لنبدأ من جديد

المرجع الراحل الامام السيد محمد الشيرازي

2018-01-27 06:00

التجديد يبدأ من نفس الإنسان، فإنه إذا لم يصلح الإنسان نفسه لا يمكنه إصلاح غيره من بني نوعه أو المحيط المتعلق به، الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والطبيعي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

المقدمة

(لنبدأ من جديد) اسم هذا الكتاب الذي بين يديك وقد أشرنا فيه إلى بعض عوامل التقدم وأسباب التأخر وما ينبغي في ميادين العمل وتجديد الحياة في سبيل إعلاء كلمة الإسلام والمسلمين.

نسأل الله تعالى أن ينفع به المؤمنين إنه سميع مجيب.

قم المقدسة-محمد الشيرازي- الطبعة الأولى 1419هـ 1998م

1
عوامل الهزيمة.. وأسباب الانتصار
أ. ضعفكَ.. وقوّة العدو:

إذا كنت في مركز الضعف، وكان عدوّك في مركز القوة، كان هناك عاملان مهمّان لانهيارك، خصوصاً إذا كان البون بينك وبين عدوّك شاسعاً، فكان عدوك يملك كل أنواع السلاح، وأنت لا تملك أياً من أنواع السلاح.

ب. عدم استعدادك:

حارب جيشان، فانهزم أحدهما، فسأله الناس عن سبب انهزامه؟

قال رئيس الجيش المنهزم: كان هناك أربعون علّة لانهزامنا، الأول: فقدنا العتاد..

قال السائل: كفى، ولا أحتاج إلى عدِّك بقية العلل والأسباب ـ إشارةً إلى أن فقدان العتاد والسلاح عامل أساسي في الهزيمة ـ.

جـ. الأعدام لا تؤثِّر.. ولا تتاثَّر:

المعروف عند بعض الحكماء أن الأعدام وإن لم تكن وجودات، إلا أنها قد تكون منشأً لبعض الآثار في الجملة.

يقولون: إنك لا تسافر لأنك لا تملك السيارة، ولا يصح أن يُقال: إنك لا تملك السيارة لأنك لا تسافر.

ويقولون: إنك لا تواصل الدراسة لأنك لا تجد المدرّس ولا تجد الكتاب ولا تجد الوقت الكافي..، فإذا حصل عندك الوقت الكافي فإنك أيضاً لا تتمكن من المواصلة، لأن هناك عدمين آخرين حالا دون دراستك.

لكنّ الصحيح أن الأعدام لا تؤثر ولا تتأثر بل إن الوجود فقط علّة ومعلول.. فإذا كان معلول عدمي مستنداً إلى عدة من الأعدام، لا يكفي انقلاب أحد الأعدام إلى الوجود في أن ينقلب ذلك العدم المعلول إلى الوجود[2].

د. الاُمنيّات الفارغة:

من الأخطاء: الأماني الفارغة ـ حتى في أصغر الأشياء ـ، إن ثمن بيضة حمام فلسان ـ مثلاً ـ ولكنك إذا تمنيت البيضة بدون أن تبذل الفلسين أو أن تطلبها ممّن يعطيك إياها مجاناً، كنت على غير صواب، أليس هكذا؟.

وقد ورد في الحديث: (إن الأماني بضائع النوكي)[3] والنوكي: جمع أنوك، بمعنى الأحمق.

فإذا كانت الأماني بضاعة الأحمق حتى في ما ثمنه فلسان، فماذا ترى في ما ثمنه ألف بليون دينار؟.

وإذا كانت الأمنية الحصول على ما ثمنه فلسان بدون سلوك الطريق الموصل حمقاً (مرة)، فأمنية الحصول على ما ثمنه ألف بليون دينار بدون سلوك الطريق الموصل، حمق (ملايين المرات).

هـ. التقليد الأعمى:

قال أحدهم: دخلت خزانة الحمام، فرأيت شيخاً كبيراً يغتسل، وينوي هكذا: “أغتسل غسل الحيض قربةً إلى الله تعالى”.

قلت له: لماذا هكذا تنوي؟

قال: فكيف أنوي؟

قلت: نية الغسل الذي عليك.

قال الشيخ: اذهب يا أحمق، فهل أنت أعلم أم أمي، فقد جئت معها إلى الحمام حين كنت صغيراً مرات، وكانت تنوي هكذا..

و. خسائر عدم التعقل:

يقولون: إن جحا، قال لزوجته ـ ذات يوم ـ: ما هو غداؤنا؟

قالت: لا شيء لنا.

قال: فلنذهب لنحصل على المأكول.

فأخذ جحا عنزاً له، ليبيعه في السوق، وأخذت الزوجة كُبّابة من الخيط لتبيعها، وبعد ساعات رجعا.

قال جحا: عجيب أمري! فقد حفّ بي في السوق جماعة زعموا، انه ليس بعنز، وإنما هو كلب، فصدَّقتهم وكذَّبت عيني، ولذا تركته.

وقالت الزوجة: إن الكبابة كانت ربعاً إلا ثلاثة دراهم ـ وزن معروف ـ ولذا أغفلت الخيّاط، فأدخلت في جوف الكبابة أقراطي الذهبية، فبعتها بعشرة فلوس!.

قال جحا راضياً بما فعله وما فعلته! ـ وهنا بيت القصيد ـ: نعم.. أنت اعملي، وأنا أعمل، والله يرزقنا من واسع فضله.

ز. الطموح.. وانعدامه:

وكان بقّالان شرعا في البقالة، ورأس مال أحدهما: مائة دينار، ورأس مال الثاني: عشرة الآف. وبعد أعوام، صار رأس مال الأول: مائة ألف، ورأس مال الثاني: أحد عشر ألف.

فكان البقال الثاني يفرح، لأنه ربح ألف دينار!.

العبر والدروس من القصص:

هل سمعت هذه الأمور؟

وهل عرفت من عنيت؟

إن أعداء المسلمين في أعلى مراكز القوة، وإن المسلمين في أحط مراكز الضعف، فهل يمكن ـ والحال هذه ـ أن يرتفع المسلمون إلى مستواهم، بله أن يتفوقوا عليهم بمجرد الأماني؟.

إن الأولين يملكون الحياة ـ الكثير منها ـ والمسلمين لا يملكون أيّ مقوّم للحياة، فهل ـ والحال هذه ـ يمكن تقدم المسلمين؟

إن المسلمين انهزموا لألف علة وعلة، فإذا فرضنا أننا تغلّبنا على بعض العلل فهل يكفي ذلك لإنهاض المسلمين ولنهضتهم؟.

لقد واجهت أناساً ينسبون تأخر المسلمين إلى عدم الاتحاد..

وآخرين ينسبونه إلى عدم توفر القدر الكافي من رجال العلم.

وآخرين ينسبونه إلى عدم النظام..

وآخرين ينسبونه إلى عدم وجود القيادة الصحيحة..

وآخرين..

وآخرين..

فهل أن الأسباب منحصرة في أحد هذه الأمور أم جميعها، أم هناك أسباب أخرى؟.

فهب أنّا وحّدنا الجهود، ووفرنا القدر الكافي من أهل العلم، ونظمنا شؤوننا، وسلّمنا الأمر إلى قائد حكيم، ثم لم يكن لنا علم بالحياة، ولم تتوفر لنا الأسلحة الكافية، فهل ننجح؟.

الجواب: كلا، إلا إذا أخذنا بسائر أسباب الحياة، وسائر مقومات الرقي والتقدم.

إذاً.. سبب واحد كاف في الهزيمة..

ولكن لا يمكن النصر إلا بتوفر كل الأسباب..

وهناك مسلمون يظنون أنّ الأماني كافية لإنهاضهم، ولذا لا يكدحون إلاّ لأجل ثوب يلبسونه أو طعام يأكلونه أو …، ولكن هل الأماني تكفي؟.

كلا..

ثم إنّ الأماني على ثلاثة أنواع:

1- أُمنية أن الأوضاع هي بنفسها تنقلب إلى الخير.

2- وأمنية أن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يأتي فيصلح، فننتظر ظهوره من دون عمل أو بذل جهد، غير مبالين بقوله سبحانه: (وقل اعملوا)[4].

3- وأمنية أن غيره[5] يقوم بالإصلاح.

فهل إنهاض المسلمين، أقل أهمية من طعام فطور؟

فلماذا لا تتمنى لأجل الطعام، بل تكدح ليلاً ونهاراً؟

لماذا لا يقال: لعلّ الصدفة تأتي له بالغداء؟

وإذا قلت: لعلّ الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) يظهر، فتصبح الدنيا جنة فآكل من ثمارها دون كدح.. فلم لا تقول: لعل إنساناً يكدح ويحضر لي الطعام؟

نعم تجديد الحياة يحتاج إلى الكدح والعمل حتى إذا ظهر الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).

2
لنبدأ من أنفسنا

ثم إن التجديد يبدأ من نفس الإنسان، فإنه إذا لم يصلح الإنسان نفسه لا يمكنه إصلاح غيره من بني نوعه أو المحيط المتعلق به، الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والطبيعي وغيرها، وقد قال سبحانه: (إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم)[6].

فإن أوّل التغيير إلى الصلاح أو الفساد هو الإنسان[7].

فمن يجعل من المعلم والمهندس والطبيب والعالم والخطيب ونحوهم بهذه الصفات غير أنفسهم؟.

ومن يجعل مَن هجر العلم وابتعد عن التقوى والفضيلة والخصال الحميدة، متحلياً بهذه الصفات غير ذواتهم؟.

نعم لا إشكال في أن كثيراً من التقدم والتأخر له عوامل أخرى غير ذات الإنسان، لكن الكلام في الأساس.

ثم إن الله سبحانه لم يجعل الإنسان مرغماً على التقدم أو التأخر بل خلقه حراً.

قال عزّوجل: (وهديناه النجدين)[8].

وقال سبحانه: (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً)[9].

وحتى المجبور ربما يجد نطاقاً يتمكن من التحرك فيه: أماماً وخلفاً ويمنة ويسرة أو ما أشبه.

فالسجين يتمكّن أن يشغل قلبه ولسانه إمّا بالذكر لله سبحانه وتعالى، وإما بما لا يليق، فلربما يكون السجن مدرسة وكثيراً ما يكون محل تعلم السرقة أو الانطواء مع الرذيلة..

إن بلاد الإسلام وقعت ضحية التخلف والفساد والجهل والمرض والفقر والفوضى والرذيلة، لماذا؟

الغالب أن يكون الجواب: انه من صنع الغرب، لكن لنتذكر انه لولا إرادة نفس المسلمين وضعفهم لم يستطع الغرب من النفوذ إطلاقاً.

ولنضرب لذلك مثالاً: إن بريطانيا دخلت بلاد الهند، فعاشت فيها ثلاثمائة سنة حتى تأسّس حزب المؤتمر وقاوم الاحتلال فأخرج الاستعمار وحصلت الهند على الاستقلال الذي نراه اليوم.

أما العراق فقد دخلت فيه بريطانيا، ولم تعش فيها إلا سنوات حتى أخرجها الإمام الثائر الشيرازي[10] وغيره من العلماء، ومن الطبيعي أن الأمة تابعة لمراجعها.

فما كان الفارق بين البلدين؟

الأول: بقوته الطبيعية.

والثاني: بضعفه الطبيعي.

إضافة إلى إرادة الأمة في الثاني دون زماننا.

وها نحن نرى اليوم وقد استبد صدام بأمر العراق، وتمر سنوات وسنوات وهو يفعل ما لم يفعله حتى بريطانيا، والحجّاج[11]، والمغول[12].

ولا نجاة، حيث لا إرادة للأمة، ولا كلمة جامعة لهم، وكل يدّعي وصلاً بليلى، ولكن لا يمشون في طريقها.

أليس أول الطريق: توحيد الكلمة والتجمع والمؤتمرات و…؟.

وأليس كل زعماء العراق السياسيين ـ الأعم من الديني وغيره ـ وهم لا يتجاوزون الخمسمائة على أحسن فرض، لم تكن لهم كلمة واحدة بتعقّل ومشورة واتخاذ أكثرية الآراء؟.

ثم إن أفغانستان ولبنان عاصرا العراق من ناحية الغزو ولكنهما بإرادتهما القوية خرجا عن المشكلة، وربما كانت معاناتهما أكثر مأساة من العراق، إضافة إلى جوار إسرائيل في الثاني والاتحاد السوفياتي في الأول، لكن العراق بقي وهو أقل مشكلة من هذا الحيث لم يجد حلاً للخلاص.

نعم (إذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له) [13].

لكن إرادته تعالى تأتي بعد إرادة الإنسان، حسب ما قرره عزّوجل في عالم التكوين، ويدل على هذا الجمع: طرفا الآية المباركة[14].

وبعد اغتصاب فلسطين، ونصب الغرب:

(البهلوي)[15] في إيران.. و(أمان الله خان)[16] في أفغانستان.. و(أتاتورك)[17] في تركيا..

وبعد إخراج علماء العراق البريطانيين من الحبّانية، وما إلى ذلك من الأحداث والشواهد التاريخية الحديثة في بلاد الإسلام..، قامت موجة كبيرة من الدعوة إلى الإسلام والرجوع إليه في الحكم والتشريع، وكتب علماء الإسلام في مختلف البلاد سيلاً من الكتب الشرعية الداعية إلى الإسلام منهاجاً وشريعة.

