مجاهدو الحشد الشعبي: بطولات ملحمية لرجال يخلدهم التأريخ

زهراء جبار الكناني

2016-08-24 12:09

حشد من الله ونصر قريب.. مقولة اشيعت لرجال اشتنزفوا دماءهم لأجل ارض الوطن ، مقولة تداولتها افواه الصغار والكبار تمجيدا لأرواحهم التي دفعوها ثمنا للحرية, ولدوا لمثل هذا اليوم ليردعوا جحافل المحتلين والطامعين فنزع الله من صدورهم المهابة من الاعداء ليقفوا معا صفا واحدا كالبنيان المرصوص لينالوا شرف الشهادة، فأن سمعتم عن عطر برائحة الشرف فاعلموا انها رائحة اجسادهم التي تعفرت بتراب الوطن اختاروا طريق الجهاد ليلتحقوا بركب الشهداء، رجال اختارهم الله ليكونوا بجواره في الجنة انهم رجال الحشد الشعبي.

تضحية دون مقابل

الشاب امين جهاد 18سنة متطوع ابتدئ حديثه قائلا: قليل ان اهب نفسي دفاعا عن ارض الوطن حينما لبيت نداء المرجعية خلفت خلفي كل شيء واقفلت محلي لألتحق بالحشد الشعبي وانا احمل روحي على كفي كنت اعلم اني ذاهب للشهادة وهذا هو مبتغاي قد مضى على تطوعي سنة ونصف ولن اتراجع عن قراري لن اقبل الا بالشهادة او النصر ، وأضاف في احد الهجمات تعرضت لإطلاق نار عشوائي، كان لجانبي يقف صديقي الذي فجرت رأسه الرصاصة بعدما اخترقت ذقني افقت في المشفى لأعلم بنبأ استشهاده ما كان حزني لاستشهاده بل لاني لم اذهب برفقته إلى جنان الخلد .

و رغم رفض والدتي وخطيبتي بالعودة لجبهة القتال الا اني عاودت إلى ساحات الوغى لأكمل ما ابتدأته لأخر انفاسي.

ومن جهته استطرد لؤي هادي 34 سنة متطوع قائلا : انقضى عامين على مسيرة تطوعي، ما كنت ادرك معنى الاحتلال ولم ينتابني هذا الشعور الا بعدما رأيت الاعداء يتجولون بيننا وغرسوا بداخلنا العنصرية حتى استحوذت على عقول الكثير واصبحنا منشقين بين الطوائف لنصل إلى مرحلة ان نحارب انفسنا، فيقاتل المسلم اخاه المسلم باسم الدين وهذه من اقوى واشرس الحروب التي لا يمكن مجابهتها ولا حتى ردعها فكم كنت رقيقا والشفقة تملأ قلبي حتى بوجه العدو ، حاولت ان امنع نفسي عن التراجع، حتى وجدت الرصاص كرذاذ المطر والموت يخطف كل اخوتي في الجهاد وراحت دماؤهم الزكية تغوص في التراب ، ادركت ان الحياة تحتاج قسوة،كنت اتمنى ان احدثه واسأله عن السبب الذي حمله لمحاربتنا وعن أي قضية هو يقاتل الان، ولاجل أي شيء يقف هنا ويشهر سلاحه بوجهي، احتدمت المعركة واخذت معها الكثير

عدت وانا محمل بالاشواق لأسرتي لكني ما زلت انام واسمع دوي الرصاص يخترق اذني كنت عزمت ان اعدل عن الرجوع لإصرار امي وتوسلات زوجتي بعدم العودة ، لكني ما استطعت المكوث والتفرج من بعيد فعاودت إلرجوع إلى جبهة الجهاد لاني تركت روحي هناك تأبى ان تكون هنا فهي تتلهث شوقا لتتوسم بوسام الشهادة.

