للزواج منافع لا تعرفها ومهارات يمكن ان تكتسبها

ندى علي

2019-02-27 05:26

أجرت (شبكة النبأ المعلوماتية) حوارا مع بعض المتزوجين، كي نتعرف على آرائهم وبعض العقبات والتحديات التي واجهتهم في حياتهم الزوجية، وكيفية ايجاد الحلول المشتركة بينهما لتجاوز هذه التحديات.

أم زينب ( عمرها 25 سنة، مضى على زواجها 6 سنوات)، أجابت قائلة: ان الزواج بكل ما فيه هو مطلوب ومحبذ بالنسبة لي، لان الحياة الزوجية هي استقرار لكلا الزوجين، ويجب ان يتحلى كل منهما بقدر كافي من التفهم والحكمة لمواجهة كل العقبات التي تعترض حياتهما، وأن لا يتخليا عن بعضها مهما حدث من اضطرابات، سواء كانت في داخل الاسرة ا خارجها، وان يجعلا من هذه العقبات وسيلة لتقوية علاقتهما اكثر فاكثر.

اما ابو مهدي (30 سنة وقد مضى على زواجه 3 سنوات) اجابنا قائلا: ان الحديث عن الزواج جميل وانه بمثابة اكمال لنصف الدين، وقد اوصى به سيد المرسلين الرسول محمد (ص) والاحاديث والروايات كثيرة التي تحبب الزواج. واضاف الى ذلك: وجوب اداء حقوق الزوج من قبل الزوجة وبالمقابل ايفاء الزوج بواجباته اتجاه الزوجة وان ذلك يساعد ويساهم في تقليل الخلافات واسعاد بعضهما البعض.

وقد كان جواب ام رقية (عمرها 24 سنة ومضى على زوجها 8 سنوات) بأن الزواج افضل بكثير من العزوبية، وخصوصا اذا كان هناك محبة و ود بين الزوجين، فان ذلك يؤدي الى خلق جو لطيف مملوء بالسعادة والحب، وبالتالي ينعكس ذلك على جميع افراد الاسرة. واضافت قائلة: انني تزوجت في وقت مبكر من عمري فاصبح زوجي هو كل شيء بالنسبة لي، وقد احسست معه بالامان والاطمئنان، مما دفعني اكثر فاكثر كي أقدم له ولاسرتي كل التضحيات وكل ما في وسعي لأجل ان تكون اسرتي الافضل في كل شيء، وهذا يتطلب توفيقا من الله عز وجل، لذلك انا احمد الله على كل شيء وأتمنى لكل المتزوجين الخير والمحبة والسعادة الدائمة.

أجمل ما وهب الله للإنسان

وقد أجابنا أبو محسن، وكان اكثر خبرة في الحياة من الآخرين (عمره 65 سنة، ومضى على زواجه 35) قائلا: لا شك ان كل الاديان اكدت على العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، ولما جاء الاسلام رفد هذه العلاقة عبر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بكل ما يشد من اواصر العلاقة الزوجية، وأعطاها صفة القدسية ورفعها الاسلام الى اعلى المراتب، لانها حجر الزاوية في بناء اسرة كريمة، وبالتالي تسهم في تحقيق المجتمع المتوازن والمترابط، حتى لا تعم الفوضى والرذيلة عبر علاقات محرمة تنتج التفسخ والانحلال. وأضاف: إن رأيي الشخصي بالعلاقة الزوجية انها اجمل ما وهب الله للانسان، حيث انها سكن ورحمة وصحة نفسية واجتماعية، و اما عن الصعوبات التي تواجه الحياة الزوجية فلاشك انها ستحدث وخاصة في مجتمع الواقع المبتلى بالمشاكل الاقتصادية والامنية، فعلى الزوجين التحمل والصبر والتعاون بينهما ونكران الذات والتضحية، فبذلك يمكن التخلص منها او تذليلها على الاقل، واتباع وتفهم تعاليم الدين والنبي (ص) واهل البيت (ع) ونصائح واقوال العلماء والفقهاء، والاستماع والانصياع الى صوت العقل والمحبة والتسامح والتدبير والتعايش المنزلي، فكل هذه الامور نستطيع من خلالها ان نحل معظم المشاكل الزوجية.

وعلى الرغم من اختلاف الآراء والتحديات والظروف، يبقى الزواج هو المؤسسة المقدسة وهو اللبنة الاساسية المكونة للمجتمع، فكلما كان الزوجان بقدر عال من الثقافة، والقدرة على استيعاب الاخر وان للتضحية عنوان في حياتهما، فبالتأكيد سوف ينعكس ذلك على اطفالهما، وبالتالي غرس كل ما هو جميل في نفسوهم وتعليمهم التضحية والبذل من اجل مصلحة الاسرة والاخرين، وعلى العكس من ذلك، يحصل عدم تفهم الزوجين لبعضهما وان كلا منهما يريد اثبات نفسه على حساب الاخر، وقد يكون ذلك على حساب الاطفال ايضا، فبلا شك سينعكس ذلك على نفسية الاطفال بشكل سلبي وبالتالي يشكل خللا في بناء وتكوين اسرة ناجحة متكاملة.

وحسب رأيي المتواضع عشْ بمحبة واحترام، وقدِّم ما تستطيع للآخرين، واكسب الاخر بأخلاقك وحسن ذوقك، ستجعله يتأثر بك وينجذب اليك حتى لو كانت هنالك عقبات، فسوف تزول من خلال التفاهم والانسجام.

مهارات الحياة الزوجيّة

لكي تكون الحياة بين الزوجين مستقرّةً وساكنةً، لا بدّ من الحرص على مراعاة العديد من الأمور التي تحقّق ذلك، وفيما يأتي بيانٌ لبعض هذه الأمور:

الحرص على الكلام العاطفي اللين الرقيق، واستخدام المفردات التي تدلّ على المحبّة والألفة والمودّة، وكذلك يجب الحرص على المفردات التي تدلّ على الاحترام المتبادل بين الطرفين، ممّا ينعكس إيجاباً على حياة كلا الزوجين.

إضافة الدعابة إلى الحياة بين الزوجين، والحرص على الابتسامة الدائمة؛ فالدعابة من أعظم الوسائل التي تخفّف وتزيل الضغوطات والأزمات، كما أنّها تزيل القلق والخوف من حياة كلا الطرفين، وممّا يدلّ على ذلك قول أحد علماء النفس فيما يخصّ ذلك: (عندما يأخذ الشخص كلّ الأمور بجدّيّةٍ، تتغير حالته المزاجية وأسلوبه في الكلام ونبرة صوته بل وإشاراته؛ ممّا يجعله حادَّ الطباع، وقاسياً، ممّا يزيد الفجوة بينه وبين الآخرين).

عدم البخل بالعبارات والألفاظ التي تدلّ على الحبّ والمودّة، واشتياق كلّ طرفٍ للآخر، والتعبير عن سعادة كلٍّ منهما بلقاء الطرف الآخر، والحرص على ذكر الصفات الحسنة الخَلقية والخُلقية.

احترام كلّ طرفٍ من أطراف العلاقة الزوجيّة لآراء وأفكار ومشاعر الطرف الآخر، فيجب أخذ عنصر التقارب في الأفكار والتوجهات بعين الاعتبار عند اختيار كلّ طرفٍ لشريك حياته، وإن اختلفت وتباينت الأفكار بين الطرفين؛ فيجب على كلّ طرفٍ احترام ما يتعلّق بالطرف الآخر، وكذلك يجب على كلّ طرفٍ احترام مشاعر وعواطف الطرف الآخر، وعدم تعكيرها وتكديرها، وذلك إن كانت تلك الأفكار والمشاعر لا تتعارض وأحكام وأوامر الشريعة الإسلاميّة، ومن أهمّ الأمور التي تحقّق الاحترام بين الطرفين احترام كلّ طرفٍ لأهل وأقارب الطرف الآخر.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا