في عيد الغدير الخالد: جرائم اموية، وهابية، داعشية
دلال العكيلي
2018-09-01 04:30
اقترن تاريخ الحركة الوهابية منذ تأسيسها بالكثير من الجرائم والمجازر البشعة التي تم ارتكابها بحق المسلمين عموما والشيعة خصوصا، حيث دون الكثير من المستشرقين والمؤرخين ممن عاصروا تلك الحركة منهجية العنف والتطرف الأعمى الذي أباح بالتوافق مع تشريعات قادتهم الدينيين والسياسيين انتهاك حقوق كل من كان لا ينزل على معتقدهم أو من يخالف بالرأي أينما حلوا، حتى استطاعوا بسط هيمنتهم وسلطانهم على نجد والحجاز بحد السيف، مدينة اثر الأخرى على التوالي بعد أن أذاقوا سكانها هول همجيتهم الوحشية.
ومن المأسي التي تعتصر لها قلوب المؤمنين من أهالي كربلاء والعراقيين في ذكرى عيد الغدير الخالد، اجتمعت في ثناياها أكثر من غصة ابتداء من تخريب المرقد المقدس لسبط رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، إلى جانب سقوط آلاف المؤمنين شهداء وهم يذودون عن أنفسهم وأعراضهم، لا لذنب سوى إنهم ادنوا بالولاء لرسول الله وعترته المطهرة، وفرصة سانحة لأطماع الوهابيون في سرقة كنوز المدينة ونفائسها التاريخية التي لا تقدر بثمن.
تاريخ الوهابية وصمة عار بين تواريخ البشرية
إن النزعة الوحشية التي جبلت عليها هذه الأسرة الدموية كانت وراء ارتكابها أفظع الجرائم ليس بحق المسلمين وحدهم فقط بل بحق الإنسانية جمعاء فلم يكن شيء أحب إلى نفوسهم المريضة من التلذذ بالدماء وقطع الرؤوس وقتل الأطفال وسبي النساء والسلب والنهب والحرق والتخريب والفساد في الأرض حتى امتلأ تاريخهم بهذه الأعمال الإجرامية وأصبحوا وصمة عار بين تواريخ الأمم.
إن الآراء الفاسدة والعقائد المنحرفة التي تبناها آل سعود وكفروا فيها باقي المسلمين حاولوا تطبيقها بالسلاح والبطش والدماء وارتكبوا من أجل تحقيقها المجازر التي يندى لها تاريخ البشرية ولم يرضخوا لأي منطق للحوار حولها ورفضوا أي دعوة للنقاش بل كفروا واستباحوا دماء كل من خالفها من المسلمين وقد استوفى تفنيد تلك العقائد وإثبات بطلانها وإظهار فسادها وانحرافها بالبراهين الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والأدلة العقلية والقطعية السيد محسن الأمين العاملي في كتابه (كشف الإرتياب في أتباع محمد عبد الوهاب) حيث لم يدع هذا الكتاب مجالا لأدنى شك للقارئ بأن هذه الفرقة الضالة المضلة هي ليست خارجة عن الإسلام فقط بل عن جميع القيم والمبادئ السماوية السامية وخارجة أيضا عن جميع القوانين والأعراف الإنسانية.
أما جرائمهم بحق المسلمين فهي كثيرة تنوعت بين غاراتهم على المدن والقرى الآمنة وقتل أهلها وبين التعرض لقوافل الحجاج وقتل أفرادها وسلبهم أموالهم وأمتعتهم ومن أبشع جرائمهم بحق الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، جريمتهم في إبادة مدينة آمنة مطمئنة مؤمنة بالله وبرسوله يقيم أهلها الصلاة ويؤتون الزكاة، ألا وهي جريمة غارتهم على مدينة كربلاء المقدسة عام (1216هـ/1802م) تلك الجريمة التي تقشعر لها الأبدان وتشمئز منها النفوس والتي بلغت من البشاعة والقسوة والفظاعة أن أثارت مشاعر السخط والغضب حتى لدى غير المسلمين فوصفتها المصادر الغربية بـ (الغارة الوحشية) المقززة للنفوس والمستفزة لأعمق مشاعر السخط والغضب.
لقد كانت هذه الغارة مدروسة مسبقا وأختير لها وقتا مناسبا وهو يوم (18 من ذي الحجة) وهو يوم الغدير حيث يخرج معظم أهالي كربلاء والمدن العراقية الأخرى إلى النجف الأشرف لزيارة قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) فكان اختيار هذا اليوم للهجوم على المدينة من الأساليب الدنيئة والجبانة التي عادة ما يستخدمها الوهابيون في غزواتهم وقد أجمعت المصادر على هول تلك الفاجعة حتى سميت بحادثة الطف الثانية.
في سنة (1216هـ) جهز سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود الوهابي النجدي جيشا من أعراب نجد وغزا به العراق وحاصر مدينة كربلاء مغتنما فرصة غياب جل الأهلين في النجف لزيارة الغدير ثم دخلها يوم 18 ذي الحجة عنوة وأعمل في أهلها السيف فقتل منهم ما بين أربعة آلاف إلى خمسة آلاف وقتل الشيوخ والأطفال والنساء ولم ينج منهم إلا من تمكن من الهرب أو اختبأ في مخبأ ونهب البلد ونهب الحضرة الشريفة وأخذ جميع ما فيها من فرش وقناديل وغيرها وهدم القبر الشريف واقتلع الشباك الذي عليه وربط خيله في الصحن المطهر ودق القهوة وعملها في الحضرة الشريفة ونهب من ذخائر المشهد الحسيني الشيء الكثير ثم كر راجعا إلى
بلاده.
السعودية ودورها الإرهابي في العراق وكربلاء خصوصا
اسند عبد العزيز إلى ابنه سعود قيادة الحملات العسكرية والذي أقدم على مهاجمة مدينة كربلاء عام (1802 م / 1226 هــ) (1) المدينة المقدسة عند الشيعة حيث مسجد الحسين وقبره، ولم يكن التبجيل لهذا المقام من قبل الشيعة إلا مبالغات غير جائزة عند الوهابيين وبعد حصار لم يستمر طويلا فتحت المدينة وتساقط القتلى من جميع الأعمار في الشوارع والبيوت، وهدم قبر الحسين وسلبت الجواهر التي كانت تزينه واقتسمها المحاربون كما اقتسموا كل شيء في المدينة.
في يوم 20 نسيان 1802م هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين وبعد إن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها اكبر الانتصارات تركوا كل ما تبقى للنار والسيف وهلك العجزة والأطفال والنساء جميعا بسيوف هؤلاء البرابرة وكانت قساوتهم لا تشبع و لا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء انهارا وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك أكثر من 4000 شخص.
ونقل الوهابيون ما نهبوه على أكثر من 4000 جمل وبعد النهب والقتل دمروا أيضا ضريح الإمام الحسين وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء وحطموا خصيصا المنائر والقباب لأنهم يعتقدون بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من الذهب
وكتب المؤرخ ابن بشر عن هذا الحادث يقول: "سار سعود بالجيش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك وقصد ارض كربلاء فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت وهدموا القبة الموضوعة على قبر الحسين واخذوا ما في القبة وما حولها واخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر واخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك مما يعجز عنه الحصر ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال وقتل من أهلها قريب ألفي رجل ".
واستمرت هذه المحاولات عبر التاريخ من هدم العتبات المقدسة والمراقد، وما قام به التكفيريين ضد العتبات المقدسة توقف في القرن العشرين بعد الاتفاق مع المرجع الشيعي جعفر الكبير (ت 1813)، وهو جد عائلة آل كاشف الغطاء المعروفة فقهاً وعلماً ( العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ).
وتوقفت هجمات التكفيريين تماماً، في القرن العشرين، بعد هجومهم الأخير السنة 1922، بعد معركة "السبلة" الشهيرة (1929)، ثم اللقاء التاريخي بين القيادتين السعودية والعراقية، على ظهر البارجة (لوبن) 1930 وكان الهجوم الأخير اختباراً للتآلف الشيعي السُنَّي العراقي، وذلك عندما اجتمع كبار علماء السُنَّة بتكية الخالدية ببغداد، وأعلنوا دفاعهم عن العتبات المقدسة بكربلاء والنجف، ومعلوم أن مراقد الإمام أبي حنيفة، والشيخ عبد القادر الكيلاني، والشيخ معروف الكرخي لم تكن بمأمن من هذه الهجمات.
وفي زمن النظام المقبور وفي فترة خروج الجيش العراقي من الكويت عندما كانت الرقابة الأممية على العراق (الحصار) بما يعرف بمنع الطيران العسكري العراقية في الشمال والجنوب وكيف تمكن النظام المقبور من فك هذا الحصار لضرب الانتفاضة الشعبانية، والتي كان للسعودية دور فيها لمنع إقامة دولة عراقية شيعية وهذا ما عبر عنه أكثر من مسؤول سعودي بحجة التدخل الإيراني في العراق.
مراقد كربلاء ومقاماتها
ـ الروضة الحسينية المطهرة وبجانبها العديد من القبورالتي تزار منها:
(مرقد السيد إبراهيم المجاب) (ع)، مرقد حبيب بن مظاهر الاسدي، ضريح الشهداء من أصحاب الحسين(ع) والقاسم بن الحسن(ع)
ـ الروضة العباسية المطهرة.
ومن المقامات والاماكن التي يتبرك بها الزوار:
ـ نخل مريم.
ـ مقام الحر بن يزيد الرياحي ( ع ).
ـ المخيم الحسيني.
ـ مقام المهدي ( عج ).
ـ مقام تل الزينبية.
ـ مقام الكف الايمن للعباس ( ع ).
ـ مقام الكف الايسر للعباس ( ع ).
ـ مقام الامام جعفر الصادق ( ع ).
ـ مقام عون بن عبدالله.
ـ مقام بن حمزة.
ـ مقام الحسين وابن سعد.
ـ مقام ابن فهد الحلي .
ـ مقام فضة.
ـ مقام الامام علي( ع ).
ـ مقام موسى بن جعفر( ع ).
ـ مقام علي الاكبر( ع ).
ـ مقام رأس الحسين( ع ).
ـ مقام أم البنين( ع ).
ـ مقام الاخرس بن الكاظم( ع).
مدارسها الدينية:
1 ـ المدرسة المحسينية 1327 هـ
2 ـ المدرسة الجعفرية 1333 هـ
3 ـ المدرسة الاحمدية 1921 م
4 ـ المدرسة الفيصلية 1921 م
5 ـ المدرسة الرضوية 1345 هـ
6 ـ مدرسة الامام الباقر ( ع ) 1381 هـ
7 ـ مدرسة المجاهد 1270 هـ
8 ـ مدرسة البادكوبة 1270 هـ
9 ـ مدرسة الصدر الاعظم 1276 هـ (مندثرة)
10 ـ مدرسة الحاج عبد الكريم 1287 هـ
11 ـ مدرسة البقعة 1250 هـ
12 ـ مدرسة السليمية 1250 هـ
13 ـ مدرسة الهندية الكبرى 1920 هـ
14 ـ مدرسة الهندية الصغرى 1300 هـ
15 ـ مدرسة ابن فهد الحلي 1358 هـ جُدد بناؤها
16 ـ مدرسة الزينبية 1276 هـ (مندثرة)
17 ـ مدرسة المهدية 1287 هـ
18 ـ مدرسة البروجردي 1381 هـ
19 ـ مدرسة شريف العلماء المازندراني1384 هـ
20 ـ مدرسة الخطيب 1355 هـ
21 ـ مدرسة الامام الصادق (ع) 1376 هـ
22 ـ مدرسة الحسينية 1388 هـ
23ـ مدرسة السردار حسن خان 1180 هـ (كانت تحتوي على 70 غرفة لم يبقَ منها اليوم سوى 16 غرفة).
من ذاكرة التاريخ
ـ نزل فيها الامام امير المؤمنين علي ( ع ) اثناء مروره إلى حرب صفين وشوهد فيها متأملا لما لها من أطلال واثار، فسئل عن ذلك فقال(عليه السلام):
ان لهذه الارض شأنا عظيما" فهاهنا محط ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم، فسئل عن ذلك فقال(عليه السلام): ثفل لآل محمد (ص) ينزلون هاهنا.
ـ سنة 61 هـ لما انتهى الامام الحسين (ع ) الى كربلاء واحاطت به خيل عبيد الله بن زياد قال: ما اسم تلك القرية؟ وأشار الى العقر، فقيل له: اسمها العقر فقال(ع): نعوذ بالله من العقر فما أسم هذه الارض التي نحن فيها؟ فقالوا: كربلاء، قال: ارض كرب وبلاء.
ـ في العاشر من المحرم سنة 61 هـ استشهد الامام الحسين ( ع ) وأصحابه الميامين فيها ودفن في الحائر المقدس.
ـ في عهد يزيد بن معاوية حدثت ثورة يزيد بن المهلب في ميدان العقر بالقرب من كربلاء، على ضفة الفرات ودارت هنالك معركة رهيبة اسفرت عن هزيمة الثوار امام جيش مسلمة بن عبد الملك قائد جيش يزيد.
ـ سنة 369 هـ حدثت غارة ضبّة بن محمد الاسدي على كربلاء عندما كان اميرا لعين التمر.
ـ سنة 1216 هـ أغار الوهابيون على مدينة كربلاء بقيادة سعود بن عبد العزيز وقتلوا اغلب اهلها في الاسواق والبيوت ، وهدموا قبة مرقد الامام الحسين (ع) ونهبوا جميع ما في المدينة والمرقد الشريف من اموال وسلاح ولباس وفضة وذهب وكانت تسمى بحادثة (الطف الثانية).
ـ سنة 1534 م احتل العثمانيون العراق وقام السلطان سليمان القانوني بحفر نهر من الفرات سمي (النهر السليماني) وهو نهر الحسينية الحالي.
ـ سنة 1241 هـ / 1825 م وقعت حادثة المناخور في عهد الوالي داود باشا حيث حاصرت قوات داود باشا كربلاء بقيادة امير خيالته (سليمان ميراخور) حيث حاصرها واستباح حماها لمدة 8 اشهر.
ـ سنة 1258 هـ / 1842 م وقعت حادثة محمد نجيب باشا اذ اجبر سكان مدينة كربلاء
بقوة السلاح للخضوع لحكم العثمانيين.
ـ سنة 1638 م حاصر السلطان العثماني مراد الرابع مدينة كربلاء.
ـ سنة 1293 هـ / 1876 م حدثت حركة علي هدلة المناوئة للحكومة العثمانية.
ـ سنة 1923 م هاجم الوهابيون مدينة كربلاء مرة ثانية.
ـ سنة 1920 م اندلعت الثورة العراقية المسماة " ثورة العشرين العظيمة"، وكان اندلاعها من مدينة كربلاء التي اتخذت معقلا للثوار وعلى راسهم المرحوم الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي واصداره فتواه بتحريم انتخاب غير المسلم لحكم العراق.
ـ في 29 / حزيران 1920 م القي القبض على الشيخ محمد رضا نجل الامام الشيرازي مع تسعة من الشيوخ والاعلام المجاهدين وتم تسفيرهم الى هنكام.
الشخصيات المهمة: امتازت مدينة كربلاء بقدسيتها ومكانتها الدينية والعلمية والتاريخية ، فهي رمز الشموخ والاباء والمجد في دنيا العلم والادب والجهاد منذ اقدم العصور والازمنة ، ونشير هنا إلى اهم شخصياتها الدينية من العلماء الفطاحل الذين اقاموا فيها وتخرجوا من معاهدها ونبغوا فيها.
1 ـ حميد بن زياد النينوي مؤسس جامعة العلم في كربلاء (المتوفى سنة 310 هـ).
2 ـ الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (المتوفى سنة 460 هـ).
3 ـ الشيخ هشام بن الياس الحائري صاحب (المسائل الحائرية) (المتوفى سنة 490 هـ).
4 ـ السيد فخار بن معد الحائري الموسوي (المتوفى سنة 630 هـ).
5 ـ الشيخ احمد بن فهد الحلي الاسدي (المتوفى سنة 841 هـ).
6 ـ الشيخ ابراهيم الكفعمي (المتوفى سنة 900 هـ).
7 ـ السيد نصر الله الحائري المدرس في الروضة الحسينية (المتوفى سنة 1168 هـ).
8ـ الشيخ يوسف البحراني (المتوفى في كربلاء سنة 1186 هـ) "المدفون في الحضرة الحسينية ".
9ـ السيد محمد حسين المرعشي (المتوفى سنة 1315 هـ).
10ـ الشيخ محمد تقي الشيرازي (المتوفى سنة 1338 هـ).
11ـ السيد مرزا مهدي الشيرازي (المتوفى سنة 1380 هـ).
التاريخ يعيد نفسه:
مجزرة الوهابية التكفيريين في كربلاء عام 1802م/1216هـ وما أشبه اليوم بالبارحة!
أسند الملك عبدالعزيز الى ابنه سعود قيادة الحملات العسكرية والفتوحات القبلية، وبدوره اثار استياء العالم اجمع حين اقدم فجأة عام 1802م على مهاجمة كربلاء المدينة المقدسة عند الشيعة حيث مسجد الحسين(ع) وقبره الحاوي لكنوز العرب والاتراك والفرس، ولم يكن التبجيل لهذا المقام من قبل الشيعة إلا مبالغات غير جائزة عند الوهابيين.
وبعد حصار لم يستمر طويلا فتحت المدينة وتساقط القتلى من جميع الاعمار في الشوارع والبيوت، وهدم قبر الحسين وسلبت الجواهر التي كانت تزينه واقتسمها المحاربون كما اقتسموا كل شيء في المدينة.
و قد أثار هذا العمل سخط العالم اجمع من عرب واتراك وفرس وغيرهم. بعد ذلك حين اتم سعود مهمته عاد الى عاصمة الدرعية محملا بالغنائم الثمينة ليحظى بتأييد والده وشعبه!
الا ان ذلك النصر قد جرّ فيما بعد لعواقب وخيمة وقتل والده الملك عبد العزيز، فقتل في الثامن عشر من رجب عام 1288هـ، وكان "القاتل" يقصد سعود بالذات انتقاما لما فعله في كربلاء فقد كان من سكانها وشهد بأم عينيه ذبح الابرياء ومنهم زوجته واطفاله فأقسم على الانتقام.