فيما قال طالب عبد عون 22 سنة متطوع, سأتحدث عن الشهيد البطل زياد الذي كان مختصا بتفكيك الالغام كنا رفاق درب واحد حيث قال لي لما لا تأتي معي لنكون يدا واحدة وننظم إلى اخواننا في ساحات الجهاد ما كنت ارضى وكان يصر ويقول كم جميل ان تنال شرف الشهادة ، ويعود لإقناعي ويردف قائلا ان كنت انت وغيرك يرفض من الذي سينهض بالعراق بعدما تدنس بهؤلاء الارجاس، شد من عزيمتي كلامه وانطلقت معه في مسيرة الجهاد التطوعي، شاركته بكل شيء حتى الغطاء الذي يقينا من برد الشتاء، واخر طريق كان يجمعنا حينما خططنا اقتحام احد مقرات العدو وقد كان يفصلنا عن المقر حقل مليء بالالغام ، تبرع زياد بتأمين الطريق لنا واخر لغم حاول تعطيله القى بحتفه.

تلاشى جثمانه الطاهر في الهواء استنزف الموت البارد دماءه الزكية وتناثرت اجزاؤه مع وابل الشظايا في كل مكان, استشهد و لم يترك لي شيئا سوى حافظته التي فتحتها لأجد محفظته وهي تحتوي على ( الفين دينار ) وصور اطفاله وامه وتربة الحسين عليه السلام ، بقت كلماته ترنو بأذني انا هنا لأجلهم ولأجل غيرهم.

وبعدما خمد دوي الانفجار واصلنا المهمة بحماسة اكبر ليس لاننا لم نكترث لاستشهاد زياد بل الموت روتين اعتاده الجنود.وقد كان كل منا كان يحمل حزنه في قلبه ويخفي دموعه ويتظاهر بالصلابة، ترجلنا على دمائه كأنها كانت تمدنا بالقوة حتى نكمل ما ابتدأه، ما زاد حزني اني لم اتمكن من جمع اشلائه لأوصلها إلى ذويه .

الحسين (ع) خيمة لكل المجاهدين

قاسم مصلح معاون قسم النظام في العتبة الحسينية المقدسة امر معسكر الامام الحسين عليه السلام قال: ان مسيرة الجهاد مستمرة لأن القضية ما زالت موجودة ولن تنتهي فقد اعاد التأريخ نفسه فنهضت ثورة الحسين عليه السلام من جديد, لكنها اليوم اصبحت تشكل خطرا اكبر من ذي قبل فالحرب الداخلية والطائفية من اخطر الحروب. ويضيف وقد كان للعتبة الحسينية المقدسة دور كبير بالدعم في تجهيز المستلزمات المطلوبة وتوفير المؤنة المتطوعين في الحشد الشعبي لان الحسين عليه السلام خيمة لكل المجاهدين موضحاً ان العتبة المقدسة نضمت فرقة لواء علي الاكبر لاستقبال المتطوعين ، و قدمت دعما كبيرا ولوجستيا لكل القطاعات والجهات الامنية وقد ساهم بالمشاركة الكثير في الجهاد التطوعي من قبل ان تصدر المرجعية فتوى التطوع, مؤكدا على انه في بداية الامر كنا بحاجة لتحشيد الناس وقد استقبلنا كافة الاعمار لكن في الوقت الحالي نستقبل من عمر 18 إلى 28 سنة، والحاصل على شهادة متوسطة بأقل تقدير، وذلك استعدادا وخوفا بأن تكون هناك حرب الكترونية قبل ان تكون حرب بالسلاح.

مشيراً الى اننا ابتدأنا بتدريب كادر العتبة الحسينية وتجهيزهم بما يلزم ، ليكونوا على اهبة الاستعداد لاي حرب مرتقبة، حيث ان المنتسبين رواتبهم مصروفة من العتبة، حتى لا نثقل كاهل الدولة لاننا نمر بأزمة مالية متعسرة. وأكد ان دعم الحشد الشعبي لحد الان ذاتي ، وهناك تبرعات تصلنا من عوائل ميسورة من داخل وخارج العراق.

واضاف بأن هناك تقصيرا كبيرا من قبل الدولة اتجاه الحشد الشعبي بصورة عامة اهمها التسليح والتدريب وتوفير الرواتب للمجاهدين، اتمنى ان تسعى بالنظر إلى هذه المسألة وتقديم ما يلزم، اسأل الله ان يوفقنا لإكمال رسالة الجهاد لنصل إلى بر الامان وتنتهي هذه الحقبة من الحروب التي اخذت معها دماء الكثير من الابرياء وان يرحم جميع الشهداء.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي