بوكيمون جو: اصطياد افتراضي يفترس عقول الشباب
مروة الاسدي
2016-08-15 06:38
باتت العبة بوكيمون جو تتمتع بشعبية هائلة في جميع أنحاء العالم لكنها أيضا كانت سببا في حوادث للاعبين الشاردين، وتركز لعبة "بوكيمون غو" التي تمزج الحقيقة بالخيال على الواقع المعزز ويمكن الامساك بشخصياتها بواسطة كاميرا الهواتف الذكية، وتظهر هذه الكائنات في مواقع حقيقية تلتقطها كاميرا الهاتف او تظهرها اعتمادا على انظمة تحديد المواقع الجغرافية، وقد تسببت بحوادث بعضها مضحك وبعضها خطر، عبر العالم.
وباستخدام أجهزة الهواتف المحمولة يبحث اللاعبون عن شخصيات بوكميون افتراضية تظهر على شاشاتهم في مواقع موجودة في العالم الحقيقي مثل المكاتب والمطاعم، لكنها فجرت الكثير من المخاوف والشكاوى الأمنية، ووفقا للشرطة فبعد أيام من إطلاقها استغلها أربعة مراهقين من ميزوري لاجتذاب ضحايا غافلين وسرقتهم تحت تهديد السلاح. وألقيت المسؤولية على اللعبة في عبور لاعبين اثنين الحدود بشكل غير قانوني من كندا إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي بعد أن ضلا الطريق.
على صعيد امني، حظرت وزارة الدفاع الاميركية على جميع موظفيها تحميل لعبة "بوكيمون غو" التي تلقى رواجا كبيرا حول العالم راهنا، على هواتفهم الذكية المستخدمة في اطار العمل، حيث أن هذا التطبيق الذي يعتمد على تقنية الواقع المعزز والذي تم تحميله عشرات ملايين المرات، يلقى رواجا كبيرا في اوساط الشباب ويسمح بتحديد مواقع وجود لاعبين اخرين، وقد حذرت منشآت عسكرية اميركية عدة موظفيها من مخاطر متصلة باستخدام لعبة "بوكيمون غو" في القواعد العسكرية خصوصا قرب مدارج اقلاع الطائرات الحربية.
على صعيد سياسي، تلجأ الفرق المعنية بالحملة الانتخابية لكل من المرشحين الرئاسيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب إلى لعبة "بوكيمون غو" الرائجة حاليا في العالم أجمع لجذب مؤيدين جدد، لا سيما في أوساط الشباب، وتم تحميلها أكثر من 75 مليون مرة وهي تلقى رواجا كبيرا في أوساط الشباب خصوصا وتسمح بتحديد مواقع لاعبين آخرين.
لذا تبذل شركات ألعاب الفيديو الكبرى التي أخذت على حين غرة من النجاح المدوي للعبة بوكيمون جو جهودا للحاق بركب اللعبة التي تنتمي لفئة الواقع المعزز والتي تحولت إلى ظاهرة عالمية.
وينظر إلى نجاح اللعبة في حمل اللاعبين على التحرك على أقدامهم بأنه أمر رائع لكن من الصعب تكراره كما أن استخدم تقنية الخرائط ترفع سقف المعايير، ويقدر محللون أن اللعبة بصدد تحقيق إيرادات تتراوح بين 200 مليون و500 مليون دولار في عام واحد. وقال مايكل باتشر وهو محلل في شركة ويدبوش إن الرقم الأعلى في هذه التقديرات سيضع اللعبة في قائمة أفضل 20 لعبة هواتف محمولة من حيث الأرباح في التاريخ.
من الامور الطريفة والغربية التي انتجها هذه اللعبة اجتاز كنديان منغمسان كليا في لعبة "بوكيمون غو"، الحدود الكندية-الاميركية "سهوا" على ما ذكرت شرطة الحدود في الولايات المتحدة التي تساهلت مع المخالفين، فيما تثير عمليات مطاردة شخصيات "بوكيمون" في سجن سابق للخمير الحمر حيث لقي آلاف المعتقلين حتفهم في السبعينات جدلا في كمبوديا، فقد طرحت هذه اللعبة المخصصة للهواتف الذكية والتي تسمح بمطاردة شخصيات "بوكيمون" وتدريبها واستهدافها من خلال التنقل في العالم الافتراضي، في كمبوديا.
وتلقى هذه اللعبة منذ اطلاقها في تموز/يوليو اقبالا كبيرا جدا على مستوى العالم كله، حتى ان حكومات عدة في العالم حذرت مواطنيها من المخاطر والمتاعب التي قد يسببها الاسترسال في اللعب مع الانفصال التام عن الواقع، مثل دخول مناطق محظورة او حقول الغام، او السقوط في مستنقعات، او التعرض للسرقة او ضربات الشمس وغير ذلك.
بوكيمون جو تتفادى محاولات الاستنساخ من شركات ألعاب كبرى
قال أكثر من عشرة رؤساء تنفيذيين لشركات مثل سوني وروفيو مبتكرة لعبة (أنجري بيردز) إن من الصعب مواكبة لعبة مثل بوكيمون جو بل ويقول بعضهم إن من العبث خوض هذا التحدي، وقال البعض إنه يتعين على اللاعبين ألا يتوقعوا صدور تطبيق منافس بشكل سريع في المستقبل القريب.
وقال رؤساء تنفيذيون إن مئات من مطوري الألعاب في شركاتهم يلعبون اللعبة لفهم كيف استطاعت أن تأسر الجمهور، وقال نيل يانج الرئيس التنفيذي لشركة إن3 تورك التي تطور ألعاب الهواتف المحمولة ومدير عام سابق في شركة إليكترونيك أرتس "اليوم ليس الوقت المناسب لإصدار تجربة (واقع معزز). أعتقد أن هذه اللحظة أصبحت ملك بوكيمون جو"، وذكر بعض الرؤساء التنفيذيين أنهم لن ينسخوا اللعبة لأنها تستند إلى سلسلة بوكيمون ولأنها تفتقر لسمات اجتماعية مثل السماح للاعبين بالكلام والتعاون لاصطياد الشخصيات الافتراضية، وقال ديفيد حداد رئيس شركة وورنر براذرز انترأكتيف انترتينمت "هذا مجرد أول الغيث" في مجال الواقع المعزز. والشركة في المراحل المبكرة من تطوير ألعاب تنتمي لفئة الواقع المعزز لكن ليس لديها خطط لطرح لعبة جديدة، وقال الرئيس التنفيذي لشركة زينجا فرانك جيبو في مقابلة إن الشركة لا تزال تدرس تحركاتها، وقال "أظهرت بوكيمون فعليا مسارات وطرقا جديدة للنمو مثيرة جداً بالنسبة للعملاء واللاعبين والمطورين".
لعبة "بوكيمون غو" ممنوعة في البنتاغون
قال المسؤول المساعد لشؤون الصحافة في البنتاغون غوردون تاونبريدج "في الامكان تصور عدد من الاسباب التي تجعل ذلك امرا متهورا"، واضاف "ابعد من الجانب الامني، اعتقد ان الناس الذين يدفعون ضرائب سيروق لهم ان تكون الهواتف الموضوعة في تصرف الموظفين الحكوميين مستخدمة لغايات العمل قبل اي شيء".
هذه اللعبة المخصصة للهواتف الذكية من تطوير شركة "نيانتيك لابز" بالشراكة مع "نينتندو" وشركتها "ذي بوكيمون كومباني" تدفع مستخدميها الى الانطلاق للبحث عن شخصيات افتراضية موزعة في اماكن عامة.
كلينتون وترامب يلجآن الى لعبة "بوكيمون غو"
كتب جو ماكييلسكي أحد المسؤولين في الحزب الديموقراطي في ولاية كولورادو (الغرب) على حسابه في "تويتر" أن "لاعبي بوكيمون هذين سجلا اسميهما في لوائح الانتخاب"، ناشرا صورة للشابين، وصرحت هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض خلال خطاب ألقته أنها تريد شخصيا مع الطاقم المشرف على حملتها الاستفادة من رواج اللعبة لجذب المزيد من الناخبين.
وقالت كلينتون "لا أعلم من اخترع بوكيمون غو، لكنني أحاول أن اعرف كيف يمكنني أن استقطب اللاعبين إلى مراكز الاقتراع"، وتقوم هذه اللعبة المخصصة للهواتف المحمولة التي طورتها "نيانتيك لابز" بالتعاون مع "ذي بوكيمون كومباني" التابعة لـ "نينتندو" على مطاردة شخصيات "بوكيمون" افتراضية في مواقع حقيقية.
ويرسل الطاقم المشرف على حملة كلينتون أعضاءه إلى الشوارع والمتنزهات وغيرها من الأماكن العامة بحثا عن لاعبي "بوكيمون غو" لحثهم على التسجل في اللوائح الانتخابية خلال ممارستهم هذه اللعبة. بحسب فرانس برس.
