البويهيون: يوقدون المدن والمشاهد المقدسة
محمد طاهر الصفار
2017-12-25 05:40
اهتم البويهيون اهتماماً بالغاً بالأضرحة المقدسة لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) حيث أولوها عناية فائقة لما لها من مكانة في قلوبهم وقلوب المسلمين, ولم يقتصر اهتمامهم وعلى المراقد المطهرة التي نالت الغاية من التبجيل والتعظيم في نفوسهم وأعطوها الأولوية من مشاريعهم في العراق بل أحاطوا المدن المقدسة ببالغ الأهمية فازدهرت المدن المقدسة (النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء) في عهدهم وأنشئت فيها المدارس الدينية وتوسعت معالمها وتطور عمرانها وتجارتها وزراعتها, كما لم يقتصر اهتمامهم واعتنائهم الفائق بالمراقد والمدن المقدسة في العراق فحسب, بل امتد إلى خارجه فسهلوا عملية الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله), فقد رفع عضد الدولة البويهي الجباية عن الحجّاج وأقام لهم الاستراحات في الطريق وحفر لهم العيون والآبار على طول الطريق من العراق الى عمق الصحراء يقول ابن الأثير: (كان عضد الدولة ينفق على أهل مكة والمدينة وطرقهما ومصالحهما مائة ألف دينار كل سنة).
وقد كان طريق الحج يثير قلق الحجاج ومخاوفهم لخطورته حيث اعتاد أعراب نجد على شن غارات واعتداءات على قوافل الحجاج الآتية من العراق والشام، مما كان يتطلب إرسال مجموعة من الجند لحماية الحجاج وتأمين وصولهم وسلامتهم مع حصر أداء فريضة الحج خلال الموسم فقط, ولكن غارات أعراب نجد طالت حتى مكة والمدينة فبنى عضد الدولة سورا لحمايتها من غارات الأعراب, يقول ابن الجوزي: (أدار عضد الدولة السور على المدينة لحمايتها من غارات الأعراب).
وقد ازدهر طريق الحج في عهد عضد الدولة فكان الحجاج في مأمن من غارات الأعراب, فكانوا يمرون بواحات غناء في طريقهم حتى وصولهم, وقد جاء هذا الاهتمام البالغ لما يكنه عضد الدولة في نفسه من احترام وتقديس وتبجيل للأماكن المقدسة ووجوب احترام زائريها وسلامتهم وحقن دمائهم من اللصوص, ولما عرف عنه من التقوى والورع والعدل والعبادة والكرم, يقول ابن الأثير في تاريخه (ج8ص670): (كان عضد الدولة حليماً, كريماً واسع الكرم, كثير البذل, حسن السياسة لرعاياه وجنده رؤوفاً بهم, عادلاً في الحكم بينهم, وكان بعيد الهمة, عظيم الجد والسعادة, متحرجاً من الظلم, مانعاً لأصحابه منه, عفيفاً عن الدماء, يرى حقنها واجباً إلا فيما لا بد منه, وكان يحامي على أهل البيوتات, وكان يجري عليهم الأرزاق ويصونهم عن التبذل, وكان يقصد المساجد الجامعة, في أشهر الصيام, للصلاة, وينتصب لرد المظالم, ويتعهد العلويين بالأموال الكثيرة، ويتصدق بالأموال الجليلة على ذوي الحاجات، ويلين جانبه للخاص والعام......
ثم يروي ابن الأثير عدة أمثلة على تواضعه وكرمه ويقول: فانظر إلى هذا الخلق ما أحسنه وما أجمله.... وهو ما يدل على كمال مروءته, وحسن عهده, وصلته لرحمه, رضي الله عنه وأرضاه وكان له حسن عهد ومودة إقبال...)
ويقول ابن الجوزي إن عضد الدولة (اشتهر بالصدقات وربما تصدّق بثلاثين ألفاً وتصدّق مرة بثلاثين بدرة)، ويقول أيضاً عن صدقاته في الحجاز: (فأرسل الأموال لأهل الحرمين ورد رسومهم القديمة، وكسا المساجد وأطلق مرتبات للمؤذنين والقراء في المساجد ..... وكان يحب العلم والعلماء ويجري الرسوم للفقهاء والأدباء والقراء فرغب الناس في العلم). وقد أمر بإخراج أموال الصدقات وتسليمها للقضاة والأعيان، لإعانة من يستحق من الفقراء وذوي الحاجات، وإعانة العاطلين الذين لا يجدون أعمالاً يقتاتون منها.
النجف الأشرف
وصفت المصادر البناء الذي بناه عضد الدولة على قبر الإمام علي بأنه (أجلّ العمارات وأحسنها), وأنه (شيد مشهداً عظيمًا على قبر الإمام علي (عليه السلام) وقد أنفق على هذا البناء الأموال الكثيرة واستقدم أمهر أصحاب المهن الفنية والنقوش من أجل هذا البناء.
وقد وصف الرحالة ابن بطّوطة هذا البناء في رحلته المشهورة عند زيارته للنجف الأشرف عام (727هـ) فقال:
(معمورة أحسن عمارة، وحيطانها مزينة بالقاشاني، وهو شبه الزليج عندنا لكنّ لونه أشرق، ونقشه أحسن، وإذا ما دخل زائر يأمرونه بتقبيل العتبة، وهي من الفضّة وكذلك العضادتان، ثمّ يدخل بعد ذلك إلى القبة، وهي مفروشة بأنواع البسط من الحرير وسواه، وبها قناديل الذهب والفضة منها الكبار والصغار، وفي وسط القبة مسطبة مربعة مكسوّة بالخشب، عليها صفائح الذهب المنقوشة المُحكمة العمل، مسمّرة بمسامير الفضة قد غلبت على الخشب، لا يظهر منه شيء.
وارتفاعها دون القامة، وفوقها ثلاثة من القبور يزعمون أن أحدها قبر آدم عليه السّلام، والثاني قبر نوح عليه السّلام، والثالث قبر الإمام عليّ عليه السّلام. وبين القبور طشوت ذهب وفضة فيها ماء الورد والمسك وأنواع الطِّيِب، يغمس الزائر يده في ذلك ويدهن بها وجهه تبرّكاً، وللقبة باب آخر عتبته أيضاً من الفضّة، وعليه ستور الحرير الملوّن، يفضي إلى مسجد مفروش بالبسط الحسان، مستورة حيطانه وسقفه بستور الحرير، وله أربع أبواب عتبتها فضة، وعليها ستور الحرير…).
والجدير بالذكر إن هذا الوصف بعد كان بعد حوالي ثلاثة قرون من تشييد الضريح, ورغم عمليات التطوير التي جرت على ضريح الإمام علي (عليه السلام) عبر تقادم الزمن لكنّ هذا البناء بقي محافظاً على صلابته وتماسكه وجماله حتى سنة (755هـ) عندما احترق الضريح الذي زينت جدرانه بالخشب الساج المنقوش وبقيت بعض الآثار لبناء عضد الدولة وهي التي قال النسابة النجفي محمد حسين كتابدار إنه رآها وذلك في سنة (1041هـ) ومنها قبور آل بوية وكانت معروفة بقبور سبعة سلاطين ومنها قبر عضد الدولة ومصحف بثلاث مجلدات بخط أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي يقول عنه النجفي إنه احترق منه مجلدان وبقي واحد لم يحترق وبقي إلى سنة (1095).
وكان عضد الدولة قد اوصى ان يدفن جثمانه الى جوار قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وينحت على صخرة قبره هذه العبارة: هنا يرقد عضد الدولة وتاج الملة الذي احب مجاورة هذا الأمام المعصوم للخلاص في يوم كل نفس تأتي بما كسبت.
ومن أمثلة التقديس لقبر الإمام أمير المؤمنين من قبل عضد الدولة وتكريم القائمين عليه وزواره ما رواه السيد ابن طاووس في كتابه (فرحة الغري) (ص113ــ114) في زيارة عضد الدولة إلى النجف الأشرف حيث قال: (كانت زيارة عضد الدولة للمشهدين الشريفين الطاهرين الغروي والحائري في شهر جمادي الأولى في سنة (371هـ).... وتوجه إلى المشهد الغروي يوم الأثنين ثاني أيام وروده, وزار الحرم الشريف, وطرح في الصندوق دراهم. فأصاب كل واحد منهم واحد وعشرون درهما. وكان عدد العلويين ألفا وسبعمائة اسم. وفرق على المجاورين وغيرهم خمسمائة ألف درهم, وعلى المترددين خمسمائة ألف درهم, وعلى الفقهاء والفقراء ثلاثة آلاف درهم, وعلى المرتبين من الخازن والبواب على يد أبي الحسن العلوي وعلى يد أبي القاسم بن أبي عائد وأبي بكر بن سيار......)
وقد ألقى اشاعر الحسين بن الحجاج قصيدته الفائية المشهورة في مدح أمير المؤمنين بعد إكمال بناء المرقد المقدس أمام عضد الدولة والتي يقول في مطلعها:
يا صاحبَ القبةِ البيضاءِ في النجفِ *** مَن زارَ قبركَ واستشفى لديكَ شُفي
زوروا أبا الحسنِ الهادي لعلّكم *** تحظونَ بالأجرِ والاقبالِ والزّلفِ
حتّى إذا طفتَ سبعاً حول قبته *** تأمّلَ البابِ تلقى وجهَه فقفِ
وقلْ سلامٌ من اللّه السلامُ على *** أهلِ السلامِ وأهلِ العلمِ والشرفِ
كما مدح الشاعر أبو اسحاق الصابي عضد الدولة على هذا البناء بقوله من قصيدة طويلة:
توجّهت نحو المشهدِ العلمِ الفردِ *** على اليمنِ والتوفيقِ والطائرِ السعدِ
تزور أمير المؤمنين فيا له *** ويا لك من مجدٍ منيخٍ على مجدِ
كربلاء
بلغت كربلاء الذروة في النمو والازدهار في زمن عضد الدولة حيث شخصت معالمها الدينية والحضارية. يقول الدكتور عبد الجواد الكليدار في كتابه (تاريخ كربلاء) ص(152): (وقد ازدهرت كربلاء في عهد عضد الدولة البويهي وعهد البويهيين, وتقدمت معالمها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية, فاتسعت تجارتها واخضلت زراعتها, وأينعت علومها وآدابها, فدبت في جسمها روح الحياة والنشاط، فتخرج منها علماء فطاحل وشعراء مجيدون, وتفوقت في مركزها الديني المرموق....)
ويقول أيضا في نفس الكتاب: (ولا تنكر أعمال عضد الدولة العظيمة ومآثره الإسلامية الجليلة فقد بالغ في تشييد الأبنية حول المشهد الشريف في الحائر فجدد تعمير القبة, وشيد الأروقة من حوله, وبالغ في تزيينهما وتزيين الضريح بالساج والديباج, وعمر البيوت والأسواق من حول الحائر, وعصم مدينة كربلاء بالأسوار العالية فجعلها كحصن منيع ثم اهتم بالماء لسكان البلد والضياء للحائر المقدس فساق المياه الجارية للطف من مسافات بعيدة, وخصص أوقافاً جارية للإنارة والإضاءة فأحيا كربلاء من جديد بإخلاصه لآل البيت الطاهر بعد أن كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة من سياسة العباسيين الجائرة وأساليبهم الهدامة للحائر...)
وقال السيد ابن طاووس في (فرحة الغري) (ص59), والسيد جعفر بحر العلوم في (تحفة العالم في شرح خطبة المعالم) (ج1ص273): عن زيارة عضد الدولة لقبر الإمام الحسين (عليه السلام) في سنة (371هـ): (وورد مشهد الحائر لمولانا الحسين صلوات الله عليه لبضع بقين من جمادي الأولى فزاره صلوات الله عليه وتصدق وأعطى الناس على اختلاف طبقاتهم, وجعل في الصندوق دراهم ففرقت على العلويين فأصاب كل واحد منهم اثنان وثلاثون درهماً وكان عددهم ألفين ومائتي اسم ووهب العوام والمجاورين عشرة آلاف درهم وفرق على أهل المشهد من الدقيق والتمر مائة ألف رطل, ومن الثياب خمسمائة قطعة. وأعطى الناظر عليهم ألف درهم....)
ويعلق الدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة على هذا القول في: (تأريخ كربلاء وحائر الحسين عليه السلام) (ص138) بالقول: (فيؤخذ من ذلك بأن عدد الذكور من العلويين في ذلك الوقت كان يبلغ ألفين ومائتي رجل فإذا أضفنا إليه مثل هذا العدد أو أكثر منه للإناث والأطفال بلغ عددهم من حيث المجموع خمسة آلاف نسمة من الرجال والنساء. وقد بلغ ما أنفقه عضد الدولة من النقود على العلويين في تلك المرة مبلغ سبعين ألف وأربعمائة درهم تقريبا عدا ما أنفق عليهم من الدقيق والتمر والملابس بسخاء فائق منقطع النظير, لأنه كان متفانيا في حب آل البيت وتنظيم شعائرهم وحفظ ذراريهم...)
وقال السيد حسن الصدر في كتابه: (نزهة اهل الحرمين في عمارة المشهدين) (ص36): (في عام (371هـ) شيّد عضد الدولة البويهي قبة ذات أروقة وضريحاً من العاج وعمر حولها بيوتاً وأحاط المدينة بسور)
كما جاء ذكر بناء عضد الدولة في لقبر الإمام الحسين في رسالة (معرفة شهور السنة) للشيخ البهائي في أحوال شهر شوال بقوله: (وفي الثامن من شوال توفي السلطان الفاضل عضد الدولة البويهي وذلك في سنة (372هـ) وكان رحمه الله شديد الرسوخ في التشيع ومن بنيانه قبة أمير المؤمنين وقبة الحسين (صلوات الله عليهما)
ومن أعمال عضد الدولة الجليلة حماية المرقد الطاهر من اللصوص ففي سنة (369) شن ضبة بن محمد الأسدي الذي كان يتزعم عصابة من اللصوص وقطاع الطرق هجوما على كربلاء ونهب الحائر وسرق نفائس خزانته وموقوفاته وكان يتخذ من عين التمر مقراً له لشن هجمات على القوافل والمدن والقرى فأرسل عضد الدولة إليه سرية من الجند فأحاطوه من كل جانب لكنه تمكن من الفرار بجلده تاركاً الأموال والنفائس التي سرقها والتي أرجعت إلى أماكنها وقد ذكر ابن الأثير هذه الحادثة في حوادث سنة (369هـ) من تاريخه.
الكاظمية المقدسة
يمكن القول أن البويهيين قد أسسوا لمدينة الكاظمية التي كانت قبلهم شبه قرية من قرى بغداد وكان الزوار من الشيعة يزورون الإمامين (عليهما السلام) من مسجد يعرف بمسجد باب التبن خوفا من أعين السلطة العباسية, ولما جاء البويهيون وزال بمجيئهم الخوف كثر الزوار, ففي عام (367هـ) قام عضد الدولة البويهي ببناء بيوت حول المرقد الشريف لتشجيع الزوار والوافدين للإقامة في هذه المنطقة وكانت هذه البيوت هي بداية مشروع تأسيس مدينة.
وعن بناء المرقد الشريف يقول العلامة المحقق جعفر النقدي في كتابه (تاريخ الإمامين الكاظمين) (ص53 ــ 55):
(في سنة (336هـ) أمر معز الدولة بقلع العمارة المبنية على القبرين, ورفع الضريحين السابقين, وبنى عمارة جليلة في مكانها ووضع على القبرين الشريفين ضريحا خشبيا من الساج جميل الشكل حسن الطراز وتعلو العمارة قبتان بديعتان إحداهما لمولانا الكاظم (عليه السلام) والثانية لمولانا الجواد (عليه السلام) وأمام العمارة القائمة صحن واسع رفيع الجدران محمكم البنيان وزين داخل العمارة بالتزيينات وعلق فيها المعلقات والأضوية وغير ذلك مما يزيد في حسنها وروعتها وأنزل ثلاثة من الجنود وغيرهم مقابل المشهد المبارك للخدمة وللمحافظة أولا ولتأمين الزائرين ثانيا فكان الناس يقصدون الزيارة أفواجا أفواجا وهم آمنون على أنفسهم وأموالهم وكثرت المجاورة حول المشهد الشريف وصار الإمامان (عليهما السلام) ملجأ للخائفين وكعبة للطائفين)
ولقرب المرقد الطاهر من مركز الحكم في بغداد فقد كان معز الدولة يزور المرقد مع وزرائه وأعيان دولته كل يوم خميس ويبيت في بيت مجاور له ويذهب يوم الجمعة إلى مقر حكمه بعد أن يجدد الزيارة ثانية
وفي سنة (369هـ) بنى عضد الدولة سورا حول أبنية المشهد الكاظمي وزاد تعمير داخل المشهد وخارجه وأضاف إلى التزيينات والأضوية وغيرها وضاعف من منها.
يقول العلامة النقدي في تاريخ الإمامين (ص57): (وفي سنة (377هـ) أوصل الماء إلى الكاظمية ــ مشهد الإمامين موسى والجواد عليهما السلام) أبو طاهر سعيد الحاجب مولى شرف الدولة بن عضد الدولة بحفره نهراً كبيراً ساقه من الدجيل إلى داخل صحن المشهد وأصبح مجاورو المشهد والزائرون غير محتاجين إلى نقل الماء من بغداد ولا إلى حفر الآبار وكثرت الهجرة إلى المشهد المقدس من بغداد ونواحيها وزادت البيوت هناك...)
الامامين العسكريين
بدأ أول بناء للبويهيين على المرقدين الطاهرين للإمامين العسكريين في سامراء في عهد معز الدولة البويهي عام (337 ه) حيث شيد عندما زار سامراء أول بناء متكامل للزيارة, وقد أسس القبة الشريفة وعمر السرداب ووضع على القبرين الشريفين صندوقا من الخشب الساج المزخرف وأجرى عدة أعمال عمرانية وإدارية عليه منها تجديد بناء صحن دار الإمام (عليه السلام) وأقام سدنا وخدمة للضريح وأجرى لهم رواتب للقيام على خدمة الزائرين, ثم قام عضد الدولة بوضع سور من الخشب الساج حول المرقد الطاهر ووسع الصحن الشريف ووضع ستارا من الديباج على القبر.
وقد جدد بناء المرقدين الطاهرين وعُمِّر مرة ثانية في عهد البويهيين ففي سنة (445ه) شيد أرسلان البساسيري ــ وهو من رجال الدولة البويهية ــ بناء شاهقاً وشامخاً على قبري الإمامين العسكريين (عليهما السلام)، وأقام على القبرين الشريفين صندوقين من الساج، وأهدى للضريح رمانتين من الذهب، هما أول قطعتين ذهبيتين تهديان إلى المرقد الشريف.