أيهما أخطر على استمرار البشرية: الروبوتات القاتلة أم الجنسية؟
مروة الاسدي
2018-12-01 04:25
مستقبل البشرية سيكون بيد الروبوتات والأجهزة الذكية! هكذا يتصور الكثير من العلماء مستقبلنا. لكن هل هذا صحيح؟، قد يعتقد البعض أن هناك مبالغة في الحديث عن تحديات المستقبل، وقد يعتقد آخرون أنه مازالت تفصلنا سنوات طويلة جداً عن سيطرة الروبوتات والذكاء الاصطناعي على حياتنا، وعن ظهور مشروعات المستقبل الأخرى التي يتحدث عنها العالم والعلماء، كما أن البعض لايزال غير مستوعب وغير مقتنع بحقيقة اختفاء آلاف الوظائف، وإمكانيات إحلال الآلات مكان البشر، لتعمل بشكل أدق وأفضل وأسرع!.
قد لا نلومهم في ذلك، لأن حجم التغيير والتطور الذي ستشهده البشرية، خلال الثلاثين سنة المقبلة، قد يتضاعف عن حجم التطور والمعرفة الذي شهدته البشرية طوال 3000 سنة، وما يتحدث عنه العلماء والمخترعون اليوم لا يصدقه عقل بشري، لكنه رغم الجميع، من صدَّق ومن لم يصدِّق، أمر واقع حتمي يشاهد العالم إرهاصاته بشكل شبه يومي.
التطور الهائل الذي تحقق في مجال صناعة الروبوتات جعل العديد من العلماء يطلقون العنان لخيالهم واخترعاتهم، بحيث لم يبق مجال الا وتم صناعة روبوت يعمل فيه حتى الاعمال التي كانت حكرا على البشر، إذ يوجد في العالم اليوم روبوتات تقوم بتربية الاطفال، الاعمال المنزلية، وإعداد الطعام وتقديمه، وإنجاز المشروعات الإنشائية، ونقل المرضى في المستشفيات، وإجراء عمليات جراحية معقدة، وما إلى ذلك من وظائف كانت بعيدة كل البعد عن متناول "بني روبوت" في السابق!.
وكانت دراسات وتقارير كثيرة سلطت الضوء على التأثيرات التي ستحدثها التطورات التكنولوجية اللافتة من حولنا على أسواق الوظائف والعمل، وخصوصا الخدمية منها، وتلك التي لا تتطلب مهارات إبداعية أو اجتماعية. وجاءت الدراسات والأبحاث بتنبوءات مثيرة للاهتمام، فقد حمل بعض من أكثر الأشخاص ثراء وذكاء ونفوذا رسالة هامة لباقي البشر لدى اجتماعهم هذا الأسبوع لمناقشة قضية عالمية ملحة مفادها.. أجهزة الروبوت قادمة، وخلال المؤتمر العالمي لمعهد ميلكن في بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا تناولت أربع جلسات سيطرة التكنولوجيا على الأسواق والتعدين وصولا إلى الوظائف.
ففي ظل التقدم اللافت الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي، يزداد القلق بشأن احتمالية أن تشكل الروبوتات تهديدا أو خطرا على الإنسان، أما التحدي الأكبر في مجال برمجة القيم والأخلاق فيتمثل في تحديدها والاتفاق عليها في المقام الأول، ومن ثم إنشاء مجموعة قواعد أخلاقية تستند إليها الروبوتات. ومن يدري.. ربما يساعدنا مثل هذا التحدي في الارتقاء بمستوى أخلاقنا وقيمنا الإنسانية نحن!.
وقال العالم الشهير ستيفن هوكينغ إن الروبوتات الذكية يمكن أن تتسبب في فناء البشرية يوما ما، حيث أكّد إن العقل الصناعي سيتفوق على عقل الإنسان خلال المئة عام المقبلة، وإن على البشرية قبل حلول ذلك الحين أن تعمل كل ما في وسعها لكي تتماشى أهداف عقل الماكينات مع أهداف البشر.
فلم يعد صنع إنسان آلي "روبوت" حلما، بل أصبح هذا الأمر واقعا في متناول الجميع، بعد أن تمكن عالمان بولنديان من ابتكار نظام عصبي مركزي للروبوت، يوفر للمستهلكين كل ما يحتاجونه من قطع وبرامج إلكترونية، لتركيب أي شكل تقريبا من الروبوتات التي يتخيلونها، فيما أحدث الاخبار والتقارير رصدتها شبكة النبأ حول عالم روبوت وتطوره المذهل.
الإنسان الآلي يصنع نفسه
أجهزة روبوت ستصنع أجهزة روبوت في مصنع جديد بالصين.. هذا ما أعلنته مجموعة (إيه.بي.بي) السويسرية للمعدات الهندسية يوم السبت عن مشروعها لبناء مصنع جديد في مدينة شنغهاي الصينية بتكلفة 150 مليون دولار.
المصنع الجديد سيكون بالقرب من مجمع تكنولوجيا أجهزة الإنسان الآلي التابع لمجموعة (إيه.بي.بي) في الصين، ومن المقرر أن يبدأ تشغيله بحلول نهاية عام 2020 وأن ينتج أجهزة للصين ولبلدان أخرى في آسيا، والصين هي ثاني أكبر سوق لمجموعة (إيه.بي.بي) بعد الولايات المتحدة، وقال أولريتش سبيسهوفر الرئيس التنفيذي للمجموعة في بيان إعلان المشروع ”أصبحت شنغهاي مركزا حيويا لريادة التكنولوجيا المتقدمة.. لمجموعة إيه.بي.بي وللعالم“، وتعكف الصين على توسيع نطاق قوتها العاملة من أجهزة الإنسان الآلي مع ارتفاع أجور العمالة البشرية. وقالت (إيه.بي.بي) إن واحدا من بين كل ثلاثة أجهزة بيعت في عام 2017 على مستوى العالم ذهب إلى الصين التي اشترت قرابة 138 ألف جهاز.
وأضافت الشركة أن مصنعها الجديد الذي سيشيد على مساحة 75 ألف قدم مربع سيستخدم برمجيات تسمح للبشر وأجهزة الإنسان الآلي بالعمل معا في أمان قائلة إن أجهزة (يومي) الآلية التي تصنعها والمصممة للعمل جنبا إلى جنب مع الإنسان ستؤدي أيضا العديد من مهام تجميع القطع الصغيرة المطلوبة لتصنيع أجهزة روبوت (إيه.بي.بي).
وقال متحدث إن أجهزة (إيه.بي.بي) التي تؤدي أدوارا من بينها تصنيع السيارات وتجميع الأجهزة الإلكترونية ستصنع أجهزة روبوت للعديد من الصناعات في مصنع شنغهاي، ولم تكشف الشركة عن عدد العمالة الجديدة بالمصنع، لكنها قالت إنها ستزيد من الاعتماد على العمالة من أجهزة الإنسان الآلي التي يتجاوز عددها في الوقت الحالي ألفي جهاز (إيه.بي.بي) في الصين.
الروبوتات تقتحم مجال تقديم الأخبار
بعد أن كان مقدمو النشرات الإخبارية في الصين يعانون من انتقادات تصفهم بأنهم كالروبوتات، خصوصا لدى تلاوتهم بيانات رسمية... ها هم باتوا يواجهون منافسة جديدة أبطالها هذه المرة روبوتات فعلية مبرمجة لتلاوة الأخبار بطريقة طبيعية.
وعرضت وكالة أنباء الصين الجديدة هذا الأسبوع ما سمته "سابقة عالمية" قوامها مذيعان افتراضيان للنشرات الإخبارية، راكبة موجة الجهود الصينية لتشجيع تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويرتدي أحد هذين المذيعين بزة قاتمة وربطة عنق حمراء فيما يلبس الثاني قميصا وربطة عنق رمادية، ويتلوان أمام الكاميرا نصا تمت برمجتهما لقراءته من خلال تحريك الشفتين بالوتيرة المعتمدة عادة في نشرات الأخبار. ويتكلم أحدهما الصينية فيما الآخر يتحدث بالإنكليزية، ويقول أحد هاتين الشخصيتين الافتراضيتين "هذا أول يوم عمل لي في وكالة الصين الجديدة". وتستند صورته إلى المظهر الحقيقي لمذيع إخباري صيني شاب بما يشمل حتى النظارات، وأشارت وكالة الأنباء الرسمية التي تملك خدمتها الخاصة للبث التلفزيوني، إلى أن الروبوتين طُورا بالتعاون مع شركة "سوغو" المتخصصة في تقنيات التعرف الصوتي والتي تتخذ مقرا لها في بكين. بحسب فرانس برس.
ولفتت الوكالة إلى أن المقدم الرقمي يتميز عن المذيعين التقليديين بأنه قادر على العمل على مدار الساعة، وأضافت "هو بات رسميا عضوا في فريق التحرير في وكالة الصين الجديدة" و"سيعمل مع المقدمين الآخرين ليزودكم بالأخبار الدقيقة التي تم التحقق من صحتها لحظة حصولها"، وقد ظهرت هاتان الشخصيتان اللتان قدمتا في المؤتمر العالمي للإنترنت الذي تنظمه الحكومة الصينية سنويا في ووزن قرب شنغهاي، كما باتا موجودين على منتجات تسوق لها الوكالة عبر الإنترنت، من دون أن يكون واضحا ما ستفعله الوكالة بهما مستقبلا.
أجهزة روبوت قاتلة
حذرت لجنة تابعة لمجلس اللوردات البريطاني من أن الدول المارقة والإرهابيين قد يحصلون "في المستقبل القريب" على تكنولوجيا الذكاء الصناعي القاتلة، وقال ألفين ويلبي، نائب رئيس قسم البحوث في شركة "تال" الفرنسية العملاقة في مجال شؤون الدفاع، التي تزود الجيش البريطاني بطائرات استطلاع موجهة، إن "المارد خرج من القمقم" بالتكنولوجيا الذكية.
وأشار إلى زيادة احتمال شن هجمات باستخدام "أسراب" من الطائرات الصغيرة الموجهة التي تستطيع اختيار أهداف محددة من خلال مدخلات بيانات محدودة من البشر.
وقال أمام لجنة الذكاء الصناعي بمجلس اللوردات :"التحدي التكنولوجي لزيادة هذه الأسراب وأشياء من هذا القبيل لا تحتاج إلى أي خطوة ابتكارية"، وأضاف :"إنها مسألة وقت وتوازن وأعتقد أنه واقع ينبغي لنا أن نقلق بشأنه".
ويجري الجيشان الأمريكي والصيني تجارب بشأن أسراب لطائرات دون طيار، رخيصة الثمن، يمكن استخدامها في شن هجوم على أهداف للعدو أو للدفاع عن البشر ضد هجمات، وقال نويل شاركي، الأستاذ الفخري في مجال الذكاء الصناعي وأجهزة الروبوت في جامعة شيفيلد، إنه يخشى من امتلاك جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية مجموعة من "النسخ السيئة للغاية" لهذه الأسلحة بدون تجهيزها بوسائل الحماية لمنع القتل العشوائي.
وأضاف أمام لجنة الذكاء الصناعي لمجلس اللوردات أن ذلك يذكي قلقا بالغا بشأن "امتلاك الدكتاتوريين المستبدين هذه الأسلحة، التي لن يحملها جنودهم لقتل السكان"، وقال إن تنظيم الدولة الإسلامية يمتلك بالفعل طائرات موجهة كأسلحة دفاعية، على الرغم من أنها تعمل حاليا بتوجيه بشري عن بعد، بيد أن "سباق التسلح" في ميدان الذكاء الصناعي يعني أن الطائرات الموجهة الذكية والأنظمة الأخرى التي تحلق حول هدف لاستهدافه قد تصبح واقعا قريبا، وقال شاركي، وهو متحدث باسم حملة أوقفوا الروبوت القاتل :"لا أريد أن أعيش في عالم يمكن أن تحدث فيه حرب خلال بضع ثوان فجأة ويموت الكثير من الناس قبل أن يستطيع أحدهم وقف ذلك"، وأضاف أن الطريقة الوحيدة لمنع هذا السباق الجديد للتسلح هو "وضع قيود دولية جديدة لذلك"، وهي خطوة يروج لها في الأمم المتحدة بوصفه عضوا في اللجنة الدولية للسيطرة على أسلحة الروبوت، وقال ويلبي إن مثل هذا الحظر قد يكون "مضللا" وصعب التنفيذ.
وأضاف أنه يوجد بالفعل قانون دولي للصراع المسلح، الذي يهدف إلى ضمان "استخدام القوات المسلحة لأقل حد ممكن من القوى الضرورية لتحقيق الهدف، بأقل خطر ممكن للعواقب غير المقصودة والخسائر المدنية".
واستمعت لجنة مجلس اللوردات، التي تحقق في تأثير الذكاء الصناعي على الأعمال والمجتمع، إلى مجالات التطوير في الذكاء الصناعي التي يجريها القطاع الخاص، على النقيض من العصور السابقة، التي كان يقود فيها الجيش طرق تطوير التكنولوجيا. وكان يعني هذا صعوبة وقوعها في اليد الخطأ، ولا تستخدم القوات المسلحة البريطانية الذكاء الصناعي في الأسلحة الهجومية، وقالت وزارة الدفاع إنه لا يوجد لديها أي نوايا لتطوير أنظمة ذاتية بالكامل، وقال معارضون، مثل شاركي، إن بريطانيا تحتاج إلى توضيح التزامها بشأن حظر أسلحة الذكاء الصناعي في قانون.
على الصعيد نفسه، قال رئيس قيادة جديدة لأمن الإنترنت في الجيش الألماني إن الجيش ليس لديه نية لامتلاك أسلحة آلية وصفها البعض بأنها ”أجهزة روبوت قاتلة“.
بينما أنهى أكثر من 50 باحثا في مجال الذكاء الاصطناعي مقاطعتهم لجامعة (كايست) وهي واحدة من أكبر الجامعات في كوريا الجنوبية بعد موافقتها على التوقف عن تطوير ”أجهزة روبوت قاتلة“ في إطار شراكة مع شركة دفاعية.
وأطلقت كايست وشركة هانوها سيستمز، إحدى أكبر شركتين في البلاد لإنتاج الذخائر العنقودية، مشروعهما المشترك في فبراير شباط.
وقال الباحثون الذين ينتمون لثلاثين دولة الأسبوع الماضي إنهم سيمتنعون عن زيارة كايست أو استضافة زائرين من الجامعة أو التعاون مع برامجها البحثية حتى تتعهد بعدم تطوير أسلحة
الروبوتات الجنسية قادمة
يعمل د. سيرجي سانتوس وزوجته ماريتسا في مدينة برشلونة معا على تطوير روبوتات جنسية تشابه شكل النساء على نحو هائل، وزودت هذه الروبوتات بـ "عقول" تجعلها أكثر من مجرد دمى جنسية؛ فهي قادرة على التأوه والتفاعل مع الرجل. وتحمل وجوها جذابة، وشعرا يبدو حقيقيا وأجسادا أنثوية.
د.سيرجي نفسه بدأ بممارسة الجنس مع روبوتاته "لإشباع حاجاته الجنسية الكبيرة"، وذلك برضا زوجته التي تقول إنها "الشخص الوحيد في العالم القادر على تجميع روبوت جنسي على نحو كامل"، وخلال خمسة أشهر تمكن الزوجان من صنع 15 روبوتا ويفكران بالتوسع الآن والاتجاه نحو مرحلة التصنيع.
وفي مناطق أخرى من مدينة برشلونة، زار مراسل بي بي سي بيت دعارة يستخدم ألعابا جنسية لكنها غير مزودة بذكاء اصطناعي، فهل تكون هذه الروبوتات حلا لحياة الرجال الوحيدين أو الكبار بالسن؟ يحاول وثائقي باللغة الإنجليزية اسمه "نحن والروبوتات" من إنتاج بي بي سي الإجابة على هذا التساؤل عبر الحديث مع عدد من الأشخاص الذين يطورون هذه الروبوتات وآخرين بدأوا بالفعل في استخدامها، يسكن ديفيد ميللس - البالغ من العمر 58 عاما - في غرب فيرجينييا في أمريكا، ويعيش على عائدات كتابه الذي نشره عام 2006. وكان قد تطلق مرتين وهو أب لابنة واحدة تبلغ 21 عاما.
روبوت مستوحى من سمكة شيطان البحر
صنع باحثون في سنغافورة جهاز روبوت للغوص تحت الماء يبدو ويسبح مثل سمكة شيطان البحر ويستخدم محركات أحادية وزعانف مرنة ليخترق الماء كما يفعل شبيهه الحي، لا يعد هذه الروبوت الأول من نوعه حيث أمضى أكاديميون سنوات في محاولة تقليد حركة زعانف سمكة شيطان البحر الصدرية لكن تشو تشي مينغ الأستاذ المشارك بالجامعة الوطنية بسنغافورة يقول إن الروبوت هو الأول الذي يستخدم محركا لكل زعنفة ويعتمد في حركته على التأثير المتبادل للماء والزعنفة.
وأسماك شيطان البحر من أبرع الكائنات الحية في السباحة وأكثرها رشاقة و لطالما خلبت لب العلماء بطريقة اندفاعها الفريدة وقدرتها على اختراق البحار الهائجة محركة زعانفها الصدرية بيسر لتدفع الماء وراءها.
ويقول كيث مورد الأستاذ المساعد للهندسة الميكانيكية وعلم الميكانيكا بجامعة ليهاي في بنسلفانيا إن هذه الطريقة في الحركة تخضع للدراسة منذ نحو 30 عاما، والروبوت ”مانتا درويد“ عبارة عن جسم أسود مسطح مصنوع من البولي فينيل كلوريد مع زعنفتين مثل أسماك شيطان البحر ودفتي توجيه خلفيتين ويتحرك في الماء مثل نظيره الطبيعي.
وقال تشو إن مرونة الزعانف تسمح للروبوت بحركة تفاعلية طبيعية مع الماء وإنه يندفع بسرعة تبلغ سبعة أعشار المتر في الثانية ليقطع حوالي مثلي طوله، ووجد فريق تشو أن استخدام زعنفة مرنة مصنوعة من شريحة واحدة من البولي فينيل كلوريد جعل الروبوت يتحرك بشكل تفاعلي أكثر كفاءة وأشبه بالحركة الطبيعية مقارنة بمحاولة تقليد حركة السمكة باستخدام مجموعة من المحركات والمفصلات.
وجرب الفريق السنغافوري 40 تصميما مختلفا للزعانف على مدى عامين قبل أن يقع اختيارهم على استخدام زعنفتي البولي فينيل كلوريد المرنتين. ويستطيع مانتا درويد السباحة لما يصل إلى عشر ساعات، وقال تشو إن الفريق يعمل على صنع روبوت مثلي حجم الروبوت الأصلي الذي يبلغ طوله 35 سنتيمترا ويعتقدون أن هذا النوع من أجهزة الروبوت ستكون مفيدة في دراسة التنوع البيولوجي للحياة البحرية وجمع بيانات للمسح الهيدروجرافي كما ستساعد في جهود البحث في الأعماق.
الإنسان الآلي "يهدد" العمالة الأفريقية
حذرت دراسات اقتصادية من تشغيل الإنسان الآلي، في العشرين عاما المقبلة، سيصبح أرخص بالنسبة للمصانع الأمريكية من توظيف عمال في أفريقيا، وترى الدراسات أن تراجع تكلفة تشغيل الإنسان الآلي بالمصانع سيؤدي إلى تراجع العمالة اليدوية بسبب عودة أصحاب العمل إلى الدول الغنية، ويرى محللون أن الدول الفقيرة لن تتأثر كثيرا، ولكن معهد التنمية الخارجية يرى في تقريره عكس ذلك، وإن أضاف أن الدول الأفريقية لديها الوقت للاستعداد لهذا التحدي، وتقول كاريشما بانغا، الباحثة بالمعهد، إن "الدول الأفريقية لا ينبغي أن تتخوف من التصنيع بل عليها الاستعداد وتوفير الانترنت، والاستثمار في التفقنيات و الابتكار التكنولوجي"، وتضيف أن هذه الدول "إذا تمكنت من ذلك ستجعل من تشغيل الإنسان الآلي فرصة لزيادة إنتاجية التصنيع"، ويرى آخرون أن الدول الفقيرة لن تتأثر لأنها لا تملك الأموال للاستثمار في تشغيل الإنسان الآلي، ويتوقع معهد التنمية الخارجية أن تكون كلفة عمل الإنسان الآلي في إثيوبيا بين عامي 2038 و2042 أقل من العمالة الإثيوبية.
وقال التقرير إن ذلك يعطي للقارة مهلة تتراوح بين عقد وعقدين لبناء قدراتها في القطاعات المعرضة للاعتماد على الإنسان الآلي مثل الأغذية والمرطبات والمعادن، ونصح التقرير الدول الإفريقية بتطوير المهارات الفنية للعمالة بها من خلال التدريب وإقامة المراكز التكنولوجية.
مدرسة فنلندية تجرب استخدام معلمين آليين
لدى إلياس، مدرس اللغات الجديد في مدرسة ابتدائية في فنلندا، صبر لا ينفد على التكرار ولا يُشعر تلميذا أبدا بالحرج من طرح سؤال، والأكثر من ذلك أنه يمكنه الرقص. وإلياس أيضا.. إنسان آلي.
وتتألف آلة تدريس اللغات من إنسان آلي ذي هيئة بشرية وتطبيق على الهاتف المحمول، وهو واحد من أربعة أجهزة في برنامج تجريبي بمدرسة ابتدائية في مدينة تامبيري الواقعة في جنوب فنلندا.
الإنسان الآلي قادر على فهم 23 لغة والتحدث بها ومزود ببرامج تسمح له بفهم أسئلة التلاميذ وتساعده على تشجيعهم على التعلم. غير أنه في هذه التجربة يتواصل فقط بالإنجليزية والفنلندية والألمانية.
ويتعرف الإنسان الآلي على مستويات مهارة التلاميذ ويعدل أسئلته طبقا لذلك. ويقدم أيضا إفادات للمدرسين حول المشكلات المحتملة التي يعاني منها التلميذ، ويرى بعض المدرسين الذين تعاملوا مع التقنية أنها وسيلة جديدة لإشراك الأطفال في التعلم.
وقالت ريكا كولونساركا مدرسة اللغات لرويترز ”أعتقد أن الفكرة الرئيسية في المنهج الدراسي الجديد هي إشراك الأطفال وتحفيزهم وتنشيطهم. أرى إلياس أحد الأدوات لإتاحة أنواع مختلفة من الممارسة وأنواع مختلفة من الأنشطة في قاعات الدراسة“.
ومضت تقول ”بهذا المعنى أرى أن الإنسان الآلي والعمل معه شيء يتماشى بالتأكيد مع المقرر الجديد وشيء يتعين علينا كمدرسين أن نكون منفتحين عليه“، وإلياس معلم اللغات، الذي يبلغ طوله قدما تقريبا، مبني على أساس الإنسان الآلي التفاعلي ذي الهيئة البشرية الذي طورته شركة (إن.إيه.أو) التابعة لسوفت بنك ومزود ببرامج طورتها شركة يوتلياس وهي شركة تعمل في تطوير برمجيات تعليمية للإنسان الآلي الاجتماعي.
وطورت شركة أل روبوتس الفنلندية الإنسان الآلي معلم الرياضيات والذي يعرف باسم أوفوبوت وهو آلة صغيرة زرقاء يبلغ طولها حوالي 25 سنتيمترا ويشبه البومة، والغرض من هذا المشروع التجريبي هو معرفة ما إذا كانت هذه الآلات قادرة على تحسين جودة التدريس، حيث يجري استخدام معلم آلي للغات وثلاثة معلمين آليين للرياضيات في المدارس. وتجري تجربة أوفوبوت لمدة عام بينما اشترت المدرسة معلم اللغة الآلي إلياس ومن ثم قد يستمر استخدامه لفترة أطول، واستخدام الإنسان الآلي في التدريس ليس جديدا تماما فقد استخدم في السنوات القليلة الماضية في الشرق الأوسط وآسيا والولايات المتحدة لكن التقنيات الحديثة مثل الخدمات السحابية والطباعة الثلاثية الأبعاد تسمح للشركات الناشئة الأصغر بدخول القطاع.
مسابقة تزلج جبلية للروبوتات
في الوقت الذي واجه فيه المتزلجون الجبليون الرياح العاتية في دورة ألعاب بيونجتشانج الأولمبية الشتوية يوم الاثنين لم يواجه نظراؤهم من الروبوتات مثل هذه المشاكل في مسابقتهم الخاصة للتزلج ضمن الدورة الأولمبية، وتزلجت الروبوتات من مختلف الأشكال والأحجام وتعثرت في بعض الأحيان على مسار في منتجع ويلي هيلي للتزلج على بعد ساعة بالسيارة من بيونجتشانج، وتنافست ثمانية روبوتات من جامعات ومعاهد وشركة خاصة لنيل جائزة قدرها عشرة آلاف دولار في مسابقة التزلج للروبوتات.
وقال لي سوك مين وهو عضو في فريق تايكوان-في الذي فاز بالجائزة ”عرفت أن مسابقة التزلج الجبلي تأجلت مرة أخرى بسبب الرياح العاتية. هذا أمر مؤسف“.
وأضاف ”الروبوتات تبلي بلاء حسنا هنا“، وتعين أن تلبي الفرق متطلبات خاصة لدخول المسابقة، وكان لابد أن يتجاوز طول الروبوت 50 سنتيمترا وأن يقف على قدمين وأن تكون لديه مفاصل مثل المرفقين والركبتين وأن يكون مزودا بنظام مستقل للطاقة وأن يستخدم المزالج والزحافات، وتم تزويد الروبوتات بأجهزة استشعار على شكل كاميرات لرصد الأعلام الحمراء والزرقاء في طريقها حتى تتمكن من المناورة أثناء التزلج على تل للمبتدئين.
نجار آلي يصنع المعدات الخشبية وفقا لمواصفات الزبون
اهتدى باحثون إلى مجال جديد لاستعمال تكنولوجيا الروبوتات وذلك حتى تكون قادرة على صنع أثاث خشبي، وهي خطوة قالوا إنها ستحسن فرص السلامة بشكل كبير، وعمد الفريق في معهد التكنولوجيا بمساشوسيت (إم آي تي) إلى إدخال تعديلات على التكنولوجيا الحالية بما في ذلك تكنولوجيا رومبا التي تحظى بالشعبية بغية إنشاء النظام الجديد.
وقالت مجموعة العمل إن الهدف ليس استبدال العمل الذي يقوم به النجارون البشر بآخر آلي، وإنما السماح لهم بالتركيز على مهمات أهم مثل التصميم، ويحدو القائمين على هذه التكنولوجيا أمل في أن تطوير مثل هذه الأنظمة من شأنه تحسين إجراءات السلامة.
وقال الفريق إن "آلافا من النجارين يجرحون أيديهم وأصابعهم أثناء القيام بالمهمات الخطيرة مثل أعمال النشر"، وأضاف الفريق أن نظام أوتو ساو يمكن أن "يجعل غير الخبراء في النجارة قادرين على إدخال التعديلات المطلوبة على أثاث مختلف بحيث يمكن إنجاز هذه المهمات بمساعدة الروبوتات".
ولطالما استخدمت تكنولوجيا الروبوتات في تصنيع الأثاث والقطع القابلة للتجميع على نطاق واسع لكن عمل معهد التكنولوجيا بمساشوسيت من شأنه تعبيد الطريق أمام الروبوتات بغية إنشاء أثاث بمواصفات محددة مع مراعاة مساحات معينة.
وستتيح التكنولوجيا الجديدة قطع الخشب بشكل صحيح، وإضافة الثقوب أو الفتحات المطلوبة لتجميعها، ونقل الأجزاء المكونة لها في أرجاء الغرفة، ويعتبر نظام أوتوساو رخيصا وقابلا للحركة بشكل كبير عند مقارنته بالآت التي يستخدمها النجارون.
وبالإضافة إلى نظام رومبا، يستخدم المشروع روبوتين للشركة الألمانية "كوكا" على الرغم من أن فريق معهد التكنولوجيا بمساشوسيت تخلى عن استخدام هذا النموذج، لكن دون الخوص في تفاصيل الأجهزة، فإن الهدف الحقيقي لعمل معهد التكنولوجيا يتمثل في إثبات أن الأثاث ذي النوعية العالية وفقا لمواصفات الزبون بات أكثر يسرا من قبل ويراعي شروط الآمان في الإنتاج، وقالت الباحثة دانييلا روس في مقال نُشِر في مجلة معهد التكنولوجيا إن "الروبوتات سمحت بإنتاج واسع النطاق لكن مع وجود الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الخطوة تنطوي على إمكانية تصنيع أثاث خشبي وفقا لمواصفات الزبون مع مراعاة اختياراته الشخصية"، وقال معهد التكنولوجيا إن الروبوتات تسمح بالحصول على قطع الخشب المطلوبة لعمل كرسي، وكوخ، وطاولة وأرضية خشب.
وقالت الباحثة شولتز "هدفنا هو بث الروح الديمقراطية في الأثاث مع الاستجابة لرغبات الزبون. نحاول توسيع مجال الفرص بحيث لا يكون المستخدمون ملزمين بشراء أثاث إيكيا حتى يكون بإمكانهم اختيار ما يخدم مصالحهم".
مساعدة رواد الفضاء
انطلق إنسان آلي، مستوحى من أعمال الخيال العلمي ومصمم لمساعدة رواد الفضاء، من قاعدة كيب كنافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية يوم الجمعة ليصبح أول رفيق شخصي يمتلك ذكاء صناعيا في الفضاء.
والروبوت، الذي يحمل اسم (سايمون) اختصارا لعبارة (رفيق الطاقم التفاعلي المتحرك)، بحجم كرة السلة تقريبا ويتحدث الإنجليزية وسيساعد رائد الفضاء الألماني ألكسندر جيرست على إجراء تجارب في محطة الفضاء الدولية.
وقال ماتياس بينيوك، وهو مهندس يعمل في شركة (أي.بي.إم) للرقائق الإلكترونية وأحد المشاركين في صناعة الروبوت، لرويترز ”ما نحاول عمله بسايمون هو زيادة كفاءة رائد الفضاء“، وسوف يتواصل سايمون شفويا مع الرائد جيرست ويبلغه بإرشادات خطوة بخطوة خلال ثلاث تجارب علمية مقررة بالمحطة. وفي الوقت الراهن يقرأ رواد الفضاء هذه الإرشادات من كمبيوتر محمول وهي عملية يصفها بينيوك بأنها شاقة يمكن أن يحل محلها روبوت متجاوب مثل سايمون، وقال بينيوك ”في الوقت الراهن مهمتنا الرئيسية هي دعم رواد الفضاء في مهامهم اليومية لتوفير الوقت لأن الوقت هو أثمن وأغلى شيء في محطة الفضاء الدولية“، ومن المقرر أن يعود سايمون إلى الأرض يوم 13 ديسمبر كانون الأول.
وذكر بينيوك أن فكرة سايمون مستوحاة من سلسلة رسوم هزلية صدرت في أربعينيات القرن الماضي وكانت أحداثها تدور في الفضاء حول الروبوت (الدكتور سايمون) الذي كان مرشدا لرائد فضاء يدعى كابتن فيوتشر. كما يشبه سايمون نظام الكمبيوتر الواعي هال في فيلم (2001: إيه سبيس أوديسي) للمخرج ستانلي كوبريك.