ويأمل أنصار هيلاري كلينتون جذب المزيد من الناخبين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المزمع انعقادها في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، تماما كما انتهز طاقم باراك أوباما رواج مواقع التواصل الاجتماعي لدفع الحملتين الانتخابيتين في 2008 و2012.
وهم قد نظموا حدثا في منتصف تموز/يوليو في ليكوود في ولاية أوهايو (الشمال) لمحبي هذه اللعبة ساعدوهم خلاله على تسجيل أسمائهم في اللوائح الانتخابية، وقد ركب طاقم ترامب هذه الموجة أيضا، فبرج "ترامب تاور" في نيويورك هو من المقاصد الشهيرة للاعبي "بوكيمون غو". وقد نشر الفريق المعني بحملة المرشح الجمهوري شريط فيديو أتت فيه هيلاري على شكل أحد وحوش اللعبة.
لاعب يزعم الإمساك بكل شخصيات بوكيمون في بريطانيا
زعم رجل أنه أول شخص يمسك بكل شخصيات البوكيمون المتاحة في بريطانيا في خطوة إذا ثبت صحتها يمكن أن تكون بداية نهاية لعبة البوكيمون جو التي طبقت شهرتها الأفاق في الأسابيع الماضية.
وبث سام كلارك فيديو على الإنترنت يظهره وقد أمسك بـ 143 شخصية افتراضية لدى ممارسة اللعبة حول ساوثامبتون وغوسبورت، وقال سام، البالغ من العمر 33 عاما، إنه قضى "الكثير من الوقت في ساعات السير" على التطبيق منذ انطلاقه في 6 يوليو/ حزيران الجاري، وأضاف سام قائلا إنه فقد بعض الوزن في السير خلال العملية زاعما أن آخر من أمسك به هو شخصية لابراس الديناصور الصغير الذي عثر عليه "خلف متجر برايمارك.
وتتضمن البوكيمون وهي لعبة واقع معزز على الإنترنت - جذبت الملايين من اللاعبين- العثور على شخصيات البوكيمون الافتراضية في أماكن حقيقية حول العالم.
وقال كلارك إنه أتم مجموعة الـ 142 شخصية المتاحة في بريطانيا كما امسك بتوروس – وهي شخصية لا توجد إلا في الولايات المتحدة، ولكنه نجح في الإمساك بها وهي تخرج من البيضة.
وقال إنه على ثقة بأنه أول لاعب في بريطانيا يصل إلى هذا المستوى، وأفادت الأنباء أن نك جونسون وهو لاعب من بروكلين هو أول من أتم المجموعة في الولايات المتحدة، وقال كلارك، وهو مهندس إصلاح هواتف ومحب للألعاب طوال حياته، إنه قضى ساعات حول حدائق وسط مدينة ساوثهامبتون في محاولة لرصد الكائنات الإفتراضية.
وتابع قائلا إنه يبدو أن تاون كواي، حيث أمسك بجيارادوس، "بقعة ساخنة" في المدينة، وأسس كلارك مجموعة سايبرجام للألعاب مع متحمسين آخرين للألعاب، وقال إن أكثر من 200 شخص حضروا لقاء حول بوكيمون جو نظمته المجموعة.
وقال :"إنها اللعبة التي انتظرتها 20 عاما، لقد تطلب الأمر الكثير من الوقت من التكنولوجيا للتصول لها، فهي تجمع الناس سويا وتخلو من المنافسة"، وتتطلب اللعبة من اللاعبين التنقل والسير من أجل اصطياد شخصيات "بوكيمون" الإفتراضية.
ومن الجدير بالذكر انه فيما تعد الطريقة الرئيسية لاصطياد البوكيمون هو العثور عليها فقط، يتطلب اصطياد النماذج الاكثر ندرة تفقيس بعض البيوض، ويستطيع اللاعبون جمع البيوض في مواقع معينة يطلق عليها "بوكيستوب Pokestops" وهي عبارة عن معالم عالمية مشهورة تظهر في اللعبة، ولكن على اللاعبين السير على اقدامهم لمسافات معينة من اجل ان تفقس هذه البيوض. فاكثر البوكيمون ندرة تتطلب مسيرة لا يقل طولها عن 10 كيلومترات، بينما لا يتطلب تفقيس بيوض البوكيمون الاقل ندرة الا مسيرة 5 كيلومترات او كيلومترين.
