عالَم الإنترنت: هل يحقق أحلامك الواقعية؟

فهيمة رضا

2018-01-14 04:20

عندما يتعلم المرء كيفية التعامل مع ما يجري حوله ويكون ذا ثقافة وإطلاع جيد بالنسبة لما يدخل للمجتمع من أفكار وعلوم، سيكون تعامله مع كل شيء أفضل، فهناك مقولة تقول: لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطادها. هذه المقولة تحفز الإنسان على التعلم وعدم الاتكال على الآخرين وأفاد البعض منها في مجالات شتى، بعد أن قرأنا كثيرا من المقالات.

وسمعنا كثيرا من المحاضرات عن مساوئ النت، وفكرت بأنه ربما علينا ان ننزع النظارة السوداء ونتعلم كيفية الاستفادة من النت ومواقع التواصل الاجتماعي، فبدلا من أن ننهى مَنْ حولنا عن استعمال النت واعطاء النصائح التي تبعدهم أكثر فأكثر عنا -لان جيل هذا اليوم لا يستمع لكلمات أحد مهما علا شأنه- علينا أن نسلط الضوء على الأمور الايجابية كي يعرف بأن النت ومواقع التواصل سلاح ذو حدّين، وباستطاعته أن يستفيد منها بأفضل طريقة ويجعل هذه الوسائل تخدمه وليس هو يكون من يخدمها.

فبدل السمكة "النصائح" علمني كيف اصطاد، أي علمني "استخدما بصورة أفضل".

التجارة والتسوق السريع

فقد أشار التاجر سيد حسام:

هناك ملايين الناس يغتنمون هذه الفرصة حيث يكسبون من مواقع التواصل الكثير من المال، فطريقة الكسب اليوم تغيرت ولا يلزم أن يخرج المرء من بيته ويتحمل عناء السفر لأجل لقمة العيش، اليوم باستطاعتك أن تجلس في بيتك وتبيع وتشتري منتجاتك المفضلة وتسد حاجاتك وتحصل على رأس مال أكثر فأكثر، إن كنت تعرف طريقة العمل وهناك من يشارك في الإعلانات وهكذا يساهم في ارتفاع معدل البيع لديه ويصبح لديه زبائن من شتى المدن والبلدان، وغير ذلك هناك الكثير من الأسرار في عالم النت تساعد الإنسان على الكسب وإيجاد الرزق.

إن العالم أصبح قرية صغيرة كما قال أحد الطلاب، وأضاف.. باستطاعتك اليوم التعرف على الناس من جميع أنحاء العالم والتعرف على آدابهم وتقاليدهم من خلال التواصل معهم إن كنت تجيد اللغة وفن التواصل، وفي نهاية المطاف توسع دائرة علاقاتك.

تعلَّم تبليغ المهارات

كما قالت عضو الجمعية ست لمياء بهذه الحالة استطعنا أن ننمي مهاراتنا ونتعلم من افكار الآخرين ونشاركهم عقولهم، واستطعنا أن نجعل نشاطاتنا في نطاق أوسع كي يستفيد منها الجميع، هكذا باستطاعة المرء أن يحصل على أي شيء يخطر في باله خلال دقائق، والشخص الجالس في بيته يستطيع ان ينمي مهاراته دون ان يدوس قدمه أعتاب البيت.

أرخص وأسهل طريقة للتواصل

السيدة منى تقول قبل اقل من خمسين عاما كانت وسيلة التواصل هي الرسائل وإرسال الأشرطة، حيث كانوا يسجلون أصواتهم على الأشرطة ويبعثونها الى أحبتهم في باقي بلدان العالم، وكل حسب حظه وموقعه الجغرافي، فقد كان يستغرق إرسال الشريط شهورا عديدة لأن وسائل النقل لم تكن متوفرة بهذه الكثرة وبهذه الكيفية كما هي اليوم، حتى قبل خمس عشرة سنة عندما تزوجت وسافرت من بلدي لم يكن هناك وسيلة للتواصل سوى التلفون، وكان يتطلب التواصل مبلغا باهظا جدا ولم يكن باستطاعة الجميع أن يوفروا هذه المصاريف، فكنا نتلهف لأجل سماع صوت الأحبة ولا زال صوت "البيبي" مسجلا في الشريط عندما كانت تبكي وتجزع من ألم الفراغ والفراق، حتى أنا كنت بعيدة عن أهلي فهذه القسوة شملت أكثر العراقيين حيث ابتعدوا عن منازلهم وبلدهم وتجرعوا كأس الفراق المر، ولكن اليوم أشكر الله على نعمة النت حيث باستطاعتي التكلم مع العائلة بكبس زر وباستطاعتنا مشاركتهم اللحظات الجميلة مع أنني مسرورة جدا لأن البشر استطاع ان يصل الى هذا التطور وينجح في تقريب الناس من بعضهم البعض!.

وقد حفظت الأدعية والقرآن عن طريق النت ومواقع التواصل.

السيدة زينب "حافظة قرآن" تقول: أستغرب من كلام البعض عندما يسلطون الأضواء على مساوئ النت فقط! فهناك من يتعمد استخدام الأشياء بطريقة خاطئة على الدوام، وهناك من يجعل طريقة الاستخدام غير سليمة لذلك يسيء دائما لنفسه، ولكن بالنسبة لي أرفع رأسي بكل فخر وأقول عن طريق المواقع التواصل الاجتماعي استطعت أن أتعرف على معهد حفظ القرآن وأحظى بهذا الشرف العظيم وهو حفظ القرآن، وعن طريق الواتساب شاركت في قروبات الأدعية والختومات لمدة أربعين يوما، هكذا حفظت حديث الكساء وزيارة عاشوراء وزيارة آل يس وأدعية أخرى لم أكن أنا فقط بل أطفالي أيضا حفظوا معي وشاركوني في هذا الفرح الكبير، اشكر الله على هذه النعمة.

إكمال الدراسة الأكاديمية

المهندس احمد يقول: كان بودي أن أكمل دراستي وأحقق حلمي ولكن ظروفي لم تسمح لي، وعن طريق النت سجلت online ووصلت الى مبتغاي، انه عالم جميل فيه كل شيء فقط عليك أن تعرف ماذا تريد بالضبط!.

إستبصرت

سارا تقول عانقت مذهب الإسلام عن طريق الانترنت ومواقع التواصل حيث وجدت في عقلي علامة سؤال عن كثير من الاشياء، وبحثت بعد ذلك لأعرف أكثر ثم أدركت بأنَّ هناك خطأ في حياتي وأدركت عليَّ أن استسلم وأعانق مذهب التشيع فاشكر الله على ذلك.

هناك فوائد أكثر لا نذكرها خوفا من الإطالة ونكتفي عند هذا الحد، ولكن جميل أن نعرف كيفية الاستعمال كي لا تُقلب الأمور رأسا على عقب، بالتأكيد هناك مساوئ لاستعمال النت فأكثر الأشياء في هذه الحياة ليست مفيدة تماما، بل هناك ايجابيات وسلبيات يجب أن يراعي الإنسان مقدار استعمالها، كالملح والسكر إذا بالغ الإنسان في استعمالهما سيكون ذلك مضرا، وبلا شك أن عدم الاستفادة تسبب الخلل، حتى الدواء الذي يوصي به الطبيب له آثار جانبية، ولكن على المريض ان يراعي نصائح الطبيب ولا يزيد عدد الجرعات حسب رغبته، ويتحمل هذه الآثار الجانبية كي يشفى.

واليوم علينا أن نتعلّم ونعلّم الآخرين كيفية الاستعمال الصحيح للنت ولمواقع التواصل كي نقلل من المساوئ والأضرار.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي