الرفض الإسرائيلي للاتفاق النووي.. ابتزاز ام مشروع حرب
وكالات
2015-04-03 03:06
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صدر يوم الجمعة بعد اجتماع خاص لمجلس الوزراء المصغر للشؤون الأمنية والسياسية إن الحكومة متحدة في رفض الاتفاق الإطاري الذي توصلت اليه إيران والقوى العالمية.
ومن المتوقع أن يلقي نتنياهو بيانا في وقت لاحق. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد تحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقال إنه "يعارض بشدة" الاتفاق. بحسب رويترز.
واتصل أوباما بنتنياهو بعد ساعات من إبرام الاتفاق الذي قال إنه يمثل تقدما كبيرا نحو حل دائم يقطع الطريق أمام سعي إيران للحصول على سلاح نووي.
لكن نتنياهو ذكر في بيان بعد الاتصال أن اتفاقية تقوم على الاتفاق الاطاري الذي أعلن في لوزان بسويسرا "ستهدد بقاء اسرائيل."
وقال نتنياهو "الاتفاق سيضفي شرعية على برنامج ايران النووي ويعزز اقتصاد ايران ويزيد من عدوان ايران وارهابها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.
"سيزيد مخاطر الانتشار النووي في المنطقة ومخاطر اندلاع حرب مروعة."
وذكرت اسرائيل في الماضي أنها ستبحث اتخاذ اجراءات من جانب واحد لمنع ايران من تطوير سلاح نووي وهو تحذير تم تفسيره على انها قد تشن ضربات جوية على منشآت ايران النووية.
ورغم أن هذه اللهجة هدأت منذ عام أو يزيد قال الميجر جنرال نمرود شيفر رئيس هيئة التخطيط في الجيش الاسرائيلي إن الاجراءات الاحادية لا تزال احتمالا قائما.
وقال شيفر لصحيفة اسرائيل هايوم يوم الجمعة "الخيار العسكري كان دائما مطروحا على الطاولة كما قلنا دوما....إذا لم يكن يذكر كثيرا في وسائل الاعلام في الآونة الاخيرة فلا يعني هذا تغييرا في السياسة."
وفي كلمة بعد الاعلان عن الاتفاق وصف أوباما هذه الخطوة بإنها أفضل وسيلة للحد من طموحات ايران النووية قائلا إن الخيارات الأخرى بما فيها قصف المنشآت النووية الايرانية لن تحول دون تطوير قنبلة.
وبمقتضى اتفاق الاطار ستوقف ايران تشغيل أكثر من ثلثي اجهزتها للطرد المركزي الجاهزة للتشغيل والتي بمقدورها انتاج يورانيوم يمكن استخدامه لصنع قنبلة وتفكيك مفاعل قد ينتج البلوتونيوم وقبول اجراءات شاملة للتحقق من تنفيذ الاتفاق.
وذكر نتنياهو أنه بدلا من أن يسد الاتفاق الاطاري الطريق أمام امتلاك ايران قنبلة فانه "يمهده".
واستشهد بتصريحات مسؤول ايراني قال هذا الأسبوع إن "تدمير اسرائيل غير قابل للتفاوض" وذكر أن الدليل على ذلك هو أن ايران "تسارع في تسليح وكلاء الارهاب التابعين لها لمهاجمة اسرائيل" في اشارة إلى حزب الله في لبنان وجماعات متشددة في قطاع غزة.
ورغم أن أوباما ذكر عدة مرات خلال كلمته أن الولايات المتحدة تقف جنبا إلى جنب مع اسرائيل في قضايا الأمن ولن تسمح بأي خلاف في مواقف البلدين إلا ان التطمينات لم ترض نتنياهو.
وتبدو احتمالات اقدام اسرائيل على عمل عسكري منفرد ضد ايران ضئيلة لكن انتقاد الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون أيضا للاتفاق قد يشعر نتنياهو ان بمقدوره ممارسة الضغوط على الادارة الأمريكية لاتخاذ موقف أكثر صرامة.
وقال نتنياهو "البديل هو الوقوف بحزم وزيادة الضغوط على ايران حتى يتم التوصل لاتفاق أفضل." بحسب رويترز.
وقال مارك ريغيف المتحدث باسم نتانياهو في تغريدة على موقع تويتر إن "رئيس الوزراء نتانياهو قال للرئيس أوباما إن اتفاقا (نهائيا) يستند إلى هذا الاتفاق الإطار من شأنه أن يهدد بقاء إسرائيل".
كما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الأمريكي من أن اتفاق لوزان من شأنه أن "يزيد مخاطر الانتشار النووي ومخاطر اندلاع حرب مروعة"، مؤكدا أن "البديل هو الوقوف بحزم وزيادة الضغط على إيران إلى حين التوصل لاتفاق أفضل".
كما أكد أوباما لنتانياهو، بحسب البيت الأبيض، أن التزام الولايات المتحدة الدفاع عن إسرائيل "لا لبس فيه".
وأوضحت الرئاسة الأمريكية أن أوباما أجرى الاتصال الهاتفي بنتانياهو من على متن الطائرة الرئاسية التي أقلته بعد ظهر الخميس إلى مدينة لويسفيل في ولاية كنتاكي.بحسب فرانس برس.
بدوره وقال وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز في بيان بعد الاعلان عن الاتفاق في سويسرا "الابتسامات في لوزان بعيدة عن الواقع البائس الذي ترفض فيه ايران تقديم أي تنازلات بشأن الموضوع النووي وتواصل تهديد اسرائيل وكل الدول الأخرى في الشرق الأوسط."
وأضاف "سنواصل جهودنا للشرح واقناع العالم على أمل منع اتفاق (نهائي) سيء."
ووصف مسؤول إسرائيلي آخر الاتفاق مع إيران بأنه "خطأ تاريخي يضفي شرعية دولية على البرنامج النووي الإيراني الذي يعتبر هدفه الوحيد انتاج قنابل نووية."
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن اطار الاتفاق الذي أعلن يرقى إلى أن يكون "رضوخا للمطالب الإيرانية". بحسب رويترز.
ومضى يقول "البديل لهذا الاتفاق ليس الحرب لكن اتفاق مختلف يعطل البنية التحتية النووية لإيران بشكل كبير."
اسرائيل تختبر صاروخا
وفي سياق متصل قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يوم الأربعاء إن نظاما إسرائيليا جديدا للدفاع الصاروخي يجري تطويره بمشاركة الولايات المتحدة حقق كل أهدافه في سلسلة من اختبارات الاعتراض الحية التي جرت مؤخرا مما يضعه على مسار استخدامه ميدانيا بحلول العام المقبل.
وقالت مصادر دفاعية إن الاختبارات أجريت على النظام المعروف باسم مقلاع داود في الاسبوع الماضي ويوم الثلاثاء. وتزامنت التجربة التي أجريت يوم الثلاثاء مع اليوم الاخير من مهلة المفاوضات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي أثار انتقادات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مما تسبب بدوره في تدهور علاقته بالرئيس الأمريكي باراك أوباما. بحسب رويترز.
واشار وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إلى مقلاع داود بصفته علامة على قوة التحالف الإسرائيلي الأمريكي.
وقال يعلون لرئيس مجلس النوب الأمريكي جون بينر الذي يزور إسرائيل "نعتقد أنه (مقلاع داود) سيدخل الخدمة العام القادم" مضيفا أن ذلك بفضل التمويل الأمريكي.
وقال ريك لينر المتحدث باسم وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية التي نفذت السلسلة الثالثة من الاختبارات للنظام بالتعاون مع هيئة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية إن مقلاع داود وصواريخه الاعتراضية ستانر نجح في الاختبارات في إصابة "أهداف تحاكي تهديدات".
واضاف لينر "سلسلة التجارب هذه مرحلة رئيسية في تطوير سلاح مقلاع داود ويوفر الثقة في مستقبل القدرات الإسرائيلية في الدفاع في مواجهة تهديد متنام."
وقال مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكي نائب الأميرال جيمس سيرنج إن واشنطن سعيدة بنتائج الاختبارات وتعهدت بمواصلة المساعدة الأمريكية لجهود تكنولوجيا الدفاع الصاروخي الإسرائيلية.
ويجري صنع مقلاع داود في اطار انتاج مشترك بين شركة رافائيل المملوكة للدولة في اسرائيل وشركة رايثيون إحدى أكبر شركات السلاح الأمريكية.
وصمم نظام مقلاع داود لإسقاط الصواريخ التي يتراوح مداها بين مئة كيلومتر و200 كيلومتر أوالطائرات أو صواريخ كروز التي تحلق على ارتفاع منخفض. وبذلك يسد النظام الجديد الفجوة بين نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ونظام آرو لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى وهما نظامان تستخدمهما إسرائيل حاليا.
والتجارب الناجحة الاخيرة ستعزز على الارجح التأييد بين المشرعين الامريكيين لطلب اسرائيل أموال اضافية.
وطلب مسؤولون اسرائيليون في الشهر الماضي من المشرعين الامريكيين مبلغ 317 مليون دولار في صورة تمويل اضافي لمقلاع داود وبرامج دفاع صاروخي اسرائيلية اخرى اضافة الى 158 مليون دولار في تمويل طلبته بالفعل ادارة اوباما في ميزانية السنة المالية 2016 .
وفي محاولة لإذكاء الشعور بضرورة الإسراع بتطوير نظام مقلاع داود نشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية يوم الأربعاء تقديرات عسكرية تفيد بأن حزب الله اللبناني يمكنه في أي حرب قادمة أن يمطر إسرائيل بما يصل إلى 1500 صاروخ يوميا مما يؤدي إلى مقتل مئات المدنيين.
وجرت احدث التجارب في سرية تامة بصورة غير معتادة وتغير موعدها مرة واحدة على الأقل. وقال المنظمون إن أحد هذه المواعيد كان في الثالث من مارس آذار قبل ساعات من إلقاء نتنياهو خطابه في الكونجرس الأمريكي بدعوة من بينر والتي أشاد فيها الاثنان بالرئيس أوباما لدعمه أمن إسرائيل لكنهما وجها انتقادات حادة لدبلوماسيته تجاه البرنامج النووي الإيراني.
وجرى اول اختبار لنظام مقلاع داود في 25 نوفمبر تشرين الثاني 2012 عندما أسقط نموذجا لصاروخ. لكنه تعرض لانتكاسة مبكرة عندما فشلت تجربته في 18 نوفمبر 2013 بسبب عطل في جهاز الاستشعار طبقا لرواية شخص حضر التجربة. وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن كل اختبارات الاعتراض الأخرى نجحت.