الايرانيون يطاردون شخصيات "بوكيمون غو" رغم منع اللعبة رسميا
في متنزه ملة في العاصمة الايرانية ثمة مراهق مستغرق في هاتفه يتوقف فجأة امام رجل جالس على مقعد مع زوجته وابنتهما، يتوقف الحديث بين افراد العائلة ليركزوا على المراهق الذي يبدو وكأنه يوجه هاتفه نحوهم. ثم يتحرك الصبي متجاهلا كليا العالم حوله غارقا في عالم بوكيمون.
وقال نائب المدعي العام الجنرال عبد الصمد خورام عبادي لوكالة "تسنيم" للانباء الجمعة "لان هذه اللعبة هي خليط من الالعاب الافتراضية والجسدية قد تطرح الكثير من المشاكل للبلاد والناس على صعيد الامن"، واكد ان "بوكيمون غو" حظرت بالاجماع من قبل المجلس الاعلى للفضاء الافتراضي.
وقال علي رضا الداود وهو محلل متشدد لوكالة تسنيم "هذه الالعاب قد تصبح اداة لاطلاق صواريخ موجهة وقد تتسبب باضطرابات على صعيد عمل سيارات الاسعاف واليات مكافحة الحرائق" معربا عن تخوفه من ان مطوري هذه اللعبة الاميركيين يستخدمونها للتجسس على ايران.
الا ن المنع لم يثبط من عزيمة اللاعبين المصممين على مطاردة شخصيات لعبة بوكيمون، وقد اعتاد الشباب الشغوف بالتكنولوجيا في ايران على الالتفاف على الرقابة يوميا مستخدمين "شبكات خصوصية افتراضية" (في بي ان) تمنع من تحديد موقع هاتفهم النقال وحواسيبهم.، بوكيمون غو، الا ان متنزه ملة يعتبر معقلا مهما لها. وقد احتشد فيه نحو 30 لاعبا من الشباب قبل ايام قليلة لهذ الغاية.
ويقول شايان البالغ 15 عاما "هذا الامر يظهر قلة المعلومات المتوافرة عن ايران عبر الانترنت"، وتنشر "بوكيمون غو" شخصياتها واماكن اللعب استنادا الى الخرائط المتوافرة وهو امر محدود على صعيد العاصمة الايرانية، ويضيف شايان ان بعض الاشخاص اتوا من كرج على بعد 30 كيلومترا غرب طهران لممارسة هذه اللعبة في العاصمة الايرانية، ومن مصادر الازعاج ايضا ازمة السير الخانقة في طهران.
ويقول حسين (26 عاما) ضاحكا "الليلة الماضية كنا سبعة اشخاص عالقين في زحمة السير" محاولين القاء القبض على شخصيات من لعبة بوكيمون غو، ومع ان السلطات الايرانية لا تنظر بعين الرضا الى التجمعات التي يختلط فيها الشبان والشابات الا ان اللقاء في ملة لا يثير الانتباه كثيرا لان الجميع مستغرق في هاتفه.
احدى العائلات تنبهت لما يحصل وتوقفت لتسأل الشباب عن كيفية اللعب، وتقول شيرين التي يرافقها زوجها وابنها البالغ اربع سنوات "انا احب اللعبة فعلا لانها تسمح بالتحرك. سادع ابني يمارسها لكن بعد بلوغه الخامسة عشرة".
رجل بولاية نيوجيرزي الأمريكية يقاضي لاعبي بوكيمون جو لتعديهم على أملاكه
جيفري ماردر لديه رسالة واحدة فقط للملايين من اللاعبين المهووسين بلعبة بوكيمون جو .. ابتعدوا عن حديقتي، وأقام ماردر من منطقة وست أورانج بولاية نيوجيرزي الأمريكية دعوى اتحادية ضد الشركات المسؤولة عن اللعبة وهي نينتندو ونيانتيك وبوكيمون انترناشونال قائلا إنهم تسببوا في تسلل اللاعبين إلى منزله وإلى ممتلكات لا تحصى لأشخاص آخرين.
وطلب متحف الهولوكوست الأمريكي من اللاعبين عدم استخدام اللعبة في مبانيه واصفا ذلك بأنه أمر "مشين للغاية"، وصنف مصممو اللعبة بعض المناطق بأنها "محطات لجمع البوكيمون" حيث يمكن للاعبين أن يجمعوا مقتنيات قيمة أو أن يتحدوا مستخدمين آخرين في معارك.