زلزال في سليكون فالي.. Gemini غوغل يزعزع هيمنة OpenAI
شبكة النبأ
2025-12-18 04:20
يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي (AI) لحظة مفصلية في تاريخه القصير والمكثف. فبعد ثلاث سنوات من الهيمنة المطلقة لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) بفضل منتجها الثوري "تشات جي بي تي"، بدأت ملامح السوق تتغير بشكل جذري. تواجه الشركة الرائدة تحديات وجودية تتمثل في صعود منافسين شرسـين مثل "غوغل"، وضغوط مالية هائلة، وحاجة ملحة لتنويع سلاسل التوريد الخاصة بالرقائق الإلكترونية. في المقابل، تحولت الهند إلى ساحة معركة رئيسية للاستثمارات المليارية من قبل عمالقة التكنولوجيا لبناء البنية التحتية السحابية.
يستعرض هذا التقرير تفاصيل هذه التحولات، والمنتجات الجديدة، والتحالفات الاستراتيجية التي تعيد رسم خريطة التكنولوجيا العالمية.
الجزء الأول: أوبن إيه آي (OpenAI).. بين الهيمنة وخطر التراجع
1.1 نهاية "شهر العسل" وبداية الشكوك
بعد ثلاث سنوات من التربع على عرش الذكاء الاصطناعي، بدأت مكانة "أوبن إيه آي" في الاهتزاز بفعل اشتداد المنافسة، مما أثار موجة من الانتقادات والشكوك في أوساط المستثمرين والقطاع الرقمي. وقد شبه المستثمر الشهير مايكل بوري، المعروف بتنبؤاته في فيلم "ذي بيغ شورت"، وضع الشركة الحالي بوضع شركة "نتسكيب" في التسعينيات، مشيراً إلى أن مصيرها قد يكون الفشل واستنزاف الأموال، تماماً كما فقدت نتسكيب حصتها السوقية التي كانت تبلغ 90% لتصبح أقل من 1% خلال تسع سنوات،.
ويرى غاري ماركوس، الباحث المشكك في هيكلية منظومة الذكاء الاصطناعي، أن تراجع ريادة "أوبن إيه آي" كان أمراً حتمياً، معتبراً أن الشركة "بالغت كثيراً في خطواتها". ورغم هذه التحديات، لا تزال الشركة رمزاً للعبقرية التي أتاحت الذكاء الاصطناعي التوليدي للعالم، حيث حقق "تشات جي بي تي" نمواً قياسياً من الصفر في نوفمبر 2022 إلى أكثر من 800 مليون مستخدم أسبوعياً في الوقت الحالي،.
1.2 الواقع المالي: خسائر مليارية وتوقعات بعيدة للأرباح
على الرغم من القيمة السوقية الهائلة التي وصلت إليها الشركة، والتي تشير بعض التقارير والصفقات المحتملة إلى أنها قد تقترب من مستويات قياسية (تذكر بعض المصادر أرقاماً تصل لـ 500 مليار دولار في سياقات معينة أو مقارنات مع شركات أخرى مثل سبيس إكس)، إلا أن الواقع المالي الداخلي يشير إلى تحديات ضخمة.
من المتوقع أن تنهي "أوبن إيه آي" عامها بخسائر تقدر بمليارات الدولارات، وتشير التوقعات الداخلية إلى أن الشركة لن تحقق أرباحاً فعلية قبل عام 2029،. يعود هذا النزيف المالي إلى التزامات ضخمة، حيث تعهدت الشركة بدفع أكثر من 1.4 تريليون دولار (وفقاً لبعض التقديرات الواردة في المصادر) لشركات تصنيع الرقائق وبناء مراكز البيانات لزيادة قدرتها الحاسوبية، وهو أمر حيوي لتطوير نماذجها.
يثير هذا المسار المالي قلق المستثمرين، خاصة أن الشركة تجمع أموالاً بأسعار تثير تساؤلات حول "عائد الاستثمار"، وفقاً لآشيو غارغ من شركة "فاونديشن كابيتال". كما يرى إسبن روباك، خبير تقييم الأصول، أن القيمة السوقية للشركة تستمر في الارتفاع رغم عدم ملاءمة هيكلها الرأسمالي وتزايد المنافسة.
1.3 حالة "الإنذار الأحمر" والاستجابة للمنافسة
أظهر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، علامات استياء واضحة في أوائل نوفمبر عندما سُئل عن العقود الضخمة، وحذر في رسالة داخلية من "بيئة مضطربة" و"مناخ اقتصادي غير موات". ولمواجهة التهديد المتنامي، أعلن ألتمان "حالة الطوارئ" داخل الشركة، وأصدر "إنذاراً أحمر" لحث الفرق على تركيز الجهود بشكل حصري على تحسين "تشات جي بي تي"، وتأجيل المشاريع غير الأساسية.
تهدف هذه الإجراءات إلى استعادة الزخم في مواجهة "غوغل"، التي أطلقت نموذجها المنافس بقوة. وقد أدى هذا الاستنفار إلى تأخير طرح منتجات ثانوية مثل أدوات الإعلان ووكلاء الذكاء الاصطناعي للصحة والتسوق، للتركيز على تجربة المستخدم اليومية وموثوقية الردود.
الجزء الثاني: المنتجات الجديدة.. الرد بـ GPT-5.2 والشراكات الكبرى
2.1 إطلاق نموذج GPT-5.2 "Thinking"
في خطوة استراتيجية لاستعادة التفوق، كشفت "أوبن إيه آي" عن نموذجها الجديد "جي بي تي 5.2" (GPT-5.2)، الذي يوصف بأنه أكثر إصداراتها فاعلية حتى الآن،. يتميز هذا النموذج، الذي يتضمن نسخة تسمى "ثينكينغ" (Thinking)، بقدرات فائقة تشمل:
* تحسين المنطق والبرمجة: تقدم ملحوظ في مجالات المنطق وإنشاء العروض التقديمية وإدارة المهام المعقدة،.
* تقليل الهلوسة: انخفضت نسبة أخطاء الوقائع (الهلوسات) بنسبة 38% مقارنة بالنسخ السابقة.
* فهم السياقات الطويلة: قدرة أكبر على التعامل مع المشاريع المعقدة متعددة الخطوات وجداول البيانات.
يهدف هذا النموذج بشكل مباشر إلى كبح جماح الأدوات المنافسة، وتحديداً نموذج "جيميناي" من غوغل ونموذج "كلود" من "أنثروبيك" الذي يحظى بشعبية في الأوساط المهنية،.
2.2 تحالفات المحتوى: شراكة ديزني وتوسيع قاعدة المستخدمين
بالتزامن مع إطلاق النموذج الجديد، أعلنت "أوبن إيه آي" عن شراكة رئيسية مع شركة "ديزني". وبموجب هذا الاتفاق، ستستثمر ديزني مليار دولار في الشركة الناشئة، وتسمح باستخدام شخصيات شهيرة من سلاسل "حرب النجوم" و"بيكسار" و"مارفل" في مولد الفيديو بالذكاء الاصطناعي "سورا" (Sora)،.
كما أشار سام ألتمان إلى أن الشركة بدأت تتقاضى رسوماً مقابل توليد مقاطع الفيديو عبر "سورا"، مؤكداً عدم تردد المستخدمين في الدفع. وفي سياق مثير للجدل لزيادة الإيرادات، أعلن ألتمان عن تخفيف القيود لإتاحة المحادثات الإباحية للبالغين، وهي ميزة يتوقع توفيرها بالكامل خلال الربع الأول من عام 2026 بعد تحسين آليات التحقق من العمر.
الجزء الثالث: المنافس الشرس.. صعود غوغل واستراتيجياتها
3.1 نمو "جيميناي" وتآكل حصة أوبن إيه آي
تمثل شركة "غوغل" التهديد الأكبر حالياً لهيمنة "أوبن إيه آي". فقد نجحت واجهتها للذكاء الاصطناعي "جيميناي" (Gemini AI) في جذب 650 مليون مستخدم شهرياً، وتعمل الشركة بسرعة لانتزاع "حصة من الكعكة"،. تشير التقارير إلى أن قاعدة مستخدمي "جيميناي" ارتفعت من 450 مليون في يوليو إلى 650 مليون في أكتوبر، مدفوعة بإصدار مولد الصور "نانو بانانا".
ما يثير قلق ألتمان بشكل خاص هو تفوق نماذج غوغل الحديثة في اختبارات معايير الصناعة، مما أدى إلى ارتفاع أسهم غوغل وضغط مباشر على المكانة التقنية لـ "أوبن إيه آي".
3.2 مبادرة "تورشتبو" (TorchTube): هجوم غوغل على هيمنة إنفيديا
لا تكتفي غوغل بمنافسة "أوبن إيه آي" في البرمجيات، بل تسعى لكسر هيمنة شركة "إنفيديا" (Nvidia) على سوق العتاد. تعمل غوغل على مبادرة سرية تحمل الاسم "تورشتبو"، تهدف إلى تحسين أداء شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها (TPUs) عند تشغيل إطار العمل البرمجي "بايتورتش" (PyTorch)،.
* الهدف: جعل شرائح غوغل بديلاً فعلياً لوحدات المعالجة الرسومية من إنفيديا، عبر إزالة عوائق التوافق مع "بايتورتش"، وهو الإطار الأكثر استخداماً من قبل المطورين،.
* التحالف مع ميتا: تتعاون غوغل بشكل وثيق مع شركة "ميتا" (المطور الرئيسي لبايتورتش) لتسريع هذا التحول، حيث تسعى ميتا أيضاً لتنويع بنيتها التحتية بعيداً عن إنفيديا،.
* الأهمية الاستراتيجية: تهدف هذه الخطوة إلى خفض تكلفة التحول للشركات، وكسر الاحتكار البرمجي الذي بنته إنفيديا عبر سنوات من دمج برمجياتها مع "بايتورتش".
الجزء الرابع: حرب البنية التحتية والتمويل (لعبة التريليونات)
4.1 تنويع مصادر الرقائق: الهروب من عنق الزجاجة
تدرك "أوبن إيه آي" خطورة الاعتماد على مورد واحد. لذا، وبالتوازي مع شراكتها مع إنفيديا، وقعت الشركة اتفاقيات مع "إيه إم دي" (AMD) و"برودكوم" (Broadcom)، شملت حصول هذه الشركات على حصص في "أوبن إيه آي". تهدف هذه الشبكة المعقدة من الصفقات، التي تشمل أيضاً "أوراكل"، إلى تأمين البنية التحتية اللازمة لتشغيل النماذج المتقدمة، حيث التزمت الشركة باستثمارات تتجاوز 1.4 تريليون دولار في هذا المجال.
4.2 صفقة أمازون المحتملة وإعادة ترتيب الأوراق
في تطور لافت، تعتزم "أمازون" استثمار أكثر من 10 مليارات دولار في "أوبن إيه آي"، في صفقة قد ترفع تقييم الأخيرة إلى أكثر من 500 مليار دولار (وفقاً لتقديرات متفائلة وردت في المصادر)،.
* تفاصيل الصفقة: تتضمن الصفقة المحتملة اعتماد "أوبن إيه آي" على رقائق "Trainium" التي تطورها أمازون، واستئجار مساحات ضخمة في مراكز بياناتها.
* السياق: تأتي هذه الخطوة بعد أن أعادت "أوبن إيه آي" و"مايكروسوفت" هيكلة شراكتهما للسماح بالتعامل مع مزودين سحابيين آخرين. وقد وقعت الشركة بالفعل عقداً مع أمازون بقيمة 38 مليار دولار لاستئجار خوادم على مدى سبع سنوات.
* حدود الصفقة: لن تمنح هذه الصفقة أمازون حق بيع نماذج "أوبن إيه آي" الحديثة، حيث تحتفظ مايكروسوفت بالحقوق الحصرية حتى أوائل العقد المقبل.
4.3 تحالف أوراكل وألفابت (غوغل)
في مشهد آخر للتحالفات المتداخلة، اتفقت "أوراكل" و"ألفابت" على تقديم نماذج "جيميناي" من غوغل عبر سحابة أوراكل. تتيح هذه الاتفاقية لعملاء أوراكل استخدام تقنيات غوغل داخل تطبيقات الأعمال المتنوعة، مما يعزز استراتيجية أوراكل في تقديم خيارات متعددة للذكاء الاصطناعي، ويساعد غوغل في توسيع نطاق عروضها السحابية بعيداً عن مايكروسوفت،.
الجزء الخامس: الهند.. ساحة المعركة العالمية الجديدة
تحولت الهند إلى الوجهة الرئيسية لاستثمارات عمالقة التكنولوجيا، حيث يتنافس الجميع للفوز بحصة في السوق الأكثر سكاناً في العالم والتي يتوقع أن يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت فيها 900 مليون شخص.
5.1 استثمارات مايكروسوفت العملاقة
أعلنت مايكروسوفت عن استثمار بقيمة 17.5 مليار دولار في الهند، وهو "أكبر استثمار لها على الإطلاق في آسيا"،.
* الأهداف: بناء بنية تحتية ضخمة وآمنة للذكاء الاصطناعي، وتدريب 20 مليون شخص على مهارات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
* الموقع: التركيز على منطقة الحوسبة السحابية في "حيدر أباد" المقرر دخولها الخدمة في 2026.
5.2 رد أمازون بمضاعفة الرهان
في خطوة تنافسية مباشرة، أعلنت "أمازون" عن خطط لاستثمار أكثر من 35 مليار دولار في الهند حتى عام 2030، تضاف إلى 40 مليار دولار تم استثمارها سابقاً.
* التركيز: الرقمنة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، نمو الصادرات، وخلق فرص العمل.
* التأثير: تهدف الاستثمارات إلى خلق 80 مليون وظيفة ورفع الصادرات التراكمية إلى 15 مليار دولار.
5.3 طموحات غوغل والتحركات الحكومية
لم تغب غوغل عن المشهد، حيث تخطط لإنشاء "أكبر مركز للذكاء الاصطناعي" خارج الولايات المتحدة في مدينة "فيساخاباتنام" بولاية أندرا برديش. وتعمل حكومة الولاية بنشاط لجذب الاستثمارات، حيث يسعى وزير تكنولوجيا المعلومات "نارا لوكيش" لإقناع شركات مثل "إنفيديا" و"أدوبي" بإنشاء مراكز تصنيع وتطوير في الولاية، بهدف تحويلها إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والمسيّرات،.
الجزء السادس: مستقبل السوق.. هل من فائز وحيد؟
6.1 سيناريوهات المنافسة
رغم التحديات التي تواجه "أوبن إيه آي"، إلا أن التوقعات بانهيارها تظل محدودة باستثناء آراء بعض "المعلقين المتشددين". يرى أنجيلو زينو، المحلل في "CFRA"، أنه "لن يكون هناك فائز واحد" في سباق الذكاء الاصطناعي، بل سيزداد حجم "الكعكة" بشكل كبير ليسمح بوجود عدة مزودين لنماذج عالية الجودة.
السيناريو الأرجح هو تحول السوق إلى نظام متعدد الأقطاب، حيث تحتفظ "أوبن إيه آي" بمكانة قوية مدعومة بقاعدة مستخدميها الضخمة وشراكتها مع مايكروسوفت، بينما تواصل غوغل التوسع بفضل بنيتها التحتية وتكامل خدماتها، وتجد شركات مثل "أنثروبيك" مكاناً لها في قطاع الأعمال.
6.2 معضلة الربحية
تظل الربحية هي التحدي الأكبر للجميع. فبينما تجني غوغل ومايكروسوفت أرباحاً طائلة من أعمالهما التقليدية (الإعلانات والبرمجيات)، لا تزال "أوبن إيه آي" تحرق الأموال بمعدلات غير مسبوقة. تعتمد استراتيجية سام ألتمان على "تحفيز نمو الإيرادات لمواكبة التصاعد في القدرات الحاسوبية"، ولكن نجاح هذه الاستراتيجية مرهون بقدرة النماذج الجديدة (مثل GPT-5.2) على تقديم قيمة اقتصادية حقيقية تدفع المستخدمين والشركات للدفع.
الجزء السابع: عوامل حسم المعركة بين "جيميني" و"أوبن إيه آي"
في هذه المعركة والتحالفات المتشابكة لا يمكن حسم الفوز لطرف واحد بشكل مطلق، بل يتجه المشهد نحو "تعددية الأقطاب" حيث يمتلك كل طرف نقاط قوة تمنحه أفضلية في مجالات محددة. إليك تحليل ختامي يستعرض فرص الفوز لكل منهما:
7.1 التفوق النوعي مقابل الانتشار الجماهيري:
تستمر أوبن إيه آي في الحفاظ على ريادتها من حيث "العبقرية" والابتكار الأول، حيث يمتلك "تشات جي بي تي" قاعدة مستخدمين ضخمة تصل إلى 800 مليون مستخدم أسبوعياً. كما أن إطلاق نموذج GPT-5.2 بنسخته "Thinking" التي تقلل الأخطاء بنسبة 38% يعزز مكانتها كخيار مفضل للمستخدمين الذين يبحثون عن الجودة الفائقة والمنطق البرمجي. في المقابل، تراهن غوغل على قدرتها الهائلة في الوصول للجمهور؛ فنموذج "جيميناي" حقق بالفعل 650 مليون مستخدم شهرياً مستفيداً من منظومة غوغل المتكاملة.
7.2 الاستدامة المالية والقدرة الحاسوبية:
تعد هذه النقطة "كعب أخيل" لشركة أوبن إيه آي؛ فهي تعاني من خسائر مليارية ولا تتوقع الربحية قبل عام 2029. في المقابل، تتمتع غوغل بمركز مالي صلب بفضل إيرادات الإعلانات المليارية، مما يمنحها نفساً أطول في "حرب الاستنزاف" المالية. علاوة على ذلك، تمتلك غوغل ميزة استراتيجية في "السيادة على العتاد"، حيث تسعى لكسر هيمنة إنفيديا عبر شرائحها الخاصة TPU ومبادرة TorchTPU، بينما تظل أوبن إيه آي رهينة صفقات تريليونية مع موردين خارجيين لتوفير القدرة الحاسوبية.
7.3 الشراكات والنظام البيئي:
أوبن إيه آي: تعتمد على تحالفات استراتيجية قوية، أبرزها مع مايكروسوفت التي تمتلك 27% من رأسمالها وتضمن لها إيرادات متكررة. كما أن شراكتها مع ديزني وشركات التجارة الإلكترونية مثل Shopify تعزز من وجودها في حياة المستخدم اليومية.
غوغل (جيميني): تتفوق في التكامل المؤسساتي، حيث إن اتفاقيتها مع أوراكل تتيح لعملاء الشركات الكبرى استخدام "جيميناي" مباشرة داخل تطبيقات المحاسبة والموارد البشرية، وهو سوق ضخم ومستقر.
7.4 من الفائز؟
تشير التحليلات إلى أنه لن يكون هناك "فائز واحد" يسحق الآخر. الفوز سيتم تقسيمه كالتالي:
أوبن إيه آي تفوز في "الابتكار": ستبقى الوجهة الأولى للمبدعين والمطورين الذين ينشدون النماذج الأكثر ذكاءً وقدرة على إدارة المهام المعقدة.
غوغل تفوز في "الاستمرارية والانتشار": بفضل تكاملها مع نظام أندرويد وخدمات البحث وسحابة أوراكل، ستكون "جيميناي" هي الأداة الأكثر حضوراً في حياة الموظفين وعموم المستخدمين.
في النهاية، يبدو أن المنافسة الشرسة والإنذارات الحمراء التي أطلقها سام ألتمان قد أتت ثمارها في تسريع وتيرة التطوير، لكن الحسم النهائي سيتوقف على من سيتمكن من تحويل هذه التكنولوجيا إلى "أرباح مستدامة" قبل أن ينفد صبر المستثمرين.
الخاتمة
إن سوق الذكاء الاصطناعي اليوم يشبه سباقاً للمسافات الطويلة يجري بسرعة عدو المسافات القصيرة. فبينما كانت "أوبن إيه آي" هي العداء المنطلق بمفرده في المقدمة، أصبح المضمار الآن مزدحماً بعمالقة يمتلكون جيوباً أعمق وبنية تحتية أرسخ. إن النجاح في المرحلة المقبلة لن يعتمد فقط على "العبقرية البرمجية"، بل على القدرة على بناء تحالفات استراتيجية ذكية، وتأمين سلاسل توريد الطاقة والرقائق، وتحويل الإبهار التقني إلى نماذج أعمال مستدامة ومربحة. وكما تشير التحركات في الهند وصفقات البنية التحتية، فإن المعركة لم تعد مجرد منافسة برمجية، بل تحولت إلى صراع جيوسياسي واقتصادي شامل لرسم ملامح المستقبل الرقمي للعالم.