من عوامل عدم النجاح:

لكن هذا السيل من الكتب لم ينفع في العودة للإسلام لأمرين:

الأول: إنه لم يوازه سيلٌ من التعقّل لدى الإسلاميين، إذ الناس لا يعتنقون أمراً لا يطمئنون إلى القائمين به، فإنهم يريدون منهجاً وناهجاً، ولذا نرى أن كل كتاب سماوي كان معه نبي يمثله في أعلى درجات الفضيلة والإنسانية والخلق الرفيع، لأن انضواء الناس تحت لواء إنسان أو مجموعة لا يكون إلا بعد أن يختبروهم بالأهلية الكاملة، فالإنسان يلاحظ القيادة والسيادة أيضاً كما يلاحظ المادة والموضوع.

بينما كان كثير من الإسلاميين يفقدون هذه الجهة لما اتصفوا به من العنف على خلاف ما أمر به الإسلام وسنّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)، وأحياناً تلبسوا بالكبرياء والغرور والاعتزاز النفسي ممّا يأباه الناس في ساداتهم، كما ورد في الحديث: (سيد القوم خادمهم)[18].

فإن من يريد تطبيق قانونه بالعنف لا يلتف الناس حوله حتى إذا وجدوا قانونه جميلاً، ولذا فان الحركات الإسلامية لم تحظ حتى بشيء من الحكم، وكلما كان عنف القائمين أكثر وموازين الفضيلة فيهم أقل، كان الغرب أكثر آخذاً بالزمام وتغلغلاً في بلاد الإسلام.

الثاني: لم يوازه سيلٌ من المناهج الصغروية التي تلزم لتسيير دفة الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية والعسكرية والعائلية والأخلاقية وما إلى ذلك..

إنهم دعوا إلى تطبيق القرآن، لكن ما هي الجزئيات؟

ودعوا إلى إعادة سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن كيف يمكن تطبيق كليات السيرة على هذا الزمان الذي تغير فيه كل شيء بسبب الوسائل الحديثة؟

والغالب أن كتب الإسلاميين خالية من المناهج المذكورة، ولذا لم تحظ بالقبول.

فإذا أردنا رجوع المسلمين إلى سيادتهم السابقة، فاللازم توفير القادة الأكفاء، وطبع ملايين الكتب وبمختلف المستويات، لتبيين مناهج الإسلام الملائمة لهذا العصر في كل أبعاد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية وغيرها.

3
الحرية

ومن أهم ما يلزم في البدء من جديد: رعاية أسس التقدم وهي الحرية والعلم والصنعة.

فاللازم على من يريد التحرك لإنقاذ البلاد وإسعاد العباد أن يهتم بهذه الأمور الثلاثة.

أما الحرية فهي أساس البقاء ثم التقدم، إن الإنسان إذا لم يكن حراً لم يبق حياً فكيف يمكنه أن يتقدم؟.

فان العمل للحياة لا يكون إلا بالحرية، فإذا لم تكن حرية لم يكن عمل للحياة، إن العامل حتى لأجل أكله وشربه ولبسه ومسكنه ومركبه ومنكحه يحتاج إلى أن يكون حراً في هذه الأمور، فإذا لم تكن له حرية فهل يتمكن من العمل لأجل هذه الأمور؟

ولنفرض انه يحتاج إلى المسكن، لكن اليوم الأرض ليست لمن عمَّرها، فلا يتمكن من تحصيل المسكن، ومن لا مسكن له لا يتمكن من الزواج، كما أن حصوله على محل للعمل أو التجارة (كالدكان) يحتاج إلى حرية بناءه، فإذا لم تكن له حرية لم يتمكن من البناء فلا يتمكن من الكسب وهكذا.

ولذا ينسحب عن الحياة شيئاً فشيئاً بعد ما يبتلى بفقر ومرض وفوضى، كما هو المشاهد الآن في بلاد الإسلام، فان البلاد النفطية تأكل ذخائرها حتى تستنفذها وتعود مرة أخرى إلى الفقر المدقع كما كان بعضهم قبل ظهور النفط، وأما البلاد غير النفطية فالناس يعيشون فيها في فقر ومرض وتخلّف، حالها حال القرى المتخلفة في القرون الوسطى، تجتاحها الأوبئة ويموت فيها الأطفال، وتنتشر فيها الأمراض الفتاكة وغير ذلك..

فالحرية هي أوّل متطلبات العمل للإنقاذ، وحيث أراد الغرب تحطيم بلاد الإسلام فعل أوّل ما فعل: أن سلّط حكاماً دكتاتوريين على هذه البلاد فسلبوا من الشعوب الحرية، وبذلك سلبوا منهم كل شيء، أرأيت العراق ـ ونحن كنا نعيش فيه ـ فيه رافدان ذهبان سيّالان، وفيه أراضٍ واسعة قابلة للزراعة، وفيه أياد عاملة بكثرة، ومع ذلك فالقانون الذي وضعه الحكام المستبدون من أتباع الغرب، يمنع كل شيء، فالأرض يباب والبلاد خراب، والناس عاطلون، والبطون جائعة، والرافدان نصيب البحر!!.

وقد قال المرحوم كاشف الغطاء[19]: ”إن أهل العراق أمناء يحفظون الأمانة بأعلى درجاته، إنه ينزل إلى بلدهم الرافدان ثم يخرجان من بلدهم ولم يخونوهما أبداً، فهما كما ينزلان يخرجان، فهم أُمناء عليهما”.!!

ولذا ترى كل بلاد العراق في تخلّف غريب وكأنهم يعيشون في العصور المظلمة، بينما يصل الغرب إلى القمر، وهم لا يصنعون حتى الإبر، وقد احتاجوا اليوم حتى الى استيراد الطعام![20].

فإذا كان هكذا حال الإنسان في بقائه، فكيف يتمكن من التقدم؟.

وليس هذا حال العراق فحسب بل حال كل بلاد الإسلام، ولذا ترى الحكام يقفون سداً منيعاً أمام تقدم البلاد بسلب الحريات.

مثلاً: في إيران قبل البهلوي كان ثلاث وثلاثون ألف قناة تعطي لإيران الرزق الكافي لا لأنفسهم فحسب، بل كانوا يصدرون اللحوم والفواكه وغيرها إلى كثير من البلاد المجاورة، لكن البهلوي حطم كل تلك القنوات..، فاحتاجت إيران إلى الخارج لا في الصنعة فحسب، بل حتى في اللحم والخبز وأوليات المأكل والمشرب.

ولذا فمن الضروري، أن نبدأ بإعادة الحريات إلى بلاد الإسلام..

ولا يظن أن إعادة الحريات إلى بلاد الإسلام شيء يسير، فإن الغرب بكل أجهزته وقواه يقف دون ذلك، انهم ينادون بالحرية لبلادهم لا لبلادنا، وقد هيئوا لتحطيم الحريات في بلادنا كل شيء.. من الحاكم المستبد والقانون غير الإسلامي والمدارس غير الملتزمة والجيش الجرّار والمال الكثير والسلاح القوي والإعلام العالمي وكل شيء.

فإعادة الحرية تحتاج إلى ملء النفوس بها والتواصي فيها حتى يطلبها الكل، فلا يجد الدكتاتور ومَن وراءه من الغرب وقواه سبيلاً لإبقاء الدكتاتورية، وبذلك ينسحب الغرب وعملاؤه من الميدان كما انسحبوا من الهند[21] والبلاد التي تحررت من نيرهم.

وحينذاك نتمكّن من أن نبدأ السير نحو التقدم.

قال سبحانه: (ولقد كرمنا بني آدم)[22]، ولكن الإنسان في الحال الحاضر في بلاد الإسلام أصبح أقل حرية حتى من الطير والوحش والبهيمة، فإنها تفعل كل ما تشاء لكن الإنسان لا يتمكن أن يفعل حتى عُشر ما يشاء!!.

4
العلم

ومن أسس التقدم لتجديد الحياة: العلم، فإنه إذا توفرت الحرية، أتى دور (العلم) لأنّ العلم لا يكون إلاّ بالحرية، إذ العلم يأتي بالخطابة والكتابة وبسائر الوسائل السمعية والبصرية وما أشبه، وإذا كان الحاكم يمنع كل ذلك ـ إذ لا حرية ـ فهل يمكن التعليم والتعلم؟

ولذا لم يكن من الغريب أن تكون مختلف وسائل نشر العلم في بلاد الاستبداد تحت الرقابة الشديدة ووضع القيود الصارمة عليها، وإن كان المنع عن هذه الوسائل بمختلف الأعذار، لكن الجوهر واحد، وهو سياسة التجهيل، وقد قال معاوية: “برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب”[23].

وقال معاوية لابن عباس: اقرؤوا القرآن ولكن لا تفسروه[24].

وقد رأينا في حكومات الاستبداد القاسمي[25] والناصري[26] والبهلوي[27] والبعثي[28] وما أشبه كيف كانت الكتب محظورة، وأنها تساوي حمل السلاح للانقلاب على السلطة.

وفي إيران كانت نسبة الأمية تسعون في المائة، أما اليوم وان تغيرت النسبة الا أن معدل المطالعة والقراءة لكل فرد ايراني دون المستوى المطلوب بكثير، كما ورد في بعض الصحف[29].

وفي العراق يمنع حتى من الكراس منذ سنة 1958م، أي من زمان الانقلاب الجمهوري.

الى غيرها من الدول الاسلامية، وليس كل ذلك إلا لسياسة التجهيل التي يتعمّدها عملاء الغرب[30].

ومن المعلوم أن العلم يوجب الحياة وهو الأساس في التقدم، وحتى في البدائيات كالصناعات اليدوية والمحلية، فالذي يعلم كيفية صنع الفخار: أخذاً من أية تربة، وتصنيعاً، وتجفيفاً، وتجميلاً، وتسويقاً، يكون ربحه أضعاف أضعاف من لا يعرف.

ولكن المسلمين إذا تقدموا حينذاك لا يبقى للغرب سوق، ولذا فهم يمنعون حتى عن معرفة صنع الفخار وما يرتبط به، بل عن أبسط منه بواسطة عملائهم.

وليس غريباً ـ بعد ذلك ـ أن يستورد العراق حتى التبن!، ولا يتمكن من صناعة الخل بالمقدار اللازم! والعراق على سبيل المثال لا الحصر.

وكيف كان، فبعد الحرية يأتي دور العلم الذي يدخل في كل بعد من أبعاد الحياة إنشاءً أو تحسيناً، كماً وكيفاً، وبذلك تكون البلاد آخذةً في الاستقلال.

5
الصنعة

ومن أسس التقدم للبدء من جديد: الصنعة.

فبعد العلم يأتي دورها، لأن الصناعة تتوقف على العلم، وهي قمته، من غير فرق بين الصناعات الخفيفة أو الثقيلة.

فمن هنا يجب أن نبدأ بـ(الحرية، فالعلم، فالصنعة) حتى نصل إلى القمة التي وصلت إليها البلاد الصناعية بل وفوق ذلك، فإن (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه) [31].

لكن ذلك لا يكون إلاّ بعد أن ندخل مرحلة الاكتفاء الذاتي.

فـ (الأرض لله ولمن عمّرها)[32] وبذلك يعمر كل إنسان داراً لنفسه، كما يصنع بستاناً لحوائجه، ودكاناً لكسبه، وما إلى ذلك.

ويكون المأكل والمشرب والملبس متوفراً إلى حد الكفاف بسبب المصانع والمزارع والدواجن وما أشبه.

وكذلك المركب: بتصنيع وسائل النقل الحديثة وحتى بتربية الحيوانات وإنتاجها، من الخيل والبغال والحمير في موارد استعمالها كالقرى والأرياف.

وكذلك المنكح: حيث أن الزوجين يتعاونان في صنع الحياة وتقدمها إلى الأمام بكل سهولة وبساطة.

كما أنه كذلك بالنسبة إلى العقاقير الدوائية، وما إلى ذلك من سائر الاحتياجات..

صحيح أن ذلك ربما يجعل حياتنا بدائية نوعاً ما، لكن الحياة البدائية خير من العدم الذي نعيشه الآن، لأننا نعتمد على الغير في توفير الاحتياجات العصرية، فالوجود الناقص خير من العدم التام، وإذا شرعنا في الاستقلال سننتهي إلى المراحل المتطورة إن شاء الله تعالى، كما نرى ذلك في الهند، وقبلها اليابان..

بينما بلاد الإسلام كلها ـ حيث أنها تحت العمالة للأجنبي ـ لم تصل إلى ما وصلت إليه الهند في أقل من نصف قرن.

فإن الغربيين خرجوا عن الهند بعد ثلاثمائة سنة من الاستعمار، وكانت الهند من أفقر وأحقر وأكثر بلاد الله تأخراً، ولكن بعد أن حصلت على استقلالها تقدمت في أقل من نصف قرن.

وهكذا الحال إذا خرج الاستعمار عن بلاد الإسلام فإنها تتقدم في أقل من نصف قرن بإذن الله تعالى.

وإلا فهل من المعجزة أن أكثر من مليار مسلم[33] لا يتمكنون أن يصنعوا حتى بقدر إسرائيل ذات المليونين نسمة؟!

6
الكرامة الاقتصادية

من أهم ما يجب الاهتمام به في تجديد الحياة لكل مسلم ومسلمة (الكرامة الاقتصادية)، فإن:

(من لا معاش له لا معاد له). و(الفقر سواد الوجه في الدارين)[34]. و(نعم العون على طاعة الله الغنى)[35]. وفي المثل: “الكرامة الاقتصادية توجب الكرامة الاجتماعية”.

وقد قال أبو ذر: (عجبت للفقراء كيف لا يخرجون على الأغنياء بسيوفهم؟). وقال أبو الأسود الدؤلي: لو بقيت في الدار ولم أخرج إلى السوق لبال على رأسي حتى هذه العنزة، وكان له عنزة مربوطة في زاوية البيت.

وهناك طرق عديدة لتحصيل الكرامة الاقتصادية:

من بدائياتها الأعمال اليدوية، ومنها الاهتمام ببساطة الحياة وعدم التجمل، فبإمكان كل رجل وامرأة وطفل ـ بالنسبة إلى الأعمال الخفيفة اللائقة به ـ أن يعمل ما يناسبه حتى الأعمال اليدوية كالغزل والنسيج والحياكة والخياطة والزراعة وتربية الدواجن وغير ذلك.

وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أنه كان إذا رأى إنساناً سأل عن عمله؟ فإذا قيل له (صلى الله عليه وآله وسلم): لا عمل له، قال: سقط من عيني)[36].

وحتى رجال الدين يلزم أن يكتفوا ذاتياً ويعيشوا في كرامة اقتصادية، فيصنع كل عائلة منهم بستاناً لمعاشه مثلاً، ولتربية الدواجن فيه إذا كان مناسباً، بالإضافة إلى لزوم أن يكون لكلّ واحد منهم داراً ليسكنها، حتى لا يكون عليه كلفة الإيجار.

وحيث أن المفروض أن الأرض مباحة لكل من عمّرها ـ كما قررها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)[37] ـ يتمكن كل إنسان من صنع دار وبستان، وتمكن كل كاسب من صنع دكان، كما يتمكن من يشاء من نصب الرحى، وما إلى ذلك من وسائل الكسب.

وكل قانون يمنع من هذه الأمور أو يحددها فهو قانون مستورد، على خلاف الشرع والعقل.

وبذلك يرتفع مستوى المعيشة، وتقل البطالة والفقر والمرض ـ فإن الفقر غالباً يأتي بالمرض ـ، وتنقطع الحاجة إلى الغرب ـ إلاّ بقدر قليل جداً ـ كما أنه يشيع الزواج فتختفي العزوبة، ومع اختفاءها تنتهي الأمراض والمفاسد.

ثم من توابع الاكتفاء الذاتي والكرامة الاقتصادية: أن يعمل الإنسان كلّ شيء يتمكن عليه بنفسه، من الكنس والغسل والطبخ والطحن والخبز وتعليف الدابة، وإصلاح ما يتمكن عليه من الوسائل القديمة أو الحديثة، وتقطيع الحطب وتشذيب الأشجار والزرع والسقي والصبغ إلى غيرها..

فإن الإنسان إذا تعلم كل تلك وعمل بها حسب الممكن مما يسمح به وقته، استفاد.

أولاً: صحة البدن، فإن من يعمل الأعمال اليدوية يقل المرض في بدنه، خصوصاً الأمراض التي تنشأ من الترهّل، مثل: السكر والسمنة والدسومة في الدم، وما أشبه ذلك، ولذا يكون العمّال ومن إليهم أصح أجساماً من المترهلين.

وثانياً: يكون نومه مريحاً هادئاً، فإن العامل ينام ملء نفسه، بينما غير العامل ليس كذلك.

وثالثاً: لا يستبد به القلق، فان القلق يجد سبيله إلى المترهلين والعاطلين ـ عامة ـ دون غيرهم.

ورابعاً: يكون مساعداً للإنسان في الحياة المادية، فلا يحتاج إلى صرف المال.

أما اشتراء الأشياء الجاهزة من السوق، كما اعتيد في الشرق الأوسط وما أشبه غالباً ففيه: ـ بالإضافة إلى عدم استفادة الإنسان الفوائد السابقة ـ أنه كثيراً ما لا يكون الشيء المشترى حسب المطلوب من الفائدة، لكثرة الغش ونحوه، ولذا قالوا في المثل: “عمل الناس فيه راحة وليس فيه منفعة”.

وقد كرّه في الروايات: (طعام السوق)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الاكل في السوق دناءة) [38].

كما أكّد فيها على عمل الإنسان بنفسه، ولذا كان الأنبياء (عليهم السلام)[39] بين راعٍ وخياط ونجار ومن يعمل الدرع إلى غير ذلك.

وقد كان الأئمة الأطهار[40] (عليهم السلام) يزرعون ويحفرون الآبار والعيون، إلى ما أشبه ذلك..

وفي رواية: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّاً (عليه السلام) ذبحا ونحرا الأنعام لوليمة فاطمة (عليها السلام).

وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه نحر الإبل هدياً له في حجّه، وهكذا أمير المؤمنين (عليه السلام)[41].

7
تقليل الموظفين

من أهم ما يجب على البلاد الإسلامية: (تقليل الموظفين إلى أقصى حد ممكن) وقد ذكر جرجي زيدان: إن مصر في زمانه كانت تشتمل على عشرة ملايين، وكان الموظفون فيها عشرة آلاف فقط.

وفي نظري هذا عدد كبير أيضاً، فلماذا نضع لكل ألف نفر، موظف واحد؟ ومن المعروف أن كل موظف زائد عن قدر الحاجة الضرورية الملحّة عامل لكبت الحريات.

ولكن وصل عدد موظفي مصر في زمان الناصر إلى أن لكل أربعين نفر، موظفاً واحداً، وذلك لأنّ عبد الناصر كان يريد كبت الناس وسلب حرياتهم، بالإضافة إلى الجهل بكيفية إدارة شؤون الحياة، وإبقاء منهاج الغرب ـ لا الإسلام ـ في الحكم، كما أنه كان يريد المصفّقين فقط لا غير، وكل ذلك صار سبباً لزيادة الموظفين حتى وصلت مصر إلى أحط مستويات الفقر والكبت والمرض والتخلف في زمانه.

بينما إسرائيل ذات المليوني نسمة، تصل إلى الأقمار الصناعية والذرّة، وتصنع ستمائة قسم من السلاح، وتنتج أنواع البضائع وتصدّرها إلى العالم[42]، بينما كانت مصر تحتاج إلى لحم القردة! المستوردة من الصين لإطعام الناس، حيث أضافت إلى مأساة الناس ألف مأساة ومأساة.

وتقليل الموظفين لا يكون دفعة واحدة حتى يوجب هزّ البلاد وإشاعة الفوضى، بل اللازم التقليل تدريجياً تحت إشراف لجنة من الخبراء، ونقل كثير من شؤون الدولة إلى الناس، فالدولة تبقى مشرفة فقط لإجراء العدالة الاجتماعية وتقديم البلاد إلى الأمام وحفظ الأُمة عن الأعداء، إلى ما أشبه ذلك..[43]

وكلّما قلّ عدد الموظفين، انتقل الأفراد من الإستهلاك إلى الإنتاج، ومن الكبت إلى التحرر، ومن صرف المال على الموظفين إلى توفيره، مما تقلل الضرائب إلى أن تصل إلى الضرائب الأربع المقررة في الإسلام فقط[44].

8
مداراة الناس وملائمة الزمان

في المثل: ”إذا لم يوافقك الزمان فوافقه، وإذا لم يدارك الناس فدارهم”.

ويقول الشاعر:

ودارهم ما دمت في دارهم وأرضهم ما دمت في غارهم؟

إن من أهم ما نجدد به الحياة ونبدأ به المسيرة التطورية (ملائمة الزمان، ومداراة الناس).

فإن بعضهم بل كثيراً منهم يعوّد نفسه على الخرْق وعدم الملائمة، يقول:

(هذا رأيي)!. و(إني على صواب وغيري مخطئ)!، و(إن الناس لو أخذوا بنظرتي لكانوا سعداء)!.

بينما في الحديث: (أكثر الحق فيما تنكرون)[45]. وفي الدعاء: “اللهم أرني الحق كما هو”[46].

وقد أحصى الحكماء ثمانمائة من أخطاء الحواس، فإذا كان الأمر كذلك في الحواس فكيف حال غير المحسوسات؟

ولذا نقرأ كل يوم ـ على الأقل ـ عشر مرات: (اهدنا الصراط المستقيم) [47].

ففي كلّ خطوة وفكرة ولحظة، صراط مستقيم وصراطات منحرفة.

فاللازم أولاً: أن لا يتصور الإنسان أنّ كل الحق معه إلا فيما قطع به، إذ حجية القطع ذاتية كما قالوا [48]، ولا يمكن ردع القاطع، إلا بالتشكيك في مقدمات القطع حتى يتحول قطعه إلى ظن أو شك أو وهم.

وثانياً: أن يعرف الإنسان أن كثيراً من الناس يملكون طبائع وأذواق مختلفة يمكن أن لا يكونوا كما يحب أو كما يراه صالحاً، وأنه لا علاج في حالات كثيرة إلاّ بالمداراة والملائمة والرفق.

نعم يلزم الإصلاح بالتي هي أحسن حسب المقدور، كما ثبت ذلك في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[49]، قال سبحانه: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر)[50].

فإن البنود الثلاثة في آخر الآية المباركة من أهم ما يوجب إلتفاف المجتمع بعضه إلى بعض وعدم تفرقهم.

وقال سبحانه: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)[51].

وفي وصية موسى لهارون (عليهما السلام) وهما نبيان مرسلان ما نقله القرآن الحكيم: ]وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي واصلح[[52].

9
معنى التوكل

كثيراً ما يختلط الأمر على الناس فيتصورون أن التوكل معناه عدم تسبيب الأسباب وعدم الأخذ بالطرق التي جعلها الله سبحانه للأشياء، فيقعدون عن الأسباب ويرجون النتائج.

ولكن هذا خلاف العقل والشرع..

فإنهم إن اعتمدوا على الآية المباركة: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)[53]، وزعموا أن معناه التوكل من دون العمل! فاللازم أن ينظروا أيضاً إلى قوله سبحانه: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة)[54]، وقوله تعالى: (ثم أتبع سبباً)[55].

فالتوكل من لوازمه العمل بالأسباب الكونية التي جعلها الله، كما ورد في الرواية: (إعقل وتوكل)[56].

وكذلك جاء في الحديث: (أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها)[57]، إلى غير ذلك من الآيات والروايات...

إن من شأن التوكل هو أن يكل الإنسان ما ليس بيده إلى الله سبحانه وتعالى، كما هو من شأن الدعاء أيضاً.

ومن هنا ورد قوله سبحانه لموسى (عليه السلام) في الحديث القدسي: يا موسى أتريد أن تبطل حكمتي في الأشياء!.

وورد عدم استجابة دعاء جماعة لأنهم لا يفعلون ما قرره الله سبحانه وتعالى من المقدمات، كمن لا يعمل ثم يقول: اللهم ارزقني من واسع فضلك.

ففي الحديث عن الامام الصادق (عليه السلام): (اربعة لا يستجاب لهم دعاء: رجل جلس في بيته يقول يا رب ارزقني، فيقول له: ألم آمرك بالطلب، ورجل كانت له امرأة فيدعو عليها، فيقول: ألم أجعل أمرها بيدك، ورجل كان له مال فأفسده، فيقول يا رب ارزقني، فيقول له: ألم آمرك بالاقتصاد، ألم آمرك بالاصلاح … ورجل كان له مال فأدانه بغير بينة، فيقول: ألم آمرك بالشهادة) [58].

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (خمسة لا يستجاب لهم: احدهم رجل مر بحائط مائل وهو يقبل اليه ولم يسرع المشي حتى سقط عليه) الخبر[59].

ولذا: فتوّهُم أن أحوال المسلمين تتحسن بالدعاء وحده، أو بأن الإمام المهدي (عليه السلام) يأتي وهو يصلح ولا تكليف لنا نحن إطلاقاً في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل ظهوره (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ليس على موازين الإسلام، فإن (الدعاء مخ العبادة)[60] و(سلاح المؤمن)[61]، كما ورد.

وقال عزوجل: (ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم)[62]والإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) لابد وأن يظهر:

خروج إمام لا محالة ظاهر يقوم على اسم الله بالبركات[63]

لكن مع ذلك كله لابدّ لنا أن نعمل ما في جهدنا لإصلاح أنفسنا ولإصلاح المجتمع، كما علينا الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذلك قد أدينا التكليف الملقى على عاتقنا من قبل الله سبحانه وهو عزّ وجل ينصر العاملين، كما وعد بقوله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)[64].

وإذا جاء نصر الله سبحانه ـ بعد أن عملنا ليل نهار ـ فنحن الغالبون كما قال تعالى: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)[65].

10
الارتباط المستمر بالله

مما يجدّد حياة الإنسان ويحافظ على توازنها: (الارتباط المستمر بالله سبحانه)، فإن الهيجانات والاضطرابات قد تطغي على حياة الإنسان فتمثل جانب الإفراط فيها، وكذلك الجمود والسكون والبلادة تمثّل جانب التفريط فيها، وهذه كلها تعادل وتوازن بسبب الإرتباط بالله سبحانه.

قال الله عز وجل: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)[66].

فإن القلب المرتبط بالله سبحانه يجد السكينة المتوسطة بين الإفراط والتفريط، فإن سكينة القلب توجب الإتزان في التفكير وهو بدوره يوجب التحرك الصحيح نحو الأهداف الرفيعة.

وحيث أن الله سبحانه بيده كل شيء، من الحياة وشؤونها، والموت وأطواره، فاللازم أن يرغب الإنسان في الارتباط به، ليحصل على مقصوده.

ولذا فمن أراد الحصول على مقاصده فليذكر الله ذكراً كثيراً، ويربط قلبه به بكرةً وأصيلا، ويطلب منه الحوائج صغيرها وكبيرها، ويرغب إليه في حل مشكلاته قليلها وكثيرها، فإن بيده مفتاح كل شيء، وإن إليه الانتهاء حيث قال تعالى: (وإن إلى ربك المنتهى)[67].

إن الأسباب مجعولة من قبل الله سبحانه وتعالى، لكن الأسباب وحدها لا تكفي في الأمور، إذ وراء الأسباب إرادته القاهرة وقدرته النافذة وهو مسبب الأسباب، فربما قرب الإنسان من الهدف بسعيه وجدّه ولكنه لا يصل، وربما يكون بعيداً عن الهدف أيّ بُعد، فيبرق بريق الحظ فيصل حيث لم يكن يتوقع، كما قال تعالى:

(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)[68].

والملك من باب المثال، وإلا فالصحة والمرض، والغنى والفقر، والمال والولد، وألف حاجة وحاجة ـ مما نعلمها أو لا نعلمها ـ كلها بيده عزّوجل.

وقال سبحانه: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)[69].

والدنيا دار تدور بأهلها من حال إلى حال، ومن فرد إلى فرد، ومن جماعة إلى جماعة، كما قال سبحانه: (وتلك الأيام نداولها بين الناس)[70].

فالمتصل بالله سبحانه تتجدد حياته على طول الخط، بينما غيره قد يحصل وقد لا يحصل على شيء، كما ورد في الدعاء:

“يا من يعطي من سأله يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه”[71].

11
التخطيط ضرورة

من الضروري لمن يريد البدء بالحياة السليمة: (أن يخطط تخطيطاً دقيقاً لكل جوانب الحياة)، فيقدِّر الهدف المطلوب الذي يريد الوصول إليه، وكمية وكيفية المقدمات الموصلة إلى ذلك الهدف، ويرسم السياسة التي تحكم العمل والعامل لأجلها، ويلاحظ القدر المحتاج إليه من المادة وما يلزمه من البشر وما إلى ذلك، ويرتب الأعمال المطلوبة ترتيباً زمنياً حسب ما بينها من العلل والمعاليل والارتباطات والملازمات، والطريق الذي يجب سلوكه مما يكون أقصر وأسهل وآمن، إلى غير ذلك..

فإنه بالتخطيط يؤمن ـ عادة ـ من الوقوع في الأخطاء، كما يكون الوصول أضمن والسلامة اكثر.

لكن التخطيط ليس شيئاً سهلاً في حياة الجماعة، وإن كان في حياة الفرد أسهل، إذ هو بحاجة إلى الخبراء النزيهين الذين يهمهم الهدف ويَتُوقون شوقاً للوصول إليه.

وحيث إن الإنسان غير المعصوم ـ مهما كان على درجة من العلم والنزاهة ـ معرّض للأخطاء، فاللازم المراقبة المستمرة، حتى إذا ظهر الخطأ أصلحه، وإذا ظهر أن الطريق الآخر، أو المزايا الأخر أسهل أو أضمن أو أفضل، عدل عما بيده وبنى عليه، إلى ما ظهر له، ومن المعروف أن الاعتراف بالخطأ فضيلة.

قال سبحانه: (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) [72].

ثم كثيراً ما يكون أمام الشخص أمران لابد منهما، لكن لا يتمكن من الجمع بينهما، وفي هذا الحال يكون الأمر دائراً بين هذا وذاك، فاللازم أن يلاحظ أيهما أهمّ حتى يقدمه على المهم، رعاية لقانون الأهم والمهم.

والمخطِط دائماً يرى نفسه في هذا المأزق، هل يرجّح الكمية أو الكيفية؟.

أو ما أشبه ذلك، كمن عنده دينار وهو جائع عارٍ، هل يشتري به طعاماً أو لباساً؟ أو مريض مشرد، هل يحصِّل بماله على المسكن أو يعالج مرضه؟ وإلى ألف مثال ومثال في هذا المجال.

12
الزواج المبكِّر

من موجبات تجديد الحياة: (الزواج المبكر)، فإنه ضمان من الفساد والكآبة والقلق والمرض.

إن الشهوة الجنسية أقوى من الجوع والعطش ونحوهما، فكما أن الجائع العطشان العاري إذا لم يتمكن من الحلال إلتجأ إلى الحرام ـ عادة ـ، كذلك حال من لم يشبع غريزته الجنسية بالحلال يقع في الفساد.

بالاضافة الى أن غير المتزوج ـ خصوصاً من النساء ـ يكون في كآبة حاضرة وقلق على المستقبل[73]، فإذا جنح إلى الحرام تعرّض إلى مختلف الأمراض الجنسية والمشاكل الاجتماعية، وإذا كبت نفسه وقع في الأمراض النفسية والجسدية ـ كما قرره الطب، ومن خلال مشاهدة الحالات المرضية المنتشرة نتيجة للكبت الجنسي في البنين والبنات ـ.

أسباب التأخر في الزواج:

أما لماذا التأخر في الزواج وكثرة العنس، وكثرة الطلاق وكثرة المنازعات؟.

فهو يرجع إلى أمور عديدة، منها:

1: انحراف القانون.

2: والمفاهيم الخاطئة المنتشرة في المجتمع.

3: والسعي إلى التجمل في قبال القناعة.

4: والبطالة المتزايدة.

5: والإفراط في صنع وشراء السلاح.

6: وكثرة الموظفين.

7: بالإضافة إلى خروج الحياة عن البساطة بسبب الصناعة والحرص وما أشبه.

القانون الخاطئ

فالقانون يقول بتأخير الزواج، بينما هو شأن من شؤون البالغ والبالغة، وعلائم البلوغ مذكورة في (الفقه)[74].

والقانون يقول: لا حق لك في حيازة المباحاة ولا يمكنك حيازة الأرض، ولا كثير من الأعمال إلا بإجازة من الدولة، وكل هذه الأمور تقيّد الإنسان وتمنعه من التحرك نحو الكسب والمسكن.

والقانون جعل كثرة الموظفين، وكثرةُ الموظفين من أهم وسائل الخنق للحريات والكبت للأعمال كما سبق.

المفاهيم الخاطئة

والمفاهيم الخاطئة تقول: بتأخر الزواج عن الدراسة، وتؤكد على عدم الزواج المبكر، وتسمح بسلوك الطرق غير الشرعية وتطالب بالتشريفات المعقدة زيادة على ما قرر في الشريعة الإسلامية بالنسبة للزواج والحياة الزوجية.

بينما الزواج كما قرره الإسلام حاجة جنسية واجتماعية بين الرجل والمرأة مع ملاحظة الأخلاق والإيمان، فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه)[75] وهذا كما في الرجل كذلك في المرأة.

التجملات

وطلب التجمل من أسباب الكبت وتأخير الزواج أيضاً، فكل يريد أكثر من مقدوره، وحين يصعب عليه ولا يتمكن من توفيره يترك الزواج[76].

بينما على الإنسان أن يكون في كل شؤونه حسب قدراته وإلا كان الحرمان والمشاكل من نصيبه، وقد قال سبحانه: (ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكاً)[77].

وهذا ليس خاصاً بالإعراض عن الواجب والمحرَّم، فإنه مطلق يشمل كل نهج من مناهج الحياة، وحتى المستحبات والمكروهات مما يعبر عنه بالآداب الإسلامية.

نعم أخير الآية: (ونحشره يوم القيامة أعمى) خاص بترك الواجب وفعل المحرَّم حسب الظاهر، إلا أن يُووَّل (أعمى) بما يترتب على فعل المكروه وترك المستحب.

وقد ورد في الحديث الشريف: (يسروا ولا تعسروا)[78].

وأيضاً قال (عليه السلام): (إن بني إسرائيل ضيّقوا على أنفسهم فضيّق الله عليهم).

وفي الحديث: (ان الخوارج ضيقوا على أنفسهم بجهالتهم، ان الدين أوسع من ذلك) [79].

إلى غير ذلك مما ذكر في محله.

بينما (القناعة كنزٌ لا ينفد)[80] وهي راحة للقلب والبدن[81]، وليست همَّاً بالليل وذلاًّ بالنهار، إلى غيرها من فضائل القناعة[82].

يقول الشاعر ما معناه:

القناعة توجب الغنى فاخبر الحريص الذي يجوب الآفاق حتى يستغني[83].

البطالة

والبطالة ـ وهي كثيرة في يومنا هذا بسبب القوانين الكابتة، والترفّع عن الممكن من الأعمال[84] ـ أيضاً توقف الزواج.

حيث أن الزواج من دوافع العمل، فإن تحمّل المسؤولية من قبل الرجل والمرأة تدفعهما للاشتغال والاهتمام المتزايد، ولعلّه يكون من أوجُه قوله سبحانه: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) [85].

كثرة السلاح

والسلاح في هذا العصر يستنفد كثيراً من موارد الأمة، وهل للدولة مخصصات مالية تكفي لجميع الأمور: لسد الحاجات النفسية والجسدية وما يحتاجه الشعب، وأخرى لأجل التسلح المفرط الذي يثقل كاهل ميزانية الدولة وكاهل الناس بالغلاء؟.

ثم إنّ الأسلحة المعقدة بحاجة إلى مقومات عديدة من التعلم الرفيع والمعسكرات الضخمة والأيادي الكثيرة، وكل ذلك مما يستنفد موارد الأمة بما لا يدع مجالاً صحيحاً للحاجات الأُخر من الصحة والعلم والزواج وما إلى ذلك..[86].

كثرة الموظفين

وهكذا حال كثرة الموظفين مما أشرنا إليه، فإن الدولة لجهلها وغرورها وتطلبها كثرة المصفقين، تكثر من الموظفين، وكل ذلك على حساب الشعب وعلى حساب حريتهم ورفاههم وسعادتهم، وهذه الأمور من أسباب المنع عن الزواج المبكر.

اللابساطة

أما عدم البساطة فحدث عنها ولا حرج، إن الصناعة بذاتها تعقد الحياة ـ إلى جانب أنها تسهل الحياة من ناحية أخرى ـ فالثلاجة والغسالة والمروحة والمبردة والتلفزيون، وألف وسيلة ووسيلة أُخرى من الصناعات التي دخلت الحياة تقف كثيراً ما حاجزاً عن الزواج بشكل عام، والزواج المبكر خاصة.

ومن المعلوم أن هذه الأُمور كما تقف دون الزواج، تكون معولاً لهدم البيوت الزوجية مما يلتجأ الزوجان للتخلص منها إلى الطلاق، ولذا كثر الطلاق بشكل كبير، فإني أذكر في سنة ثمانين هجرية [87] في كربلاء المقدسة ـ ونفوسها ذلك اليوم زهاء مائة ألف ـ قال الحاكم الشرعي المسؤول عن الزواج والطلاق: إنه لم ترفع إليه طوال السنة إلاّ قضية واحدة في الطلاق.

وهكذا كان الأمر في بقية المدن الإسلامية، وإن كان أكثر من ذلك ـ فرضاً ـ، لكن الكثرة أيضاً لم تكن تتجاوز عدد الأصابع، أمّا اليوم فحدث عن الطلاق ولا حرج[88].

وهذه مجموعة من المشاكل الكابتة للزواج..

وهناك أيضاً موانع في كل شأن من شؤون الحياة يجب أن تعالج شعبياً وحكومياً، فـ: (إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مردّ له)[89].

ومن المعلوم أن الإرادة في الآية المباركة تشمل الإرادة التكوينية فلا تكون حينئذٍ إلا بسبب الناس أنفسهم.

وقد قال سبحانه: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها) أي: بأوامرنا الموجبة للحياة السعيدة (ففسقوا فيها) أي: خرجوا عن الطاعة، مثل قول الطبيب أمرته فعصاني، (فحق عليها القول فدمّرناها تدميراً)[90].

والله تعالى المسؤول أن يصلح حال المسلمين والبشر جميعاً.

13
إسعاد الآخرين

(إسعاد الناس) لا يوجب سعادتهم فحسب بل سعادة المُسعد أيضاً، وهذا من أهم ما يجدد الحياة، فإن الله سبحانه ربط النفوس بعضها ببعض، فسعادة بعضهم توجب سعادة الآخرين، وبالعكس.

وقد روي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (أفضل الناس أنفعهم للناس)[91] ولم يقل أكثرهم صلاةً أو صوماً أو حجّاً أو ذكراً أو قراءة للقرآن أو ما أشبه.

بل قال (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلمة أخرى له حيث صام بعض أصحابه وتعبّد، وعمل بعض أصحابه في نصب الخيام وطبخ الطعام، وسائر الشؤون الحيوية وذلك في سفر كان له (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أصحابه: ”ذهب المفطرون بالأجر كله”، كناية عن أن أكثر الأجر لهؤلاء.

وحيث سأل (صلى الله عليه وآله وسلم) عن حال رجل عابد: من يعيله؟ فقيل له (صلى الله عليه وآله وسلم): فلان، قال: هو خير من ذلك العابد.

وفي دعاء الإمام السجاد (عليه السلام): (وأجرِ للناس على يديّ الخير، ولا تمحقه بالمن)[92].

وفي حديث: (على كل ذي كبد حرى أجر)[93].

وقال (ع): (أفضل الصدقة برد كبد حرى)[94].

وقد قال بعض الشعراء مصوراً قصة منع معاوية عن أصحاب علي (عليه السلام) الماء في صفين ولكن عندما استولى الإمام علي (عليه السلام) على الماء أباحه لهم، فقال عن لسان أمير المؤمنين (عليه السلام) ما مضمونه:

نحن جئنا لمنح الناس الخبز والماء

لا لأن نمنعهم عن الخبز والماء

فاللازم أن يجدّد الإنسان حياته بإسعاد الناس كلهم حتى الكافر منهم، ولذا لم يمنع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الماء عن أهل خيبر، وأعطى الإمام الحسين (عليه السلام) الماء لقتلته، بل قال: (ورشفوا الخيل ترشيفا)[95].

والإسعاد يكون: بالكلمة الطيبة، والمواساة، والتسلي، والخدمة، وبذل المال، وقضاء الحوائج، والسعي في شفاء المريض منهم، وتزويج العازب والعازبة، وإسكان من لا سكن له، وإكساء العاري، وإنعاش الفقير، ورفع نكبة المنكوب، والأخذ بيد المعوّق حسب الممكن، ورعاية الأرملة واليتيم، وقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (خير بيوتكم بيت فيه يتيم)[96]، وإطعام الجائع، والسعي في خلاص الأسير والسجين، إلى ألف شيء وشيء..

وقد روي في الحديث القدسي أنه تعالى قال: (أنا عند المنكسرة قلوبهم، والمندرسة قبورهم)[97] فإن هذين المحلين أقرب إلى لطف الله ورحمته، والدعاء عندهما أسرع إلى الإجابة.

وعليه.. فاللازم إسعاد الناس بما أمكن ومهما أمكن وحيثما أمكن وكيفما أمكن، خصوصاً الطبقات المسحوقة، كالمعوّقين، والمرضى، والمساجين، والأسرى، والمطاردين، والمساكين، ومن أشبههم.

فيقوم مثلاً: بتزويج المعوٌّق بإمرأة رؤوفة، والمعوقة برجل رؤوف، كما يُسعي في زواج من فاتها القطار ـ كما هو المصطلح[98]ـ ويُواسي الثكلى والمنكوب، ولو بكلمة، أو كتابة، أو مال، أو وجاهة، أو إسعاف، أو نحو ذلك..

وهكذا بالنسبة إلى العاجز ومن لا حيلة له ولا سبيل.

وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) لإسحاق بن عمّار: ماذا فعلت حتى دفع عنك الموت مرتين، وزاد في عمرك ثلاثين سنة؟ قال: يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إني أكتسب كل يوم درهمين، ولي عمّة وخالة فدفعت الدرهمين إليهما، فقال الصادق (عليه السلام) من أجل ذلك فعل الله بك ما ذكرت.

فإن الناس عيال الله سبحانه، وأحبهم إليه أحسنهم إلى عياله، فإذا أحسن الإنسان إلى الناس أحسن الله إليه، وفي الحديث: (الخلق عيال الله وأحب الناس إلى الله أشفقهم على عياله)[99].

وقال (عليه السلام): (إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)[100]. وفي حديث آخر: (إرحم تُرحم)[101].

وفي الأحاديث أنه ورد في كتب الأنبياء: (كما تدين تُدان)[102].

وإذا تمكن الإنسان من تكوين المنظمات والهيئات والجمعيات لأجل قضاء الحوائج سواء كانت عامة، أو في بعد خاص من أبعاد الحياة، مثل تشغيل العاطلين، وتعليم المهن للناشئين، وإنقاذ المديونين، إلى غير ذلك.. يكون الأمر أوسع وأسرع.

فإن: (يد الله مع الجماعة)[103].

والإنسان حينئذٍ لا يزيد إلا عزاً، كما أن نفس المحسن لا تزيد إلاّ ارتياحاً واطمئناناً.

14
وحدة الصف

إن عقليّة (جمع الكلمة) ثم تطبيقها على ساحة الواقع، من أهم ما يتحلى به القادة الذين يقدمون الأُمم إلى الأمام.

فإن الناس كما خلقهم الله تعالى مختلفين في الأشكال.. كذلك خلقهم مختلفين في العقول والأفكار والمنابت والمساقي والاتجاهات والعواطف والشرائط[104]وما أشبه، يقول الشاعر:

ولست بمستبق أخاً لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب

وقبل ذلك قال القرآن الحكيم: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)[105].

وقال: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً) [106].

وقال: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)[107].

وإذا نظرنا إلى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، رأيناهما آيتين من آيات الله في جمع الكلمة، ورأب الصدع وتوحيد الصف.

وهذه العقلية بحاجة إلى:

كثرة التواضع، وعدم الغرور، وكثرة التفكر، والإكثار من المشاورة، وحمل فعل الناس على الصحة، والعفو والمغفرة، والصبر الطويل، قال سبحانه: (ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور)[108]. والدفع بالتي هي أحسن، ولا يلقّاها إلا ذو حظ عظيم، كما قال سبحانه: (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍ عظيم) [109].

فاللازم على الإنسان الذي يريد تجديد الحياة على مستوى الأمة، أن ينمّي في نفسه هذه العقلية، فإن الإنسان بطبعه الثانوي: (ظلوم جهول) [110] (هلوع)[111] (في خسر)[112] (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) [113].

وحيث أن (وحدة الصف)[114]، لها آثار عظيمة، والأثر العظيم لا يكون إلا بمقدمات ومبادئ عظيمة (فإن النتائج من جنس المقدمات) فاللازم أن يهيئ الإنسان في نفسه تلك المبادئ والمقدمات، والله تعالى يسنده إذا سلك طريق الرشاد واستمد من فضله السداد.

قال سبحانه: (والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)[115].

15
كيف تواجه المشاكل؟

من يريد تجديد الحياة لابد وأن يلاقي في كل خطوة مشكلات..، فاللازم عليه:

التصميم والعزم، وأن يستمرئ ما يلاقيه، وأن يصبر حتى تحل المشكلة، وأن يدفعها بالتي هي أحسن، وأن يتحلى بالحلم.. والفرق بين الصبر والحلم ـ فيما إذا قوبلا ـ أنّ الأول شخصي والثاني ما يلاقيه من الجهال ونحوهم، وإن كان الأول يطلق على الثاني إذا لم يقابل به.

وذلك لأنّ معنى التجديد: (الخروج عن المألوف إلى ما ليس بمألوف)، والطبع غير راغب في ذلك، في الأمور الفردية والاجتماعية.

مثلاً: من يعتاد شرب الدخان، أو النوم إلى طلوع الشمس، أو أكل شيء خاص، أو كثرة ملامسة الزوجة وما أشبه، إذا أراد الانقلاع عن تلك التي اعتاد عليها، أباه طبعه وكان صعباً عليه، وفي الرواية: (انه كالمعجز)[116]، لكن التصميم يخفف عن ذلك حتى ينقلع.

وقد اشتكى أحد الأُمراء إلى أحد الأئمة (عليهم السلام) أنه يعتاد أكل الطين ولم ينفع كلما عالج، فماذا يعمل حتى ينقلع؟ فقال له الإمام: صمم على الترك، ففعل ما ذكر (عليه السلام) له، وحصل الانقلاع.

وكما أن الطبائع في الأمور الشخصية، كذلك في المسائل الاجتماعية، فمثلاً: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يريد أن يقلع الناس عن الخمر والزنا والغناء والربا لابد وأن يلاقي صعوبة في تطبيق ذلك ممن اعتادوا كل ذلك، ولذا كان بعضهم يأبى الإسلام ويحتج بأنه لا يقدر أن يترك الخمر والزنا.

وليس التصميم وحده هنا مفيداً، بل يلزم (سلوك السبل الكفيلة بالنجاح):

مثلاً: يلزم المنع عن صنع الخمر في المصانع، وتهيئة وسيلة تبديل عمل المعمل إلى عمل آخر مربح، والتسويق الجيد لذلك الإنتاج الجديد.

ومثل تحصيل الزوج للمرأة الفاجرة..

وإلى ما يشبه ذلك من وجوه الحلال في حل كل مشكلة فردية أو اجتماعية.

وربما احتاج الأمر إلى التدرّج بالتقليل من الكمّ أو الكيف، سواء أمكن الإقلاع إلى الأخير أو بقي بعضه، فان التقليل مطلوب أيضاً، ولذا قالوا: (الضرورات تقدَّر بقدرها).

سواء في الكم مثل: شرب نصف رطل خمر لا رطل إذا كان مضطراً إلى الشرب ويرتفع الإضطرار بالنصف.

أو في الكيف مثل: من اضطر إلى عمل الزنا ودار الأمر بين الزنا بجميلة توجب كثرة اللذة أو قبيحة توجب قلّتها، فان التقليل من المحظور مطلوب عقلاً وشرعاً وعرفاً.

فمن يتمكن من ترك التدخين أو التقليل كمّاً إلى النصف أو الربع أو ما أشبه فعل، وكذلك إذا تمكن من تقليل الكيف مثل: أن يكون التبغ بارداً لا حاراً ـ على اصطلاحهم ـ فإنه أقل ضرراً والحار أكثر خطراً.

وفي المشاكل الاجتماعية كذلك: من يتمكن من جعل العدوّ صديقاً فعل، ومن لا يتمكن لكنه يمكنه من تقليل العداوة جعله فرصة لتقليل المشكلة وهكذا..

وتجديد الحياة بذلك من أهم الضرورات، وقد قال علي (عليه السلام): (دار بالبلاء محفوفة وبالغدر معروفة، لا تدوم أحوالها ولا يسلم نزالها)[117].

وقال (عليه السلام) في كلمة أخرى: (الدنيا تغر وتضر وتمر)[118].

فالمشاكل دائماً تلتطم بالإنسان من كل جانب، وغالباً ما يرتطم الإنسان فيها، إذا لم يراع الدقة الأكيدة في التخلص أو التقليل منها، وذلك يحتاج إلى المراقبة الدائمة واليقظة الكافية والاستعانة بالله فإنه نعم المولى ونعم النصير.

وإلا فالمشاكل تتقوّى وتتراكم حتى تكون سيلاً يجرف بالإنسان، وبذلك سقطت الدولة الإسلامية، وانغرق المسلمون في بحر من المآسي والفتن التي لا سابقة للمسلمين بها حتى في عصر المغول الذين زحفوا من الشرق، والصليبيين الذين زحفوا من الغرب، والله المفرّج المستعان.

16
استثمار الطاقات

من أساليب الابتداء من جديد: (أن تجعل كل الطاقات في الاستثمار الأفضل).

إذ الطاقات قد تهدر كما هي العادة عند كثير من الناس، وقد تصرف صرفاً ضعيفاً أو متوسطاً، وقد تصرف صرفاً قوياً، فإن من له مليوناً إن أمكن أن يكتسب به مليوناً كان اللازم اتباعه، بينما اكتسابه في هذا الحال نصف المليون، أو تجميده يعد خسارة، أما إذا حرقه، فالخسارة أكبر، فعدم تحصيل المليون خسارة وإن اختلفت مراتبها في الزمان والمكان.

والإنسان إن استغل طاقاته أفضل استغلال يأتي بالمعجزات العرفية، وقد ورد في الحديث:

(من وجد ماءً وتراباً ثم افتقر فأبعده الله)[119].

وعن علي (عليه السلام): (فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم)[120].

وفي حديث ثالث: (يسأل عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه)[121].

وإلى بعض المطلب أشير في هذا البيت:

أنفاس عمرك آثمان الجنان فلا تشري بها لهباً في الحشر تشتعل

وقبل ذلك قال القرآن الحكيم: (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) [122] فإنه أسوأ أنواع الخسارة.

وقد ورد في الحديث: إن إلقاء النواة وصبّ فضل الشراب من الإسراف، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (ان القصد أمر يحبه الله عزوجل، وان السرف أمر يبغضه الله عزوجل حتى طرحك النواة فانها تصلح لشيء، وحتى صبك فضل شرابك)[123].

وهكذا حال كل نفس من أنفاس الناس إذا لم يستثمره في أفضل ما يمكنه من خير الدنيا وخير الآخرة.

وإذا نظرت اليوم إلى أغلب المسلمين رأيتهم من أخسر الأمم، مع ما عندهم من المبادئ الراقية، والنفوس البالغة مئات الملايين[124]، والمناطق الاستراتيجية، والأراضي الخصبة والواسعة، والمياه الكثيرة، وما إلى ذلك..

فترى أراضيهم يباباً، وبلادهم خراباً، وهم متأخرون أشد التأخر في النُظُم والنظافة والعمران والثقافة والصناعة وغيرها.

لكن مع كل ذلك لا يدعونا هذا إلى اليأس حيث قال تعالى: (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)[125].

وقال الشاعر:

لا تقولنّ مضت أيامــه.....إن من جدّ على الدرب وصل

ويقول:

ولربّ ضائقة يضيق بها الفتى......ذرعاً وعند الله منها المخرج

فلنجدّد حياتنا كما أمرنا الله سبحانه به، ونتَّبع سبيل العقل حتى نصل إلى سواء السبيل، والله الموفّق المسهّل.

17
تجديد الفكر

إنّ أول ما يوجب التخلّف هو الفكر المنحط، فإن الإنسان يسير حسب فكره ـ فيما إذا كانت هناك حرية ـ وهذا من أهم ما يسبب اختلاف المهن والصنائع والاختصاصات ونحوها، كما يسبب اختلاف المآكل والمشارب والملابس والمراكب وغيرها..

وقد أشار إلى ذلك الإمام علي (عليه السلام) في قوله: (وضعهم من الدنيا مواضعهم)[126].

وكل إنسان ارتقى وكل إنسان انحط ـ إذا لم يكن ضغط خارجي ـ فإنما هو بسبب فكره أولاً وبالذات، فالنجّار والعطّار والبقال والعالم والخطيب والمؤلف والسياسي والاقتصادي والطبيب والمهندس وألف شخص وشخص من مختلفي المهن والأعمال والاتجاهات هم ولائد أفكارهم.

وقد فُسِّر قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لكل امرئ ما نوى)[127] بهذا التفسير أيضاً، كما فسّر بمعنى آخر ليس هنا محل ذكره.

ومن أهم أسباب الإبتداء من جديد: أن (نجدِّد الفكر).

فلماذا طالب الحوزة يبقى طالباً، مع أنه يرى أن بعض زملاءه وصلوا إلى مرحلة المرجعية، وبها يتمكن أن يخدم الدين والدنيا.

ولماذا البقال يبقى بقالاً وهو يرى زميله صار تاجراً محترماً بإمكانه أن يؤسس أو يدعم المشاريع الإسلامية؟.

وهكذا في المعلِّم الذي بقي معلماً، وهو يتمكن من أن يصبح أستاذاً في الجامعة؟،

والخطيب الضعيف أبقى نفسه في مرتبته السابقة وهو قادر أن يصبح من أكبر الخطباء.

والسياسي الضعيف بقي في الدرجة المنحطة وهو يقدر أن يكون وزيراً أو رئيساً للجمهورية أو ما أشبه؟.

وهكذا وهلمّ جرّاً...

أليس كل ذلك في الإنسان ـ أي: صاحب الكفاءة ـ من انحطاط الفكر، وضعف الهمة، وخور القناة، وخطأ الرأي؟.

يقول أصحاب النار كما حكى عنهم سبحانه: (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)[128].

وقال الإمام علي (عليه السلام):

(المرء يطير بهمته كما يطير الطائر بجناحيه)[129]، ولعله إشارة إلى العلم والعمل.

يقول المتنبي:

لولا المشقّة ساوى الناس كلهم......الجود يفقر والإقــدام قتّال

وعلى هذا، فاللازم على من يريد تجديد حياته وتقديم نفسه إلى الأمام، أن يجدد في فكره أيضاً.. وأن يفكر في أفضل الأعمال وأرفعها، في الدنيا والآخرة، ثم يقدم خطوة خطوة فإنها معدات الوصول إلى الهدف.

18
التشجيع وإراءة الطريق

ثم لا يخفى أن للتشجيع وإراءة الطريق أكبر الآثار في التقديم، فرداً أو جماعة أو أمة، وهو من لوازم تجديد الحياة قال تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) [130].

فإن القائد المقدام يوجب نجاح أمته، بينما القائد الجبان يسقطهم قال عزوجل: (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا)[131].

لكن لما ضعفوا قال سبحانه: (فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين)[132]. وهكذا نزل الأمر من عشرة إلى اثنين.

وبعده نزل المسلمون إلى الأدون فالأدون، ولذا نرى مليونين من يهود إسرائيل غلبوا على أكثر من ألف مليون مسلم[133]، لأنهم بين من لا يريد ومن لا يهتم، مع أنهم كما قال سبحانه: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) [134].

فان المعنويات عند المسلمين تفوق غيرهم، لكن بشرط أن يفكّروا ويعملوا.

وكل فرد أو جماعة أو أمة انحطت فان ذنبها لا يقع على غيرها بل على نفسها أولاً وبالذات، وهكذا العكس، فمن تقدم كان خيره في نفسه ولنفسه، قال سبحانه: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها[[135]. وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ـ في شعر منسوب إليه ـ:

دواؤك فيك وما تشعـر

وداؤك منك ولا تبصر

وأنت الكتاب المبين الذي

بأحرفه يظهر المضمر

19
بين الأهداف والأهواء

من يريد الاشتهار وأن تسلط عليه الأضواء لا يمكنه أن يجدد الحياة، ولا يصل إلى الهدف ـ إذا كان عنده هدف رفيع ـ.

ومن يريد الهدف لا يريد الأضواء ـ إذا كان صادقاً في إرادته ـ، فمريد الأضواء والأهواء يسير نحو المغرب، والهادف يسير نحو المشرق ـ مثلاً ـ فهل يمكن الجمع بينهما؟.

إن صاحب الأضواء هدفه نفسه، ومريد الهدف هدفه خارج نفسه، ولا يمكن الجمع ـ في وقت واحد ـ بين السير إلى الداخل وإلى الخارج.

يقول الشاعر ما مضمونه:

رجال طريق الحق يشترون

من سوق لا رواج له[136]

فالأناني والمتكبر والمستعلي وطالب الشهرة وبائع الفضيلة، لا يتمكن أن يكون ـ في نفس الوقت ـ: متواضعاً، طالب للفضيلة، هدفياً … فكيف يبدأ من جديد‍!

وقد ورد في وصف أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (يأنس بالليل ووحشته)[137].

وفي الحديث: إن لله ملكاً يأخذ بناصية المتواضعين فيرفعهم، وملكاً يأخذ بناصية المتكبرين فيضعهم، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما من أحد من ولد آدم الا وناصيته بيد ملك، فان تكبر جذبه بناصيته الى الأرض وقال له: تواضع وضعك الله، وان تواضع جذبه بناصيته ثم قال: ارفع رأسك رفعك الله ولا وضعك بتواضعك لله) [138].

إنه ليس أمراً غيبياً بحتاً، بل كسائر شؤون الكون له سبب ظاهر إلى الجانب الغيبي من أسبابه.

وكلما مال الإنسان إلى أحد الجانبين كان ابتعاداً عن الجانب الآخر، كما أنه كلما ابتعد الإنسان عن الشرق اقترب من الغرب وبالعكس.

وإلى صغرى من صغريات ذلك يشير الحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الدنيا والآخرة ضرَّتان بقدر ما تقرب من إحداهما تبعد عن الأخرى) [139].

وعن السيد المسيح (عليه السلام): (مثل الدنيا والآخرة كمثل الرجل له ضرتان، إن أرضى احدهما سخطت الأخرى) [140].

ومن المعلوم أن المراد: الدنيا المنافية للآخرة، لا الدنيا التي هي مزرعة الآخرة 141].

وعلى أي حال فمريد التقدم والهدف الرفيع لابد وأن يتجنب الأضواء والأهواء، لا أن يكون حيادياً عنها ـ فحسب ـ فإن الشهرة آفة ومن يريد تجديد الحياة لا يتطلبها.

والفرق بين الأضوائي والهدفي: أن الأول يستغلّ المناسبات لنفسه حتى يلقي الضوء الأكثر على ذاته ويظهرها أكثر فأكثر، بينما الهدفي يستغلها للوصول إلى الهدف ولتقريبه إلى الحياة الواقعية أكثر فأكثر.

كما أن الأول لا يخطط لصغائر الأمور التي تكبر وتحتاج إلى الصبر والمعاناة والكدح.. بينما الثاني يهتم بها ويخطط لها.

واللطيف في الأمر: إن الأضوائي يختفي في وعي الناس أكثر فأكثر، بينما الهدفي يقوى في وعيهم يوماً بعد يوم.

إن الشيخ المرتضى[142] الهدفي يُلقى عليه الضوء كل يوم أكثر فأكثر، ويدقَّق في آرائه وفتاواه، بينما الأضوائي ـ وما أكثرهم! ـ لا يؤبه به حتى بقدر واقعه، لأن الناس طلاب الفضيلة، ومن الفضيلة نكران الذات، على عكس من يتطلب الأضواء..

نعم أحياناً يختفي على الناس أن الشخص من أيّ الفريقين؟

لكنه إختفاء وقتي، لأن الحقائق تظهر ولو بعد حين، قال سبحانه: (وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)[143] و(السين) هنا للتحقيق.

أما إذا قيل إنه للإستقبال القريب في قبال (سوف) الذي هو للاستقبال البعيد، فربما يكون بملاحظة السياق مع (المؤمنون) وإلا فالله ورسوله يرون العمل في وقته: الله سبحانه ذاتاً، والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بتعليم الله له.

وعلى أي حال.. فالأضوائي يضر نفسه بنفسه، بينما الهدفي ينفع نفسه بنفسه، كما هو شأن كل فضيلة ورذيلة، منتهى الأمر، أن الفارق هو التعقل والسفاهة، والصبر والعجلة.

20
الفهم الصحيح للحياة

على من يريد تجديد الحياة.. حياة نفسه أو حياة جماعة أو حياة أمة: أن يفهم الحياة كما هي هي، فيواظب حتى لا يكون ممن يفهما هامشياً أو مقلوباً كمن يريد السير إلى النجف الأشرف فيسير إلى بغداد أو يشتغل في طريقه بالتنعم والتلهي، وقد مثله أمير المؤمنين علي(عليه السلام)بـ: (لبس الفرو مقلوباً)[144].

يقال: إن إنساناً أخذ من بقال قنينة مقلوبة فرده وقال: فيها عيبان:

الأول: لا فوهة لها. والثاني: في قاعدتها ثقب.

فأخذ البقال القنينة مستوية، فقال: ارتفع العيبان.

وهكذا قد يرى بعض الناس الحياة كما لا ينبغي، ولذا يقع في مشكلة ومشكلة، وإن كان بيده شيء من الأمر لأوقع الناس في مشاكل أيضاً. كمن يتصور أن الحياة تستقيم بالمكر أو بالعنف أو بالكبرياء. وكمن ينزوي بنفسه فراراً عن مشاكل الحياة، أو ما أشبه ذلك.. فإن (المكر) يظهر ولو بعد حين ويرجع المكر إلى الماكر نفسه، قال سبحانه: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)[145].

و(العنف) يوجب فوضى الحياة لا إستقامتها، ولذا ورد انه ليس من صفات المؤمن العنف، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (كن ليناً من غير ضعف وشديداً من غير عنف)[146].

وقد قال سبحانه: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) [147].

و(الكبرياء) يوجب تفرق الناس عن المتكبر وعدم استيعاب المتكبر فهم الحياة، إذ الفهم بحاجة إلى التواضع، وقد ورد: (ان الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار، لأن الله جعل التواضع آلة العقل وجعل التكبر من آلة الجهل)[148]. فالمتكبر لا فهم له، ولا ناس حوله، ومع هذين فهل يمكنه أن يبدأ من جديد لكي يستقيم أمر الحياة؟. أما (المنزوي) فيضر نفسه أولاً، ويحرم الناس من فوائد وجوده ثانياً، فهو لا ينفع ولا ينتفع ويكون أسوأ من الشجر بلا ثمر، إذ ينتفع منه في المنظر والجمال والظل والحطب وغيرها من الانتفاعات.. ولا ينتفع من المنزوي في شيء.

الخاتمة

وهذا آخر ما أردنا بيانه في هذا الكتاب، نسأل الله سبحانه أن يوفقنا (لنبدأ من جديد) في سبيل إعلاء كلمة الله وكلمة المسلمين إنه أسمع السامعين.

والحمد لله أولاً وآخراً.. وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قم المقدسة-محمد الشيرازي

..............................................
[1] - بحار الأنوار: ج44 ص329 ب37 ح2.
[2]- إشارة إلى أن لتحقق النصر موانع عديدة فلا يكفي انعدام أحد الموانع في إيجاد النصر بل يلزم تحقق جميعها، ولكن في الهزيمة تكفي علة واحدة لتحققه كما أشير في القصة إلى فقدان العتاد كعلّة من أربعين علّة للهزيمة، لذلك اكتفى السائل بواحدة.
[3]- راجع نهج البلاغة: الكتاب 31 الفقرة94 وفيه: (إياك والاتكال على المنى فإنها بضائع النوكي).
[4] - سورة التوبة: 105.
[5] - أي غير الإنسان المتمني.
[6] - سورة الرعد: 11.
[7] - عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلّم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلّم الناس ومؤدبهم). تذكرة الأخبار: ص162 باب العلم و...
[8] - سورة البلد: 10.
[9] - سورة الإنسان: 3.
[10] - الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي (ـ 1338هـ) قائد ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني للعراق عام 1920م، توفي مسموماً ودفن في الروضة الحسينية المباركة بكربلاء المقدسة.
[11] - الحجاج بن يوسف الثقفي (40-94هـ) عامل من أسوء عمال بني أمية وأصلبهم عودا، بدأ حياته معلم صبيان في الطائف مسقط رأسه. ولاه عبد الملك بن مروان على العراق عام 74هـ، وطد دعائم الدولة الأموية بكثير من القسوة والاستبداد وبسجن الأبرياء وقتلهم.
وفي التاريخ انه اراد الحجاج الحج فخرج الى المسجد الجامع فخطب الناس وقال: يا أهل العراق ان قد استعملت عليكم محمداً ولدي، وبه الرغبة عنكم، اما انكم لا تستأهلونه وقد أوصيته بكم خلاف وصية رسول الله (ص) بالأنصار، فانه أوصى (ص) أن يقبل من محسنهم وأن يتجاوز عن مسيئهم، وقد وصيت محمداً ان لا يقبل من محسنكم ولا = = يتجاوز عن مسيئكم. مسالك الأبصار: ص168.
وكان الحجاج يخبر عن نفسه أن أكبر لذاته سفك الدماء. مسالك الأبصار ص 135.
وقال الحجاج لخالد بن يزيد بن معاوية: ولقد ضربت بسيفي هذا أكثر من مائة الف كلهم يشهد أنك وأباك وجدك من أهل النار. مسالك الأبصار ص123.
وفي تاريخ الخلفاء والإمامة والسياسة لابن قتيبة تحت عنوان (ولاية الحجاج على العراقيين) قال: وذكروا أن عبد الملك لما كتب الى الحجاج يأمره بالمسير الى العراقيين ويحتال لقتلهم، توجه ومعه ألفا رجل من مقاتلة أهل الشام وحماتهم وأربعة آلاف من أخلاط الناس، وتقدم بألفي رجل … فلما دخل المسجد (في البصرة) وقد حانت وقت الصلاة، صعد المنبر فحمد الله! ثم قال: ايها الناس ان الأمير عبد الملك … قلدني بسيفين حين توليته اياي عليكم: سيف رحمة وسيف عذاب ونقمة، فأما سيف الرحمة فسقط في الطريق، وأما سيف النقمة فهو هذا…فجعلت السيوف تبرى الرقاب… فقتلوا بضعة وسبعين ألفاً حتى سالت الدماء الى باب المسجد والى السكك.
[12] - شعب من العرق المغولاني، موطنه منغوليا، وقد أنشأ دولة المغول في ظل (جنكيز خان) وخلفائه فشكلوا امبراطورية استبدادية امتدت من الصين شرقا الى نهر الدانوب، واجتاحوا في ظل (تيمور لنك) كامل المنطقة الممتدة من منغوليا الى البحر الأبيض المتوسط.
[13] - سورة الرعد: 11.
[14] - حيث قال سبحانه: (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال).
[15] - رضا خان بهلوي (1295 ـ 1363هـ / 1878 ـ 1944م) شاه إيران (1343 ـ 1359هـ / 1925 ـ 1941م) كان ضابطا من ضباط الجيش الايراني فاطاح بأسرة قاجار الحاكمة وأعلن نفسه شاهاً على إيران عام 1925م، وحكم البلاد بالاستبداد، ثم اضطر إلى التنازل عن العرش لابنه محمد رضا بهلوي.
[16] - أمير ثم ملك على أفغانستان، (1309 ـ 1379هـ / 1892 ـ 1960م) حصل من انكلترا على اعتراف باستقلال افغانستان عام 1921م وحكم فيها بالظلم والاستبداد.
[17] - أتاتورك، مصطفى كمال (1298 ـ 1356هـ / 1881 ـ 1938م) ولد في سالونيك، الغى الخلافة العثمانية وأصبح رئيساً لجمهورية تركيا التي أسسها، أدخل الحروف اللاتينية في اللغة التركية ومنع العربية والمآثر الإسلامية وروج الكفر والإلحاد وحكم بالظلم والاستبداد، وأعلن العلمانية كمنهج عام للحكومة والشعب بدل المنهج الاسلامي، لقبته الجمعية الوطنية بـ: اتاتورك، أي أبو الأتراك.
[18] - بحار الأنوار: ج73 ص 273 ب49 ح31، عنه (ص).
[19] - الظاهر ان مراد المؤلف (دام ظله) هو الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه الله = =(1294-1373هـ / 1877-1954م) من فقهاء الشيعة أديب ومؤلف، من كتبه: (أصل الشيعة وأصولها).
[20] - وهذه نماذج من الإحصاءات:
100مليون دولار قيمة العقود التجارية التي فازت بها شركات سعودية للتأمين تزويد العراق بالغذاء والأدوية.
41 مليون دولار قيمة الصادرات الجزائرية الى العراق بموجب اتفاق النفط مقابل الغذاء.
7 ملايين طن من المواد الغذائية التي وصلت الى العراق بمقتضى اتفاق النفط مقابل الغذاء.
37750 مرة ارتفع فيه سعر السكر بعد الحصار، و1458 مرة سعر الرز، والشاي 1500 مرة، والزيوت 1667مرة، وحليب الأطفال 625مرة.
جريدة الوفاق الاسلامي العدد 116 تاريخ 7/شعبان/1419هـ26/11/1998م
أصبح الدولار الواحد 2000 دينار عراقي تقريباً.!!
المجلة: العدد 987 ص15 تاريخ 10/1/99
[21] - اشارة الى استقلال الهند عام 1947م بعد مقاومة سلمية ضد الاستعمار البريطاني قادها غاندي.
[22] - سورة الإسراء: 70.
[23] - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج11 ص44.
[24] - وفي بحار الأنوار: ج33 ص179 ب17 ح456، والبحار ج42 ص38 ب116 ح12: قال معاوية: فانا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته، فكف لسانك يا بن عباس واربع على نفسك، قال: فتنهانا عن قراء القرآن، قال: لا، قال: فتنهانا عن تأويله، قال: نعم، قال: فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به؟ قال: نعم، قال: فأيما أوجب علينا قراءة القرآن أم العمل به، قال: العمل به، قال: فكيف نعمل به حتى نعمل ما عنى الله بما أنزل علينا، قال: يسأل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك، قال: إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فأسأل آل أبي سفيان وآل أبي معيط واليهود والنصارى والمجوس … قال معاوية: فاقرؤوا القرآن ولا ترووا شيئاً مما انزل الله فيكم ومما قال رسول الله.
[25] - عبد الكريم قاسم (1332 ـ 1382هـ / 1914ـ 1963م) ولد في احدى محلات بغداد الفقيرة، ضابط عراقي قاد حركة الانقلاب ضد النظام الملكي في العراق وأطاح به في 14 يوليو 1958م / 1377هـ. انتهج في الحكم نهجاً استبدادياً، ثار في عهده الأكراد في شمالي البلاد، لقي مصرعه في الانقلاب الذي قاده ضده (عبد السلام عارف) فبراير 1963م / 1382هـ.
[26] - جمال عبد الناصر: (1336-1389هـ / 1918-1970م) زعيم سياسي مصري ولد بالإسكندرية من أسرة تنتمي الى بلدة بني مر بأسيوط، التحق بالكلية الحربية عام 1937م 1356هـ ورقي ضابطاً سنة 1938م 1357هـ، كان رئيس الوزراء عام 1954م 1373هـ فرئيس الجمهورية (1956-1970م / 1375-1389هـ).
[27] - في ايران.
[28] - في العراق.
[29] - وقد أحصت جريدة إيرانية أن معدل المطالعة والقراءة لكل فرد إيراني في كل سنة دقيقة واحدة.
[30] - وهذه بعض النماذج: ان أرقام اليونسكو تشير الى ان اعداد الامية في العالم العربي في 1996 تبلغ 105 ملايين امي عربي وتتوقع اليونسكو ان هذا العدد سوف يصبح في العام 2010 من 115 الى 120 مليون أمي عربي.
مجلة (العربي) العدد 475 يونيو 1998م
9 ملايين طفل عربي خارج التعليم الابتدائي، احصاء 1996م.
مجلة (النبأ) العدد 27 السنة4 ص 34 بتاريخ شعبان 1419هـ
54.7 نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة في العالم العربي هي أقل نسبة في العالم.
مجلة النبأ: العدد 28 ص 38 السنة الرابعة شهر رمضان 1419هـ
وزارة التعليم في إيران تواجه عجزاً قدره 150 ألف صف و120 ألف مدرس
صحيفة (الحياة) العدد 12548 ص11
اكثر من نصف سكان الهند وباكستان وبنجلاديش وإفريقيا من الأميين.
العربي العدد 470/21 يناير 1998م
[31] - مستدرك الوسائل: ج17 ص142 ب1 ح20985.
[32] - قال رسول الله (ص): (موتان الارض لله ورسوله فمن أحيى منها شئا فهو له. مستدرك الوسائل: ج17 ص111 ب1 ح20903.
[33] - آخر إحصائية تقول بأن عدد المسلمين بلغ المليارين.
أما اليهود في العالم بأجمعهم فـ 1/13 مليون نسمة فقط ويعيش حوالي ثلثهم (36%) في اسرائيل أي 8/4 مليون نسمة.
[34] - بحار الأنوار: ج69 ص30 ب94 ح26.
[35] - غوالي اللئالي: ج1 ص267 ح67 الفصل العاشر.
[36] - راجع جامع الأخبار: ص139 الفصل 69 وفيه: ”كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا نظر الرجل فأعجبه قال: هل له حرفة؟ فإن قالوا: لا، قال: سقط من عيني”.
[37] - سنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قانون تمليك الأرض ـ عيناً ومنفعة ـ لكل من أحياها حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم): “الأرض لله ولمن عمرها” و” من= =أحيا أرضاً فهي له”. وللتفصيل راجع للإمام المؤلف (موسوعة الفقه كتاب إحياء الموات) و(كتاب القانون) و(الدولة الإسلامية) و…
[38] - مستدرك الوسائل: ج16 ص304 ب77 ح19964.
[39] - راجع تفسير العياشي: ج2 ص144 وفيه: ”كان نوح رجلاً نجاراً”.
وراجع قصص الأنبياء للجزائري: ص60 ب2 وفيه: ”كان إدريس (عليه السلام) خياطاً= =وأوّل من خاط من الثياب”.
وراجع بحار الأنوار: ج10 ص308 ب19 ح1 وفيه: “قال الرضا (عليه السلام): وكذلك أمر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وما جاء به، وأمر كل نبي بعثه الله، ومن آياته أنه كان يتيماً فقيراً راعياً أجيراً”.
وراجع البحار ايضاً: ج14 ص4 ب1 ح9 وفيه: ”أول من صنع الدرع داوود”.
[40] - راجع بحار الأنوار باب حياة الأئمة (عليهم السلام).
[41] - راجع الكافي: ج4 ص250 ح8 وفيه: ”عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: نحر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده ثلاثاً وستين ونحر علي (عليه السلام) ما غبر، قلت: سبعة وثلاثين؟ قال: نعم”.
وفي مستدرك وسائل الشيعة عن دعائم الاسلام عن جعفر بن محمد (عليه السلام): (ان رسول الله (ص) أشرك علياً (ع) في هديه، ونحر رسول الله (ص) بيده ثلاثاً وستين بدنة وأمر علياً (ع) فنحر باقيهن) ورواه في موضع آخر وفيه: (وأمر عليا (ع) فنحر باقي البدن وكانت مائة نحرها كلها يوم النحر).
[42] - فاسرائيل تملك حالياً 200 قنبلة نووية. (المجلة) العدد 997 ص34 تاريخ 21/3/1999
اما بالنسبة الى نمو دولة إسرائيل عبر 50 سنة: 1948، 1950م: فكالتالي:
1948م:
الإنتاج المحلي الإجمالي بالنسبة للفرد الواحد: 3250 دولار. خطوط الهاتف: 17000. الأراضي الزراعية المروية: 74000 فدان. تشكيل الإنتاج المحلي الإجمالي بحسب القطاعات: الزراعة: 11% ـ الصناعة: 33 % ـ الخدمات: 56% ـ القدرات الدفاعية: الدبابات: 80 الطائرات الحربية: 55. القوات المسلحة العاملة: 45000.
1998م:
الإنتاج المحلي الإجمالي بالنسبة للفرد الواحد: 17169 دولاراً. خطوط الهاتف: 2539000 الأراضي الزراعية المروية: 460000. تشكيل الإنتاج المحلي الإجمالي بحسب القطاعات: الزراعة: 3.5% - الصناعة: 22% - الخدمات: 74.4%. القدرات الدفاعية: الدبابات: 4300. الطائرات الحربية: 448. القوات المسلحة العاملة: 175000.
المجلة العدد 956 ص 37 بتاريخ 13/6/1998
[43] - راجع موسوعة الفقه ج101-102 كتاب (الدولة الإسلامية).
[44] - وهي: الخمس والزكاة والجزية والخراج.
[45] - نهج البلاغة: الخطبة 87، الفقرة 17.
[46] - بحار الأنوار: ج14 ص10 ب1 ح19.
[47] - سورة الفاتحة: 6.
[48] -راجع الوصائل الى الرسائل، والوصول الى كفاية الأصول.
[49] - راجع الفقه: ج47 كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[50] - سورة آل عمران: 159.
[51] - سورة هود: 88.
[52] - سورة الأعراف: 142.
[53] - سورة الطلاق: 3.
[54] - سورة الأنفال: 60.
[55] - سورة الكهف: 89، 92.
[56] - راجع الأمالي للشيخ المفيد: ص172 المجلس 22 ح1 وفيه: ”واعقل راحلتك وتوكل”.
[57] - راجع بحار الأنوار: ج3 ص67 (بيان).
[58] - بحار الأنوار: ج68 ص344 ب86 ح1.
[59] - بحار الأنوار: ج67 ص151 ب52 ح10.
[60] - وسائل الشيعة: ج4 ص1086 ب2 ح9.
[61] - إشارة إلى الحديث المروي عن رسول الله (ص): (الدعاء سلاح المؤمن) بحار الأنوار: ج90 ص288 ب16 ح1.
[62] - سورة الفرقان: 77.
[63] - هذا البيت لشاعر أهل البيت (عليهم السلام) دعبل الخزاعي ضمن قصيدة انشدها بمحضر الإمام الرضا (عليه السلام) في المدينة المنورة مطلعها:
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً وقد مات عطشاناً بشط فرات
راجع بحار الأنوار: ج45 ص257 ب44 ح15.
[64] - سورة محمد: 7.
[65] - سورة آل عمران: 160.
[66] - سورة الرعد: 28.
[67] - سورة النجم: 42.
[68] - سورة آل عمران: 26.
[69] - سورة الطلاق: 2و3.
[70] - سورة آل عمران: 140.
[71] - مصباح المتهجد: ص352، مفاتيح الجنان: الثامن من الأعمال العامة لشهر رجب، الدعاء والزيارة: الأول من الأعمال المشتركة لشهر رجب.
[72] - سورة الأعراف: 145.
[73] - الاكتئاب اكثر من مرض: ذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية ان هذا المرض هو الأول عند النساء، ويأتي ترتيبه في المنزلة الرابعة في قائمة الأمراض في العالم، وتوقعت تقارير أخرى ان يكون هو المرض الثاني في العالم في عام 2020م بينما مرض القلب هو الأول، وفي امريكا يوجد حالياً 18 مليون انسان يعالجون منه ويصابون به في وقت واحد، وتصل تكاليف علاجه هناك الى 40 مليار دولار.
المجلة: العدد 998 ص 69 بتاريخ 28/3/1999
[74] - راجع (منتخب المسائل الإسلامية): ص260 المسألة 1251.
[75] - غوالي اللئالي: ج3 ص339 باب النكاح ح250.
[76] - وللنموذج على تفشي التجملات لاحظ التقرير التالي تحت عنوان: (السعودية تستهلك 70 طنا من الذهب سنوياً): قال مجلس الذهب العالمي في آخر تقرير إحصائي له إن الذهب زاد استهلاكه 3% في السعودية في الربع الأول من العام الحالي 1998 ليسجل 25.3 طن، بينما 7سجل الاستهلاك في السعودية رقماً قياسياً جديداً بلغ 1/70 طن بزيادة بلغت 3% عن الفترة ذاتها من العام الماضي أيضاً.
كذلك أوضح التقرير أن استهلاك الذهب في كل من قطر والبحرين والكويت وسلطنة عمان سجل نمواً متواضعاً بمعدل 1% فقط ليسجل بذلك 17 طناً في الربع الأول من هذا العام، وقد لوحظ نمو في مبيعات الذهب في أوروبا حيث ارتفع الاستهلاك في جملته إلى 15% نتيجة ارتفاعاً لطلب الاستثماري المسجل في الربع الأخير من العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع الاستهلاك الأوروبي الصافي بنسبة 11% والذي تصدرته بريطانيا بنسبة 41%.
المجلة العدد 959 ص 46 بتاريخ 4/7/1998
[77] - سورة طه: 124.
[78] - غرر الحكم ودرر الكلم: ص483 ح11146.
[79] - قرب الإسناد: 171. وفي تتمة الحديث: (ان علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان يقول: ان شيعتنا في أوسع من ذلك).
[80] - إشارة إلى قول الإمام علي (عليه السلام): “القناعة كنز لا ينفد” روضة الواعظين: ص454. وشبهه في نهج البلاغة: قصار الحكم 57 و475 و439.
[81] - إشارة الى قوله (ع): (القناعة راحة) أعلام الدين: ص341. وقوله (ع): (ثمرة القناعة الراحة) شرح النهج: ج20 ص296 الرقم 389.
[82] - للتفصيل عن فضائل القناعة وذم الحرص راجع (الفضيلة الإسلامية): ج2 ص141.
[83] - قناعت توانكر كند مرد را خبركن حريص جها نكرد را
[84] - 33% نسبة القوى العاملة في العالم العربي من مجمل السكان وهي أدنى نسبة في العالم.
النبأ: العدد 28 ص 38 السنة الرابعة شهر رمضان 1419هـ
ارتفاع نسبة البطالة في الاردن وقد وصلت الى 15%.
المجلة: العدد 987 ص9 تاريخ 10/1/99
تشير الإحصاءات التي نشرتها منظمة العمل الدولية الى ان: عدد العاطلين عن العمل يبلغ 150 مليون نسمة، وعدد الموظفين الذين لا يعملون بطاقتهم الكاملة 750 مليون نسمة، وعدد الاشخاص الباحثين عن وظائف في سن 15 الى 24 سمو 760 مليون نسمة.
المجلة / العدد 991 ص 12 تاريخ 7/2/1999
[85] - سورة النور: 32.
[86] - وللمثال نشير الى تكاليف الحرب التي لم تحصل حيث قدر خبراء عسكريون تكاليف الاستعدادات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة قبل التراجع عن قرارها بضرب العراق بمليار و250 مليون دولار، وهذا يرفع مجموع تكاليف انفاق اميركا العسكري في منطقة الخليج هذه السنة (1998) الى 3 مليارات دولار. غير انها ليست شيئا اذا قورنت بالتكاليف التي كانت ستتحملها امريكا لو حصلت الضربة العسكرية بالفعل.
تحليق كل طائرة (ب 52) يكلف 12 الف دولار في الساعة، ويقدر العسكريون ان كل طائرة مقاتلة تحتاج الى ست ساعات طيران لتنفيذ مهماتها في العراق.
كلفة كل صاروخ كروز: مليونان و100 الف دولار.
القنابل الموجهة بالليزر تكلف كل واحدة منها 250 الف دولار.
أما تكاليف ما حصل فيما بعد من الضرب فأكثر من ذلك بكثير.
المجلة العدد 981 ص 16 تاريخ 29/11/1998م
[87] - عام 1380هـ.ق.
[88] - فمثلاً: اطلق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء المصري صفارة الانذار حول معدلات الطلاق في مصر، اذ أكد المركز ان هناك 30 حالة طلاق بين كل مائة حالة زواج سنوياً، وترتفع في القاهرة الى 33% ففي السنة الماضية حصلت 681 الف حالة زواج في حين كان عدد حالات الطلاق قد بلغت 227 الف حالة.
الرأي الآخر: العدد 27 ص5 بتاريخ 1جمادى الآخرة 1419هـ 22 /9/ 1998
اليابانيون والطلاق…
منذ 1991 يرتفع معدل الطلاق في اليابان عاماً بعد عام، وتشير إحصائية لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إلى انه توجد (24) حالة طلاق لكل (100) زواج في اليابان، بالمقارنة مع (32) طلاقا لكل (100) زواج في فرنسا، و(42) في إنكلترا و(55) في الولايات المتحدة، في عام 1996 تجاوز عدد حالات الطلاق (200) ألف حالة على ما تقول الوزارة، وأشارت إلى انه بسبب ارتفاع نسبة الطلاق بين أزواج ارتبطوا لمدة تزيد عن (20) عاما ارتفع العدد إلى (206966) طلاقا في العام الماضي. وشكلت النسبة في هذه الشريحة (12) في المائة من إجمالي حالات عام 1975 وأغلبية حالات الطلاق في اليابان تتم بموافقة الزوج والزوجة يقدمان الأوراق اللازمة إلى المكاتب الحكومية المحلية لتسجيل الانفصال ونادراً ما ترفع قضايا طلاق إلى المحاكم.
مجلة النبأ ـ العددان 21و22 ص 48 بتاريخ 1419 هـ ق
[89] - سورة الرعد: 11.
[90] - سورة الإسراء: 16.
[91] - غرر الحكم ودرر الكلم: ص448 الفصل10 ج 10300.
[92] - الصحيفة السجادية: ص99 دعاؤه (عليه السلام) في مكارم الأخلاق.
[93] – غوالي اللئالي: ج2 ص260 باب الديوان ح15.
[94] – المقنعة: ص267.
[95] - راجع الارشاد: ج2 ص78.
[96] - مستدرك الوسائل: ج2 ص474 ب78 ح2498.
[97]- صدر الحديث في منية المريد: ص123. دعوات الراوندي: ص120 ح282.
[98] - أي الكبار في السن.
[99] - دعائم الإسلام ج2 ص320 ح1207. وشرح النهج: ج20 ص340 الرقم 893، وراجع غوالي اللئالي ج1 ص101 و ص372..
[100] – غوالي اللئالي: ج1 ص361 ح42.
[101] – الأمالي للشيخ الصدوق: ص209 المجلس 37 ح9.
[102] – الخصال: ص331 ح30.
[103] - راجع الفصول المختارة: ص237 وفيه: (يد الله على الجماعة).
[104] - وفي هذا يقول سبحانه في سورة الحجرات 13: ]وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا[ وفي سورة نوح: 14 يقول العزيز: ]وقدخلقكم أطواراً[.
[105] - سورة آل عمران: 103.
[106] - سورة النحل: 92.
[107] - سورة الأنفال: 46.
[108] - سورة الشورى: 43.
[109] – سورة فصلت: 34 و35.
[110] – إشارة إلى قوله تعالى: ]وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً[ سورة الأحزاب: 72.
[111] – إشارة إلى قوله تعالى: ]إن الإنسان خلق هلوعاً[ سورة المعارج: 19.
[112] – إشارة إلى قوله تعالى: ]والعصر إن الإنسان لفي خسر[ سورة العصر: 1و2.
[113] – سورة العصر: 3.
[114] – إشارة إلى قوله تعالى: ]إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص[ سورة الصف: 4.
[115] – سورة العنكبوت: 69.
[116] – راجع تحف العقول: ص489 وفيه: قال(عليه السلام): (رياضة الجاهل وردّ المعتاد كالمعجز)
[117] - نهج البلاغة: الخطبة226 الفقرة‍1.
[118] – نهج البلاغة: قصار الحكم415.
[119] - قرب الإسناد: ص55.
[120] – بحار الأنوار: ج65 ص290 ب24 ح49.
[121] – راجع الأمالي للشيخ الصدوق: ص39 المجلس10 ح9 وفيه: ”قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت”.
[122] – سورة الزمر: 15، سورة الشورى: 45.
[123] ـ الخصال: ص10 ح36.
[124] - بلغ عدد المسلمين حسب الاحصاءات الأخيرة: المليارين.
[125] - سورة يوسف: 87.
[126] – نهج البلاغة: الخطبة 193 الفقرة2.
[127] – بحار الأنوار: ج67 ص186 ب53 ح1.
[128] – سورة الملك: 10.
[129] - وفي غرر الحكم ص447 الحديث رقم 10264: (المرء يطير بهمته لا بقنيته).
[130] - سورة المطففين: 26.
[131] - سورة الأنفال: 65.
[132] – سورة الأنفال: 66.
[133] - سبقت احصاءات تبين عدد المسلمين وعدد يهود اسرائيل فراجع.
[134] – سورة النساء: 104.
[135] – سورة الإسراء: 7.
[136]- كسانيكه مردان راه حقند خريدار بازار بى رو نقند
[137] – العدد القوية: ص249.
[138] - ثواب الأعمال: ص176 ثواب التواضع.
[139] - غوالي اللئالي: ج1 ص277 الفصل العاشر، ح106.
[140] - روضة الواعظين: ص448.
[141] - اشارة الى قوله (عليه السلام): (الدنيا مزرعة الآخرة). غوالي اللئالي: ج1 ص267 الفصل10.
[142] -الشيخ الأجل الأعظم مرتضى الأنصاري، ولد سنة 1214هـ وتوفي في النجف الأشرف سنة 1281هـ ودفن في الصحن الشريف عند باب القبلة، صاحب كتابي (المكاسب) و(الرسائل) وهما من المتون الدراسية في الحوزات العلمية الى يومنا هذا.
[143] - سورة التوبة: 105.
[144] - غرر الحكم: ص462 الحديث 10600 وفيه: (… ولبس الاسلام لبس الفرو مقلوبا).
[145] - سورة فاطر: 43.
[146] - غرر الحكم: ص445، الحديث 10620.
[147] - سورة آل عمران: 159.
[148] - تحف العقول: ص396.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي