الأطعمة فائقة المعالجة.. تهديد عالمي للصحة العامة

شبكة النبأ

2025-11-26 02:49

تشكل الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) أكثر من نصف السعرات الحرارية المستهلكة في دول مثل الولايات المتحدة، وترتبط بزيادة مخاطر الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة. وتُشدد الأبحاث، المنشورة في مجلات طبية مثل The Lancet، على أن هذه الأطعمة مصممة لتكون لذيذة ومسببة للإدمان، مما يدفع إلى الإفراط في الأكل وزيادة الوزن. وينتقد الخبراء تكتيكات صناعة الأغذية العالمية، بما في ذلك الإنفاق الضخم على التسويق، والضغط السياسي لمقاومة التنظيمات الصحية الفعالة مثل الملصقات التحذيرية والضرائب. بينما يدعو الباحثون إلى اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة للحد من استهلاك هذه المنتجات، يشير النقاد إلى الحاجة لمزيد من الإجماع العلمي وتطوير أنظمة التصنيف الغذائي لتحديد الضرر بدقة.

I. تعريف ومجال انتشار الأطعمة فائقة المعالجة

تُمثل الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) تحدياً صحياً عالمياً متصاعداً. ووفقاً لنظام تصنيف الأغذية NOVA، الذي ابتكره عالم الأوبئة البرازيلي كارلوس مونتيرو في عام 2009، تُصنف هذه الأطعمة ضمن المجموعة الرابعة. وتُعرّف الأطعمة فائقة المعالجة على أنها منتجات غذائية تُصنع باستخدام تقنيات صناعية ومكونات نادراً ما تُستخدم في المطابخ المنزلية. بدلاً من المكونات الغذائية الكاملة، تُصنع هذه الأطعمة من مكونات رخيصة خضعت لمعالجة كيميائية، وغالباً ما تُستخدم فيها مواد مضافة صناعية لجعلها صالحة للأكل، وشهية، ومسببة للإدمان.

تكون هذه الأطعمة غالباً منخفضة الألياف والدهون، وغنية بالسعرات الحرارية، والسكريات المضافة، والصوديوم، والإضافات، وكلها مصممة لزيادة جاذبيتها. وتشمل الإضافات الشائعة مواد حافظة ومستحلبات ومعززات للرائحة والنكهة.

الانتشار العالمي وواقع الاستهلاك

يشكل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة أكثر من نصف السعرات الحرارية التي يستهلكها البالغ الأمريكي. وفي الولايات المتحدة، تُقدر نسبة الأطعمة فائقة المعالجة على رفوف المتاجر بما يصل إلى 70% من الإمدادات الغذائية. وقد بين مسح نشرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن هذه الأطعمة شكلت 55% من السعرات الحرارية المتناولة بين عامي 2021 و 2023.

وتُعد الولايات المتحدة الدولة صاحبة أعلى نسبة استهلاك لهذا النوع من الطعام في العالم. كما تضع هذه الأرقام الولايات المتحدة ضمن الدول التي تستهلك أكبر عدد من السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، إلى جانب المملكة المتحدة وكندا وأستراليا. وفي المقابل، تتبع دول غربية أخرى مثل فرنسا وإيطاليا عادات غذائية صحية، حيث يستهلك الإيطاليون أقل من 20% من سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة التصنيع، مقارنة بنحو 30% إلى 35% لدى الفرنسيين.

الاستهلاك أعلى بشكل ملحوظ لدى القُصّر في الولايات المتحدة، حيث يحصل الأطفال على ما يقرب من 62% من سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة. هذا الانتشار الواسع يجعل تجنبها صعباً، لا سيما أنها غالباً ما تكون رخيصة ومريحة.

II. الأضرار الصحية والآليات البيولوجية للإفراط في الأكل

ترتبط الأطعمة فائقة المعالجة بمشاكل صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسمنة، والسكري. وقد أظهر استعراض منهجي في مجلة *The Lancet* أن 92 دراسة من أصل 104 وجدت علاقة بين هذه الأطعمة وارتفاع خطر الإصابة بمرض مزمن واحد أو أكثر.

ارتفاع مخاطر الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة

إن استبدال الأنظمة الغذائية التقليدية بالتغذية القائمة على الأطعمة فائقة المعالجة هو التفسير الأكثر إقناعاً للوباء العالمي للأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة والسكري وأمراض القلب. وأظهرت دراسات متعددة وجود ارتباطات ذات دلالة إحصائية بين استهلاك هذه الأطعمة وعشرات الأمراض المزمنة.

كشفت الدراسات عن زيادات محددة في المخاطر الصحية:

* ارتباط الأطعمة فائقة المعالجة بزيادة خطر الإصابة بالقلق بنسبة تصل إلى 41%، واضطرابات النوم بنسبة 55%، والسمنة بنسبة 53%.

* زيادة خطر تطور مرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40%، والوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 20%.

* أفادت دراسة حديثة أنه مقابل كل زيادة بنسبة 10% في إجمالي السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، يرتفع خطر الوفاة المبكرة بنحو 3%.

الرابط بين الأطعمة فائقة المعالجة والسرطان

برز ارتباط متزايد بين الأطعمة فائقة المعالجة وسرطانات الجهاز الهضمي العلوي والقولون والمستقيم، خاصة بين الشباب.

* ارتبط تناول الأطعمة فائقة المعالجة بزيادة خطر الإصابة بالأورام الغدية غير السرطانية (زوائد لحمية قد تتطور لاحقاً إلى سرطان القولون والمستقيم).

* المشاركون الذين تناولوا أكبر كمية من الأطعمة فائقة المعالجة (نحو 10 حصص يومياً) كانوا أكثر عرضة بنسبة 45% لتطوير هذه الزوائد اللحمية ببلوغهم سن الخمسين.

* حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل خطر أخرى مثل مؤشر كتلة الجسم والسكري وانخفاض تناول الألياف، ظل الارتباط باستهلاك الأطعمة فائقة المعالجة قائماً.

قد يكون الارتباط ناجماً عن قدرة هذه الأطعمة على تغيير ميكروبيوم الأمعاء وطبقة الحماية فيها، ما يؤدي إلى التهابات مزمنة وإنتاج جزيئات سامة عند استقلابها. كما أن السمنة الناتجة عن استهلاك هذه الأطعمة هي بحد ذاتها عامل خطر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

آليات الإفراط في الاستهلاك (نقطة السعادة)

تؤدي الأطعمة فائقة المعالجة إلى الإفراط في الأكل. وقد أظهرت التجارب السريرية العشوائية أن تناولها يؤدي إلى تناول 500 إلى 1000 سعرة حرارية إضافية يومياً مقارنة بالأطعمة الكاملة قليلة المعالجة. ويُفسر مونتيرو ذلك بأن هذه التركيبات "مصممة لتصيب 'نقطة السعادة' لدينا".

تشمل النظريات التي تفسر الإفراط في الأكل:

1. كثافة الطاقة: تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على طاقة أكثر كثافة من الأطعمة المعالجة بالحد الأدنى، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها لا تستوجب الكثير من الماء.

2. الاستساغة المفرطة ("نقطة النعيم"): أوضحت الدكتورة تيرا فازينو أن الأطعمة شديدة الاستساغة تحتوي على مجموعات من العناصر الغذائية (مثل الدهون والسكر والصوديوم والكربوهيدرات النشوية) عند عتبات لا توجد عادة معاً في الطبيعة. هذا المزيج المثالي من الملح والدهون والسكر والكربوهيدرات يجعلنا لا نرغب في التوقف عن تناولها.

3. التأثير البيولوجي: هذه الأطعمة تُنشّط المستقبلات الأفيونية والدوائر العصبية للدوبامين في الدماغ، مما يكافئ الاستهلاك ويحفز البحث عن المزيد.

III. استراتيجيات صناعة الأغذية والضغوط السياسية

قطاع الأغذية يواصل تسويق منتجاته الجديدة والحالية بشكل مكثف لتحقيق أرباح ضخمة. وللحفاظ على هذا النموذج التجاري عالي الأرباح، تستخدم الصناعة ضغطاً سياسياً واسعاً لإيقاف السياسات الفعالة للصحة العامة.

تكتيكات الصناعة

تعتمد صناعة الأغذية على تحويل المكونات الأساسية مثل الذرة والقمح إلى نشارة عديمة اللون والطعم، ثم إعادة تركيبها بالنكهات والمواد المضافة الصناعية، مما يمثل مصدر أرباحها الرئيسي. وبدلاً من فقدان هذا المصدر، تستعد الصناعة لإنفاق الملايين لمواجهة القيود الحكومية.

تنسيق الجهود والأساليب المشابهة للتبغ:

* تنسق صناعة الأغذية جهودها من خلال شبكة عالمية تشمل شركات الإعلان، وسلاسل الوجبات السريعة، وتجار التجزئة، وشركاء البحث.

* أشارت مقالات *Lancet* إلى أن شركات الأغذية والمشروبات التي استحوذت عليها شركات التبغ الكبرى بين الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي استخدمت استراتيجيات صناعة التبغ لإنتاج أطعمة مصممة لتكون لذيذة وإدمانية.

* يحذر الخبراء من أن أساليب قطاع التبغ يتم تطبيقها حالياً، بما في ذلك استهداف الأطفال بالتقنيات التسويقية.

محاربة التنظيم وإثارة الشك العلمي:

* تشمل إجراءات الصناعة الضغط المباشر والتسلل إلى الوكالات الحكومية والتقاضي.

* تحاول الصناعة تأطير النقاشات واستثارة الشك العلمي. وقد تم توظيف بعض مؤثري التغذية للترويج لرسائل مضادة للوصمة، أو تصوير معارضي الأطعمة فائقة المعالجة بأنهم نخبيون.

* حذر الفريق المؤلف من باحثين عالميين من أن محاولات "إثارة شك علمي" في شأن أبحاث الأطعمة فائقة المعالجة تشبه الأساليب التي تستخدمها شركات التبغ.

* أشارت المقالات أيضاً إلى أن الأبحاث الممولة من الصناعة كانت أكثر احتمالاً بخمس مرات لإظهار عدم وجود علاقة بين السمنة واستهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.

التوسع في الأسواق الناشئة

مع تشبع أسواق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، تدفع صناعة الأغذية بقوة نحو أمريكا الجنوبية وإفريقيا وشرق أوروبا، بالإضافة إلى الصين والهند. وتلعب ثماني شركات مصنعة لمنتجات فائقة المعالجة، منها نستله وبيبسي كو وكوكا كولا، دوراً كبيراً في تغيير الأنظمة الغذائية العالمية، حيث استحوذت على 42% من أصول القطاع البالغة 1.5 تريليون دولار في عام 2021.

IV. الدعوات العالمية والتنظيمات المقترحة

تدعو سلسلة الأبحاث التي نشرت في *The Lancet* إلى تنظيم الصناعة عبر مجموعة من الإجراءات للحد من الأضرار الصحية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة يشكل "تهديداً منهجياً للصحة العامة والعدالة والاستدامة البيئية"، وأن هناك "حجة مقنعة لاتخاذ إجراءات عاجلة".

الأدوات التنظيمية الدولية

تشمل التوصيات العالمية ما يلي:

1. ملصقات تحذيرية: وضع تحذيرات واضحة على ملصقات العبوات.

2. فرض الضرائب: فرض ضرائب على بعض المنتجات الفائقة المعالجة، خاصة المشروبات الغازية، واستخدام هذه الأموال لجعل الطعام الطازج في متناول الأسر ذات الدخل المنخفض.

3. قيود التسويق: سن قوانين للحد من التسويق، لا سيما الإعلانات الموجهة للأطفال.

وقد نفذت دول مثل تشيلي والمكسيك والنرويج والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية وأيرلندا قوانين لمنع تسويق الأطعمة فائقة المعالجة للأطفال وطلب ملصقات على العبوات.

الجدل حول الأدلة والقيود التنظيمية

رغم الدعوات العاجلة للتحرك، لا يزال هناك جدل واسع في الأوساط العلمية.

انتقادات النظام التصنيفي والأدلة:

* أشار نقاد إلى أن معظم الدراسات رصدية ولا تثبت تأثيراً مباشراً للضرر.

* أوضح التحالف الدولي للأغذية والمشروبات أن توصيات السياسات "تتجاوز الأدلة المتاحة"، وتقترح إجراءات تنظيمية بناءً على مؤشرات مضافة.

* خضع نظام نوفا (NOVA) للتدقيق بسبب عدم أخذه في الاعتبار العناصر الغذائية غير الصحية المعروفة، مثل الدهون والملح والسكر. ويعني ذلك أن بعض الأطعمة التي يُعتقد أنها صحية، كاللحوم البديلة والحليب النباتي، يمكن اعتبارها فائقة المعالجة.

* يرى بعض الخبراء أن مصطلح "فائقة المعالجة" غير محدد بوضوح، مما يستدعي مزيداً من الأبحاث.

الرد على الانتقادات:

* يؤكد الباحثون البارزون أن المخاطر التي تشكلها هذه الأطعمة جسيمة ولا تستدعي الانتظار أكثر.

* على الرغم من أن معظم الأبحاث قائمة على الملاحظة، مما يعني أنها لا تستطيع تحديد السبب والنتيجة بشكل مباشر، فإن الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لا تلغي ضرورة التحرك "نظراً إلى المخاطر غير المتناسبة للأمراض المزمنة على الفئات الأكثر ضعفاً".

الدعوة إلى القيادة الحكومية

تدعم اليونيسف والمنظمات الأممية تطوير إطار سياسة دولية يهدف إلى حماية الأطفال والأسر والمجتمعات من الأطعمة فائقة المعالجة. ويؤكد الخبراء أن الحماية الفعالة تتطلب مواجهة القوة الاقتصادية والسياسية التي تمكّن الصناعة من إضعاف أو تأخير عمل الحكومة. يجب على الحكومات قيادة نهج شامل لضمان أن يكون هذا هو الجيل الأول الذي تُعطى فيه حقوق الأطفال في التغذية والغذاء والصحة الأولوية على أرباح الشركات.

V. نصائح عملية للحد من الاستهلاك

الرغم من أن التغيير الحقيقي يتطلب جهداً منسقاً عالمياً يشمل الحكومات والأكاديميين والجمهور، إلا أن الخبراء يقدمون نصائح للمساعدة في الحد من تناول الأطعمة فائقة المعالجة على المستوى الفردي:

* تجنب الأطعمة قدر الإمكان: يجب محاولة تجنب الأطعمة فائقة المعالجة قدر الإمكان وبناء النظام الغذائي من أطعمة حقيقية وكاملة، بأقل معالجة ممكنة.

* التركيز على الأطعمة الكاملة: الأطعمة الكاملة في الطبيعة (كالخضار، والفاكهة، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، والماء النقي) هي الأفضل. تحتوي هذه الأطعمة على عناصر غذائية تعزز الشبع مثل الألياف والماء والبروتينات، التي تبطئ امتصاصها وهضمها.

* تطوير الوعي: انتبه إلى كيفية تأثير طعامك عليك؛ فبينما قد تجعلك الأطعمة فائقة المعالجة ترغب في المزيد باستمرار، تمنح الأطعمة الكاملة شعوراً بالرضا والامتلاء.

* الحذر من الصوديوم: عند دمج الصوديوم مع الدهون أو الكربوهيدرات النشوية، يمكن أن يزيد من الاستساغة وينشّط نظام المواد الأفيونية في الدماغ.

* تجنب العبارات التسويقية المضللة: يجب الابتعاد عن الملصقات الغذائية التي تروّج لخصائص مثل "النظام الغذائي الصحي" أو "قليل الدهون"، حيث غالباً ما تحتوي هذه المنتجات على المزيد من السكر المضاف لتعويض الدهون المنخفضة.

إنني أتفهم طلبك بخصوص صيغة الإجابة، وعليه، سأقدم لك الأرقام والإحصائيات الموجودة في المصادر في شكل نصي متسلسل وواضح، مع الحفاظ على التنظيم والتوثيق الشامل لكل معلومة.

الأطعمة فائقة المعالجة بالأرقام

* الاستهلاك في الولايات المتحدة (البالغون): تشكل الأطعمة فائقة المعالجة أكثر من نصف السعرات الحرارية التي يستهلكها البالغ الأمريكي.

* الاستهلاك الحديث (2021-2023): بين عامي 2021 و 2023، شكلت هذه الأطعمة 55% من السعرات الحرارية التي تناولها الأمريكيون. هذا الرقم يمثل أيضاً النسبة في النظام الغذائي الأمريكي المتوسط.

* الاستهلاك السابق (2017-2018): قُدِّر استهلاك البالغين لهذه الأطعمة بنسبة 56% للفترة 2017-2018.

* الاستهلاك لدى القصّر: يحصل الأطفال والقصّر على ما يقرب من 62% من سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، مقارنة بـ 53% لدى البالغين. وكانت هذه النسبة أعلى في الفترة 2017-2018، حيث بلغت 65.6% لدى القصّر.

* انتشار الأطعمة في المتاجر: يُقدّر أن ما يصل إلى 70% من الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة تتكون من أطعمة فائقة المعالجة.

* المقارنات الدولية: تضع هذه الأرقام الولايات المتحدة من بين الدول ذات الاستهلاك الأعلى، إلى جانب المملكة المتحدة وأستراليا وكندا. وفي المقابل، يستهلك الإيطاليون أقل من 20% من سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة التصنيع، مقارنة بنحو 30% إلى 35% لدى الفرنسيين.

* الاستهلاك المنخفض: في الدول ذات الاستهلاك المنخفض، مثل كولومبيا، تشكل هذه الأطعمة 15% من النظام الغذائي، وفي البرازيل، 17.4%.

أظهرت الأبحاث أن الأطعمة فائقة المعالجة مرتبطة بعشرات الأمراض المزمنة.

* زيادة خطر الوفاة المبكرة: مقابل كل زيادة بنسبة 10% في إجمالي السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، يرتفع خطر الوفاة المبكرة بنحو 3%. كما أن تناول كميات أكبر من هذه الأطعمة يزيد من خطر الوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 20%.

* الوفاة بأمراض القلب: الأشخاص الذين يتناولون المزيد من هذه الأطعمة كانوا أكثر عرضة بنسبة 50% للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

* الأمراض المزمنة: يرتبط الاستهلاك بزيادة خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 53%، واضطرابات النوم بنسبة 55%، والقلق بنسبة تصل إلى 41%، وتطور مرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40%.

* الإفراط في الأكل: تؤدي الأطعمة فائقة المعالجة إلى تناول 500 إلى 1,000 سعرة حرارية إضافية يوميًا مقارنة بالأطعمة الكاملة قليلة المعالجة.

* الأورام السابقة للسرطان: المشاركون الذين تناولوا أكبر كمية من الأطعمة فائقة المعالجة (نحو 10 حصص يوميًا) كانوا أكثر عرضة بنسبة 45% لتطوير الأورام الغدية غير السرطانية ببلوغهم سن 50 عامًا، مقارنة بمن تناولوا أكثر قليلاً من ثلاث حصص يوميًا. وقد خُفض العمر الموصى به للفحص الأولي للقولون إلى 45 عامًا.

الوفيات القابلة للوقاية (تقديرات):

 * تقدر نسبة الوفيات المبكرة القابلة للوقاية بسبب استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة بين 4% (في الدول ذات الاستهلاك المنخفض) و 14% (في الدول ذات الاستهلاك المرتفع).

 * في حال تقليل الاستهلاك إلى الصفر، كان من الممكن منع أكثر من 124 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة في عام 2017.

 * كما كان يمكن منع نحو 25 ألف حالة وفاة بالبرازيل في عام 2017، ونحو 3,000 حالة وفاة بكولومبيا في عام 2015.

* الأرباح المالية: أظهرت الأبحاث في مجلة *The Lancet* أن أكثر من 2.9% من مبلغ 50 تريليون دولار الذي دفعته شركات الأغذية للمساهمين بين عامي 1962 و 2021، تم توزيعه من قبل مصنعي الأطعمة فائقة المعالجة وحدهم.

* السيطرة على الأصول: بلغ إجمالي أصول القطاع 1.5 تريليون دولار في عام 2021. واستحوذت ثماني شركات مصنعة لمنتجات فائقة المعالجة على 42% من هذه الأصول.

* تأثير التمويل: وُجد أن الدراسات الممولة من شركات الأغذية كانت أكثر احتمالاً بخمس مرات لإظهار عدم وجود علاقة بين السمنة واستهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.

* التسويق المشابه للتبغ: استُخدمت تقنيات تسويقية مماثلة لتلك التي دفعت 45% من البالغين الأمريكيين للتدخين بحلول عام 1954.

نماذج من الأطعمة فائقة المعالجة

تتسق الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) مع تعريف نظام تصنيف الأغذية NOVA على أنها منتجات تُصنّع باستخدام تقنيات صناعية ومكونات نادراً ما تُستخدم في المطابخ المنزلية. وعادةً ما تكون هذه الأطعمة غنية بالسعرات الحرارية، والسكريات المضافة، والصوديوم، والإضافات.

يمكن تقديم نماذج الأطعمة فائقة المعالجة ضمن الفئات التالية:

1. أمثلة محددة للمنتجات النهائية

ذكرت المصادر أمثلة محددة تندرج تحت تصنيف الأطعمة فائقة المعالجة، والتي ترتبط بالإفراط في الاستهلاك وزيادة المخاطر الصحية:

- البرغر.

- المشروبات الغازية.

- الكعك المُصنَّع.

- رقائق البطاطا.

2. أطعمة ومكونات شائعة ذات معالجة فائقة

في سياق الدراسات التي تناولت الارتباط بين الاستهلاك وسرطان القولون والمستقيم، حددت المصادر أنواع الأطعمة التي تم تناولها بكميات كبيرة من قبل المشاركين:

- الخبز.

- الأطعمة فائقة المعالجة الخاصة بالفطور.

- الصلصات والمُرشّحات (Dressings/Toppings).

- التوابل (في شكلها المعالج أو المعبأ).

- المشروبات المُحلاَّة بالسكر أو بالمحليات الصناعية.

3. أطعمة تصنف كفائقة المعالجة رغم اعتبارها "صحية"

أشارت المصادر إلى أن نظام NOVA التصنيفي قد خضع للتدقيق لأنه لا يأخذ في الاعتبار العناصر الغذائية غير الصحية المعروفة مثل الدهون والملح والسكر، مما يعني أن بعض الأطعمة التي يُعتقد أنها صحية يمكن اعتبارها فائقة المعالجة. وتشمل هذه النماذج:

- اللحوم البديلة.

- الحليب النباتي.

- بعض أنواع الخبز.

- الخضر المعلبة.

- الزبادي المنكّه (مقارنة بالزبادي العادي).

4. المكونات الصناعية المستخدمة في تصنيع الأطعمة فائقة المعالجة

تُصنَع الأطعمة فائقة المعالجة من مكونات خضعت لمعالجة كيميائية، وغالباً ما تُستخدم فيها مواد مضافة صناعية لجعلها صالحة للأكل، وشهية، ومسببة للإدمان. هذه المواد تشمل:

- المواد الحافظة (للحفاظ على النضارة والقوام أو لمقاومة العفن والبكتيريا).

- المستحلبات (لمنع انفصال المكونات).

- معززات الرائحة والنكهة.

- المُحليات غير المغذية (المحليات الصناعية).

- الألوان.

- المواد المضادة للرغوة.

- المواد المستخدمة للتبييض.

- مواد التكثيف، والتجليد، والتثخين.

ويُشار إلى أن صناعة الأغذية تعتمد على تحويل المكونات الأساسية مثل الذرة والقمح والفاصولياء إلى نشارة عديمة اللون والطعم، ثم إعادة تركيبها بالنكهات والمواد المضافة الصناعية.

هذه التركيبات "مصممة لتصيب (نقطة السعادة) لدينا"، حيث تحتوي على مجموعات من العناصر الغذائية (مثل الدهون، والسكر، والصوديوم، والكربوهيدرات النشوية) عند عتبات لا توجد عادة معاً في الطبيعة.

ختاماً، إن المعضلة التي تفرضها الأطعمة فائقة المعالجة تشبه إلى حد كبير محاولة السباحة عكس تيار قوي في نهر مزدحم. بينما يسعى الأفراد جاهدين للوصول إلى بر الأمان (الصحة) عبر اختيار الأطعمة الكاملة، فإن الصناعة تدفعهم بقوة نحو التيار (الاستهلاك المفرط) من خلال منتجات مصممة للإدمان، مدعومة بضغوط تسويقية وسياسية هائلة. وبالتالي، يصبح التنظيم الحكومي بمثابة بناء السدود والمنارات التي توجه الأفراد وتخفف من قوة هذا التيار، مما يجعل خيار الصحة سهلاً ومتاحاً للجميع، بدلاً من كونه امتيازاً للنخب.

ذات صلة

العراق والقضية الفلسطينية.. من عقيدة المقاومة إلى عقيدة المسؤوليةالانتخابات لا تعبر عن رأي الجمهور دائماالسر الذي يغيّر الحياة كيف يوقظ الامتنان بصيرة الانسان17 عاماً على التحرير الاقتصادي: هل يعلن إيلون ماسك نهاية سلطة المال؟الهند وإنهاء الاستعمار الرقمي.. اختطاف التكنولوجيا من أجل السيطرة؟