الاخبار الكاذبة في الانترنت وعولمة التضليل
مروة الاسدي
2018-01-25 04:00
تعج الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي بأخبار ملفقة يقف خلفها أفراد ومؤسسات وأجهزة أمنية، وتهدف تلك الجهات بذلك في بعض الأحيان إلى التشويش وإحداث بلبلة لأغراض مختلفة، وقد شهدت السنوات الأخيرة استخدامات متعددة للتكنولوجيا الحديثة، لاسيما في إطار تزايد عمليات التنصت والقرصنة.
ففي الآونة الأخيرة تصاعدت الانتقادات التي طالت مواقع مثل فيسبوك وتويتر وغوغل حول انتشار أخبار وصفت بالكاذبة أسهمت بوصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في أمريكا كما يقول المعترضون.
على سبيل المثال فإن أكثر المقالات المؤيدة لترامب في فيسبوك والتي أعيد نشرها، كانت مقالات وهمية نشرها شابان من مقدونيا بهدف الربح المادي. هذا الأمر جعل مارك زوكربيرغ رئيس مجلس إدارة فيسبوك يصدر تصريحين، في أقل من أسبوع، أكد فيهما أن الموقع يعمل على إيجاد حل لموضوع الأخبار الكاذبة والمضللة، مستدركاً أن "هناك حدود لما يمكن القيام به".
أصبح انتشار الأخبار المزيفة على الإنترنت، التي يوضع بعضها لتحقيق أرباح والبعض لأغراض سياسية، موضوعا رئيسيا للنقاش في كثير من البلدان المتقدمة وأثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، وتعتمد حروب الجيل الرابع بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك من خلال نشر أخبار غير دقيقة وإشاعات من شأنها إشعال الفتنة وزيادة العنف والانقسام في المجتمعات، تواجه فيسبوك ضغوطا متزايدة من حكومات أوروبية تهدد بفرض قوانين جديدة إذا لم تتحرك الشبكة الاجتماعية سريعا لحذف دعايا متطرفة ومحتويات أخرى غير قانونية، لذا أقرت شركة فيسبوك بأنها أصبحت ساحة معارك لحكومات تسعى لاستغلال الرأي العام في دول أخرى مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات جديدة لمحاربة ما أطلقت عليها "عمليات إعلام موجهة" تتجاوز ظاهرة الأخبار الزائفة.
يذكر ان اختراع الأخبار بهدف التضليل أو التسلية ليس جديدا، لكن مع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح تروج بشكل يجعل تمييزها عن الأخبار الحقيقية صعبا، فهناك مئات المواقع التي تنشر الأخبار الزائفة، بينمها مواقع تقلد الصحافة الحقيقية وأخرى تديرها حكومات بهدف الدعاية، وبعضها تهدف للدعابة لكن خيطا رفيعا يفصلها عن الأخبار الحقيقية الزائفة ويصدقها الكثيرون.
بريطانيا تؤسس وحدة للتعامل مع "الأخبار الكاذبة"
قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الثلاثاء إن الحكومة ستؤسس وحدة جديدة للتعامل مع ”الأخبار الكاذبة“ ومحاولة ردع من يسعون لاستغلال هذه الأخبار للتأثير على الأحداث في البلاد، وسبق أن اتهمت ماي روسيا بالتدخل في الانتخابات واتهمت الإعلام الرسمي الروسي بنشر قصص ملفقة لتقويض المؤسسات الغربية.
وتنفي روسيا تدخلها في انتخابات الدول بما في ذلك استفتاء يونيو حزيران 2016 في بريطانيا بشأن الانسحاب بن الاتحاد الأوروبي وانتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016، وقال المتحدث للصحفيين ”نحن نعيش في عصر الأخبار المزيفة والروايات المنافسة (للأحداث). سترد الحكومة باستخدام أكثر وأفضل لاتصالات الأمن القومي للتعامل مع هذه التحديات المعقدة المتشابكة“، وأضاف ”سنقوم بالبناء على القدرات الموجودة بإنشاء وحدة اتصالات أمن قومي. ستكون مهمتها مكافحة المعلومات غير الصحيحة... ستردع بشكل أكثر منهجية خصومنا وستساعدنا في تحقيق أولوياتنا للأمن القومي“.
ماكرون يقول إنه يرغب في سن قانون يحارب الأخبار الزائفة
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء إنه سيعدل قانون الإعلام الفرنسي هذا العام لمحاربة انتشار ”الأخبار الزائفة“ على وسائل التواصل الاجتماعي التي وصفها بأنها تهدد الديمقراطيات الليبرالية.
ومنذ انتخابه في العام الماضي، انتقد ماكرون الإعلام الروسي على وجه الخصوص، واتهم صراحة تلفزيون ”روسيا اليوم“ بنشر معلومات زائفة عنه على موقعه الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي خلال الانتخابات الرئاسية، وقال ماكرون في مؤتمر صحفي ”إن كنا نرغب في حماية الديمقراطيات الليبرالية، فينبغي أن يكون لدينا تشريع قوي“، وأضاف أن التشريع سيخص منصات التواصل الاجتماعي خاصة في فترات الانتخابات.
فيسبوك تسعى الى تحسين صورتها في ظل إشكالية الاخبار الكاذبة في مواقع التواصل
اقرت مجموعة فيسبوك الاثنين بالتهديد الذي قد يشكله التوسع الهائل لشبكات التواصل الاجتماعي للديموقراطية، متعهدة معالجة هذه المشكلة مباشرة وتحويل منصتها الى "قوة للخير"، وتأتي تصريحات شبكة التواصل الأضخم في العالم في آخر رد لها على انتقادات كثيفة لعجزها على وقف انتشار المعلومات الخاطئة بين مستخدميها الذين يبلغ عددهم مليارين، ولا سيما في الفترة المؤدية الى انتخابات 2016 الرئاسية في الولايات المتحدة.
وأكد مسؤول المشاركة المدنية في فيسبوك صامد شكرابارتي في تدوينة ادراكه "للضرر الذي قد يلحقه الانترنت حتى بديموقراطية سليمة"، وتابع "في 2016 كنا بطيئين جدا في فيسبوك في رصد كيف استغلت جهات مسيئة منصتنا"، مؤكدا "نعمل حاليا بجدية على إبطال مفعول هذه المخاطر"، تأتي التدوينة في سلسلة بعنوان "اسئلة صعبة" تندرج في حملة إعلانية بارزة لمجموعة فيسبوك لإعادة رسم صورتها، تخللها في الاسبوع الفائت الاعلان عن فتح فرصة امام المستخدمين لـ"تصنيف" مصادر المعلومات بحسب ثقتهم بها، في مسعى لاعتراض تدفق الأخبار الكاذبة.
وقالت مسؤولة السياسات الدولية والاعلام الحكومي كيتي هارباث في بيان "نحن مصممون أكثر من أي وقت على مكافحة الآثار السلبية وحريصون على ان تكون منصتنا موردا لا شك فيه لخير الديموقراطية".
وتتعرض مجموعات فيسبوك وغوغل وتويتر لتشديد التدقيق حول العالم بعدما سهلت انتشار الاخبار الخاطئة، وبعضها بإيعاز او توجيه روسي، قبل الانتخابات الاميركية واستفتاء بريكست (انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي) وغيرهما من المعارك الانتخابية، وخلصت فيسبوك الى ان جهات روسية تقف وراء 80 الف خبر منشور، وصلت الى حوالى 126 مليون شخص في الولايات المتحدة على مدى عامين تقريبا.
موردوك يطالب "فيسبوك" و"غوغل" بتقاسم الايرادات
انتقد قطب الإعلام روبيرت موردوك في رسالة مفتوحة "فيسبوك" و"غوغل" اللتين لم تقدما برأيه في الخطوات الأخيرة التي اتخذتاها أي حل للمسألة المهمة المتعلقة بتشارك الايرادات مع وسائل الإعلام الإخبارية.
ومنذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، بدأت "فيسبوك" معركة علنية ضد الأخبار الزائفة التي عكرت الأجواء في الحملة الرئاسية، وأعلنت الشبكة الاجتماعية الجمعة أنها ستطلب مباشرة من مستخدميها رأيهم في شأن هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك عن طريق استبيانات لتقييم مدى رضاهم عن هذه الوسائل.
وسيُسأل مستخدمو الانترنت هل يعرفون هذا المصدر الإخباري أو ذاك، وما إذا كانوا يعتبرونه أهلا للثقة، وفي تشرين الاول/اكتوبر، أعلنت "فيسبوك" أنها ستغير طريقة الإطلاع على المقالات من منصتها للتشجيع على الدفع للمحررين الصحافيين في مقابل المضامين. وتلى ذلك بعد أيام قليلة إعلان "غوغل" تدابير مشابهة.
غير أن هذه التدابير لا تقنع روبيرت موردوك الذي اعتبر أن هذه "الإجراءات التصحيحية (..) غير ملائمة تجاريا واجتماعيا وصحافيا"، وكتب الرئيس التنفيذي لمجموعة "نيوز كورب" الذي يتولى المهام عينها داخل مجموعة "توينتي فيرست سنتشوري فوكس" العملاقة للتلفزيون والسينما "لم أر بعد اقتراحا يقر حقا بالقيمة الاجتماعية للصحافة المهنية".
وأضاف روبيرت موردوك "اذا ما كانت +فيسبوك+ تريد الاعتراف بالناشرين +الموثوقين+، يجب أن تدفع لهم بدلا للاستخدام مشابها للنماذج المعتمدة من قنوات الكابل التلفزيونية"، في إشارة إلى الحصة المخصصة للقنوات من اشتراكات الكابل.
ولفت إلى أن هذا البدل سيحمل "أثرا ضئيلا على أرباح +فيسبوك+ لكن ستكون له انعكاسات كبرى على آفاق المحررين والصحافيين"، كذلك أبدى قطب الإعلام قلقه إزاء "النقص الكبير في الشفافية" من جانب "فيسبوك" وهو ما من شأنه "إثارة القلق لدى المحررين وأولئك الذين يعملون على إعطاء توجه سياسي لهذه المنصات النافذة".
وكالات الانباء تريد فرض بدل مالي على عمالقة الانترنت لقاء الأخبار التي تجنى منها المليارات
دعت تسع وكالات أنباء اوروبية بينها فرانس برس إلى فرض بدل مالي على شركات الانترنت العملاقة مقابل حقوق الملكية لاستخدام المحتوى الإخباري الذي تجني منه أرباحا طائلة، ويناقش الاتحاد الأوروبي تشريعا يفرض على فيسبوك وغوغل وتويتر وغيرها من الشركات العملاقة دفع بدل مالي مقابل ملايين المقالات الصحافية التي تستخدمها أو تنشر روابط لها.
وقالت الوكالات في بيان نشر بالفرنسية في صحيفة "لوموند" ان "فيسبوك أصبحت أكبر وسيلة اعلامية في العالم (...) ولكن لا فيسبوك ولا غوغل لديهما قاعة أخبار. ليس لديهما صحافيون في سوريا يجازفون بحياتهم ولا مكتب في زيمبابوي يغطي رحيل موغابي ولا محررون يتحققون من صحة الأخبار التي يرسلها المراسلون على الأرض".
وقالت وكالات الانباء إن "الحصول على الاخبار مجانا يفترض أن يكون من انجازات الانترنت الكبرى، لكنه مجرد وهم. ففي نهاية الأمر، فإن إيصال الانباء إلى الجمهور يكلف الكثير من المال"، وأضاف البيان ان "الأخبار هي السبب الثاني، بعد التواصل مع العائلة والاصدقاء، الذي يجعل الناس يستخدمون فيسبوك التي ضاعفت أرباحها ثلاث مرات إلى عشرة مليارات دولار (8,5 مليارات يورو) السنة الماضية"، مع هذا فإن عمالقة الانترنت هي التي تجني الأرباح من "عمل الآخرين" من خلال جني ما بين 60 الى 70% من مداخيل الإعلانات، علما ان أرباح غوغل تزداد بمعدل 20 في المئة كل سنة، وفي هذه الاثناء تراجعت ايرادات الإعلانات لدى وسائل الإعلام 9% في فرنسا وحدها السنة الماضية "في ما يعد كارثة بالنسبة لصناعة الإعلام.
استطلاع لبي بي سي: تزايد المخاوف من الأخبار الكاذبة على الانترنت
أفاد استطلاع رأي أجرته الخدمة العالمية في بي بي سي تزايد القلق بين مستخدمي الانترنت عالميا بشأن الأخبار الكاذبة، وأشار الاستطلاع أيضا إلى وجود معارضة متزايدة إزاء تدخل الحكومة لفرض رقابة على الانترنت للحد من تداول مثل هذه الأخبار.
وفي الاستطلاع الذي شمل 15 دولة، قال 79 في المئة إنهم قلقون بشأن الأخبار الكاذبة على الانترنت، لكن مستخدمي الانترنت في دولتين فقط هما الصين وبريطانيا أكدوا رغبتهم في فرض حكومتهم رقابة على الانترنت، وكانت بي بي سي أجرت استطلاعا مماثلا في عام 2010، وقال 58 في المئة من المستطلع آرؤاهم إنه يجب تنظيم الانترنت مقابل 51 في المئة في الاستطلاع السابق الذي أجري قبل سبع سنوات.
وفيما يتعلق برقابة الانترنت، أعرب 67 في المئة من المستطلع آراؤهم في الصين عن ترحيبهم بهذه الفكرة، بينما كان موقف البريطانيين أكثر توازنا إذ أيد 53% فرض الرقابة على الشبكة العنكبوتية، وضمت قائمة الدول التي سجلت معارضة شديدة لفكرة مراقبة الانترنت كلا من اليونان 84 في المئة، ونيجيريا 82 في المئة.
وأجرت "غلوب سكان" هذا الاستطلاع لصالح بي بي سي خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى أبريل/نيسان وشمل أكثر من 16 ألف بالغ، وتزايدت المخاوف بشأن ما هو حقيقي وما هو كاذب بعد عام شهد انتشارا لمصطلح الأخبار الكاذبة وأصبحت مصدرا للتربح إذ أن الأخبار الكاذبة على فيسبوك حققت لأصحابها مبالغ طائلة من خلال الإعلانات.
وكان البرازيليون الأكثر قلقا إزاء الفارق بين ما هو حقيقي وما هو كاذب، وأوضح 92 في المئة منهم أنه يساورهم بعض القلق إزاء هذا الأمر. وفي عدد من الدول النامية الأخرى كان هناك مستوى مرتفع من القلق إزاء الأمر نفسه من بينها إندونيسيا التي سجلت 90 في المئة، ونيجيريا 88 في المئة وكينيا 85 في المئة.
وكانت ألمانيا هي البلد الوحيد من بين الدول التي شملها الاستطلاع وأعرب مواطنوها بأغلبية ضئيلة بلغت 51 في المئة عن عدم قلقهم إزاء هذه القضية. وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات في ألمانيا، كانت هناك جهود حثيثة للقضاء على الأخبار الكاذبة.
وقال دوغ ميلر، رئيس مؤسسة "غلوب سكان": "نتائج هذا الاستطلاع تشير إلى أن عهد الأخبار الكاذبة قد يكون مهما في تقليل مصداقية المعلومات عبر الانترنت مثلما كانت معلومات المراقبة الخاصة بوكالة الأمن الوطني (الأمريكية) التي كشف عنها (عميل الاستخبارات السابق) إدوارد سنودن عام 2013 مهمة في التقليل من ثقة الناس في الكشف عن آرائهم عبر الانترنت".
وهناك قلق متزايد إزاء تعبير الناس عن آرائهم عبر الانترنت. وفي الدول الـ15 التي شملها الاستطلاع، قال 53 في المئة إنهم لا يشعرون بالارتياح إزاء هذا الأمر مقارنة بـ49 في المئة في الاستطلاع السابق عام 2010.
أعربت غالبية كبرى في نيجيريا وبيرو والصين عن ثقتهم بشأن التعبير عن آرائهم، لكن في أوروبا وأمريكا الشمالية كان الأشخاص أكثر قلقا بكثير، وكان الفرنسيون واليونانيون الأقل رغبة على الأرجح للتحدث بحرية على الانترنت عن آرائهم.
ومع تزايد الاستخدام العالمي للانترنت، فإنه يبدو أن هناك حماسا متزايدا للرغبة في منح حق استخدام الانترنت للجميع. ووافق 53 في المئة من المستطلع آرائهم على أن استخدام الانترنت يجب أن يكون حقا أساسيا، وسجلت البرازيل واليونان والهند الأغلبية الأكبر من المستطلع آراؤهم في هذا الشأن.
وسلط الاستطلاع الضوء على بعض الاختلافات بين الرجال والنساء في الاتجاهات إزاء الانترنت، إذ أن الرجال كانوا الأكثر استخداما على الأرجح للانترنت، إذ قال 78 في المئة من الرجال إنهم دخلوا إلى الانترنت خلال الشهور الستة الماضية مقارنة بـ71 في المئة من النساء.
وأوضح الاستطلاع أن النساء كن بدرجة ما على الأقل أقل شعورا بالارتياح للتعبير عن آرائهن عبر الانترنت، وكان هذا القلق أكثر وضوحا في الدول المتقدمة. وأعرب 14 في المئة من النساء في فرنسا عن شعورهن بالاطمئنان للكشف عن آرائهن، بينما سجلت بريطانيا 36 في المئة والولايات المتحدة 35 في المئة، وكانت البريطانيات أيضا أكثر قلقا إزاء المحتوى الكاذب مقارنة بالرجال، وكن أكثر حرصا على وجود خطط لفرض بعض الرقابة على الانترنت.
ثلثا البالغين الأمريكيين يستقون الأخبار من الشبكات الاجتماعية
قال مسح أجراه مركز بيو للأبحاث الأسبوع الماضي إن نحو ثلثي البالغين الأمريكيين يستقون ”جزءا على الأقل من الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي“ وإن 20 في المئة منهم يعتمدون على الشبكات الاجتماعية في الأخبار في معظم الأحيان.
وأوضح المسح أن نحو 67 في المئة من البالغين الأمريكيين يعتمدون إلى حد ما في الحصول على الأخبار على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وسناب شات وذلك مقارنة مع 62 في المئة العام الماضي.
وللمرة الأولى في تاريخ الأبحاث التي يجريها بيو وجد المسح أيضا أن 55 في المئة من البالغين الأمريكيين فوق سن الخمسين يحصلون على الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاعا من 45 في المئة في 2016، وقال المركز ”رغم أن الزيادة الإجمالية صغيرة إلا أنها مدفوعة بزيادات كبيرة بين الأمريكيين الأكبر سنا والأقل تعليما وغير البيض“، وظل فيسبوك المنصة المهيمنة فيما يتعلق بالحصول على الأخبار مع قول 45 في المئة من البالغين الأمريكيين إنهم يعتمدون على الموقع في الحصول على الأخبار. وجاء موقع يوتيوب بالمركز الثاني بنسبة 18 في المئة بينما حاز تويتر على حوالي 11 في المئة فقط.
فيسبوك تعطي أولوية لوسائل الإعلام "الجديرة بالثقة"
قال الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربرج يوم الجمعة إن الشركة ستبدأ في إعطاء أولوية لوسائل الإعلام ”الجديرة بالثقة“ في بث مشاركات التواصل الاجتماعي حيث تعمل الشركة على مكافحة ”الإثارة“ و”المعلومات المضللة“.
وقالت الشركة التي لديها أكثر من 2 مليار مستخدم شهريا إنها سوف تستخدم استطلاعات الرأي لتحديد ترتيب وسائل الإعلام من حديث الثقة، واستعرض زوكربرج هذا التعديل في تدوينة على فيسبوك قائلا إنه بداية من الأسبوع المقبل ستعطي خدمة البث الإخباري وهي المنتج المحوري للشركة، أولوية ”للأخبار ذات الجودة العالية“ على المصادر الأقل جدارة، وكتب زوكربرج ”هناك الكثير من الإثارة والمعلومات المضللة والاستقطاب في العالم اليوم“.
ويقول ”تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للناس نشر المعلومات بشكل أسرع من أي وقت مضى، وإذا لم نعالج هذه المشاكل تحديدا سينتهي الأمر بتضخيمها“، وفي الوقت نفسه قال زوكربرج إن كم الأخبار بشكل عام على فيسبوك سيتقلص إلى نحو 4 في المئة من محتوى خدمة البث الإخباري مقارنة مع 5 في المئة حاليا.
وكان لدى فيسبوك علاقة قوية مع الوسائل الإخبارية وخاصة تلك التي لها ميول سياسية قوية. وفي عام 2016 أعرب مشرعون جمهوريون أمريكيون عن قلقهم إزاء قيام فيسبوك بكبح القصص الإخبارية التي تهم القراء المحافظين، وقال زوكربرج الاسبوع الماضي إن الشركة ستغير الطريقة التي ترشح بها المشاركات ومقاطع الفيديو في خدمة البث الاخباري لتحديد أولويات ما يشارك به الأصدقاء والعائلات.
واتساب "أحد أكبر مصادر الاطلاع على الأخبار"
أصبح تطبيق واتساب واحدا من أكثر الوسائل السائدة للاطلاع على الأخبار ومناقشتها، وفقا لما توصلت إليه دراسة جديدة، غير أن استخدام تطبيق المراسلات الفورية يبدو متباينا بدرجة كبيرة بين الدول.
ففي ماليزيا، قال أكثر من 50 في المئة من المستطلع آرائهم إنهم يستخدمون تطبيق واتساب للاطلاع على الأخبار مرة واحدة أسبوعيا على الأقل، لكن النسبة في الولايات المتحدة تضاءلت كثيرا لتصل إلى ثلاثة في المئة فقط، وخمسة في المئة بالمملكة المتحدة.
كما أشار تقرير "ديجيتال نيوز ريبورت" إلى أن الجدل الدائر حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد أدى إلى تنامي تراجع الثقة في وسائل الإعلام البريطانية.
وذكر أن 43 في المئة من المستطلع آرائهم أعلنوا أنه يمكن الوثوق بالأخبار، مقابل 50 في المئة العام الماضي، في الوقت الذي تعرضت فيه بي بي سي على وجه التحديد لانتقادات بسبب اتهامها بالتحيز لصالح معكسر البقاء في الاتحاد، وإخفاقها في الكشف عن "حملات التشويه" ضد حملة الخروج.
وغطت الدراسة، التي أعدها معهد رويترز لدراسة الصحافة، 34 دولة في أوروبا والأمريكتين وآسيا إلى جانب تايوان وهونغ كونغ، برعاية بي بي سي وغوغل وآخرين، وأجرت مؤسسة "يوغوف" لاستطلاعات الرأي مسحا على 71,850 شخصا في الفترة من يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط لاستخلاص بيانات الدراسة.
جوجل تخفف القواعد على المقالات الإخبارية المجانية للمواقع ذات الاشتراكات
أعلنت جوجل أن المواقع الإخبارية ذات الاشتراكات لن يكون لزاما عليها إتاحة ثلاث مقالات مجانية للمستخدمين يوميا ولن تواجه ظهورا أقل في نتائج البحث لتخفف بذلك قواعدها في أعقاب شكاوي من شركات إعلامية عملاقة مثل نيوز كورب من أن مبيعاتها تتراجع، وخلال العقد الماضي ساعدت سياسة ”أول نقرة مجانا“ التي انتهجتها جوجل غير المشتركين على تجنب حظر الاشتراكات غير المدفوعة عند الضغط على مقالات إخبارية نتيجة عمليات البحث، وزعمت جوجل التي تعد أكبر شركة تابعة لشركة ألفابت أن المقالات المجانية ستؤدي إلى زيادة الاشتراكات، لكن باستثناء عدد قليل من النشرات لم تكن الاشتراكات عن طريق الانترنت مرضية وتزايدت شكوى شركات مثل نيوز كورب التي تملك وول ستريت جورنال من أن حصول مستخدمين على مقالات مجانية أدى إلى تراجع المبيعات.
ولم تلتزم وول ستريت جورنال هذا العام بسياسة جوجل مما نتج عنه تراجعها في ترتيب نتائج البحث لكن أدى ذلك إلى زيادة الاشتراكات.
وقال ريتشارد جينجراس نائب رئيس الأخبار في جوجل ”خلال العام الماضي كان لدينا مؤشر واضح، نعم، كان سيصبح من المهم للناشرين لزيادة عائدات اشتراكاتهم“، وقال إن عدد المنابر الإخبارية ذات الاشتراكات غير المدفوعة وصل إلى عدد حرج العام الماضي إلى الدرجة التي دفعت جوجل إلى البدء في تطوير أدوات لهم، وتعول جوجل الآن على القواعد التي خففتها وبرنامج الاشتراك قيد التطوير لوقف تراجع المحتوى القيم لوول ستريت جورنال وناشرين آخرين، ومن الآن فصاعدا سيكون بمقدور الناشرين اختيار عدد المقالات المجانية، إن وجدت، التي يرغبون في تقديمها للباحثين الذين يستخدمون جوجل، كما تعتزم جوجل تدشين برنامج مجاني خلال الشهور القادمة للناشرين يمكّن المستخدمين من الدفع مقابل المحتوى باستخدام معلومات بطاقة الائتمان التي زودوا بها عملاق البحث من قبل، وقال جينجراس إن الهدف من وراء ذلك هو تسهيل عمليات الشراء لتصبح من خلال نقرة واحدة. وسيتم تشارك أسماء وعناوين البريد الإلكتروني للمشتركين مع الناشرين.