فيسبوك.. موازنة صعبة بين التحديدات الأمنية وحرية النشر

مروة الاسدي

2016-07-02 06:09

مهمة جديدة تتبناها شركة (فيسبوك) موقع التواصل الاجتماعي الشهير، وهذه المهمة قد تثير اشكالية أمنية بعد أن ظهر شريط فديو يقدم تفاصيل قتل شاب فرنسي من قبل ارهابي على الهواء مباشرة، وهو امر ربما يتسبب بامور تتعلق بالتحقيق ونتائجه، الامر الذي حدا بمدير شركة فيسبوك بالاعلان ان اهمية خلق موازنة بين ما يتم نشره من فديويات من هذا النوع ومدى تأثيرها على الجانب الامني.

وجاءت جريمة القتل المنقولة مباشرة عبر فيسبوك في وقت تتعاون هذه الشبكة الاجتماعية العملاقة مع السلطات الفرنسية في موضوع مقتل شرطي فرنسي وصديقته في منطقة مانيانفيل قرب باريس في عملية ارتكبها متشدد اسلامي استخدم هذه المنصة الالكترونية لنقل وقائع الجريمة مباشرة وتوجيه تهديدات مباشرة.

علما ان السلطات الامنية الفرنسية قدمت طلبات بهذا الخصوص من شركة فيسبوك، الأمر الذي دفع بالمتحدثة باسم فيسبوك الى القول بأن فيسبوك تولي "اولوية قصوى للطلبات المقدمة من القوى الامنية" الفرنسية في موضوع اطلاق النار، وقالت ايضا "نتفهم وندرك وجود تحديات فريدة في ما يتعلق بالمضمون والسلامة مع خدمة التسجيلات المصورة المباشرة"، مضيفة "انها مسؤولية جدية ونحن نجهد لارساء التوازن الصحيح بين اتاحة حرية التعبير مع توفير تجربة آمنة ومحترمة".

وقد تعمد فيسبوك الى اتخاذ خطوات عملية تتعاون من خلالها مع الجهات الامنية، بالاضافة الى سعيها لتقليل حالات الانتحار او منع وقوعها بالنسبة لمستخدميها، وتعتزم فيسبوك تعميم خاصية على مستخدميها تسمح بتفادي حالات انتحار من خلال الابلاغ عن مضامين تؤشر الى ميول انتحارية لدى الاشخاص لتسهيل حصولهم على مساعدة، على ما اعلنت شبكة التواصل الاجتماعي.

وقد ثبت الدور المؤثر للفيسبوك في جميع مجالات الحياة ومن ضمنها السياسية التي تتعلق بالانتخابات خصوصا مع احتدام حملات الدعاية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، فقد خرجت شركة فيسبوك عن المألوف لإثبات حيادها وهي مسألة أصبحت ملحة بالنسبة لشبكة التواصل الاجتماعي مع ظهور المزيد من الدلائل على نفوذها.

ويُذكر أن فيسبوك متهمة بالتحيز ضد المحافظين وهذا امر عالجته ادارة الشركة، فقد كشفت "فيسبوك" المتهمة في الولايات المتحدة بأنها تستبعد المسائل التي يتبناها المحافظون من المواضيع الأكثر تداولا على شبكتها، أنها تعيد النظر في التوجيهات ذات الصلة وتعزز من رقابتها، وقال كولن ستريتش المستشار القانوني لـ "فيسبوك" ان "تحقيقنا لم يكشف عن أي دليل على الانحياز التلقائي في اختيار المقالات الواردة في قسم +تراندينغ توبيكس+ الذي يستعرض المواضيع الأكثر تداولا على شبكة التواصل الاجتماعي".

ومن بين الخطوات الجيدة التي اتخذها فيسبوك هو التنبيه الدائم على عدم استخدام الموقع للتحريض على العنف والتطرف، لاسيما أن أعدادا هائلة من سكان العالم تدخل هذا الموقع وتتفاعل في ثقافات مختلفة عبر العالم كله، فقد اعتمد هذا الموقع الذي يضم اكثر من 1,5 مليار مستخدم في العالم في العام الماضي شرعة بين المستخدمين تنص على عدم استخدام الموقع للتحريض على العنف.

ولم يتوقف الامر على الافراد او على التنظيمات المتطرفة والجماعات الارهابية، بل وصل الامر الى الحكومات، حيث تشكو بعض الحكومات من ان الانترنيت ووسائل التواصل لعبت دورا في تأجيج العنف عبر العالم، ويتضح هذا مما قالته اسرائيل في هذا الخصوص بأن محتوى الانترنت لعب دورا كبيرا في تأجيج موجة الهجمات التي يشنها فلسطينيون منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015 وادت الى مقتل 209 فلسطينيين على الاقل و32 اسرائيليا واميركيين واريتري وسوداني، وعلى العموم تقول ادارة فيسبوك أنها تساعد مستخدمي هذا الموقع بأن يكونوا اكثر أمنا وسلامة.

تفعيل خاصية "سيفتي تشيك" لأول مرة

في هذا السياق بدأت شركة فيسبوك في تفعيل خاصية "سيفتي تشيك" لأول مرة في الولايات المتحدة بعد أن قتل مسلحا 50 شخصا في ملهى ليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا، وتسمح خاصية سيفتي تشيك أو (التأكد من السلامة) التي طُبقت لأول مرة في أكتوبر تشرين الأول 2014 لمستخدمي فيسبوك بالإبلاغ أنهم بخير في أعقاب وقوع كارثة طبيعية أو أزمة وتسمح بالبحث عمن قد يكونون في المنطقة المنكوبة.

وقال المدير التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرج على حسابه الرسمي "عندما استيقظت هذا الصباح أصابني الفزع بسماع أنباء إطلاق النار في أورلاندو. قلبي وصلواتي مع الضحايا وعائلاتهم ومجتمع المثليين"، وقتل رجل مسلح ببندقية هجومية 50 شخصا في ملهى ليلي مزدحم للمثليين بمدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية في أسوأ حادث إطلاق نار بتاريخ الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وقتلت الشرطة مطلق الرصاص الذي أٌعلن أن اسمه عمر متين (29 عاما) وهو من سكان فلوريدا ومواطن أمريكي ونجل مهاجرين من أفغانستان، وظهر الحادث بسرعة كأحد الموضوعات التي تصدرت فيسبوك وتويتر بهاشتاج #صلوا_من_أجل_أورلاندو.

جريمة قتل مصورة مباشرة عبر فيسبوك

قتل رجل في مدينة شيكاغو الاميركية اثر تعرضه لاطلاق نار اثناء بث مباشر كان يقيمه عبر فيسبوك، وذلك بعدما قتل متطرف اسلامي شرطيا فرنسيا وصديقته قرب باريس وعمد ايضا الى تصوير جريمته وبثها مباشرة عبر الشبكة، وقد وقع اطلاق النار بعد ايام قليلة على المجزرة التي شهدها ملهى للمثليين في مدينة اورلاندو في ولاية فلوريدا، وسط عودة الجدل في شأن القوانين الاميركية المتساهلة في موضوع حيازة الاسلحة.

وفي البث المباشر على فيسبوك، صور الضحية انطونيو بركينز البالغ 28 عاما عن طريق الصدفة الجريمة التي اودت بحياته، ويظهر التسجيل المصور بواسطة الهاتف الذكي بركينز ينظر الى الكاميرا الى ان سمعت فجأة حوالى عشر طلقات نارية متتالية.

ولم يظهر في التسجيل المصور وجه القاتل كما ان الصورة كانت مظلمة نظرا الى ان الحادثة وقعت عند الساعة 08:43 مساء، وبعد سقوط الهاتف ارضا، لم ينقطع التسجيل وسمعت اصوات اشخاص اصابهم الهلع من الجريمة وكانوا يحاولون انقاذ الشاب.

وتهتف امرأة "يا الهي"، ليردف رجل "اتصلوا بالشرطة! بسرعة!". وتقول امرأة اخرى متوجهة الى الضحية "كل شيء سيكون على ما يرام يا توني"، وتوفي بركينز بسبب اطلاق النار على عنقه ورأسه وفق الشرطة التي اشارت الى انها لم تعمد الى اي توقيفات حتى الساعة على ضوء التحقيقات في الجريمة.

ويؤكد مسؤولون أن بركينز له سجل موثق كعضو في عصابة، غير أن بعض معارف هذا الشاب اوضحوا في تصريحات لقناة تلفزيونية محلية أنه ترك العصابة مرجحين الا يكون الهدف الاساسي من عملية اطلاق النار، وقالت امرأة عرفت عن نفسها على انها صديقة للضحية "توقفوا عن محاكمتنا على هذا الشكل. حياته كانت مهمة حقا".

وجاءت جريمة القتل المنقولة مباشرة عبر فيسبوك في وقت تتعاون هذه الشبكة الاجتماعية العملاقة مع السلطات الفرنسية في موضوع مقتل شرطي فرنسي وصديقته في منطقة مانيانفيل قرب باريس في عملية ارتكبها متشدد اسلامي استخدم هذه المنصة الالكترونية لنقل وقائع الجريمة مباشرة وتوجيه تهديدات مباشرة.

واشارت فيسبوك الى انها تولي "اولوية قصوى للطلبات المقدمة من القوى الامنية" الفرنسية في موضوع اطلاق النار. وقالت متحدثة باسم فيسبوك "نتفهم وندرك وجود تحديات فريدة في ما يتعلق بالمضمون والسلامة مع خدمة التسجيلات المصورة المباشرة"، مضيفة "انها مسؤولية جدية ونحن نجهد لارساء التوازن الصحيح بين اتاحة حرية التعبير مع توفير تجربة آمنة ومحترمة".

فيسبوك توسع ادوات الوقاية من الانتحار

تعتزم فيسبوك تعميم خاصية على مستخدميها تسمح بتفادي حالات انتحار من خلال الابلاغ عن مضامين تؤشر الى ميول انتحارية لدى الاشخاص لتسهيل حصولهم على مساعدة، على ما اعلنت شبكة التواصل الاجتماعي. وأشارت الشبكة الاجتماعية في بيان الى انه "من خلال هذه الادوات الجديدة، اذا ما نشر احدهم امرا مقلقا بالنسبة لكم على فيسبوك، بامكانكم الاتصال بهذا الصديق مباشرة ويمكنكم ايضا ابلاغنا عنه. لدينا فرق في العالم اجمع تتابع هذه البلاغات على مدار الساعة".

وكانت هذه الخاصية محصورة في السابق ببعض المستخدمين للموقع بنسخته باللغة الانكليزية، وبشكل ملموس، سيتمكن اعضاء الشبكة الاجتماعية من الابلاغ عن هذه المضامين من خلال قائمة الخيارات التي تتيح للمستخدمين اصلا الابلاغ عن المنشورات غير الملائمة. وتشير فيسبوك الى ان المضامين المتعلقة بالميول الانتحارية ستكون لها اولوية على ما عداها، كذلك فإن فيسبوك التي طورت هذه الادوات مع جمعيات متخصصة في الوقاية من حالات الانتحار، تتيح لمستخدميها خيارات عدة لمساعدة الاشخاص في الابلاغ عن اي حالات محتملة من هذا النوع من بينها الاتصال بصديق مشترك او بجمعية او توجيه رسالة دعم معدة مسبقا، وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، كما أن المستخدم الذي يتم الابلاغ عن ميوله الانتحارية يتلقى رسائل دعم تتضمن خيارات عدة لارقام مساعدة او امكان اللجوء الى مواقع استشارية متخصصة.

النفوذ السياسي لفيسبوك تحت المجهر

احتدام حملات الدعاية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة خرجت شركة فيسبوك عن المألوف لإثبات حيادها وهي مسألة أصبحت ملحة بالنسبة لشبكة التواصل الاجتماعي مع ظهور المزيد من الدلائل على نفوذها.

فقد أظهرت دراسات حديثة أن لموقع فيسبوك نفوذا كبيرا. ويفيد بحث من المقرر نشره في أغسطس آب في دورية خاصة بقطاع الاتصالات إنه عندما يشرك مستخدمو الفيسبوك أصدقاءهم في تعليق عن التذكير بالتصويت تزيد نسبة الإقبال بما بين 15 و24 بالمئة، ويقول أليكس باديلا أمين ولاية كاليفورنيا إنه خلال الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية هذا العام أدت رسالة تذكير على فيسبوك تخطر الناس باقتراب الموعد النهائي لتسجيل الناخبين وتتضمن رابطا لذلك إلى زيادة أعداد الناخبين المسجلين بنحو 650 ألف ناخب في كاليفورنيا وحدها. بحسب رويترز.

وفي بريطانيا قالت الحكومة إن مذكرة على فيسبوك قبل الموعد النهائي لتسجيل الناخبين للتصويت على البقاء داخل الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه أدت إلى تسجيل 186 ألف شخص أسماءهم للتصويت على الانترنت، وقالت كاثرين هاينشن طالبة الدكتوراه بجامعة تكساس ومعدة الدراسة المنشورة "بشكل عام فإن تحفيز الناس على المشاركة في الانتخابات يمكن أن يغير نتائجها"، ويحرص موقع فيسبوك على إظهار أن مشاركته السياسية تقتصر على أنشطة محايدة مثل تشجيع الناس على المشاركة في الانتخابات. وأصدرت الشركة هذا الأسبوع خطوطا إرشادية تحكم الخدمة الأخبارية -التي يتابع المستخدمون عليها ما يكتب على الموقع- ودافعت عن نفسها بقوة في مواجهة مزاعم بالانحياز السياسي في عرض الأخبار الأكثر تداولا على الموقع، ومع ذلك ليس من المنتظر أن تخف حدة القلق بشأن دور فيسبوك في تشكيل السلوكيات السياسية قريبا.

فبعض الناس يعترضون حتى على التشجيع على التصويت. فقد زعم جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس هذا الأسبوع أن جوجل وفيسبوك كانا يحاولان تشجيع التصويت لصالح البقاء داخل الاتحاد الأوروبي في استفتاء أجرته بريطانيا بالتشجيع على التصويت مؤكدا أن مستخدمي الانترنت أغلبهم من الشبان المؤيدين للبقاء داخل الاتحاد، وقال توم شتاينبرج احد مستخدمي الفيسبوك في تعليق على صفحته هذا الأسبوع سرعان ما انتشر على تويتر كذلك إنه بحث على الموقع عن أشخاص يحتفلون بالتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي فلم يجد أحدا.

"فيسبوك" تشدد الرقابة على شبكتها

كشفت "فيسبوك" المتهمة في الولايات المتحدة بأنها تستبعد المسائل التي يتبناها المحافظون من المواضيع الأكثر تداولا على شبكتها، أنها تعيد النظر في التوجيهات ذات الصلة وتعزز من رقابتها، وقال كولن ستريتش المستشار القانوني لـ "فيسبوك" ان "تحقيقنا لم يكشف عن أي دليل على الانحياز التلقائي في اختيار المقالات الواردة في قسم +تراندينغ توبيكس+ الذي يستعرض المواضيع الأكثر تداولا على شبكة التواصل الاجتماعي".

وأضاف في رسالة رد فيها على طلب تقدم به السيناتور الجمهوري جون ثون رئيس لجنة التجارة في مجلس الشيوخ أن "تحليلنا كشف أن نسب اعتماد المقالات التقدمية والمحافظة هي تقريبا ذاتها في +تراندينغ توبيكس+". بحسب فرانس برس.

وأوضح كولن ستريتش "غير أن ... تحقيقاتنا لم تسمح باستبعاد احتمال أن تكون اجراءات منعزلة وانحياز غير مقصود قد أثر على تطبيق توجيهاتنا"، معلنا عن سلسلة من "التغيرات"، وقد حدثت "فيسبوك" توجيهاتها لتكون أكثر وضوحا وهي ستوفر دورات تدريبية للاختصاصيين المكلفين باختيار هذه المواضيع للتشديد على أهمية ألا يكون اختيار هذه المواضيع على صلة بالآراء السياسية والعقائدية. وسوف تخضع العمليات لرقابة أكبر".

وكان موقع "غيزمودو" المتخصص قد نشر في بداية أيار/مايو مقالات جاء فيها أن مزودي خدمات سابقين لـ "تراندينغ توبيكس" اتهموا موقع التواصل الاجتماعي بالانحياز في خياراته السياسية، وقد التقى مارك زاكربرغ مدير "فيسبوك" وأحد مؤسسيها بشخصيات محافظة للنقاش معهم في هذه المسألة، وهو صرح بعد هذا اللقاء أن شبكة التواصل الاجتماعي منفتحة على "جميع الأفكار" وأن "المحافظين والجمهوريين لطالما شكلوا نسبة مهمة في فيسبوك".

امكانية رفض الاعلانات المستهدفة

باتت "فيسبوك" تتيح لمستخدميها إمكانية رفض الإعلانات المستهدفة بموجب تعديل لقواعدها المتعلقة بحماية الحياة الخاصة، على ما أعلنت المجموعة الأميركية. وأصبحت "فيسبوك" تسأل مستخدميها في أنحاء العالم أجمع، بغض النظر عن بلد إقامتهم، "هل تريديون الاطلاع على إعلانات إلكترونية مكيفة بحسب اهتماماتكم من قبل فيسبوك؟"، وذلك في القسم الخاص بمعايير الصفحة.

ومع هذه السياسة الأكثر وضوحا وتفصيلا، ترد المجموعة الأميركية خصوصا على طلب من الهيئة الناظمة للمعلوماتية في فرنسا التي دعتها إلى توضيح الوسائل التي تعتمدها لتتبع المستخدمين، وكانت اللجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات (سنيل) قد أمهلت شبكة التواصل الاجتماعي ثلاثة أشهر للامتثال لقانون فرنسي حول جمع المعلومات الخاصة بالمستخدمين واستعمالها، واتهمت اللجنة المجموعة الأميركية بتتبع عمليات التصفح التي يجريها المستخدمون على مواقع أخرى من دون علمهم وبجمع بيانات خاصة بمعتقداتهم السياسية أو الدينية أو ميولهم الجنسية من دون موافقتهم. بحسب فرانس برس.

وكان القضاء البلجيكي قد طلب أيضا من "فيسبوك" سنة 2015 التوقف عن "تتبع" المستخدمين من دون موافقتهم، وأكدت "فيسبوك" من جهتها أنها لا تروج حاليا سوى لإعلانات تستهدف المشتركين في خدمتها. وكشفت عن عزمها توسيع خدمات الإعلانات المستهدفة لجميع مستخدمي الانترنت في العالم.

كشف ملابسات مقتل شرطي وصديقته

اعلن موقع فيسبوك انه يتعاون مع السلطات الفرنسية في التحقيق حول مقتل شرطي وصديقته بايدي رجل تبنى جريمته في تسجيل فيديو قام به في منزل ضحيتيه وبثه مباشرة على فيسبوك، وجاء في بيان صدر عن الموقع غداة مقتل جان باتيست سالفين (42 عاما) مساعد قائد في الشرطة وصديقته جيسيكا شنايدر (36 عاما) التي تعمل موظفة ادارية في مخفر "نتعاون بشكل وثيق مع السلطات الفرنسية التي تتولى التحقيق في هذه الجريمة المروعة"، وتابع البيان "الارهابيون واعمال الارهاب لا مكان لها على فيسبوك. كلما يشار الى مضمون ذو طابع ارهابي نحذفه باسرع ما يمكن. نتعامل مع الطلبات بموجب القانون ومع اعطائها الاولوية"، وقال العروسي عبالة (25 عاما) الذي اكد مبايعته لتنظيم الدولة الاسلامية شرطيا بالسكين ثم احتجز صديقته رهينة قبل ان يذبحها امام ابنهما البالغ ثلاث سنوات ونصف السنة والذي عثرت عليه السلطات "في حالة صدمة". بحسب فرانس برس.

وفي تسجيل فيديو مدته 12 دقيقة قال العروسي عبالة قبل ان يقتل بايدي الشرطة، "سنجعل من كاس اوروبا (الذي تستضيفه فرنسا حتى 10 تموز/يوليو) مقبرة"، وتوعد عبالة في التسجيل الذي نشره على فيسبوك من منزل ضحيتيه وشاهدته وكالة فرانس برس "نعد لكم مفاجات اخرى لكاس اوروبا. لن اقول اكثر من ذلك. سنجعل من كاس اوروبا مقبرة"، ودعا الى "قتل شرطيين وصحافيين وحراس السجون ومغني الراب".

وبعد هذا الاعتداء الجهادي تطرح مجددا مسالة دور شبكات التواصل الاجتماعي في بث الرسائل ذات الطابع العنيف. وتريد هذه الشبكات المحافظة على منبر منفتح لكن دون السماح للمستخدمين بالترويج للعنف، وصرح متحدث باسم فيسبوك "ندرك ونقر بوجود تحديات متعلقة بالمضمون وامن تسجيلات الفيديو التي يتم بثها مباشرة".

وتابع المتحدث "انها مسؤولية كبيرة ونحن نعمل بجد من اجل التوصل الى حل وسط بين السماح بحرية التعبير وبين تامين مساحة امنة ومحترمة"، واعتمد موقع التواصل الذي يضم اكثر من 1,5 مليار مستخدم في العالم في العام الماضي شرعة بين المستخدمين تنص على عدم استخدام الموقع للتحريض على العنف.

اسرائيل تحظر استخدام فيسبوك لغايات ارهابية

اعلنت وزارتا العدل والامن الداخلي في اسرائيل عن خطط لاقتراح قانون يحظر استخدام موقع فيسبوك لغايات "الارهاب"، ومنع التحريض عبر الانترنت، وقالت وزيرة العدل اياليت شاكيد ووزير الامن الداخلي جلعاد اردان في بيان مشترك انهما التقيا في وقت سابق الاربعاء بمسؤولين من شركة فيسبوك وابلغاهما الخطة.

وقال الوزيران ان القانون سيهدف الى تجريم نشر "محتوى مسيء" مثل "التشجيع على شن هجمات ارهابية، واهانة المسؤولين والتشهير بهم"، وقالا انه سيتم تحميل شركات انترنت عملاقة مثل فيسبوك وغوغل المسؤولية، واضاف الوزيران انهما سعيا خلال الاجتماع مع المسؤولين الى ازالة المحتويات التحريضية خلال 24 ساعة من نشرها، كما يفعل فيسبوك في دول الاتحاد الاوروبي، وذكرا ان ذلك سيكون مدعوما بقانون يحجب التحريض على "الارهاب" ويضمن "ازالته مثل القانون المعمول بها في استراليا وفرنسا".

وتقول اسرائيل ان محتوى الانترنت لعب دورا كبيرا في تاجيج موجة الهجمات التي يشنها فلسطينيون منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015 وادت الى مقتل 209 فلسطينيين على الاقل و32 اسرائيليا واميركيين واريتري وسوداني. وقال الوزيران في بيانهما انه "في موجة العنف الاخيرة كانت هناك علاقة مباشرة بين التحريض على شبكة الانترنت وما يطلق عليها تسمية هجمات +الذئب المنفرد+".

من جهته أعلن موقع "فيس بوك" أنه سيغير شريط الخاص بالمستخدمين، معطيا الأفضلية للتعليقات التي يكتبها أقرباؤهم وأصدقاؤهم، ما قد يؤدي إلى انحسار في حركة بعض الصفحات.

أعلن موقع "فيس بوك" أنه سيغير شريط الأحداث الذي يظهر للمستخدمين، بحيث تكون الأولوية للتعليقات التي يكتبها أقرباؤهم وأصدقاؤهم، وهو تغيير قد يؤثر على الحركة على بعض الصفحات، وقال لارس باكستروم المسؤول التقني في الموقع "سنغير شريط المستجدات في الأسابيع المقبلة بحيث تظهر التعليقات التي كتبها الأصدقاء أعلى في الشريط"، وأضاف "نتوقع أن يؤدي هذا التعديل إلى انحسار في حركة بعض الصفحات". بحسب فرانس برس.

فالمقالات مثلا المنشورة في وسائل إعلام لن يكون لها فرصة الظهور في رأس الشريط إلا في حال شاركها صديق أو قريب أو علق عليها، أما إن كان المقال منشورا على صفحة الوسيلة الإعلامية من دون أي تفاعل من أقارب المستخدم وأصدقائه، فهو لن يراه في أعلى شريط المستجدات، إزاء ذلك، دعا لارس باكستورم الصفحات إلى نشر مواد تتيح لمتتبعيها مشاركتها والتعليق عليها.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا