سوروس يريد أن تبقى الحدود مفتوحة، بلا أي قيود على الهجرة.
وقال لي جاك كينغستون، عضو الكونغرس السابق عن الحزب الجمهوري، إن القافلة "كانت جهدا شديد التنظيم، وهناك شخص ما وراءه. أحدهم يمول مثل هذه الأنشطة، وهي مطابقة لنوعية الأنشطة التي يمولها جورج سوروس".
أما الرئيس ترامب، فأعاد نشر مقطع فيديو يظهر فيه ما قيل إنه مبالغ مالية تُدفع لأشخاص من هندوراس بهدف "الإغارة على الحدود الأمريكية"، وبه إشارة إلى أن سوروس هو من دفع هذه الأموال.
وعندما سُئل ترامب خارج البيت الأبيض عما إذا كان سوروس هو من موّل قافلة المهاجرين، قال: "الأمر لن يكون مفاجئا. الكثيرون يقولون إنه فعل ذلك".
وسافرت سيندي جيريزانو مع القافلة من منزلها في هندوراس إلى الولايات المتحدة. وقالت لي إنها لم تتلق أي أموال، وإنها اتخذت قرارها بالسفر لمسافة ثلاثة آلاف ميل باتجاه مدينة سان دييغو الأمريكية.
وعند وصول سيندي إلى الولايات المتحدة، تلقت دعما من الجمعية الخيرية الكاثوليكية التابعة لأبرشية سان دييغو. وتقول نادين طوبوزادة، رئيسة خدمات اللاجئين والمهاجرين في الجمعية، إن المحامين جمعوا أدق التفاصيل من طالبي اللجوء، ولم يسمعوا اسم سوروس نهائيا، كذلك لم يجدوا دليلا على ضلوعه في أي شيء.
كما ثبت أن مقطع الفيديو الذي أعاد ترامب نشره غير دقيق.
فخلال ساعات، اكتشف الصحفيون أن الفيديو ليس مسجلا في هندوراس، وإنما في غواتيمالا. وبالتدقيق في الفيديو، ظهر أن أحد عمال الإغاثة الذي ظهروا فيه كان مسلحا.
كما سُجلت رحلة القافلة بالكامل، وظهرت الجمعيات الخيرية المحلية وهي تساعد المهاجرين. ولم يظهر في التسجيلات أي دليل على أي دعم مادي قدمه سوروس.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول، بعد 11 يوما من ظهور نظريات المؤامرة عن القافلة، وخمسة أيام من وصول الطرد المفخخ لمنزل سوروس، هاجم رجل أبيض مسلح معبدا يهوديا في بيتسبرغ، وقتل 11 يهوديا.
كان هذا أسوأ هجوم معادٍ للسامية في تاريخ الولايات المتحدة، وقام به رجل مهووس بجورج سوروس.
وعند فحص حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالرجل المسلح، روبرت بورز، تبين أنه يؤمن بنظرية مضادة للسامية تتحدث عن مؤامرة تعرف باسم "إبادة البيض"، ويعتقد أن سوروس هو العقل المدبر لها.
وتزعم النظرية أن المهاجرين يحلون محل الناس من العرق الأبيض، الذين سيفنون مع الوقت. وهذا يفسر الهتافات التي يرددها النازيون الجدد في مسيراتهم، إذ يقولون "اليهود لن يحلوا محلنا".
واكتشف جويل فينكلستين، رئيس معهد أبحاث الشبكات، أحد منشورات بورز على فيسبوك التي أشار فيها لـ سوروس على أنه "اليهودي الذي يمول إبادة البيض ويتحكم في الصحافة"، وادعى أن سوروس وراء قوانين حيازة السلاح والحدود المفتوحة.
وخلص فينكلستين، الحاصل على تمويل من منظمة المجتمع المفتوح للتحقيق في هذه الأخطار المتزايدة، إلى أن من يعتقدون في سيادة العرق الأبيض يرون سوروس على أنه الرأس اليهودي المدبر الذي يمسك بمقاليد كل شيء. ويقول: "يبرر هؤلاء استخدام العنف بإلقاء التهم على سوروس باعتباره يمثل الشر الأعظم".
وتجاوزت هذه النظرة لسوروس، باعتباره رأس الشرور، الولايات المتحدة، لتصل إلى أرمينيا، وأستراليا، وهندوراس، والفلبين، وروسيا، والكثير من البلدان الأخرى.
واتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سوروس بأنه قلب المؤامرة اليهودية "لتقسيم وتشتيت" تركيا وغيرها من الأمم.
وفي إيطاليا، اتهمه نائب رئيس الوزراء السابق، ماتيو سالفيني، بأنه يسعى لملءِ بلده بالمهاجرين لأنه "يحب العبيد".
كذلك قال رئيس حزب بريكست البريطاني، نايجل فاراج، إن سوروس "يجتهد في تشجيع الناس على النزوح إلى أوروبا"، وإن هذا هو "الخطر الأكبر الذي يداهم العالم الغربي".
لكن البلاد والحكومة الأشد هجوما على سوروس هي مسقط رأسه في المجر. والمفارقة أنه البلد الذي استقبل ملايين الدولارات من أموال سوروس لدعم وجبات المدارس المجانية، ومشروعات حقوق الإنسان، وحتى بناء جامعة جديدة.
ويقول رئيس الوزراء، فيكتور أوربان، وحزبه الشعبوي القومي الذي يقود الحكومة إن سوروس يدير مؤامرة سرية لإغراق المجر بالمهاجرين وتدمير الأمة.
ويصف ليوناردو بيناردو، نائب رئيس مؤسسة المجتمع المفتوح، ما تشيعه الحكومة المجرية بأنه كذب صُراح، "فالاتهامات زائفة. فجورج سوروس ومؤسسة المجتمع المفتوح ليسا من مؤيدي الحدود المفتوحة".
لكن هذا النفي لم يقنع الحكومة المجرية، التي أنفقت مئة مليون يورو على الحملات الإعلامية التي تدعو الناخبين لعدم إعطاء الفرصة لسوروس "أن يضحك أخيرا". كما دشنت ما قالت إنه حزمة قوانين تحت شعار "أوقفوا سوروس"، تجرّم مساعدة اللاجئين غير الشرعيين، وتفرض ضريبة على التبرعات للمنظمات التي "تدعم الهجرة".
وقال لي المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس، إن "الكثير من الأموال تتدفق إلى إمبراطورية سوروس، وصلت إلى مليارات الدولارات خلال العقدين الأخيرين".
وتابع: "هذه مبالغ طائلة، ولا يمكن أن يكون أحد بهذه السذاجة ليصدق أن هذه الأموال ليس لها وزن أو لا هدف من ورائها".
ويقول مايكل إيغناتيف، رئيس جامعة أوروبا الوسطى التي أسسها سوروس، إن "حكومة أوربان قررت أن تجعل سوروس العدو الشعبي الأول".
فكيف حدث ذلك؟
الإجابة تأتي من ولاية نيويورك الأمريكية.
في عام 2013، عندما أراد رئيس الوزراء المجري الحصول على نصيحة تساعده على إعادة انتخابه، تواصل مع المستشار السياسي المعروف آرثر فينكلستين (لا تجمعه صلة قرابة بـ جويل). وعمل آرثر من قبل في مكتب صغير، على بعد عشرين ميلا من المنزل الريفي الذي يملكه سوروس.
وعمل آرثر، الذي توفي عام 2017، لصالح دونالد ترامب، وجورج بوش الأب، ورونالد ريغان، وريتشارد نيكسون. ويُعرف عنه قدرته على تحويل كلمة "ليبرالي" إلى دلالة بغيضة في عالم السياسة.
وبحسب الصحفي في مجلة "داس مجازين" السويسرية، هانز غراسيغير، فإن آرثر فينكلستين "خلق أسلوبا سياسيا جديدا يُعرف بـ "فينكل ثينك"
وتابع: "آرثر دائما ما قال إنه "لا يتعين مطاردة طالبان، وإنما شخص أسامة بن لادن". لذا، هناك دائما شخصنة، واختيار الشخص المثالي ليصبح عدوا، ثم استهداف هذا الشخص ليشعر الناس بالخوف منه. وفي هذا السياق، لا تتحدث أبدا عن سياسات المرشح الذي تدعمه، فهي ليست مهمة على الإطلاق".
وأدرك فينكلستين أن الطريقة المثلى ليفوز أوربان بالانتخابات هي العثور على عدو جديد. واقترح اسم سوروس، وهو ما كان اختيارا مثاليا، على حد قول غراسيغير. "فاليمين المتشدد يكرهه لأنه يهودي، واليسار يكرهه لأنه رأسمالي".
والمفارقة هنا أن فينكلستين نفسه يهودي، "فهو يهودي يختلق وحشا يهوديا".
وتنكر الحكومة المجرية حاجتها "لاختلاق" عداء مع سوروس. وقالت في بيان إن "جورج سوروس قدم نفسه كلاعب سياسي منذ حوالي عقدين. ويمارس من خلال شبكة المنظمات التابعة لها قدرا كبيرا من السلطة دون تفويض من الناس".
لكن يبدو أن أوربان طبق نصيحة فينكلستين بالحرف الواحد، بل زاد عليها.
فقبل أسابيع من الانتخابات العامة عام 2018، هاجم أوربان سوروس في خطاب عام، وبدا كأنه يعيد إحياء الأفكار المعادية للسامية.
وقال في الخطاب: "نحارب عدوا مختلفا عنا. ليس واضحا، بل مختبئا. ليس مستقيما، بل مراوغا. ليس أمينا، بل بلا أخلاق. ليس وطنيا، بل دوليا. لا يؤمن بالعمل، بل يتربح من توقعات سوق المال. ليس له وطن، بل يظن أنه يملك العالم".
وحقق فيكتور أوربان فوزا كاسحا. وبعد الانتخابات، زاد استهداف المنظمات التي يمولها سوروس. وفي مايو/أيار الماضي، أغلقت مؤسسة المجتمع المفتوح مكتبها في المجر.
ويجاهد مايكل إغناتيف للإبقاء على جامعة أوروبا الوسطى. وهو عازم على مواجهة ما يقول إنها دعاية خطيرة تنتشر في البلاد، التي شهدت تهجير أكثر من نصف مليون يهودي مجري على يد النازيين خلال شهرين عام 1944.
ويقول إغناتيف إن الحملة التي تستهدف سوروس هي "ردة عقائدية إلى كل ملمح لمعاداة السامية منذ ثلاثينيات القرن العشرين. الأمر كله خيالي. هذه هي سياسات القرن الحادي والعشرين، عليك اختلاق عدو بأقصى سرعة ممكنة إن لم تجد عدوا، واجعله يبدو قويا، ومن هنا تحرك قواعدك وتكسب الانتخابات".
وتشعر البروفيسورة ديبورا ليبشتات، التي كسبت نزاعا قضائيا في بريطانيا ضد أحد منكري الهولوكوست، بغضاضة مماثلة من استهداف سوروس.
وتقول: "أشعر بالرعب من انتشار مثل هذه الأحاديث، النابعة من الحانات والأزقة المظلمة، على ألسنة الساسة وقادة الدول، أمثال نائب رئيس وزراء إيطاليا ورئيس وزراء المجر. هذه اللهجة المستخدمة تشعرني بصدمة شديدة.".