نساء ناجحات تأثرن بالزهراء سلام الله عليها
فهيمة رضا
2016-03-27 08:49
للمرأة دور كبير في بناء المجتمع وإصلاحه، فاذا صلحت المرأة سيكون كل شي على ما يرام، أما في حالة حدوث العكس فإن المجتمع كله سوف يكون عرضةً لظوتهر مختلفة من الانحراف، لقد خلق الله المرأة رحمة للآخرين، وللرجل على وجه الخصوص، لذلك اذا ساعد الرجل المرأة على أن تكون صالحة فإنه سوف يغيرها للافضل والاحسن، فإذا تسقي هذه الوردة بماء الحب والحنان ستكون حياتك جنة بلا شك وستعيش مرتاح البال.
اذا تقدم لها نطفة ستقدم لك طفلا صالحا قرة لعينيك، ولكن اذا كانت غير صالحة كلما أعطيتها شيئا ستقدم لك الاسوأ والأبشع، وستفسد بيتها أولا واولادها ومجتمعها. في اليوم العالمي للمرأة يحتفل الجميع بالمرأة التي صرخت في وجه الظلم وحررت قريناتها من سجن الظالمين، ولكن أليس من المفروض ان نحتفل بميلاد المرأة العظيمة التي نزلت في حقها سورة قرآنية غيرتْ مسار البشرية، حيث كانت الانثى تدفن حيةً وتُحرق وتورَث كالأموال والأثاث.
ولكن بفضل الزهراء (ع) أصبح للمرأة فضلا وكرامة، فكثيرات اللواتي اقتدين بها وسلكن درب العظمة والخلود، وقد قامت (شبكة النبأ) في جولة استطلاعية بين عدد من النساء الناجحات المتأثرات بالزهراء سلام الله عليها، كي نتعرف عن قرب على مدى تأثير شخصية وسيرة الزهراء (ع) ومواقفها في مسيرة حياة هؤلاء النسوة.
الدكتورة (إسراء) من إيران تكشف عن مدى تأثرها بسيدتنا ومولاتنا سلام الله عليها، فتقول:
- لقد حاولت ان احافظ على حجابي لأكون متدينة، ومنفتحة لان الكثير يتصورون ان المرأة التي ترتدي الحجاب معقدة ولا تقوى على شيء، لقد جاهدت اقصى ما يمكن كي اكمل دراستي وأبين للعالم بأن المرأة باستطاعتها ان تشارك في بناء المجتمع في مجال الطب والسياسة، وفي نفس الوقت تكون حافظة لحجابها.
كرامات الصديقة الزهراء
وتكشف الاعلامية وشاعرة اهل البيت عليهم السلام (العلوية سكينة الموسوي) من العراق عن سر نجاحها كما يؤكد هذا النجاح جميع المحيطين بها او الذين يعرفونها عن قرب، حيث تقول هذه الاعلامية المثابرة:
- كانت وصية الشيخ المرحوم الأستاذ فاضل الفراتي لي بأن أقرأ سورة يس واهديها للصدّيقة الطاهرة عليها السلام، فهي سر التوفيق، وكنت أحاول الالتزام بذلك بشكل تام، وقد جربت عندما أمر بمشكله او محنة تكدر صفاء روحي وتجعلني مصابة بحالة غمّ، أقرأ سورة يس واهديها لأمي الزهراء فتحل لي مشكلتي على الفور.
وتضيف الاعلامية الموسوي قائلة:
- ومن الأمور التي انا على يقين انها سر توفيقي بفضل الله وعناية آل محمد عليهم السلام هي أنني قبل أن أقرأ وأرتقي المنبر فأقوم بمخاطبة سيدتي الزهراء عليها السلام وأستأذن منها حتى لو كنت على عجالة من أمري، فأنتخي وأقول من كل قلبي وبإيمان راسخ (يا زهراء) وانا استحضر وجودها سلام الله عليها، وأخاطبها من خلال النعي وألقن نفسي بأنها سلام الله عليها حاضرة معنا، فأشعر حينها بالانكسار والحياء حتى أنني جربت لو نسيت ذلك أرى تغير وهبوط في نسبة أدائي المنبري، لذلك أتذكر بعد حين أنني نسيت نداء يا زهراء، فأستدرك ذلك من جديد وأضع سيدتي ومولاتي أمام بصيرتي دائما وأبدا كنموذج أتعلم منها كيف أنتصر على المصاعب وعلى الظلم.
أما باحثة العلوم الاسلامية (السيدة ام رضا) وهي من دمشق، فقد قالت لنا حول هذا الموضوع:
- ان السيدة الزهراء سلام الله عليها لا يجاريها امرأة من النساء فضلا وكرامة عند الله تعالى، ولا تجاريها امرأة في كونها (أم ابيها) صلوات الله عليهما، فهذا اللقب الخاص بالسيدة فاطمة سيدة نساء العالمين، جدير بأن تتعلم منه البنت كيف تتعامل مع والدها بكل ادب واحترام، ومن كونها زوجة لامام المتقين علي (ع)، صالحة في جميع ادوارها الزوجية التي ادتها (ع).
صلاة الليل وفضل الدعاء للجار
واذا أردنا أن نتكلم عن الامور التي تأثرنا بها واقتدينا فيها بالزهراء ع فهي امور كثيرة جدا، من حيث تعاملها مع ابنائها ايضا، ومثال بسيط عن ذلك، عندما قال الامام الحسن عليه السلام: كنت اسمع امي تدعو لجيرانها في صلاة الليل ولا تدعو لنفسها. هذا الموقف إن فكرنا فيه قليلا بتمعن نراه مجرد موقف، لكنه يحمل العديد من الدروس، وأهمها الاهتمام بصلاة الليل اولا والدعاء للجيران، والاهم زرع هذه الاخلاق الفاضلة في ابنائها سلام الله عليها، وثم دفاعها عن امام زمانها ومطالبتها بحقها لتعلن للعالم ان للمرأة دور كبير في الدفاع عن الحق واعلان المظلومية، ولها دور ربما يفوق دور الرجل، حيث أن منهاج حياتنا كله من وحي الزهراء سلام الله عليها.
وتضيف الباحثة:
- ولكن عن الدور الذي ربما اكون واسيت الزهراء (ع) به هو: قول الحق والدفاع عن مظلوميتها، فمع الصعوبات ولاسيما في هذه الفترة والظروف الراهنة، ومع صعوبة الامر، فإن تأثري بها قوي جدا في قول الحق في كل وقت وفي كل مكان، وان كان الثمن خسارة الروح، فهي التي علمتنا ان دفاع الانسان عن الحق لا يموت ابدا.
وكان مسك الختام لخادمة المنبر الحسيني (ام حيدر) التي أجابت قائلة:
- إن حیاة الزهراء سلام الله عليها مضیئة من کل جوانبها، لکن الجانب الذي تأثرت يه كثيرا هو صبر السیدة الزهراء سلام الله عليها، ولو لا الصبر الذي تعلمته منها (ع)، لما استطعت من إکمال مسیرة حیاتی العلمیة والعملیة وکثرة التیارات والاتجاهات، وکذلك الهجرة وصعوبة الوضع الذي نعیشه، فلو لا الصبر، لا أقدر على إعطاء أي شيء، حتى القلیل، فکلما ادخل بیت الزهراء (ع) واقرأ عن حیاتها یزداد یقینی وثباتی فی هذه الحیاة، انه اسم عظيم، ارتبطت به العظمة منذ ان ارتبط بهذه السيدة الجليلة، حيث تأهلت منذ البداية النورانية لتنال وسام سيدة نساءالعالمين من الاولين والاخرين، هي الرائدة العظيمة في الديانة والسياسة والثقافة، فمن يدنو من مكانتها؟ إنها بنت محمد خاتم الانبياء والمرسلين (ص)، وهي زوجة علي امير المؤمنين (ع)، ووالدة ريحانتيّ رسول الله صلى الله عليه واله الحسن والحسين عليهما السلام.
- اذاً هي نبراس تنير درب السالكين في دروب الحياة الوعرة، لذا على المرأة ان تقتدي بها (ع) في كل جوانب حياتها لتتسلق سلم النجاح وتسلك درب العظمة.