الاعتداء الجنسي على إيرانيين في مطار جدة يفتح شرخا جديدا في العلاقات الإيرانية السعودية
وكالات
2015-04-13 04:37
صرح وزير الثقافة الإيراني علي جنتي بأن بلاده علقت رحلات العمرة إلى السعودية بعد مزاعم تعرض مراهقين إيرانيين في مطار جدة لتحرش جنسي من قبل رجلي أمن سعوديين. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية بأن الرحلات الجوية والعمرة ستتوقف إلى حين محاكمة "المذنبان".
ومن المرجح أن يعمق ذلك من التوتر القائم بين القوتين الإقليميتين اللتين تتخذان مواقف متباينة بشأن الحرب في اليمن.
وزعم المراهقان الإيرانيان الأسبوع الماضي أن رجلي الأمن تحرشا بهما أثناء إجراء التفتيش الأمني بالمطار.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن جنتي قوله "إلى أن يحاكم هذان المذنبان ويعاقبان ستتوقف العمرة وسيتم تعليق الرحلات الجوية الإيرانية."
وكان المراهقان في طريق عودتهما إلى طهران بعد أداء العمرة.
ونقلت الوكالة الإيرانية عن جنتي قوله إن السلطات السعودية ألقت القبض على مرتكبي التحرش ووعدت بمعاقبتهما.
وافادت وسائل إعلام إيرانية بأن شرطيين سعوديين حاولا التحرش بصبيين إيرانيين في مطار جدة كانا يستعدان للعودة إلى بلدهما بعد أداء العمرة، قبل أسبوعين.
وقد أثار نشر تلك الأنباء موجة من التعليقات العنصرية ضد العرب في مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية. بحسب الـ بي بي سي.
وأضاف جنتي أنه "بالنظر إلى ما حدث، فقد انتهكت كرامة الإيرانيين، وقد قدمنا شكوى رسمية".
وأشار وزير الثقافة إلى أن بلاده تحدثت إلى المسؤولين السعوديين عبر السبل الدبلوماسية، وأنهم وعدوا بعقاب الجانيين الموجودين حاليا قيد الحبس.
وقال "بل أكدوا إنهم سيعدمونهما، لكن شيئا لم يحدث في الواقع".
وقال جنتي على هامش حفل خاص بمولد فاطمة الزهراء (س) بضعة الرسول الاكرم (ص): تم من اليوم 13 نيسان/ ابريل ابلاغ منظمة الحج والزيارة، ان جميع رحلات حج العمرة سيتم ايقافها طالما لم يتم انزال العقوبة بحق المجرمين اللذين تحرشا باثنين من المعتمرين الايرانيين في جدة.
وأضاف ان العديد من مراجع الدين العظام عبروا عن قلقهم لتصرفات مشابهة ارتكبت بحق بعض المعتمرين والزوار الايرانيين في السعودية. بحسب وكالة انباء فارس.
ونوه جنتي الى ان المسؤولين السعوديين تابعوا مجريات الحادث المؤسف الذي وقع في مطار جدة ووعدوا بانزال اشد العقوبات بحق المجرمين وقالوا انهم سيقومون باعدامهما، لكنهم لم يتخذوا اي قرار بعد.
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني قد أوعز الى وزير الثقافة والارشاد علي جنتي للعمل مع وزارة الخارجية حتى معاقبة المتحرشين بالشابين الايرانيين من قبل الشرطة السعودية بمطار جدة وتوفير امن الزوار وتقديم تقرير دقيق وشامل لاتخاذ قرارات لاحقة.
وفي رسالة بعث بها يوم السبت الى وزير الثقافة والارشاد حول حادثة التحرش بالشابين الايرانيين المعتمرين في مطار جدة قال روحاني انه علي منظمة الحج والزيارة عبر التعاون مع وزارة الخارجية مواصلة متابعاتها حتى معاقبة المجرمين وتوفير الامن للزوار.
واضاف بالرغم من ان احترام المبادئ الدينية للمواطنين وتوفير امكانيات الزيارة لهم يعتبر ضمن سياسات وبرامج الحكومة، ولكن في حال عدم توفير الامن والكرامة للزوار فان استحباب هذا الامر ازاء الذنب الكبير المتمثل بالاساءة الي الزوار والمساس بالعزة الوطنية، سيفقد بريقه ومن الممكن في ظروف ما ان يتحول الي أمر حرام.
من جهته قال رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي علاء الدين بروجردي ان ايران تنتظر من السعودية موقفا حاسما ورادعا فيما يتعلق بقضية تحرش رجلي شرطة سعوديين بفتيين من الحجاج الايرانيين في مطار جدة.
وفي تصريح له يوم السبت بشان رد فعل مجلس الشوري الاسلامي تجاه العمل الشنيع الذي ارتكبته الشرطة السعودية في مطار جدة أشار برورجردي الى أن وزارة الخارجية ومنظمة الحج والزيارة ومجلس الشورى يتابعون القضية، وانه تم توجيه رسالة جديدة من قبل منظمة الحج الى المسؤولين السعوديين للبت في هذه القضية سريعا.
وأضاف بروجردي بانه تم توقيع رسالة من قبل النواب ونحن ننتظر ما وعدت السعودية به حول اعدام هذين الشخصين.
وفي الرد على سؤال حول تصريحات احد المسؤولين السعوديين بان رجلي الشرطة المرتكبين لهذا العمل سيعدمان، قال بروجردي لقد استلمنا تقرير هذه القضية من وزارة الخارجية ومنظمة الحج والزيارة، وفيما لو قامت السعودية بما ينبغي ان تفعله فان ذلك سيثبت بانها جادة في التصدي لهذه الاعمال غير الاخلاقية لرجال الشرطة والامن والعاملين في مجال استقبال الحجاج وفيما لو لم يحدث هذا الامر وبقي مجرد وعود دعائية فاننا نعتبر ان من الضروري اعادة النظر في الوضع الراهن.
بدورها ارسلت التعبئة الطلابية بجامعة طهران رسالة شكر وتقدير للحكومة على خلفية قرارها ايقاف رحلات ايفاد المعتمرين للديار المقدسة في السعودية، معربين عن املهم بان لايقتصر الحفاظ على الاستقلال والكرامة الوطنية على هذه الحادثة فقط.
ودعت التعئبة الطلابية، الحكومة الى الاخذ بالاعتبار الحفاظ على الاستقلال والكرامة الوطنية في جميع المجالات الدولية.
وأكد رئيس المنظمة ان على المسؤولين الايرانيين ان يتخذوا مواقف شفافة تجاه الممارسات الخبيئة لآل سعود، وقال: ان ادنى مطلب للمجتمع الجامعي طرد القائم بالاعمال السعودي من ايران.
وأشار محمد ودود حيدري في حديثه لمراسل وكالة انباء فارس الى تصريح قائد الثورة الاسلامية بشأن العدوان السعودي على اليمن وقال: ان تصريح سماحة القائد كان اول تصريح رسمي وثوري من قبل مسؤولي الجمهورية الاسلامية، حيث دافع سماحته بنظرته الثورية، عن الشعب اليمني.
واضاف، ان قائد الثورة المعظم شبّه آل سعود في عدوانهم على اليمن بالكيان الصهيوني في عدوانه على غزة، وأكد على ان مقاومة الشعوب ستنتصر على عملاء الاستكبار.
وتابع، اننا نتوقع من مسؤولينا ان يتخذوا مواقف شفافة تجاه الاحداث التي تقع في اليمن والممارسات الخبيثة لآل سعود، وان ادنى مطلب للمجتمع الجامعي هو طرد القائم بأعمال آل سعود من ايران، وهذا مطلب من أجل التأكيد على حقوق الشعب الايراني، وما لم تتخلى السعودية عن ممارساتها الخبيئة فإن الشريحة الجامعية ستتابع هذا المطلب.
وأشار رئيس منظمة التعبئة الطلابية الى اليد الطولى للجمهورية الاسلامية في المنطقة، وقال: ان ايران الاسلامية اليوم ورغم الحظر، حاضرة في المنطقة كقوة اقليمية لا منازع لها. وهذا امر واضح تماما، ما يشير الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليس امامها مسيرة طويلة لتتحول الى قوة دولية لا منازع لها، بالطبع اذا كانت النظرة الداخلية تتناسب مع ارشادات القيادة.
يجب طرد القائم بالاعمال السعودي
وف سياق متصل أكدت برلمانية ايرانية ضرورة طرد القائم بالاعمال السعودي من ايران، وقالت: على وزارة الخارجية ان تتصدى بحزم امام ممارسات نظام آل سعود لئلا نشهد بعد ذلك انتهاك حرمة الزوار الايرانيين.
وأشارت النائب، زهرة الهيان، عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي في حديثها لمراسل وكالة انباء فارس، الى ضرورة التصدي الحازم والجاد من قبل مسؤولي الخارجية الايرانية تجاه انتهاكات نظام آل سعود، وقالت: ان الممارسات الاخيرة للسعوديين وفرت للأسف الظروف لانتهاك حرمة ومكانة الزوار الايرانيين.
وبيّنت ان الشعب والرأي العام يرفض هكذا سلوكيات، ولفتت الى انه تزامنا مع إلغاء حملات العمرة، لابد من اتخاذ اجراءات حازمة وجادة من قبل وزارة الخارجية لئلا نشهد بعد ذلك مثل هذه الانتهاكات.
واشارت الهيان الى العدوان السعودي على اليمن، وقالت ان على الخارجية الايرانية ان تعتمد تحركا اكثر حزما امام ممارسات نظام آل سعود وانتهاكه لحقوق الانسان في اليمن، مؤكدة ان هذا النظام تحول الى راع لمصالح الصهاينة ويعمل على تحقيق اهدافهم في المنطقة.
هذا وكان عدد من طلبة الجامعات الايرانية قد اعتصم امام السفارة السعودية بطهران، احتجاجا على المجازر الوحشية لنظام ال سعود بحق الشعب اليمني المظلوم وتمريره المخططات الاميركية في المنطقة ودعمه الارهاب والجماعات التكفيرية، وادان ايضا خطوة الشرطة السعودية في التحرش بفتيين معتمرين ايرانيين في مطار جدة.
الحادث يثير العنصرية
ومنذ نشر أنباء محاولة التحرش الجنسي امتلأت صفحات موقع فيسبوك باللغة الفارسية للتواصل الاجتماعي بتعليقات عنصرية مناوئة للعرب. بحسب الـ بي بي سي.
ومن بين الاتجاهات الأخرى تحليل بعض الإيرانيين لهذا الكم من العنصرية، وبحث الدافع وراءه.
ويطالب بعضهم بعدم الانخراط في العنصرية، بينما يجادل آخرون بأن ما فعله السعوديون أضر بإيران.
وتابع بعض الإيرانيين وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي السعودية قائلين إن المشاعر العنصرية سمة متبادلة.
وكان إيرانيون قد طالبوا بتعليق رحلات العمرة، وعندما بثت أنباء التعليق تلقاها كثير من الإيرانيين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالترحيب.
ويبلغ عدد الإيرانيين الذين يتوجهون إلى السعودية لأداء العمرة كل عام نحو 500.000 شخص.
وقد تزايد التوتر بين البلدين مؤخرا بعد الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن مستهدفة متمردي الحوثيين.
وقد نددت إيران بالحملة التي تتزعمها السعودية على اليمن، نافية بشدة اتهامات السعودية لها بتسليح المتمردين.