الذكاء الاصطناعي والمهنة الإعلامية
د. محمد فلحي
2023-07-23 08:14
فن التحرير والكتابة والإنشاء والتعبير والصياغة اللغوية هي الأسس الراسخة للمهنة الاعلامية، فضلا عن مهارات اخرى مثل فن الالقاء والصوت والتصوير والمونتاج، ولا شك ان الابداع والتميز في هذه المهارات هو ما يجعل الاعلامي المحترف متفوقا ورائدا ومؤثرا في عقول الملايين!
كان استخدام الكومبيوتر منذ نحو ثلاثة عقود، قد استبدل القلم والورقة، وهما اقدم وسائل الكتابة والنشر، بالكيبورد والشاشة وتقنيات مساعدة مثل التصحيح الالكتروني والترجمة وتحرير النصوص والصور والفيديوات عبر تطبيقات رقمية الكترونية.
مهارة استخدام الكومبيوتر والانترنيت اصبحت من ابرز سمات ثورة المعلومات وتعد من مستلزمات المهنة الاعلامية، وبات التدريب ينصب على اتقان اسرار الكومبيوتر قبل الموهبة والابداع والتأليف والتحرير، وهو ما يمثل انقلابا في التدريس الاكاديمي الاعلامي وفنونه التقليدية وقوالبه التحريرية مثل الخبر والتقرير والمقال والتحقيق والقصة وغيرها!
اليوم يقتحم الذكاء الاصطناعي الميدان الاعلامي ويغير الكثير من ملامح المهنة واساسياتها، التحرير الرقمي لم يعد خيالا والتأليف لم يعد موهبة فريدة، فالكومبيوتر وتطبيقاته الذكية بات ينوب عن البشر، في صناعة النصوص والصور وسوف يزيح هذا الشبح آلاف المحررين عن طاولة التحرير قريبا!
الواقع الرقمي الجديد، يفرض خيارات عدة من اجل الاندماج في بيئة الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في المهنة الإعلامية، من ابرزها:
١- منهج تعليمي جديد في اقسام وكليات ومعاهد الاعلام يعتمد بالدرجة الاولى على المهارات الرقمية العملية وتقليص الشرح النظري والانشاء الورقي تمهيدا لزواله مستقبلا!
٢- اعداد المدرسين والمدربين لتدريس مواد ومفردات رقمية جديدة وتوظيف برامج الذكاء الاصطناعي، في التدريس والتدريب وتنمية المهارات العملية ومن يتخلف عن هذه الثورة سيكون متقاعدا متفرجا ويخرج من اللعبة كليا!
٣- تغيير قواعد ومستلزمات وآليات المهنة الاعلامية في غرف الاخبار والاستوديوهات والادارات والتقنيات والميزانيات والخطط والتوقعات.
٤- تشجيع الدراسات الرقمية حول تطوير قواعد المهنة الاعلامية وعناصرها من المرسل الى المتلقي الى الرسالة الى الوسيلة الى التفاعل الى التأثير، فتحليل المشهد الاعلامي الجديد وفهمه يتطلب دراسات ذكية حقيقية وليس بحوثا ورقية ملفقة!
هذه الخواطر كتبتها اليوم مصدوما بمقال قرأته حول برامج الذكاء الاصطناعي وتوظيفها الاعلامي.